وللقصائد قصصها أيضاً
حامد كعيد الجبوري
ولادة شاعر تعني الكثير لدى قومه وقبيلته وأمته ، فالشاعر إذاعة متنقلة ، أو صحيفة رائجة منتشرة التوزيع ، بل قل فضائية مرموقة يشار إليها ، هكذا كان الشاعر في ما مضى ، وحين ولادة شاعر لدى قبيلته ينحرون القرابين ويؤدون النذور لشاعرهم و للسانهم القادم ، فالشاعر يؤلب قومه ويرفع من حماسهم بغزوهم للقبائل الأخرى ، وهو من يترجم أفراحهم ، ويرثي سادات قبيلته ، ويهجو القبائل الأخرى ، ومن ألطبيعي أن الشعر الشعبي لا يخرج عن هذه المعادلة ، ولو أنه جاء متأخرا شيئا ما قبالة الشعر الفصيح .
الشعراء الشعبيون أبان ثورة العشرين ، وما قبلها وصل لنا من نتاجهم النزر القليل ، ولو كانت هناك كما هي الآن صحفا ميسرة للقارئ لأغنانا بل لأغنى المكتبة الشعبية بشئ لا يستهان به من هذا النتاج الثر، ولقد وثّق السيد علي الخاقاني بموسوعته الشهيرة عن التراث الشعبي الكثير والغزير من النتاج لشعراء شعبيين دثروا لولا توثيقه وأرشفته لما كتبوا ، وقد نشر هذه القصيدة المشتركة – إشلون باجه - لكبار شعراء الحلة الفيحاء ، ولم يذكر ظروف وحيثيات كتابة هذه القصيدة المشتركة ، لأنه غير معني بهذه الظروف والحيثيات ، ولأن خالي المرحوم الشاعر محمد علي بنيان الجبوري قد وثقها ، ولأن واقعة هذه القصيدة بل ولادتها في بستاننا التي تقع بالطرف الشرقي للحلة المحروسة ، والشاعر المرحوم محمد علي بنيان من كبار شعراء الحلة الشعبيون وهو صاحب القصيدة الشهيرة ( منو مثلي أشتره بيده عذابه / ومنو مثلي أدمروا حالته أحبابه ) .
منتصف العقد الرابع من القرن المنصرم ، وعلى وجه التقريب الأعوام 44 او 45 او 46 بعد 1900 م ، كانت هناك أكثر من وشيجة تشد الشعراء الشعبيون لبعضهم ، ولا يمكن أن نقول أن الجميع كانوا على وفاق تام ، كما هي حالهم أيامنا هذه ، ولم يكن خلافهم آنذاك إلا لأسباب ثقافية محضة ، ففلان من الشعراء لصوته الرخيم يدعى لمأدبة عرس أو ختان ولا يدعى غيره ، وآخر لأنه يكتب القصائد الحسينية التي تثير استعجاب الآخرون ، لذا فهو أكثر عرضة للنقد الأدبي من غيره وهكذا ، ولقد أستهل القصيدة المشتركه (أشلون باجه) الشاعر الشعبي السيد محسن السيد أحمد العميدي ، والسيد محسن هو الذي وقف قبالة المرحوم فيصل الثاني مادحا لينال منه قطعة أرض في قلب الحلة الفيحاء ، ومن الذين ساهموا بهذه القصيدة ، وبالمناسبة فإنها مرتجلة من قبل جميع شعرائها ، الشاعر الشهير الشيخ حسن العذاري صاحب قصيدة ( يهواي دمشي أبهونك ) ، والشاعر الشهير عبد الصاحب عبيد الحلي صاحب الروضة العبيدية في الموال ،والشاعر الشهير الشيخ عبد الحسين صبره الحلي صاحب القصيدة المغناة ( بحشاشتي سهمك مضه / وعكبك علي ضاك الفضه) ، وشعراء أخرون ليسوا بأقل شاعرية ممن ذكرنا ، ولكن بحظوظ إعلامية أقل ، وقصة هذه القصيدة كما يلي ، دعى المرحوم الشاعر محمد علي بنيان – خالي - أصدقاءه الشعراء لجلسة سمر وغداء في بستاننا ، وكانت الدعوى لأكلة ( الباجه) لأن عمل الشاعر محمد علي بنيان الجبوري قصابا ، تولت جدتي لأمي مسألة إنضاجها ، ولم يكن حينذاك ما يسمى ب ( قدور الضغط ) ، ولم تكن حينها الطباخات الغازية ، بل كانت عملية الطبخ بواسطة مخلفات الأشجار والنخيل ( الحطب ، وجذوع النخل اليابسة) ، بعد أن أكملوا الجميع ضيافتهم المعتادة لمثل هذه المناسبة ، ذهب الشاعر محمد علي لجدتي وقال لها ( يمه صبيلني الأكل ) ، أجابته بأن الأكل لم ينضج لحد الآن ، فذهب لأصدقائه المدعوين بشئ من الخبز و ( كيشة تمر) ، بعد أن ألتهموا ماقدم لهم طالبو مضيفهم بالغداء ، فذهب الرجل لأمه ولكن ( الباجات) لا تزل غير مهيأة ، وذهب لهم بما يسد حاجتهم من الأكل ، وهنا تحركت شاعرية السيد محسن العميدي فأنشأ قائلاً وهي من بحر الرمل (الموشح)
إشلون باجه وينذكر تاريخها
بين سيد أوكعتلي وشيخها
***
ومن الجدير ذكره أن من يبدأ بمطلع القصيدة عليه أن يضيف لها رباطا- بيت - آخر لتكملة ما يريد قوله ، مع ملاحظة أن الشاعر أختار قافية صعبة وقليلة المفردات ، وهنا من يقول أن مستهل القصيدة قاله مضيفهم نفسه محمد علي بنيان الجبوري ،وأنا أميل لهذا الرأي لأن من يبدأ قصيدة المساجلة عليه إنهاءها ، بمعنى أن القفل الأخير يكون له ، وهذا ما حصل بهذه القصيدة حيث بيت الختام للشاعر محمد علي بنيان الجبوري ، ووجدت من قال أن المستهل – المطلع – لعبد الحسين صبره ، وأثبت المرحوم علي الخاقاني أن مطلع القصيدة والرباط الذي يليه للسيد محسن العميدي ، وهذا كما قلنا يخالف أصول وقواعد المساجلات المشتركه ، وأردف السيد العميدي مطالبا الجميع المشاركة الآنية المرتجلة وأكمل ما بدأه ،
أبين سيدها أوكعتلي والشيوخ
ومن صريج أسنونهم راسي يدوخ
لو تشوف إلحاهم أملوخيها لوخ
وبعد لا تنشد على تلويخها
****
الشاعر الشيخ حسن العذاري
أملوخه ألحاهم وتلصف من بعيد
وبشعرها بعد من باقي الثريد
على الباجه خلصوا كل الجريد *
وخشع * ماعدها وخلص كل ديخها*
****
الجريد / سعف النخل اليابس ، خشع / جذوع النخيل اليابس ، ديخ / عثق النخل اليابس الخالي من التمر
الشاعر حافظ المله هي
خلص كل ديخ النخل من الشعل
وعلى الباجه دعوتي ما ظن تفل
وكعت أسنوني يربعي أمن الأكل
وعذبتني الكرشه من تمليخها
****
الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي
باجه وأعليها السنون أتحمسن
أنفك عليها الحلك وأتراخه الرسن *
فاز بيها عبد الحسين وحسن *
وفلس منها أجريخها وأمريخها *
****
الرسن / واضح قصده تماما ، عبد الحسين صبره وحسن العذاري ، أجريخها ومريخها / مثل شعبي
الشاعر محمد الطعان
آنه يا خويه الذي منها أفلست
جي كبلها أبساعه (كويايه)* كلت
وأنته يا شيخي الذي بيها فزت
إلي الحنظل وأنت ألك بطيخها
****
(كوبايه) / الكرشة تقطع ويلف بها التمن والكشمش وتخاط بأوراق ( خوص) النخيل ،
الشاعر هادي المرزه الحلي
أشلون باجه وفايزه بيها الربع
أكراعها جالرمح والكرشه درع
أعظامها تضوي مثل ضوي الشمع
والله ريحتها أوصلت مريخها
****
الشاعر صاحب الجعفر البناء
من ضكتها نشط من عندي الجسم
وصار بيه كل فراسه وكل عزم
ولأكلها نوّخت هاي الزلم
الساتر الله أبهاي من تنويخها*
****
الساتر الله هاي من تنويخها / واضحة المقصد تماما
الشيخ عبد الحسين صبره الحلي
كالأباعر نوخوا بزر الفكر
وخلصوا كبل الأكل كيشة تمر
هاي باجه والطلايب ها كثر
أشلون بصرك لو هووا بطبيخها
****
الشاعر عبود الفراتي
لو هوت بطبيخها أتبيض الوجه
يالذي عازمهم أصحه وأنتبه
أيشبخون أبهاي واحدهم شره
وبالمراجل ما نفع تشبيخها
****
الشاعر الشيخ عبد الله المؤمن
الشيخ وسفه ماحظه أبهذا الغده
كلي ي( محمد علي ) إشعامل رده
الصيت للنوره * تره أعظم عُدَه
ما دروا مفعولها أبزرنيخها *
****
النوره / مادة تستعمل للبناء ويضاف لها الزرنيخ لإزالة الشعر
الشاعر الشيخ كريم الداوود
الباجه طيبه و(حسن) إلها مفترس
نوّروها * لوله هلسوها هلس
أفلست منها وكمت أوعظ بالنفس
وسهم روحي من التمر تنسيخها*
****
نوّروها / بمعنى أزالوا الصوف غير المرغوب به بواسطة مادة النوره ، تنسيخها /بمعنى الناسخ والمنسوخ أي أنه لم يحصل على أكلة الباجه وأستعيض عنها بمادة الخبز والتمر،
الشاعر محمد علي بنيان الجبوري صاحب الدعوى والذي يفترض كما قلنا ينهي ما بدأه بقصيدة المساجلة ويقول
سامحوني يا أحبابي أمن القصور*
وأنتو تاج الشعر يل كلكم بدور
طور أكثر بالبُصل وأنثني أبطور
أبروحي أوبخ* وأكثر أبتوبيخها
****
القصور / بمعنى التقصير / أوبخ / بمعنى ألوم وأعاتب وأونب
بعد ذلك نضجت أكلتهم ( الباجات) على أفضل ما يكون ، وأكلوها عن آخرها وتركوا لنا هذا الإرث التراثي الجميل ، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جنانه .
حامد كعيد الجبوري
ولادة شاعر تعني الكثير لدى قومه وقبيلته وأمته ، فالشاعر إذاعة متنقلة ، أو صحيفة رائجة منتشرة التوزيع ، بل قل فضائية مرموقة يشار إليها ، هكذا كان الشاعر في ما مضى ، وحين ولادة شاعر لدى قبيلته ينحرون القرابين ويؤدون النذور لشاعرهم و للسانهم القادم ، فالشاعر يؤلب قومه ويرفع من حماسهم بغزوهم للقبائل الأخرى ، وهو من يترجم أفراحهم ، ويرثي سادات قبيلته ، ويهجو القبائل الأخرى ، ومن ألطبيعي أن الشعر الشعبي لا يخرج عن هذه المعادلة ، ولو أنه جاء متأخرا شيئا ما قبالة الشعر الفصيح .
الشعراء الشعبيون أبان ثورة العشرين ، وما قبلها وصل لنا من نتاجهم النزر القليل ، ولو كانت هناك كما هي الآن صحفا ميسرة للقارئ لأغنانا بل لأغنى المكتبة الشعبية بشئ لا يستهان به من هذا النتاج الثر، ولقد وثّق السيد علي الخاقاني بموسوعته الشهيرة عن التراث الشعبي الكثير والغزير من النتاج لشعراء شعبيين دثروا لولا توثيقه وأرشفته لما كتبوا ، وقد نشر هذه القصيدة المشتركة – إشلون باجه - لكبار شعراء الحلة الفيحاء ، ولم يذكر ظروف وحيثيات كتابة هذه القصيدة المشتركة ، لأنه غير معني بهذه الظروف والحيثيات ، ولأن خالي المرحوم الشاعر محمد علي بنيان الجبوري قد وثقها ، ولأن واقعة هذه القصيدة بل ولادتها في بستاننا التي تقع بالطرف الشرقي للحلة المحروسة ، والشاعر المرحوم محمد علي بنيان من كبار شعراء الحلة الشعبيون وهو صاحب القصيدة الشهيرة ( منو مثلي أشتره بيده عذابه / ومنو مثلي أدمروا حالته أحبابه ) .
منتصف العقد الرابع من القرن المنصرم ، وعلى وجه التقريب الأعوام 44 او 45 او 46 بعد 1900 م ، كانت هناك أكثر من وشيجة تشد الشعراء الشعبيون لبعضهم ، ولا يمكن أن نقول أن الجميع كانوا على وفاق تام ، كما هي حالهم أيامنا هذه ، ولم يكن خلافهم آنذاك إلا لأسباب ثقافية محضة ، ففلان من الشعراء لصوته الرخيم يدعى لمأدبة عرس أو ختان ولا يدعى غيره ، وآخر لأنه يكتب القصائد الحسينية التي تثير استعجاب الآخرون ، لذا فهو أكثر عرضة للنقد الأدبي من غيره وهكذا ، ولقد أستهل القصيدة المشتركه (أشلون باجه) الشاعر الشعبي السيد محسن السيد أحمد العميدي ، والسيد محسن هو الذي وقف قبالة المرحوم فيصل الثاني مادحا لينال منه قطعة أرض في قلب الحلة الفيحاء ، ومن الذين ساهموا بهذه القصيدة ، وبالمناسبة فإنها مرتجلة من قبل جميع شعرائها ، الشاعر الشهير الشيخ حسن العذاري صاحب قصيدة ( يهواي دمشي أبهونك ) ، والشاعر الشهير عبد الصاحب عبيد الحلي صاحب الروضة العبيدية في الموال ،والشاعر الشهير الشيخ عبد الحسين صبره الحلي صاحب القصيدة المغناة ( بحشاشتي سهمك مضه / وعكبك علي ضاك الفضه) ، وشعراء أخرون ليسوا بأقل شاعرية ممن ذكرنا ، ولكن بحظوظ إعلامية أقل ، وقصة هذه القصيدة كما يلي ، دعى المرحوم الشاعر محمد علي بنيان – خالي - أصدقاءه الشعراء لجلسة سمر وغداء في بستاننا ، وكانت الدعوى لأكلة ( الباجه) لأن عمل الشاعر محمد علي بنيان الجبوري قصابا ، تولت جدتي لأمي مسألة إنضاجها ، ولم يكن حينذاك ما يسمى ب ( قدور الضغط ) ، ولم تكن حينها الطباخات الغازية ، بل كانت عملية الطبخ بواسطة مخلفات الأشجار والنخيل ( الحطب ، وجذوع النخل اليابسة) ، بعد أن أكملوا الجميع ضيافتهم المعتادة لمثل هذه المناسبة ، ذهب الشاعر محمد علي لجدتي وقال لها ( يمه صبيلني الأكل ) ، أجابته بأن الأكل لم ينضج لحد الآن ، فذهب لأصدقائه المدعوين بشئ من الخبز و ( كيشة تمر) ، بعد أن ألتهموا ماقدم لهم طالبو مضيفهم بالغداء ، فذهب الرجل لأمه ولكن ( الباجات) لا تزل غير مهيأة ، وذهب لهم بما يسد حاجتهم من الأكل ، وهنا تحركت شاعرية السيد محسن العميدي فأنشأ قائلاً وهي من بحر الرمل (الموشح)
إشلون باجه وينذكر تاريخها
بين سيد أوكعتلي وشيخها
***
ومن الجدير ذكره أن من يبدأ بمطلع القصيدة عليه أن يضيف لها رباطا- بيت - آخر لتكملة ما يريد قوله ، مع ملاحظة أن الشاعر أختار قافية صعبة وقليلة المفردات ، وهنا من يقول أن مستهل القصيدة قاله مضيفهم نفسه محمد علي بنيان الجبوري ،وأنا أميل لهذا الرأي لأن من يبدأ قصيدة المساجلة عليه إنهاءها ، بمعنى أن القفل الأخير يكون له ، وهذا ما حصل بهذه القصيدة حيث بيت الختام للشاعر محمد علي بنيان الجبوري ، ووجدت من قال أن المستهل – المطلع – لعبد الحسين صبره ، وأثبت المرحوم علي الخاقاني أن مطلع القصيدة والرباط الذي يليه للسيد محسن العميدي ، وهذا كما قلنا يخالف أصول وقواعد المساجلات المشتركه ، وأردف السيد العميدي مطالبا الجميع المشاركة الآنية المرتجلة وأكمل ما بدأه ،
أبين سيدها أوكعتلي والشيوخ
ومن صريج أسنونهم راسي يدوخ
لو تشوف إلحاهم أملوخيها لوخ
وبعد لا تنشد على تلويخها
****
الشاعر الشيخ حسن العذاري
أملوخه ألحاهم وتلصف من بعيد
وبشعرها بعد من باقي الثريد
على الباجه خلصوا كل الجريد *
وخشع * ماعدها وخلص كل ديخها*
****
الجريد / سعف النخل اليابس ، خشع / جذوع النخيل اليابس ، ديخ / عثق النخل اليابس الخالي من التمر
الشاعر حافظ المله هي
خلص كل ديخ النخل من الشعل
وعلى الباجه دعوتي ما ظن تفل
وكعت أسنوني يربعي أمن الأكل
وعذبتني الكرشه من تمليخها
****
الشاعر عبد الصاحب عبيد الحلي
باجه وأعليها السنون أتحمسن
أنفك عليها الحلك وأتراخه الرسن *
فاز بيها عبد الحسين وحسن *
وفلس منها أجريخها وأمريخها *
****
الرسن / واضح قصده تماما ، عبد الحسين صبره وحسن العذاري ، أجريخها ومريخها / مثل شعبي
الشاعر محمد الطعان
آنه يا خويه الذي منها أفلست
جي كبلها أبساعه (كويايه)* كلت
وأنته يا شيخي الذي بيها فزت
إلي الحنظل وأنت ألك بطيخها
****
(كوبايه) / الكرشة تقطع ويلف بها التمن والكشمش وتخاط بأوراق ( خوص) النخيل ،
الشاعر هادي المرزه الحلي
أشلون باجه وفايزه بيها الربع
أكراعها جالرمح والكرشه درع
أعظامها تضوي مثل ضوي الشمع
والله ريحتها أوصلت مريخها
****
الشاعر صاحب الجعفر البناء
من ضكتها نشط من عندي الجسم
وصار بيه كل فراسه وكل عزم
ولأكلها نوّخت هاي الزلم
الساتر الله أبهاي من تنويخها*
****
الساتر الله هاي من تنويخها / واضحة المقصد تماما
الشيخ عبد الحسين صبره الحلي
كالأباعر نوخوا بزر الفكر
وخلصوا كبل الأكل كيشة تمر
هاي باجه والطلايب ها كثر
أشلون بصرك لو هووا بطبيخها
****
الشاعر عبود الفراتي
لو هوت بطبيخها أتبيض الوجه
يالذي عازمهم أصحه وأنتبه
أيشبخون أبهاي واحدهم شره
وبالمراجل ما نفع تشبيخها
****
الشاعر الشيخ عبد الله المؤمن
الشيخ وسفه ماحظه أبهذا الغده
كلي ي( محمد علي ) إشعامل رده
الصيت للنوره * تره أعظم عُدَه
ما دروا مفعولها أبزرنيخها *
****
النوره / مادة تستعمل للبناء ويضاف لها الزرنيخ لإزالة الشعر
الشاعر الشيخ كريم الداوود
الباجه طيبه و(حسن) إلها مفترس
نوّروها * لوله هلسوها هلس
أفلست منها وكمت أوعظ بالنفس
وسهم روحي من التمر تنسيخها*
****
نوّروها / بمعنى أزالوا الصوف غير المرغوب به بواسطة مادة النوره ، تنسيخها /بمعنى الناسخ والمنسوخ أي أنه لم يحصل على أكلة الباجه وأستعيض عنها بمادة الخبز والتمر،
الشاعر محمد علي بنيان الجبوري صاحب الدعوى والذي يفترض كما قلنا ينهي ما بدأه بقصيدة المساجلة ويقول
سامحوني يا أحبابي أمن القصور*
وأنتو تاج الشعر يل كلكم بدور
طور أكثر بالبُصل وأنثني أبطور
أبروحي أوبخ* وأكثر أبتوبيخها
****
القصور / بمعنى التقصير / أوبخ / بمعنى ألوم وأعاتب وأونب
بعد ذلك نضجت أكلتهم ( الباجات) على أفضل ما يكون ، وأكلوها عن آخرها وتركوا لنا هذا الإرث التراثي الجميل ، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جنانه .