ماذا دارفي جزر الواقواق رؤية نقدية للثقافة بعد السقوط- قاعة الوداد........أنموذجا-قاعة عشت روت.....أنموذجا
بين بداية الكون ونهايته ينحدر الحدث على صهوة الأسطورة دافعا المعرفة نحو غائية تبريرية,جاعلة الذات منسجمة مع ظرفها الموضوعي وأحيانا بتغييب الصراع بين الآني المتفجر والغائب المتخندق في درع الماضي.ولان قلق الفنان ناتج عن صراع بين الصورة الذهنية المتوهجة وبين الواقع الذي لا يخرج عن كيانه الملموس,لذا يتجدد الإحباط.ولكون الفن بكل إشكاله هو نص معرفي فهو لا يحتاج إلى ترجمان لكنه بحاجة إلى لمفاتيح لحل الشفرات,ولان مايدور في جزر الواقواق بعد السقوط هو مسرحية كوميدية بورنوكرافية,وفي مسرح البورنو كل شيء جائز إلا الحيوية والوظيفية والفاعلية تأويليا على المستوى الحضاري....نجد إن قاعات العرض الفني والتي يفترض بها إن تكون حاضنة لخطاب حضاري متقدم يتعامل مع الجمال بلغة شفافة وأثيرية....تكون مشروعا تجاريا خالية من إي قيمه أخلاقية كغيرها من المشاريع الاقتصادية في جزر الواقواق مبنية على سرقات اللفائف والسمسرة في الأروقة الخلفية لعصافير الجراد.وهذا بالتالي ينتج خطابا مبتورا سمته الأساسية براكماتيا هجينة تتشدق بالمقدس وتمارس أفعال خوذتينا بيكار......
والسؤال هل بوسع الفنان إن يتجاوز برحلة سديمية يقرأ العلامات كقراءة الطالع,يقول ألنفري(إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة) وإذا ارتفع السؤال عز الجواب.فليس على المرء إن يقع في شراك الخطيئة لكي يتوب....نراهم يوميا من خلال شاشات العولمة يتقاذفون المفرقعات كل حسب مستواه التكنولوجي...وجوه يعفرها التراب وأخرى تعلن موت الإنسان...فلنقرأ بصمت ونكتب بصمت,ولنتعلم لغة الإشارة....ففي الملاحم الكبرى المسكوت عنه أعظم دلالة,فمنذ عصور ماقبل التاريخ ظل الأثر يتناسل جينيا ليفضح علاماته. وستظل عاريات الليل تهمز ببكارتها في أي طريق لان كل شيء في الوجود يتعرى ويخضع تلقائيا للنشوة........إلا آن هذا الجسد الآدمي المستلب سيصحو من رقدته وسينتقي الشعراء كلماتهم المطرزة بالنور والألوان وستتوهج قصائدهم في الظلام عن روحانية عذبة ..وهكذا يختار الإنسان أحلامه ويختزل الزمن بلحظة ذكية ثم يدنو منه في قلقه إلا خير-د غالب المسعودي
الأحد، 5 سبتمبر 2010
السبت، 4 سبتمبر 2010
قراءة في مجموعة مشرق الغانم-طير تستحم بالرماد-كتابة احمد الحلي
قراءة في مجموعة مشرق الغانم " طير تستحم بالرماد "
الشاعر بوصفه كاهناً ومتنبئاً
احمد الحلي
يبدو أن الشاعر الحديث ما زال بمقدوره أن يضطلع بدوره القديم مجدداً بوصفه كاهناً وساحراً ومتنبئاً في آن معاً ، وهذا ما ينطبق بدرجة أساس مع شاعر المجموعة التي نحن بصددها والمعنونة " طير تستحم بالرماد " للشاعر العراقي المغترب مشرق الغانم والتي أصدرتها له في العام 1997 في طبعة آنيقة دار جفرا للدراسات والنشر في دمشق ، وعلى الرغم من صغر حجم المجموعة ، إذ لا يزيد عدد صفحاتها عن 63 صفحة خالية من الفهرست ، فأنها مليئة بالدلالات الموحية .
يقول الشاعر في مفتتح المجموعة :
من فضة تلمع في الأعالي ، حتى
المصب الأسود لنهرين تخثر فيهما
الدم ، حشدت سربا من الإوز العراقي
وبدأت الطيران عالياً صوب ممالك مندثرة
كنت اسمع النشيد القديم مختلطاً بالريح
تصفر في البراري ، والنجوم هائمة على الرمال
حيث نرى دلالة " نهرين تخثر فيهما الدم " وهو ما سيذكرنا على الفور بالمنحى الذي سبق وسارت عليه قصيدة " رماد المسلة " اللافتة التي فاز بها الشاعر صلاح حسن بجائزة دار الشؤون الثقافية العامة في مفتح التسعينات والتي سرعان ما لاكتها الألسن بعد ذلك بالقيل والقال حتى وصل الأمر ببعض أدعياء الثقافة ممن أتاح لهم النظام السابق أن يتبوءوا مراكز مهمة على خارطة المشهد الثقافي العراقي ، إلى رفع مذكرة حزبية إلى الجهات العليا يطالبون فيها بسحب الجائزة عن الشاعر الرجيم ومحاسبة اللجنة التي قررت منحه الجائزة لأنه لم يفعل شيئاً في قصيدته سوى انه كال السباب لما أسموه بالثوابت الوطنية والقومية وأنه وجه فيها انتقاداته المبطنة إلى الإسلام بحد ذاته بوصفه زحفاً حجازياً صحراوياً طال حضارة ومدنية متقدمة كانت قائمة في العراق آنذاك . واللافت بل والممتع حقاً لدى الشاعر مشرق الغانم هو انه ينتقل في القصيدة الواحدة عبر أجواء متعددة، في القصيدة المعنونة بـ " المُفتتح " نراه يقول ;
كان المشهد خلاباً لشعوب
تستغرق في أحضان مدنها ،
كنت أحسدها ، شعوبٌ
كانت تجيد المتعة !
وواضح إن الشعوب التي عناها الشاعر هنا هي شعوب الدول التي آوت المهاجرين العراقيين بل وكل المهاجرين القادمين من دول لا تحترم فيها إنسانية الإنسان ، نقرأ في ذات القصيدة :
لكن يا أبت ما حكمة هذا الموت ؟
بلاد تقبل قبل الأوان إلى حتفها ،
قبل أن تنشد الفاختة في بئر السماء
قبل أن يصحو النخيل من بلل الظلام !
وسنرى إن عمق الفاجعة سيتوضح ويتجلى أكثر فأكثر
كلما توغلنا في عملية القراءة :
لكننا نحرق في كل فجر قبل الآذان ،
في كل فجر نوقظ الأولاد إلى موت نشتهيه ،
حجر من شجر عتيق لنار لم تنطفئ
مُنذ هبَّ على العراق أول سديم !
سنرى إن الشاعر يغوص في موضوعته الأساس : الحرب ، لاسيما تلك التي دارت رحاها في شمال الوطن ضد أبناء شعبنا الكردي حيث يقول في قصيدة " بدء الطواف " :
كفر الطفل بالرب
حيث رأى الجبل غولاً
والسفح مسلخ " أنفال " !
وبلغة مؤسية مفعمة بالشحنة العاطفية التي تصل حد البكاء :
أنصت إلى العراق :
وأهتف في سري
يا كهف صداي ، ياهداة الطفل
تحت الضجيج ، يا نبيذاً ساح عني
غفلة ، وانكسر !
ولعل أبرز شيء يمكن أن تلاحظه العين الفاحصة في هذه المجموعة المعبرة هو لغة الشاعر المتمكن من أدواته وإيقاع جمله المتواتر ، بالإضافة إلى الصور الشعرية الخلابة التي لا يكف عن صوغها وابتكارها والتي سرعان ما ستذكرنا بصور الشاعر الكردي الشهير شيركوبيكس :
جلس الفاطن في ظلمته
أشعل سيجارة على تلة
كي يسدد قناص آخر الليل
إلى رأسه طلقته !
أو مائدتي حديقة وقلبي سرير نهر لا يفيض
فلماذا لا يهب من الشرق سوى عصف الحريق ؟
سيلجأ الشاعر إلى كهفه الطوطمي شاهراً أدواته البدائية بوجه العصر :
عليّ أن لا ألتفت إلى الخلف أو التف ،
وان أضع في جيبي حصاة
تعينني على عطش الطريق !
وسيتدفق موال الحزن وهو يطرق مسامعنا هادراً :
أنصت إلى العراق : بادية تهرس عظام موتى ،
كانت تنبح منذ ألف عام ، من أطلق عليها اسم الجزيرة ؟
تدور الرمال فيها مثل مغزل ،
وكانت تتقن السطو على حرير القوافل ولما أقفرت الطريق
سطا بدوها الأجلاف على فضة ينابيعي !
وسيصور الشاعر لنا هؤلاء الأجلاف القساة المتحدرين من صحاراهم القاحلة وهم يقيمون احتفالهم وكرنفالهم فوق رأس المأتم :
ينتزعون الليلك من جرف فتنته
ويلقون به إلى موقد الوحش ،
وعلى مقربة ، كنت أسمع شواء وربابة تئز
وطفلاً يرمي جلده خارج النار
وثمة قضية أخرى طالما تناولتها أقلام الشعراء والكتاب ، كل بطريقته الخاصة ، إلا وهي قضية تجفيف الأهوار التي ارتكبتها عقيلة النظام البائد فعجلت بنهايته وسقوطه ، كونها ليست موجهة ضد الإنسان والكائنات فحسب ، وإنما ضد الطبيعة الأم المقدسة :
تطلع الكراكي مشتعلة من فوهات القصب
وألف قبرة تصفق صدى المقتولين هباء
على الماء الذبيح ، يسند ظل غيمة
مضت ، فتحار الطير
من سماء مقفلة !
هناك ، كان البدوي جالساً على ناقته
يدخن الغليون ويحصي الجثث ضاحكاً !
الشاعر بوصفه كاهناً ومتنبئاً
احمد الحلي
يبدو أن الشاعر الحديث ما زال بمقدوره أن يضطلع بدوره القديم مجدداً بوصفه كاهناً وساحراً ومتنبئاً في آن معاً ، وهذا ما ينطبق بدرجة أساس مع شاعر المجموعة التي نحن بصددها والمعنونة " طير تستحم بالرماد " للشاعر العراقي المغترب مشرق الغانم والتي أصدرتها له في العام 1997 في طبعة آنيقة دار جفرا للدراسات والنشر في دمشق ، وعلى الرغم من صغر حجم المجموعة ، إذ لا يزيد عدد صفحاتها عن 63 صفحة خالية من الفهرست ، فأنها مليئة بالدلالات الموحية .
يقول الشاعر في مفتتح المجموعة :
من فضة تلمع في الأعالي ، حتى
المصب الأسود لنهرين تخثر فيهما
الدم ، حشدت سربا من الإوز العراقي
وبدأت الطيران عالياً صوب ممالك مندثرة
كنت اسمع النشيد القديم مختلطاً بالريح
تصفر في البراري ، والنجوم هائمة على الرمال
حيث نرى دلالة " نهرين تخثر فيهما الدم " وهو ما سيذكرنا على الفور بالمنحى الذي سبق وسارت عليه قصيدة " رماد المسلة " اللافتة التي فاز بها الشاعر صلاح حسن بجائزة دار الشؤون الثقافية العامة في مفتح التسعينات والتي سرعان ما لاكتها الألسن بعد ذلك بالقيل والقال حتى وصل الأمر ببعض أدعياء الثقافة ممن أتاح لهم النظام السابق أن يتبوءوا مراكز مهمة على خارطة المشهد الثقافي العراقي ، إلى رفع مذكرة حزبية إلى الجهات العليا يطالبون فيها بسحب الجائزة عن الشاعر الرجيم ومحاسبة اللجنة التي قررت منحه الجائزة لأنه لم يفعل شيئاً في قصيدته سوى انه كال السباب لما أسموه بالثوابت الوطنية والقومية وأنه وجه فيها انتقاداته المبطنة إلى الإسلام بحد ذاته بوصفه زحفاً حجازياً صحراوياً طال حضارة ومدنية متقدمة كانت قائمة في العراق آنذاك . واللافت بل والممتع حقاً لدى الشاعر مشرق الغانم هو انه ينتقل في القصيدة الواحدة عبر أجواء متعددة، في القصيدة المعنونة بـ " المُفتتح " نراه يقول ;
كان المشهد خلاباً لشعوب
تستغرق في أحضان مدنها ،
كنت أحسدها ، شعوبٌ
كانت تجيد المتعة !
وواضح إن الشعوب التي عناها الشاعر هنا هي شعوب الدول التي آوت المهاجرين العراقيين بل وكل المهاجرين القادمين من دول لا تحترم فيها إنسانية الإنسان ، نقرأ في ذات القصيدة :
لكن يا أبت ما حكمة هذا الموت ؟
بلاد تقبل قبل الأوان إلى حتفها ،
قبل أن تنشد الفاختة في بئر السماء
قبل أن يصحو النخيل من بلل الظلام !
وسنرى إن عمق الفاجعة سيتوضح ويتجلى أكثر فأكثر
كلما توغلنا في عملية القراءة :
لكننا نحرق في كل فجر قبل الآذان ،
في كل فجر نوقظ الأولاد إلى موت نشتهيه ،
حجر من شجر عتيق لنار لم تنطفئ
مُنذ هبَّ على العراق أول سديم !
سنرى إن الشاعر يغوص في موضوعته الأساس : الحرب ، لاسيما تلك التي دارت رحاها في شمال الوطن ضد أبناء شعبنا الكردي حيث يقول في قصيدة " بدء الطواف " :
كفر الطفل بالرب
حيث رأى الجبل غولاً
والسفح مسلخ " أنفال " !
وبلغة مؤسية مفعمة بالشحنة العاطفية التي تصل حد البكاء :
أنصت إلى العراق :
وأهتف في سري
يا كهف صداي ، ياهداة الطفل
تحت الضجيج ، يا نبيذاً ساح عني
غفلة ، وانكسر !
ولعل أبرز شيء يمكن أن تلاحظه العين الفاحصة في هذه المجموعة المعبرة هو لغة الشاعر المتمكن من أدواته وإيقاع جمله المتواتر ، بالإضافة إلى الصور الشعرية الخلابة التي لا يكف عن صوغها وابتكارها والتي سرعان ما ستذكرنا بصور الشاعر الكردي الشهير شيركوبيكس :
جلس الفاطن في ظلمته
أشعل سيجارة على تلة
كي يسدد قناص آخر الليل
إلى رأسه طلقته !
أو مائدتي حديقة وقلبي سرير نهر لا يفيض
فلماذا لا يهب من الشرق سوى عصف الحريق ؟
سيلجأ الشاعر إلى كهفه الطوطمي شاهراً أدواته البدائية بوجه العصر :
عليّ أن لا ألتفت إلى الخلف أو التف ،
وان أضع في جيبي حصاة
تعينني على عطش الطريق !
وسيتدفق موال الحزن وهو يطرق مسامعنا هادراً :
أنصت إلى العراق : بادية تهرس عظام موتى ،
كانت تنبح منذ ألف عام ، من أطلق عليها اسم الجزيرة ؟
تدور الرمال فيها مثل مغزل ،
وكانت تتقن السطو على حرير القوافل ولما أقفرت الطريق
سطا بدوها الأجلاف على فضة ينابيعي !
وسيصور الشاعر لنا هؤلاء الأجلاف القساة المتحدرين من صحاراهم القاحلة وهم يقيمون احتفالهم وكرنفالهم فوق رأس المأتم :
ينتزعون الليلك من جرف فتنته
ويلقون به إلى موقد الوحش ،
وعلى مقربة ، كنت أسمع شواء وربابة تئز
وطفلاً يرمي جلده خارج النار
وثمة قضية أخرى طالما تناولتها أقلام الشعراء والكتاب ، كل بطريقته الخاصة ، إلا وهي قضية تجفيف الأهوار التي ارتكبتها عقيلة النظام البائد فعجلت بنهايته وسقوطه ، كونها ليست موجهة ضد الإنسان والكائنات فحسب ، وإنما ضد الطبيعة الأم المقدسة :
تطلع الكراكي مشتعلة من فوهات القصب
وألف قبرة تصفق صدى المقتولين هباء
على الماء الذبيح ، يسند ظل غيمة
مضت ، فتحار الطير
من سماء مقفلة !
هناك ، كان البدوي جالساً على ناقته
يدخن الغليون ويحصي الجثث ضاحكاً !
الفية الولد الخجول-نص عادل كامل-تقديم مدني صالح-العشر الثاني
العشر الثاني
[1]
أكل هذه السكاكين لغزال واحد..
أم هذا الغزال – مثلي – يوشي بغزال آخر ؟
[2]
فقط – هم – مثلي - .. أطفال يلعبون مع الموتى
وهم – مثلي – دائما يعشقون الرماد .
[3]
خلف الغابة فضاءات وأصداء
صبية يذهبون إلى المعابد
عشاق يهبطون من البراءة
فيما أمامي عصور تبحث عن رداء .. ومدن عن مأوى
وصخرة تبحث عن كلمات .
[4]
ماذا تريد هذه الصحراء من جريح تحاصره الغزلان.
[5]
خذ .. خوذتي / دخاني / كوخي / زادي
إنما قبل انطفاء الشموس .. لا تتركني أبصر في المواقد .
[6]
أتبحث عن ملائكة في روحي .. أم عن موتى
أم عن عاشق سرقته الفضاءات .
[7]
تلك العصور وزعت – عند سواحلي – هذا الذي تراه يجمع
أشلاء كواكب قادمة .. هذا أنا المنذور للرماد والعواصف
[8]
أهذه فلك تغرق في كفي
أم أن أصابعي تناثرت في السلالات ؟
[9]
حبة قمح هو ذا زادي
حبة قمح أتقاسمها مع قارات في الأحلام .
[10]
أصابعي تناثرت .. ومثلها أسراري .. رقدت في غيمة وذهبت إلى البعيد .
[11]
لا.. لا .. لست وحيدا تماما
عندي رطب .. قمح .. ورداء يجلس بمحاذاة الأزمنة.
[12]
هنا ما بين الحقول رجل يصطاد الأحلام
فلم أعطيته خوذه وطردته من الأشجار .
[13]
خلجان لا تبحث عن سواحل
وهذا الذي تراه .. لا يستجدي البيارق
إنما أعطى أوراقه إلى الأشجار ..
ودمه إلى القبائل.
[14]
أتزرع قمحا للمواسم .. أم تزرعني للعصور ؟
[15]
إذا كنت بلا مأوى خذ كوخي
إذا كنت بلا نور خذ مصباحي
إذا كنت بلا زاد خذ حقلي
إذا كنت بلا قبرٍ .. لا تأخذ
قبري .
[16]
بحر يهدي كنوزه .. أشجار تحتفل بالنار ..
صخور تنثر أسرارها .. فقط ثمة حمل يتتبع ممرات
الذئاب .
[17]
أهذا داري عامر بالرطب والتين والكروم
أم هذا محض كمين للعابرين ؟
[18]
أهذا تل من ذهب أم من ريح
سيان .. أصابعي لديك ومدفني كبير .
[19]
من هذا الآثم الجميل .. من هذا الساكن كوخ الروح
من هذا …
اهو العاشق .. أم العابر نحو الزمان .
[20]
عصور ترقد في ثقب إبرة
وأخرى عندي لا تكف عن العويل .
(21)
أعطاني عاشقي وردة ما ان رايتها حتى صحوت
حتى مت .
(22)
ما أنا فاعل بهذه الكنوز : نجوم .. شموس .. ينابيع
ما أنا فاعل بهذه الكنوز : حدائق .. عشاق .. بحار
ما أنا فاعل بهذه الكنوز : رماد .. رماد .. وفضاءات .
(23)
فقراء يسكنون بيت الريح .. أزمنة تسكن المعادن
وأنا بينهما اصنع هذه الكلمات .. هذا النشيد .
(24)
خمر من الليل في كاسي أدير .. ومن شدة صحوي صارت خطاي للعابرين سبيل .
(25)
نجمة سرقت مني مصباحي .. آنذاك اختفى ظلي
آنذاك كنت بلا ضلال .
(26)
قل للغابات عصاي نخلة .. قل للنجوم مصباحي وردة
قل للعصور البرية بيتي .. قل للضيوف زادي وفير
قل .. قل .. قل
أنا العاشق الأخير .
(27)
ما الذي جاء بك إلى قبري .. ااسكرتك الريح أم جئت في موسم الكروم تقاسمني خمري ؟
(28)
لم صارت روحي مزرعة .. غابة .. ثم مأوى للذئاب ؟
(29)
للبحر موجة .. للعصافير أعراسها .. للنار أزيزها ..
للعصور صداها .. للعابد تراتيله .. للمصلوب صمته .. للعاشق نجواه
للميت ذكراه
إنما للأسلحة دموع لا تتكلم .
(30)
أهذا موسم الروح أم موسم زراعتها
سيان : القاتل هو القتيل .. والقتيل هو القاتل .
(31)
على م تبحث والنخلة عصاك ؟
(32)
من ذا الراقد على امتداد الأرض .. اهو
المنشد أم النشيد ؟
(33)
لكن لم يا ذئب أودعتني حملك ..
أأحرسه أم من ذئب إلى ذئب تصنع الأناشيد
(34)
أكل الأتي يرقد – إذن – في كف .. فيما هناك
من الماضي .. أبدا .. رفيف يلوح بالمجيء.
(35)
ما ان اختفت أصابعي حتى بدأت الكلام .
(36)
معي كتاب وتراب وخواتم لعشاق سيرحلون
ومعي أسلحة وأسرار ونياشين لموتى سيولدون .
(38)
دع الغيمة ترقد في سريري
دع عزلاني في الحدائق
دع عشاقي يتنـزهون
لا توقظني .. دعني أني أمحو كلامي .
(39)
هذا ما رأيت وهذا ما أقول : تحت هذه المدن آلهة نور
هذا ما رأيت وهذا ما أقول : في الأفق موتى سيولدون
هذا ما رأيت وهذا ما أقول : أنا بعض ليل .. وبعض حقول .
(40)
إذا شئت قاسمني ورقة شجرة
إذا شئت ناصفني حفنة تراب
لكن دع أحلامي تهاجر : ثمة نجمة تناديني في الأفق البعيد .
(41)
خذ ثمار حقولي .. خذ أزمنتي كلها
خذ فصولي كلها .. خذ كل بحاري
إنما اترك لي ردائي وبعض حطامي
فانا آت من البعيد
وأنا راحل إلى البعيد .
(42)
من مؤنسي في هذا الليل .. خوذتي سرقت والفجر
عند بابي يقاسمني التراتيل .
(43)
اكتبوا على الأرض كلها لا يرقد هناك .. إلا
ولد خجول .
(44)
أتريد ان تعرف ماذا قالت الغيمة لي
حسنا .. حسنا .. صوب رصاصتك
الغيمة أخذت ردائي .. زادي .. ظلي
صوب .. صوب .. الغيمة سرقتني .
(45)
أهذه الغيوم كلها لي .. حسنا .. اكتب اسمي فوقها وارحل .
(46)
قلبي لا يكتب الشعر .. وا اسفاه قلبي بلا ذاكرة .
(47)
ليس للموتى لدى مدافن .. إنما أنا ابحث عن معول وارض .
(48)
فيما هم يعيدون الحياة للمومياء .. اكرر .. بحثي مرة .. ومرة عن أهرامات ازرع فيها أناشيدي .
(49)
ما الذي جعل الصخور تستدرج روحي إليها
أهذا من اجل تضليل الغيوم .. أم لأوشي بإسرار النجوم .
(50)
أحلامي هناك تتعطر بالانحناءات .. مثلما جنائز
أعلى أعلى .. تستدرجها السماء .
(51)
هي النذور توزع أعراسها .. صفائح .. ذكريات
وحدائق بكل الأسماء .
(52)
فراشات لونها مسروق من جرحي
بيض
لونها مسروق من دمي .
(53)
ما الذي يحدث : أهي عواصف أم هي طيور ترفرف ؟
ما الذي يحدث : أهي أعراس أم شغب جميل
سيان : روحي توزعت بين الصخور .. روحي تناثرت في كل العصور .
(54)
قميصه جريح .. العاشق .. ليته استدار
والتقط أحلامه من الحدائق
(55)
أتسرق نجمة تاهت أم تسرق مني الكلمات
لكلمات نجوم .. ونجومي كلمات .
(56)
فوق العشب : بحار .. عشاق .. بلابل .. وولد
صوته جريح .
(57)
نحن عائلة : إنما الريح جاءت لكي نغدو قبائل .
(58)
قاسمني الجرح مثلما ذات يوم تقاسمنا البرد .
(60)
خذ الفجر واترك لي أصابعي .. خذ الشمس ودع
لي .. نجمة .. تدلني السبيل .
(61)
كم كثيف هذا النور .. ليل بلا حدود
فضاء محاط بالتراتيل .
(62)
أعائد منها أم ذاهب إليها .. تلك المدافن .. بينما في الغابة .. عصفور يلهو بالسيوف .
(63)
أخائف انك سرقت البحر أم نشوان انك موجه ؟
(64)
كلانا .. أنا والعصافير نحرس غابة من الدموع .
(65)
ما لهذه المنقرضات لا تكف عن العواء
ما لهذه الجمرة في روحي حزينة ؟
(66)
انك تصوب بعيدا عن الهدف
أم على ان أكون سهما في قوسك ؟
(67)
ماذا حدث .. إذ ْ تاجك ينـزف
أهذا لأجل غابات بلا حرس !
(68)
أهذه الأسلحة من رفات عشاق
أم انها .. مثلي .. نثرت أسرارها في البحار ؟
(69)
كلانا .. الغزال وأنا مثوانا بلا سقف
إنما هناك زهرة غادرتنا إلى الوديان .
(70)
هذه الغيوم السود .. أجاءت لي برداء أم انها
ستساومني على الجلد ؟
(71)
أيسرق البحر مني دمي لكي تذهب الزوارق إلى البحر !
(72)
ما الذي دفع بالهياكل .. تلك .. والموتى .. للاستقرار في مقلتي.
(73)
أينما كنت القيامة معي .. وأينما كانت أنا قوسها .
(74)
أينما تجولت أو سكنت .. خطاي تسبقني إلى المستحيل .
(75)
أهذا صحو خمر أم سكر هوى
فيما أنا أرى من حولي ملائكة بلا أجنحة .
(76)
لجلدي نوايا ذئب .. ولي عند جلدي وفاء
إنما غاباتي في تشتعل بصمت .
(77)
أتستجدي الشمس من الليل نورها
فيما الليل ولد خجول .
(78)
من في الكلمة ينطق
من في الصخرة ينشد
أكل هذا لعرسي الأخير ؟
(79)
من ذا في الحلم بارك أصابعي لاصطياد الطيور
من ذا في الحلم قلدني وسام الخلود ؟
(80)
ليس لدىّ أصابع .. إذن .. ليس لدىّ كلام .
(81)
انها – مثلي – الغابات .. لا تعرف لم تلك الزنابق
ستطرز صدور الموتى .. مثلما تبارك
أضرحة العشاق .
(82)
أهذا النداء لنبي أم لغريق
سيان
كلانا نجمة اثر نجمة .. نتتبع ممرات المستحيل .
(83)
انها حبة قمح .. انها حبة قمح مثقلة بالشمس
مثل عاشقين ينشدان للصخور .
(84)
ما سر صمت البراعم .. فيما الحرائق .. تشيد كوخها في الجذور ؟
(85)
لطفل فوق العشب أصابع متناثرة .. وثمة شمس .. مع ذلك تنير الحدائق .
(86)
أكل هذا الارتواء .. أيها العاشق .. لاستقبال الجفاف .
(87)
كواكب غرقى في مقلتي .. شموس في فؤادي
تسرق مصباحي .
(88)
هذا ما تبقى لدىّ : ملاك جريح .. وعند الرأس .. ملائكة تناشدني الرحيل .
(89)
سيف عند المثوى .. سيف يوزع أشلائي
هدايا للقادمين
هدايا للراحلين .
(90)
دعنا نتعلم لغة الصخرة
دعنا لا نتكلم لغة الصخرة
هذا أول النشيد .
(91)
بعض كلماتي لا تنحني للفجر .
(92)
لا اكتم أسراري .. إنما ماذا أقول فيما أصابع نجمة
تناثرت فوق الحشائش .
(93)
في روحي خوذة تسرقني إلى البحار .
(94)
هذه المرة الأناشيد .. هذه المرة البراعم .. هذه المرة الكلمات تخرج من الرأس .. توزع قذائفها .. على الحدائق .
(95)
كلاهما .. المدن فوق المدن .. المدن تحت المدن
يرتجفان بردا .
(96)
في مثلما للظلال .. كواكب منطفئة .
ومثلما ستولد أصوات .. هناك ملائكة في المجزرة .
(97)
من نثرني فوق العشب .. من لملمني .. من أعطاني ووهبني ردائي ..
من قال لي : خذ سرك وارحل .
(98)
تلك الغزال تنتسب إلى الشمس .. ذلك الأمير إلى البحار تلك اللؤلؤة إلى الفجر .. أما أنا فأرتل في كوخي آيات الرمال .
(99)
في دمائي بعض خجل الحقول
بعض دلال البلابل
بعض كلام الحكماء
وكثير من صمت الميلاد .
(100)
إنهن نسوة يتحدثن عن آت ٍ
عن راحل غريق
إنهن نسوة يتحدثن أبدا عن ميت بلا ضريح
عن آتٍ لا يجيء
عن راحلٍ لا يعود .
الجمعة، 3 سبتمبر 2010
قراءة في ديوان-ايقاعات قلب اعزل-للشاعر شريف الزميلي-كتابة احمد الحلي
قراءة في ديوان ( إيقاعات قلب أعزل )
الشاعر يتوارى خلف طلاسمه
أحمد الحلي
بين أيدينا ديوان صغير الحجم (72) صفحة عميق الدلالة بعنوان ( إيقاعات قلب أعزل ) للشاعر شريف هاشم الزميلي ، والذي أصدره ضمن موجة الإصدارات التي أخذ الكتاب والشعراء العراقيون ينشرونها على عاتقهم بطبعات محدودة إبان فترة الحصار الذي فرض على العراق .
والشاعر شريف الزميلي اسم معروف جيداً ومتداول في الوسط الأدبي والاجتماعي ولاسيما في مدينة الحلة ، التي عمل فيها لفترة طويلة كأحد أهم التدريسيين والتربويين الحاذقين ، وما زالت إلى الآن تعبق في ذاكرتي نكهة طريقته الرائدة والمميزة في تدريس مادة ( اللغة العربية ) وقواعدها في أوائل السبعينات ، وكيف أنه استطاع أن ينمي القدرات الذهنية والأدبية لدى التلاميذ ، ويرعاها بتأنٍ وصبر مثلما يفعل الزارع المتمرس مع حبات الزرع التي يتوسم فيها خيراً ، على العكس تماماً مما اعتاد أن يفعله مدرسون آخرون مع طلبتهم ، حيث يعمدون إلى طمس مواهبهم ووأدها في مهدها وقبل أن تتفتح الأمر الذي يعكس فشلهم هم على الصعيد الثقافي والإبداعي .
وفي فترة اليفاعة تلك التي كنا نحيا في ظلالها ، كنا شباناً متطلعين إلى الثقافة والأدب بكل قوة ، وكان من ضمن ما كنا نهتم به بطبيعة الحال ، العكوف على قراءة وتداول قصائد الحب المشهورة قديمها وحديثها ، وما زلت أتذكر باعتزاز إن إحدى هذه القصائد كانت لأستاذنا الشاعر شريف هاشم ، حيث يقول في أحد مقاطعها :
بينا الفؤاد بنشوةِ
يندى بصحبةضبية
ويصوغ حلم العمر
وهج الحديث بلهفة
خطف الردى لله من
دنياي اجمل لوحة
فذهلت آه صرخت
بين مكذب ومصدق
زفت عروسي للردى
ليت الردى لم يخلق
وهي من قصيدة بعنوان ( عروس المقبرة ) .
ونعود الآن إلى الديوان الذي نحن بصدده وأعني به ( إيقاعات قلب أعزل ) حيث أورد الشاعر في مستهله مقطعاً مقتبساً من الشاعر الروسي المنتحر ( يسنين ) يقول فيه :
" ما يعني أن تقول شعراً ؟
ذلك يعني
أن تسلخ جلدك
وتدع الآخرين
يستحمون بدمائك ! "
وكما يتضح فإن هذا هو توصيف رائع ودقيق لمهمة الشاعر ( الحق ) في الحياة ، غير أن شاعرنا سرعان ما يستدرك مع قارئه في أول مقطع :
" دونك الملح
ها أنذا أسلخ الآن جلدي
هلمَّ استحم ! "
حيث سيتضح ومنذ البداية المسار النفسي للقصائد وأجوائها الكئيبة ، فنقرأ في قصيدة ( يا للنهار الفسيح ) :
" ها أنذا أستحيل جناحين
يا للنهار الفسيح
وفي صدري الريح مفجوعة بالمناقير "
في المقطع الثالث من قصيدة ( إيقاعات قلب أعزل ) والتي صارت عنواناً للديوان ، نقع على عمق الأسى الذي يغلف روح الشاعر :
" أراهن
ما لي سوى وجعي
مَن يطلق الآن صوبي الغناء ؟! "
في قصيدة ( كان ما كان ) نقرأ حكاية شعبية :
" رجل وامرأتان
امرأة عرفت
أنّ الحب نقيض الخوف
رقصت عارية
فطواها النسيان
أخرى ..
باركها الرب
تدرك أن الحب صلاة
ضاءت كل خلاياها
فتوارت أطياف الحرمان "
وفي قصيدة أخرى ، نحسب انها مهداة إلى الناقد الراحل عبد الجبار عباس، وان لم يتضمن النص صراحة ذلك ، نقرأ :
" يا لخيط المطر
يواصل وشي الحقول البهية "
ثم يصل إلى القول :
" وإن الصفائح
لم تُثنِه
أن يزور أحبته
عبر ( مراياه )
و ( أشواك وردته )
يا له حالماً
باشتعال الحرائق
في الذاكرة "
وكما هو معلوم ، فإن ( مرايا جديدة ) هو كتاب نقدي مهم أصدره الناقد الراحل ، وكان أصدر قبله ديوانه البكر والوحيد ( أشواك الوردة الزرقاء ) في مطلع السبعينات .
الشاعر يتوارى خلف طلاسمه
أحمد الحلي
بين أيدينا ديوان صغير الحجم (72) صفحة عميق الدلالة بعنوان ( إيقاعات قلب أعزل ) للشاعر شريف هاشم الزميلي ، والذي أصدره ضمن موجة الإصدارات التي أخذ الكتاب والشعراء العراقيون ينشرونها على عاتقهم بطبعات محدودة إبان فترة الحصار الذي فرض على العراق .
والشاعر شريف الزميلي اسم معروف جيداً ومتداول في الوسط الأدبي والاجتماعي ولاسيما في مدينة الحلة ، التي عمل فيها لفترة طويلة كأحد أهم التدريسيين والتربويين الحاذقين ، وما زالت إلى الآن تعبق في ذاكرتي نكهة طريقته الرائدة والمميزة في تدريس مادة ( اللغة العربية ) وقواعدها في أوائل السبعينات ، وكيف أنه استطاع أن ينمي القدرات الذهنية والأدبية لدى التلاميذ ، ويرعاها بتأنٍ وصبر مثلما يفعل الزارع المتمرس مع حبات الزرع التي يتوسم فيها خيراً ، على العكس تماماً مما اعتاد أن يفعله مدرسون آخرون مع طلبتهم ، حيث يعمدون إلى طمس مواهبهم ووأدها في مهدها وقبل أن تتفتح الأمر الذي يعكس فشلهم هم على الصعيد الثقافي والإبداعي .
وفي فترة اليفاعة تلك التي كنا نحيا في ظلالها ، كنا شباناً متطلعين إلى الثقافة والأدب بكل قوة ، وكان من ضمن ما كنا نهتم به بطبيعة الحال ، العكوف على قراءة وتداول قصائد الحب المشهورة قديمها وحديثها ، وما زلت أتذكر باعتزاز إن إحدى هذه القصائد كانت لأستاذنا الشاعر شريف هاشم ، حيث يقول في أحد مقاطعها :
بينا الفؤاد بنشوةِ
يندى بصحبةضبية
ويصوغ حلم العمر
وهج الحديث بلهفة
خطف الردى لله من
دنياي اجمل لوحة
فذهلت آه صرخت
بين مكذب ومصدق
زفت عروسي للردى
ليت الردى لم يخلق
وهي من قصيدة بعنوان ( عروس المقبرة ) .
ونعود الآن إلى الديوان الذي نحن بصدده وأعني به ( إيقاعات قلب أعزل ) حيث أورد الشاعر في مستهله مقطعاً مقتبساً من الشاعر الروسي المنتحر ( يسنين ) يقول فيه :
" ما يعني أن تقول شعراً ؟
ذلك يعني
أن تسلخ جلدك
وتدع الآخرين
يستحمون بدمائك ! "
وكما يتضح فإن هذا هو توصيف رائع ودقيق لمهمة الشاعر ( الحق ) في الحياة ، غير أن شاعرنا سرعان ما يستدرك مع قارئه في أول مقطع :
" دونك الملح
ها أنذا أسلخ الآن جلدي
هلمَّ استحم ! "
حيث سيتضح ومنذ البداية المسار النفسي للقصائد وأجوائها الكئيبة ، فنقرأ في قصيدة ( يا للنهار الفسيح ) :
" ها أنذا أستحيل جناحين
يا للنهار الفسيح
وفي صدري الريح مفجوعة بالمناقير "
في المقطع الثالث من قصيدة ( إيقاعات قلب أعزل ) والتي صارت عنواناً للديوان ، نقع على عمق الأسى الذي يغلف روح الشاعر :
" أراهن
ما لي سوى وجعي
مَن يطلق الآن صوبي الغناء ؟! "
في قصيدة ( كان ما كان ) نقرأ حكاية شعبية :
" رجل وامرأتان
امرأة عرفت
أنّ الحب نقيض الخوف
رقصت عارية
فطواها النسيان
أخرى ..
باركها الرب
تدرك أن الحب صلاة
ضاءت كل خلاياها
فتوارت أطياف الحرمان "
وفي قصيدة أخرى ، نحسب انها مهداة إلى الناقد الراحل عبد الجبار عباس، وان لم يتضمن النص صراحة ذلك ، نقرأ :
" يا لخيط المطر
يواصل وشي الحقول البهية "
ثم يصل إلى القول :
" وإن الصفائح
لم تُثنِه
أن يزور أحبته
عبر ( مراياه )
و ( أشواك وردته )
يا له حالماً
باشتعال الحرائق
في الذاكرة "
وكما هو معلوم ، فإن ( مرايا جديدة ) هو كتاب نقدي مهم أصدره الناقد الراحل ، وكان أصدر قبله ديوانه البكر والوحيد ( أشواك الوردة الزرقاء ) في مطلع السبعينات .
الفية الولد الخجول-نص عادل كامل-تقديم مدني صالح
ألفية الولد الخجول
عادل كامل
تقديم: مدني صالح
في (( ألفية الولد الخجول ))
(( اقترب .. اقترب .. اقترب
واقترب كي لا أراك )) يقول لك الولد الخجول في ألفيته الجميلة على استحياء … وهذا كلام يذكرك بكلام الجنيد ،
ويذكرك بكلام البسطامي ،
ويذكرك بكلام ابن عربي ،
ويذكرك بكلام الحلاج ،
ويذكرك بشطحات الصوفية ،
ويذكرك بشطحات السورياليين كلما تعطلت لغة الكلام ورؤوس
الأصابع والعيون ،
ويذكرك بكلام من كلام ميخائيل نعيمة وبكلام من كلام .. جبران خليل جبران وبكلام من كلام جورج جردق في أحد أبيات قصيدته
و (( اقترب .. اقترب .. اقترب
واقترب كي لا أراك )) ..
كلام فيه حقائق فيزياء الضوء بقدر ما فيه من حقائق فيزياء النفس .. ومن شدة الوضوح غموض .. وتكون بؤرة انعدام الرؤية من شدة البعد كما تكون من شدة القرب .. على ان قرب الدار ليس بنافع إذا كان من تهواه ليس بذي ود ..
و (( اقترب ..
اقترب ..
اقترب ..
واقترب كي لا أراك ))
ولو كانت العبارة (( واقترب كي أراك )) لما كان فيها شطح ، ولما كان فيها تصوف ، ولما كان فيها شعر يجمع حقائق فيزياء الضوء وفيزياء الأبصار وفيزياء وفيزياء الرؤية بعين الرأس وبعين القلب وبالعين التي في رؤوس الأصابع وبالأخرى التي بعين الشفتين في عبارة واحدة تذكرك بالمتصوفة العشاق الفقراء المعاميد الذين إذا تهامسوا لا يصيحون في دعوتهم إلى الصمت إلا بأعلى الأصوات .. ويصيح (( الولد الخجول )) ..
(( بأعلى الأصوات سأدعوكم إلى الصمت ))
ليبرر السكوت بان الصمت أعلى مراحل صياح الأنبياء ..
(( اكتب : الصمت أخر كلام الأنبياء )) ويعرف (( الولد الخجول )) الشعر تعريفاً يقبله منه النابهون جميعاً بلا استثناء فيقول :
(( ما الشعر ان لم يكن أفراح عصافير مشاكسة ؟ ))
وتقرأ في (( ألفية الولد الخجول )) أشياء كثيرة جميلة وكلها من الجديد الأصيل المبتكر .. وتقرأ هذا الابتهال :
(( اللّهم لا تجعلني ثقلاً على أحد ..
وتقرأ أشياء عن الوهم بين الذهبين ، وأشياء عن الذهب بين الوهمين فتقرأ :
((لديكم مناجم من ذهب
ولدي مناجم من أوهام
فأي المنجمين اكثر وهماً ؟؟ )) ..
وليس لدى الولد الخجول من محنة إلا البحث عن لا مبالاة جميلة .. واقرأ أحفظها عبارة جميلة :
(( ليس لدي محنة
إلا البحث عن لا مبالاة أجمل ))
ولا يستظل الولد الخجول إلا بنفسه في عصور البحث عن لا مبالاة جميلة :
ستظل بنفسي في الليل بظلال
ولا تتلاشى عند انطفاء الأنوار
واستظل بنفسي إذا طلع الليل
واستظل بنفسي إذا غاب النهار )) .
وانك يجب ان تصفق – أثناء البحث عن لا مبالاة جميلة – لسوريالية طلوع الليل وغياب النهار ما دام الضوء والنفس وظلها أمرا واحداً في ظلمات أنوار النفس .
وتقرأ .. وتقرأ .. وتقرأ في (( ألفية الولد الخجول )) هذه الفقرات الباذخة في المحراب السوريالي الصوفي البهيج :
(( ما الإنسان إلا هدف في المرمى )) ..
و :
(( لم يبك الطفل الخجول إلا عندما سرقت الريح طائرته .. وأنا لم أبك إلا عندما سرق الصمت كلماتي )) ..
و:
(( أكل هذا الرعد كي نستيقظ
أم كي نكف عن الأحلام )) ..
و :
(( أتستجدي الشمس من الليل نورها
والليل فجر خجول )) ..
و :
(( أنهن نسوة يتحدثن عن آت
عن راحل غريق
أنهن نسوة يتحدثن أبداً عن ميت بلا ضريح عن آت لا يجيء
عن راحل لا يعود )) ..
(( شمعة اثر شمعة تتوقد انطفاءات الروح ومن الذي يذهب التفسير بجماله سؤال الولد الخجول :
(( لماذا تطلقون النار على كوكب لا ينزف إلا الضوء ؟؟ ))
وشكراً للرسام القاص الروائي الناقد الشاعر عادل كامل الذي أتاح لي فرصة التقليب في كتابه (( ألفية الولد الخجول )) قبل الطبع .
واللهم اجعلها بشرى لا تجعلها دراسة .. واللهم اجعله تبشيراً لا تجعله نقداً .. وضيقوا على عادل كامل في أبواب الصحافة وأفسحوا له في أبواب الرسم والقصة والرواية والنقد والشعر والأدب .
مدني صالح/ جريدة القادسية ـ بغداد 1988
العشر الأول
[1]
لي يد حزينة .. ورأس في الفضاء
ولي أصابع عثرت عليها ترقص فوق الأعشاب.
[2]
ابيض ! ليس كذلك قلبي
لكنه بلون الغيوم.
[3]
أنا واحد من سكان كوكب قيد الاستيقاظ.
[4]
كلانا نجمة .. البرق غادر .. البرق عاد
إنما كلانا كتمان.
[5]
فقراء يتناثرون فوق الأوراق
فقراء يتنزهون بين السطور.
[6]
اذهب نحو الشمس .. إنما فقط الأسئلة
مثل غيوم .. تسرقني .. ثم .. في لحظة ما،
في كل لحظة .. اذهب إلى الشمس بهذه الكلمات.
[7]
هم إذن وزعوني للغيوم
مثلما أبدا أصابعي للفضاء.
[8]
لي عين تسمع .. ولي حدائق
ولي أيضا أساطير .. لكن من طين .
[9]
لي بعدد سكان الأرض .. جدران .. مدافن .. حدائق
لي تماثيل بعدد سكان الأرض
ولي كلمة واحدة أيضا : اغفر لكم.
[10]
لا لست شجرة .. لا لست غصنا
لا لست ثمرة .. إنما أنا ولد خجول.
[11]
ثمة في البعيد يد تهمس
وأشجار تتنـزه بمحاذاة الروح
وهناك يد تسافر فوق القلب.
[12]
متناثرة زنابق يقظتي .. مثلما أنا في الأحلام.
[13]
لا تحصى كنوزي :
تفاحة في السماء .. عشب في الرمال
وعصفور في الفجر يعلمني الغناء.
[14]
هذا الماء إذا ً يشتعل
وها أنا في كوخي أتعلم الانطفاء.
[15]
عندي قليل من الرماد .. قليل من الدخان
واقل من ذلك أحلام تتجول .
[16]
غيمة، هو ذا صوتي إذا ً: غيمة، مثلي، هو ذا صوتها!
[17]
ما العشب إن لم يكن خوذة في متحف ؟
ما الإنسان إن لم يكن هدفا في المرمى ؟
ما أنا إن لم أكن أصابع من هواء !
[18]
أية عصور تليدة تصنع موائدها لي ..؟
ومن أي زمان تأتي الأصوات
تحوّم وتغيب .. فيما أنا مثل مدفن أنمو في وردة
لن أتقدم .. لن أتراجع : تاركا رفيف روحي للغبار.
[19]
بعد قرون
لك حق الاستئذان : كيف، في عصر الأفران، إذا ً
أن الأسلحة، أيضا ً، مع العصافير ترقد
مثلما هممنا تشحذ بالسكاكين
ومثلما البلابل قلدت ، دون كلل ، أصوات الموتى
وهم يصعدون إلى النسيان.
[20]
ناولتني صخرة معطفها واختفت
أما أنا قلا اعرف ماذا أعطي العشاق؟
[21]
إنها زنبقة لم يرها احد قط : إنها الحياة.
[22]
هبطت من خشبتي .. تنـزهت
ثمة حدائق من فولاذ
بحار مسورة وآلات
آنذاك عدت فلم أجد خشبتي.
[23]
أعطتني الريح خوذة
أعطتني الطرقات سروالا
أعطاني البحر رداءً
أعطتني الصحراء رمحا
أعطاني الوادي كسرة خوف
ثم قالوا لي : اذهب إلى السماء.
[24]
شاهدت الذكرى تنحني .. تنحني .. تنحني
شاهدت الأضرحة تهرب .. تهرب .. تهرب
شاهدت العشاق يموتون في قلبي.
[25]
أهداني الجمال خجله فتهت.
[26]
ليس بالضبط .. إذا ً .. هو الرعد
بل بعض صيف .. مثلي
يقف على أعتاب الصواعق.
[27]
نار سمعتها تبكي .. أسلحة تنادي الريح بالاحتماء
صحراء تخلع نطفتها فيما أنا فقط
أنادي شحاذا للرفقة.
[28]
فيما مضى لؤلؤة عادت إلى البحر
فيما مضى كان البحر مدفنها
اليوم لي سؤال : ما الذي تفعله الغيوم
إذ ْ
لا لؤلؤة .. ولا مدافن.
[29]
سمعت .. أعلى .. أعلى من صوت النار
نباح .. بالأحرى نداء غزال
عجبا .. تساءلت : ما زادها في هذا الزمن السحيق؟ .
[30]
لأي فصل .. بالأحرى منذ متى الأرض
مثل حمامة .. مثلي .. تحصي الفصول قلائدها
تنثرها منسية فوق الأعشاب ؟
[31]
حذار .. هذه الغزلان لم تأت ْ من المصانع
إنما هي كالسيوف الذاهبة إلى الحدائق
تطلق النار عبثا نحو الغرباء.
[32]
بعدد الأصابع .. حسنا .. نجوتم
إنما النشيد .. هذه المرة .. للجميع
تلك ستنهض
وفيما هذا يحدث تختفي المسرات
إنما النشيد .. مثلما لا نعرف
يتكلل بالغار.
[33]
من ذا بلا استئذان سرق عرسي
من ذا أبدا وهبني الأحلام.
[34]
مذ كانت الغيوم تحاذي روحي
كنت أصغي لنداء ما آت مع الريح
فافتح قلبي للمسرات .
[35]
لم يبك الطفل الخجول إلا عندما سرقت الريح طائرته
إنما .. مثلك لم ابك قط إلا عندما سرقت الريح كلماتي .
[36]
بعض عرس .. بعض غزال
وبعض من هذا البعض
يجعلني على قيد الحياة .
[37]
كنوزي التي هناك وزعتها على الكواكب
كنوزي التي هنا ليست سوى ماء وبلابل
ضياء وحنفة رماد.
[38]
ما سر أن تكون شجرتي خجولة
ما سر بكاء السيف عند السلام
ما سر غيمة لا تأتي إلا بالمجاعات
ما سر جرحي ينـزف بلا ارتواء !
خوذتي من لؤلؤ .. سيفي من شمس
أسلحتي من زنابق .. لذا انحنيت للحبيبة في حديقة السماء.
[40]
أمم تتنـزه .. أخرى مهجورة .. قارات منسية
أخرى لم تفق بعد
فقط أنا هنا الكاهن والغزال والموت.
[41]
نبي يسال آخر
شيطان عن شيء ما يبحث
أمير مثلهما
مثل معدن يبكي عند عتبةٍ ما
فقط هناك وردة لم تسأل ما سرها .
[42]
لك مثلما أبدا لي كوكب يتنـزه
إنما أنا دائما قليل التجوال.
[43]
عندي رطب وغابة من دموع
عندي كتب .. صمت كهنة .. وعندي أيضا يد أضعها فوق كوكبي وأموت .
[44]
ثمة حدائق حزينة
وثمة أبدا وردة مثلي تتنـزه في العصور
هنا عندي خبز آلهة
فناء ملائكة .. دخان .. ووصايا معابد
هنا عندي أيضا .. أصابع موزعة بين الشعوب.
[46]
ذات مرة ، قبل الميلاد .. قبل أن أرى الفقراء
قبل أن تشتبك الأنوار بالكلمات
حملت أمتعتي وذهبت إلى نفسي.
[47]
غيمة هبطت في حقلي
أخرى هربت
ثالثة حملتني معها وذهبت.
[48]
هو ذا البحر يرشدني إلى وليمة النصر
الغابة نادت أشلائي للاستحمام
فيما الشمس طلبت أن نتقاسم النور
أما أنا فذهبت إلى البرية باحثا عن أمير
أدله على هذه الولائم.
(49)
آلهة تصنع فولاذا
أشجار توزع النار
بحار تحارب البحار
فيما أنا وحدي استجدي
الأحلام.
[50]
أمس .. في أزمنة الرماد
واليوم .. بين البلور
قلبي ينحني أيها العالم المتسع للحروب.
[51]
اسماك النار تذهب بعيدا في المصانع
عصافير تغرد في الحقول
وليس هناك خلف التاريخ .. في روحي
إلا قداس يتوقد رمادا.
[52]
الليلة صنعت ولائم من قلائد من كواكب
وبعد .. من بحار وعشاق
وبعد .. من نفسي ولائم للطيور.
[53]
ما الذي لا اسميه هو أنت
هناك .. لك
ما الذي في الظل أضاء
ليس أنا
إنها بلا أعذار أسباب مواقد
والأبواب مشرعة وتراتيل.
[54]
سرقوا يدك
سرقوا بلا استئذان قلبك
سرقوا هكذا اسمك
لكن أغنيتك لن تنسى في العصور .
[55]
كم قارة في العالم : ألف .. ألف ألف .. ألف ألف ألف
إنما أنا لا أحصى !
[56]
دع عنك – قلت – ما تبقى من عصور الفولاذ
سعادتك – هنا – مثلما وردة لا تنظر إلى الوراء .
[57]
مدافن مزدحمة بالعشاق / من قبل / لا لن ترقد الغيمة
في الوادي / نحن / المنابع / الأسرار / لا ظل لنا أبدا /
عند قدوم المواسم / باتساع الجحيم / ذاك الذي لا يرتوي.
[58]
مكدسون .. على عدد العصور والمدافن
يأتون إنما أنا أغادر وحيدا .
[59]
وحدي لا امجد المعادن
وحدي امجد الريح
مثلما الريح تذهب ولا تأتى.
[60]
أصابع قليلة تناثرت فوق الكتاب .. فقط
منذ قرون .. لا اعرف من أضاع كتابه
ولمن تلك الأصابع تعود ؟
[61]
مر من أمامي حمل يبحث عن ذئب
وحمامة تبحث عن سر
وشجرة عن نار
فارتديت ردائي وخرجت ابحث عن
خلاص.
[62]
إن كنت تقطف وردة
أو تطلق النار على غزال
أنا هنا أراك.
[63]
هذا الضريح اسكنه عند الحاجة
إنما مدافنك الذهبية ذات الأبراج
المنشدة صمتها
فإنها عند الحاجة لا تبحث عنك !
[64]
ليس هذا موسم حصاد الروح
قالت الشجرة : إنما المأوى للعصافير
وثمة بين أغصاني منازل للبلابل
فلماذا إذا ً يصوّبون نحوي أبدا .. رصاصات!
[65]
السماء سألتني : ما هذا الذي تصنعه أصابعك ؟
لم اجب .. إنما لماذا تتساءل السماء ؟
[66]
أزلية هي الوعود .. إنما أيها الغريب :
لا تضع حتى حلما فوق هذا البرعم
أزلية هي المدافن .. إنما احملني إلى غيمة
أو دع النجوم تحملني إلى البعيد.
[67]
وردة كفت عن الأسئلة
حمامة حملت ظلها إلى البعيد
إنما من ذا يأتيني بالرجاء .
[68]
سرقوا الكف إنما الأحلام تفتح نوافذ الريح .
[69]
اهو صدى عشاق أم لحن موتى
هذه الخواتم .. هذا الضجيج
أم أن بعض اضطراب روحي صار كلمات ؟
[70]
في البعيد .. في البعيد .. أنا هناك .. مثلما في القريب
في القريب .. هناك أنا
أزمنة تتبادل .. وأخرى للحوار لا تستجيب .
[71]
مرة ثانية .. اجمع أشلائي .. واذهب إلى الحدائق .
(72)
لكم جميل هذا المدفن .. إنما .. واأسفاه .. ليس لأحد
واأسفاه .. ولا حتى لي !
[73]
أسترقد هذه المعادن معي :
كيف سأنحني – إذا ً – في القداس
أم أن هذا – أيضا – محض نسيان ؟
[74]
هذا البحر يوزع الحلوى .. هذا الرمل يتنـزه مع العشاق
هذا البرق في الغيمة يطردني من .. كوخ الفقراء .
[75]
الآن فقط انحني للأشواك .. كأني أتذكر
لم
الزنابق أكثر رأفة بالصخور؟
[76]
ما الإنسان إلا هدف في المرمى …
[77]
بعد أن انطفأت جمرات الموت .. لا اعرف
من كان منا يتتبع ظل الآخر ؟
[78]
أتصدق أنت الذي لم تولد بعد
أن وردة واحدة لم تهرب .. من حرائق ..
أنت أشعلتها.
[79]
أكل هذا الرعد لكي استيقظ
أم لكي اكف عن الأحلام .
[80]
اجلس بين شجيرات ألجوري
هذا كوخي
غصن يناولني الحلم وآخر يدثرني بالسلام
فيما هناك .. هذه الليلة (1/3/1988)
بعض ظلام في منازل العشاق .
[81]
ابيض مثل فجر خجول
أنا …
ألا يكفي هذا ؟
[82]
بلون ما .. عندي .. رسمت لوحة : كلمات عشاق
فقراء وأسرى وأمراء
ثم تركتهم للريح.
[83]
عندي .. لا تحصى ..رعشة برد وبعض رماد ..
تلك كنوزي .. فماذا يريد مني الليل ؟
[84]
ما أبهى بريق هذه المدافن .. إنما ليست
إلا لغرباء يتراكمون فوق غرباء.
[85]
بين مدن الفولاذ ثمة غابات وبحار
وثمة أبدا ضحية تبحث عن ضحية.
[86]
عندي أصابع متناثرة فوق الورق
ولديّ حديقة تعرف ما أقول
عصفور يؤنسني فجرا .. وذكرى صحراء
وعندي كسرة حلم .. بعض دخان
إنما فجأة وجدت حولي أسلحة ونار
أوسمة وحصار.
[87]
لا اعرف: أأنا وحيد في الغابة
لا اعرف
أم الغابة متاهة أدغال..؟
[88]
من ذا أضاء للمتاهة هذا النهار:
من ذا يتساءل : ماذا تفعل العتمة في القلب..؟
[89]
هما يتبادلان الأدوار: تارة يمتد البحر إلى المنفى
وتارة المنفى بين يديك
أينما تذهب لا تجد إلا من غادرته
إنما البحر لا يبوح إلا بهذه الأسرار:
إنهما يتبادلان الأدوار أبدا ً
[90]
ماذا دونّت غير المحو
ماذا محوت غير الكتابة: أيها الولد الخجول: الوردة أضاعت جلجامش
وأنت أضاعك الموت.
[91]
كثير من الخوف عندي .. إنما أصابعي
تعلمني
بعض الشجاعة .
[92]
أتغادر مأوى الخوف .. أم ..
تكتب آخر صرخات ميلاد بالقسوة لهذا الملاك ؟
[93]
أبدا .. لا هنا .. لا هناك .. لا أنت .. لا أنا
فيما المدافن .. أبدا .. هنا وهناك
[94]
غرباء يسكنون الروح
لكني أولهم.
[95]
ترى ماذا تفعل نجمة بين أصابعي
وأنا
أتناثر داخلها ؟
[96]
أعطاني الليل خوذته وقال لي:
احتفظ بها ليوم لا يأتي.
[97]
ليس لقلبي حدائق ليمون .. أو كواكب خجلي
لقلبي أضرحة
حدائق .. فضاءات
وسجون.
[98]
لم كانت الشمس .. لا كوخ لها ولا جداول
ولم كانت ساريتها .. مثلي ..
كلما ارتفعت استفاقت حروب.
[99]
أكل هذه الشموس .. عند كوخي .. ترّتل
حسنا ..
سأحمل حروبي واذهب إلى السلام .
[100]
في الطرقات مارة يتحدثون عن سقراط
- هو ذا الساحر
- هو ذا المعتوه
- هو ذا العاشق
في الطرقات سقراط أضاع ظله !
الأربعاء، 1 سبتمبر 2010
للاهازيج قصصها-بقلم حامد كعيد الجبوري
للأهازيج قصصها
حامد كعيد الجبوري
عروضيا تعد (الهوسة) من بحر الخبب – حركة الخيل - هكذا صنفها الخليل بن احمد الفراهيدي ، وتعتمد بتفعيلتها على (فعلن) مكررة ، وتسمى لدى الشعراء الشعبيون ب ( الهوسة) ، ومنهم من يسميها (أعكيلية) نسبة لعشائر (العكيلات) ، ومنهم من أسماها ال(طربكة) نسبة لحركة قوائم الخيول (طربك ، طربك) و(طربك) عروضيا تقابل ( فعلن ، فعلن) ،ومنهم من أسماها (الأهزوجة) وهناك خطأ شائع يقع به الشعراء حيث يسمون (الهوسة) ب ( العراضة) ، و (العراضة) قد يكون من معطياتها (الهوسة ) ، و (العراضة) يعرفها أهل الوسط والجنوب العراقي وبخاصة أهالي الفرات الأوسط ، وللعراضة مراسيم
خاصة لسنا بصددها ، كعراضة المتوفى وعراضة الزواج وعراضة (تشييخ) أحدهم لعشيرته ، وقد لعبت – العراضة – فعلها الواضح على رجالات العشائر أبان ثورة العشرين التي مرت ذكراها خجولة يوم 30 حزيران ، أذ سلطت الأضواء على الاتفاقية الأمنية التي وقعها الساسة فقط ، دون عرضها للاستفتاء الجماهيري ، بمعنى أنها مررت علينا وأصبحت واقع حال مفروض وهذا ما أثارني لكتابة هذه الموضوعة .
تكتب ( الهوسات ) بكافة أوزان الشعر الشعبي كالموشح والتجليبة والنصاري وهذه هي الأوزان الشائعة غالبا ، ومنهم من يكتبها بأوزان أخرى ، مع ملاحظة أن الأبيات التي يكتبها الشاعر -المهوال – غالبا لا تزيد على ثلاثة أبيات يختمها بال (هوسة) والتي يجب أن تكون على تفعيلة الخبب ( فعلن) لكي يؤدي المجتمعون مع ( المهوال) الحركات التي تتوائم مع أهزوجته ، وتتخلل الإهزوجة حركات راقصة من مؤديها جميعا ، وغالبا ما يحمل الشاعر بيده بندقيته ويرقصها ويطلق الآخرون عيارات نارية من بنادقهم .
1 : ( بالرارنجية أنت ويانه)
الشيخ مرزوك العواد (أبو جفات) شيخ عشيرة (العوابد) والتي يمتد سكن رجالاتها بحوض الفرات الأوسط ، ومضيف الشيخ مرزوك بناحية الشامية حيث مسكنه وعشيرته الأم ، ويعد الشيخ مرزوك من رجالات ثورة العشرين وقوادها ، ومن المعلوم أن ثورة العشرين أجبرت حكومة بريطانيا العظمى بالنظر بجدية لمطالب الثوار بتشكيل حكومة وطنية ، وكانت رغبة بريطانيا جلب ملك لكرسي العراق من غير الثوار المنتفضون عقوبة لهم ، وكان لهم ما أرادوا بدسائس أثبتها المختصون ، وحينما أصدرت بريطانيا العظمى أوامرها باستقدام الملك فيصل الأول من سوريا لمملكة العراق الجديدة ، كان
الشيخ مرزوك العواد من ضمن الوفد الذي ذهب لجلب جلالة الملك ، خلال المسيرة الطويلة من سوريا الى العراق أرتبط ملك العراق الجديد فيصل بعلاقة صداقة حميمة مع الشيخ مرزوك ، وعرف الملك أن الشيخ مرزوك يقول الشعر الشعبي رغم عدم معرفة الملك باللهجة العراقية الجنوبية المحكية ، ودع الشيخ مرزوك مليكه الجديد بعد أن وصل لبغداد وقفل راجعا للشامية ، بعد حين أراد الملك فيصل زيارة الألوية العراقية - هكذا تسمى سابقا – وحين وصوله للشامية كان الشيخ مرزوك باستقباله بمضيف عشيرته ، وكان برفقة ملك العراق كل من رشيد عالي الكيلاني ووزير الداخلية ناجي
السويدي ، طلب الملك فيصل من الشيخ عواد أن ( يهوّس) لمقدم صديقه ، أجابه الشيخ مرزوك لست ( مهوالا) جلالة الملك ، وهنا أمر رشيد عالي الكيلاني الشيخ مرزوك قائلا له ، (مرزوك هوّس لجلالة الملك) ، لا حظ الشيخ مرزوك هذا الإسلوب الفض من رشيد عالي الكيلاني حيث لم ينعته بالشيخ ، وحتى لم يكنيه بأبي جفات فكبر ذلك عليه وقال له ، نعم (هسه حلَت وحلت الهوسه) وأنشأ قائلاً وهو يعلم جيدا أن رشيد عالي الكيلاني لم يكن له أسم يذكر بثورة العشرين وإنما جاءته هكذا بالصدفة والعلاقة – كأيامنا هذه (إ يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) - ، وكما أطلقوها سابقا ( خياركم
بالجاهلية خياركم بالإسلام) ، ويعرف الشيخ مرزوك أن أسم أم رشيد عالي الكيلاني ( عليه) فأنشأ قائلاً
ذبحنه الصوجر وجبنه الملوكيه
دلالة على جلب الملك فيصل من سوريا
وأبن (عليه) وزير ويامر أعليه
وأدار وجهه صوب وزير الداخلية ناجي السويدي مكملا أهزوجته قائلاً
إ بحضك هم شفت هاي الأفندية
( بالرارنجية أنت أويانه )
والرارنجية قريبة من مدينة الحلة باتجاه الجنوب – النجف - حدثت بها معركة ضارية مع الإنكليز.
يتبع الجزء الثاني رجاءا
2 : ( خايف منك خاف أ تجيت أعليه) (2-2)
مرض الشيخ ( حاتم الحسن ) شيخ عموم الحسناوين في الفرات الأوسط ، وهو من سكنة ( الصليجية) ناحية العباسية العائدة لقضاء الكوفة محافظة النجف الأشرف ، وكان مرضه الذي مات به منتصف السبعينات من القرن المنصرم ، وحاتم الحسن وجه عشائري له ثقله بين عشائر العراق ، ولوالده موقف سجل عليه لا له فترة ثورة العشرين الخالدة يذكره المهتمون بها ، ومن المعلوم أن كل شيوخ العشائر لهم (مهاويلهم) الخاصون بهم ، والشاعر (المهوال) لسان عشيرته بأفراحها وأحزانها وحروبها وغاراتها على العشائر الأخرى ، ويفضل (مهوال) العشيرة على (المهوال) الذي ينتمي لعشيرة أخرى ،
وكان لحاتم الحسن شاعرا (مهوالاً) صديقا له أسمه (فنجان الحسناوي) ويكنى بأبي زيدان ، والشيخ حاتم الحسن مسجى بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد منتصف السبعينات تحدث من على سرير موته مع (مهواله) فنجان قائلاً له ، فنجان ، أجابه ( لبيك إمحفوظ آمر) ، قال الشيخ لفنجان لطالما امتدحتني بحياتي في مواقف شتى فما عساك تقول راثيا لي بعد موتي ، أجاب فنجان شيخه ( عمرك إطويل إمحفوظ إنشاء الله من عمرنه على عمرك) ، قال الشيخ ( لا فنجان هاي مرضة موت ماظن أكوم منها ، أبروح أبوك شو درثيني) ، أطرق فنجان قليلا ونهض من مكانه قائلا
وراك العمر ما ريده ولا هوّس بعد بحزام
وعليك إنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام
ي(نيص) الأسد من تجبل أعله ظهره من يريد أينام
خايف منك خاف إ تجيت أعليه
الشطران الأولان معلومان للقارئ الكريم ولكن الشطر الثالث يحتاج للتوضيح كما أرى ، فال(نيص) حيوان بري يقارب الأرنب بحجمه ولكنه بوثبة واحدة ينقض على الأسد ويقضم رقبته من قفاه فيدرك الأسد النزف من الدماء حتى الموت ، فلذا عندما يرى الأسد (نيصا) ينام على ظهره ويرفع أرجله ويداه لكي يتقي قفزة ال (نيص) ، إلا أن ال(نيص) لا يهجم على فريسته وهو نائم على ظهره لأن بذلك حتفه بل ينتظر جزع الأسد من استلقائه ليهجم عليه ويفترسه ماصا دمه .
وقال الشيخ لمهواله ( وبعد فنجان شتكول) ،أطرق (المهوال) وأردف قائلا
يا ميزان الأول حيث الأول عال – من العلو
ويا حلو المحاجي ويا كلب رجال
ترهه أعله السطور ومثل حرف الدال
(خليه يالدنيه أتنومس بيه)
ولا أعرف بماذا يتمييز حرف الدال على بقية الحروف ولم أجد من يفسر لي ذلك ، وقد يكون الشاعر يقصد أن حرف الدال يشبه رأس السهم .
3 : (الشر يتلبد وأحنه أندور أعليه)
يمر القطار النازل والصاعد من وألى البصرة الفيحاء عشائر بل قل قبيلة الظوالم وهي كثيرة البطون ، والتي تمتد من الديوانية وصولا لذي قار ، وكان الوطنيون من الثوار المعارضون لوجود المحتل ببلادهم يعترضون قطار المؤن والمعدات العسكرية الإنكليزية برميه بما تيسر لهم من أسلحة آنذاك ، أستاء القائد الإنكليزي من فعلتهم هذه وأرسل لقسم من الشيوخ المؤازرين للمحتل وما أكثرهم – ما أشبه اليوم بالبارحة - ، جمع القائد الإنكليزي مثل هؤلاء الشيوخ بمكتبه وحدثهم بمكره وأهداهم العطايا فمنهم من استجاب ومنهم من رفض ، أغدق القائد الإنكليزي على من تواطأ
معه وأعطاه مبلغا من المال لأجل مأدبة يقيمها للقائد المحتل ، أكل الجميع من هذه المأدبة المدفوعة الثمن وتحدث القائد مع الجميع قائلا ، لا أريد من عشائركم شيئا ما إلا أخبارنا أو إخبار الشيخ بأسماء من يتعرض للقطار بعد هذا اليوم ، أجاب الشيخ نعم لك ما تريد أيها القائد ، قال القائد موجها كلامه للجميع أجلبوا لنا قرآنا ليكون شاهدا عليكم ، جلب الشيخ قرآنه وقبل أن يضع يده على القرآن للقسم نهض أحدهم من مكانه مخاطبا الشيخ ، ( على هونك إمحفوظ خليني أهوّس كبل ما تحلف) ، تفتحت أسارير الشيخ معتقدا أن (المهوال) سيطلق عنان لسانه لصالحه -أي الشيخ -
ليقبض ثمن إهزوجته (هوسته) ، وكانت (نخوة) عشيرة الظوالم هي (ولد جلبه) ، والنخوة هذه يعرفها أبناء العشائر، ولكل عشيرة نخوتها الخاصة بها ، يطلقها أبن العشيرة حينما يظام ولا يجد ناصرا له ، توسط (المهوال) الجمع قائلا
أحنه (أولاد جلبه) وبزرة الشيطان
ويروى
أحنه (أولاد جلبه) وما نهاب الدان - القنابل
نحلف بالترك ما نحلف بقرآن
ونحلف بم (صليب) الجايه من إيران
(الشر يتلبد وأحنه أندور إعليه)
ونحلف ب ( الترك ) دلالة للبندقية التركية التي هي سلاحنا ولا نقبل أن نحلف زورا وباطلا بالقرآن الكريم ، و(أم صليب) البندقية المعروفة والتي كانت تصنع في دولة إيران ويجلبها- (القجخ جيه )- المهربون لبيعها للعشائر الثائرة ، وهكذا أستطاع هذا المهوال الذي لا أعرف أسمه من أن يضيع فرصة الفوز بمغنم خائن للشيخ الدخيل – شيوخ التسعين - ، وخرج القائد الإنكليزي من المضيف خالي الوفاض
حامد كعيد الجبوري
عروضيا تعد (الهوسة) من بحر الخبب – حركة الخيل - هكذا صنفها الخليل بن احمد الفراهيدي ، وتعتمد بتفعيلتها على (فعلن) مكررة ، وتسمى لدى الشعراء الشعبيون ب ( الهوسة) ، ومنهم من يسميها (أعكيلية) نسبة لعشائر (العكيلات) ، ومنهم من أسماها ال(طربكة) نسبة لحركة قوائم الخيول (طربك ، طربك) و(طربك) عروضيا تقابل ( فعلن ، فعلن) ،ومنهم من أسماها (الأهزوجة) وهناك خطأ شائع يقع به الشعراء حيث يسمون (الهوسة) ب ( العراضة) ، و (العراضة) قد يكون من معطياتها (الهوسة ) ، و (العراضة) يعرفها أهل الوسط والجنوب العراقي وبخاصة أهالي الفرات الأوسط ، وللعراضة مراسيم
خاصة لسنا بصددها ، كعراضة المتوفى وعراضة الزواج وعراضة (تشييخ) أحدهم لعشيرته ، وقد لعبت – العراضة – فعلها الواضح على رجالات العشائر أبان ثورة العشرين التي مرت ذكراها خجولة يوم 30 حزيران ، أذ سلطت الأضواء على الاتفاقية الأمنية التي وقعها الساسة فقط ، دون عرضها للاستفتاء الجماهيري ، بمعنى أنها مررت علينا وأصبحت واقع حال مفروض وهذا ما أثارني لكتابة هذه الموضوعة .
تكتب ( الهوسات ) بكافة أوزان الشعر الشعبي كالموشح والتجليبة والنصاري وهذه هي الأوزان الشائعة غالبا ، ومنهم من يكتبها بأوزان أخرى ، مع ملاحظة أن الأبيات التي يكتبها الشاعر -المهوال – غالبا لا تزيد على ثلاثة أبيات يختمها بال (هوسة) والتي يجب أن تكون على تفعيلة الخبب ( فعلن) لكي يؤدي المجتمعون مع ( المهوال) الحركات التي تتوائم مع أهزوجته ، وتتخلل الإهزوجة حركات راقصة من مؤديها جميعا ، وغالبا ما يحمل الشاعر بيده بندقيته ويرقصها ويطلق الآخرون عيارات نارية من بنادقهم .
1 : ( بالرارنجية أنت ويانه)
الشيخ مرزوك العواد (أبو جفات) شيخ عشيرة (العوابد) والتي يمتد سكن رجالاتها بحوض الفرات الأوسط ، ومضيف الشيخ مرزوك بناحية الشامية حيث مسكنه وعشيرته الأم ، ويعد الشيخ مرزوك من رجالات ثورة العشرين وقوادها ، ومن المعلوم أن ثورة العشرين أجبرت حكومة بريطانيا العظمى بالنظر بجدية لمطالب الثوار بتشكيل حكومة وطنية ، وكانت رغبة بريطانيا جلب ملك لكرسي العراق من غير الثوار المنتفضون عقوبة لهم ، وكان لهم ما أرادوا بدسائس أثبتها المختصون ، وحينما أصدرت بريطانيا العظمى أوامرها باستقدام الملك فيصل الأول من سوريا لمملكة العراق الجديدة ، كان
الشيخ مرزوك العواد من ضمن الوفد الذي ذهب لجلب جلالة الملك ، خلال المسيرة الطويلة من سوريا الى العراق أرتبط ملك العراق الجديد فيصل بعلاقة صداقة حميمة مع الشيخ مرزوك ، وعرف الملك أن الشيخ مرزوك يقول الشعر الشعبي رغم عدم معرفة الملك باللهجة العراقية الجنوبية المحكية ، ودع الشيخ مرزوك مليكه الجديد بعد أن وصل لبغداد وقفل راجعا للشامية ، بعد حين أراد الملك فيصل زيارة الألوية العراقية - هكذا تسمى سابقا – وحين وصوله للشامية كان الشيخ مرزوك باستقباله بمضيف عشيرته ، وكان برفقة ملك العراق كل من رشيد عالي الكيلاني ووزير الداخلية ناجي
السويدي ، طلب الملك فيصل من الشيخ عواد أن ( يهوّس) لمقدم صديقه ، أجابه الشيخ مرزوك لست ( مهوالا) جلالة الملك ، وهنا أمر رشيد عالي الكيلاني الشيخ مرزوك قائلا له ، (مرزوك هوّس لجلالة الملك) ، لا حظ الشيخ مرزوك هذا الإسلوب الفض من رشيد عالي الكيلاني حيث لم ينعته بالشيخ ، وحتى لم يكنيه بأبي جفات فكبر ذلك عليه وقال له ، نعم (هسه حلَت وحلت الهوسه) وأنشأ قائلاً وهو يعلم جيدا أن رشيد عالي الكيلاني لم يكن له أسم يذكر بثورة العشرين وإنما جاءته هكذا بالصدفة والعلاقة – كأيامنا هذه (إ يجد أبو كلاش وياكل أبو جزمه) - ، وكما أطلقوها سابقا ( خياركم
بالجاهلية خياركم بالإسلام) ، ويعرف الشيخ مرزوك أن أسم أم رشيد عالي الكيلاني ( عليه) فأنشأ قائلاً
ذبحنه الصوجر وجبنه الملوكيه
دلالة على جلب الملك فيصل من سوريا
وأبن (عليه) وزير ويامر أعليه
وأدار وجهه صوب وزير الداخلية ناجي السويدي مكملا أهزوجته قائلاً
إ بحضك هم شفت هاي الأفندية
( بالرارنجية أنت أويانه )
والرارنجية قريبة من مدينة الحلة باتجاه الجنوب – النجف - حدثت بها معركة ضارية مع الإنكليز.
يتبع الجزء الثاني رجاءا
2 : ( خايف منك خاف أ تجيت أعليه) (2-2)
مرض الشيخ ( حاتم الحسن ) شيخ عموم الحسناوين في الفرات الأوسط ، وهو من سكنة ( الصليجية) ناحية العباسية العائدة لقضاء الكوفة محافظة النجف الأشرف ، وكان مرضه الذي مات به منتصف السبعينات من القرن المنصرم ، وحاتم الحسن وجه عشائري له ثقله بين عشائر العراق ، ولوالده موقف سجل عليه لا له فترة ثورة العشرين الخالدة يذكره المهتمون بها ، ومن المعلوم أن كل شيوخ العشائر لهم (مهاويلهم) الخاصون بهم ، والشاعر (المهوال) لسان عشيرته بأفراحها وأحزانها وحروبها وغاراتها على العشائر الأخرى ، ويفضل (مهوال) العشيرة على (المهوال) الذي ينتمي لعشيرة أخرى ،
وكان لحاتم الحسن شاعرا (مهوالاً) صديقا له أسمه (فنجان الحسناوي) ويكنى بأبي زيدان ، والشيخ حاتم الحسن مسجى بإحدى مستشفيات العاصمة بغداد منتصف السبعينات تحدث من على سرير موته مع (مهواله) فنجان قائلاً له ، فنجان ، أجابه ( لبيك إمحفوظ آمر) ، قال الشيخ لفنجان لطالما امتدحتني بحياتي في مواقف شتى فما عساك تقول راثيا لي بعد موتي ، أجاب فنجان شيخه ( عمرك إطويل إمحفوظ إنشاء الله من عمرنه على عمرك) ، قال الشيخ ( لا فنجان هاي مرضة موت ماظن أكوم منها ، أبروح أبوك شو درثيني) ، أطرق فنجان قليلا ونهض من مكانه قائلا
وراك العمر ما ريده ولا هوّس بعد بحزام
وعليك إنسد مضايفنه يملفه الزلم من تنظام
ي(نيص) الأسد من تجبل أعله ظهره من يريد أينام
خايف منك خاف إ تجيت أعليه
الشطران الأولان معلومان للقارئ الكريم ولكن الشطر الثالث يحتاج للتوضيح كما أرى ، فال(نيص) حيوان بري يقارب الأرنب بحجمه ولكنه بوثبة واحدة ينقض على الأسد ويقضم رقبته من قفاه فيدرك الأسد النزف من الدماء حتى الموت ، فلذا عندما يرى الأسد (نيصا) ينام على ظهره ويرفع أرجله ويداه لكي يتقي قفزة ال (نيص) ، إلا أن ال(نيص) لا يهجم على فريسته وهو نائم على ظهره لأن بذلك حتفه بل ينتظر جزع الأسد من استلقائه ليهجم عليه ويفترسه ماصا دمه .
وقال الشيخ لمهواله ( وبعد فنجان شتكول) ،أطرق (المهوال) وأردف قائلا
يا ميزان الأول حيث الأول عال – من العلو
ويا حلو المحاجي ويا كلب رجال
ترهه أعله السطور ومثل حرف الدال
(خليه يالدنيه أتنومس بيه)
ولا أعرف بماذا يتمييز حرف الدال على بقية الحروف ولم أجد من يفسر لي ذلك ، وقد يكون الشاعر يقصد أن حرف الدال يشبه رأس السهم .
3 : (الشر يتلبد وأحنه أندور أعليه)
يمر القطار النازل والصاعد من وألى البصرة الفيحاء عشائر بل قل قبيلة الظوالم وهي كثيرة البطون ، والتي تمتد من الديوانية وصولا لذي قار ، وكان الوطنيون من الثوار المعارضون لوجود المحتل ببلادهم يعترضون قطار المؤن والمعدات العسكرية الإنكليزية برميه بما تيسر لهم من أسلحة آنذاك ، أستاء القائد الإنكليزي من فعلتهم هذه وأرسل لقسم من الشيوخ المؤازرين للمحتل وما أكثرهم – ما أشبه اليوم بالبارحة - ، جمع القائد الإنكليزي مثل هؤلاء الشيوخ بمكتبه وحدثهم بمكره وأهداهم العطايا فمنهم من استجاب ومنهم من رفض ، أغدق القائد الإنكليزي على من تواطأ
معه وأعطاه مبلغا من المال لأجل مأدبة يقيمها للقائد المحتل ، أكل الجميع من هذه المأدبة المدفوعة الثمن وتحدث القائد مع الجميع قائلا ، لا أريد من عشائركم شيئا ما إلا أخبارنا أو إخبار الشيخ بأسماء من يتعرض للقطار بعد هذا اليوم ، أجاب الشيخ نعم لك ما تريد أيها القائد ، قال القائد موجها كلامه للجميع أجلبوا لنا قرآنا ليكون شاهدا عليكم ، جلب الشيخ قرآنه وقبل أن يضع يده على القرآن للقسم نهض أحدهم من مكانه مخاطبا الشيخ ، ( على هونك إمحفوظ خليني أهوّس كبل ما تحلف) ، تفتحت أسارير الشيخ معتقدا أن (المهوال) سيطلق عنان لسانه لصالحه -أي الشيخ -
ليقبض ثمن إهزوجته (هوسته) ، وكانت (نخوة) عشيرة الظوالم هي (ولد جلبه) ، والنخوة هذه يعرفها أبناء العشائر، ولكل عشيرة نخوتها الخاصة بها ، يطلقها أبن العشيرة حينما يظام ولا يجد ناصرا له ، توسط (المهوال) الجمع قائلا
أحنه (أولاد جلبه) وبزرة الشيطان
ويروى
أحنه (أولاد جلبه) وما نهاب الدان - القنابل
نحلف بالترك ما نحلف بقرآن
ونحلف بم (صليب) الجايه من إيران
(الشر يتلبد وأحنه أندور إعليه)
ونحلف ب ( الترك ) دلالة للبندقية التركية التي هي سلاحنا ولا نقبل أن نحلف زورا وباطلا بالقرآن الكريم ، و(أم صليب) البندقية المعروفة والتي كانت تصنع في دولة إيران ويجلبها- (القجخ جيه )- المهربون لبيعها للعشائر الثائرة ، وهكذا أستطاع هذا المهوال الذي لا أعرف أسمه من أن يضيع فرصة الفوز بمغنم خائن للشيخ الدخيل – شيوخ التسعين - ، وخرج القائد الإنكليزي من المضيف خالي الوفاض
اساطير والهة من موسوعة ويكيبيديا-اختارها د.غالب المسعودي
كلمة الميثولوجيا (بالإغريقية:μυθολογία) وتترجم عادة علم الأساطير وهي كلمة إغريقية مؤلفة من شطريين معناها الحرفي سرد القصص.
يطلق مصطلح ميثولوجيا على شيئين: الأول - دراسة الأساطير وذلك كفرع من العلوم يهتم بجمع ودراسة وتفسير الأساطير والثاني - مجموع الأساطير والقصص (الليجندات) لأية ثقافة كانت، ومنه يتم استخدام التعابير التالية: ميثولوجيا إغريقية أو ميثولوجيا لاتينية ... إلخ.
أما الأسطورة فهي سرد قصصي يهدف إلى تفسير شيء ما في الطبيعة أو الكون، كنشوء الكون أو أصل الأمطار أو الرياح أو الزلازل أو البراكين إلخ. كما وأنه يهدف إلى تفسير بعض السلوكيات سواء أكانت هذه السلوكيات عادات وتقاليد اجتماعية أو طبائع وأحاسيس ومشاعر إنسانية أو وحشية كمشاعر الحب أوالبغض أوالكراهية أو الحسد أو الفضول إلخ. وأحيانا كان هدفه المتعة والتفنن وذلك بالتحدث عن شخصية من شخصيات الأساطير أو قصة ما من القصص بعد إضفاء لمسات فنية على السرد القصصي ليصبح أكثر امتاعا وإبهارا
وغالبا ما كانت الأساطير مقترنة بأنواع معينة من الطقوس الدينية والعبادات الأساسية للآلهة القديمة والتي كانت الناس تؤمن بوجودها، ورغم أن الأساطير القديمة ينظر إليها حاليا كضرب من الخيال والخرافة إلا أنه لا يجب نسيان أن هذه الأساطير كانت تشكل التفسيرات الأولية والبدائية للعالم المحيط والتي منها انطلقت البشرية في وضع التفسيرات اللاحقة لعالمنا المحيط بناأسطورة أدبا أو أدامو بن إنكي
هي من الأساطير البابلية المتأخرة، ويوجد منها أربع نسخٍ أطولها وُجد في تل العمارنة في مصر، وهي تعود للفترة الكيشية أي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وتحكي الأسطورة قصة الإنسان أدبا بن الإله إنكي (إله الحكمة وإله مدينة إريدو القديمة الذي جلب لها فنون الحضارة) والذي كان حكيما وعاقلا ومستشارا للملك ألوليم (Alulim) ملك مدينة إريدو والذي عن غير قصد وعن طاعة عمياء لأبيه إنكي رفض الخلود المقدم له من قبل الإله آنو (إله السماء).
حيث جاء في الأسطورة أن أدبا كان في إحدى الأيام على متن قارب الصيد يصطاد السمك وإذ بالريح الجنوبية نينليل (زوجة إنليل) تهب عليه فتتسبب بقلب قاربه مما أثار حفيظة أدبا فقام بلعن نينليل مما أدى إلى انكسار جناحها وتوقفها عن الهبوب والعمل، الأمر الذي أثار فيما بعد غضب آنو إله السماء
وعندما طلب آنو من أدبا المثول أمامه ليعاتبه على فعلته هذه، قام إنكي بتقديم النصيحة لأدبا حيث أخبره بأن يعتذر من آنو وبأن يتجنب تناول أي طعام أو شراب قد يقدمه له آنو لأنه سيكون طعام الموت الذي سيُقتل به
وعندما وقف أدبا بحضرة آنو اعتذر له عن كسره لجناح نيليل، وبعد أن قبل آنو اعتذار أدبا قام بتقديم الطعام والشراب له إلا أن أدبا رفض تناول الطعام والشراب عملا بنصيحة إنكي رغم أن الطعام والشراب المقدم له لم يكن طعام وشراب الموت كما ظن إنكي وإنما كان طعام وشراب الخلود وهكذا ضيّع أدبا الخلود على البشر برفضه الدعوة وطاعته لإنكي
مردوخ أو مرْدُوك كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء.
وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
هيكله الرئيسي
"اي ساغ ايلا" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو.
في القرن 12 ق.م.، صار نبو (أو "المدعّو") ابن مردوك الذي كان في الأصل إلهًا من الدرجة الثانية في بابل، إله بوسيفة. عُرف هذا الاله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة. في القرن 6 ق.م. كاد يكسف أباه مردوك، بل منذ بداية القرن 8 ق.م إذ نقرأ مدوّنة أشورية : "أيًا كنتَ في المستقبل، إتَّكلْ على نبو، ولا تتكل على إله آخر". زوجة نبو هي "تشماتو" أي الاستجابة. أكبر أعياد مردوك كان عيد السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة. وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض
نابو هو أحدالآله البابلية وفق الميثولوجيا البابلية وهو إلاه الحكمة والكتابة ، ويعبده البابليون كابن لمردوخ وهو حفيد ايا. .
في الأصل نابو كان ألاه للساميين الغربيين و عرف عند الاموريين في بلاد ما بين النهرين ، وربما في نفس وقت مردوخ. في حين أصبح مردوخ إله بابل الرئيسي ،أقيم معبد لنابو قريبا من بورسيبا . وكان في البداية "وزير مردوخ" ، ، تم نقل تمثال عبادة نابو من بورسيبا الى بابل من أجل التواصل مع مردوخ والده.
إلوهيم (آلهة)
إلوهيم بحسب الديانة السورية القديمة هو مجموعة الآلهة السورية وهم أبناء إل أقدم الأله والأيام (صفة للإله، عولم) والتي اجتمعت في المكان الإلهي المقدس في جبل صفون (جبل الأقرع) الموجود في سوريا ويعتقد وجود مقابل له في السماء.
•
إلوهيم الواحد
يخضع الإلوهيم لحكم إل يسمى هداد الأعلى (عليون) الذي عرفه العامة باسم بعل أي السيد في الميثولوجيا السورية, وهؤلاء الآلهة تجتمع على الجبل السماوي ويحكمها واحد فقط وتتصرف المجموعة (إلوهيم) وكأنها واحد. عدو إلوهيم هو يم الذي خلقه إل.
إلوهيم بالعبرية
إلوهيم في التناخ عامة اسم مفرد يستعمل كاسم الله. واقترح البعض أن هذا يدل على أصول متعددة الآلهة أو هينوثية لليهودية. لكن استعمال صيغة الجمع لاسم مفرد موجود في أمثلة قليلة في العبرية.
أسطورة أدبا أو أدامو بن إنكي
هي من الأساطير البابلية المتأخرة، ويوجد منها أربع نسخٍ أطولها وُجد في تل العمارنة في مصر، وهي تعود للفترة الكيشية أي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وتحكي الأسطورة قصة الإنسان أدبا بن الإله إنكي (إله الحكمة وإله مدينة إريدو القديمة الذي جلب لها فنون الحضارة) والذي كان حكيما وعاقلا ومستشارا للملك ألوليم (Alulim) ملك مدينة إريدو والذي عن غير قصد وعن طاعة عمياء لأبيه إنكي رفض الخلود المقدم له من قبل الإله آنو (إله السماء).
حيث جاء في الأسطورة أن أدبا كان في إحدى الأيام على متن قارب الصيد يصطاد السمك وإذ بالريح الجنوبية نينليل (زوجة إنليل) تهب عليه فتتسبب بقلب قاربه مما أثار حفيظة أدبا فقام بلعن نينليل مما أدى إلى انكسار جناحها وتوقفها عن الهبوب والعمل، الأمر الذي أثار فيما بعد غضب آنو إله السماء
وعندما طلب آنو من أدبا المثول أمامه ليعاتبه على فعلته هذه، قام إنكي بتقديم النصيحة لأدبا حيث أخبره بأن يعتذر من آنو وبأن يتجنب تناول أي طعام أو شراب قد يقدمه له آنو لأنه سيكون طعام الموت الذي سيُقتل به
وعندما وقف أدبا بحضرة آنو اعتذر له عن كسره لجناح نيليل، وبعد أن قبل آنو اعتذار أدبا قام بتقديم الطعام والشراب له إلا أن أدبا رفض تناول الطعام والشراب عملا بنصيحة إنكي رغم أن الطعام والشراب المقدم له لم يكن طعام وشراب الموت كما ظن إنكي وإنما كان طعام وشراب الخلود وهكذا ضيّع أدبا الخلود على البشر برفضه الدعوة وطاعته لإنكي
مردوخ أو مرْدُوك كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء.
وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
هيكله الرئيسي
"اي ساغ ايلا" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو.
في القرن 12 ق.م.، صار نبو (أو "المدعّو") ابن مردوك الذي كان في الأصل إلهًا من الدرجة الثانية في بابل، إله بوسيفة. عُرف هذا الاله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة. في القرن 6 ق.م. كاد يكسف أباه مردوك، بل منذ بداية القرن 8 ق.م إذ نقرأ مدوّنة أشورية : "أيًا كنتَ في المستقبل، إتَّكلْ على نبو، ولا تتكل على إله آخر". زوجة نبو هي "تشماتو" أي الاستجابة. أكبر أعياد مردوك كان عيد السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة. وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض
إنليل
[الاسم والدور
يقسّم اسم إنليل في اللغة السومرية إلى اللفظين إن وليل، أي إله الهواء، في البداية، كان إنليل اله النسيم، هواء الربيع، وهي الفترة التي تعود فيها مواسم المزروعات في الريف، ويمكن لإنليل ان يكون قاسياً وشديد العقاب، ليتشكل على شكل أعاصير مثلاً، وهي الصورة الأعم في ذهن السومريين حيث كان إنليل يد الاله آنو القاسية، ومنبع العذاب في الدنيا، أي ان حضارة بلاد الرافدين صورته على انه جهاز القسوة والبطش الالهي، ويذكر بأن انليل كان اله النفس والفضاء أيضاً.
بعض الباحثين يرفض فكرة أن يكون اسم انليل سومرياً، ويرجعه إلى شعوب أقدم اورثت هذا الاسم للسومريين، وهذا ما يعتبر صعب التأكيد أو النفي لغياب المدلولات التاريخية لما قبل السومرية.
الولادة
ولد انليل من تنهيدة اله الجنة آن، وإلهة الأرض كي، بعد ممارستهما للجنس، وعندما كان إلهاً شابا، طُرد انليل من ديلمون، بيت الآلهة، إلى العالم السفلي، بعد أن اغتصب فتاةً صغير اسمها نينليل، نينليل تبعته إلى العالم السفلي حيث وضعت مولودها الأول، اله القمر سين أو نانار (في السومرية سوين) وبعد أن أصبح أباً لثلاث شخصيات خارقة في العالم السفلي، سمح لإنليل بالعودة إلى ديلمون.
فضائله على البشر
إنليل هو الذي امر بطلب من ابنه الاله انكي ابناه لهار واشنان بان يسكنا الأرض، وبنى لهما أول حظيرة واول بيت، وقدم لهما العلف والعشب والمحراث والنير، وهو الذي صنع قالباً استخدمته الآلهة لصنع الإنسان، كما أن المعول الذي استخدمه البشر في العمران وفي الزراعة كانت هبة من الاله انليل أيضاً. كما يقال بان مدينة نيبور أو نفَّر هي صنيعة الاله انليل نفسه، وفيها سكن وتلقى هدايا من ابنه انكي.
النسل
رقم انليل هو الخمسون، ويرمز اليه بالتاج الثلاثي وبلوحات المصير، وهو والد اله القمر نانار، ووالد آلهة مدينة نيبور، نينورتا، وأحياناً يرجع اله بأبوة نرجال الهة الحبوب، وبابلساغ الذي يعادل نينورتا، ويظن أحياناً انه والد نامتار من زواجه بإرشكيغال (رديفة عشتار).
في ملحمة جلجامش
في ملحمة جلجامش، كان انليل قد استشاط غضبا من جلجامش وأنكيدو بعد قتلهما خمبابا حارس غابة الأرز، والتي كانت برعاية إنليل نفسه الذي عين هذا الحارس عليها، وحين قاموا بقتل ثور الجنة الذي ارسل لعقابهما، اصر إنليل على موت إنكيدو على الاقل عقاباً.
وعن الطوفان، تذكر الرواية أن الأرض كانت قد امتلأت بالبشر وضجت بهم، مما ازعج الآلهة ومنعها من النوم فقام إنليل بإعلان النية بالتخلص من البشر ودعمته الآلهة، وقام بسكب المطر على العالم حتى فاض بالبشر إلا أن اوتانابشتم كان قد بنى فلكاً ونجا به مع عائلته ومختارات من كل جنسٍ حي، وبعد الطوفان وعتاب بعض المخلوقات العظيمة لإنليل على عمله، قام بمباركة اوتانابشتم وأمره بالسكن قرب مجرى الأنهار وبارك له المواسم والزرع.
عشتار
هي إلهة الجنس والحب، والجمال والحرب عند البابليين، ويقابها لدى السومريين إنانا، و عشاروت عند الفينيقيين، و أفروديت عند اليونان، و فينوس عند الرومان. وهي نجمة الصباح والمساء معاً رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبه على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهر.
•
الإله الأم
ترمز بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. ومعبدها الرئيسي كان في نينوى قرب مدينة الموصل[بحاجة لمصدر]. وكان السومريون يطلقون عليها عناة والعرب يسمونها عثتر والإغريق يسمونها أفروديت. ظهرت أول مرة في بلاد سومر في جنوب بلاد الرافدين، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهو النجمة الخماسية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب. وقد سمّاها السومريون إنانا.
في الأساطير
وهي في أساطيرهم ابنة الإله سين إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله (أوتو) إله الشمس، وأختها الإلهة (ارشكيجال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات. وهي أعظم الإلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة. وقد لعبت دورا هاما في ملحمة جلجامش[بحاجة لمصدر].
اُسطورة عِشتار والراعي
يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أوزيس عشقها ، ولم يكن أهل الأرض بعيدين ذلك العشق ، كانت عشتار تدور بين عالم البشر ، بحثاً عن الضحايا حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ كل ما يملكون ، وتعدهم بالزواج حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وبيوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها ، وأغوتهُ عيون الفتاة ، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن ، فأخذت تأكل عشتار ثم رحلت ، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء ، حتى لم يبقى لدى الراعي شيء يقدمه لعشتار ، سألها البقاء معه ولكنها رفضت وقالت: أنه لا يملك شيء يغريها بالبقاء معه ،فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق ، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة على أمل أن تعود عشتار لتجلس معه.
يطلق مصطلح ميثولوجيا على شيئين: الأول - دراسة الأساطير وذلك كفرع من العلوم يهتم بجمع ودراسة وتفسير الأساطير والثاني - مجموع الأساطير والقصص (الليجندات) لأية ثقافة كانت، ومنه يتم استخدام التعابير التالية: ميثولوجيا إغريقية أو ميثولوجيا لاتينية ... إلخ.
أما الأسطورة فهي سرد قصصي يهدف إلى تفسير شيء ما في الطبيعة أو الكون، كنشوء الكون أو أصل الأمطار أو الرياح أو الزلازل أو البراكين إلخ. كما وأنه يهدف إلى تفسير بعض السلوكيات سواء أكانت هذه السلوكيات عادات وتقاليد اجتماعية أو طبائع وأحاسيس ومشاعر إنسانية أو وحشية كمشاعر الحب أوالبغض أوالكراهية أو الحسد أو الفضول إلخ. وأحيانا كان هدفه المتعة والتفنن وذلك بالتحدث عن شخصية من شخصيات الأساطير أو قصة ما من القصص بعد إضفاء لمسات فنية على السرد القصصي ليصبح أكثر امتاعا وإبهارا
وغالبا ما كانت الأساطير مقترنة بأنواع معينة من الطقوس الدينية والعبادات الأساسية للآلهة القديمة والتي كانت الناس تؤمن بوجودها، ورغم أن الأساطير القديمة ينظر إليها حاليا كضرب من الخيال والخرافة إلا أنه لا يجب نسيان أن هذه الأساطير كانت تشكل التفسيرات الأولية والبدائية للعالم المحيط والتي منها انطلقت البشرية في وضع التفسيرات اللاحقة لعالمنا المحيط بناأسطورة أدبا أو أدامو بن إنكي
هي من الأساطير البابلية المتأخرة، ويوجد منها أربع نسخٍ أطولها وُجد في تل العمارنة في مصر، وهي تعود للفترة الكيشية أي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وتحكي الأسطورة قصة الإنسان أدبا بن الإله إنكي (إله الحكمة وإله مدينة إريدو القديمة الذي جلب لها فنون الحضارة) والذي كان حكيما وعاقلا ومستشارا للملك ألوليم (Alulim) ملك مدينة إريدو والذي عن غير قصد وعن طاعة عمياء لأبيه إنكي رفض الخلود المقدم له من قبل الإله آنو (إله السماء).
حيث جاء في الأسطورة أن أدبا كان في إحدى الأيام على متن قارب الصيد يصطاد السمك وإذ بالريح الجنوبية نينليل (زوجة إنليل) تهب عليه فتتسبب بقلب قاربه مما أثار حفيظة أدبا فقام بلعن نينليل مما أدى إلى انكسار جناحها وتوقفها عن الهبوب والعمل، الأمر الذي أثار فيما بعد غضب آنو إله السماء
وعندما طلب آنو من أدبا المثول أمامه ليعاتبه على فعلته هذه، قام إنكي بتقديم النصيحة لأدبا حيث أخبره بأن يعتذر من آنو وبأن يتجنب تناول أي طعام أو شراب قد يقدمه له آنو لأنه سيكون طعام الموت الذي سيُقتل به
وعندما وقف أدبا بحضرة آنو اعتذر له عن كسره لجناح نيليل، وبعد أن قبل آنو اعتذار أدبا قام بتقديم الطعام والشراب له إلا أن أدبا رفض تناول الطعام والشراب عملا بنصيحة إنكي رغم أن الطعام والشراب المقدم له لم يكن طعام وشراب الموت كما ظن إنكي وإنما كان طعام وشراب الخلود وهكذا ضيّع أدبا الخلود على البشر برفضه الدعوة وطاعته لإنكي
مردوخ أو مرْدُوك كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء.
وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
هيكله الرئيسي
"اي ساغ ايلا" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو.
في القرن 12 ق.م.، صار نبو (أو "المدعّو") ابن مردوك الذي كان في الأصل إلهًا من الدرجة الثانية في بابل، إله بوسيفة. عُرف هذا الاله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة. في القرن 6 ق.م. كاد يكسف أباه مردوك، بل منذ بداية القرن 8 ق.م إذ نقرأ مدوّنة أشورية : "أيًا كنتَ في المستقبل، إتَّكلْ على نبو، ولا تتكل على إله آخر". زوجة نبو هي "تشماتو" أي الاستجابة. أكبر أعياد مردوك كان عيد السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة. وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض
نابو هو أحدالآله البابلية وفق الميثولوجيا البابلية وهو إلاه الحكمة والكتابة ، ويعبده البابليون كابن لمردوخ وهو حفيد ايا. .
في الأصل نابو كان ألاه للساميين الغربيين و عرف عند الاموريين في بلاد ما بين النهرين ، وربما في نفس وقت مردوخ. في حين أصبح مردوخ إله بابل الرئيسي ،أقيم معبد لنابو قريبا من بورسيبا . وكان في البداية "وزير مردوخ" ، ، تم نقل تمثال عبادة نابو من بورسيبا الى بابل من أجل التواصل مع مردوخ والده.
إلوهيم (آلهة)
إلوهيم بحسب الديانة السورية القديمة هو مجموعة الآلهة السورية وهم أبناء إل أقدم الأله والأيام (صفة للإله، عولم) والتي اجتمعت في المكان الإلهي المقدس في جبل صفون (جبل الأقرع) الموجود في سوريا ويعتقد وجود مقابل له في السماء.
•
إلوهيم الواحد
يخضع الإلوهيم لحكم إل يسمى هداد الأعلى (عليون) الذي عرفه العامة باسم بعل أي السيد في الميثولوجيا السورية, وهؤلاء الآلهة تجتمع على الجبل السماوي ويحكمها واحد فقط وتتصرف المجموعة (إلوهيم) وكأنها واحد. عدو إلوهيم هو يم الذي خلقه إل.
إلوهيم بالعبرية
إلوهيم في التناخ عامة اسم مفرد يستعمل كاسم الله. واقترح البعض أن هذا يدل على أصول متعددة الآلهة أو هينوثية لليهودية. لكن استعمال صيغة الجمع لاسم مفرد موجود في أمثلة قليلة في العبرية.
أسطورة أدبا أو أدامو بن إنكي
هي من الأساطير البابلية المتأخرة، ويوجد منها أربع نسخٍ أطولها وُجد في تل العمارنة في مصر، وهي تعود للفترة الكيشية أي القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وتحكي الأسطورة قصة الإنسان أدبا بن الإله إنكي (إله الحكمة وإله مدينة إريدو القديمة الذي جلب لها فنون الحضارة) والذي كان حكيما وعاقلا ومستشارا للملك ألوليم (Alulim) ملك مدينة إريدو والذي عن غير قصد وعن طاعة عمياء لأبيه إنكي رفض الخلود المقدم له من قبل الإله آنو (إله السماء).
حيث جاء في الأسطورة أن أدبا كان في إحدى الأيام على متن قارب الصيد يصطاد السمك وإذ بالريح الجنوبية نينليل (زوجة إنليل) تهب عليه فتتسبب بقلب قاربه مما أثار حفيظة أدبا فقام بلعن نينليل مما أدى إلى انكسار جناحها وتوقفها عن الهبوب والعمل، الأمر الذي أثار فيما بعد غضب آنو إله السماء
وعندما طلب آنو من أدبا المثول أمامه ليعاتبه على فعلته هذه، قام إنكي بتقديم النصيحة لأدبا حيث أخبره بأن يعتذر من آنو وبأن يتجنب تناول أي طعام أو شراب قد يقدمه له آنو لأنه سيكون طعام الموت الذي سيُقتل به
وعندما وقف أدبا بحضرة آنو اعتذر له عن كسره لجناح نيليل، وبعد أن قبل آنو اعتذار أدبا قام بتقديم الطعام والشراب له إلا أن أدبا رفض تناول الطعام والشراب عملا بنصيحة إنكي رغم أن الطعام والشراب المقدم له لم يكن طعام وشراب الموت كما ظن إنكي وإنما كان طعام وشراب الخلود وهكذا ضيّع أدبا الخلود على البشر برفضه الدعوة وطاعته لإنكي
مردوخ أو مرْدُوك كان كبير آلهة قدماء البابليين، وكان أساسًا إلهًا لمدينة بابل. ولما كانت بابل أهم وأقوى مدينة في العصور القديمة، فقد أصبح مرْدُوك أهم إله في هذه الحقبة، وقد سمَّاه أصحاب السِّيادة المولى الأعظم، مولى السماء والأرض، وزعموا أن قوته كانت تكمن في حكمته التي كان يستخدمها لمساعدة النَّاس الأخيار على معاقبة النَّاس الأشرار.
وبسبب العلاقات السياسية بين بابل واريدو، كان مردوك يُعتبر بكر انكي أو آيا رب المياه السفلى (كأوقيانوس تحت الأرض يسمى افسو) الذي يُعبد في اريدو. حين أسّس الأموريون حوالي سنة 1830 ق.م أول سلالة بابلية ستسيطر في ايام حمورابي على كل بلاد الرافدين، صار الاله مردوك اله المملكة. وكان لهذا التبديل نتائج على اللاهوت. فاستطاع علماء بابل أن يبرِّروا ارتفاع مردوك.
فحسب فاتحة شريعة حمورابي، اعطى انو (الاله السامي في البنتيون الاكادي منذ زمن السومريين) وانليل (بالو اي بعل أي السيد) مردوك المُلك الابدي على كل المائتين، ومنحاه المقام الأول بين كل آلهة السماء.
وتعطي السببَ لذلك مَلحمةُ الخلق إنوما إليش أي قصة الخلق البابلية : تجرّأ مردوك وحده على صراع تيامات (تشخيص الشواش والفوضى الأولى) وانتصر عليه. فنال مردوك لقب انليل (بالو أو السيّد). وارتبطت به هذه الصفةُ بحيث سمّي مرارا بال.
هيكله الرئيسي
"اي ساغ ايلا" (البيت الذي يرفع الرأس) في بابل مع البرج المشهور "اي تمن أن كي" (بيت أساس السماء والأرض برج بابل) وباب الشرق المقدس الذي كان مقفلا طوال السنة، ولكن كان يُفتح بضعة ايام خلال الشهر السادس من اجل الطواف مع مردوك ونبو.
في القرن 12 ق.م.، صار نبو (أو "المدعّو") ابن مردوك الذي كان في الأصل إلهًا من الدرجة الثانية في بابل، إله بوسيفة. عُرف هذا الاله كشفيع لفن الكتابة وللكتبة. في القرن 6 ق.م. كاد يكسف أباه مردوك، بل منذ بداية القرن 8 ق.م إذ نقرأ مدوّنة أشورية : "أيًا كنتَ في المستقبل، إتَّكلْ على نبو، ولا تتكل على إله آخر". زوجة نبو هي "تشماتو" أي الاستجابة. أكبر أعياد مردوك كان عيد السنة الجديدة التي يُحتفل بها في الربيع (نيسان) وتتميّز بطواف احتفالي إلى اكيتو (بيت الاعياد) الواقع خارج المدينة. وكان يتم الاحتفال بتلاوة ملحمة الخلق وتنصيب مردوك كخالق الكون وملكه. وكانوا يعلنون أن هذا اليوم يثبّت مصير البشر والالهة للسنة القادمة. وان الذكر القديم لعيد السنة الجديدة كعيد الخصب، ظلّ حيا في طقس زواج مردوك مع زوجته صرفانيتو (يجمع تمثاله وتمثالها أو يتجامع الملك مع إحدى الكاهنات). وكان هذا الطقسُ الشرطَ الضروري لحفظ الحياة على الأرض
إنليل
[الاسم والدور
يقسّم اسم إنليل في اللغة السومرية إلى اللفظين إن وليل، أي إله الهواء، في البداية، كان إنليل اله النسيم، هواء الربيع، وهي الفترة التي تعود فيها مواسم المزروعات في الريف، ويمكن لإنليل ان يكون قاسياً وشديد العقاب، ليتشكل على شكل أعاصير مثلاً، وهي الصورة الأعم في ذهن السومريين حيث كان إنليل يد الاله آنو القاسية، ومنبع العذاب في الدنيا، أي ان حضارة بلاد الرافدين صورته على انه جهاز القسوة والبطش الالهي، ويذكر بأن انليل كان اله النفس والفضاء أيضاً.
بعض الباحثين يرفض فكرة أن يكون اسم انليل سومرياً، ويرجعه إلى شعوب أقدم اورثت هذا الاسم للسومريين، وهذا ما يعتبر صعب التأكيد أو النفي لغياب المدلولات التاريخية لما قبل السومرية.
الولادة
ولد انليل من تنهيدة اله الجنة آن، وإلهة الأرض كي، بعد ممارستهما للجنس، وعندما كان إلهاً شابا، طُرد انليل من ديلمون، بيت الآلهة، إلى العالم السفلي، بعد أن اغتصب فتاةً صغير اسمها نينليل، نينليل تبعته إلى العالم السفلي حيث وضعت مولودها الأول، اله القمر سين أو نانار (في السومرية سوين) وبعد أن أصبح أباً لثلاث شخصيات خارقة في العالم السفلي، سمح لإنليل بالعودة إلى ديلمون.
فضائله على البشر
إنليل هو الذي امر بطلب من ابنه الاله انكي ابناه لهار واشنان بان يسكنا الأرض، وبنى لهما أول حظيرة واول بيت، وقدم لهما العلف والعشب والمحراث والنير، وهو الذي صنع قالباً استخدمته الآلهة لصنع الإنسان، كما أن المعول الذي استخدمه البشر في العمران وفي الزراعة كانت هبة من الاله انليل أيضاً. كما يقال بان مدينة نيبور أو نفَّر هي صنيعة الاله انليل نفسه، وفيها سكن وتلقى هدايا من ابنه انكي.
النسل
رقم انليل هو الخمسون، ويرمز اليه بالتاج الثلاثي وبلوحات المصير، وهو والد اله القمر نانار، ووالد آلهة مدينة نيبور، نينورتا، وأحياناً يرجع اله بأبوة نرجال الهة الحبوب، وبابلساغ الذي يعادل نينورتا، ويظن أحياناً انه والد نامتار من زواجه بإرشكيغال (رديفة عشتار).
في ملحمة جلجامش
في ملحمة جلجامش، كان انليل قد استشاط غضبا من جلجامش وأنكيدو بعد قتلهما خمبابا حارس غابة الأرز، والتي كانت برعاية إنليل نفسه الذي عين هذا الحارس عليها، وحين قاموا بقتل ثور الجنة الذي ارسل لعقابهما، اصر إنليل على موت إنكيدو على الاقل عقاباً.
وعن الطوفان، تذكر الرواية أن الأرض كانت قد امتلأت بالبشر وضجت بهم، مما ازعج الآلهة ومنعها من النوم فقام إنليل بإعلان النية بالتخلص من البشر ودعمته الآلهة، وقام بسكب المطر على العالم حتى فاض بالبشر إلا أن اوتانابشتم كان قد بنى فلكاً ونجا به مع عائلته ومختارات من كل جنسٍ حي، وبعد الطوفان وعتاب بعض المخلوقات العظيمة لإنليل على عمله، قام بمباركة اوتانابشتم وأمره بالسكن قرب مجرى الأنهار وبارك له المواسم والزرع.
عشتار
هي إلهة الجنس والحب، والجمال والحرب عند البابليين، ويقابها لدى السومريين إنانا، و عشاروت عند الفينيقيين، و أفروديت عند اليونان، و فينوس عند الرومان. وهي نجمة الصباح والمساء معاً رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبه على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهر.
•
الإله الأم
ترمز بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. ومعبدها الرئيسي كان في نينوى قرب مدينة الموصل[بحاجة لمصدر]. وكان السومريون يطلقون عليها عناة والعرب يسمونها عثتر والإغريق يسمونها أفروديت. ظهرت أول مرة في بلاد سومر في جنوب بلاد الرافدين، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهو النجمة الخماسية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب. وقد سمّاها السومريون إنانا.
في الأساطير
وهي في أساطيرهم ابنة الإله سين إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله (أوتو) إله الشمس، وأختها الإلهة (ارشكيجال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات. وهي أعظم الإلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة. وقد لعبت دورا هاما في ملحمة جلجامش[بحاجة لمصدر].
اُسطورة عِشتار والراعي
يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أوزيس عشقها ، ولم يكن أهل الأرض بعيدين ذلك العشق ، كانت عشتار تدور بين عالم البشر ، بحثاً عن الضحايا حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ كل ما يملكون ، وتعدهم بالزواج حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وبيوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها ، وأغوتهُ عيون الفتاة ، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن ، فأخذت تأكل عشتار ثم رحلت ، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء ، حتى لم يبقى لدى الراعي شيء يقدمه لعشتار ، سألها البقاء معه ولكنها رفضت وقالت: أنه لا يملك شيء يغريها بالبقاء معه ،فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق ، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة على أمل أن تعود عشتار لتجلس معه.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)