سوق الحلة الكبير .. سوق طويل يمتد لمسافة متعرجة، تعلوه صفائح من (الجينكو) مثلثة الشكل تقريباً تمنع حرارة الصيف وبرودة وامطار الشتاء.. يتراوح عرضه بين اربعة الى خمسة امتار..
لم يكن السوق بطوله الحالي قد انشئ دفعة واحدة، بل لم يكن اول سوق في الحلة، انما هناك سوق صغير يحاذيه من الجانب الجنوبي يسمى بـ (سوق الغَيْبة) ذكره المؤرخون والرحالة الذين زاروا مدينة الحلة قبل قرون، واقترن اسمه بمقام للامام محمد بن الحسن المهدي (عليه السلام).
اما السوق الكبير فتطور على مراحل بعد عدة عمليات اعمار وبناء منذ اكثر من قرنين، حتى اصبح معلماً بارزاً من معالم الحلة الفيحاء..
تتخلل السوق، اسواق اخرى فرعية على جانبيه يعرف بعضها بـ (القيصرية) والتي تتكون من طابقين في الاغلب وهناك بعض آثار خانات قديمة كانت تستخدم كفنادق ودور استراحة للمسافرين..
ومن الاسواق المعروفة في السوق الكبير سوق الخضار وسوق البزازين (التجار) وسوق القصابين وسوق الخفافين وسوق الحدادين وسوق النجارين وسوق الصاغة وسوق الصفارين واسواق اخرى كثيرة لم تتخذ اسماً خاصاً لها لتنوع المهن والحرف فيها.
مئات المحال الكبيرة والصغيرة وعشرات الفروع والازقة على جانبي السوق الذي يقع في عدة محلات سكنية هي (جبران والمهدية والجباويين والطاق).. ويبدأ السوق الكبير من جهة الشرق بإطلالته على شط الحلة في المنطقة التي تعرف بـ(الجسر العتيك) وينتهي عند الجنائن المعلقة (الجبل) من جهة الغرب.
ومنذ اكثر من ثلاثين عاماً لم يكن السوق يضم سوى عربات معدودة لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة، كان يعرف صاحبها يومذاك بـ (الخردة فروش) لكن الايام العصيبة التي انهكت العراقيين بحروبها ومرارتها جعلت تلك العربات الخشبية الجميلة تتناسل الى سلسلة متصلة من (الجنابر) و (البسطيات) احتلت وسط السوق حتى بات من الصعب جداً اختراقها فعرقلت حركة المرور وتسببت بزحام شديد، تزيد ضراوته العربة الخشبية التي يدفعها الصغار او الكهول ، محملة ببضائع متنوعة تخترق افواج المارة فجعلت منه سوقا يصارع هذا التوسع العشوائي ويجاهد الاهمال الذي طاله من قبل الاجهزة البلدية التي لا شغل لها سوى مطاردة الباعة الجوالين واصحاب (البسطيات).
سوق الحلة الكبير مكتظ في كل حين الا في المساء.. فمنذ اكثر من ثلاثة اعوام تقريباً بدأ الباعة واصحاب المحال يغلقون محالهم عند اذان المغرب خشية تعرضهم للسلب او الخطف من قبل اللصوص.. وهي حالات نادرة جداً في هذه المدينة غير ان للضرورة احكام..
وقبل عدة عقود من الآن كان للسوق نكهة خاصة ومراسيم خاصة، ففضاؤه الجميل يبعث على الراحة في التبضع وقضاء امتع الاوقات في التجوال فيه ومشاهدة ما يتمنى المرء مشاهدته او شراءه دون عناء.. فأغلب الناس يعرفون بعضهم بعضاً، وكذلك فضيوف المدينة لا يكاد يفوت احدهم زيارة هذا السوق والتبضع من محاله.
وحتى ايام رمضان كانت لها سمة تختلف عن الايام الاخرى فالفطور ترسله العوائل الى السوق ليفطر الباعة في اماكن عملهم ولا يغلق السوق ابوابه حتى بعد انتصاف الليل.. فالمساجد كثيرة في السوق وعلى جانبيه اشهرها جامع الحلة الكبير ومسجد ابو كبة ومسجد القطانة ومسجد الصفارين ومسجد التجار، ومساجد صغيرة متفرقة هنا وهناك، فضلاً عن الكثير من مراقد الاولياء والعلماء المنتشرة في الفروع والازقة المتفرعة من السوق الكبير، وجميعها تفتح ابوابها للصلاة والدعاء والمحاضرات الدينية. اما المقاهي فتبدأ العمل في هذا الشهر عند اقتراب موعد افطار الصائمين لتقدم لأصحاب المحال (القنداغ) و (الشاي) و(الحليب) لتعج بعد ساعات بروادها حتى وقت السحور في ممارسة الالعاب الشعبية (المحيبس) و(الصينية) و(لعبة الديكة) وغيرها.
اما اليوم فقد اصبح السوق عبارة عن تجمع حاشد من الاجساد البشرية تحفّها البضائع المحلية والمستوردة وهي معلقة بكلاليب او منضدّة على رفوف خشبية او حديدية او مطروحة على قارعة الطريق تعرقل سير المارة..
(البسطيات) التي افترشت السوق لا تختص بنوع معيّن من البضائع، بل هي متنوعة يغلب عليها طابع ما خف حمله من المواد.. فالملابس الرجالية والنسائية والعطور والبهارات والاكسسوارات وغيرها.. والجديد في اتساع هذه الظاهرة ظهور مهنة بيع الاقراص (سي دي) وهي ظاهرة غير مقبولة لما فيها من انتهاك لحقوق المواطنين الذين يفرض عليهم سماع ما يبثه اصحاب البسطات من اغانٍ رخيصة او (لطميات) او غير ذلك..
والباعة اصحاب (الجنابر) فهم من الشباب الذين لم يجدوا وظائف لهم هنا او هناك، او من المتقاعدين الذين من المفترض ان يقضوا بقية سنواتهم في راحة وسعادة.. لا ان يلتجأ الواحد منهم الى هذا العمل المضني.. فهم يقضون الساعات الطويلة من اليوم وقوفاً جنب (جنابرهم).
وواحد من الاسواق الفرعية المعروفة في السوق الكبير هو سوق الحدادين الذي يزدحم بالعديد من الحرفيين المتخصصين بصناعة وعمل الادوات لبدائية التي تدخل في الزراعة مثل المناجل والمساحي والفؤوس التي يحتاجها القرويون من ابناء الريف وتسمع من بعيد طرقات الحدادين والصفارين والسمكرية والبعض من مصلحي الادوات المنزلية مثل المدافيء والمراوح والمولدات الكهربائية.
وحين تتوغل داخل السوق يلفت انتباهك محل صانع الغرابيل او المناخل حيث يديره الاسطة جبار عبدالله الكواز الذي ورث هذه المهنة عن ابيه الذي افتتح هذا المحل في ثلاثينيات القرن الماضي وكان كوازا اضافة الى هذه المهنة وها هو بدوره يعلم اولاده لهذه المهنة وهو يقول بأنه يقوم بتصنيع مختلف الغرابيل وهو المجهز الوحيد لكافة مناطق العراق.
ويشتهر السوق الكبير كذلك بورش الصفارين وقريب منهم مسابك صناعة الدبس والراشي ، وعند مدخل السوق الشرقي ينتشر باعة الجرزات ومن ثم يليهم باعة الاقمشة والملابس المختلفة والى يمين السوق توجد قيصيرة خاصة بصاغة الذهب وتعرف بسوق الصاغة والى العمق ينتشر باعة المواد الغذائية بالجملة ومن ثم باعة الحلويات واخيرا وبالقرب من (الجبل) الى الغرب من السوق المسقف تنتشر مخازن الحبوب الكبيرة التي تعد المصدر الاول لتخزين وتجميع الحبوب والتمور على اختلاف انواعها في بابل.
ولعل من اشهر الاسواق الفرعية التي لا يكاد مواطن في الحلة لا يعرفه هو سوق الحطابات الذي تنتشر فيه بائعات الخضر والفواكه فضلا عن عدد من القصابين.
والى وقت قريب كان السوق المسقف يعد المركز التجاري الاول في المحافظة ،غير ان العمليات الارهابية الكثيرة التي استهدفت بعض الاسواق والشوارع مثل شارع المكتبات الذي يقع في الجانب الشرقي من السوق الكبير بمحاذات شط الحلة جعلت غالبية المواطنين والمتبضعين يبتعدون عن دخول السوق الكبير الذي يصعب السيطرة عليه امنيا بسبب كثرة الاسواق والازقة المتفرعة عنه والمؤدية اليه، وازاء هذه الظاهرة فقد توسعت اسواق الجملة في مدينة الحلة واخذت تنتشر في مناطق تمتاز بقلة الكثافة البشرية مثل شارعي الطهمازية واربعين الذان انتشرت فيهما محال بيع الجملة مما اصابت بعض تجار السوق الكبير بالكساد، خاصة ان بدلات الايجار في هذا السوق اخذت ترتفع بشكل خيالي مع زيادة عدد المشتغلين بالتجارة وتوافد عدد كبير من تجار بغداد الى محافظة بابل هربا من الارهاب الذي تشهده العاصمة
الاثنين، 15 مارس 2010
الأحد، 14 مارس 2010
الحلة وشقاوات ايام زمان -بقلم حامد كعيد الجبوري
الحلة وشقاوات أيام زمان
(أبراهيم عبدك) أنموذجاً حامد كعيد الجبوري
لا يخفى أن أيام زمان وقبل تأسيس الحكومة العراقية كان العراق على شكل دويلات أو قل أقاليم أو مقاطعات يحكمها المتنفذون أصحاب المال والإقطاعيات الشاسعة ، وبالطبع أن هؤلاء المتنفذون بحاجة لمن يُدّعم سلطانهم ويقدم الحماية لهم ولعوائلهم ولمعيتهم ، ويختار المتنفذون هؤلاء الأشخاص –الحماية - من عوام الناس ممن تتوفر فيهم شروط اللياقة البدنية،من عضلات مفتولة وقوة إرادة وتجربة بفنون القتال ، وله سمعة بين أوساط المدينة بالشجاعة ومجرب بكذا معركة خاضها وحقق نصراً بها ،وبقدر السلطة التي يملكها المتنفذ وبقدر مملكته أو إمارته يكون حجم هذه الحماية ، بعد أن أسست الدولة العراقية الجديدة في عشرينات القرن المنصرم ودخول المستعمر الأنكليزي للعراق أنحسرت مهمة هؤلاء الحمايات – الشقاوات – بل وشكلوا خطراً واضحاً على مسيرة الدولة الحديثة وما على الحاكم الجديد إلا أن يفتت عضد هؤلاء الشقاوات وتجزئة عصاباتهم بالترغيب – المال – أو الترهيب – القتل أو الأعتقال أو النفي – لبسط نفوذ الدولة ، وبالطبع أن المستخدم الأول وأعني به المتنفذ أو الأقطاعي أفرحه ذلك ليتخلص من عبأ ما يقدمه لهم من مال أولاً ومن تطاول البعض منهم وتدخلهم بشؤن الشيخ أو المتنفذ أو الأمير الشخصية ثانياً ، وتختلف الصفات لدى هؤلاء الشقاوات ، فمنهم من يبرز بأوساط عشيرته حامياً ومنجداً ومئآزراً لعشيرته أو منطقته أوحتى عائلته من تدخل الأخرون ، وهي صفات محمودة وحميدة لدى الجميع وهم القلة، ومنهم من يبرز قاتلاً ومنفذاً لأوامر قتل لقاء مبلغ أقل من القليل لقاء مهمته ، وبالطبع أن أخلاق مثل هؤلاء منفرة غير محببة للناس وعوامهم ، وسأتحدث عن شخصية من هؤلاء الشقاوات علماً أن سلوك هذا الرجل كان مرضياً لجميع من يعرفه من أهالي الحلة الفيحاء ، في منتصف الثلاثينات من القرن المنصرم جاء للحلة الفيحاء شخصية أسطورية منفياً من مدينته ( ديالى ) ، أو من المناطق المحيطة بها وهو رجل من الكورد (الفيليين) يسمى (أبراهيم عبدك) طبقت شهرته الأفاق وأصبح مضرب مثل
للكثير بالشجاعة والبأس والقوة وتقول العامة مثلاً لمن هو هكذا (قابل أنت أبن عبدك) ، وجاء الرجل للحلة الفيحاء ومعه أخت أو بنت أخت لتقدم الخدمة له ، ومن محاسن الصدف التي لم نستغلها للتوثيق ، أنه سكن (محلتنا) وتسمى (الوردية) بجانب الحلة الصغير ، والحلة يشطرها النهر لشطرين الكبير يسمى الصوب الكبير ويضم سبعة أو ستة (أطراف) لتداخل (طرفان) فيما بينهما والصوب الصغير يضم ثلاثة (أطراف) أحداهن (الوردية) ، أدركت هذا الرجل ولم أعرفه أو أراه ، ولو كنت بوعي هذا لأرشفت كل شئ ولأغناني عن التتبع والتقصي والسؤال عن (أبراهيم عبدك) ، وكما فلنا سلفا أن الحكومة البريطانية ترغب و ترهب الأخرين لذا فأن (أبن عبدك) وعى ذلك بحسه الفطري وقبل بوظيفة مرشد آثاري بمدينة بابل ، ويقول الدكتور المغترب( عدنان الظاهر )أني رأيت (أبن عبدك) بآثار بابل مرشداً سياحياً ومتحدثاً للأنكليزية بطلاقة ملفتة للانتباه ، وهو يرتدي الزي العربي لأهالي الفرات الأوسط من عقال وكوفية وعباءة رجالية ، ويقول الظاهر أن (أبن عبدك) في أوقات دوامه الرسمي يلف كوفيته على رأسه ويترك عقاله لما بعد الدوام ، وهذا ما أورده الأستاذ جعفر هجول بكتابه (الحلة بين العشق والأنتماء) ، وأخالف الأستاذ هجول الذي وصف (أبن عبدك) أنه رجل أٍسمر البشرة بعد أن تحدثت مع كثير ممن رأى هذا الرجل فقالوا أن (أبراهيم عبدك ) بوجه أبيض يميل الى الحمرة ، ليس بالقصير ولا الطويل ولا النحيف أو البدين وقرٌ جدا يحمل بيده عصى لأغراض شتى ، وحدثني صديقي وقريبي الأستاذ ( صبري ديكان) أن (أبراهيم عبدك ) كان جاراً لعمه وقد رآه أكثر من مرة وأستمع لحديثه المشوق ، ومرة حدثهم -(أبن عبدك)- كما يقول الأستاذ (صبري) في أحدى مقاهي الصوب الصغير قائلاً ( خرجنا أحد الأيام لنكسب رزقنا كما يقال ونحن أكثر من عشرة أزلام بقيادتي _ أبن عبدك _ وصادفنا بطريقنا رجل بدوي لوحده يقود عشرة جمال محملة بحاصل الحنطة والرجل البدوي لا يملك إلا عصاه الخيزران ، ونحن مسلحون بالهراوات والسيوف والخناجر والرجل البدوي أكبر منا سناً فاستسهلنا عملية السطو عليه جهاراً وأخذ ما لديه عنوة دون قتله وأخبرناه بذلك ولم يكترث الرجل البدوي وقال لنا أن
أردتموها بالقوة فلا أعطيكم إياها إلا بقتلي وأن أردتموها مروة فخذوها هنيئاً مريئاً ، فقلت له _ ابن عبدك _ لا وإنما نأخذها منك بالقوة ، فقال البدوي إذن والله لا أعطيها ، وتقدمنا نحوه وكان يضرب منا الرجل فيوقعه أرضاً من هول ضربته ، ولم نستطع الوصول لمأربنا منه بتاتاً ، وأصاب الكثير منا ، وكان باستطاعتنا قتله بمسدس نملكه أو بندقية أنكليزية يحملها أفراد عصابتنا ، ورأيت أن مثل هكذا مراجل حقيقية يجب أن يكرم بالبقاء حياً وأمرت أصحابي بتركه ووقفت بعيداً عنه وخاطبته أذهب بدعة الله وسوف نتركك لشأنك ، ضحك البدوي وقال لنا بصدق ، تعالوا خذوا نصفها هدية مني ، قلت له هذا لن ولم يكون أذهب يحرسك الله ، وكان يفترض بنا أن نحسبها بشكل أفضل ولا نعرض أو نتعرض إليك ، لأن قومك أو أهلك عرفوا وخبروا قدراتك ورجولتك وأنك (كدها وكدود) )، والرجل موضوع بحثنا له ثارات كثيرة في موطنه الأول فلذا هو يحمل (مسدساً) تحت ملابسه ولا يكاد يغادر بيته من دون سلاحه ، بعد شيخوخته وإحالته على التقاعد أتخذ من مقهى (محمد الحايج) مقراً دائماً له للراحة والجلوس يحيطه شباب كثر من أهالي الحلة وبخاصة (الوردية) ليستمعوا لحديث بطولاته وغزواته التي لا تخلوا من فخار بنفسه ، في أحدى ليالي الحلة الشتائية سُمعت أصوات أطلاقات نارية بمقهى (محمد الحايج) وهرع أهالي الوردية لصوت الأطلاقات فوجدوا (أبن عبدك ) مضرجاً بالدماء وهو يمتلك وعيه وقال دونكم الرجل ،ورواية أخرى تقول كان القاتل كامناً له بأحد الأزقة المؤدية لداره ، ونقل المصاب لمستشفى الحلة الجمهوري ، وأخبر ضابط الشرطة المكلف بالتحقيق (أبن عبدك) أن أحد رجال (الوردية) ألقى القبض على الجاني فتهللت أساريره وقال هل لي أن أراه ، جلب الجاني له وسأله – أبن عبدك – من أنت ؟ ، أجاب الرجل بنشوة واضحة أنا أبن (فلان) الذي قتلته بيدك وأنا لا زلت في المهد ، ضحك –ابن عبدك – وقال أنت رجل أخذت بثأر أبيك وسجل أيها الضابط أنا متنازل عن حقي الشخصي ، وهذه الرواية لا تنهض مع الحقيقة لأن الشرطة لا تجلب القاتل للمقتول رغم تأكيد القاضي الراحل الذي حقق بالقضية هذه الرواية ، والذي مسك بالقاتل يسمى (عبيد القصاب) والذي يسميه أهل
الوردية (صخيله سوده) بسبب ذباحته (للصخول ) أكثر من الخراف ، أضافة لعمل أخر له وهي الحراسة الليلية ، فبينما هو يؤدي واجبه ألحراسي ، لاحظ رجلا ً هاربا باتجاه البساتين التي تحيط محلة (الوردية) وأغلب هذه البساتين محاطةبأسيجة من نبات بري كثيف له مابين أغصانه ( دبابيس ) قوية جداً تسمى بالعامية (العلكة ) ومن سوء حظ هذا القاتل أن سقط بوسطها ويقال أن الحية لا يمكنها أن تنفذ من خلال هذه (العلكة) – للمبالغة والطرفة – وكثافة أبرها النباتية الحادة ، سُلم الجاني طالب الثأر لمديرية شرطة الحلة من قبل الحارس (عبيد القصاب) وأسدل الستار عن قصة هذا الرجل الذي قُتل ثأراً بجريرته ، بعدها عادت أخته أو أبن أخته لديارها وأهلها في ديالى ، التقى السيد جعفر هجول والأستاذ المحامي جاسم الصكر بقاضي هذه الدعوة وأيد ماذكر عن تنازل المقتول عن حقه الشرعي وذلك كان عام 1961 وأنا – القاضي - الذي كتبت تنازل المقتول عن حقه من القاتل والقاضي هو المرحوم (خليل أسكندر الجبوري) .
المصادر
------
1: متابعة شخصية ولقاءآت مع أفراد عاشوا حياة أبراهيم عبدك ومنهم السيد محمد دهيم
2 : الحلة بين العشق والأنتماء / جعفر هجول
3 : مذكرات حلية / الدكتور المغترب عدنان الظاهر
السبت، 13 مارس 2010
فصة قصيرة بقلم د.علي عبد الامير صالح- الفسم الاول-تخطيطات غالب المسعودي
(( يمامة الرسام ))
قصة قصيرة
د . علي عبد الأمير صالح
( قاص ومترجم من العراق )
هل يستطيع هذا الزمن الرهيب أن يمنحنا موتاً جميلاً بعد أن عجز عن إهدائنا حياةً جميلة ؟
كم كان بودي أن أخلد لحظة مجيئها .. وليت الزمن توقف بنا في تلك الدقائق النادرة .. هي في ارتباكها وحيائها وأنا في افتتاني وعجزي .
كم كان بودي أن اصرخ كالملسوع : توقفي .. توقفي أيتها الدقائق الجميلة .. أيتها العقارب اللعينة لا تتحركي .. دعيني لعيش أسطورتي .. دعيني أعيش كمي أرى العالم بعيني طفل .. طفل بريء تكتحل عيناه برؤية العالم أول مرة .. هو لا يرى العالم حسب , بل يكتشفه..
أرجوكم , لا تتعجبوا من حكايتي التي سأرويها لكم كونها مضادة للأحداث المروعة التي تتناقلها وكالات الأنباء عن بلادنا .. ذلك أن قصتي رفضت وما زالت ترفض أن تكون عادية .. هي بالأحرى كافحت كي تكون شرعيةً , وصادقة .. مع إنها تبدو غير حقيقية ومحض أوهام خطرت ببال ساردها . والآن أضيف قائلاً أن كل شيء في بلادي أمسى لا معقولاً وسوريالياً وحتى عبثياً ايضاً ..
ولكن , متى كان الواقع في بلادنا معقولاً ومنطقياً ؟ وفي أي حقبة زمنية كان العقل والمنطق هو سيد الموقف ؟ ومتى كان الحكماء هم الذين يسيرون أمور البلد ويقودون دفته ويحددون وجهته ومستقبله ؟
ربما يعترض أحدكم فيقول : إن حياة البشر , على مر الدهور , لا بل حتى منذ فجر التاريخ , كانت دوماً لا معقولة وسوريالية وعبثية ..
اذاً , واقعنا الذي لم يعد واقعياً , وكما هو دائماً , أحرق كل الثوابت . حطم كل القناعات الجاهزة , وكل الأكاذيب التي توارثناها جيلاً بعد جيل .. ولم تعد الحياة تذهلنا بمنطقها غير المتوقع , وفوضاها غريبة الأطوار .. حتى يخال لنا , في بعض الأحيان , إننا نحيا في متاهةٍ لا سبيل إلى الخروج منها .. إلا لنقع في متاهةٍ أخرى , متاهةٍ عويصةٍ أكثر تعقيداً من الأولى .
نعم , إن حياتنا اليوم أكثر غرائبية من القصص التي نكتبها .. وان متاهاتها وأنفاقها السرية أكثر غموضاً وتمرداً من متاهات قصصنا ودهاليزها .
ومع إن مدينتنا شرعت تجرد أبناءها من أحلامهم وتحكم عليهم بالبؤس والحرمان والفاقة واليأس الا إن ثمة أناساً منهم ما زالوا يحلمون ويتوقون الى الفرح والحياة المشتهاة .. وأنا , بطبيعة الحال , واحد من هؤلاء .. وان قصتي التي سأسردها على مسامعكم اليوم واحدة من هذه الحكايات التي ربما تقولون عنها انها شديدة الغرابة , وربما يعدها بعضكم ضرباً من خيال الكاتب , او حلماً من أحلام يقظته , أو حتى وهماً من أوهام حاملي الأقلام ممن يبذولون قصارى جهودهم كي يقنعوننا ان ماسطروه على الورق هو محض تجارب حقيقية جرت لهم في زمان ومكان معينيين .. وأن بطليها ( ولا أقوى ابطالها ) هما شخصان حقيقيان , من دم ولحم, يعيشان على مقربة منا .. وهما ليسا كائنان حبريان إبتدعتهما مخيلة الكاتب – الراوي .
هل يجدر بي أن أنفي ما قاله جان جينيه مرةً حين ذكر انه كذب كي يقول الحقيقة .. هل ينبغي لي أن أنفي التهمة القائلة اننا معشر الكتاب نزوّر الحقائق , ونخترع الأوهام , ونصطنع الأكاذيب , كي نقنع القراء بصدق وواقعية ما يقرأونه ؟
وعلى أية حال , لا أريد ان أخوض في إجابة مستفيضة عن هذه المسألة التي مع أنها تشغل بال أعداد غفيرة من قراء الأب والدارسين , الا أنها في الواقع لا تحظى بأدنى إهتمام بالنسبة لي .. يكفيني أن أقول , أنني هنا لا أضلل قرائي , ولا أخدعهم , كما انني لا أريد أن أخفي الحقائق الجميلة والمروعة التي طالما تعرضت للتشويه .. ولا أريد أن أوقعكم , الآن , في سوء فهم , لأن ثمة حقائق جميلة وأخرى مروعة .. الا أن معظم وسائل الإعلام , وللأسف الشديد , لا تتطرق الا إلى الحقائق التي تنطوي على قدرٍ من الإثارة .. ومنها في سبيل المثال فضائح سجن أبي غريب , وسرقة آثار المتحف العراقي , إحراق المخطوطات النادرة في المكتبة الوطنية .. وما الى ذلك .
ها نحن , الآن نتعاطى الحب بينما يحف بنا الموت من حدب وصوب نغادر منازلنا كل صباح ولا ندري ما إذا سنصل الى غايتنا أم لا .. وننام في أسرتنا كل مساء ولا ندري ما إذا سننهض منها أحياءً , سالمين .. أم لا .
انه شيء مثبر للأسف حقاً أن تتكدس الجثث والأشلاء فوق أديم الأرض , وأن لا نسمع غير إنفجارات القنابل , وأزيز الرصاص , والصراخ والعويل والنواح والخوف من الموت وشبح الموت ..
حوار مع الفنان دغالب المسعودي-تخطيطات غالب المسعودي
الفنان الاديب .... د.غالب المسعودي
الانسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي
حاوره الكاتب ....محمود الحديثي
س)بدايات نشوء الوعي الثقافي؟
ج)سألتني والاجابه ستكون متعلقة بتجربتي الحياتيه وهي أقل من قطرة في بحر المعرفه الزاخر.. ستكون ردا إنسانياً على سؤال كبير يبدأ من الاسفل وينتهي الى الاعلى ، كما لم يجد فيها البدائي تفسيراً لوضعه في العالم ، أي إنها صورة للوعي الانساني في مرحلة من مراحل تطوره داخل نسق ميثولوجي .. لذا ينظر الى الوعي الثقافي بوصفه حادثة تحدث في لحظة تاريخيه بل هو وحي لازماني حيث إنه كشف لما هو كامن في الانسان من ناحية بنيويه ومن هنا كان بوذا بمعنى إنه طور الاستنارة الكامله بعد تأملات في الوجود إختلى فيها بذاته وكذلك كان نيتشه ... هنا تكمن عملية البحث عن الجوهر غير المتعين،لحظة يمكن إستعادتها على المستوى الوجودي بوصفها تجربه تاريخيه.
من السهل على المرء أن يقع في الفخ لكن من الصعب أن يستسلم والذي لايحتفظ بمذاق العسل تحت لسانه صعب عليه أن يتذكر الاشياء الجميله ، بين الروح والجسد وفضاءات الوعي هناك المسكوت عنه واللامفكر فيه وهناك المتخيل والمقدس وذاكرة اللغه وكل مكائد التأويل ، تعددية دلالة النص والتفاعل المنهجي والتحليل البلاغي وترسبات الوجودية الثقافيه ، المخيال الحكائي نسق الاشياء سواء في الطبيعه أو في نتاج الانسان. وأن البحث والكشف هو لب الحضارة وهذه الروح تتغلغل في أعماق اللذين نذروا أنفسهم للفن والعلم وإن المسارات النهائيه لعمل المنظومه الفكريه تتخذ صيغاً مختلفه في الايضاح والابانه والانحياز لذا فإنه ثمة بنيه ذات خصائص محدده تنتظم كافة عناصر البحث ويمكن صياغتها في نسق شامل لايجد أبداً أي تفسير بمعزل عن هذه البنيه المعينه كي تستخدمه في المعقوليه والتفسير لإدراك التجلي.
س)هل للفنان أو الاديب مهمة؟ موقف من مشكلات الانسان والكون والحياة والمجتمع؟
ج)لعل الاجابه تكون إبتداءاً بالانتباه الى دور الفن والادب من مشكلات الانسان والكون ويبدو الفنان في تمييزه بين الوجه الاجتماعي ولاقتصادي والوجه الفلسفي أو كما يعبر عنه هو بين الحياة بأشكالها المختلفه والروح بشفافيتها الاثيريه التي تتوق للتقدم والتطور والتي تعبر فوق الحواجز المصطنعه متنسمة المطلق ، وهذا التمييز يغض النظر عن كونه خرق للمنطقي بصيغ متعدده أي وضع الحياة في سياق التحول والتطور يجعلها بتدفقها العنيف بمنجز يتفوق على نفسه في بعده النظري والمعرفي إنطلاقاً من تأويل ذلك الايمان بنحو عقلي دارءاً لكل إلتباس غير مناسب لهذه المعادله فسيكون دور الفن والادب نوع من الحوار المونوكرامي الذي يفضي الى إنتحار الذات على مذبح العدم لذلك يجب أن يكون هناك إنتباه وإحتواء يؤدي بالتالي الى هضم كل شاردة وواردة بنظام تمثيل متقدم يعتمد على أجهزة غاية في التطور من ناحيه منظومية ، إن قانون تثبيت اللحظه قد فعل فعله منذ قرون وقدس الماضي وتألقت إسطورة العصر الذهبي وتهاوت معها كل أشكال الحداثه وأصبح المفكر فيه من الحاضر الى الماضي وأصبح المستقبل تكريس للماضي ، إن تقييم وممارسة التيار الارثودوكسي و بالرغم من إشكالاته وإحباطاته لاتزال هي السائده في الفكر الشرعي والمتغلغله في الوعي التاريخي والتي لا يستطيع الباحث فض أقنعتها وإعادتها الى مصدرها الانساني لأنه في العالم لايوجد تطور يسير في خط مستقيم لذا ستكون النتائج التي يصل إليها الفنان و الاديب المفكر في التخمين والإستقصاء للملامح البعيده غير المباشرة لهذه الطروحات والخروج بحصيلة مستقلة بوصفها نسبيه نوعاً ما إنطلاقاً من أن للفن والادب وظيفه أخلاقيه إذ لولاها لما إستقطب التاريخ نفسه ولما وقف بين شخوص من غيهب شبحي تتراقص حروفه من نار كي يظل ملاصقاً لوجوده الازلي.
س) كتب عنك الكثيرين من المقالات ، فهل أنت راضي أم ساخط عن مضامين ما كتب عنك؟
ج) الرضا والسخط هي علامات عصابيه ولكن من ناحية معرفيه لم أجد من كتب عني أي إقتراب لجوهر تجربتي سواء على المستوى التشكيلي أو الادبي ولم أُقرأ جيداً من قبل الكثير ممن حاوروني وكانوا قريبين مني لأن جوهر التجربه تمتد الى محاورة ومحاولة تغيير انماط التفكير وآليات الاشتغال وهذه بحد ذاتها ثورة ولم أجد من قرأ الثورة في عينيّ أو في أعمالي.
س) ماذا تحب أو تكره في الحياة ؟
ج) الحياة عندي لحظه بين مطلقين وأنا أحب هذه اللحظه وأكره إنطفاءها.
س) موقفك من المرأة... حبيبه ، زوجه ، أم ، وزميله؟
ج)لقد أرست المرأة في تاريخها عبادة الآلهة الاولى وأناهيتا ... الام العظمى إنها الالهه الساميه القويه الطاهرة فقد وصفت بأنها فتاة جميله طويلة القامه قوية البنيه ملتحفه بعباءة موشاة بالذهب وتضع في إذنيها قرطين وفي عنقها عقد من الذهب وهي كمثل عشتار آلهة حرب تجر عربتها جياد بيض تمثل الريح والمطر والسحاب والبرد أقيمت لها معابد وقدمت لها صلوات هي من ضلع آدم وهي غاويته ، هي أفروديت آلهة الخصب وهي أثينا آلهة الحرب .
لقد كان فرويد في فترة الخطبه عاشقاً مشتعلاً حباً وفي رسالة الى مارتا يقول :(ويلك مني عندما آتي إليك يا أميرتي سوف أقبلك حتى أدميك وسوف أ غذيك حتى تسمني )، ثمة هندسة معرفية تحيل العلاقه بين الرجل والمرأة الى أبواب ونوافذ الى معايير الى كلمات سر بصيغ تعبيريه، ثمة حضور للآلهي، ثمة إشتهاء، ثمة إمضاءات ناريه ، ترنيمات ملائكيه ، معرفه ذات ، في الجنه عندما لم يكن لآدم إطلاعٌ على مكنونات أو محتويات الجسد لم تكن هناك مقاربات حركيه من الداخل، إن فاعلية الشهوة هي إضاءة طقوسية في عالم الجسد ، أن نفهم شهواتها الحقيقيه هو أن ندرك القوى التي تجعلها صاعده نحو الاعلى والاسمى وذلك بمثابة صحوة ثقافيه متأصلة ومتجذرة في الوجدان والحضور في ذاكرة الاثنين معاً وهو شبق المعرفه لأن الرجل والمرأة يكونان الانسان أو كما يقول صاحب نظرية الاكر المقسمه الارواح أكر مقسمه فعندما يلتقي النصف بالنصف يتم الاتفاق والذي يعني حقيقة الجسد الكامل برموزه ودلالاته ومفاهيمه وتصوراته وعلاماته ومجازاته.
الخميس، 11 مارس 2010
سعيد بن جبير-النص واللوحة للفنان غالب المسعودي
سلمى------ النص والتخطيط للفنلن غالب المسعودي
الاثنين، 8 مارس 2010
الأحد، 7 مارس 2010
ثنائية اللغة والانسان-بقلم ولوحات د غالب المسعودي
ثنائيه اللغه
ان نهاية الانسان ونهاية الازمنه تشبّه بالطاعون والحرب،ان الحضور الذي يهدد العالم هو حضور قاحل وهي هذه النهايه التي لايستطيع أحد الفكاك منها وهي القلق الذي يساور أحدهم حين يلقى في الماء دون وسيلة انقاذ كمن يسعى الى أختصار الانسان في لاشيء،انها سخرية دائمة في مسرح البورنوغرافيا تجد كل أمراض الثقافه لكنها تتخذ شكلاً آخر ضمن الفرجة الحياتيه،وهي عيوب تمثل تفاهتنا جميعاً، ان الحياة لن تكون اذا كان الرأس فارغاً وصولجان مجانين ...فبأي الاسئلة سنتشدق وباي التمائم سنتنبأ بالمأتم وباي الاغاني سنترنم والانسان لايرى إلا حدوده.
انه حيُ ويشهد على حضور الموت وعلى ماذا تدل معرفة الممنوع انها تنبيء بالعقاب الاقصى والسقوط الجهنمي وهو معرفة العالم ضمن هذه الفوضى .
ان استنفار إيتالوجيا المعرفه ينبأنا أن مصادر اللغة ثلاث ذات تفاعل تراجيدي داخل العقل فاللغة المقدسه واللغة المتعاليه الترانسداليه تختبيء كالسر وراء الكواليس تمارس فعلها كحماقات عمياء ضمن اللغة المتداوله أو المحكيه التي تقود الى عمل آخر هو خارج العقل لتأكيد التراجيديا من جديد .
كل لحظه في الوعي هي كليه إشكاليه وهي دائمة الحضور لكنها لن تخرج عن دائرة النظرة المهيمنه بالرغم من أن هناك حركة ونقاش نقدي ومعرفه تحليليه وهناك مرجعيات ومازال هنالك الحلم اللامع وحدود الحكمه والرغبه اللامتناهيه والفضاعات الابديه والطقوس القديمة والوعي المتلبس وكل تأريخ الاسماء والتبريرات والصرامه الاحتفاليه تمارس فعلها في البنية التي تصاغ بالمفردة المجنونه والمليئة بالاشارة والقابلة للتتبع والقياس والمغايرة والتي يمكن تجريدها من سلطتها الخطيرة لأنها تعلن أنها وليده عالم باثالوجي ، فعندما يتصرف الانسان وفق نور العقل علينا أن نتنبه الى حركاته لأن اللغة لاتكفي كي تكون تامة الدلاليه ، انها خطاب يبرهن الغايايات ولايعلن عن استمراره حتى يجيء الهجوم الداهم وينجلي دفعة واحده وينفتح مجدداً ويكون رفضاً سلبياً لفكر ينتمي الى كونين مختلفين لايترك مساحة كافية لتحليل مضمون التجربه وعلاقتها مع عالم الخلائق المعقول ، لقد انتقلت العلامه من قيمة باثالوجيه الى قيمة نقدية خالصه لأن النظام العقلاني الذي توزع فيه العلامات تتحول خفية الى وعي ولأنها تتداخل مع ثيمات عمليه أكثر منها مفهوميه في زمان لم تكن فيه الانساق النوزولوجيه قد تأسست ، فإن الهوس قد يجتاح النفس والصدق يتحول الى ثورة في هذا الامتداد اللامتناهي من المعارف ليشكل تنافراً في الارتباط السببي وهي حالات انفعال حاد في الروح دونما نظام وضمن تعددية الفوضى ليشكل رأس المال الرمزي حالة بالغة في الانفصال والتعقيد فهي أسباب ونتائج خلل في الذاكرة تصاغ في مسار تتابعي .إن العمل الذي يعيد تنظيم وظهور الانفتاح هو إعادة قراءة اللغه المقدسه سيميولوجياً ونقدياً متجاوزاً الشكلانيه المزيفة لأن الاذهان قد نفذ امتيازها في القاموس الكوني وأصبحت كياناً قابلاً للأحتراق، فالفكر مريض في أيامنا هذه ويدور في نفس الحلقة التي يصفها اوربيد في التراجيديا كلما يحاول الخروج منها يرتبط بها أكثر والفكر لايتحرر إلا بخروجه من الحلقة ونحن بحاجه الى إختراع لغة جديده لكي لايستمر التيهان فالستار القرباني الذي يخفي الحقيقه يتفتت بإستمرار والخلافات التي تم تخزينها بدقة تنظم وتعقلن المعرفه وإن ترميم الشقوق سيعيد البشر الى دورة العنف والعنف المضاد وتبقى الازمة مستمرة والمستقبل مليء بالاحتمالات ولاوقت للتأمل لأن الزمن المضاف أصبح صفراً
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)