بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأحد، 7 مارس 2010

ثنائية اللغة والانسان-بقلم ولوحات د غالب المسعودي


ثنائيه اللغه
ان نهاية الانسان ونهاية الازمنه تشبّه بالطاعون والحرب،ان الحضور الذي يهدد العالم هو حضور قاحل وهي هذه النهايه التي لايستطيع أحد الفكاك منها وهي القلق الذي يساور أحدهم حين يلقى في الماء دون وسيلة انقاذ كمن يسعى الى أختصار الانسان في لاشيء،انها سخرية دائمة في مسرح البورنوغرافيا تجد كل أمراض الثقافه لكنها تتخذ شكلاً آخر ضمن الفرجة الحياتيه،وهي عيوب تمثل تفاهتنا جميعاً، ان الحياة لن تكون اذا كان الرأس فارغاً وصولجان مجانين ...فبأي الاسئلة سنتشدق وباي التمائم سنتنبأ بالمأتم وباي الاغاني سنترنم والانسان لايرى إلا حدوده.

انه حيُ ويشهد على حضور الموت وعلى ماذا تدل معرفة الممنوع انها تنبيء بالعقاب الاقصى والسقوط الجهنمي وهو معرفة العالم ضمن هذه الفوضى .
ان استنفار إيتالوجيا المعرفه ينبأنا أن مصادر اللغة ثلاث ذات تفاعل تراجيدي داخل العقل فاللغة المقدسه واللغة المتعاليه الترانسداليه تختبيء كالسر وراء الكواليس تمارس فعلها كحماقات عمياء ضمن اللغة المتداوله أو المحكيه التي تقود الى عمل آخر هو خارج العقل لتأكيد التراجيديا من جديد .
كل لحظه في الوعي هي كليه إشكاليه وهي دائمة الحضور لكنها لن تخرج عن دائرة النظرة المهيمنه بالرغم من أن هناك حركة ونقاش نقدي ومعرفه تحليليه وهناك مرجعيات ومازال هنالك الحلم اللامع وحدود الحكمه والرغبه اللامتناهيه والفضاعات الابديه والطقوس القديمة والوعي المتلبس وكل تأريخ الاسماء والتبريرات والصرامه الاحتفاليه تمارس فعلها في البنية التي تصاغ بالمفردة المجنونه والمليئة بالاشارة والقابلة للتتبع والقياس والمغايرة والتي يمكن تجريدها من سلطتها الخطيرة لأنها تعلن أنها وليده عالم باثالوجي ، فعندما يتصرف الانسان وفق نور العقل علينا أن نتنبه الى حركاته لأن اللغة لاتكفي كي تكون تامة الدلاليه ، انها خطاب يبرهن الغايايات ولايعلن عن استمراره حتى يجيء الهجوم الداهم وينجلي دفعة واحده وينفتح مجدداً ويكون رفضاً سلبياً لفكر ينتمي الى كونين مختلفين لايترك مساحة كافية لتحليل مضمون التجربه وعلاقتها مع عالم الخلائق المعقول ، لقد انتقلت العلامه من قيمة باثالوجيه الى قيمة نقدية خالصه لأن النظام العقلاني الذي توزع فيه العلامات تتحول خفية الى وعي ولأنها تتداخل مع ثيمات عمليه أكثر منها مفهوميه في زمان لم تكن فيه الانساق النوزولوجيه قد تأسست ، فإن الهوس قد يجتاح النفس والصدق يتحول الى ثورة في هذا الامتداد اللامتناهي من المعارف ليشكل تنافراً في الارتباط السببي وهي حالات انفعال حاد في الروح دونما نظام وضمن تعددية الفوضى ليشكل رأس المال الرمزي حالة بالغة في الانفصال والتعقيد فهي أسباب ونتائج خلل في الذاكرة تصاغ في مسار تتابعي .إن العمل الذي يعيد تنظيم وظهور الانفتاح هو إعادة قراءة اللغه المقدسه سيميولوجياً ونقدياً متجاوزاً الشكلانيه المزيفة لأن الاذهان قد نفذ امتيازها في القاموس الكوني وأصبحت كياناً قابلاً للأحتراق، فالفكر مريض في أيامنا هذه ويدور في نفس الحلقة التي يصفها اوربيد في التراجيديا كلما يحاول الخروج منها يرتبط بها أكثر والفكر لايتحرر إلا بخروجه من الحلقة ونحن بحاجه الى إختراع لغة جديده لكي لايستمر التيهان فالستار القرباني الذي يخفي الحقيقه يتفتت بإستمرار والخلافات التي تم تخزينها بدقة تنظم وتعقلن المعرفه وإن ترميم الشقوق سيعيد البشر الى دورة العنف والعنف المضاد وتبقى الازمة مستمرة والمستقبل مليء بالاحتمالات ولاوقت للتأمل لأن الزمن المضاف أصبح صفراً

ليست هناك تعليقات: