لستُ هذا أو ذاك
أحمد
الحلي
1
لستُ زورقاً لكي أغرقْ
أو قارورةَ عطرٍ لكي أقلقْ
2
لستُ ذئباً
لكي يكسرَوا نابي
بعد أن يتفسّخَ جسدي !
3
لستُ مسماراً
يبقى حائراً بين عطالةٍ
تُفضي به إلى الصدأ
وعملٍ يورثُ رأسَهُ الصداع !
4
لستُ خُفّاشاً
يحلُمُ
أن تنبتَ بجناحِهِ
ولو ريشه !
5
لستُ بئراً
أرى السماءَ بلا قمرٍ
من دوني !
6
لستُ حصاةً
تمتنعُ أن يتسرّبَ إليها لحنٌ
أو قطرةُ ماءْ !
7
لستُ
قمراً
يفتحُ قلبَهُ دوماً لتأوّهات العاشقين
ولا أحدَ يُصغي لندائِهِ
يفتحُ قلبَهُ دوماً لتأوّهات العاشقين
ولا أحدَ يُصغي لندائِهِ
8
لستُ شجرةً
تهتزُّ أغصانُها طرَباً لمقولةِ الشعراءِ
بشأنِ طريقةِ موتِها الباذخةِ
وليسَ بوسعِ أحدٍ منهم أن يفعلَ ذلك !
9
لستُ شجرة
تتقبلُ على الدوام
أن يتّخذَ لهُ عُشّاً فيها
بلبلٌ أو غرابٌ
على حدٍّ سواء !
10
لستُ غيمةً
تمرُّ مثقلةً بالوعود
ثمَّ تمضي محتفظةً برشاقتِها !
11
لستُ مفتاحاً
لبابٍ
ينفتحُ على دهليزٍ
يعجُّ بخفافيش !
12
لستُ وسادةً
تتباهى إذْ يستقرُّ
عليها رأسُ صاحبِها
فيغطُّ في نومٍ عميق !
13
لستُ جسراً
يُفضي بالأقدامِ
إلى متاهة !
14
لستُ مَجرى
يمتنعُ أن تتدفقَ فيه
مياهٌ جديدةٌ باستمرار
!
15
لستُ حصاناً
يهربُ من لوحاتِ الفنانين
ويهرول باتجاهِ ساحات الحرب !
16
لستُ مرآةً
يقفُ الأعمى أمامَها
منكسِراً !
17
لستُ صخرةً
مزروعةً في رأسِ جبلٍ
كثؤلول !
18
لستُ قنديلاً
يُضيءُ في قلبِ أحدِهم
فيحجبَ عنه
رؤيةَ أشياءٍ أخرى
أكثرَ أهمية !
19
لستُ سنبلةً
ما لم تستقرَّ
حبّةٌ أو حبّتانِ منها
في حوصلةِ طائرٍ ما !
20
لستُ بيدقاً
يهتفُ على الدوام ؛
"أموتُ ويحيا الملك"
بينما الأخيرُ
لا يأبه لحياتِهِ أو مماتِهِ
!
21
لستُ منجلاً
يعملُ في حديقةٍ منزليةَ
ولا يكفُّ
عن توجيهِ النُصحِ
لمنجلِ الحقل !
22
لستُ
قنفذاً
مدّوا
إليهِ يداً للمصافحة
فمدَّ
إليهم ظهرَه !
23
لستُ شرشفاً
مطرَّزاً بألوانِ الورودِ
لكنْ
ليس ثمة ما يتفتّحُ منها
في قلبيْ مَنْ ينامُ فوقَهُ
!
24
لستُ مئذنةً
يتكثَّفُ اسمُ اللهِ فيها
ثم يتساقطُ
أمطاراً حامضية !
25
لستُ نسراً
ما عاد يتعرّفُ إلى ذاتِهِ
تمَّ ابتذالُهُ على أوسعِ نطاق ؛
يرى نفسَهُ مجسّداً على الإيقونات
والأعلام
ورايات المنتصر والمهزوم
على حدٍّ سواء !
26
لستً سيفاً بيدِ أحدِهم
يُترنّمُ الرواةُ بإحصاءِ مآثرِهِ
وتهزمُهُ وردة !
27
لستُ مسبحةً
يمررُ أحدُهم أصابعَهُ بين حبّاتِها
فيغفو في ماضيه
نابذاً حاضرَهُ والغد !
28
لستً عنكبوتاً
يتطيّرُ بل يُذعَرُ
أن تسقطَ بشِراكِهِ
نجمة !
29
لستُ محارةً
تتخوَّفُ أنْ تمتدَّ إليْها
يدُ الغوّاصِ
وليسَ بداخلها
سوى حجارة !
30
لستُ قبّعةً
تستقرُّ فوقَ رأسِ أحدِهم
فتهربَ طيورٌ فضيَّةٌ منهُ
ليبقى طائرٌ وحيدٌ أسودْ !
هناك تعليق واحد:
شكري الجزيل صديقي الدكتور غالب المسعودي على النشر وعلى هذه اللوحة الجميلة المرفقة بالنص .
إرسال تعليق