عاش الرئيس فالديس ابن فسكيس
كاظم فنجان الحمامي
ما يميز الرئيس اللاتيفي الشاب (فالديس دمبروفسكيس) عن رؤساء أوربا, انه أكثرهم وسامة, وأكثرهم جاذبية, وأصغرهم عمراً, وأخلصهم لشعبه, وانفعهم لوطنه, وما يميزه عن الملوك والرؤساء العرب انه يختلف عنهم اختلافاً جذرياً في كل شيء تقريباً, فهو أوضح منهم في مشاريعه السياسية, وأصدق منهم في تعامله الإنساني, وأقرب منهم لمشاعر أمته, وأحرص منهم في مساعيه الحثيثة نحو إرساء قواعد العدل والإنصاف, وأشدهم كراهية للكراسي والمناصب والعناوين السلطوية الزائلة (Preview) .
لقد أصبح فالديس رئيساً لوزراء لاتفيا عام 2009, فتوطدت علاقته بشعبه, وتعمقت على المحبة والتراحم والتواد والتناصح. يحزن لحزنهم, يتألم لألمهم. لم يظلمهم. لم يتجبر عليهم. لم يبطش بهم. لم يستخف بعقولهم. لم يفرق بينهم. ولم يشتتهم بتوجهاته الطائفية.
رجل بهذه الأخلاق وبهذه المواصفات, لم يستطع البقاء في منصبه دقيقة واحدة بعد انهيار سقف أحد المتاجر في قلب العاصمة (ريغا), فأعلن عن استقالته, تعبيراً عن مواساته لأسر الضحايا, الذين قضوا في الحادث المؤسف, وكانوا أكثر من خمسين شخصاً, فرفع اللاتيفيون لافتاتهم مطالبين بعودته إلى منصبه, لكنه أصر على موقفه. قال لهم: (لقد فوضتموني ففشلت, ولأنني احترمكم وأحترم نفسي, فقد وجدت في استقالتي الاعتذار اللائق بكم بعد انهيار سقف المتجر).
قالوا له: أنت غير مسؤول عن حادثة الانهيار يا ريس, فالمقاول الذي شيد المتجر هو الملام, فقال لهم: (لقد أحلته إلى القضاء, ولا مكان لي بعد الآن في هذه الحكومة التي فيها مقاول واحد فاسد).
قالوا له: ألا تعلم يا ريس أن سقوف الأسواق والعمارات والمتاجر والمكاتب والمنازل والمساجد والكنائس والمدارس تنهار في العواصم العربية كل يوم, ويموت العرب بالآلاف من دون أن يكترث زعمائهم, ومن دون أن يرف لهم جفن, فلم يستجب لنداءاتهم.
فالديس هذا يا جماعة الخير من مواليد 1971. ينحدر من أصول بولندية, حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1995, ونال درجة الماجستير في الفيزياء عام 1996, عمل في المختبرات الألمانية بمدينة (مينز), ثم انتقل للعمل في مختبرات جامعة ماريلاند.
التحق عام 2002 بحزب (العصر الجديد), فصار عضواً في البرلماني اللاتيفي, ثم شغل منصب وزير المال حتى عام 2004, وأصبح مراقبا في مجلس الاتحاد الأوربي, وعضواً في البرلمان الأوربي, وعنصراً رئيساً في ثلاث لجان أوربية فاعلة, ثم صعد بجدارة إلى سدة الحكم في الانتخابات التشريعية, ليصبح رئيساً لوزراء لاتفيا في اليوم الثاني عشر من آذار (مارس) 2009.
ختاما نترك للقراء الكرام حرية المقارنة والمفاضلة بين هذا الرئيس وزعمائنا العرب, ونترك لهم حرية التعليق على الموضوع بالطريقة التي يرونها مناسبة.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق