منتدى النخبة الثقافي و ...
الشعر رسالة وقضية !!!
حامد كعيد الجبوري
ينشط الشعراء الشعبيون هذه الأيام بطلبات كثيرة من
القوائم – جمعا وفرادى - التي تريد خوض
الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات العراقية ، ويعتقد المرشحون أن شراء ذمم
البعض سهل جدا ، وأجد أن الكثير من الشعراء ورغم عوزهم لا يعطون الوعود لأولئك
المرشحين لأنهم لا يبيعون وطنيتهم وقيمهم ومثلهم بحفنة من المال ، دعاني الصديق
الشاعر المبدع ( ماجد كزار ) لحضور أمسية أقامها أحد الأحزاب للمنتدى الشعري الذي
يترأسه الشاعر ( حسام هوبي ) ، مجموعة من الشعراء الشباب تخندقوا تحت مسمى
( منتدى بابل الثقافي ) ، وقرروا أن
يكونوا ضمن تشكيلات ( الإتحاد العام للشعراء الشعبيين فرع بابل ) ، وللحقيقة أن
الشاعر ( ماجد كزار ) هو من هيأ الفرصة لهؤلاء الشباب وآثر أن يبقى متابعا وموجها
لهذا المنتدى الذي يضم بين شاعر شعبي ، وشاعر لغة عربية ، وفنان ، وموسيقي ، وممثل
، الجميع يعملون خلية نحل من أجل أنجاح مشروعهم دون التطلع لدعم حكومي ، أو حزبي ،
ويأملون أن يأخذوا دورهم الطبيعي من أجل بناء وطن أنهكته الحروب ، ومزقته الإرادات
الداخلية والخارجية ، حضرت أكثر من أمسية لهؤلاء الشباب فوجدت نضوجا بأشعارهم
والجميع همه وهمته أن يوصل صوته لأصحاب القرار متطلعين لوطن تسود فيه روح التسامح
، أملين من الساسة الإيثار لحب شعبهم ، يقول الشاعر باقر حسين موجها شعره لرئيس الدولة ، أي كان
الرئيس ، وفي أي وقت يحل ، ( يا رئيس ... أبعث لشخصك رسالة / من مواطن يرثي حاله /
ومن كلب جدا بئيس / أنظر بعين العدالة ولا تقيس / دنيه تخرب بالقياس / وأول القاسو
أبليس / جادل الله وجان ما عنده يقين / كال نار ومستحيل أسجد الطين / يا رئيس ...
يعني أبن زيونه عندك / مثل أبن حي التعيس ) ، ويعني الشاعر بأبن ( زيونه ) الحي البغدادي المعروف بغناه
مقاسا بابن ( حي التعيس ) وهذه هي تسمية أحد أحياء القصبة القديمة لمدينة الحلة
الفيحاء ، ويقول الشاعر عماد السلطاني مخاطبا الجميع ومذكرا لهم تاريخهم العراقي
الأصيل ، ( يا ملعب جهلنه أرتاح / يا مهد الطفولة ويا وساد الليل / حلك الطوب
بالمكوار شكيناه / وردينا الزلم والخيل / واليوم لا والنبي / جمره العيون تصير /
لونذل بيك أيعيل / دونك نصب يا وطن / دمنه أعله بابك سيل / لو نحضه بيك ونظل / ونحامي
جيل الجيل / ولو صحنه بأول جرح / ظلتنه عيبِ بعد / أنلم الهدم ونشيل ) ، أما
الشاعر ( محمد البكري ) يتحدث للعراقيين جميعا وكعادة الشعب العراقي ( أحجي وياج
وأسمعج يا جارتي ) فيقول ( تجاهلنا مآسينا وأجينه ننتخب / بس رحمة للعباس مو مثل
المضن ) ، وشاعر آخر يندب حظه ويستصرخ همم شعبه مخاطبا الساسة الذين توالوا على
تخريب الذائقة العراقية والألفة المجتمعية فيقول الشاعر ( علي العتابي ) ( عراقي
وشاب كلبي من الحروبات / وأبشرك ع الزغر لاحن تجاعيد / بعمر عشرين لسه وآنه ما حاب
/ شحب وآنه تكرهني المواعيد ) ، الشاعر ( زيد النافعي ) لم يستأذن الساسة ليوجه
لهم حديثه بل أطلقها بكل شجاعة وحرية وقال ، ( سياسينه الموقر عندي مشروع / نبدل
الشوك كله بريح قداح / أخذ مال اليتامه وأشتري الدور / ولتبدل يتيم بصفقة سلاح ) ،
وتوالت قصائد الشعراء مستصرخة وطنهم وهمة شعبهم ، وهذا الشاعر ( محمد السلامي )
يقول ، ( دمعات الوطن نزلت بالأخبار / لأن شافت فرح خط بسمة أطفال / يا وطنه كلشي
ما شفنه بعمرنه / يمته نرجع يا وطنه / أنت يا دجلة وفرات / أنت تحكم ما تريد / ما
نريد احنه الطغات ) ، والشاعر ( مصطفى الموسوي ) يقول بهذا المقطع الغنائي ، (
لتراب الوطن والعز حمينه / ولدك يا وطن لتظن نسينه / رفرف بالسمه اليوم / علمنه
بين النجوم / عالي ويبقه عالي أيرف علينه ) ، ويقول الشاعر ( ( حسين القريشي ) مخاطبا
المجتمع العراقي ليتوجهوا لصناديق الاقتراع فيقول ، ( هذا حق الكل مواطن / يريد
موطن يبقه آمن / نريد مستقبل ولدنه / نريد يفرح كل بلدنه / نريد باجر نستريح / كوم
خل أيدك بديه / حتى نختار الصحيح ) ، وأعتلى المنصة الشاعر ( أمير آل ياسين )
ليقول ، ( راسك يا وطن مثل الجبل مرفوع / وتظل بغداد جنه ودوم معموره / وتظل كركوك
وردة وتحجي بيها الناس / والبصرة بشرف وبخير مستورة ) ، لاحظت أن أغلب القصائد
التي قرأت تتسم بالغنائية بسبب أن ( منتدى بابل الثقافي ) يضم بين المنتمين له
مطربون وموسيقيون يتدربون على العزف على آلة العود ومدربهم لذلك الفنان الشاعر (
ماجد كزار ) مؤسس المنتدى ، قبل نهاية الجلسة فوجئت بعريف الحفل الشاعر ( حسام
هوبي ) رئيس المنتدى يدعونني لقراءة قصيدة بهذه الجلسة ، وخاصة وأنه قدمني بعد أن
قرأ أبياتا من الغزل يقول فيها ، (اذا مابيك ترجع كلي ماعود
/ حتى
اسكت وشكك ذكرياتي / حرامات التعب ما غزر وياك
/ وعليك
بلا ثمن ضاعت حياتي ) ، لبيت طلبهم وقلت موجها
حديثي للجميع علينا أن نحارب الجهل بالعلم ، والقبح بالجمال ، والكره بالحب ، لذا سأنشد للحب ، ( حبيبي لا مثل كلبك وهم بيك
/ تمنيت اللذي بيه وهم بيك / مثل يوسف تهم بيه وأهم بيك / حضنته وما نزل برهان بيه
... يبو عيون الوسيعه النهد شايل غيض / دصد عينك عليه ولا تظل سالي / تمنيتك تجيني
أغلك عليك العين / وأشمك شمة الغايب تعنالي / أجيلك مستحي والشيب أكل بالراس /
أخاف عين كل واشي يتخطالي ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق