الاثنين، 27 يونيو 2011

تسارع بناء ميناء مبارك بالصور



تسارع بناء ميناء مبارك بالصور
جريدة المستقبل العراقية العدد 56 في 20/6/2011
مستقبل العراقي- خاص:

كشفت صور التقطتها عدست (المستقبل العراقي) حجم التقدم السريع والكبير, الذي حققته الفرق الهندسية العاملة في موقع جزيرة «بوبيان», وتوضح الصور تمركز الرافعة المخصصة لدك الركائز في موقعها لتواصل عملها في تعزيز مقتربات السدة الحجرية في جزيرة بوبيان ، وتبين مدى تقدم منشآت ميناء مبارك ومدى اقترابها من القناة الملاحية الوحيدة المؤدية إلى ميناء أم قصر ، ما يعني عرقلة الحركة في الممر الملاحي الذي تسلكه السفن القادمة والمغادرة من وإلى الموانئ العراقية . كما تظهر الصور الحفارات البحرية العملاقة ، وهي من نوع الحفارات القاطعة الماصة ، وهي تباشر بعمليات الحفر والتعميق ونقل الأطيان والرمال المستخرجة من عمليات الحفر من قاع خور عبد الله ووضعها في الأماكن المراد ردمها لتحقيق المزيد من التوسع في الرقعة المخصصة لساحات الميناء ومقترباته:
واليكم التفاصيل:

في الصورة الأولى يظهر في الخلف ساحل جزيرة (بوبيان), واللسان الحجري الناتئ بزاوية قائمة من الخط الساحلي, لينتهي بواجهة حجرية مستعرضة على شكل حرف (T), وقد أخذت الرافعة المخصصة لدك الركائز موقعها, لتواصل عملها في تعزيز مقتربات السدة الحجرية, مع الأخذ بنظر الاعتبار أن الصورة التقطت من الخط الوسطي للقناة الملاحية الوحيدة المؤدية إلى ميناء أم قصر, ما يعطي المشاهد فكرة واضحة عن المسافة التي أحرزتها منشآت ميناء مبارك, ومدى تقدمها واقترابها من الممر الملاحي الذي تسلكه السفن القادمة والمغادرة من والى الموانئ العراقية.

في الصورة الثانية تظهر إحدى الحفارات البحرية العملاقة, وهي من نوع الحفارات القاطعة الماصة, وقد باشرت بعمليات الحفر والتعميق, وارتبطت بها الأنابيب المطاطية العائمة, المخصصة لنقل الأطيان والرمال المحفورة من قاع خور عبد الله, إلى الأماكن المراد ردمها, لتحقيق المزيد من التوسع في الرقعة المخصصة لساحات الميناء ومقترباته.

اما الصورة الثالثة, وهي الأهم, فتبين للمشاهد مقطعا من سياج السفينة التجارية التي التقطت الصورة أثناء سيرها في الخط الوسطي للممر الملاحي المؤدي إلى ميناء أم قصر, وتظهر في الصورة العوامة الملاحية رقم (16), وهي العوامة التي تحدد جوانب الطريق المائي الضيق, الذي ينبغي أن تسلكه السفن التجارية المتوجهة الى ميناء أم قصر, أو المغادرة منه, ويظهر في الصورة أيضا اللسان الحجري الذي يمثل الواجهة الداخلية لميناء مبارك في هذه المرحلة الابتدائية من التنفيذ, والتي يقال انها بلغت الآن (12%), وتبين الصورة كيف اقترب اللسان الحجري من الشريان الذي تتغذى منه الموانئ العراقية, بحيث أصبحت منشئات ميناء مبارك على حافة الممر الملاحي في هذه المرحلة المبكرة, فما بالك بما سيحصل من تجاوزات وانتهاكات ملاحية بعد استكمال المراحل النهائية للمشروع الكويتي, وما بالك بما ستتعرض له الرقعة المائية المتبقية للعراق من انكماشات وتقلصات خانقة بعد اكتمال بناء الأرصفة الكويتية, وما بالك بما سيحصل من تزاحم وتشابك في الحركة الملاحية في هذه المنطقة الضيقة بعد ازدياد كثافة السفن والزوارق المترددة على ميناء مبارك, واضطرارها للقيام بالمناورات الملاحية بالطول والعرض بحيث تتقطع مع مسارات السفن المتوجهة إلينا, من المؤكد انها لن تترك لنا شيئا, وستضيق علينا المسطحات المائية بما رحبت, ما ينذر بعواقب ملاحية واقتصادية وسيادية وجغرافية وخيمة, وما ينذر بوقوع حوادث ملاحية يصعب التكهن بنتائجها الكارثية وآثارها السلبية.
تتكلم جريدة (المستقبل) هنا بمنطق الخبرة الملاحية الميدانية, ونواصل الذود عن المياه الوطنية العراقية والإقليمية من باب الحرص على صيانة الحقوق الملاحية والبحرية, التي ينبغي عدم التفريط بها, أو المساومة عليها, ويتعين على الجهات المعنية بالأمر عدم الرضوخ للضغوط الدولية والإقليمية التي تسعى لتحويل العراق إلى دولة مغلقة بحريا, بعد أن كان سيدا للبحار والمحيطات, ويتعين علينا إبداء الرفض المطلق لتطبيقات القرار الجائر (833). وبخلاف ذلك سنخسر كل شيء, وسنصبح في غضون بضعة أعوام البلد العربي والآسيوي الوحيد المدرج على قائمة البلدان المغلقة والمحتجزة في اليابسة, وستختنق موانئنا وتضمحل تدريجياً, وسنفقد عمقنا السوقي في حوض الخليج العربي, الذي كان اسمه خليج البصرة. .

ليست هناك تعليقات: