الجمعة، 17 يونيو 2011
امرأة على خطِّ الاستواء / سليمان دغش
امرأة على خطِّ الاستواء / سليمان دغش
هُنا أَنتِ
أَيا عَسَليّةَ العينين ِ
يا وَرديّةَ الشَّفَةِ
هُنا أَنتِ
ومِنْ زَمَن ٍ أُفتِّشُ فيكِ عنْ مَوتي
وَعَن لُغَةٍ
يُعانقُ حَرفُها لُغَتي
وأَبحثُ في مَحيطِ الخَصر ِ
عَنْ ميناءِ مَركبَتي
وعَنْ جُزُر ٍ
يَنامُ على سَواحِلِها
لُهاثُ البَحرِ في شَفَتي
هُنا أَنتِ
وهذا الليلُ وَحشِيٌّ
يُفجّرُ فيَّ بُركاناً
ويُشعلُ فيَّ أَوردَتي
أَنا الإعصارُ
والإعصارُ مَعركةٌ
فلا تَسْتَسلِمي أَبَداً لإعصاري وَزَوبَعَتي
فإنَّ حرارَةً قُصْوى
وَخَطّاً استِوائيّاً
يُغطّي وَجْهَ خارِطَتي..!!
هُنا أَنتِ
وفي عَيْنَيكِ عاصِفةٌ مِنَ الصَّمتِ
أَيبكي الصَّمتُ ؟
إِنَّ الصَّمتَ يأخذني
إِلى شَفَتيْن ِ مِنْ كَرَز ٍويُسكِرني
فمنْ شَفَةٍ معتَّقَةٍ
إِلى شفَةِ
أُحِبُّّكِ...
فاتْرُكي نَهدَيكِ رابيَةً
منَ الفيروزِ ترجُفُ قُربَ رابيَةِ
ولا تَنسَيْ
بأَنَّ النارَ في الجُلْنارِ قاتِلةٌ
وأَنَّ الفُلَّ في السَّاقَيْن ِ
مَلحَمَتي
أَيا امرأةً تُفَجِّرُني
وتُحْرقُني
وتجمَعُني
وتنثرُني
رَماداً فوقَ محرقةِ
فلا تَتَغَيَّري أَبَداً
ولا تَتكرَّري أَبَداً
ولا تَتحرَّري أَبَداً
وَكونني آه ِ جارِيةً
وَسيِّدَةً
تُحطِّمُ كُلَّ مَملكَتي
وضُمّيني إِلَيْكِ كَبَرقةٍ رَقَصَتْ
على زنّار ِ عاصِفةِ
فإنَّ النارَ في عَيْنَيْكِ توقِظُني
وتوقظُ فيَّ تمّوزاً
وتشعلُ فيَّ مَوقدَتي
أَيا امرأَةً
يُغَطِّي الثلجُ رُكْبَتَها
فيُشعلني لهيبُ الثلج ِ سيِّدَتي
فإنَّ حَرارةً قُصْوى
وَخطّاً استوائيّاً
يُغطّي كُلَّ خارطَتي...!!
( من ديوان امرأة على خط الاستواء )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق