الخميس، 24 فبراير 2011

الفساد الأداري في مستشفى الحلة التعليمي(لا أستثني منكم أحدا)-عن موقع شبابيك المنوع




الفساد الأداري في مستشفى الحلة التعليمي(لا أستثني منكم أحدا)

abobaneen72@yahoo.com
أبتلانا الله بمسؤولين فاسدين حد النخاع حيث أصبح موقع المسؤولية محط أطماع الأنتهازيين متصيدي الفرص حيث ينعدم القانون وسلطة الحق, فبعد أن مضى الطاغية الى أقذر أركان مزبلة ذاكرة التاريخ أنتعشت آمال العراقيين بتطبيق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب بعد أن الغاها المتملقون بسعيهم الدؤوب وبشتى وسائل الخبث والدناءة للوصول الى موقع المسؤولية ولكن تلك الطموحات أندثرت بعد أن شاع نظام المحاصصة ليمتد من موقع الوزير مروراً بالمدراء العامين وحتى عمال الخدمة في الدوائر الحكومية ونتيجة لذلك اعتلى البعض موجة التحزب والانخراط بالانحدار الثقافي والاجتماعي من خلال التعصب الطائفي المقيت واعتماد مظاهر هذا التعصب من أطالة اللحى وملازمة المساجد والحسينيات لا لمعتقد او أيمان ولكن لمنافع لم يكونوا ليحصلوا عليها بالطرق الصحيحة

ويبدو ان مدير مستشفى الحلة التعليمي أحد أمثلة هذا الوباء الاجتماعي فهذا الدكتور الذي حصل على منصب المدير نتيجة انتمائه لاحد الاحزاب الدينية وعلاقته بالوزير السابق صالح الحسناوي وكذلك كون أخوه مساعد المدير العام لصحة بابل وفور توليه المنصب أحاط نفسه بفريق حماية فهو لا يتحرك داخل المستشفى الابعد ان يؤمن له هذا الفريق الطريق ويحيط به من كل الجوانب مذكراً الناس بأحتياطات ابن العوجة الأمنية والسيد المدير لا تراه الا حين ينزل من سيارته المدرعة ليدخل مسرعاً الى غرفة الأدارة مروراً بالمكتب الذي يديره عدد من الموظفين عادة ما يدير مؤوسسة كبيرة في دول العالم التي تحترم مواطنيها أما في مكتب السيد مدير مستشفى الحلة فعددهم بالكاد يكفي ليشبع غرور وكبرياء المدير الأمبراطور
السيد المدير يمر بطريقه الى المستشفى بالشارع المقابل لباب المستشفى الرئيسي وهو لم يكلف نفسه يوماً ليخاطب البلدية أو زميله في مؤسسة الفساد محافظ بابل لغرض تبليط الشارع الذي يعاني من وضع كارثي لا تجده حتى في قرى اليمن والصومال والأدهى من ذلك هذا الشارع والجزرة الوسطية محاطة بتحصينات وأسلاك شائكة توحي لمن يراها بأنه في طريقه لمعسكر الجيش النازي وليس مكان تطبيب مواطني الحلة البسطاء والطيبين هذا الشارع مليء بالمطبات والمياه الآسنة وفوضى المرور تجعل المريض يزداد مرضىً حين قدومه الى هذا المكان والسيد المدير لاه عن هذا ومنشغل بتأمين أمنه الشخصي
ألف موظفي المستشفى موظفي الخدمة في مكتب المدير وهم مشغولون دوماً بغسل وأدامة سيارات المدير وجعلها تزداد بريقاً ومعطرة بكل أنواع العطور في حين تغرق المستشفى بالقذارة ورائحة الردهات تزكم الأنوف
السيد المدير العبقري جداً والمختفي دوماً خلف مكتبه في غرفة الأدارة الموصدة الأبواب كتب مؤخراً على باب الأدارة " يمنع مراجعة السيد المدير دون أخذ الأذن من السكرتارية " ويبدو أن البعض من الأطباء الأختصاصين القدماء لم يعتقدوا بأنهم مشمولين بهذا المنع حيث أنهم عادة ما يدخلون غرفة المدير مباشرة لأعتبارات شهاداتهم العالية وموقعهم الأجتماعي والعلمي ولمقتضيات سير العمل لكن المدير عاد ليضع لافتة أخري اسفل لافتة المنع السابقة وكتب فيها "بأمر السيد المدير لا يستثنى أي أحد من ذلك" وبذلك أغلق هذا المدير اي باب لتواصله مع ما هو مأتمن عليه
السيد المدير يمتنع عن مقابلة اي من منتسبي المستشفى ولا يقرأ المطالعات المقدمة له ويحيلها للأقسام الأخرى وعند مراجعة أحد الموظفين للأدارة لمقابلة المدير يخبرك الموظفون بأن المدير مشغول بأجتماع مهم أو بأن سيادته يصلي الظهر أو أنه يتناول طعامه وعندما تسألهم هل تبقى لتنتضر يخبرونك بأن هذا الأمر عائد اليك فلربما لن تحصل على فرصة لقاءه هذا اليوم وحين تقرر البقاء تجد العجب حيث أفواج المعممين وبعثيي هذا الوقت يدخلون ويخرجون بدون عناء
السيد المدير لديه أشخاص عينهم كمدراء للأقسام والشعب ووكلاء له وهم لا يختلفون عنه بشيء فشبيه الشيء منجذب اليه فرئيس قسم الجراحة يغرق بالفشل الذريع في ادارة قسمه فهو معتاد على التمشدق بالمثاليات ولكنه بعيد كل البعد عن تطبيقها وهو حريص أشد الحرص على مراعاة مصلحته الشخصية على حساب مصلحة العمل وهكذا بقية أقسام المستشفى وأداراتها
السيد المدير في حالات الطواريء والأنفجارات الدموية التي أعتاد عليها المساكين من أبناء الحلة لا يتزحزح من كرسيه في حين ينتفض الأطباء والممرضين بحمية ونخوة للعلاج وأنقاذ حياة الجرحى الذين طالهم حقد الحثالات من المجرمين , السيد المدير ينهض فقط لأستقبال السادة النواب والمسؤولين الساعين ليكونوا خبر في الأعلام كمسؤلين حريصين على متابعة الرعية
السيد المدير ينعم بما غنمه في هذا العصر لجهوده بالتملق للسادة أولي الأمر والنهي في عراق ما بعد الطغيان الصدّامي ودكتاتورية اخو هدلة الفار من ساحة الوغى, عراق دكتاتورية الأحزاب وقادتها
على السيد المدير العام أذا كان كما يدعي من حرص على أداء فرائض الأسلام اليومية عليه ان يطلب تغيير هذا الفاسد

ليست هناك تعليقات: