بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الخميس، 1 أبريل 2010

حوار مع الفنان د غالب المسعودي-اجرى الحوار خضير الزيدي-الصور -د غالب المسعودي


اجرى الحوار خضير الزيدي:

كيف تتجذر الرموز الكونية داخل اعماق الانسان وهل للوحة التعبيرية او التجريدية ان تعمق فكرة الموت والحياة والعدم داخل سطحها التصويري.

من يستطيع ان يوظف وجدانا وهكذا تشظيا كهذا سوى انامل الفنان المبدع ربما وجدنا فنانا مثل الدكتور غالب المسعودي يسير بنا الى ذلك الطريق دون ان نلتفت الى الوراء . واذا كان ( الامام)



مسرحا لحركة ومشهد فان طريق الوراء يبدو للانسان صوتا متعمقا يحاول ان يعيد انكسار الطبيعة الى شكلها الاول الى برءتها الاولى الفنان غالب المسعودي يعمق فكرة الانسان والحرية ربما يبدو هذا الحوار للمتلقي انه تشكيل كوني ولكن هو جذوة عالية في طريق ذاكرة الانسانية الهاربة من صوت الدبابات والطائرات التي تملأ الوطن . لكي يهيمن الزمن على لوحته ونظرته وربما وجوده. المثال الاعلى للجمال هو اللوحة. المثال الابقى لكيان الانسان هو التشكيل. الحقيقة المتبقية من رموز عالم الانسان هو تكوين اللوحة وسطحها التصويري .

س/ انت تقترب من التجريد وهناك ارتباط وثيق لك به هل هو تمجيد لفكرة الروح وعالم الاساطير ام هو سر المغامرة والاقتراب من فضاء الحرية؟

ـ في الحقيقة انا فنان تجريدي وهذه كانت نصيحة استاذي الكبير الفنان جميل حمودي عندما زارني في معرضي الثاني الذي افتتحه بيديه الكريمتين وقال لي مساحتك هي التجريد لانه تمجيد لعالم الفكر وعالم الروح وهو الحرية بعينها لان التجريد هو اعمق منطقة في الفكر وهي كما في لغة الفلسفة هي لغة كل الاشكال لانها تصنع الجمال الكامن في النفس وهي بنية متقدمة نحو الافق اللامتناهي فالازهار تتفتح من البراعم وهذا نهوض من الموت الى الولادة.

س/ اشكال اللوحات تختلف لديك من طبيعة الى اخرى ولكن روحيتها واحدة فهل تعيد فيها تشكيل نواة الروح ام هي انزلاق يتحول من لوحة الى اخرى؟.

ـ في مجال العمل الفني الروح واحدة والانزلاق مسألة حتمية لكنها ككرة الثلج انزلقت على السفح البارد ازداد حجمها وتاتي الروح لتحملها الى القمة كما يحمل سيزيف صخرته لتبدأ رحلة اخرى من المشاق وهي التي تمثل بؤرة الروح وعندها تبدا اخرى من جديد لان الفنان عندما يصعد الى القمة سينزلق الى مهاوي الردى، فالبصمات فوق الواح الطين كلها تحكي مراحل الوعي والصراع لصالح فضاءات ما زالت تمتلك سحرها الابعد.

س/ تبدو اجزاء اللوحة لديك في انتماء وجودي لم تزل توظف المشهد الحياتي بصيغة الاقنعة، يا ترى متى يتم الكشف عن الوجه الحقيقي لروح اللوحة؟

ـ من منا لا يسير بلا قناع فالاقنعة حقيقة وجودية واحيانا يطغي قناع فتراه هو الوجود باسره و اللوحة لا تستعير الاقنعة كما هو في المسرح لانها الروح الحقيقية لما يعتمل داخل الفنان وهي تمثل الفنان بروحه وتمثل الوجود بصياغته المعلنة اذ انه ليس هناك تناقض من ناحية وجودية بين العمل الفني وروح الفنان.

س/ تكويناتك تثير في داخل المتلقي اسئلة وجودية هل تشعرك هذه اللعبة بحضور الخيال والذاكرة وتراكمات اللاشعور؟.

ـ ان اول اهداف الفن منذ عصور سحيقة في القدم هو اثارة الاسئلة فالفنان في عصر الصيد كان عندما يرسم حيوانا كان يثير الاسئلة لدى ساكني الكهوف هل هذا هو الحيوان الذي نراه ام هو رمز الحيوان الذي سيصطادونه وهذا بالطبع مرتبط من ناحية وجودية باستمرار حياة الجماعة وكله مرتبط بالمتخيل والذاكرة وانا اسمي اللاشعورالعقل الثاني الذي يمارس وظائفه بعيدا عن الانا الاعلى وله برنامجه الخاص ويمكن ان يستعمل الحواس لصالحه ومن ثم تراكماته الخاصة، فانا اسعى الى تحرير العقل الثاني من رقابة العقل الاول او الوصول الى نوع من الانسجام بينهما لبلوغ الغاية وهي الجمال الحر في انسيابيته، البليغ في تعبيريته.

س/ في تجسيداتك التحام لوني / كأنه ( مكون جمالي) يترك في المتلقي دهشة … هل هناك من سر في جسد اللوحة تريد ان تجعله دائما في خفاء؟

ـ السر يحب ان يبقى في خفاء والسر هو الشفرة التي زرعتها في جسد اللوحة وهو الدهشة التي تصدم قارئ النص وهو التحام في مكونات العمل، هو علاقة الجزء بالكل وعلاقة الكل بالمكونات. انا لا اختفي خلف جسد اللوحة بل هو الجمال الذي يناور داخل روحي من اجل اضفاء الشرعية على المنجز، اللوحة اتصورها كمقطوعة موسيقية مفرداتها لا تترجم الى اية لغة لكن بمجملها تؤلف عالميا من الانسجام يتناغم مع احساسات المتلقي ومع عالمي الذاتي.

س/ هل في المستقبل القريب سنكتشف فيك روح النحات مثلا وايماءة الممثل وفكرة المجسد وربما سنكتشف فيك فكرة الفيلسوف؟

ـ ان فكر الفيلسوف يتلخص في اعادة صياغة فكرة الاشياء اذ كان مساعدو هيفاستوس ( الذي يشع في النار) جانا من مارج من نار ابرزهم السيقلوب الذين كانوا يساعدون في اذكاء الكير عند بركان اثينا ومما يذكر ان هؤلاء السيقلوب هم الذين خفوا لشد ازر زيوس في صراعه ضد الجبابرة وهم الذين زودوه بالرعد والصاعقة والبرق وكان لهم دور في تطوير الحضارة لذا كان على الفنان ان يؤكد في تجربته الرؤية الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي وهذا لا يتحقق الا بالانتباه الى حيوية الفن وخطورة دوره في بناء الحضارة ولكي نحصل على ذلك لا بد من اعطاء الفن دوره الحقيقي الفن المعتمد على الاصالة والمرجعية .. الفن الخالق لاسطورته الحالية.

س/ من من الاسماء التشكيلية تؤول اليه في المشهد التشكيلي العراقي؟

ـ ها انت ايها الفنان تتوحد من خلال كل سنوات العذاب من اي المسافات تجيء العواطف و انت تحمل ذلك على راحة يديك عارية يسكنها تصوف من نوع خاص تعانق الخوف مع الرغبة ليصبح كيانا واحدا لا تستطيع ان تهزه الريح واذا كان الصمت ابلغ وسيلة للتعبير عن غليان الروح وانينها فان تكميم الصمت لهو المانع من تشظي الجسد الذي الم به الالم وقبل كل ذلك التركيز الداخلي والروحي حيث المملكة الحقيقية للحرية فالصمت اعلى مراحل صياح الانبياء.

ليست هناك تعليقات: