الأربعاء، 14 مارس 2018

ستيفن هوكينز - هذه نبذة عن حياته كما وردت في موقع الـ(BBC).


.
هذه نبذة عن حياته كما وردت في موقع الـ(BBC).
......
عالم الفيزياء ستيفن هوكينغ، الذي رحل عن عمر يناهز السادسة والسبعين، كان يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري (العصبون الحركي)، لكنه أصبح واحدا من أكثر علماء عصره شهرة، وحظي باحترام واسع على المستوى المهني والإنساني.
أصبح هوكينغ، الذي تحلى بحس دعابة عال، بمثابة سفير شعبي للعلوم، إذ كان حريصا على أن يصل الإنسان العادي إلى نتائج أبحاثه.
حقق كتابه الذي يحمل عنوان "تاريخ موجز للزمن" أفضل المبيعات، مع أنه لا يمكن معرفة عدد الأشخاص الذين تمكنوا من قراءته حتى النهاية. وقد شارك هوكينغ في عدد من البرامج التلفزيونية، كما أعار صوته للعديد من التسجيلات.
ولد ستيفن إدوارد هوكينغ في أكسفورد في الثامن من يناير/ كانون الثاني عام 1942. كان والده، أخصائي الأحياء المتقاعد، قد انتقل مع زوجته للإقامة فيها من لندن هربا من الغارات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية.
نشأ هوكينغ في لندن ومنطقة سانت ألبانز، وبعد أن حصل على درجة أكاديمية في الفيزياء من أكسفورد، انتقل إلى كامبردج لإكمال دراسته في علم الكونيات (الكوزمولوجيا).
حين كان يستعد للزواج لأول مرة في عام 1964، قدّر الأطباء أنه سيعيش سنتين أو ثلاث سنوات بحد أقصى. لكن المرض تقدم بشكل أبطأ من المتوقع.
رزق هوكينغ بثلاثة أبناء، وفي عام 1988 أنجز كتابه الذي يحمل عنوان "تاريخ موجز للزمن"، الذي بيعت منه أكثر من 10 ملايين نسخة.
اكتشف هوكينغ الظاهرة التي أصبحت تعرف باسمه "إشعاع هوكينغ"، حيث تصدر الثقوب السوداء أشعة ثم تتلاشى.
كما عرف بقدرته الفريدة على تصور الحلول العلمية بدون حسابات أو تجارب.
لكن ربما كانت "نظرية كل شيء"، التي ترجح أن الكون يتطور وفقا لقوانين محددة، هي أكثر ما جذب الانتباه إليه.
وقال هوكينغ إن "هذه القوانين يمكن أن تقدم أجوبة للأسئلة المتعلقة بنشوء الكون وإلى أين يتجه وإن كان له نهاية. وكيف سينتهي؟ وإذا وجدنا الإجابات لهذه الأسئلة سيصبح لدينا تصور عن عقل الإله".
.............
رابط الخبر
http://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-43395156

الأربعاء، 7 مارس 2018

فكرةٌ بيضاء مثل سحابة -ولاء الصواف



فكرةٌ بيضاء مثل سحابة

شعر ولاء الصواف

مغارتي باردة

لا مريمَ لي ولا رعاة

أطرافي موشّاةٌ بندبِ المسامير

لا مواريث.. لا مزاميرَ

ولا سرب قطاةٍ يبسمُ لي

لا زمزم بطعم التوت

ولا نبي بعكّاز يفلقُ البحرَ البعيد

أصابعي خيول البراري

رأسي رغيفٌ بسبع عيونٍ مفقوءة

وحينَ أنامُ على شوكِ الخرابِ

أتكوّرُ مثل ثدي نافرٍ

أثقلهُ العسلُ المُدافُ في الحليب

أنمدُّ وتراً على كمانِ الأرضِ

يُداعبني قوسُ اللهِ المطير

وأعودُ ثانيةً ... فكرة بيضاء مثل سحابة

سحابةٌ .. لا بيتَ يُؤْويها ..

تُغنّي للعيون السود وأطراف الگصيبة

الثلاثاء، 6 مارس 2018

غالب المسعودي - يوم القيامة

غالب المسعودي - يوم القيامة: غالب المسعودي - يوم القيامة

الدكتورة المغتربة الشاعرة العراقية سارة سامي

الدكتورة المغتربة الشاعرة العراقية سارة سامي

• وجدتُ في قِصص الانبياء نَبعاً لا ينضَب من الصُور الشِّعرية
• أنا نَخلةٌ عراقية لا أشابهُ أشجارَ الصُنوبر في شوارعِ المنفى

شابة نقشت حروفها على ألواح الطين السومري وكتبت قصائدها ببراعم أشجار النارنج وقداحها، لتهب الحرف نبضاً جديداً يتنفس رحيق إيحاءاتها ولتجتمع فيها عذوبة ماء الرافدين ونوارس شط العرب وحلاوة تمر البصرة وبساطة أهلها. جميلة، رقيقة، شجاعة وطموحة. إجتمعت فيها صفات الحورية الجنوبية وعذوبتها. تقاطعت ممرات حياتها بين حي الجزائر في البصرة وأروقة المدينة المذهبة حيث فناء منزل جميل إحتواها من ركام القذائف والشظايا.
طفلة صغيرة ترحل ساره عن البصرة مودعةً بذلك أغصان شجرة البمبر ورائحة الطين، لتحتضنها اشجار البرتقال وحمائم الحرمين، ومن ثم لتهاجر في أواخر التسعينيات مع أهلها الى اسكندنافيا.
حاورتها واقتنصت من بين شفتيها الموردتين حواراً عذباً

• قبل ان نبدأ الحوار هل لك ان تحدثينا عن شخصك بشكل موجز
- أنا إنسانةٌ بسيطة وعَفوية جِداً، حالِمة وطُفولية. أعشقُ الطبيعة والألوان وكُلُّ شيءٍ جميل. حَقيبتي تَمتلئ بِصُور الأزهار والفراشات والتُوتِ والحشائِش.

• ماذا تحبين في الحياة؟
- أحِّبُ الطبيعة والفن والشعر. مكتبتي تَمتلِئ بقصصِ الأطفال والحِكايات والأساطير وخِزانَتي تَضُمُّ أنواعَ الفساتينِ المُلَّونة والمزركَشة. شخصَّيتي تكادُ تُشابه شَخصيَّة أميرة حالِمة من أميراتِ ديزني

. • لديك ثقافة حديث مميزة فماذا تحملين من شهادة جمعت فيها هذا النسق المتكامل بين المهنة والكتابة؟ وكيف تنسقين بين دراستك والشعر؟
- لديَّ بكالوريوس طِب بَشري من جامِعة كوبنهاكن. وحالياً قدمت على الدراسات العليا Master Degree in Medicin. أكتب الشِّعر في أوقاتِ فراغي وأحيانا تُباغِتُني القَصيدة أثناء تَصَفُّحي لكُتُب الطِّب او أثناء عُبوري الشارع أو جُلوسي على كُرسي الإنتظار في مَحطَّة.

• لكل شاعر طفولة مليئة بالحب والشوق وربما هناك ابعاد اخرى، فما هي أبعاد طفولة الشاعرة وكيف التقيت بكراسة الشعر؟
- لا شكَّ ان لِطفولتي أثرٌ كبير على تَبلوُر شَخصيَّتي ومِيولي فأنا وُلدتُ في مدينةِ البصرة، تلك المَدينة الشاعرَّية الجميلة ذاتِ التاريخ والأصالة والَّتي ضفائِرُها من نخيلِ أبي الخَصيب وعُيونها بِصفاءِ شطِّ العَرب. البَصرة الأُم الَّتي أنجبَت العُلماء والأُدباء فلا عَجَب ان أجدَ إلهامي في شناشِيلها وعشّارها وكورنيشِها. لقد بَدأتُ بالقراءة منذ نُعومةِ أظفاري وإلتقيتُ بكراسِّ الشِّعر حين وقع بيدي ديوانٌ للسيّاب من مكتبةِ والدي الزاخِرة بالكُتب والمؤلفات

• هل للعائلة تاثير على طفولتك وهل هناك من شجعك على ممارسة الكتابة الادبية
- نعم لوالدي تأثيرٌ كبير على مَسيرتي ليسَ فقط في المَجالِ الأدبي فحسب بل والعِلمي كذلك فهو النَبع الَّذي نهلتُ منه مُختلف أنواعِ العُلوم والآداب لما رفَد بهِ مكتبتنا من كُتب ومُؤلفات. ناهيكَ عن إنَّه يمتلِك قلماً جميلاً وعقلاً نيِّراً. أبي فِعلاً موسوعة علمية وثقافية وأكثر شخص أستمتِعُ بالحديثِ معه

• البعد والشوق والحرمان والسلام هي مفردات الشاعر, فما هي مفردات شعرك؟
- مُفردات شِعري لا تكادُ تنحصر بِرؤى مُعيَّنة فقد كَتبتُ عن الحُب والفُراق، عن الغُربة والحَنين الى الوَطن ولدَّي قصائد مُستوحاة من قِصص الأطفال والأدب الاسكندنافي. كما اني وجدتُ في قِصص الانبياء نَبعاً لا ينضَب من الصُور الشِّعرية وإستخدمتُها لتوظيفِ التشبيه والتَّجريد والاستعارة

• لكل شاعر بعد يميزه عن الآخرين فما هي أبعاد قصائد الشاعرة
- أعمدُ الى كتابةِ القصيدة النثرية لكونِها لا تُقيِّدُني بأوزانٍ او قواف فهي تُعبِّر عن حريةِ الجسد الشِّعري وتعددية إحتمالاتِه. تجعلُني أطلقُ العَنان لأفكاري وأحاسيسي فأؤثث بيتي الشِّعري وأزينهُ بالفِكرة والصُّورة والتكثيف والإنزياح دُون قيدٍ او شَرط. فتُصبح قصائدي تَرجمة صادِقة لمشاعري في كلٍ من المبنى والمعنى

• هل يتحول الشعر لديك أحيانا إلى حصان مشاكس؟
- أنا أشاكسُ القصيدة قبل أن تشاكسني، حتَّى عندما يجمحُ حصان الشعر لي، فأنا أنتقي من الكلمات ما أحوِّل فيه القصيدة الى مرآة لأحاسيسي

• اي حزن ينبعث في شعرك حين تتماوج العصافير ويرحل السنونو وتتكسر الورود على سيقانها؟
- حين تَتماوج العَصافير يَنبعِث حُزن الإغتراب بينَ ثنايا روحي فأرى نَفسي ذلك العُصفور التائِه عن غِصنِه وذلك السُنونو المُهاجر عن أوطانِه وتلك الوَردة المكسُورة على ساقِها

• يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم وأن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت وكيف تولد القصيدة لديك؟
- القصيدة تكتُبني ولا أكتبُها وأشبِّه تجربة كتابتِها بالمَخاض الَّذي يِباغِتُ على حين غرّة.

• في عصرنا كَثر الشُعراء فمن يستحق لقب شاعر وما هي صفات الشاعر؟
- الشاعر يجب قبل كلِّ شيء أن يكونَ انساناً صادقاً مع نفسِه ومع الآخرين. إنساناً عقلهُ نيَّر ويتقدُ ذكاءاً وعلى مستوىً عالٍ من الثقافة والإلمام باللغة العربية وقواعِدها، فتكون مفرداتُه طيَّعة وسلسة وموسيقية. ولا يستحق لقب شاعر من إغترَّ بنفسه وبموهبته وتكبَّر على الناس ونأى بأشعارهِ عن مشاكلهم وهُمومِهم.

• همسة في أذن الشعراء على اختلاف اجناسهم؟
- لا تغتالوا شهرزاد

• ما موقفك من الشعر النسائي واين هي مسيرة الادب النسوي؟
- أنا شاعرة ومازلتُ أُناصر كُلَّ حَرفٍ يُكتبُ بأنامِلِ إمرأة مثلي.
في وطَننا العربِّي لدينا الكَثير من الأديبات والكاتبات اللواتي يُشار لَهُنَّ بالبَنان ويَتم الإشادة بمسيرتهنَّ الأدبيَّة. لكني أجدُ إستخدام لفظ الأدب النسوي نوعٌ من التمييز السِّلبي ضِدَّ المرأة، إذ إنَّه يعد ظلماً أن يُختصَر كُلَّ ما تكتبُهُ المرأة من إبداعٍ وتنوُّع ويُقَلَّص ضِمنَ صوتٍ واحد هو الصَّوتُ الأنثوي، الذي يُنظَر إليهِ مُسبقاً بنظرةٍ نمطية تُلغي هَويَّة الكاتبة وشخصيَّتها.

• رسالة شعرية تريدين أن تقولينها للقارئ العربي؟
- أريد أن يكون الشعر نابعاً من الاعماق وأريد من القارئ العربي ان يتخطى الحواجز الضيقة ليكون قارئاً وناقداً فالشعر روح العصر والشاعر أرضه ونبعه والقارئ الجيد هو من يجد خفايا القصيدة ويستوحي ملكوتها.

• ولدت في البصرة وهاجرت الى الدانمارك حيث اكملت دراستك هناك فما هو تاثير الغربة في كتاباتك؟
- صدَق من قال أنَّ الغُربة كُربة. فرُغم مُرورِ ستةِ عشر عاماً على مَجيئي إلى إسكندنافيا إلا إنَّ طعم الغربة لم يَزدَد إلاّ مَرارة! لا يَمُرُّ يومٌ دون أن أُحِسَّ بأنَّي غريبة ومُختلفة. فأنا نَخلةٌ عراقية لا أشابهُ أشجارَ الصُنوبر في شوارعِ المنفى. في عراقي أكاد أرى نفسي في كُلِّ نخلة مزروعة في أحياءِ بغداد وطريقِ الحِلَّة وبساتين أبي الخصيب. اتماشى مع ألوانِ الشَّوارع وأتحدَّثُ لغة النوارس وأفهمُ موسيقى هديلِ الحَمام القاطِن على ضِفاف دجلة. ولا يمكنني الجزم بأنّ الغربة قد إحتوتني بشكل او بآخر ولا انا احتويتها يوماً، بل نحنُ في صِراع يومي ونكاد نقتلُ بعضنا بعضاً!

• في نهاية الحوار هلاّ سجلت لنا بعضا من قصائدك؟
- الحُلم اليَمانّي
أعِرني فُرشاةَ حُرُوفِك
لأرسِمَ مُدُناً نَحَتَتْ مِنَ الجِّبالِ قُصُوراً
ألبِسْنِي أكالِيلاً مِنَ الفِردَوْس وكِساءاً يَمانِّياً مُطَرزاً بأبْجَدِيَةِ هُدْهُدِ سُلَيْمانْ
إهْدِني كُحلاً حَبَشِيَّاً
وَسِرْ بِي بَيْنَ البُيوتِ المَنْحُوتَة كَقافِلَةٍ مِنْ قَوافِلِ سَبَأْ
خُذنِي إلى مُدُنٍ الذَّهَبُ فِيها كالطِّينِ فِي الشَّوارِعْ أشْجارُها طَويلَة مُذْ بِدأُ الخَلِيقَة
تُسقَى مِنْ جَنَّاتِ عَدنْ إبنِ لِي عَرشاً مِنَ العاج بأرضِ حَضْرَمَوْتْ
فأنا مُذ عَرَفْتُكْ أصْبَحتُ بَلقِيساً
بَغدادُ..
ها هو اليومُ الأخيرُ لي بأحضانِك وبَعده سأتلاشى كالرَذاذ من نَفاثاتِ الطائِرة
ولَن تأخُذَني شَوارِعُك مُجَدَداً لقِبابِ الكاظِمية
ولَن تَدُلَني نَوارِسُك لأبي حَنيفة وضَواحِي الأعظَمِية بَغدادُ يا بَغدادُ كيفَ لي أن أُوَّدِعَكِ وكُلُ نخلةٍ فيكِ تُناديني: لا تَرحلي لا تَرحلي
ففي رَحِيلكِ سَيبكي شَهريارُ في شارع أبي نؤاس وسَتَصُبُّ كَهرمانه الزَيتَ في عُجالة على الأربَعين حَرامِي
حتّى تَلحَق النَّورس الأخضَر قُبيلَ الإقلاع
لا تَرحلي فسيُلقي المُتنبي كراريسَهُ أرضاً
فتِلك اليَمامة المُهاجِرة لم تَلحَق مَوعِده في كُلِ جُمعة
وغادَرت دُونَما سَلام ودُونَما كلام
و حَديثٍ مُطوَّل مع شُعراءِ القِشلة وعازِفي العُود وصانِعي الخَزَف
بغدادُ يا بغداد كيف لي أن أوَدِعَكِ؟ وكل شِبرٍ من شوارِعُك يُناغيني وكل كنيسةٍ من كنائِسكِ تُواسيني
إبقي هُنا .. إبقي هُنا فهُنا إفتَرَشَت حَدائِقُ الزَوراء.. أزهارَها وَسائِداً ورَوَتْ شَهرزادُ حَكاياها قَصائِداً وطَرَّزت بِحَديثِها صَفحاتِ ألفِ ليلةٍ وليلة
عَلّها تَحُطُّ كسَربٍ مِن الحَمام على رَفَّ مكتبةٍ إسكندِنافية

• حاورها : جاسم العبيدي

الخميس، 8 فبراير 2018

غالب المسعودي - رسائل غير مشفرة

غالب المسعودي - رسائل غير مشفرة: غالب المسعودي - رسائل غير مشفرة

رسائل غير مشفرة حول السفر
د. غالب المسعودي
 حكمة :  لا يهم المكان لكن مع من تكون
بيروت جميلة لكنها حزينة كحزن بغداد يبدو ان الادارة واحدة
رسالة الى السيد وزير النقل العراقي نستقبل زائيرينا بابتسامة بدون ان نكشف عورتنا الخلفية(مطار بغداد الدولي)
مكاتب تنظيم السفريات في بغداد والمحافظات(تقفيص) وكذلك في بيروت
في عام 2010 سافرت على طائرة الى تركيا كان جل الركاب فيها مهاجرون من العراق والان لحسن الصدفة سافرت على نفس الطائرة جل الركاب مرضى يطلبون العلاج في بيروت
معادلة غير صعبة الحل الاولى
ضعف الاوضاع الامنية والطائفية
والثانية ضعف الخدمات الصحية
لا اريد الاطالة لكنها معاناة عامة لجل العراقيين الا من اوتي الحظ العظيم.

الثلاثاء، 16 يناير 2018

هل تتجه منظومة الرأسمالية الديمقراطية إلى الاستقرار ام الانهيار؟ تحليل هندسي-صائب خليل

هل تتجه منظومة الرأسمالية الديمقراطية إلى الاستقرار ام الانهيار؟ تحليل هندسي
صائب خليل
12-1-2018
لن اتحدث هنا عن تحليل ماركس للنظام الرأسمالي، والذي استنتج منه ان الرأسمالية نظام محكوم بزيادة الاضطراب والتناقض حتى الانهيار الحتمي، رغم أنه كان إنجازا علميا كبيرا ومازال أفضل نظام لتحليل الرأسمالية، إنما سأنظر إلى الأمر من زاوية هندسية بحتة، إن صح التعبير، وسنركز على "الرأسمالية – الديمقراطية" كمنظومة اجتماعية واحدة، ونبحث حقيقة استقرارها كمنظومة هندسية.
في الهندسة لدينا منظومات للسيطرة نقوم بواسطتها بالسيطرة على مختلف الفعاليات. فعلى سبيل مثال بسيط، نأخذ خزان الماء الاحتياطي الذي يوضع فوق السطح والذي نريد أن يحتفظ بمستوى الماء إلى حد معين. ومنظومة السيطرة في هذا الخزان هو "الطوافة". وتعمل هذه المنظومة بالشكل التالي: عند انخفاض مستوى الماء بالاستعمال، تفتح "الطوافة" طريق الماء ليصب في الخزان. وبما ان الطوافة تطفو فوق سطح الماء فإنها ترتفع مع ارتفاع منسوبه. وقد رتبت الطوافة بحيث أنها إن ارتفعت ذراعها، فأنها تقوم بسد مجرى الماء تدريجيا، حتى تغلقه تماما حين يصل إلى المستوى المطلوب.
منظومة خزان الماء هذه منظومة سيطرة "مستقرة". أي انها ما لم تصب بالعطب، تقوم بالمحافظة على مستوى الماء بين حدين، وتمنعه من الهبوط دون الحد الأدنى ولا الارتفاع فوق الحد الأعلى. والسبب في ذلك هو أن زيادة ارتفاع مستوى الماء في هذه المنظومة، يقوم بنفسه بتقليل تدفق المياه ثم يقطعه، كما ان انخفاض مستوى الماء، يقوم بنفسه بزيادة تدفق الماء ليعيده الى المستوى المطلوب.
ولنلاحظ هنا الكلمات التالية الموضوعة بين علامات اقتباس بدقة، ففيها كل فكرة منظومات السيطرة: "زيادة" ارتفاع مستوى الماء تسبب "تقليل" تدفق الماء.... و "انخفاض" مستوى الماء، يقوم بـ "زيادة" تدفق الماء...
أي أن "الزيادة" تسبب "تقليل" ... و "الانخفاض" يسبب "زيادة"... أي ان كل حالة تسبب تأثيرا "معاكساً" لها، وهو ما يسمى بالهندسة، "المرجوع العكسي"** وهو الأساس في تصميم منظومات السيطرة المستقرة.

يمكننا بكل سهولة أن نبرهن أنه لولا هذا "المرجوع العكسي" فإن المنظومة سوف تنهار. لنفرض من اجل المثال، أننا ركبنا الطوافة بالعكس. أي بحيث انها حين ترتفع، تقوم بفتح مجرى الماء أكثر بدلا من ان تغلقه، ما الذي يحدث عند ذاك؟ سيرتفع مستوى المياه في الخزان، وترتفع معه الطوافة أكثر، مما سيزيد من تدفق الماء إلى الخزان، وهذا سيرفع مستوى الماء بسرعة أكبر، وهذا مرة أخرى، سيرفع الطوافة أكثر لتزيد تدفق الماء أكثر ويرتفع الماء أكثر وأكثر حتى يفيض الخزان ويسيل الماء من السطح.. وهكذا تنهار منظومة الخزان. في هذه الحالة لم يكن لدينا "مرجوع عكسي"، بل كانت الزيادة تسبب “الزيادة” والتي بدورها تسبب “الزيادة” ثم “الزيادة” وهكذا.

بعد هذه الطلة التي ارجو انها كانت مفهومة وممتعة لغير المتخصصين في هندسة السيطرة والنظم، نعود الى موضوعنا، منظومة الرأسمالية- الديمقراطية لنرى كيف تتصرف كمنظومة سيطرة.

الديمقراطية هي نقيض الدكتاتورية. والأخيرة تتميز بسيطرة فرد أو مجموعة صغيرة، على الحكم والقرار السياسي في البلاد. أما الديمقراطية، والتي هي "حكم الشعب" فيتوزع هذا الحكم على الافراد البالغين كلهم، بالتساوي قدر الإمكان. وعلى قدر توزيع الحكم على أفراد الشعب يكون مستوى الديمقراطية، وعلى قدر حصره بفئة قليلة تكون الدكتاتورية.

والآن لنضع ديمقراطية مثالية في نظام رأسمالي ولنلاحظ تأثيره عليها، وهل ان هذا التأثير يجعل من هذا الخليط منظومة مستقرة أم تذهب الى الانهيار، من خلال تطبيق مبادئ كل منهما واخلاقياته الضرورية.
في النظام الرأسمالي يكون الهدف هو الربح. ومن مواصفاته أنه يخلق تمايزا بين الأفراد في قدراتهم المالية. لذلك فيمكننا ان نقول إنه بعد فترة من تطبيق النظام الرأسمالي، سيكون لدينا بعض الناس أكثر ثراءاً من البعض الآخر. "زيادة" الثراء، تزيد من قدرة صاحبها على ابداء رأيه وايصاله إلى القرار السياسي، سواء من خلال الوصول الى طرق أكفأ لإيصال الرأي أو من خلال شراء الإعلانات أو من خلال قدرته تقديم مساعدة مادية أكبر للمرشح الذي يناسبه. وبما ان هدف الرأسمالي هو زيادة أرباحه فإن "المرشح الذي يناسبه" هو الذي يصوت للقوانين التي تزيد من أرباحه. وهكذا سيكون مرشح النصف الأكثر ثراءاً من الشعب أكبر فرصة للنجاح.
وبالتالي سيكون لدينا برلمان يميل لصالح الأكثر ثراءاً، وستكون القوانين القادمة مناسبة لهؤلاء أكثر مما هي لغيرهم. وهذه بدورها "ستزيد" ثراء الأثرياء الذين أوصلوها للسلطة. وبزيادة ثراء هؤلاء سوف يتمكنون من إيصال عدد أكبر من المرشحين للبرلمان في المرة القادمة، وأكثر حماساً لوضع قوانين لصالحهم. وهكذا سيتمكن ربع الشعب مثلا من السيطرة على نصف البرلمان، وبذلك "ستزيد" سلطة الأثرياء عليه وتتركز السلطة.
وهكذا يتكرر الأمر في كل دورة انتخابية بزيادة تركز السلطة في يد عدد اقل فأقل من الأثرياء، وبالتالي تقترب المنظومة تدريجيا ولكن بتسارع، من مواصفات الدكتاتورية: "حكم القلة". وما دامت المنظومة سائرة في طريقها بلا اضطراب، فلن تتوقف "زيادة" تركيز السلطة ولا "زيادة" تركيز المال، حتى تصبح دكتاتورية كاملة، حتى لو استمرت الانتخابات.

إلى هنا ينتهي التحليل الهندسي، ولنلق نظرة على الواقع السياسي للبلدان الديمقراطية الرأسمالية. فقد تبدو هذه البلدان مستمرة في "ديمقراطيتها" على العكس مما يؤشر هذا التحليل. لكن الحقيقة اعقد من هذا. فلو نظرنا الى تلك البلدان لوجدنا ان ديمقراطيتها التي بدأت بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، في تناقص مستمر. وأن القوانين فيها لا تتجه أبدا لزيادة الديمقراطية بل إلى تكريس سلطة الحكومة وتحرير الأثرياء من شروط المجتمع وتقليل الضرائب عليهم. وإن أخذنا أكبر تلك الدول الرأسمالية كمثال فسيكون الأمر واضحا جدا. فقبل فترة وجيزة تم إقرار قانون بخفض شديد للضرائب على الأثرياء، كما تم إقرار قانون يحرر البنوك من شروط ضمان عدم الوقوع في "الأزمة" الاقتصادية التي حدثت في 2008، وغيرها من القوانين.

ماذا عن الاشتراكية؟ ألا يعطي المنصب في الحكومة، بعض الأفراد قدرة أكبر على فرض آرائهم على الحكم؟ ألن يستغلوه أيضا لزيادة تلك القدرة أكثر وأكثر؟ بالتأكيد، وهذا هو ما حصل بالضبط في معظم الدول الاشتراكية، حيث تحول الحكام الى طبقة دكتاتورية أيضا.
وماهي افضلية الاشتراكية إذن؟
إن افضلية الاشتراكية هي في أن زيادة السلطة تكون سياسية فقط وليس سياسية ومادية، كما هو الحال مع الرأسمالية. وبالتالي فأن محاربة هذا الاتجاه نحو الدكتاتورية تكون ممكنة بشكل أفضل.
إذن ما هو الحل؟ الحل هو في ان نجد طريقة لـ "زيادة" عدالة توزيع السلطة على الشعب، لتعادل الاختلالات التي لا مفر منها. يجب ان تكون هناك برامج وخطط سنوية ومستمرة لـ "زيادة الديمقراطية" لمعادلة أي انخفاض محتمل لها. هذا الأمر ممكن في الاشتراكية لكنه يكاد يكون مستحيلا في الرأسمالية. فلا يمكننا ان نضع الحدود في الرأسمالية، لزيادة الفوارق المادية، ولا لسيطرة نسبة محدودة على ثروات كبيرة في البلاد. ولا توجد طريقة لمنع تحويل تلك "الزيادة" في الثروة إلى "زيادة" في تركيز السلطة السياسية تنتج بدورها "زيادة" في تركيز الثروة وهكذا في "مرجوع تصاعدي"، هو الصفة المميزة للمنظومات التي تتجه للانهيار.

الملخص:
إن أي خلل في التوازن الاجتماعي، سواء في الرأسمالية او الاشتراكية، سوف يتجه بطبيعة الحال نحو الدكتاتورية، لأن "زيادة" تركيز السلطة لجهة ما ستمكنها من تثبيت تلك الأفضلية و "زيادتها" مع الوقت.
من الممكن للمجتمع ان يعدل هذا الخلل ببرامج معاكسة مستمرة تهدف الى "تقليل" تركيز السلطة السياسية والمادية، وتثبيت ذلك بشكل قوانين. هذا ممكن في الاشتراكية، أما في الرأسمالية فأن قوانينها الأساسية تمنع التدخل الحكومي في إعادة توزيع المال على الشعب، وبالتالي لا توجد ضمن النظام الرأسمالي طريقة لوقف التزايد المتوالي المتسارع لتركيز الثروة، وبالتالي السلطة، وهذا يجعل تلك المنظومة تسير في طريقها نحو الدكتاتورية بلا عوائق، حتى تنهار اليها، ما لم يعرقلها شيء، وهي تبدو ماضية اليها، ليس بما يتهمها اليسار به فقط، وإنما حتى في القنوات المحسوبة على الرأسمالية نفسها**.

* Negative Feedback
** روابط لقنوات رأسمالية تؤكد انهيار الديمقراطية في اميركا
US is no longer a full democracy, EIU warns
Study: US is an oligarchy, not a democracy - BBC News
How you’ll know when the U.S. isn’t a democracy anymore