الخميس، 26 مارس 2020

ست الحبايب-حامد كعيد الجبوري


 ست الحبايب
تعمدت أن لا أكتب أو انشر اي شئ لعيد الأم يوم ذكراه ، ليس لغاية ما ولكن لا أريد أن يضيع المنشور بزحمة وجمال ما كتبوا الصديقات والأصدقاء ، وكثيرون نشروا صورا لامهاتهم رحمهن الله جميعا ، وكتب الصديق الشاعر المبدع عماد المطاريحي لأمه ،
(
ومن نغيب..
توگف عله الباب صفصافه حزينه
تظل تدعي ..
وتظل تدعي ..
ربي يرجع بالسلام
مره رديت ولگيت مبيّض بچفها الحمام !!! ) ، سألت الشاعر عن هذه القصيدة وظروف كتابتها ، قال كل حرف فيها كتبته لواقع عشته مع الراحلة امي ، ومرة جلست قبالة امي وقرأت لها ما كتبته أنا ، ( يا نسمة فجر والدنيه كيظ الكيظ / يا مچمن ترافه تفيض بالحنه / تمنيت الشفاف تصير بالرجلين / أبوس تراب بيتچ والكحل منه) ، حينها نظرت لي رحمها الله بفرح شديد ، وكانت قصيدتي تقع ب ١٦ بيتا فقط ، قالت لي اسعدتني كثيرا واتمنى على الله أن يديم لك صحتك وسعادتك ، وقرأت على صفحة الشاعرة المبدعة ليندا إبراهيم قصيدة لأخيها الشاعر المفوه يزدشير إبراهيم ، كتبها بعد مضي ست سنوات من رحيل والدته رحمها الله ، والشاعر هنا يتذكر وصايا أمه والتزامه بتنفيذها ،
(
في كلِّ زاويةٍ من البيتِ الذي
شَيَّدْتِهِ أثرٌ يصيحُ الآنا
لاتُهمِلُوا... لاتكسَلُوا... لاتبخلوا...
لاتكرهُوا حَجَراً ولا إنسانا
كُونُوا كما ربَّيتُكُم وغَذَوْتُكُمْ
نبعاً يفوحُ عطاؤه إحسانا
ترتاحُ نفسي في حِمَى الخَلَّاقِ إن
أرضَيْتُمُ المعبودَ والوِجْدانا
هذي وصاياها تُدَغدغُ مسمعي
ربَّاهُ فارحَمْها ولن تنسانا) ،
كل من ذكرتهم وما سأذكر شعراء تركوا لنا عواطفهم بشعرهم الصادق المؤثر، ولكن لم نقرأ، أو بالدقة لم أقرأ انا شخصيا قصائد لشواعر قصائد للأم ، ولا اختلف أن الشواعر الكثيرات كتبن لامهاتهن ، ووجدت الكثير من تلك القصائد عبارة عن نظم يفتقر للكثير من العواطف الإنسانية ، ووجدت في قصيدة الشاعرة السورية المبدعة الأستاذة ليندا إبراهيم نصا للأم عنوانته ( المنيره)، اعتقد ان امها اسمها (منيره) ، في قصيدة المنيرة تستعر عواطف البنت التي غاب عنها سندها، وموضع سرها، وحضن ملاذها، ومنديل دمعها، وموسيقى ضحكتها، وبراعم شجرتها، وووو، وبهذا تميزت قصيدة البنت على قصائد الولد، أنثى تخاطب امها وهي العارفة بأسرار الأمهات، ولا أقدر أن أختار لكم من القصيدة الا ان أوردها بكاملها ، والقصيدة عقد أن انفرط ضاع وضاع معه الجمال ، كُتبت القصيدة لضروف خاصة لا أزعم معرفتها ، ويمكننا أن نستخلص ذلك الضرف من خلال القصيدة،
( "
المُنيرة .. "
وهيَ التي مُذْ أذَّنَ الملكُوتُ في بالِ الزَّمانِ باِسْمِهَا، سَجَدَتْ لحَضْرَتِهَا المَواسِمُ والكُرُومْ..
وهي التي مُذْ عرَّشَ الظِّلُّ اللَّطيفُ السِّرِّ في دوحاتها، انبثقَتْ بكَامِلِ وَردِهَا، وَتَلَألأتْ كَزَبَرْجَدِ الإصباحِ، وامتلأ النَّسيمُ بِطَلعِهَا، زيتونةً قُدسِيَّةَ الإثمَارِ، والأسرَارِ.. والنُّورِ العظيمْ..
وهيَ التي ألقت لعرَّافِ الجمالِ بأبجديَّاتِ البنفسجِ عند بالِ الرِّيحِ، فازدحمَ القرنفُلُ قربَ ماءِ عُيُونها..
وهي التي مُذْ كَوَّنَ الرَّبُّ العليُّ ممالكَ التَّكوين، صَلَّى لانبثَاقِ أريجِهَا لوزٌ وتينْ...
وهي التي لِغِنَائِها قربَ الحُقُول مَوَاسِمُ الرُّمَّانِ، غزلانٌ تَهَادَى في السُّهوبِ السُّمرِ، أحزانُ المواويلِ الشَّجِيَّةِ، عُتِّقَتْ باليَاسَمين...
مُذ عَلَّمَتْنِي رَسْمَ وجهِ الخُبزِ في الأعيادِ، ميقاتَ اليَتَامَى في الدُّرُوبِ، وأنشَدَتْ قُربي نشيدَ الخِصبِ والجُوعِ المُعلَّلِ بالأماني...
كانتْ تقُومُ العمرَ لي مهدَيْ أراجيحٍ، وقامةَ راهبٍ من أخضَرِ التَّكوين، عَيْنَيْنِ ائْتَمَنْتُهُما على أسرارِ رُوحي...
أبداً أُحاولُ قمحَها العالي، وأدَّخرُ القوافي سُنْبُلاتٍ يانعاتٍ أخصَبَتْ منْ ماء عينَيْهَا، وأستبِقُ الشَّذا لفَرَاشِ كفَّيها، أهيلُ مواكبَ النُّورِ الخضيلةَ فوق مِصْطَبَةِ التَّرَقُّبِ، قربَها، فلعلَّ قافلةَ الزَّمانِ تعيدُ أبناءَ الحياة الراحلين..
كمْ رتَّبَتْ في بالها كُلَّ المَواعيدِ الشَّذيَّةِ بانتظارِ هُطُولِهِمْ، نَطَرَتْ مَكَاتيبَ الدُّمُوعِ على دُرُوبِ إيابِهِمْ، ومضَتْ لتَحْرُثَ ذلكَ القلقَ المُسافرَ قربَ أدْيِرَةِ الحَنينِ، تبُثُّ أعشاشَ العصافيرِ اليتيمة شجوَ شجوِ حنينِها...
يا صَدْرَها مَأوَى قُلُوبِ الخَائِفِين...
يا كفَّها كم بِتَّ تعجن خيرَ أيَّامي، وتُطْعِمُني رغيفَ النَّاجِحِين...
أو دَمْعُهَا ؟ ياااااااا دَمْعَهَا... كنزُ الفقيرِ...
وراحتاها: سهلُ قمحِ الجائعين...
وهي التي صَلْصَالُهَا نورٌ..
وفَائِضُ رُوحِهَا ضَوءٌ..
وسَلْسَلُ دَمعها حِبرُ اليَقينْ..
وهي العليَّة، والسَّمِيَّةُ، والأمينةُ، والرَّؤُومْ...
وهي "المُنِيرَةُ "...
شمسُ دربِ التَّائهين...
٢٥ آذار ٢٠١٤ ).
هل من باب المصادفة أن تنجز عربيا ٣ اغاني للأم خلال بداية ومنتصف ونهاية خمسينيات القرن الماضي، لا أعتقد إلا أنها مباركة السماء للأمهات .
1 :
صدر للشاعر اللبناني رشيد معلوف عام ١٩٤٤م ديوان شعري ضمنه قصيدة للأم ، ربي سألتك ، وكعادة الرحابنة تم انتقاء تلك القصيدة وتم تلحينها ، وغنتها الفنانة اللبنانية الأسطورة فيروز عام ١٩٥٤ أو ١٩٥٥،
تقول كلماتها :
(
ربي سألتك باسمهن ان تفرش الدنيا لهن
بالورد ان سمحت يداك وبالبنفسج بعدهن
حب الحياة بمنّتين وحبهن بغير مِنّة
نمشي على اجفانهن ونهتدي بقلوبهن
فردوسهن وبؤسهن ببسمة منا وأنه
سمارنا في غربة الدنيا وصفوة كل جنه
ربي سألتك رحمة وجه السماء ووجههن
فامسح بانملك الجراح وردّ أطراف الأسنة
لتطل شمسك في الصباح وكل أم مطمئنه).
2 : (
غريبة من بعد عينج ييمه) :
يقول الملحن العراقي الكبير الراحل عباس جميل، التقيت الشاعر الراحل عباس العزاوي منتصف خمسينيات القرن الماضي ، وبالتحديد عام ١٩٥٦م، وقرأ لي قصيدة معنونة للأم، يقول عباس جميل كانت القصيدة جميلة ولكنها حزينة ولا أجد لها صوتا ليغنيها فاحتفظت بها ، يقول عباس جميل توفيت ام المطربة العراقية الكبيرة الراحلة زهور حسين، وبعد نهاية الدفن، ومضي اسبوع او اكثر ذهبت لدارها لتعزيتها لفقدان والدتها ، قالت لي هل لديك اغنية للأم ، قلت لها نعم وهي عندي ما يقارب الثلاث سنين ولم أجد من يغنيها، قالت له انا أغنيها، يقول قلت لها غدا اتيك لتحفظي النص واللحن ، ويشاع أن الراحل عباس جميل كان يحب الراحلة زهور حسين ، وفعلا في اليوم الثاني وحسب الموعد المقرر بدأ الملحن على تدريب المغنية ، ويقول كانت بكل كلمة تبكي ، وقبل اربعينية والدتها غنتها بأداء مميز لا يقدر عليه إلا زهور حسين رحمهم الله جميعا ، المغنية والملحن والشاعر ، وغنتها الراحلة عام ١٩٥٨ أو ١٩٥٩ م، تقول كلماتها،
(
غريبة من بعد عينج يايمه محتاره بزماني
ياهو الليرحم بحالي يايمه لو دهري رماني
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
يمه محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,
كلبي لو فرح انت فرحتي كبلي ياحبيبه
ترد الروح لو يمي كعدتي يالريحتج طيبه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,,,,
اريدج دوم لا تغيبين عني ياروحي يايمه
عذابي لو كثر ويزيد وني من يسمع الجلمه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني
,,,,,,,,,,,,
كضيتي لاجلي ايام وليالي سهرانه عليه
لو شفتي الالم اثر بحالي رضيتي بالمنيه
حاجيني يايمه فهميني يايمه
غريبه من بعد عينج يايمه
محتاره بزماني)
3: (
ست الحبايب) :
يقول الشاعر الكبير المصري حسين السيد يوم ٢٠ آذار ١٩٥٩ ذهبت للمباركة لأمي بعيدها، ووصلت شقتها الذي يقع بالطابق الخامس، وكان المصعد الكهربائي عاطلا، وفوجئت اني نسيت اجلب هدية امي، ولا قدرة لي على الرجوع ونزول ٥ طوابق، يقول وقفت على باب شقتها وكتبت هديتها كلمات اغنية ست الحبايب، ويقول اخذ موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تلك الكلمات وشرع بتلحينها ، وكانت من أجمل ما لحن، وغناها بصوته الجميل، وثم قرر أن يعطيها للفنانة السورية المصرية فائزة أحمد ، وسمعت بلقاء متلفز مع الفنان محمد عبد الوهاب تحدث فيه عن ست الحبايب، فقال أفضل من أداها هي الفنانة فائزة، وتقول كلمات الأغنية:
(
ست الحبايب ياحبيبه يا اغلى من روحي ودمي
ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكي يا أمي
زمان سهرتي وتعبتي وشلتي من عمري ليالي
ولسه برضه دلوقتي بتحملي الهم بدالي
انام وتسهري وتباتي تفكري
وتصحي من الآدان وتيجي تشقري
تعيشي لي ياحبيبتي يا أمي ويدوم لي رضاكي
أنا روحي من روحك أنت وعايشه من سر دعاكي
بتحسي بفرحتي قبل الهنا بسنة
وتحسي بشكوتي من قبل ماأحس أنا
يارب يخليكي ياأمي…).
الكثير من الشعراء كتبوا للأم واحسنوا ، والكثير تغنوا بالأم وبحبها وعطفها وحنانها، ولكن ما كتبته هنا يعبر عن وجهة نظر شخصية، ولولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
حامد كعيد الجبوري

الخميس، 5 مارس 2020

( الرصعة أو الغمازة عند الشعراء ) حامد كعيد الجبوري


( الرصعة أو الغمازة عند الشعراء )
حامد كعيد الجبوري
حاولت أن أجد للرصعة جذرا بلغتنا العربية فلم أجد ، ووجدت من يقول أن الرصعة هي تجويف أو تقعر أو نقرة في الخد تبرز للناظر حين يضحك بملإ شدقيه ، وتسمى الرصعة عند أهلنا في سوريا ب الغمازة وأعتقد أنها باللهجة المحكية السورية أقرب للفصحى من اللهجة العراقية والتي تسمى عندهم - العراقيون - الرصعة- ، والغمازة لمن لا يعرف هو تشويه خَلقي محبب عند من يحمله وعلامة للحسن وجلب النظر ، بل ويتمناه الكثير رجالا ونساء ، وغالبا ما تكون هذه الرصعة في الخد أو في الذقن أو في الرقبة ، وتغزل الشعراء بتلك الرصعة في خدود الحسان ، ولم أحصل على الكثير من الشعر العربي يتغزل أو يصف تلك الرصعة ، وفي هذا البيت ربما يشير الشاعر للخد المبتسم دلالة على الرصعة:
إِنْ تَشْرَبِ الرَّاحَ فَاِشْرَبْ مَعْ ذَوِي أَدَبٍ
أَوْ ذِي جَمَالٍ صَقِيلِ الْخَدِّ مُبْتَسِمِ
ووجدت أبياتا ل بن المعتز الشاعر يوصف الرصعة بالتفاحة المقضوم جزءا منها ويقول :
تفَّاحةٌ معضوضةٌ / كانتْ رسولَ القُبَلِ
كأنَّ فيها وجنةً / تنقَّبتْ بالخَجَلِ
تناولتْ كفِّي بها / ناحيةً من أملي
وتغزل الشعراء برصعة الحنچ - الذقن - قال مظفر النواب الرمز العراقي الوطني الشريف :
تأمل بينه يحبيب
رصعة الحنچ في گمره
نسيت الروح يا يمه
بطبگة الترف والزهرة
شدهني وتلها من أيدي
وعگدها بطارف الغتره
يروحي شگثر عاگولج
والمگاتل على الگطره
الطبگة/ وسيلة بدائية للنقل المائي
العاگول / نبات بري يسمى العاقول
وشاعر آخر يقول متغزلا برصعة خد من أحب :
يم رصعة حنچ...
يم احچول..
يم خرخاش...
يم شيله... يبت الهور..
اسمعيني يسمره طين يگحيله
ولي انا نص قديم كتبته اتغزل واقول :
يا يمه اشتگيلچ
حبيبي بطارف عيونه
نظرلي وفات من هناااگ
ابتسملي بشفته العناب
ورصعة حنچه ضحگتلي
وحين نستذكر رصعة الخد وما قيل فيها نقرأ بالمحكي السوري :
ألذ منظر مُمكن تشُوفه عيونيّ
لما تضحك و تبان غمازتك
وآخر يخاطب حبيبته ويقول :
إضحكي الله ما خلق غمازتك عبّث
وهذا محكي آخر وابداع من قال :
نعم رصعة حنج بس تحفر گلوب
ومحكي آخر يطلب من حبيبته أن تقسم ولكن بمن ستقسم :
بحق غمازتك والجمّال الي ف مبسمك
ماظُن إن العبُوس يجوز لك
وشخصيا كتبت عن غمازات الخدود وقلت على وزن الدارمي العراقي ( مستفعلن فعلان مستفعلاتن) :
خدودگ زهر رمان تزهي بغمازات
والقلب لو مر بيك ما لومه لو مات
وعلى حد علمي واطلاعي لم أجد من كتب برصعة الرقبة / الجيد / النحر - وهو مكان وضع السكين لنحر الذبائح - سوى الشاعر الرمز العراقي الوطني مظفر النواب :
ولساع مشدوده شبگتگ عالخصر
والرگبة من تلتاف للبوسه چسر
بس انت تدري شلون رصعة بالنحر
والشته شال شليله من يمنه عبر
وسألته عنك
يا شته العشاگ
ما عندگ خبر
وگ يا شته العشاگ
ما عندگ خبر
......


الجمعة، 7 فبراير 2020

المدينة قسطنطين كفافيس ترجمة عن الإنكليزية بتصرف: صائب خليل

المدينة
قسطنطين كفافيس
ترجمة عن الإنكليزية بتصرف: صائب خليل

قلتَ: "سأهاجر إلى بلاد أخرى،
سأبحر إلى شواطئ أخر،
سأجد لنفسي مدينة أفضل.
هنا، كل ما أفعله مصيره الفشل
وقلبي خامد كجثة.

إلى متى أترك رأسي يصدأ في هذا المكان؟
حيثما التفتّ، أينما نظرت،
تجابهني الأطلال الكئيبة لحياتي،
هنا، أضعت سنين شبابي

وحطمت عمري!"

لن تجد بلاداً أخرى
لن يرسو قاربك على شاطئ آخر
فحيثما ذهبت.. ستتبعك هذه المدينة كظلك
وستجد نفسك تضيع في ذات الشوارع
وستكبر في ذات الأحياء
ويشيب شعرك في ذات الأزقة

أيما طريق تختار..
ستنتهي بك إلى هذه المدينة
لا تعقد الآمال على مكان بعيد
لأنك عندما أضعت عمرك في هذا المكان
أضعته في كل مكان في العالم

لا سفن تقدر ان تبحر بك
بعيداً عن نفسك
لا ثمة طرق تهرب بها من ذاتك

(اللوحة: الدرب الجواني- عنه القديمة – صائب خليل)

الاثنين، 6 يناير 2020

الفنان المغترب بشير مهدي-ياسين النصير

نشرت مجلة رواق التشكيل عدد ايلول 2019 ملفا عن الفنان بشير مهدي المقيم في هولندا بقلم ياسين النصير بعنوان جدلية اللون والشيء في لوحة بشير مهدي









السبت، 21 ديسمبر 2019

وشاح المجد-د.اشرف شاكر







حراكٌ ام مخاضٌ ام صمودُ
 يدكُّ به الحديدُ ولا يميدُ
 تاطَّر في سماء المجد زهوا
 وابشر في اراضيها الوليدُ
 واسرج ساحها بشرا
 مصفى حضارات العراق به تعودُ
 تسامح والقنا ضبٌّ عليه
 واخطارُ اللآم لها شهودُ
 فهيهات الخضوع الستَ تدري
على الاوداج اطبقت الاسودُ
 سلامٌ للدماء على النواصي
 وشاحُ المجد تصنعهُ الحشودُ

الجمعة، 23 أغسطس 2019

عرض كتاب حواريات مع المتنبي : حامد كعيد الجبوري



عرض كتاب حواريات مع المتنبي  :
                                                    حامد كعيد الجبوري
       صدر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة كتاب حواريات مع المتنبي لمؤلفه د. عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي، يقع الكتاب ب284 صفحة من الحجم الكبير، قدم للكتاب الشاعر جبار الكواز، ( تداخل الرؤى وانكشاف الواقع سرديا)، يقول الكواز في مقدمته (( تشكل ظاهرة الدكتور (الظاهر) مؤشرا مميزا من خلال الإطلاع على منجزه الإبداعي والبحثي واتجاهات هذا المنجز، بشقيه العلمي والأدبي، فهو عالم في مجال تخصصه وأديب لامع، شكلت آراؤه وبحوثه في هذا المجال مفتتحا للتأويل لأنه أولا يتيح دراسة مجالات رحبة لإقامة رابطة تأويلية في علاقة المنجز العلمي بالمنجز الأدبي، وهو الذي عرف بقوة حافظته، وعمق ذاكرته، ودقة تشخيصاته منذ أيام صباه إلى ما شاء الله له من طول العمر بإذنه تعالى)) ، وتحدثت د. سناء الشعلان عن الدكتور الظاهر بتقريظها لكتاب الظاهر الحواريات ( الحقيقة هو ليس أبا لي فحسب، وليس شاعرا لا أكثر، وكذلك لا يمكن اختزاله في توصيف ينحصر في كاتب أو ناقد أو أستاذ جامعي، أو منظر سياسي، أو مرب أو كائن جمالي يقتات النبل والمحبة والخير والسلام، هو كل ذلك وخليط منه هو باختصار ) .

قسم الدكتور الظاهر كتابه لجزأين ، الأول جدل على ضفاف دجلة والفرات، الجزء الثاني المتنبي في ميونخ، وكلا الجزأين يحاور الكاتب شاعرنا المتنبي بحوارات أدبية مرتكزا على دراسته النقدية لشعر وحياة المتنبي، مستحضرا حوادث ومواقف وأماكن مر بها الشاعر المتنبي شاغل الناس ومالئ الدنيا أو العكس مالئ الدنيا وشاغل الناس ، وهذا لا يتأتى إلا من خلال دراسة واعية لشعر المتنبي وتحليله واستخلاص الرؤية النقدية ، ودراسة واسعة لما كتب عنه عراقيا وعربيا وآراء للمستشرقين، والجميل في حواريات الظاهر مع المتنبي مقارنة ومقاربة شعر المتنبي بمن سبقه من شعراء العرب ، وبشعراء من جيله ، ولشعراء جاءوا بعده ، الجواهري، شوقي، السياب، البياتي، ادونيس، نزار قباني وغيرهم، وفي الكتاب إشارات تاريخية عاشها المتنبي في بلاط الحمداني أو الاخشيدي كافور، الجميل بكتاب الظاهر انه يعكس واقعنا المعاصر على أحداث وشعر قاله المتنبي ( (أكلما اغتال عبد السوء سيده / أو خانه فله في مصر تمهيد) ، سألته بالله عليك أبا الطيب من قصدت بهذا البيت؟، قال والله ما قصدت إلا السيد محمد أنور السادات)).
       في حواريات الظاهر مع شاعره الأحب المتنبي يحاوره ويخبره عن شخوص وأماكن عاشها الظاهر أو عاشها المتنبي، قال للمتنبي ( لذا وصفوك بعد موتك بأنك مالئ الدنيا وشاغل الناس، قال تقصد بعد رحيلي أو غيابي، فأني لم أمت وسوف لن أموت، ولست بحاجة إلى أهرامات فرعونية تقيني من الحر والبرد والمطر، وتكف عني لصوص أقنعة الذهب، أنا لست مومياء محنطة، أنا الحي الدائم، أنا الحق وأنا المتنبي وكفى)، وأجد هنا أن الدكتور الظاهر أعطى رأيه الشخصي المستخلص من دراساته لشعر وحياة المتنبي وتأثير تلك الحياة بقناعة الدكتور الظاهر ، ويحدثه مثلا عن شخصية غرائبية في الحلة مركز محافظة بابل، شخصية عرفها أبناء الحلة ( محمد الهبش) صياد الأفاعي ومفترسها ، يحدثه عن المطرب الحلي المعروف سعدي الحلي، ويسيح مع المتنبي مع مغنين فلكلوريين، وقراء مقام.
      في كتاب الظاهر تجسيد للرؤى السريالية حيث يذهب بالمتنبي إلى ما فوق الواقع والمتخيل اللاشعوري ، ويحاول الدكتور الظاهر أن يتقمص شخص المتنبي تارة، ويجعل من المتنبي عدنان الظاهر الذي هاجر أو هجر من عراقه فترة انقضاض الطاغية المقبور صدام حسين على قوى اليسار الوطنية تارة أخرى ، ويجعل من المتنبي مدرسا في ليبيا، بل ولاجئا في معسكر رفحا السعودي ، الغريب ان الدكتور الظاهر لم يذكر الطاغية المقبور صدام حسين ولم يسمه إلا مرة واحدة وبشكل عرضي ليس أكثر ، وتارة أخرى يحاكيه، وتارة أخرى يجعله شخصا ثالثا بينهما.
     في ألمانيا وفي بريطانيا وهولندا التي زارها الدكتور الظاهر يصحب خياليا الشاعر المتنبي العظيم معه، يدخلان سوية للمكتبات العامة ويلتقيان بمديري تلك المكتبات ويتحاوران معهم، ويدخلان المقاهي والمتاحف والمتنزهات والبحيرات، وما يدور بخلد الدكتور الظاهر ينقله على لسان المتنبي، مؤيد، ومعارض، ومنتقد، وموجه، ومستنكر .

    في الكتاب الكثير من المفاجئات التي لا أريد أن أفسد متعة القارئ بذلك الكتاب التوثيقي السياحي ، الثقافي  المهم كما أرى.

ببلوغرافيا  :
عدنان عبد الكريم الظاهر السريراتي
دكتوراه كيمياء وبروفسور مشارك.
ولد في مدينة الحلة / بابل / ١٩٣٥م.
يقيم حاليا في ميونيخ.
تخرج في دار المعلمين العالية جامعة بغداد ١٩٤٨م وحصل على شهادة الدكتوراه في الكيمياء جامعة موسكو ( متمتعا بإحدى زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية) سنة ١٩٦٨م.
له أبحاث في حقل كيمياء التحولات النووية جامعة كاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية.
أكاديمي زائر في قسم الكيمياء جامعة ويلز البريطانية.
باحث علمي مشارك جامعة شفيلد البريطانية
عمل في التعليم الثانوي العراق بابل ١٩٥٨-١٩٦٢.
عمل بجامعة بغداد مدرسا للكيمياء.
أستاذ مشرف لطلبة الدراسات الأولية والعليا وعضو لجنة الدراسات العليا قسم الكيمياء ١٩٧٠-١٩٧٨
صدر له :
ديوان شعر ( إحساس يصيب الهدف) ١٩٦٠.
ديوان شعر باللغة الإنجليزية لندن ١٩٩٨
ديوان ( رمل وبحر) دمشق ٢٠٠٠
كتاب في الشعر باللغة العربية والإنجليزية والألمانية ٢٠٠٠ميونخ.
كتاب (نقد وشعر وقص) ٢٠٠٠ القاهرة
دراسات عن المتنبي والمعري والجواهري والسياب وغيرهم نشرت في صحيفة الزمان التي تصدر في لندن.
كتاب ( العرب وكيمياء الذهب) دار نشر ألمانية

عرض كتاب : (على الجسر العتيق) حامد كعيد الجبوري




عرض كتاب :
(على الجسر العتيق)
حامد كعيد الجبوري
         صدر عن دار ( ماشكي ) للطباعة والنشر والتوزيع / العراق / الموصل كتاب ( على الجسر العتيق) للشاعرة والأديبة السورية ( ليندا إبراهيم)، ويقع الكتاب ب 82 صفحة من الحجم المتوسط وبغلاف جميل صممه الفنان ( محمود بهجت)، يحتوي الكتاب على 12 قصة مستوحاة من الواقع السوري الذي عاشته الكاتبة. قدمت دار ماشكي الناشر للكتاب، (( يتأثث الكتاب السردي على الجسر العتيق) للشاعرة ليندا إبراهيم بالذاكرة والحزن والحنين في لغة شعرية تسعى إليه الجمالي والمعرفي بفاعلية مؤثرة تمنح التكوينات النصية ودلالات أكثر خصوبة في تجسيد الصراع بين ال ( أنا) وال( آخر) عبر الكشف عن المخفي والمستور والمحجوب، تقدم ليندا إبراهيم سردها الذاكراني أحداثاً وشخوصاً يشرقون بالدمع الفائض، ويطلقون العنان لاسترجاعاتهم التي تغادر الحاضر، لتضج بفضاء يمتد من الطفولة وحتى الراهن) ).
       تعترف الكاتبة والشاعرة ليندا في تمهيدها لسردها (على الجسر العتيق) ظهور هذا النوع من الكتابة الأدبية لديها، ( عندما بدأت بكتابة مقالات لزاوية الشؤون الثقافية في إحدى أهم وأعرق الصحف السورية وهي صحيفة الثورة السورية)، وتأتى اهتمامها هذا، ( مع أزمات أوطاننا المتتالية المتعمقة جيلاً إثر جيل، ومع ما شهدناه من تداعيات شردت وفتت وقهرت وهجرت إنساننا وأخانا في الوطن، بات لزاماً على قلم كل كاتب وطني شريف غيور أن يوثق ويكتب ويعالج ويعاين كل ما يمر به وطنه) .
      زارت الشاعرة ليندا إبراهيم العراق مرات متتالية، المربد، بغداد لحصولها على تكريم من وزارة الثقافة العراقية لفوزها بجائزة (نازك الملائكة)  2014، ودعيت للموصل الحدباء للمشاركة بمهرجان أبي تمام بنسخته الأخيرة لعام 2018 م، وهناك وهي تعبر الجسر للذهاب لجامع النوري، ومنارته الحدباء هالها ما شاهدته من خراب لم يطل أي مدينة بالدنيا، كما في الموصل فكانت قصتها التي أخذت اسم الكتاب ( على الجسر العتيق)، وترى الكاتبة ليندا إبراهيم أن العراق، ( نسخة طبق الأصل عن بلدي سورية، الإنسان والتاريخ والحضارة والأرض ورائحة الأرض عطر هذه الأرض، طيبة الإنسان فيه، إبداعه تفوقه واقعه المعيش وهمومه، حتى وجع النخيل عانقه ألم ياسمين بلدي الشام ، رأيت أوغاريت تحاكي سومر وبابل، الجزيرة السورية امتداد لخصب الرافدين، وحلب تناجي الموصل، تماما كما بغداد تضارع دمشق هوىً ومجداً وتاريخاً وأحداثاً)، وترى الكاتبة ليندا كما يرى العقلاء أن الشعر والثقافة والجمال من يقهر الجغرافيا والفلوات الشاسعات، حيث لا حدود ولا حواجز مفتعلة، ( بل كان ما يؤرق "ابن الكوفة"، "المتنبي" فتاةٌ في حلب، وما يؤرق "فتى حمدان" تحرير ثغوره من الروم، فإذا الهم نفسه والأرق نفسه لأن المصير واحد).
         بديهي أن الشاعر حين يسلك القص والسرد والرواية يختلف عن القاص والسارد والراوي الذي ابتدع لنفسه ذلك النمط الثقافي المعرفي ، هذا الاختلاف بطريقة الصياغة لمنجزه الإبداعي الجديد، نلاحظ تقارب ومقاربة الجمل والمقاطع بلغة تكاد تكون مدوزنة عروضياً، وكأن الشاعر القاص يكتب سرده منطلقاً من خلفيته الشعرية، برقتها، وتركيز معانيها، وسبك مفرداتها ، ليشد القارئ دون أن يفقد وحدة الموضوع الذي يكتب فيه.
            12 عنوان سردي يمكن أن نعده مشاهدات عاشتها الكاتبة، ويمكن أن تتقمص في الكثير منها شخصية ما من شخوص القص، وربما تأخذنا الكاتبة ونلج معها سوية لأقاصي الذات المشبعة بحب الناس والوطن الياسميني الدمشقي، ونقرأ في (( أيلول دمشقي)، ( تقول له على شرفة مطلة من قاسيون، حيث دمشق مضاءة بقلوب عشاقها، ونور أوليائها، وشغف نسائها الحسناوات، فيضحك ممازحاً: وبفساتينهن الملونة كعواطفهن، كليل دمشق هذا..) ).
        تتمنى الكاتبة ليندا إبراهيم أن تزال الحدود المفتعلة مصلحياً، والتي رسمتها الأطماع التوسعية المشرذمة لأمة ابتليت بطواغيتها من ساسة جوف ،  وتلتقي بحبيب عمرها ، ( هناك حيث جلسنا على ضفة الشوق، حيث الحديقة، بمقاعد عشاقها، تضيف لحلمنا حلما آخر ببيت جميل يطل على دجلة لا مكان فيه إلا للورود الجورية الحمراء، والياسمين الشامي...).
         لا أريد أن أطيل بعرضي لكتاب (ليندا إبراهيم) لكي لا يفقد لذة القراءة لمن يحصل على كتابها ( على الجسر العتيق).
ببليوغرافيا :
 ليندا سلمان إبراهيم
مواليد دمشق
الشهادة / مهندسة
 العمل : وزارة الثقافة السورية
 عضو اتحاد الكتاب العرب - جمعية الشعر
عضو نقابة المهندسين السوريين
 شاعرة وأديبة مشاركة في العديد من المهرجانات الأدبية والفعاليات الثقافية على مستوى سورية والدول العربية
صدر لها :
 لدمشق هذا الياسمين شعر / 2013 م
 فصول الحب والوحشة شعر / 2013 م
لحضرة الرسولة شعر /2016 م
 أنا امرأة الأرض شعر /2016 م
 لسيدة الضوء شعر / 2018 م
منمنمات دمشقية شعر / 2019 م