الثلاثاء، 12 يونيو 2018

أشواق مشروع لوحة-صائب خليل


أشواق مشروع لوحة
صائب خليل
9 حزيران 2018
ها قد تشكلت ملامحها الأساسية، والوانها العامة، لكنها مازالت باهتة، قليلة الحظ من الجاذبية والجمال، كما صغار الطيور التي لم تبلغ "الحلم" بعد. ورغم ذلك فهي سعيدة. سعيدة بحرية اللحظة، وبما يعدها المستقبل من الوان تومض على سطحها اشباحاً راقصة ثم تختفي.
إنها لحظة يشوبها قلق السؤال: إلى أين الآن؟ لقد ترك الرسام بحنكة العارف الحذر، الخيارات مفتوحة واسعة حتى الآن، فالتدرجات خفيفة تقبل كل شيء، والألوان حيادية توفر طاقة الصرخة لما سيأتي من حكمة أو جنون!

كل ضربة فرشاة ستكون خياراً نحو مستقبل ما. كل ضربة فرشاة قادمة ستكون اتجاها لا رجعة فيه. كل ضربة فرشاة ستترك أثرها طويلا على ما سيأتي. كل ضربة فرشاة ستكون مغامرة لا يمكن حساب كل نتائجها.
"إن في العبور إلى الجهة المقابلة مخاطرة، وفي البقاء وسط الطريق خطراً، وفي الالتفات إلى الوراء وفي كل تردد وفي كل توقف خطر!" ... تلك هي حياة المعابر، وهذا هو قلقها. وهنا يحكم السؤال: إلى اين الآن؟
لكن في "المعبر" وعد بمسرة آتية، وعد يثير في اليوم شوقاً لا يتوفر لـ "الهدف" المكتمل، وحرية تنتظر التضحية بنفسها ليولد وليدها. إن في غموضها وتشوشها من وعد لا تراه إلا عين رسامها، كما لا ترى في صغار الطيور الباهتة الريش، من وعد بالجمال، إلا اعين والديها الملونين كقوس قزح.
فليستعن العابرون بوعود مسراتهم، عوناً على القلق، ووسيلة لقبول "المراهنة". ليخلطوا الوانهم... وليمسكوا بشوقهم إلى القادم، تعويذةً، ثم ليلقوا بنردهم، بضربة فرشاة جريئة واثقة مصحوبة بابتسامة، كما يقفز السباح بعد تردد، إلى الماء البارد، وكما يقفز الطير من عشه في اول انطلاق. تلك هي الحكمة المرحة، لمشروع لوحة تشتاق ريشها الملون!  

الاثنين، 4 يونيو 2018

يوميات عراقي


يوميات عراقي
د. غالب المسعودي
الساعة الثامنة صباحا, فتحت حاسوبي لأتابع نشاطي الثقافي والعلمي, الكهرباء الوطنية متوفرة والحمد لله, لكن لا يوجد نت, انقطعت الكهرباء عند التاسعة الا ربع, انتظرت الخط الذهبي لم يشغل ,شغلت مولدة البيت ,وانا في طريقي الى غرفتي, رجعت الكهرباء الوطنية, النت لم يشتغل بعد ,اتصلت بموفر الخدمة ,اجابني مقطوعة مركزيا بسبب الامتحانات ,وانا اعرف جيدا ان الاسئلة تباع في سوق مريدي والذي لا يبيع يقتل, انتظرت حتى العاشرة, انقطعت الكهرباء الوطنية انتظرت الخط الذهبي لم يشغل, شغلت مولدة البيت, كان النت متوفر, رجعت كي اكمل عملي, رجعت  الكهرباء الوطنية, ذهبت كي اطفئ مولدتي, رجعت وجدت ان الكهرباء الوطنية قد اطفئت ايضا, رجعت شغلت مولدتي ,وانا صاعد الى غرفتي شغل ابو الخط الذهبي ,نزلت كي أطفئ المولدة, انقطع ابو الخط الذهبي, رجعت لأشغل المولدة عادت الكهرباء الوطنية  دقيقتين, وبالتاي ما عاد ابو الخط الذهبي يشغل وانا لم اعد احتمل الصعود والنزول , كنت حينها اتابع موسيقى زوربا اليوناني, حلمت اني في الجنة وانهار خمر وعسل من حولي, اراها تتقاطر على الارض والكثير من الشهداء والصديقين هم في الجنة الان, فسالت ربي لماذا لا تمطر علينا السماء عرق والفقراء لا يذوقون العسل, فأشار بأصبعه المقدس, الى نار جهنم فهمت, من الاشارة  ان الاشرار يمنعون ذلك ,امعنت نظري واذا بي اجد كل حكام جمهورية الواق واق بكل اصنافهم غاطسين بحوض الرذيلة, ويسحبون ما يسقط من نعم الجنة الى حوضهم ,ويتفقهون ,لان الشيطان حارسهم وهو يعرف معنى العهد من رب العالمين ,صحوت من حلمي وتقبلت بروح راضية نعمة الانتخابات, ولن اتكلم عن وضع الكهرباء ,لأنها نعمة وطنية ,ولن اتكلم عن المشاريع الوهمية ,لأنها وهمية ,ولن اتكلم عن الفساد لأنه كبر فساد, صليت النوافل والمستحبات وضعت راسي على كفني وقلت الله المستعان.

السبت، 12 مايو 2018

نص مشحون بالدم-نص مشحون بالدم


نص مشحون بالدم
نص مشحون بالدم
باسم الآه اصبحنا جثثا
صالحة لتعليم التشريح في كليات الطب الاهلية
الدولة لا تستطيع شراء ما تنتجه.....!
القبور لم يعد فيها متسع
فتحت صنبور الماء
سقطت خثرة دم
منذ سنين أتساءل...
لم لون الماء الحكومي
ورديا او اصفر او احمر.............؟
قلت صدأ المأثورات
لم اعلم ان ماء النهرين اختلط بالدم
لكني اعرف ان الدمع
يخلط بالماء
ويباع
بأغلى من زمزم
وعلى ذمة الوكلاء
وكلاء استخبارات
وكلاء فضائيات
وكلاء مواد غذائية
على ان طفلة
غطت وجهها بالدم
واخرى غطت جسمها بالفحم
وام ثكلى نزعت عباءتها
غطى سحنتها الدم
كانت تبحث عن وهم
في كتب القديسين
سقطت مضرجة بالهم

الخميس، 12 أبريل 2018

غالب المسعودي - هايكو عراقي

غالب المسعودي - هايكو عراقي: غالب المسعودي - هايكو عراقي

هايكو عراقي-اللوحة والنص غالب المسعودي

هايكو عراقي-اللوحة والنص غالب المسعودي



أغفو على سرير متعتي
ينقذني صدرها الباذخ
أترنح
-----------------
تحاور زجاج  غرفتي
يومض ضوء أحمر
كإشارة مرور
--------------
أتطلع في عينيها
سحابة بيضاء
وسطها أخضر
المدى
---------------
تأكل عمري
 تقتات المصباح
زجاجة هيكل
-----------------
أحلامي ترقص
عند البدء
  تتربع القرفصاء

الأربعاء، 4 أبريل 2018

عن ثراء الأثرياء وأسبابه-صائب خليل 2 نيسان 18


عن ثراء الأثرياء وأسبابه
صائب خليل
2 نيسان 18
كنت أمس استمع لكتاب صوتي رائع للدكتورة كاثي اونيل المختصة بالرياضيات، وكان بعنوان "أسلحة تدمير رياضية شاملة" (Weapons of Math Destruction) يتحدث عن إساءة استعمال الرياضيات في النظام الرأسمالي، وذكرت في فصله الأول انها انتقلت (في مرحلة ما) من التدريس في الجامعة إلى إحدى مؤسسات المال الكبيرة. ومما ذكرته عن الفرق أن مرتبها كان ثلاثة اضعاف الأول!

هذه القفزة في الراتب، ذكرتني بجدل سياسي اقتصادي مازال يدور منذ قرون حول سبب الفارق في الدخل وثراء الأثرياء، وإصرار المدافعين عن الرأسماليين بأن أثريائها صاروا أثرياءاً لأنهم أكثر ذكاءاً وأكثر عملا. علينا هنا ان نطرح ثلاثة أسئلة:
1- هل أن العمل في المؤسسة المالية أكثر ارهاقا من التدريس في الجامعة؟
2- هل عمل المضاربات المالية أكثر انتاجيةً وفائدة للمجتمع من التدريس الجامعي؟
3- هل صارت الدكتورة كاثي فجأة اذكى بثلاث مرات؟

1- ليس العمل في الجامعة أسهل منه في المؤسسة المالية بالضرورة، فالتدريس الجامعي معروف بأنه مرهق ويستغرق كل وقت الأستاذ واغلبهم يضطر للعمل في بيته ايضاً. لذلك حتى لو افترضنا أن العمل في المؤسسة المالية أكثر ارهاقا فلا يمكن ان يكون أكثر من 10% مثلاً، وليس ثلاث مرات.
الشائع أن عمل الرأسماليين والمضاربين والتجار طويل ومرهق وأنهم لا يجدون وقتا للراحة. وقد يكون هذا الأمر صحيحاً في بعض الحالات فقط، يتم التركيز عليها لتعطي انطباعا انها حالة عامة.
لكني اعرف صديقا تاجراً أخبرني أن عمله يتخلص بتغيير تاريخ وبضعة كلمات في نسخة قياسية لفاتورة ويرسلها، ويقوم ببضعة اتصالات تلفونية، ويكون قد انتهى من عمله لمدة أسبوعين! عدا ذلك فهو يقوم برحلتي عمل مرتين او ثلاثة في السنة.

2- عن إنتاجية وفائدة العمل للمجتمع، الدكتورة كاثي وجدت أن عملها في المضاربات المالية عمل ضار بالمجتمع وقررت أن تتخلى عنه رغم مميزاته وتنضم الى الناشطين الذين تعهدوا بكشف حقيقة أن اثرياء النظام الرأسمالي يعيشون على سرقة جهود العاملين المنتجين. وتبين د. كاثي في كتابها، كيف تستخدم الرياضيات “كأسلحة تدمير شاملة” لأموال الغافلين من الذين يشتغلون في الاعمال الإنتاجية الحقيقية.

3- من المؤكد أن د. كاثي لم تصبح أذكى بثلاث مرات لمجرد انتقالها إلى عملها الجديد. ومن المؤكد ان المعتاد في القاء اللوم على قلة الذكاء لتفسير محدودية النجاح المادي، أو شدة الذكاء لتفسير الثراء، ليست طريقة صحيحة أبداً، كما نرى بوضوح من مثال د. كاثي. ولا نظن أنه مثال نادر. فليس الإثراء هدف جميع البشر، فالكثير جدا من الناس يفضل عملا يشعر فيه بالمتعة والقيمة الاجتماعية أو يحس بفائدته للمجتمع حتى لو كان يدر عليه دخلا أقل. ولولا هذه الحقيقة لما وجدنا آينشتاين فقيرا، أو وجدنا جومسكي أقل ثراءاً من ترمب.

إذن لا العمل الشاق ولا فائدة المجتمع ولا الذكاء تفسر الفوارق الطبقية في المجتمع الرأسمالي، وإن أردنا الحقيقة، فعلينا ان نبحث عن سبب هذا الفارق في الدخل في عوامل أخرى.