الخميس، 19 نوفمبر 2015

تخطيطات-عادل كامل















متابعات نقدية جاسم عاصي واقع يتقدم على الخيال - مؤيد داود البصام


متابعات نقدية
جاسم عاصي واقع يتقدم على الخيال

مؤيد داود البصام

الكتابة النقدية تحليل وتفسير ونتائج ، تتطلب تضحية ذاتية للحديث عن الذات الأخرى وإبرازها بغض النظر مع أو ضد ، ولكن بمشاعر ومعرفة إنسانية تحافظ على موضوعيتها وحيادها ، وهي إشكالية ليست بذات البساطة ، لمن يدرك مسؤوليتها، لأنها تخضع لنسبية العوامل النفسية والاجتماعية والفكرية التي            يتمتع بها الفرد ، وكما يوجزها القرآن الكريم ، حول العدالة في ميل النفس        بتعدد الزوجات {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُم}              [سورة النساء : 129] ترخيص بالإباحة ، ولكن إدراك الخالق للمخلوق . يرسم النتيجة بصعوبة كبح العواطف ، والميل وارد ، فهي قضية تتبع طبيعة وفسلجة الإنسان ومدى قدرته على هضم وامتصاص البنى الحضارية ، ليكون ممثلاً للفكر الحضاري بصورة عملية ، وهو ما يعطي مكانة للناقد ، بأنه خلاصة التطورات الحضارية وقدوة ألهامها بما يحمله من إمكانيات إبداعية في التصور والتحليل والتفسير والاستنتاج .
من هنا تأتي صعوبة نقد الناقد ، لأنك يجب أن تحمل قدرتين استبصاريتين لتتمكن من التوغل في حيثيات الاستبطان الذي قاده لرؤية ما لم ير الآخر في الأعمال الإبداعية ، لتنتقد عمله الذي يمثل خلاصة رؤية الرآئي ، وفي التاريخ العربي مثلنا (النابغة الذبياني) بعد أن كلّ منه النقد ، إبدع ونبغ ، وخصوصاً إذا كتب الناقد في نفس مجال الجنس الإبداعي الذي يكتب فيه .
الناقد جاسم عاصي كتب القصة والأقصوصة ومارس النقد بمحايثة متواصلة زمانياً ، وقد عرف قاصاً في أواخر ستينيات القرن الماضي ثم بدأ الكتابة النقدية، ولم ينقطع عن كتابة الأقصوصة على الرغم من ممارسته الكثيفة للنقد حتى عد ناقداً أكثر منه قاصاً.
صدرت له مجموعة أقاصيص عن دار الشؤون الثقافية في بغداد عام 2006 وهو آخر ما أنتجه باسم ( آخر الرؤيا) أهداها إلى صديقه البدوي (نمر) وسمى المجموعة باسم الأقصوصة (آخر الرؤيا) ومن العنوان والمضمون على الرغم من أنها أقدم أقصوصة في المجموعة إلا إنها تحمل بين ثناياها الروح الرومانسية في العلاقات والنظرة الفلسفية للحياة ، وهو على ما اعتقد ما جعله يختار عنوان المجموعة.
ضمت المجموعة خمسة عشر أقصوصة كتبت ما بين عام 1994- 1996 إلا ثلاث منها ، وهي آخر الرؤيا 1967 والردهات 1987 ومساقط الضوء 1990 اختلفت أزمانهن عن أزمان الأقاصيص الباقية .
جميع الأقاصيص كتبت بضمير (المتكلم) يتحدث فيها عن الإنسان بشكل عام، بمختلف طبقاته وتشكلاته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ويخص الإنسان المثقف بمعاناته وهمومه في سبع أقاصيص (المرآة . الإبداع . المقبرة . المدفن الصحراوي . ما حدث في المدينة . جدار المدينة . نداءات) ولا تخلُ البقية من الصبغة الفكرية لمعاناة بطله المتعدد في أقاصيصه الثمانية الأخرى ، ويمكننا أن نتصور أنه يتحدث عن المجتمع بمختلف حالاته الإنسانية من وجهة نظر المثقف. أي أنه لا يتحول ، أو يخلق شخصية يستدرجها من داخل المجتمع ، بل تتكون شخصياته من مختلف شرائح المجتمع ولكنهم جميعاً يخضعون إلى نفس القانون ، وهو متاعبهم مع ما يحملونه في أدمغتهم من معرفة ( تقلبات المزاج التي تعكسها عندي حدة التفكير والانشغال بما يمليه على ذهني الذي يعمل كالجهاز الدقيق) (ص5 . المرآة) .
إن جميع أقاصيص المجموعة هي هموم إنسانية ، أن ارتفعت وتيرتها أو انخفضت ، لكنها تؤشر على حالة المجتمع عبر زمن محدد ، إذا استثنينا الأقصوصتين (الردهات ، آخر الرؤيا) كلهن يخضعن لزمن الحصار الاقتصادي الذي عصر المجتمع العراقي ودق عظامه ، والذي جاء بعد حربين مدمرتين ، استنزفت قوى الشعب اقتصادياً وفكرياً ووضعت بنى جديدة في العلاقات الاجتماعية. وكما يقول الناقد الروسي ايخنيباوم ( تستمد من الحكايات والنوادر والأساطير) ، وهو المنهج الذي أتبعه القاص في تنوع الحوادث وتنوع الشخوص، على الرغم من السمة الواحدة التي تجمع أبطال أقاصيصه ، إلا إنها تمثل جملة حوادث من وقائع الحياة اليومية لفترة زمنية شكلت أقسى الآلام والعذابات للمجتمع وما زالت بعد أن استثمرتها القوى الطامعة في العراق، لتصل إلى حالة الاحتلال والتدمير .
والملاحظة المهمة هي وحدة الأسلوب التي أتسمت بها المجموعة حتى التي كتبت في عام 1967 وهو ما يثير التساؤل والاستغراب ، تصوراته الإنسانية ونسق جملة ورؤاه التخيلية لا تبتعد كثيراً عن أسلوبه الذي كتب به القصص الثلاث ذوات الأزمنة المتقدمة ، فهي متوحدة مع أسلوبه وأنساقه الكتابية لأقاصيصه في التسعينيات من القرن الماضي ، حتى في افتتاحية الأقصوصة ، الجملة الخبرية التي تختصر الكم من المعلومات، وهي العادة التي درج عليها في جميع أقاصيصه تقريباً، فجملة الافتتاحية جمل خبرية تبلغ المعلومات بطريقة (مباشرة ، لتقحم المتلقي وسط الحكاية ، ضمن تساؤل ينبع من داخله ( لم استطع اليوم إنجاز أي شيء) ص5 ( يوم طلبت لخدمة الاحتياط في الجيش) ص14 (حاولت مراراً أن أواصل المتابعة والقراءة ) ص40 ... الخ .
قصة (المرآة) تروي قصة إنسان تشغله هموم القراءة وعالم الكتب ليتأخر عن زيارة والدته في المستشفى ، لكنه عندما يذهب بعد الاتصال التلفوني بالمستشفى تكون قد ماتت، ولكن مشاعر الألم والفقدان كلها تختفي أمام موته مع موت الأرث والتقاليد والعادات وروح الفطرة، وهو ما يتكرر لدينا في أقصوصة (الإبداع) بنائية الاستلاب، عندما يودع عقله لدى الآخر لاستثماره حتى يتمكن من سد حاجته المعاشية ويرفه عن عائلته، لكنه يسقط أسير الجشع والاستلاب ، وهكذا نجد الأقاصيص تأخذ نفس المنحى في التعبير عن الحالات الإنسانية المسلوبة بفعل العامل الخارجي ، والقهر الذي وقع على  الفرد والمجتمع ، أن كان في الحياة العامة جراء الحصار أو جراء الحروب التي شنت بعد الحربين وقبل الحرب الأخيرة كما في أقصوصة (المدفن) الجميع في الزمان والمكان إلا الابن العائد بإجازة من وحدته ، وعندما تحاول العائلة الهرب من المكان إلى آخر أكثر أمنً من القصف والدمار الذي تحدثه الطائرات الأمريكية ، يصاب الابن العائد في بطنه ، تجعله ينزف دمه ، فيكون الرحيد الذي يبقى من بينهم مدفوناً في حديقة الدار ويغادر بديلاً عنه الآخرين .
يشتغل جاسم على التضادات في حركة الدراما لأقاصيصه ، ويترك المفاجئة بتحول مسار المتن الحكائي من خلال البنية الحكائية، بإيجاد فجوة غير متوقعة يختلط فيها الواقع والتخييل وذلك باحداث الصدمة لكشف الحقيقة ( إذ نسيت أني أمام جثة ، بل كأني اصدق في مرآة صقيلة تعكس وجهي) (ص15 . المرآة) . (تركني هكذا ، وحيداً لا أستطيع التفكير) ( الإبداع . ص26) . ( واقتادنا معاً عبر الممر المحفوف بالأشجار) (الردهات . ص90)
إن بطله مستلب يندفع إلى مصيره بقدرية غريبة على الرغم من أنه لا ينفك عن التفكير والتأمل ، وكأن هذه الإمكانية المعرفية هي اللعنة ، في كل مسارات أقاصيص جاسم عاصي يتخذ نهاياتها المسار الذي يعاكس الرغبة، ففي أقصوصة (الإبداع) بعد أن يرهن عقله وبمحض أرادته يكتشف الورطة من خلال الآخرين ، عندما يخالف الاتفاق ويعود للتفكير ، وهكذا نجد الحالة في أقصوصة (الردهات) التي كتبت في زمن متقدم . اختار المبيت مع والده في مستشفى الأمراض العقلية ليخفف عنه ، ولكنه في النهاية يصبح جزءاً من العام ، بعد أن قبض عليهما وهو يريد أن يخرج والده من المستشفى .
إن أقاصيص جاسم عاصي شهادات ووثائق بلغة شاعرية وتعابير جمالية ، تعبر عن معاناة شعب وأمة في أتون الموت والدمار إذ لا أمل ولا مستقبل ( كان صبرنا ما يعيننا ، صبر من استسلم الحال المفروض ، بحيث أصبحت الحياة والموت متداخلة مع بعضها ، يشغلنا شيء غامض ، لابد من الوصول إليه ، لا مسافة للأحلام في رؤوسنا) (ص101 . المدفن) .
إنه يتحدث بلغة الواقع ، لكنها لغة تخرج عن واقعيتها لأن الحلم فيها واقع ، فلا معقولية ما يحدث يحول هذا اللامعقول لحالة الفرد والمجتمع إلى صور وأخيلة تحيل الواقع إلى مخيال مقبول منتزع من جمالية الصور التي كتب فيها ، هو لا يكتب بلغة شاعرية ، أنه يكتب نثراً مركزاً فيه أخيلة شعرية ، لأن اللغة عند الشاعر غاية ، وعند القاص وظيفة وسيطية يستخدمها أداة توصيل ، لتعبر عن المعنى المطلوب ، فجاءت لغته مدركة، لكنها تحمل شحنات شعرية، تحول الأرضي إلى كوني ، إلى بعد خارج نطاق التصور الواقعي ولكنه معاش ويتحرك بيننا، جملة من السهل الممتنع ، لا يصعب فهمها لأنه لا يلجأ إلى تعقيد العبارة، أو دفع اللغة في استعارات بعيدة عن واقع الفكرة، جملة تتحاور مع المتلقي وكأنها حكاية شفاهية تستمع إليها في مقهى أو جلسة ، لكن في داخلها أفكار يستقصي أدراكها إلا بالتأمل والتفكير ، متمكن من فن الأقصوصة ، وهي خاصية يمتاز بها من خلال خلو أقاصيصه من الحشو والزيادة عما يريد أن يقوله.
تجد بين السطور حالة أخلاص للتعبير عن مكامن الحرج والألم الذي يعتريه، إنها الروح الإنسانية والحساسية المفرطة التي تتلبس المبدع تجاه واقعه ، فتحيله إلى صرخة مكتومة تخرج بتدفق حكاية أو قصيدة أو لوحة ، يعبر بها عما يستطيع أن يوصفه للألم الدفين الذي يغمر الروح ويلامس وجع الآخر، ليتواشج إحساسه مع إحساس الآخر بالألم والقهر إزاء الواقع المر ، وما يعانيه الإنسان في مجتمعه.
إن قصص جاسم عاصي وان كتبت ضمن منهاج واقعي ، لكنها تحيل رموزها ودلالاتها في نهاياتها السريالية واللامعقولة، لتظهر مدى بشاعة الواقع وتأثيراته النفسية والمادية على الإنسان ، أنها تحمل دلالات عميقة في تفسير ما يجري وجرى، يكشف عن عمق حالة التخلف الاجتماعي الذي يضرب بإطنابه من فوق وتحت، والمأساة يحمل صليبها أولئك الذين أبتلو بالإدراك والمعرفة ، وكشف حد الجنون والسخرية من الطواطم التي تخلع وتلبس أقنعتها بذات السهولة التي تدمر الأرض وما عليها من أجل غرائزها وجشعها .          

وداعا طه النعيمي-د.احسان فتحي



الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

كتاب جديد لغالب المسعودي


وصلت الى دار النشر النسخة الورقية من مجموعتي رواية حمزة الاصفهاني -عنوان دار النشر هو المركز الثقافي للطباعة والنشر حلة شارع الامام علي(ع)موبايل07801168410

السبت، 14 نوفمبر 2015

3 قصص قصيرة جدا ً-عادل كامل


3 قصص قصيرة جدا ً


عادل كامل

[1] النملة والثور
   سمع الثور النملة تصرخ فيه:
ـ هل فقدت بصرك؟
فقال لها الثور، ساخرا ً:
ـ أين أنت ِ...، فانا لا أراك...
وأضاف:
ـ ولكن لِم َ تسدين الدرب علي ّ، وتعرضين حياتك للخطر؟
فقالت بصوت مرتجف:
ـ إن مكثت في حفرتي فسأموت من الجوع، وإن خرجت، فإما أن يلتقطني الطير، وإما أن تسحقني أقدامكم...، فاخبرني ماذا افعل؟
أجاب بعد لحظة تفكير:
ـ أنا أيضا ً لا اعرف متى يجرجروني إلى المسلخ...، فأينما وليت، فالدرب لا يذهب ابعد من نهايته!
فسألته النملة وهي حائرة:
ـ ماذا تعني العدالة إذا ً...؟
قرب الثور رأسه منها كثيرا ً لعله يراها:
ـ أين أنت ِ...؟
ـ أنا بجوارك، بجوار قدمك التي كادت تسحقني..
ـ وأنا لا أرى إلا القصاب يقف فوق رأسي!

[2] سؤال
ـ ما الذي تريد أن تقوله...، تحديدا ً...؟
أجاب الكاتب:
ـ لو لم أتكلم، فستسألني السؤال نفسه. فانا اعرف ما الذي لا أريد أن أقوله مثلما تحديدا ً اعرف ما الذي يريد الصمت أن يعلن عنه...، إلا انك ـ في الحالتين ـ مثلي: لا تستطيع أن تصمت إلا بعد أن تدرك عدم جدوى الكلام، وعدم جدوى السؤال...، ومع ذلك لا تقدر أن تفعل ذلك، مثلي، فان صمت كثرت الأسئلة، وإن تكلمت، لا تجد جوابا ً!


[3] الحمامة والموت
   بعد أن وقع شريكها في شباك الصيادين، هربت الحمامة بعيدا ً، ووقفت تتأمل قطيع الخراف في المرعى.  فلفت نظرها إنها لا تعرف لماذا كانت الخراف غير مكترثة، وغير خائفة، وإنها ـ لسعادتها ـ كانت ترعى في الحقل بهدوء، وسكينة... فسألت كبشا ً كان يقف بجوار الشجرة:
ـ أيها العزيز...، كيف حصلتم على هذا الاطمئنان، وهذه السعادة...؟
استفزه سؤالها، فأجاب:
ـ نحن لم نفكر بمثل هذا السؤال..، ولم يرد على خاطرنا... أبدا ً.
فسألته حالا ً:
ـ ألا يحزنكم أن مصائركم ستنتهي بالذبح ...؟
أجاب بهدوء:
ـ لا!
متابعا ً بصوت مرح:
ـ مادمنا جميعا ً لن ننجو من الموت...، فلِم َ الخوف منه؟!
لكن الحمامة لم تفكر بالطيران، والبحث عن فضاء يخلو من الصيادين، لأنها شاهدت فوهات البنادق تتبع طيرا ً كان يحّوم عاليا ً الفضاء، فانشغلت بالاختباء في الشجرة، مع إنها مازالت تجهل كيف تعلمت الخراف عدم الاكتراث، بل واللامبالاة، رغم إنها لن تنجو من سكاكين القصابين، أو من الذئاب، إن فكرت بالفرار...!
3/11/2015

المستنصرية.... هل هذه صيانة...؟!- د.إحسان فتحي


المستنصرية.... هل هذه صيانة...؟!



 د.إحسان فتحي



 أعزائي المعماريين  والاثاريين العراقيين والأصدقاء في كل مكان

تحيات طيبة

لقد صعقت حقا قبل أيام عندما رأيت المدرسة المستنصرية العباسية في بغداد وهي "مزينة" بأربعة أنابيب حديثة وظاهرة مباشرة على جدارها المطل على نهر دجلة
   
لا يمكن لأي إنسان عاقل أو أي مهندس مسؤول على صيانة أهم بناية تاريخية في بغداد والعراق أن يقبل بهذا الاستهتار الكامل والجاهل بأبسط مبادئ الصيانة التاريخية،  كما لا استطيع أن أفسر كيف حصل ذلك وأين هو دور هيئة الآثار والتراث ؟  انه حقا مؤشر خطير جدا إلى مستوى الجهل المدقع الذي انحدرت إليه الجهات المسؤولة عن حماية الآثار والتراث في العراق.  أرجو معالجة هذا الأمر المخزي فورا ومحاسبة المسؤولين عنه.




في تجربة عبد الكريم خليل النحتية دلالة الطين وجمالياته- مؤيد داود البصام



تشكيل

في تجربة عبد الكريم خليل النحتية
دلالة الطين وجمالياته

مؤيد  داود البصام

يمتاز فن النحت عن الفنون التشكيلية الاخرى باستثناء بعض الاعمال الخزفية، باسلوب تجسيد الاشياء بابعادها الثلاثة، وهو ما يتطلب مهارة فائقة تتواشج مع نسق البناء المعماري ،لان الحجم يتأثر في فن النحت بالغرض الوظيفي، ان لم يكن عامله الوحيد، اضافة الى ان النحت يمنح الفنان حساً فنياً عالياً باللمس، وترتكز هذه الحساسية لدى الفنان عندما يشتغل بمادة الطين خصوصاً والسؤال الذي يتبادر للذهن ،هل يتمكن النحات من التعبير عن اللحظة الجمالية بالابعاد المتعددة المتجسدة؟ عكس ما تنتجه اللوحة المسطحة واللون والخط والحس البصري وتراقص الالوان امام الفنان من دون ان يتحرك حول العمل، الا باتجاهه البصري المستقيم او بتحريك رأسه يميناً او يساراً او يتراجع خطوات للخلف، لرؤية المنظور او التناسق العام والتوازن في اللوحة.

ان النحات فنان ذو قدرات انبهارية وليست انفعالية مستديمة، فهو ينبهر بالفكرة ويتفاعل معها، قبل ان يجعلها واقعا، لهذا من الصعب اجترار تجربة الرسام على النحات، بالرغم من تحكم الفرشاة بنقل التعبير والانفعال وهي المسافة التي تباعد بين الرسام واللوحة في العلاقة الحميمية وحاول بعض الفنانين الحداثويين من تجاوزها بالرسم بالاصابع والكف في لحظة الانفعال، بينما ظل الملمس يشكل اهمية في عمل النحات، التحسس اللا ارادي بين لحظة واخرى وهو يمثل ديناميكية الشخصية والاحساس بان هذه اللمسة تنقل التعبيرات والافكار لتجسيد اللاوعي باللحظة الجمالية، نوع من الحميمية تتخطى الانفعالية في الرسم ،وما صرخة مايكل انجلو امام تمثال (النبي موسى) انطق، الا لتبرهن على حدود البداية والنهاية في عمل النحات، لكن الرسام يبدأ ولا يعرف متى ينتهي الا بنهاية اللحظة الانفعالية المستديمة (هذا التوصيف ينطبق على الفنون التشكيلية الحديثة، اكثر منه من عمل الرسام القديم، الذي كان عمله شبيه بعمل النحات في مشغله) واذا اخذنا بنظرالاعتبار القطع الذي احدثته المدارس الحديثة، ابتداء من الانطباعية والتأثيرية ..الخ فقد وضعت مفاهيم مغايرة لعمل الفنان الحديث عن الفنان القديم في النسب التعبيرية والانفعالية والقيم الجمالية.
ان ثنائية التصميم ذوالابعاد التي يشكل قطباها النحت والعمارة،تمثل ظاهرة المعاناة الطويلة التي تخفض مستوى الانفعال الذي يتلبس الفنان في بداية الفكرة وتحويله الى الحرفة والتأمل، ولو سأل سائل لكن الفترة الزمنية المتباعدة بين البدء وخلال مراحل اتمام اللوحة يخضع لها الرسام عندما يرسم بالزيت، وهذا صحيح والزمن عند الرسام تراتبي في استمرار الفعل ورد الفعل،فهو في لحظة يقف امام اللوحة يكون عند تخوم لحظة الانفعال، وبالتالي لا تحدد اللوحة شروطا للتعامل بينها وبين الفنان، بينما النحت له شروطه لخضوعه لبنائية الكتلة والحجم، والاشتغال اما من الاسفل الاساس او الاعلى ونزولا بالحجم الى الاسفل متحكمة به القياسات ، يعني تغير مسار العمل والبدء من جديد، وهي شروط لا تفرضها اللوحة.
كما ان اختيار النحات للمادة مسألة غاية في الاهمية، لانها تتحكم بمصير عمله فمادة مثل (النحاس ، النورة، الاحجار مثل البازلت، المرمر..الخ) تتطلب دقة ومهارة وخبرة وتحكم، فبعد لحظة الانفعال والانبهار تتراجع حالة الدهشة والانفعال ويحل مكانها دور الخبرة والتجربة، (إذا استثنينا مادة الطين التي تتيح للفنان من دون المواد الاخرى في النحت، التفاعل معها ضمن احاسيسه اللحظوية) تشترك اليدين مع بقية اجزاء الجسم والفكر في صياغة اللحظة الجمالية ولذتها، بينما تنضوي بقية المواد ضمن عملية التجربة الجمالية الخاضعة للبحث والمعرفة ،يقول د. جمال مقابلة (اللحظة الجمالية الغامضة اصلا لوقوعها على تخوم الوعي، ستختلط بالوان المعرفة او البحث عن الحقيقة، وستبدو هزيلة بنظر بعض المفكرين في ذلك).
في معرضه الاخير قدم الفنان عبد الكريم خليل في قاعة مدرارت آذار 2007 اخر اعماله المشغولة بمادة الطين مبتعدا عن استخدامه للمواد الاخرى وبالذات المرمر في معارضه السابقة.


لماذا الطين؟ الطين بناء الانسان وسر وجود الكون
تمتاز مادة الطين كون الانسان ينتسب اليها (خلقناه من طين لازب) والاحياء لا يمكن لها ان تعيش من دون ارض رطبة، وهو ما يجعل لهذه المادة خصوصية انفعالية تمتلك روح تتنفس منها بقية الارواح، وهو ما يجعل تحكم المبدع بالصيرورة التي تتفتق عنها رؤاه واحلامه وتفكيره ومعاناته، وهذا باعتقادي ما جعل الفنان عبد الكريم الذي عرف بقدرته وتجربته في استنطاق الحجر وبالذات المرمر وتطويعه حسب رؤاه، ان اختيار مادة الطين لدى الفنان اختياراً للتفاعل وتجسيد الحراك الداخلي ،فهو اكثر المواد قربا للفنان من اللوحة البيضاء التي امامه، اذ تتواشك انفعالاته وافكاره مع حركة اليد والعين وهو مارأيناه في اعمال النحات عبد الكريم في هذا المعرض، انه ينقل لنا احاسيسه لانه ابن حضارة الماء والطين..


المتتبع لاعماله في معارضه السابقة،سيجد ان المعروض استمرار لاعماله السابقة ففكراته (Fukers) ما زالت تشكل الطابع العام في معرضه (المرأة والرجل) حركة الفكر في الوقت والجلوس، لكنه قوض مفاهيم التخييل بنقله الفن الى الواقع عبر التنصيص ،متحولا من تحويل الواقع الى الفن، جاءت شخوصه ممثلة للواقع الذي يعيشه بدرامية وجودها على مسرح الحدث، ناقلا الثقل والمأساة التي يعيشها ويعيشها العراق، ارضا وشعبا، استخدم فيها الرمز والفنتاز واستبدل العلاقات بالرؤوس الطموطية لكشف الخرتته، وكشف عورة الرؤوس الفارغة المتمسكة بكراسيها وما يقدمونه سوى الخراب والدمار.
ان مجموعة الاعمال التي اظهرها باستخدام مادة الطين جاءت لتبلور افكاره وتعزز رؤاه من خلال الالتحام ما بين الانفعال وليونة حركة الطين وطوعيتها، متحركا بها ضمن فهمه لحضارة الماء والطين التي تحمل الرخاء والبلاء في نفس الوقت. مستخدما الاشكال من صور العاب الاطفال والدمى والاشكال الكارتونية والمهرجين، ووضحها بحركة مسرحية، ان الصياغات التي لجأ اليها الفنان،صياغات تعبيرية بالرغم من انه حافظ على الحجوم والمساحات بقياساتها ونسبها الاكاديمية، ولجأ الى التشويه لاضفاء فعل الانفعال ليتطابق مع بنائية التكوين واشتغالاته،فما زالت تكويناته التي تمثل الرجل والمرأة ،فيها سمات الاسترخاء والموسيقى الحالمة، في الوقت الذي صلب وجمد الاشكال المنفردة والمجتمعة من الطواطم.
لماذا لم يعالج شوي الطين؟


ان فنانا مثل عبد الكريم له باع طويل وخبرة لكنه لن يخضع مادته للمعالجة لتبقى متماسكة في داخل النار، ولكنه تركها تحدث هذه التكسرات ثم يلصقها بقصدية ليعيد للاذهان نماذج متحف التاريخ العراقي.
على الرغم من التشويه الذي اتسمت به تكويناته ، الا انه حافظ على الابعاد الاكاديمية للجسم، واحدث التشويه في المظهر الخارجي، وابقى الفكر (Fukers) محتفظا بواقعيته ليجرنا للمشاركة للاحساس بواقعية ما يحدث، فهؤلاء الطواطم من الحمير والحيوانات الاخرى، الذين احالوا حياتنا الى جحيم، هم مجرد مهرجين ومشوهين وعقول قاصرة ، تحمل انتمائاتها باشكال رؤوسها.
إن معرض النحات عبد الكريم يحيلنا الى البعد الاخلاقي للجمال، وتفاعل الفنان مع واقعه وتأثره بما يحيط به على الرغم من اشتغاله الحداثوي، اي انه اشتغل على فكرة الجمال بقيمه الأخلاقية وما يحمله من دلالات حتى في لحظة تشويهه، فالفنان الناطق باحاسيس شعبه، لقد جهز كل آلامه واحاسيسه ليسقطها على الطين، فجاءت المشاعر والاحاسيس متطابقة مع ليونة وطوعية الطين في الاستجابة انها لحظة الانفعال لاخراج المكبوت والمطمور من الداخل الى السطح، بالاشكال الجمالية التي اختارها طاويا حقبة زمنية طويلة لاجل ان يظهر مكنوناته ومشاعره مستخدماً فيها كا طاقاته وتجاربه وخبرته المعرفية، لاشك ان الانزياح الذي احدثه في الاشتغال على ايجاد الجمال في القبح ، لكنه ابقى الاسس جعل من اعماله تجربة لها قيمتها الجمالية والفلسفية، مضيفاً لها تجربة تلوين الطين لاندماج القيم الجمالية في فروع الفنون التشكيلية، إذا ما أخذنا انه اشتغل على المسرح والكارتون والكثير من الفنون الحديثة التي حاول الاستفادة منها في هذه التجربة.

الألكسو ومكتبة الإسكندرية يرقمنان مكتبة الفن التشكيلي العربي:





الألكسو ومكتبة الإسكندرية
يرقمنان مكتبة الفن التشكيلي العربي


مرجع مفيد لكل دارس أو باحث في ميدان الفنون الجميلة المصرية


    انتهت مكتبة الإسكندرية من مشروع رقمنة مكتبة الفن التشكيلي في إطار التعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).

    ومن المقرر إطلاق المشروع في احتفالية تقام في الإسكندرية بحضور الدكتور عبد الله حمد محارب؛ مدير الألكسو، والدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية. واتفق الطرفان على العديد من المشروعات الثقافية تنفذ خلال السنوات القادمة.

    وتضم مكتبة الفن التشكيلي المعاصر في الوطن العربي مجموعة قيمة من الكتب حول الفن التشكيلي الحديث والمعاصر في العراق وقطر والكويت والبحرين وتونس وسوريا ومصر والأردن وفلسطين ولبنان والسودان وغيرها من البلدان العربية. وتقدم السلسلة لمحة تاريخية عن نشأة الفن التشكيلي في كل بلد، وأنواع هذا الفن، وعرض لكل نوع منه، ومدارسه واتجاهاته، وعناصر الأصالة والإبداع فيه، ومدى تأثره بالمدارس الفنية التشكيلية الأخرى، وكبار ممثلي هذا الفن من الرواد والمعاصرين؛ مع تحليل نماذج من أعمالهم البارزة، وإرفاق نماذج مصورة إيضاحية لأنواع هذا الفن.

    وتقدم المجموعة بهذا الشكل سلسلة من الدراسات القُطرية، تستوعب الإنتاج الفني العربي، وتوثقه. وتقدم خاتمة هذه السلسلة دراسة شاملة للاتجاهات والمدارس الفنية العربية المعاصرة وتقويمها، في سياق التيارات الفنية العالمية، والتفاعل معها والتأثر بها؛ وفي سياق الإبداع الفني الحضاري الذي يحمل إسهامًا للفن العالمي ومشاركة فيه، باعتبار الفنون التشكيلية مجالاً أساسيًا من مجالات الثقافة الإنسانية وتعبيرًا حضاريًا متميزًا عن قدرات الشعوب وخصائصها.

    ويقدم الكتاب الخاص بالفنون التشكيلية في مصر، وهو تأليف رشدي اسكندر وكمال الملاخ وصبحي الشاروني، مرجعًا مفيدا لكل دارس أو باحث في ميدان الفنون الجميلة المصرية. ويتضمن الكتاب صور ست وستين لوحة وتمثال، تمثل جميع الاتجاهات التي ظهرت في الفنون الجميلة المصرية، لتوضيح هذه الاتجاهات والتطورات التي مرت بها.

    ويتطرق الكتاب إلى الفنون التشكيلية في مصر ما قبل القرن العشرين، ومدرسة الفنون الجميلة، والمثّال محمود مختار، وفنانو الجيل الأول، والحركة الفنية في الإسكندرية، والتربية الفنية، وجيل التمرد والثورة، وحرب 1956 وتأثيرها على الفن المصري، والقضايا الفكرية في الفن المصري، والاتجاهات الفنية في مصر، وقضية الأصالة والمعاصرة.

    ويبين الكتاب كيف وضع المثال محمود مختار أول علامة مضيئة في تاريخ فن النحت الحديث بمصر عندما استطاع أن يبتكر الصيغة الجمالية الملائمة لتزاوج القيم الفنية - الأوروبية وبخاصة الفرنسية، في القرن التاسع عشر، بالقيم الجمالية الفرعونية، ثم سخر هذا الابتكار للتعبير عن المرحلة الاجتماعية التي عاشها، مرحلة النهضة والبحث عن الشخصية المصرية في أعقاب ثورة 1919 الوطنية. فحظي فنه باحترام وتقدير الأوساط الفنية الفرنسية التقليدية واكتسب في نفس الوقت حماس وتأييد الجماهير المصرية التي أشعلت ثورة مصر الوطنية.

    ويتضح من خلال الكتاب، وداخل عملية إتباع النموذج الغربي، أن الحركة الفنية في مصر قدمت بشكل مكثف خلال سبعين عامًا، الاتجاهات والمذاهب التي ظهرت في الغرب خلال قرنين من الزمان، هذا مع وجود تأثيرات محلية لها مفعولها.

    ويذكر الكتاب أن تلك المذاهب والاتجاهات هي: استلهام التراث الفرعوني، الاتجاه التقليدي، الاتجاه الشعبي، الاتجاه إلى الإغراب، الاتجاه التجريدي الإسلامي، الاتجاه التعبيري الاجتماعي، اتجاه الفانتازيا، والاتجاه الفطري.

    وتضم المجموعة كتاب الفن التشكيلي في السودان، للدكتور راشد دياب. ولا تقتصر أهمية هذا الكتاب على كونه الكتاب الأول والوحيد في مجاله الذي يؤرخ للحركة التشكيلية في السودان، بل إن أهميته تنبع فيما تنبع من سعة إطلاع مؤلفه على تفاصيل هذه الحركة بكافة جوانبها الفنية والتعبيرية والفكرية، وقدرته على جمع ما قد يبدو للوهلة الأولى شتاتًا غير منتظم من المذاهب الفنية والمدارس التعبيرية والرؤى الفكرية ووضعها في عمل تاريخي ونقدي يكشف الوحدة التي ينصهر فيها ذلك التنوع الثري الذي تعبر عنه تلك المذاهب والاتجاهات لتؤلف الصورة المتكاملة لفن تشكيلي عربي يكمل نفسه الصورة الأكثر شمولاً للفن التشكيلي العربي المعاصر.

    وقد عاد المؤلف إلى البدايات الأولى للتعبيرات الفنية في السودان مبينًا أثر الفنون التقليدية والشعبية في الحركة التشكيلية السودانية المعاصرة عاقدًا الصلة الحتمية بين تلك الفنون في بداياتها الأولى الشعبية وفي تجلياتها اللاحقة فنونًا حديثة ومعاصرة وبين الأرض التي نبتت فيها، وموقعًا وتاريخا وبيئة وحضارة موغلة في القدم وثقافة مميزة بالعراقة.

    ويتناول الباحث المدارس والمذاهب والجماعات الفنية التشكيلية في السودان في جيل رواد الحركة التشكيلية المعاصرة ثم في الأجيال اللاحقة فيما يسميه جيل الوسط، حتى المرحلة المعاصرة بما قدمته من إبداعات تشكيلية جديدة، مما يتيح له تناول موضوع الأصالة والمعاصرة في التشكيل السوداني.

    ويعرض الكتاب سيرة عدد كبير من الفنانين السودانيين باختلاف اتجاهاتهم؛ ومنهم: عثمان وقيع الله، أحمد محمد شبرين، مجذوب رباح، إبراهيم العوام، حسين جمعان، محمد عبد الله عتيبي، أحمد محمد عثمان، محجوب حسن العوض، أحمد الشريف عبود، محمد الأشرف علي أبو سمرة، محمد علي الفاضلابي، حسان علي أحمد، حسين شريف، وغيرهم.

    وعن الفن التشكيلي المعاصر في الأردن، يبين المؤلف الدكتور إبراهيم النجار أبو الرب، أن الفن التشكيلي المعاصر في الأردن هو امتداد ورافد لحركة الفن العربي المعاصر، ويشارك هذه الحركة سماتها الفنية والفكرية إضافة للمقومات والدوافع المشتركة.

    ويتناول الكتاب العوامل المؤثرة في شخصية الحركة الفنية في الأردن وسماتها، والفن التشكيلي المعاصر في الأردن وعلاقته بالفن العربي المعاصر، وأنواع الفن التشكيلي المعاصر، والاتجاهات الفنية في الفن التشكيلي المعاصر في الأردن.

    ويقدم الكتاب دراسة تفصيلية لأهم الفنانين الأردنيين عبر مراحلهم المختلفة من حيث الأجيال؛ ومنهم: الفنان جمال بدران، عفاف عرفات، مهنا الدرة، كمال بلاطة، أحمد نعواش، ياسر الدويك، عزيز عمورة، سامية الزرو، الدكتور محمود صادق، زكي شقفة، محمد مصطفى، ديانا شمعونكي، خالد خريس، يوسف الحسيني، عدنان يحيى، سامر الطباع، وغيرهم.

    وعن الفن التشكيلي في اليمن، يغطي الكتاب أكثر من ثلاثين عامًا من تاريخ الحركة التشكيلية اليمنية، هو العمر بأكمله للحركة الفنية، ويتناول أشكالها وصيغها المختلفة من تصوير ورسم ونحت وسيراميك وجرافيك وكولاج وملصق. ويقدم الكتاب تسعة وخمسين فنانًا يمنيًا عارضًا سيرهم ومعرفًا بتجاربهم ومحللاً لأبرز أعمالهم مشفوعة بصور فنية عديدة لها.