الموسيقار يوهان برامس وإفتتاحيته المأساة ( Tragic overture )
مازن المنصور
الموسيقار برامس هو ألماني الآصل ولد في مدينة هامبورغ ، تعلم الموسيقى على يد والده وكان يعزف على آلة الكونترباص ثم أ حترف العزف على آلة البيانو في الرابعة عشر من عمره وكانت أعماله للبيانو تتميزبأيقاعتها الصعبة المعقدة المتداخلة وتتكررالألحان في القطعة الواحدة مما يعطى مؤلفاته طعما فريداً، تمتاز موسيقاه بالروح الرومانتيكية في صيغة كلاسيكية بحته . وقد ا قتبس الكثير من طابع بيتهوفن من ناحية الآستعانة بالأوركسترا لتصوير المشاعر والعواطف . ومن أعماله ( اربع سيمفونيات ، وكونشرتات ، وصوناتات للكمان وا لبيانو ، والكثير من موسيقى الصالون ، وكذلك السيمفونية ا لثانية (ري ميجر ) تصف لمعان الشمس في السماء الزرقاء ، حيث تنعكس ضلا لها على الحقول السندسية الخضراء . وقد سميت بسيمفونية الريف . وكذلك السيمفونية الأولى من مقام ( دو ماينر ) ا لتي سأتحدث عنها، وكذلك أفتتاحية المأساة .
افتتاحية المأساة.
تبدأ الآوركسترا بعزف عنيف وقوي ، وكأنه انذار برفع الستار عن ( المأساة ) يعقبها لحن هاديء يقود إلى جملة عبورية صاعدة في صور صخب متواصل . ويأبى الهدوء إلا أن يعود في لحن تؤديه آلة الفلوت . ثم تصل إلى حوار موسيقي يتخلله نوطات متقطعة تمثل سهام القدر ، يصاحبها نوطات اهتزازية تؤديها الأوتار لتصور جوا من الرهبة والانتضار . ولكن النغمة القوية تراودنا من جديد في صورة ( كريشندو ) ، يتصل بنفس الفكرة الآساسية الهادئة التي تتبادلها آ لة الكلارينيت والشيللو في حوار فلسفي عميق .
في القسم الثاني من الافتتاحية نلمس نوطات متقطعة في شكل ( Pizz ) تؤديها آلة الكمان في خفة . ثم تبدأ عملية توسيع الفكرة الآساسية في أوضاع شتى تنقاد بالتالي إلى لحن جديد ، مشيد على رقصة كلاسيكية تمثل بصيص الأمل ونور الحياة .
اما الفسم الثالث يبدأ بخفوت وتعمق ، فالفلوت والة الباصو يتلازمان في أفكار عاطفية متهادية ، تزداد حميتها حتى تصل إلى الصخب . وقد يلازمها من حين لآخر مقاطع ترديدية ( Canon ) تؤديها الآلات الوترية والخشبية كل منها بدورها . ثم تتبدل النغمات في إيقاع حار ، يمثل الصراع بين الإنسان والقدر . وينتهي الصراع على صوت البوق الذي يعلن السكينة والسلام . حقا انها اقتتاحية تعبر عن الجو المليء بالمأساة .
إ ما السيمفونية الأولى وهي من مقام ( دو ماينر )
فهي على أربعة حركات .
الحركة الأولى : هي ألحان متباطئة تتدرج في السرعة ، فتبدأ المقدمة بجملة موسيقية من طابع رهيب عميق . وكأنها تنذر بعاصفة هوجاء أو مأساة حزينة . تنتقل بعدها إلى اللحنين الأساسيين تتناوبهما الآلات الوترية والهوائية . فالأوتار تعزف ألحان الأمل وا لتفاؤل ، والهوائية تسجل نغمات الحزن والأسى . وهكذا تستمر الألحان في تطورها وتفاعلها حتى نصل إ لى جملة رهيبة تؤديها آلة الشيللو . وقد نلمس في الألحان السريعة فواصل موسيقية وإيقاعات مختلفة ، مشتقة من أ لحان المقدمة . ثم ننتقل إلى مناضرة موسيقية بين اللحنين الأصليين اللذين يتقابلان سويا ، ويتفاعلان طبقا لنظام توسيع الفكرة اللحنية . وتختتم الحركة بجمل صغيرة في إطار ضيق متماسك الآطراف تلقب قي المصطلح الموسيقى بل ( Stretto) .
الحركة الثانية : بطيئة في مبناها ، تمثل بألحانها تبدد الكرب والغيوم . تبدأ الحركة بجملة عاطفية تتعالى بها أصوات الكمان في جو سماوى بديع . وقد تلعب ألة الفلوت دوراً مهماً في الأستجابة إلى لحن الأوتار ثم تعقبها ألة الكلارينيت وكأنه استعراض حافل لمجموعة العازفين ، وتأبى ألة الكمان إلا أن تظهر حلاوة ألحانها في جملة انفرادية دون المجموعة ، يردد صداها آلات الترومبا والكورنو في نغمات خاصة متباعدة . وتنتهي الحركة في جوها الهادىء الباسم ، الذي يصور إزالة اليأس والتشأؤم .
الحركة الثالثة : وهي حركة مرحة رقيقة في أسلوبها ، ومشيدة على ثلاثة ألحان متفاوتة ، فاللحن الأول تعلنه ألة الكلارينيت في صورة بهيجة تمثل السعادة والأمل ، ثم يأتي لحن ثان في نفس المقام ، وكأنه ابتسامة عذبة . أما اللحن الثالث فينطبع بطابع ا لظرف والأشرا ق .
الحركة الرابعة : بدايتها تكون بنغمات بطيئة ،ثم تعقبها نغمات أخرى متهادية ، وبعدها إلى أسرع . فالألحان البطيئة تذكرنا بالحزن وا ليأ س الذي راودنا في الحركة الأولى . وتستمر آ لة الكمان في عزف هذه النغمات الرهيبة حتى تدخل الأبواق بأصواتها الرنانة ، تعقبها آلات الترومبون ، وكأنها تعلن القوم بالانتقال من عالم الأسى إلى عالم مفرح ، وتتوجه أغنية الفرح التي تمثل الظفر والانتصار . ومن الواضح أن برامس ا قتبس هذه ا لنهاية من الحركة الأخيرة من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن .
___________________________________________________________________
مازن المنصور
الموسيقار برامس هو ألماني الآصل ولد في مدينة هامبورغ ، تعلم الموسيقى على يد والده وكان يعزف على آلة الكونترباص ثم أ حترف العزف على آلة البيانو في الرابعة عشر من عمره وكانت أعماله للبيانو تتميزبأيقاعتها الصعبة المعقدة المتداخلة وتتكررالألحان في القطعة الواحدة مما يعطى مؤلفاته طعما فريداً، تمتاز موسيقاه بالروح الرومانتيكية في صيغة كلاسيكية بحته . وقد ا قتبس الكثير من طابع بيتهوفن من ناحية الآستعانة بالأوركسترا لتصوير المشاعر والعواطف . ومن أعماله ( اربع سيمفونيات ، وكونشرتات ، وصوناتات للكمان وا لبيانو ، والكثير من موسيقى الصالون ، وكذلك السيمفونية ا لثانية (ري ميجر ) تصف لمعان الشمس في السماء الزرقاء ، حيث تنعكس ضلا لها على الحقول السندسية الخضراء . وقد سميت بسيمفونية الريف . وكذلك السيمفونية الأولى من مقام ( دو ماينر ) ا لتي سأتحدث عنها، وكذلك أفتتاحية المأساة .
افتتاحية المأساة.
تبدأ الآوركسترا بعزف عنيف وقوي ، وكأنه انذار برفع الستار عن ( المأساة ) يعقبها لحن هاديء يقود إلى جملة عبورية صاعدة في صور صخب متواصل . ويأبى الهدوء إلا أن يعود في لحن تؤديه آلة الفلوت . ثم تصل إلى حوار موسيقي يتخلله نوطات متقطعة تمثل سهام القدر ، يصاحبها نوطات اهتزازية تؤديها الأوتار لتصور جوا من الرهبة والانتضار . ولكن النغمة القوية تراودنا من جديد في صورة ( كريشندو ) ، يتصل بنفس الفكرة الآساسية الهادئة التي تتبادلها آ لة الكلارينيت والشيللو في حوار فلسفي عميق .
في القسم الثاني من الافتتاحية نلمس نوطات متقطعة في شكل ( Pizz ) تؤديها آلة الكمان في خفة . ثم تبدأ عملية توسيع الفكرة الآساسية في أوضاع شتى تنقاد بالتالي إلى لحن جديد ، مشيد على رقصة كلاسيكية تمثل بصيص الأمل ونور الحياة .
اما الفسم الثالث يبدأ بخفوت وتعمق ، فالفلوت والة الباصو يتلازمان في أفكار عاطفية متهادية ، تزداد حميتها حتى تصل إلى الصخب . وقد يلازمها من حين لآخر مقاطع ترديدية ( Canon ) تؤديها الآلات الوترية والخشبية كل منها بدورها . ثم تتبدل النغمات في إيقاع حار ، يمثل الصراع بين الإنسان والقدر . وينتهي الصراع على صوت البوق الذي يعلن السكينة والسلام . حقا انها اقتتاحية تعبر عن الجو المليء بالمأساة .
إ ما السيمفونية الأولى وهي من مقام ( دو ماينر )
فهي على أربعة حركات .
الحركة الأولى : هي ألحان متباطئة تتدرج في السرعة ، فتبدأ المقدمة بجملة موسيقية من طابع رهيب عميق . وكأنها تنذر بعاصفة هوجاء أو مأساة حزينة . تنتقل بعدها إلى اللحنين الأساسيين تتناوبهما الآلات الوترية والهوائية . فالأوتار تعزف ألحان الأمل وا لتفاؤل ، والهوائية تسجل نغمات الحزن والأسى . وهكذا تستمر الألحان في تطورها وتفاعلها حتى نصل إ لى جملة رهيبة تؤديها آلة الشيللو . وقد نلمس في الألحان السريعة فواصل موسيقية وإيقاعات مختلفة ، مشتقة من أ لحان المقدمة . ثم ننتقل إلى مناضرة موسيقية بين اللحنين الأصليين اللذين يتقابلان سويا ، ويتفاعلان طبقا لنظام توسيع الفكرة اللحنية . وتختتم الحركة بجمل صغيرة في إطار ضيق متماسك الآطراف تلقب قي المصطلح الموسيقى بل ( Stretto) .
الحركة الثانية : بطيئة في مبناها ، تمثل بألحانها تبدد الكرب والغيوم . تبدأ الحركة بجملة عاطفية تتعالى بها أصوات الكمان في جو سماوى بديع . وقد تلعب ألة الفلوت دوراً مهماً في الأستجابة إلى لحن الأوتار ثم تعقبها ألة الكلارينيت وكأنه استعراض حافل لمجموعة العازفين ، وتأبى ألة الكمان إلا أن تظهر حلاوة ألحانها في جملة انفرادية دون المجموعة ، يردد صداها آلات الترومبا والكورنو في نغمات خاصة متباعدة . وتنتهي الحركة في جوها الهادىء الباسم ، الذي يصور إزالة اليأس والتشأؤم .
الحركة الثالثة : وهي حركة مرحة رقيقة في أسلوبها ، ومشيدة على ثلاثة ألحان متفاوتة ، فاللحن الأول تعلنه ألة الكلارينيت في صورة بهيجة تمثل السعادة والأمل ، ثم يأتي لحن ثان في نفس المقام ، وكأنه ابتسامة عذبة . أما اللحن الثالث فينطبع بطابع ا لظرف والأشرا ق .
الحركة الرابعة : بدايتها تكون بنغمات بطيئة ،ثم تعقبها نغمات أخرى متهادية ، وبعدها إلى أسرع . فالألحان البطيئة تذكرنا بالحزن وا ليأ س الذي راودنا في الحركة الأولى . وتستمر آ لة الكمان في عزف هذه النغمات الرهيبة حتى تدخل الأبواق بأصواتها الرنانة ، تعقبها آلات الترومبون ، وكأنها تعلن القوم بالانتقال من عالم الأسى إلى عالم مفرح ، وتتوجه أغنية الفرح التي تمثل الظفر والانتصار . ومن الواضح أن برامس ا قتبس هذه ا لنهاية من الحركة الأخيرة من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن .
___________________________________________________________________