الأربعاء، 8 أبريل 2015

قصة قصيرة اللا احد-عادل كامل




قصة قصيرة
اللا احد




عادل كامل

     وهو بانتظار أن يقذف إلى المحرقة، لم تبد عليه علامات ارتباك، أو خوف، فسأله كبير الحرس:
ـ لماذا لا تروي لنا قصصا ً شفافة، وسعيدة ..، بدل أن ...؟
     رفع الديك رأسه، وحدق في عيني الضبع:

ـ ذات مرة، قبل سنوات بعيدة، كتبت قصة سعيدة، بالأحرى تامة السعادة، وكان ذلك قبل الطوفان، فأمروا بسجني، والآن، بعد الطوفان، لم يعد لدي ّ ما يروى، فاخترت الصمت، لكن...، للآسف، بات الصمت خيانة، والحزن نذالة، والشرود تهمة يعاقب عليها الضمير!
   ضحك كبير الحراس، وهمس في إذنه:
ـ أنا استطيع أن أساعدك على الفرار....!
تعجب الديك، وشرد ذهنه:
ـ لماذا تفعل هذا، وتجازف بمنصبك، إن لم اقل بحياتك، أيها الضبع؟
ـ لو وعدتني بسرد حكاية ذات نهاية مغايرة، لا تبعث على الأسى، والنكد؟
ـ تقصد أن اروي وكأنني أعيش في حديقة أخرى، وفي زمن آخر؟
ـ نعم.
ـ ولكن هذا الزمن، يا سيدي، هو ابن ذاك، ليس لأن الأب هو الأب، بل لأن الابن هو الابن!
ـ جد حيلة، جد مخرجا ً..، ألستم انتم من يشتغل بالحكمة التي تقول: إن لم تمسك بالذي لا وجود له فدعه هو يمسك بك..؟
ـ آ...، علمني، أيها الشاطر، فانا وهن خيالي، وعقلي تحجر، وأصابعي صارت تعمل عمل الأشواك!
ـ ماذا تقول...، وكيف ترضى أن تتلقى النصح من ضبع، لم يتدرب على هذه الحيل...، ثم هل ترضى أن استبدل وظيفتي بكاتب شحاذ، يمضي عمره، كالكلاب، لا يبحث إلا عن فتات موائد!
ـ لو كنت استطعت أن اختار غير هذه المحنة، لكنت اخترتها، لكن كلما اخترت، وجدت اختياري لا يسمح لي إلا بهذا الاختيار...، حتى قلت لنفسي: أنت فعلت ما عليك، فدعهم يفعلون ما عليهم!
ـ آ ...، فهمت، أنت تريد أن اسرد لك حكاية لذيذة، طرية، فكهة، كي تستمد منها مدخلا ً للخروج من ورطتك؟
ـ كما تحب..؟
ـ هكذا يبدأ الفساد، أليس كذلك، الجلاد يساعد ضحيته؟
ـ  أنا لم اطلب منك المساعدة، أنت اقترحتها، وإلا أرسلني إلى النار، فانا أفضلها على الهرب، كي امضي ما تبقى من عمري أعيش كرماد ممتزج بغبار الدروب!
ـ آ...، حسنا ً، تذكرت حكاية قديمة، فقد  كان هناك، في الزمن القديم، لا احد...، لا احد تماما ً، أي لا احد معه أبدا ً...، ففكر اللا احد أن يأتي بأحد. فسأل اللا احد  الأحد: ماذا نفعل؟ أجابه بوقار: لا تقترب من هذا السر. فقال له: أنا سأحمل السر إذا ً وعلي ّ أن لا أبوح به. قال اللا احد للأحد: لكن لا تعلن انك تخفي سرا ً، أو انك تتستر عليه. فسأل اللا احد الأحد: وما مغزى هذا الذي فعلته، ما الحكمة منه...؟ رد بصوت حاد: الم ْ أخبرك إن لا تقترب منه، لا تلمسه، ولا تحوّم من حوله؟ أجاب: حسنا ً، وماذا افعل إن هو اقترب مني..؟ فضحك ورد: أنا هكذا عملت ولم أبح به، فماذا تريد مني أن افعل، ولا احد يريد أن نفعل شيئا ً...؟
   قال الضبع للديك مذعورا ً:
ـ بحق السماء والأرض أنت لا تستحق الموت...؟
ـ أرجوك...، فانا لم اعد احلم إلا به، فلا تفكر بإنقاذي أو إعادتي إلى ما هو أقسى من الموت، رغم إن فقدان الأمل يعد رذيلة، ومعصية، بل كفرا ً..؟
ـ ومن قال لك انأ نويت أن أخلصّت...، أيها المشاغب، بل أنت تستحق ما هو أقسى من الموت؟
ـ أن ترجعني إلى قفصي...؟ أرجوك لا تفعل ذلك...، الم ْ ترتو من عويل الثكالى، وبكاء الأرامل، وانين الأيتام...؟
ـ لا....، أنا أفكر بعقوبة أشنع من الموت، ومن إعادتك إلى القفص؟
ـ ما هي، يا كبير الحرس، ويا أمين أمناء باب جهنم؟
ـ أن تروي لي حكاية لا علاقة لها لا بالشقاء، ولا بالسعادة، رواية خالية من الممرات، والضفاف، والمنعرجات؟
ـ آ .....، عندما هرم، وبلغ اللا احد أرذل العمر، واقتربت أيامه من خاتمتها، بحث عن الأحد، فلم يجده. فقال يخاطب نفسه: لا بد  أن هناك حكمة ما جعلته يتستر، ويتوارى، ويغيب، فما شأني بالبحث عن هذا الذي جاء بي...؟
     ضحك الضبع وقال له:
ـ كم سأكون سعيدا ً وأنا أراك  تشوى، تحترق، ودخان لحمك يصعد إلى الأعالي، ممتزجا ً بالغبار، وبعطر المستنقعات!
ـ أنت ـ سيدي ـ هو اللا احد الذي يسره أن يرانا نولد كي نموت...!
ـ بل أنا ازداد بهجة عندما أراكم تولدون من رماد الموت وغباره...؟
ـ آ   ...، هل فهمت، أيها الضبع، لماذا قطعوا رأسي عندما رويت لهم حكاية حزينة...، ولماذا قطعوا رأسي أيضا ً عندما رويت لهم حكاية سعيدة ...؟  لا تجب. أنا أقول لك، لا تضطرب...، لأنهم سيقطعون رأسي عندما أغلق فمي. فالرأس هو سر الحكاية، وأثيرها!
ـ وهل سيقطعون رأسي أنا أيضا ً...؟
ـ لا...، أنت لم تبلغ هذه الدرجة، فلم يحن أوان قطاف رأسك، يا كبير أمناء هذه البوابة؟
وأضاف بمرح حذر:
ـ فبعد أن تكف البحث عن الجثث...، وزج نفسك في ما لا يعنيك..، ستبحث عن الطرائد، كباقي المخلوقات...!
ـ إذا ً فهذا اللا احد الذي اخترعنا، صنعنا، كوّننا، جمعنا، برمجنا، لم يبح لك بالسر..؟
ـ لا، اخبرني أن أعلن إنني اجهله، ولا اعرف شيئا ً عنه!
ـ أنت تعرفه..؟
ـ يا حمار، هو اللا احد اخبرني بأنه ليس من واجبي إلا التستر عليه، وأنت تريد أن أعلنه؟
ـ إذا ً ...، لن أرسلك إلى المحرقة، بل سأنتظر أن أراك تشوى وتموت كي أتمتع باستنشاق دخان جسد وهو يتلاشى في الفضاء!
ـ ضبع!
ـ مع انك شتمتني، ووصفتني بالحمار، إلا إنني أسألك: هل أنا هو من اختار أن يكون ضبعا ً...؟
ـ لا، مثلي، فهل أنا هو من اختار أن يكون ديكا ً...؟ مثل ذلك الأحد الذي أمضى حياته كلها يبحث عن اللا احد، فوجده أخيرا ً!
ـ جيد، جيد جدا ً، بل ممتاز...، أين عثر عليه؟
ـ عند بوابة المحرقة!
ـ آ ...، إنها حكاية غير سارة، وأنا اشترطت عليك العكس...؟
ـ إذا ً جد لي حديقة أخرى..؟
     فكر الضبع، وقال بحزن:
ـ أينما تذهب فلن تخرج منها!
ـ إذا ً لماذا طلبت مني أن اروي حكاية سارة، مادمت، في الحالات كلها، سأموت؟
ـ آ ...، عندما تحكي حكاية سعيدة، لن تموت حزنا ً...!
ـ ولو استبدلت الحقائق...، وقلبتها، هل اقدر أن استبدل النهايات؟
   هز رأسه:
ـ الآن لا استطيع حتى أن أجد عذرا ً كي ادعك تهرب!
ـ ومن طلب منك أن تفعل ذلك...؟
ـ الزعيم!
ـ ماذا طلب منك القائد؟
ـ أن تروي لنا قصصا ً ناعمة عن فردوسنا، ولو فعلت، فانك ستحصل على وسام الحرية!
ـ آ ...، وسامها، وسامها...، أي لن احصل عليها...؟ آ... ، الحرية، إذا ً....، كم أنت قاسية، ومرة!
    صمت الديك فترة غير قصيرة، وقال:
ـ عندما عجز اللا احد من العثور على الأحد، وجد الأخير انه حسنا ً فعل، فلم يعد ثمة سر يبحث عن احد، ولا ثمة احد يبحث عن السر!
ـ أين توارى؟
ـ في هذا الفضاء الشاسع المترامي الأطراف...، داخل اللا متناهي، وبعيدا ً عن الحافات!
 ـاذهب واسأله...، فان عثرت على جواب، فانا سأروي لك قصة سعيدة، لا تنتهك فيها حقوق الكلمات!
ـ آ ....، تلك هي المعضلة!
ـ ما هي؟
ـ أنك كلما توغلت فيها تجدها ذهبت ابعد منك!
ـ وهل هذه معضلة؟
ـ ما هي إذا ً...؟
ـ المعضلة إنني سأشوى، واحرق...، إن رويت قصة افتراضية، وهمية، مخترعة، ملفقة، مزورة، أو  قصة حقيقية، خالية من التزويق، من التمويه، ومن الغش...، إن بكيت أو توقفت عن البكاء، إن طلبت الرحمة أو طلبت الغفران...، فانا سأذبح، وعظامي سترسل إلى القطط، والى الكلاب الضالة!
ـ ماذا أبقيت لي، وأنا بدأت اشعر بالجوع؟
ـ دعنا نتبادل الأدوار...، لبرهة من الزمن؟
ـ ماذا تقصد؟
ـ أنا سأمثل دور كبير الحراس...، وأنت تمثل دور المتهم، الواقف بانتظار الدخول إلى جهنم؟
ـ كما تشاء!
ـ ارو لي شيئا ً صالحا ً للنشر، لا يعترض عليه الرقيب، ولا تمنعه الرقابة !
ـ نعم...، سأصمت بانتظار أن تخطر ببالك حكاية ما...
ـ آ ....، كان هناك اللا احد السعيد...
ـ صاح الديك:
ـ وجدتها! وجدتها! كيف عرفت؟
ـ من شدة سعادته  أدرك انه فقدها!
ـ فشلت أيها الضبع، والآن عليك أن تختار مصيرك بنفسك!
ـ وأنت؟
ـ أنا رويت ما رأيت، وسمعت.
ـ إنها حيلة مكشوفة.
ـ مثل السر الذي لا وجود له تماما ً. فأنت طلبت مني أن اروي الذي لا وجود له، فرويت، فكانت هذه الحكاية!
ـ ولكن اخبرني، أيها الديك، كيف كدت تخدعني وتدعني أطلق سراحك؟
ـ لم أخدعك...، أنا موهت عليك، وهذه هي النهاية، أنت سيرسلونك خلفي، لتحرق، وحكايتنا تكون ذهبت مع الريح.
ـ لا تؤلمني..، ألا يكفي إنني رأيت هذا كله، كي تخبرني باني لن اكسب حتى رماد جسدي؟
ـ لكنك لم تخسر شيئا ً...، لقد استمتعت بوقتك، فانا أمتعتك بحكاية لا معنى لها...، وهذا تحديدا ً هو معناها!
ـ والمحرقة؟
ـ هي الأخرى...، يا كبير الحراس، ستذهب مع الريح!
ـ آ .....، ما اقساك! حتى كلماتك صارت خالية من الرحمة..؟
ـ اسكت...، ألا تخاف أن تدان، لزلة لسانك هذه؟
ـ وماذا فعلت؟
ـ انك استمعت إلى حكاية حزينة...، في هذا اليوم السعيد!
ـ آ ...، الآن عرفت من أنت..؟
ـ ومن أنا...؟
ـ هو هذا اللا احد، الذي...، اخترعني، صنعني، كوّنني؟
ـ وهل أنت احد....، كي أخترعك، أو أستحدثك، أو أحبل بك، وأنجبك...، أم أنت الشاهد الذي لم ير إلا هذا الذي سيصبح عدما ً؟
ـ آ ....،  لقد فهمت الآن، أن السعادة وحدها هي هذا الأحد الذي سيبقى يبحث عن اللا احد...، فما أن يجده حتى يفقده، وما أن يفقده  حتى يجده، وكأن النهايات ـ مهما اختلفت ـ سابقة على مقدماتها؛ فمن يسمعها لن يفهمها، وإذا فهمها، فإنها لا تعنيه، وإذا كانت تخصه، فانه لا يمتلك  شيئا ً يعمله!
2/4/2015

علامات :المستنصرية ليلا ً!-د.إحسان فتحي




علامات
المستنصرية ليلا ً!


الأعزاء المعماريون العراقيون والأصدقاء
تحيات طيبة وبعد

ك

     فان جميع المدن القديمة تبرز أبنيتها التاريخية ليلا عن طريق الإضاءة الليلية الجميلة والمدروسة بشكل علمي دقيق يراعي الزوايا المختلفة وأجزاء المبنى الهامة كالأبراج أو المآذن وغيرها.  ومن هذا المفهوم فان بغداد مثلا، وخاصة ضفة الرصافة الممتدة من جامع الخفافين والمدرسة المستنصرية، ثم جامع الاصفية وجامع الوزير، والمدرسة الرشدية، والقشلة وبرج الساعة، والسراي ثم قصر الوالي والقصر العباسي والى أبنية وزارة الدفاع، هي بأمس الحاجة الى مشروع اضاءة ليلية متكامل. وهذا ينطبق طبعا على مدن وأبنية أخرى عديدة في العراق مثل قلاع اربيل وكركوك وتلعفر وسنجار وهيت، ومدينة الموصل، والعتبات المقدسة، وسلسلة البيوت التراثية على خور العشار في البصرة، وغيرها الكثير.غير انه وصلتني مؤخرا بعض الصور للمدرسة المستنصرية مضاءة بألوان زاهية (زرق ورقية) بدرجة مبتذلة لا تنم عن أي دراية بفن الإضاءة إطلاقا، وذكرتني بفكرة تغليف الأبنية بألواح (ألالكوبوند) الملونة ، والفارق الوحيد هنا هو أن هذا العمل هو الكوبوندية ضوئية وليس مادية. أرجو من المسؤولين العدول عن هذا الأسلوب الذي يليق فقط لمدن الألعاب والملاهي، وإتباع الأسلوب الهادئ والرصين كما هو الحال في بعض الأمثلة المرفقة وهي جامع قرطبة والجامع الأموي في دمشق.


   

وجوه-كرافيك-للفنان عادل كامل











الاثنين، 6 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح التاسع : رحلة جلجامش -ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999 ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015

ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح التاسع   : رحلة جلجامش
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية  د. أنور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)
لأجل صديقه إنكيدو
جلجامش بكى  بمرارة و أخذ يجوب البريّة
   أنا سوف أموت ، و هل يا ترى أني لن أكون كحال إنكيدو؟
فالألم سكن قلبي
أنا أخشى الموت ، سأجوب البريّة
لأجد أوتانباشتي ،  ابن أوبار تُتو
في الطريق أخذتُ أُسرِع
ذات ليلة وصلت ممرّا جبيليا
رأيت مجموعة أسود ، فأنتابني الخوف
رفعت رأسي الى القمر في صلاة
الى سِن ،  مصباح الآلهة ، كانت إبتهالاتي
يا سِن ، إبقني في أمان
في تلك الليلة استلقى نائما ، ثم استيقظ من حلم
في حضور القمر  بدأ يشعر بقيمة الحياة
أمسك فأسه في يده
أستلّ خنجره من عمده
كالسهم سقط على الأسود
ضربها بقوّة ، قتلها ، و بعثر أشلاءها
أرتدى جلودها و أكل لحمها
جلجامش حفر هناك نبعا لم يكن موجودا
  شرب ماء ، و صار يطارد الرياح
شّمّش بدأ يقلق عليه ، و نظر الى الأسفل
كلّم جلجامش
 جلجامش الى أين أنت تسير؟
الحياة التي تنشدها لن تجدها أبدا
قال جلجامش له ، للبطل شَمَش
بعد أن أجوب البريّة
حينما أدخل العالم السفلي ، هل الراحة هناك متعذرة ؟
سأخلد الى النوم طوال سنين طويلة
دع عيني تشبع من الشمس و تتنعّم بأشعتها
العتمة مخفيّة ، هل من نور هناك ؟
وهل للموتى أن يروا الشمس؟
وصل الى جبال التوأم ماشوا
التي تحمي الشمس المشرقة كلّ يوم
قممها تسند العالم العلوي
و قاعدتها تصل العالم السفلي
هناك  رجال العقرب الذين يحرسون بواباتها
رعبهم الفزع ، و لمحهم الموت
بهاؤهم مخيف ، يغمر الجيال
عند الشروق و عند الغروب يحمون الشمس
جلجامش رآهم ، و بخوف و فزع غطّى وجهه
ثمّ أستحضر حكمته و أقترب منهم
قال  الرجل العقرب لصديقه
من هذا الذي قدِم علينا ، الذي تتجسّد فيه الآلهة؟
أجابه صديقه
 إنّ ثلثيه  إله و ثلث بشر
نادى الرجل العقرب
قائلا للملك جلجامش ، جسد الآلهة
كيف وصلت هنا ؟  في هذه الدرب البعيدة
كيف استطعت أن تصل هنا ،  لتكون هنا في حضرتنا ؟
كيف استطعت ان تجتاز البحار الخطرة ؟
دعني اتعلّم من رحلتك ....
... أين تدير وجهك ؟
دعني أتعلّم من رحلتك...
( قال جلجامش)
أنا أبحث عن الطريق الى الجدّ اوتانابشتي
الذي حضر اجتماع الآلهة ، و وجد الحياة الأبديّة
أريده أن يخبرني  عن سرّ الحياة و الموت
الفتح رجل العقرب   فاه ليتكلّم
قائلا لجلجامش
جلجامش ،  لا أحد من جنسك كان هناك
ولم يقطع أحد قبلك ممرّ الجبال
الى إثني عشرة ساعة مضاعفة يمتدّ عمقه
العتمة هناك شديدة و لا ضوء  هناك .
لشروق الشمس .....
لغروب الشمس .....
لغروب ...
هم يرسلون ....
و أنت كيف سوف ...؟
هل يا ترى ستذهب ...؟
( بعد ثغرة في النص يعود اللوح بنهاية جواب جلجامش )
عبر الألم ...
بالصقيع ، و بلهيب الشمس وجهي قد حُرِق
الإرهاق ...
أنت الآن ....
فتح الرجل العرقب   فمه ليتكّلم
قائلا كلمة للملك جلجامش جسد الآلهة
إذهب جلجامش ....
عسى أنّ جبال ماشو تسمح لك بالمرور
عسى أنّ الجيال ترى مسيرك
دعها تعينك في سلامة لتكمل رحلتك
عسى أنّ  بوّابة الجبال  تُفتّح أمامك
جلجامش سمع تلك الكلمات
و حفظ ما قاله الرجل العقرب
وسار في طريق إله الشمس
في ساعة مضاعفة واحدة
العتمة كانت شديدة ،  و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ساعتين مضاعفتين

العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ثلاث ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد أربع ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد خمس ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد ست ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد سبع ساعات مضاعفة
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد تسع ساعات مضاعفة
..... الرباح الشمالية
....وجهه
العتمة كانت شديدة ، و لا ضوء هناك
 لم يكن يستطيع أن يرى من هو خلفه
بعد عشرة ساعات مضاعفة
..... كان..... قريبا جدا
بعد أحد عشرة ساعة مضاعفة ، لم يبق على الرحلة الا ساعة واحدة
بعد اثني عشرة ساعة مضاعفة بدأ يخرج جلجامش الى الشمس
..... كان هناك سنا ضوء
سار جلجامش قدما ، و سرعان ما رأى الأشجار المقدّسة
  شجرة العقيق الأحمر وسط أشجار الفاكهة
تتدلّى مع أغصان الكرم ،   كانت مبهجة
  شجرة اللازورد
كانت مليئة بالثمر ، كانت مبهرة
..... سرو ....
.... الأرز .....
سيقان أوراقها عند أحجار الباباردلّو ...
المرجان .... أحجار الساسو
بدل الشوك و الأشجار الشائكة ، كان لها  حاجز حجري
لقد لّمّسَ جلجامش  الخروب ، إنّه حجرة الأباشمو
العقيق و حجر الدم ....
*
بينما كان جلجامش يتمشّى
رفعَتْ رأسها لتنظر اليه .
&&&&

إنتهى اللوح التاسع


-بعض من اعمال الفنان عادل كامل ، السيرة الفنية والمؤلفات -تجارب مبكرة

http://www.iraqfineart.com/galleryencadilbook.php
لمتابعة الموضوع يرجى نسخ الرابط اعلاه

ثقافات || من أساطير الإغريق: نرجس وإيكو

الأحد، 5 أبريل 2015

ملحمة جلجامش سين ليقي اونيني اللوح الاول : قدوم انكيدو-ترجمها الى الانجليزية اندرو آر جورج 1999 (1) ترجمها عن الانجليزية الى العربية د انور غني الموسوي 2015

ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني

اللوح الاول : قدوم انكيدو
ترجمها الى الانجليزية اندرو آر جورج 1999   (1)
ترجمها عن الانجليزية الى العربية  د انور غني الموسوي  2015
النسخة النموذجية لملحمة جلجامش البابلية ( هو الذي رأى العمق)




هو الذي رأى العمق ، و أصل البلاد .
الذي عرف ، الحكيم في جميع الامور .
جلجامش ، هو الذي رأى العمق ، و أصل البلاد .
الذي عرف ، الحكيم في جميع الامور .
لقد رأى كل مكان
و عرف كل شيء يشتمل على الحكمة .
لقد رأى الأسرار ، و اكتشف ما هو مخفيّ .
لقد حمل قصّة ما قبل الطوفان .  
 لقد جاء من سفر بعيد ، متعبا ، ليجد السلام .
فسطّر كل ما عاناه على لوح حجري .
بنى سور أُوروك   (2) ، حرم  ( إينا )  المقدس .
أُنظر الى سورها كأنّه جديلة صوف .
أُنظر الى دعاماتها التي لا مثيل لها .
تجوّل في طرقها القديمة .
إقترب من (إينا) بيت عشتار .
التي لا أحد من الملوك   يستطيع ان يقلده .
تسلّق سور أُورك ، و تمشّ فيها جيئة و ذهابا .
تفحّص أُسسها ، إختبر آجرها
أليس آجرها مفخور بالأتون ؟
ألم يضع الحكماء السبعة أُسسها ؟
( ميل مربّع ) المدينة ،  (ميل  مربّع)  بستان النخل ، و ميل مربّع حفرة الطين
و نصف ميل مربّع معبد عشتار .
ثلاثة أميال و نصف إمتداد  أُوروك .
أُنظر الى صندوق اللّوح المعمول من الأرز
إفتح مقبضه البرونزي
إكشف غطاء سرّه
تناول الحجر اللازورديّ  و أقرأ جهرا
أفعال جلجامس و رحلاته .
×××××××××
فاق جميع الملوك ،  البطل  في هيئته
سليل أُوروك الشجاع ، ثور وحشي في هيجانه .
إنّه يمشي في المقدّمة ،  في الطليعة
و يمشي  في المؤخّرة ،  يتّكل عليه رفاقه .
إنّه ظلّة عظيمة   يحمي محاربيه .
هو موجة الطوفان العنيفة ، المحطّمة للأسوار الحجرية .
ثور لوكالباندا  الوحشي ، كلكامش ، المثالي في القوة .
رضع من البقرة البريّة المهيبة نينسن .
جلجامش الطويل ، ضخم ، مريع .
الذي فتح ممرّات في الجبال
وحفر ينابيع في منحدرات البقاع
وعبر المحيط ، البحر العظيم ، نحو مطلع الشمس .
لقد جاب العالم بحثا عن الحياة الخالدة
و  وصل بقواه الصرفة الى اوتانابشتي  البعيد .
الذي أحيى مواطن الديانة التي دمّرها الطوفان
و جلس في مكان يعلّم الناس شعائر الكون
من  يستطيع أن ينافس هيبته الملكيّة ؟
و أن يقول مثل جلجامش ؟  (  إنّه أنا الملك )
جلجامش كان أسمه من اليوم الذي ولد فيه
ثلثاه إله و ثلثه بشر
أنها سيإدة الالهة التي رسمت هيئته
بينما بنيته كمّّلها السماويّ دينمود
ثلاثة  أذرع  قدمه ـ نصف قصبة ساقه
ستة اذرع خطوته
.... ذراع الجزء الامامي من .... ( هكذا النسخة)
خده ملتح مثل الذي عند ..... ( هكذا)  
شعر رأسه نما بكثافة كالشعير
عندما نما وأخذ بالطول إكتمل جماله
بمقاييس أهل الدنيا هو وسيم جداً
في أُوروك  هو يتمشّى جيئة و ذهابا
مثل ثور بري مستبدّ ، رأسه مرفوع عاليا
ليس له مثيل حينما يجرّد سلاحه
رفاقه يبقون جاثمين عند منازلته
أنهك  شباب أُورورك  من دون ضمان
جلجامش لم يترك  إبنا يذهب طليقا لأبيه
ليل نهار طغيانه يزداد
جلجامش المرشد لأناسه الكثر
إنّه هو راعي أُوروك  المسورة !!
لكنّ جلجامش لم يترك  بنتا تذهب طليقة لأُمّها !!
النساء جهرن بمصاعبهنّ الى الآلهة
لقد حملن شكوى الرجال قبلهم
بالرغم من أنّه قوي ، متفوق ، خبير  و ضخم
جلجامش لم يترك  فتاة  تذهب طليقة الى عريسها .
إبنة المحارب ،  و عروس الرجل الشاب
الى شكواهم الآلهة أصغت
آلهة الفردوس ، أسياد الخليقة
الى الإله آنو تحدّثوا
ثورا بريا متوحشّا جعلت في أُوروك  المسورة
  ليس له مثيل حينما يجرّد سلاحه
رفاقه يبقون جاثمين عند منازلته
جلجامش لا يترك  إبنا طليقا لأبيه
ليل نهار طغيانه يزداد
فوق ذلك  هو حامي أُوروك  ذات الأسوار !!
جلجامش المرشد لأناسه الكثر
مع ذلك  هو راعيهم و حاميهم!!
قوي ، متفوق ، خبير و ضخم
جلجامش لم يترك  فتاة تذهب طليقة  الى عريسها .
إبنة المحارب ، و عروس الفتى الشاب .
الى شكواهم أصغى الإله آنو .
دعهم يستدعون أرورو   العظيمة
هي التي جعلت البشر بعدد غفير
دعها تصنع ندا لجلجامش  ندّا عظيما في قوته
وتدعهما  يتصارعان  ، فتستريح أُوروك .
إستدعوا  أرورو  العظيمة
أنت ، أرورو ، التي صعنت البشر
الآن ، صمّمي ما فكّر به آنو.
دعيه يكون مثل قلبه العاصف
و دعيهما يتصارعان ، فتستريح  أوروك .
أرورو  سمعت تلك  الكلمات
غسلت يديها
أخذت قبضة من طين و رمت بها في البريّة .
في البريّة ، صنعت إنكيدو  ، البطل .
سليل نينورتا ، عنه أخذ القوّة .
جميع بدنه متلبّد بالشَعر
عليه ضفائر طويلة  كالتي عند المرأة
شعره ينمو بكثافة كالشعير
لا يعرف الناس و لا البلاد
مكسو بالشعر كإله الحيوانت
مع الظباء يرعى الكلأ
يصحب القطعان بمرح عند مورد الماء
قلبه مسرور مع البهائم عند الترعة
لكن صيّادا صاحب شراك
قابله عند  الترعة
أوّل يوم ، و الثاني ، ثم  الثالث
كان يقابله عند مورد الماء
عندما رآه الصياد تجمّدت فرائصه .
لكنّه مع قطيعه رجع الى عرينه
الصيّاد كان مضطربا ، هلعا ، لا يقدر على الكلام .
كان مكتئبا عابسا
في قلبه حزن
وجهه كوجه من قدم من بعيد
الصياد فتح فاه ليتكلّم ، قائلا لأبيه
أبي ، هناك رجل قدم عند الترعة
إنّه الأضخم على وجه الارض ، ذو بأس شديد
في قوّته هو  كصخرة صلدة من السماء .
فوق الروابي يتجوّل طوال اليوم
على الدوام مع القطيع يرعى الكلأ
دوما آثاره موجودة عند مورد الماء
أنا خائف و لا أجسر على الاقتراب منه
لقد ردم الحفر التي صنعتها
و أزال الشراك  التي نصبتها
لقد حرر جميع الحيوانات من مصيدتي
و منعني من عملي في البرية
فتح أبوه فاه قائلا للصيّاد
بني في مدينة أوروك جلجامش إذهب و أقصده
..... في حضوره   ( هكذا في النص)
قوته كصخرة صلدة من السماء
خذ الطريق و أتجه  نحو أوروك
لا تعتمد على قوّة إنسان
إذهب بني و أحضر معك  شمخات الغانية
إغراؤها يضارع حتى الصلد
حينما يأتي القطيع الى الترعة
  تخلع ثيابها لتبدي مفاتنها
 سوف يراها و يتقرّب منها
حينها القطيع سينفر منه ، رغم أنه تربّى معه .
أصغى الصياد لنصيحة أبيه
ذهب و أستعدّ لرحلته
أخذ الطريق ، و توجه بوجهه نحو أوروك
نحو جلجامش ، الملك . بهذه الكلمات تكلم الصياد :
هناك رجل ، أتى الى الترعة
الأقوى على وجه البسيطة ، ذو بأس شديد
في قوّته هو كصخرة صلدة  من السماء .
فوق الروابي   يتجول طوال اليوم .
على الدوام مع القطيع يرعى الكلأ
دوما آثاره موجودة عند الترعة
أنا خائف و لا أجسر على الإقتراب منه
لقد ردم الحفر التي صنعتها
و أزال الشراك  التي نصبتها
لقد حرّر جميع البهائم  من مصيدتي
و منعني من عملي في البرية
قال جلجامش له ، للصياد :
إذهب إيها الصياد ، خذ معك  شمخات ، الغانية .
حينما يأتي القطيع الى الترعة
  تخلع ثيابها لتبدي مفاتنها
 سوف يراها و يتقرّب منها
حينها سينفر القطيع منه ، رغم أنّه تربّى معه .
إنطلقَ الصياد ، آخذاً معه شمخات ، الغانية .
   أخذا الجادة ، و بدآ الرحلة .
في اليوم الثالث وصلا الى وجهتهما
الصياد و الغانية جلسا هناك ينتظران
اليوم الأوّل و اليوم الثاني هما ينتظران عند الترعة .
بعدها جاء القطيع ليشرب الماء
البهائم وصلت  ، قلوبها مسرورة عند الماء .
و أنكيدو  أيضا ، المولود في البراري
مع الظباء هو يرعى الكلأ
ينخرط في الزحام مع القطيع عند الترعة .
قلبه مبتهج مع البهائم عند الماء
  شمخات رأته ، و ليد الطبيعة
  الرجل المتوحّش من وسط  البريّة .
هذا هو ، شمخات ، ـأظهري مفاتنك
  دعيه يهيم بك
لا تحجمي و طاوعيه
سيراك ، و يقترّب منك .
نضّ عنك ثيابك ، فلربّما سيقاربك .
أريه فنّ المرأة .
دعيه بشغفه يلاطفك  و يعانقك .
حينها قطيعه سينفر منه ـ مع أنّه قد تربّى معه .
شمخات حلّت ثياب خصرها
أظهرت مفاتنها ، فأخذ يتطلّع إليها .
لم تتمنّع ، و صارت تطاوعه في هيامه .
  نضّت عنها ثيابها ـ فوقع عليها .
لقد أظهرت له فنّ المرأة
بشغف لاطفها و عانقها
لستّة أيام و سبعة ليال
إنكيدو كان مثاراً طول إتّصاله بشمخات .
بعد أن شبع من  لذتّها
أدار ناظره الى قطيعه
فلما رأته الظباء  ، ولّت هاربة منه  .
بهائم  الحقل جفلت مبتعدة من مكان وجوده .
إنكيدو تلوّثَ ، فجسده كان نقيّاً جداً .
تعبت ساقاه ، رغم إنّ القطيع لا زال يجري
إنّه خائر القوى ، لم يعد يطيق العدو كما السابق
لكن الآن له لبٌّ ، و إدراك  واسع
رجع و جلس عند قدميّ الغانية
تطلّع اليها ، لاحظ  قسماتها
بعدها ، لكلمات الغانية أصغى بإنتباه
حينما  شمخات تكلّمت إليه ، إلى إنكيدو :
أنت وسيم إنكيدو ، أنت مثل إله
لماذا مع البهائم تجوب البريّة ؟
تعال ، سآخذك  الى أوروك  ذات الأسوار  .
الى المعبد المقدس ، بيت آنو و عشتار
حيث جلجامش ، كامل القوّة
كثور بريّ متسيّد على رجاله .
هكذا تكلّمت معه ،  و وجدت كلمتها عنده قبولاً
لقد علم بالفطرة أنّ عليه أن يبتغي صديقاً
قال إنكيدو لها ، للغانية
هلمّي ، شمخات ، خديني
الى المعبد المقدّس ، بيت آنو و عشتار المقدس
حيث جلجامش الكامل القوّة
كثور بريّ متسّيد على رجاله
سأتحدّاها ، فقوّتي عظيمة
سأعلن عن نفسي في أوروك ،  ( أنا الأقوى )
هناك ، سأغيّر الطريقة التي تدار بها الأمور
 أنا من ولد في البريّة ،  الأقوى ، ذو البأس الشديد .
( شمخات :  )
دع الناس يرون وجهك
..... الموجود ، أنا أعرف ذلك  حقاً ( هكذ ا في النص)
إذهب إنكيدو الى أوروك المسوّرة
حيث الشبّان يتحزّمون بالأحزمة
كل يوم في أوروك  مهرجان
هناك  الطبول تقرع القلوب
و هناك غانيات حسان
قد حبينَ بالعذوبة و ملئنَ بالطيب
حتى العجزة ينهضون من أسرّتهم
وانت يا إنكيدو لا زلت تجهل الحياة
سأريك  جلجامش ، رجل سعيد و خالي البال
أنظر اليه ، و تأمّل ملامحه .
يا إنكيدو أزل عنك  الأفكار السقيمة
جلجامش هو من يحبّه السماوي شَمِِِش
حباه آنو و إنليل و إيا بالفهم  الواسع .
من قبل أن تأتي من البراري
جلجامش سيراك   في منامه
جلجامش نهض ليقص حلما ، قائلا لأمّه
أمّاه هذا الحلم  رأيته الليلة
نجوم  السماء ظهرت فوقي
أحدها كصخرة من السماء سقط  أمامي
أردت أن أرفعه ، لكنّه كان ثقيلا عليّ
أردت ان أدحرجه ، إلا أنّي لم أستطع تحريكه .
أوروك كانت مجتمعة حوله
كانت محتشدة حوله
   الناس يتدافعون إليه
كان الرجال مزدحمين حوله .
كطفل بريء كانوا يقبلون قدميه .
و كزوجة أحببته ، و لاطفته  ، و أحتضنته .
لقد رفعته و وضعته عند قدميك
و أنت يا أمّها جعلتيه صنواً لي
والدة جلجامش كانت ذكية و حكيمة
عارفة بكل شيء ، قالت لجلجامش
نجوم السماء  ظهرت فوقك
و أحدها كصخرة من السماء سقط  أمامك
 أردت رفعه ، لكنّه كان ثقيلا عليك
أردت ان تدحرجه ، إلا أنّك  لم تستطع تحريكه .
فرفعته ، و وضعته عند قدميّ
و أنا ، ننسن ،  جعلته صنواً لك
 و كزوجة أنت أحببته و لاطفته  و احتضنته
رفيق قويّ سيأتي أليك ، و هو المنقذ لصديقه  
 إنّه الأقوى على الأرض ، ذو بأس شديد
هو في قوّته كصخرة من السماء
 و أما كزوجة أنت ستحبّه ، و تلاطفه و تحتضنه .
 فسيكون قويا و يدافع عنك على الدوام .
وكان له رؤيا ثان
نهض و دخل أمام الالهة أمّه
مرّة أخرى يا أمّاه لدي رؤيا
في شارع أوروك  المدينة المربّعة
 كانت فأس مطروحة قد تجمّع الناس حولها
أوروك  واقفة حولها
البلاد مزدحمة حولها
يتدافعون أليها
الرجال قد ازدحموا حولها
أنا رفعته  و وضعته عند قدميك
كزوجة أنا احببتها و لاطفتها و احتضنتها
و أنت يا أمّاه جعلتيه صنواً لي
والدة جلجامش كانت ذكية و حكيمة
 عارفة بكل كل شيء ، قالت لولدها
البقرة البريّة ننسن كانت ذكية و حكيمة
عارفة بكل شيء  ، قالت لجلجامش
بني ، الفأس التي رأيتها صديق
كزوجة أنت أحببتها و لاطفتها و احتضنتها
و أنا ننسن سأجعله صنواً لك
رفيق قويّ سيأتي أليك ، و هو المنقذ لصديقه  
إنّه الأقوى على الأرض ، ذو بأس شديد
هو في قوّته كصخرة من السماء
قال جلجامش لها  ، لأمّه
عسى ان يحصل هذا لي بمشيئة إنليل
الناصح
ليكن لي  صديق ينصحني
على صديق ينصحني أنا سأحصل
هكذا رأى جلجامش حلمه
بعد أن أخبرت شمخات إنكيدو عن رؤيا جلجامش .
أخذ الإثنان يمارسان الحب   .

&&&&&&&&&&&&&&&
إنتهى اللوح الأول

&&&&&&&&&&&&&&&



1- النص الأصلي
http://genius.com/Epic-of-gilgamesh-tablet-1-the-coming-of-enkidu-annotated/
http://www.cidmod.org/sidurisadvice/Gilgamesh.pdf

2- في الويكيبيديا
الوركاء بالعربية أو أوروك بارامية أو اوتوغ بأكدية واوريتش باليونانية، هي مدينة سومرية وبابلية على نهر الفرات، تبعد عن مدينة اور 35 ميل وتقع حوالي 30 كم شرق السماوة. تعتبر مدينة الوركاء إحدى أوائل المراكز الحضارية في العالم ظهرت في بداية العصر البرونزي وظهرت قبل حوالي 4000 سنة قبل الميلاد. اوروك كانت تلعب دورا رئيسيا في العالم في تلك الفترة قبل حوالي 2900 ق.م ويقال بأن مدينة اوروك كان طول محيطها حوالي 6 كلم وبذلك كانت أكبر مدينة في العالم بتلك الفترة وظهرت في هذه المدينة أيضا ملحمة گلگامش، وكذلك حيث كان يصنع بها الفخار غير ملون علي الدولاب (عجلة الفخار). كما صنعت الأوعية المعدنية. اخترعت بها الكتابة المسمارية وكانت عبارة عن صور بسيطة للأشياء علي ألواح طينية وكانت تحرق. أتبع فيها الخط المسماري.

غالب المسعودي - في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)