الأربعاء، 22 يناير 2014

ما كل ما يُعرف يُقال؟ العرب في خدمة الأمن الإسرائيلي-بقلم: د. لبيب قمحاوي

ما كل ما يُعرف يُقال؟ العرب في خدمة الأمن الإسرائيلي
بقلم: د. لبيب قمحاوي
lkamhawi@cessco.com.jo

         حماية أمن إسرائيل من الفلسطينيين قد تصبح مهمة أردنية بغطاء عربي . ومع أن الحكمة الدارجة تقول بأن "ما كل ما يُعرَف يقال "، إلا أنه في حالة البيع والشراء الجارية الآن في المفاوضات الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، بإطلالة أردنية تحولت إلى مشاركة كاملة، فإن كل ما يُعرف يجب أن يُقال في محاولة استباقية لدرء المخاطر . وهذا المقال، كالذي سبقه، يهدف إلى قرع ناقوس الخطر قبل أن يقع الفأس في الرأس .
        ما هو مطروح على الفلسطينيين والأردن في المفاوضات الجارية الآن هو إغلاق ملف القضية الفلسطينية وليس حلها. وهنا تكمن خطورة ما نحن مقبلون عليه خصوصاً وأن جميع الأطراف المعنية في المفاوضات تتصرف كأنها في عجلة من أمرها ولأسباب مختلفة، ابتداءً من السلطة الفلسطينية ومروراً بأمريكا والأردن.
       تشير المعلومات الواردة من داخل أروقة المفاوضات إلى أن خطة جون كيري تعتمد على صياغة فضفاضة غير حاسمة وتحتمل التأويل والتفسير لأربعة ملفات فرعية تشكل صلب اتفاق الإطار الذي يُفتًرضْ أن يؤدي إلى إغلاق الملف الرئيسي وهو القضية الفلسطينية . والملفات التي يقترحها كيري ويدور البحث حولها  هي :-
      أولاً : ملف المستوطنات و تبادل الأراضي بين المناطق المحتلة عام 1967 والمحتلة عام 1948. وهذا الموضوع يهدف إلى استبدال أراضي المستوطنات الرئيسية في الضفة الغربية بأراضٍ في منطقة المثلث المحتلة عام 1948 والمزدحمة بالسكان العرب الفلسطينيين ، والذي يعني تغييراً ديموغرافياً في الاتجاهين يساهم مساهمة فعالة في دعم "يهودية دولة اسرائيل" من خلال افراغها من سكانها الفلسطينيين العرب .
      ثانياً : ملف القدس : ويهدف إلى القبول بفكرة القدس الكبرى تمهيداً لاقتسامها كعاصمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحيث يُعطى الفلسطينيون ضاحية أبو ديس والمناطق المحيطة بها مع جسر موصل إلى المسجد الأقصى والصخرة باعتبارها جزءاً من القدس، ويأخذ الاسرائيليون القدس الحقيقية وكل ما تبقى .
     ثالثاُ : ملف اللاجئين : حيث يتم إعطاء معاني وأبعاد جديدة لطبيعة الحلول لمشكلة اللاجئين باستعمال إصطلاحات مثل "الحلول المريحة" والتي لا يعلم أحد ماذا تعني وإلى أين ستؤدي بقضية اللاجئين .
   رابعاً : ملف الأمن : ويتعامل مع الحدود ووادي الأردن وأماكن تواجد القوات الإسرائيلية والأمريكية والأردنية والدور الأمني المناط بالأردن في الأراضي الفلسطينية والمناطق الحدودية .
        إن حالة التهالك والتكالب الرسمي الفلسطيني و الرسمي الأردني على اتفاق نهائي سوف يضع إسرائيل في أفضل موقع يمكن أن تحلم به . فإسرائيل تتفنن في وضع الشروط للقبول وللاستمرار في المفاوضات دون أن تلتزم بأي تنازلات حقيقية ، بل والأهم من ذلك أنها انتقلت من الشروط السياسية والأمنية إلى الشروط التاريخية . فهي تريد تغيير التاريخ من خلال اعتراف الفلسطينيين والعرب بيهودية الدولة العبرية ، وهي تريد تزويرالشرعية والإرادة الدولية من خلال إرغام الفلسطينيين والعرب على القبول بإلغاء "حق العودة" . كل هذا مقابل إعادة تسمية الاحتلال  بشئ آخر قد يكون عبارة عن "حكم ذاتي مُطَوَّر" ، واستعمال إصطلاحات مطاطة توحي بشيء ولكنها لا تعني أي شيء، مثل أن تنص الوثيقة النهائية للمفاوضات الجارية على (احترام رغبة الفلسطينيين بأن تكون القدس الشرقية عاصمة لهم)، أو (تـَفـَّهُم رغبة الفلسطينيين في أن تكون لهم بالنتيجة دولة ذات سيادة قابلة للحياة ...) إلى آخر ذلك من جمل غير مفيدة . نحن إذاً أمام احتمال أن تؤدي هذه المفاوضات إلى استبدال أدوات الاحتلال والقهر من اسرائيلية إلى عربية وقد تكون أردنية تحت غطاء عربي وبتكليف عربي ، خصوصاً وأن دور الأردن في المفاوضات لن يتعدى تعبئة الفراغات كما تحددها إسرائيل وأمريكا ، وهي في الغالب فراغات أمنية تهدف إلى استبدال الدور الأمني لقوات الاحتلال الإسرائيلي بدور أمني لقوات أردنية .
       إن بقاء الأمور على حالها وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية مثل "احتلال" و"قوات احتلال" أفضل ألف مرة للفلسطينيين وقضيتهم من بقاء الاحتلال فعلياً وإعطاءه صفة آخرى وبشكل يوحي كذباً وكأن الاحتلال قد زال ، وهذا ما يسعى إليه الأمريكيون والإسرائيليون من وراء المفاوضات الجارية حالياً. هذا بالضبط ما هو مطروح الآن على الفلسطينيين .
      أما فيما يتعلق بالقضايا الأساسية مثل حق العودة فالمطروح هو إستبداله بالتعويض فقط ، ودفع ذلك التعويض للحكومات مع أن هذا لا ينسجم مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر في 1948/12/11 والقاضي بما يلي :-
 أولاً : إعطاء كل لاجئ فلسطيني الحق بالعودة إلى منزله في المنطقة التي هُجِّرَ منها في فلسطين عام 1948، ولم ينص على العودة إلى فلسطين بشكل عام كما هو مطروح الآن من عودة بعض الفلسطينيين إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة حصراً . من خَرَجَ من يافا يعود إلى منزله في يافا ومن خَرَجَ من حيفا يعود إلى منزله في حيفا ومن خرج من صفد يعود الى منزله في صفد ....... الخ .
“... the refugees wishing to return to their homes [in Palestine] and live at peace with their neighbours should be permitted to do so at the earliest practicable date”.                                  
ثانياً : التعويض المنصوص عليه في القرار المذكور هو ذو شقين :-
الشق الأول : يدفع التعويض للشخص الذي يختار أن لا يمارس حقه في العودة وذلك عن ممتلكاتـه وما يعود إليه في فلسـطـين ولـيس مقابـل التنازل عـن حقه في فلسطـيـن كوطن ولكـن عـن تـلك الممتلكات تحديداً ، أي أن بيع حق اللاجئ الفلســطيني في وطنه فلسطيـن غير مشمول في  مبدأ التعويض ، وهذا الحق لا يملك أحد التنازل عنه.
الشق الثاني : يـُدْفَعُ التعويض للاجئين الفلسـطينيين عن أي تلف أو ضرر أو تدمــير أصاب ممتلكاتهم في فلسطين وذلك لإعادتها كما كانت. ولا يشمل هذا الشق التعويض عن مصادرة تلك الممتلكات ، وبالتالي لا تعترف الجمعيـة العامة للأمم المتحدة في هذا القرار بحق حكومـة اسرائيل في مصادرة ممتلكات اللأجئين الفلسطينيين طبقاً لقانونها المتعلق بأملاك الغائبين .
 “... compensation should be paid for the property of those choosing not to return and for loss of or damage to property....”
ثالثاً : ما علاقة الحكومات إذا بالتعويض ومَنْ طرح المقولة اللئيمة بأن " التعويض يدفع للحكومات "؟ التعويض حسب قرار 194 يُدفع فقط عن الأملاك الشخصية في فلسطين لكل لاجئ فلسطيني وهو اذا تعويضٌ للأشخاص مقابل أملاكهم الشخصية اذا اختاروا عدم العودة ، أو مقابل صيانة واصلاح أملاكهم إذا أصابها ضرر. التعويض لا يشمل بيع الحق في الوطن . وفي كل الأحوال، ما علاقة الحكومات بقبض التعويضات عن أملاك شخصية إلا إذا كانت النية المبيتة هي الالتفاف على القرار 194 بالتآمر مع قوى مثل أمريكا واسرائيل لبيع فلسطين نفسها وليس الأملاك الشخصية.
       تـُوَفِرُ الأوضاع السائدة حالياً في العالم العربي البيئة المثالية لفرض تسوية مجحفة بحق الفلسطينيين . مصر الدولة العربية الأكبر منشغلة تماماً في ترتيب أمورها الداخلية، وسوريا تخوض حرباً أهلية مدمرة ، والسعودية خائفة ومرعوبة ، والعراق مخلخل الى حد التفكيك ودماؤه تسيل يومياً، ولبنان وليبيا واليمن عيونها إلى الأمام ولكنها تسير إلى الخلف، والجزائر في غيبوبة . هل من وقت أفضل من هذا لفرض تسوية جائرة وبائسة على الفلسطينيين خصوصاً ، وعلى العرب عموماً، في ظل وجود استسلام مخجل لدى القيادة الفلسطينية المهترئة للقيام بدور ما يبرر وجودها ، وقيادة أردنية مستعدة لقبول الأمر الواقع والثمن معاً ؟ مَنْ مِنَ العرب يقبل أن يحمل وزر بيع فلسطين من خلال المساهمة في مثل هذه التسوية وأن يكون طرفاً فيها؟
       يَعْتـَبِرُ الكثير من الفلسطينيين أن البلاء الذي يتعرضون له الآن هو في الأساس من صنع السلطة الفلسطينية وسياساتها في إعطاء التنازلات المجانية إلى الحد الذي أفقد عدوهم الإسرائيلي الرغبة في التوصل إلى حل عادل معهم أو، في حقيقة الأمر، أي حل على الإطلاق. ولكن السلطة لا تعترف بذلك بل على العكس هي تبرر هرولتها نحو المفاوضات، وحسب الشروط الأمريكية والإسرائيلية ، من خلال المنطق القائل بعدم وجود خيار آخر أمامها وأن عدم القبول بما هو مطروح عليها الآن من قبل أمريكا وإسرائيل سيؤدي إلى الفوضى وانهيار الوضع في المناطق الخاضعة لأشرافها !!
      إن التفاعلات على مسار المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية تبدو أسرع من قدرة الكثيرين على الاستشراف والتحليل . كل أطراف التسوية ابتداء من السلطة الفلسطينية ومروراً بالأردن وأمريكا يتصرفون وكأنهم في عجلة من أمرهم ، وان كان لأسباب مختلفة، خصوصاً وأن السلطة الفلسطينية على ما يبدو قد حسمت أمرها لصالح الموافقة على إغلاق ملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي إنطلاقاً ، وكما أوضحنا سابقاً ، من الفرضيات الخاطئة بأن الخيارات تكاد تكون معدومة وأن ما هو مطروح الآن ، في حال رفضه، قد يصبح عزيز المنال لاحقاً ، متناسين أن هذه الروح الانهزامية الاستسلامية للسلطة الفلسطينية هي التي أوصلت وضع الفلسطينيين إلى ما هو علية الآن . أما اسرائيل فيبدو أنها راغبة في إغلاق ملف الصراع العربي – الإسرائيلي (ولا أقول حل الصراع) بأرخص الأثمان, حيث أن الطرف الاسرائيلي في عجلة من أمره لخلق وقائع جديدة على الأرض لتعزيز مكاسبه وزيادتها, وهو يكاد لا يصدق أن الفلسطينيين والعرب قد وصلوا إلى هذه الدرجة من الاستسلام والخنوع والانحطاط السياسي.
       ولكن يبقى السؤال الكبير ، لماذا يريد الأردن أن يكون طرفاً في مثل هذه المفاوضات ؟ ولماذا يخرج علينا عبدالله النسور ، رئيس حكومة الأردن ، كل يوم بحديث وفتوى عن حق حكومة الأردن في التفاوض نيابة عن اللاجئين المقيمين في الأردن وحقها في قبض قيمة التعويضات عن الممتلكات الخاصة بهم مفترضاً بذلك أن لا أحد يريد العودة وأن الجميع يريد التعويض وهذه نقطة الخطر الذي أشرنا إليها مسبقاً.
        الحديث بهدوء عن موضوع ملتهب أمر صعب ولا يمكن التحكم بنتائجه . ولكن دعونا نبدأ بالسؤال الأهم الذي يطرح نفسه ، ما هو المقصود "بمصالح الأردن العليا" عند الحديث عن مفاوضات السلام مع إسرائيل ؟ وما هي مصالح الأردن العليا التي تتطلب من الأردن الدخول في عملية مفاوضات مهزومة ومنهزمة سلفاً ؟
       هنالك محاولة واضحة من قبل النظام الأردني لابتزاز مواطنيه من خلال ربط "مصالح الأردن العليا" بحتمية ووجوب الدخول في المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية ، والايحاء بأن كل من يعارض ذلك إنما يعمل ضد مصالح الأردن !! ولكن هل يستطيع أي مسؤول أردني أن يخاطب الشعب بصراحة موضحاً ما هي تلك المصالح العليا ؟ لا أحد يعرف ماهو المقصود بهذا الأصطلاح العاطفي والغامض . دعونا نَعْرِفْ ونـُعَرِّف تلك المصالح حتى نستطيع أن نخلق موقفاً وطنياً عاماً منها . فالمطلوب هو حوار وطني ليس بين شخصيات الحكم الذين لا يملكون من أمرهم شيئاً ، وإنما بين مكونات المجتمع الأردني دون أي إقصاء لأحد ، حتى يتم التوافق على تحديد ماهية المصالح الوطنية الأردنية ويتم الاتفاق عليها ، ولتصبح هي الإطار الحامي والمحدد للمفاوض الأردني ، لمنعه من الانفراد والتفرد والتسيب والشطط والبيع والشراء وتنفيذ إرادة الغير القادمة من خارج الحدود. ولكن وللأسف فإن ما يجري الآن في الأردن في هذا السياق هو عبارة عن دعوات بعضها معلن وبعضها غير معلن،  محصورة بنخب مختاره وعلى شكل ندوات ومؤتمرات ومجالس عصف فكري هي أقرب إلى "حلقات الذِكرْ" التي يردد فيها الحاضرون نفس الكلام ، وتهدف إلى محاولة خلق رأي عام أردني يقبل بمزاعم الدولة وتبريراتها للدخول في المفاوضات على أساس حماية " مصالح الأردن العليا" دون أي محاولة جدية لايضاح معنى وطبيعة تلك المصالح .
         لماذا يريد الأردن أن يكون طرفاً في مثل هذه المفاوضات ؟ نريد أن نعرف لماذا وهل يريد الأردن أن يقبض ثمن فلسطين ؟ أم أن يده مغلوله وأمره في يد آخرين ، وفي هذه الحالة عليه أن يقر ويعترف علناً بذلك ؟ مرة أخرى وبصراحه نريد أن نعرف ما هي مصالح الأردن العليا التي تتطلب من الأردن الأنزلاق طوعاً في هذا المستنقع ؟

الثلاثاء، 21 يناير 2014

حامد كعيد الجبوري - إضاءة / ( داعش ) حقيقة أم خيال !!!

نبوخذنصر-هنري و. ف. ساكس ترجمة مشتاق طالب محمد/ بغداد

نبوخذنصر

هنري و. ف. ساكس
ترجمة مشتاق طالب محمد/ بغداد

ولد نبوخذ نصر حوالي سنة 630 . توفي حوالي سنة 561 ق.م .
هو ثاني ملوك السلالة الكلدية التي حكمت بلاد بابل ، وهو أشهر ملوك هذه السلالة ، حكم من حوالي سنة 605إلى حوالي سنة 561 ق.م . اشتهر بقوته العسكرية ، وبروعة عاصمته مدينة بابل ، وبدوره الهام في التاريخ اليهودي .
نبوخذ نصر الثاني هو أكبر أولاد نبوبلاصر وخليفته ، ونبوبلاصر هو مؤسس الإمبراطورية الكلدية . تأتي معلوماتنا عنه من الكتابات المسمارية ، ومن الكتاب المقدس ، والمصادر اليهودية المتأخرة ، ومن الكتـّاب الكلاسيكيين . اسمه باللغة الأكدية نابو- كودورّي - أوصُّر ، ومعناه " نابو يحرس وريثي " .
بالرغم من أن والده لم يدعِّ أن له نسبا ً ملكيا ً ، لكن نبوخذنصر ادعى أن نرام – سين ، الحاكم الأكدي الذي عاش في الألفية الثالثة ، هو جده الأعلى . ولم تُحدد سنة ميلاده بدقة ، ولكن من غير المرجح أن يكون قد ولد قبل سنة 630 ق.م ، إذ تقول إحدى الروايات أنه بدأ حياته العسكرية شابا ً في حوالي سنة 610 ق.م ، حيث ظهر باعتباره مديرا ً عسكريا ً . وأول من ذكره هو والده ، الذي أشار إلى مشاركته في أعمال ترميم معبد مردوك ، الإله الرئيسي لمدينة بابل والإله الوطني لبلاد بابل .
في سنة 607 / 606 ، عندما كان نبوخذ نصر وليا ً للعهد ، شارك والدَه في قيادة جيش في الجبال الواقعة في شمال بلاد آشور ، وتولى بعد ذلك قيادة عمليات من أجل الاستقلال وذلك بعد عودة نبوبلاصر إلى مدينة بابل . و بعد هزيمة البابليين على أيدي المصريين في سنة 606 / 605 ، تولى قيادة الجيش بدلا ً من والده وتمكن بقيادته الفذة من تحطيم الجيش المصري في كركميش و حماة ، مما أدى إلى إحكام سيطرته على سوريا كلها . و بعد وفاة والده في 16 آب 605، عاد نبوخذ نصر إلى مدينة بابل و ارتقى العرش خلال ثلاثة أسابيع . و هذا التثبيت السريع لولايته و كونه تمكن من العودة إلى سوريا بسرعة يعكسان سيطرته القوية على الإمبراطورية .

في حملاته على سوريا و فلسطين ابتداءً من حزيران إلى كانون الأول سنة 604، قدمت الدويلات المحلية و من بينها مملكة يهوذا ، خضوعها لنبوخذنصر ، كما إنه احتل مدينة عسقلان . و خلال السنوات الثلاثة التالية شن نبوخذ نصر المزيد من الحملات لتوسيع السيطرة البابلية على فلسطين ، و كان في جيوشه مرتزقة يونانيون . و في آخر تلك الحملات ( 601 / 600 ) اصطدم نبوخذنصر بجيش مصري ، و كانت خسائره كبيرة ؛ و أدت هذه الهزيمة إلى ارتداد دويلات معينة عن التبعية له ، من بينها مملكة يهوذا . كما أدت إلى انقطاع في سلسلة الحملات السنوية خلال سنة 599 / 600 ، حيث بقي نبوخذنصر في بلاد بابل لتعويض خسائره في العربات . و استؤنفت العمليات لاستعادة السيطرة في نهاية سنة 598 / 599 ( من كانون الأول حتى آذار ) . و قد تجلت مقدرة نبوخذنصر على التخطيط الاستراتيجي بهجومه على القبائل العربية شمال غرب الجزيرة العربية ، تمهيدا ً لاحتلال مملكة يهوذا . ثم هاجم مملكة يهوذا بعد سنة و احتل القدس في 16 آذار 597 ، و نفى الملك يهوياكين إلى مدينة بابل . و بعد حملة أخرى قصيرة على سوريا في 595 / 596 ، كان على نبوخذنصر العمل في شرق بلاد بابل لصد غزو ، ربما كان من عيلام ( الواقعة حاليا ً جنوب غرب إيران ) . و يمكن الاستدلال على شدة الضغوط التي تعرضت لها بلاد بابل من حدوث تمرد في أواخر 593 / 595 تورطت فيه عناصر من الجيش ، و لكن نبوخذنصر تمكن من القضاء على التمرد بقوة و تمكن من القيام بحملتين أخريين على سوريا خلال سنة 593 .
ثمة المزيد من النشاطات العسكرية التي قام بها نبوخذنصر ، لم تذكرها الحوليات التاريخية التي وصلت إلينا بل ذكرتها مصادر أخرى ، و خصوصا ً الكتاب المقدس ، الذي يذكر هجوما ً آخر على القدس و حصارا ً لمدينة صور ( استمر 13 سنة ، طبقا ً للمؤرخ اليهودي فلافيوس يوسفيوس ) بالإضافة إلى تلميحات عن غزو مصر . انتهى حصار القدس باحتلالها في سنة 586 / 587 و سَبْي ِ مواطنيها البارزين ، مع حدوث سبي آخر في سنة 582 . و في هذا المجال اتبع نبوخذنصر الأساليب التي كان أسلافه الآشوريون قد اتبعوها من قبل .
كما اتبع نبوخذنصر ، و هو مدرك تماما ً لما يفعل ، سياسة توسعية ، متأثرا ً بالتقاليد الإمبراطورية الآشورية ، مدعيا ً أنه مخوَّل من الملكوت العالمي لمردوك ، و مصليا ً من أجل " أن لا يكون له معارض من أفق الأرض حتى السماء " . و تذكر بعض الرُقـُم المسمارية أنه حاول في سنة 567 / 568 غزو مصر ، الأمر الذي مثل ذروة سياسته التوسعية .
بالإضافة إلى كونه مخططا ً تكتيكيا ً و استراتيجيا ً بارعا ً اشتهر نبوخذنصر أيضا ً في مجال السياسة الدولية ، كما يتبين ذلك من إرساله سفيرا ً ( لعله نبونائيد ، أحد خلفائه ) للتوسط بين الميديين و الليديين في آسيا الصغرى . و توفي في حوالي سنة 561 و خلفه ابنه أويل – مردوك (المذكور في سفر الملوك الثاني) .

وفيما عدا كونه قائدا ً عسكريا ً ، كان النشاط الرئيسي الذي مارسه نبوخذنصر هو إعادة إعمار مدينة بابل . إذ أتمَّ ووسَّع التحصينات التي كان والده قد بدأ بإنشائها ، وبنى خندقا ً كبيرا ً وسورا ً دفاعيا ً خارجيا ً ، وعبَّد بحجر الكلس شارع الموكب المخصص للاحتفالات ، وأعاد بناء وتزيين المعابد الرئيسية ، وحفر القنوات . كما إنه زعم أنه " الرجل الذي علَّم الناس كيف يقدسون الآلهة الكبرى " ، واحتقر أسلافه الذين بنوا لهم قصورا ً في أماكن أخرى غير مدينة بابل ولم يزر تلك الأماكن إلا في أعياد رأس السنة .
لا يُعرف الكثير عن حياته العائلية إلا تلك الرواية التي تذكر أنه تزوج من أميرة ميدية ، دفعه حنينها إلى موطنها الأصلي أن يبني لها جنائن تشبه التلال . ولم يُحدَّد بدقة موضع البناء الذي يمثل هذه الجنائن المعلقة لا في النصوص المسمارية ولا في البقايا الآثارية .
وبالرغم من الدور الفاجع الذي لعبه نبوخذنصر في تاريخ مملكة يهوذا ، غير أن الروايات اليهودية نظرت إليه نظرة إطرائية في الغالب . فقد زُعِم أنه أمر بحماية إرميا ، الذي اعتبره أداة الرب لمعاقبة العصاة ، وعبَّر النبي حزقيال عن وجهة نظر مشابهة بخصوص الهجوم على مدينة صور . و في الأبوكريفا([3]) في الفصل الأول من سفر عزرا هناك موقف مماثل من نبوخذنصر ، حيث اعتـُبـِر أداة الرب ضد الخاطئين ، وفي سفر باروك اعتـُبـِر الحامي الذي تجب الصلاة لأجله([4]) . وفي سفر دانيال (في العهد القديم ) في قصة بال والتنين ( وهي من الأبوكريفا ) يظهر نبوخذنصر باعتباره رجلا ً يحبذ انتصار الحق والدفاع عن الرب ، ولكن المستشارين السيئين يضللونه .
ليس ثمة تأكيد مستقل للرواية الواردة في سفر دانيال و التي تحدثت عن إصابة نبوخذنصر بالجنون لسبع سنوات ، ولعل هذه الرواية نشأت من تفسير مبني على فهم خاطئ للنصوص المتعلقة بما حدث في أيام نبونائيد ، الذي أبدى انحرافا ً واضحا ً بهجره مدينة بابل لعقد من الزمن قضاه في بلاد العرب .
في أيامنا هذه يُنظر إلى نبوخذنصر باعتباره فاتحا ً ملحدا ً ؛ وتعقد المقارنات بينه وبين نابليون . وقصة نبوخذنصر هي الأساس الذي بنيت عليه أوبرا " نابوكو " التي وضعها جوزيبي فيردي ، كما إن جنونه المفترض هو الفكرة الأساسية في لوحة " نبوخذنصر " التي رسمها وليم بلايك .

4) ورد في سفر نبوءة باروك ( 1 : 11 – 17 ) : " وصلُّوا من أجل حياة نبوكدنصر ملك بابل وحياة بلشصَّر ابنه لكي تكون أيامهما كأيام السماء على الأرض . فيؤتينا الرب قوة و ينير عيوننا و نحيا تحت ظل نبوكدنصر ملك بابل و ظل بلشصر ابنه و نتعبد لهما أياما ً كثيرة و نحن نائلون لديهما حظوة . و صلوا من أجلنا إلى الرب إلهنا فإنـَّا قد خطئنا إلى الرب إلهنا و لم يرتدَّ سخط الرب و غضبه عنا إلى هذا اليوم ( .... ) و قولوا : للرب إلهنا العدل و لنا خزي الوجوه كما في هذا اليوم كرجال يهوذا وسكان أورشليم و لملوكنا ورؤسائنا وكهنتنا وأنبيائنا وآبائنا . لأنا خطئنا أمام الرب و عصيناه "



1) منشور على القرص المضغوط " الموسوعة البريطانية 2004 " .
2) الأستاذ الفخري للغات السامية ، الكلية الجامعة ، كارديف ، جامعة ويلز . مؤلف كتاب " عظمة بابل " و غيره . { كتاب " عظمة بابل " ترجمه إلى العربية الدكتور عامر سليمان ، و نشرته مؤسسة دار الكتاب للطباعة و النشر ، الموصل ، 1979 } .
3) هي عدد من أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس ، أو فصول من يعض الأسفار موجودة في الترجمة اليونانية أو اللاتينية و غير موجودة في الأصل العبري ، والمسيحيون مختلفون حولها ، إذ لا يعترف بصحتها البروتستانت بينما يعترف الكاثوليك و يقرون بها.

گلگامش


صدقة نفطية جارية-كاظم فنجان الحمامي


صدقة نفطية جارية


كاظم فنجان الحمامي

لو لم يكن الشاعر عبد الغني النابلسي شامياً لقلت أنه من البصرة, ولقلت أنه يعبر بهذا البيت الشعري عن ظروفها وأحوالها بقوله:
كَالعِيسِ فِي الْبَيْدَاءِ يَقْتُلُهَا الظَّمَا
وَالْمَاءُ فَوقَ ظُهُورِهَا مَحْـمُولُ
ولو لم يكن النابلسي يتحرق في البيت التالي بنار الجوى, لقلت أنه يحترق بنيران الآبار النفطية الملتهبة في حقول الرميلة والزبير والرطقة والبرجسية وغرب القرنة ومجنون واللحيس, التي لا نستطيع الوصول إليها رغم قربنا منها:
وأَشَدُّ مَا لاقَيْتُ مِنْ لهبِ الجَوَى
قُرْبُ الحَبِيبِ وَمَا إِلَيهِ وُصُـولُ
فالبصرة التي ظلت مشرقة بعلومها, متألقة بفنونها, متلألئة بآدابها, متجددة بأنشطتها التجارية, مجتهدة بمشاريعها المينائية, مزدهرة في مراحلها المتعاقبة, كانت المدن العربية الأخرى تقبع في كهوف العصور المظلمة.
ثم دارت الأهلة دورتها, وانقلبت الموازين رأساً على عقب, فتدهورت أحوال البصرة, وتخلفت كثيراً بالمقارنة مع المدن الخليجية, التي ظهرت فوق سطح الأرض بعد اكتشاف النفط.
لقد حققت تلك المدن تفوقاً علمياً وصناعياً وزراعياً وتجارياً هائلاً, وسجلت قفزات حضارية مذهلة بمواردها النفطية وعوائدها الغازية, بينما حصلت البصرة على لقب فارغ (العاصمة الاقتصادية) بشق الأنفس, لتجد منافذها مكبلة بالتعرفة الجمركية الجديدة, التي توشك أن تحرمها من أبسط استحقاقاتها الإستراتيجية.
أما اليوم فقد صار من المتعذر علينا متابعة المشاريع المليونية الخليجية, وصار من الصعب إحصاء توسعاتها الأفقية والعمودية المتفجرة بالطول والعرض, وأصبحنا من المبهورين بطفراتها المعمارية غير المسبوقة, في حين ظلت مدينتنا العريقة تجتر مخزونها التراثي, وعيونها على سواحلها المنكمشة, وبساتينها المتفحمة, وأهوارها المتبخرة, وحقولها النفطية التي لا نعرف عن مصيرها شيئاً, فلم نحصل من نفطنا إلا على هذه الصدقة النفطية الجارية. دولار واحد لكل برميل, تصدقوا به علينا.. يا بلاش.
لسنا مغالين إذا قلنا أن البصرة بدأت تفقد بريقها وبهائها في ظل التخلف الحضاري, الذي جعلها في الترتيب الأخير بعد أبو ظبي, والفجيرة, والدوحة, والمنامة, ودبي, والشارقة, والكويت, وأم القوين, وعجمان, ومسقط, والدمام, وعبادان.
نعم حتى عبادان, وربما سيأتي اليوم الذي نكون فيه بعد مدينة صعدة اليمنية في التسلسل العمراني, وجيب ليل وأخذ عتابا.

الاثنين، 20 يناير 2014

الكلمات الاكدية في اللغة العربية-والكلمات المستعارة من السومرية:فاضل طلال القريشي/ وزارة التربية – بغداد

الكلمات الاكدية في اللغة العربية
والكلمات المستعارة من السومرية

فاضل طلال القريشي/ وزارة التربية – بغداد


(ان اللغة الاكدية التي ورثت السومرية، هي لغة العراقيين الفصحى خلال أكثر من الفي عام، وقد تكلموها بلهجتي بابل وآشور)

الاكديون هم من الأقوام التي ظهرت في أواسط وجنوب العراق منذ مطلع الألف الثالث ق.م على أقل تقدير، وعاشوا مع السومريين جنباً إلى جنب وكانت هذه الأقوام تتكلم الاكدية التي هي من عائلة اللغات السامية(1).
وفي حدود (2350) ق.م أسست دولتها التي عرفت بالإمبراطورية الاكدية وعاصمتها (أكد) التي لا يعرف موقعها الأصلي في الوقت الحاضر. ولذلك وجدت في اللغة العربية كلمات مستعارة من اللغة السومرية أصلها أكدي وذات جذور عميقة في تربة هذا الوطن وهما أقدم لغتين في بلاد مابين النهرين .
والهدف من هذا البحث هو إعطاء فكرة عن طبيعة تطور هذا النوع من الكلمات المستعارة في اللغة العربية ولهذا السبب فان جميع الكلمات تم ترتيبها في مجموعات مختلفة وفقاً لمعانيها.
ولتحقيق الفائدة بشكل أعم، فقد ذكر (ERKKI SALONEN) في كتابة(2) بأن الحرف(ج) يساوي في الكلمات الاكدية الحرف(ي) في لفظ الكلمات العربية. ومن المعروف إن سكان المناطق الجنوبية من العراق والخليج يلفظون الكلمات بهذا الشكل كما هو الحال ايضاً في ديار المغرب(3) تلفظ كلمة المسجد بالمسيد ..وغير ذلك من الكلمات.

أسماء المهن والأنشطة الأخرى

أ‌) من بين الكلمات التي ترجع أصولها إلى بلاد مابين النهرين في الأزمنة القديمة هنالك بعض الكلمات السومرية الأصل التي ترمز إلى الحِرَفْ والمهن وخاصة اليدوية وكذلك الأنشطة والوظائف الأخرى:
- أكّار(حارث، فلاح) akkar (plowman) في الاكدية اكارو (من السومرية اينكَار) (حارث، فلاح، مزارع) محققة في اللغة الاكدية من العصر الاكدي القديم.
- فخّار (أواني فخارية، خزف) fahhar ( earthen ware poltery) 
- فخّاري(خزّاف) fahhar (potter) في الاكدية بخارو– ربما كانت تلفظ (بخّارو)في العهود الاكدية الأولى بـ(خ) مضاعفة (من السومرية بهار أو بهّار وتكتب بهار (خزاف) محققة في اللغة الاكدية من العصر الاكدي القديم.
- إسكاف (إسكافي) (صانع الأحذية) iskaf ( shoemaker ) في الاكدية(اسكابو) (من السومرية اسكَاب) (صانع الجلد) محققة من اللغة الاكدية من العصر الاكدي القديم.
- ملاّح – (بحّار – نوتي)mallah( soilor , seaman ) في الاكدية ملاحو، ربما كانت تلفظ (ملاّحو) بـ( ل ) مضاعفة في العهود الاكدية الاولـى (من السومرية – ملاح- تكتب ما- لاح) (بحار، نوتي) محققة في الاكدية من العصر الاكدي القديم.
- نجّار naggar ( carpenter ) في الاكدية (انكَـارّو، نكَارّو) (من السومرية نكَار) (نجّار) محققة في اللغة الاكدية من العصر الآشوري القديم(4) والعصر البابلي القديم(5) .
- تاجر tagir ( merchant , trades man ) في الاكدية (تامكارو) و(تاجر) محققة في اللغة الاكدية من العصر الاكدي القديم . وقد ورد في كتاب ( Akkadishes Hand Worterbuch) لمؤلفه ( W.Von Soden ) إن هذه الكلمات نقلت من اللغة الاكدية إلى السومرية في صيغة (دامكَار) تكتب ( dam-gar) ومع ذلك فهنالك رأي آخر في هذا الموضوع هو إن (damgar) يمكن أن تكون كلمة أساسية نقلت من السومرية إلى الاكدية .
- ترجمان (مُترجم، ناقل الكلام)turguman ( translator, interprecter ) الاكدية تركَومانو، تاركَومانو(الترجمان، الدليل السياحي، مترجم، ناقل الكلام) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية القديمة.
ب‌) هناك ايضاً تعابير لم تستعمل للمهن والصنعات بل لفعاليات أخرى:
- مسكين (فقير، تعيس، سائل) miskin ( poor,miserable,peggar) الاكدية موشكينو (مبتذل، شخص غير مؤهل للقيام بخدمة فقير، محروم) محققة في الاكدية القديمة– موشكينو- ظهرت ككلمة مستعارة أيضاً من السومرية وكانت تهجئتها (موش كاك ين).
- تِلمٌ (خادم) tilm ( servant ) الاكدية تاليمو (أخ) محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة.
- تلميذ (طالب متدرب) tilmid ( pupil , student , apprentice ) الاكدية تالميدو (متدرب) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.

التعابير الإدارية .. الخ


الخط المسماري الذي كتبت به اللغة الاكدية بعد السومرية

- كُرْ مقياس الأحجام (مقياس جاف يساوي (60) قفيز(6) أو حمل حمار) kurr,measure of capacity الاكدية كرّو (من السومرية كُره) مقياس حجوم محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة.
- مكاسّه (جلب الضرائب) makasa( to collect taxes ) الاكدية مكاسّو (بجمع حصة من الأرض المؤجرة بجمع الضرائب)، محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- مكس أو مِكسْ، نوع من الضريبة (رسم، كمرك) maks or miks الاكدية، مكسو (حصة من إنتاج الأرض تذهب لصاحب الأرض، أوالمالك أو تدفع إلى القصر بكونه مالك للأرض)، كمارك، رسوم . محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- منا، مقياس وزن (رطلان= 2 رطل) mana الاكدية مَنّو . مناؤم ظهرت ككلمة مستعارة ايضاً في السومرية.
- مِصر ( حَدْ، حدود ) في معجم lane) ) العربي- الانكليزي (ص 2719) حد أو حدود بين شيئين، بين أرضين misr (limit, boundary)، محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- شكار(ة) (كلمة تعود إلى لهجة) قطعة (من ارض محروثة) (a) skar . الاكدية إشكارة (من السومرية إشكَار. وتكتب es-gar (اش كَار) (عمل منجز) محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة تظهر الكلمة الاكدية إشكارو، التي أصلها سومري، في الآرامية من اشكارا (حقل) ويعدها في اللهجات العربية على شكل (شكار) في اللهجة العراقية. و(شكارا) في السورية.
- تَخْم أو تُخُم (حدود) الجمع تُخوم tahm or thumالاكدية تاخومو، توخومو ( حدود، منطقة حدود) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية الوسطى (7) .
التعابير المرتبطة بالأماكن العامة ...
هناك بعض الكلمات الاكدية في العربية تفيد شيئاً مرتبطاً بالأماكن العامة، المرور...:
- جِسرْ gisr ( bridge ) الاكدية جِسرو (جسر) محققة من الفترة البابلية القديمة.
- كَـلَـك (الطّوف) ( من القِرب المنفوخة ) kalak ( raft or inflated skins ) . الاكدية كلكو ( يحتمل إنها كلمة مستعارة من السومرية (كالا) وتكتب (كا- لا) (طوْف كلك ) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية الجديدة (8) بمعنى(حاوية، صندوق، قارب) من الفترة البابلية الوسطى على أقرب مايمكن . وتستعمل كلمة كلك في العراق بصورة خاصة.
- مُسنّاة (حاجز مائي، سد ) musannat ( jetty,dam ) الاكدية مُشينتو (سد، حاجز) (لتنظيم جريان الماء) محققة في الاكدية من الفترة البابلية الجديدة (9) .
- سُلّم (درج) sullam ( ladder,staircase )
- سُلّمة ( درجة واحدة من درجات السلم) sullama ( step,stair ) الاكدية سميلنو (سلم، درج) محققة من الفترة البابلية القديمة .
- سوق (شارع سوق) suq ( bazaar street ) الاكدية سوقو (شارع مدينة) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
التعابير الخاصة بالبناء .. الخ
تتصل بعض الكلمات ذات الأصل الاكدي والسومري بالتعابير الخاصة بالبناء .. بضمنها التأثيث الداخلي وصناعة مواد البناء.
- آجر (الطابوق المشوي) agurr ( baked brick ) الاكدية آجرّو(الطابوق المشوي بالفرن) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- باب (باب، بوابة) bab (door , gate) الاكدية بابو (بوابة، باب) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- بوري، بُرُ، بوريّا، باري، باريّا (حصيرة من ورق نبات) buri,buriyya,bari,bariyya,( rusha matting ) الاكدية بر، بورو (حصيرة القصب) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة، يمكن أن تكون الكلمة الاكدية (بورو) كلمة مستعارة من الكلمة السومرية (مورو) أو قد تكون غير معروفة الأصل(10) ربما عبر السومرية إلى الاكدية.
- هيكل (معبد، مبنى كبير، مذبح)haikal (temple.larhe building- altar) الاكدية ايكالو من السومرية، ايكَال، وأصلاً شئ يشبه هيكل(قصر ملكي) محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة.
- ايكَار(ة) انكَار قمة سطح iggar(a).ingar ( top,roof ) انظر معجم (lane) (11) ورد فيه (السطح المستوي) أو (السطح للمنزل) وانظر كذلك المعجم العربي الفرنسي الانكليزي(12) ورد (سطح). الاكدية ايكَارو (من السومرية ايكار أو آكار) (جدار البناء أو السور) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية القديمة.
- كِير (منفاخ) kir ( bellows) الاكدية كيرو(من السومرية كَير – فرن للجبس أو القار) محققة في الاكدية من الفترة البابلية القديمة.
- اوسكوفه (المدخل، العتبة، الطارمة) uskuffa ( threshold ,doortep,lintel ) (الاكدية اسكوباتو، اسكوبو مسقف حجر، المدخل، درجة أمام الباب) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية القديمة) .

التجهيزات المنزلية، الأثاث..الخ .
هناك مجموعة من الكلمات في اللغة العربية أكدية أو سومرية هي :
- فاطور (صينية، منضدة) fatur,atray,table راجع معجم لين – العربي – الانكليزي (ص2339) صينية كبيرة دائرية من النحاس أو معادن أخرى تستخدم كمنضدة طعام، منضدة يؤكل عليها الطعام). الاكدية باشورو (من السومرية بانشور) (منضدة) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية القديمة.
- كانون (طباخ) kanun ( stove) الاكدية كينونو, كانونو (فرن، طباخ، مطهاة) محققة في الاكدية من الفترة الآشورية والبابلية القديمة.
- كرسي (مقعد، عرش) kursi ( chair,seat,throne ) الاكدية )كرسو) (مقعد، عرش) محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة والكلمة السومرية المقابلة هي ( كو- زا ) أصلاً ترتبط بالكلمة الاكدية (كوسو) ومن المحتمل إنها كلمة سومرية مستعارة في اللغة الاكدية . ويمكن التساؤل ما إذا كان من المناسب اعتبارها كلمة جزرية الأصل دخلت السومرية.
- مَشط (مشط) must (comb) الاكدية مُشطو (مشط) محققة في الاكدية عن الفترة الآشورية والبابلية القديمة.
- نازيّه (13) (وعاء) naziya, avessel الاكدية نام/ نزيتو، نازيتو (وعاء كبير للسوائل أو الهريس) محققة في الاكدية من الفترة الاكدية القديمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسبب ضيق المجال، اضطررنا الى نشر القسم الاول من هذه الدراسة القيمة، وسننشر الجزء الثاني في عددنا القادم انشاء الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1. الأستاذ طه باقر.
ERKKI SALONEN.LOAN WORDS OF SUMERIAN AND AKKADIAN (2 ORIGIN IN ARABIC. HILSINKI 1979. 
3. المغراوي وفكره التربوي / تقديم وتحقيق الدكتور عبد الهادي التازي(1403هـ - 1986م) انظر صفحة 86 هامش (4).
4. الحقبة بين (2000) إلى (1531) ق.م وهي حقبة مقابلة لحقبة العصر البابلي القديم، باسم العصر الآشوري القديم. وقد قامت في مدينة آشور(انظر العراق في التاريخ/ بغداد1983م.الفصل الخامس ص124).
5. الحقبة الواقعة بين نهاية سلالة أور الثالثة في حدود (2006) ق.م وبين نهاية سلالة بابل الأولى في حدود (1595) ق.م (انظر العراق في التاريخ/ بغداد 1983- الفصل الثالث ص83) .
6. القفيز ( qafiz) – مكيال – ( انظر الرازي/ مختار الصحاح/ الكويت 1403هـ 1983م – ص546 (.
7. أطلق الباحثون على لهجة بابل خلال فترة حكم السلالة الكشية (القرن السادس عشر وحتى القرن الثاني عشر ق.م) اسم اللهجة البابلية الوسيطةMiddle Babylonian (انظر د.عامر سليمان – حضارة العراق الجزء الأول / الفصل الثامن / التراث اللغوي بغداد 1985/ ص297).
8. (911-612) ق.م فيه بداية عصر جديد دام حتى نهاية كيان الآشوريين السياسي عام 612 ق.م (انظر العراق في التاريخ / بغداد 1983/ الفصل الخامس / ص134).
9. تتمثل اللهجة البابلية الجديدة بالنصوص الاكدية التي ترقى بتاريخها إلى الفترة بين (1000) ق.م حتى سقوط الدولة الآشورية في حدود (600) ق.م (انظر د.عامر سليمان/ حضارة العراق / الجزء الأول/ الفصل الثامن / التراث اللغوي / بغداد1985/ ص297).
10. انظر المعجم الآشوري ص.340ب .
11. انظر معجم Lane Arabic – English Lexicon , p.24 
12. انظر المعجم العربي – الفرنسي الانكليزي R.Blacher – M.chouemi –
C.Denizcau,Dictionnaire arabe.francais–anglais I- p.4a ( toiture.roof)
13. النازية/ القصعة القريبة القعر – ( انظر المنجد في اللغة والإعلام ص 803).

گلگامش

نخبة من اعمالي-غالب المسعودي

الأربعاء، 15 يناير 2014

حامد كعيد الجبوري - إضاءة / العرب تاريخٌ ...!!!

وداعاً لفلسطين: دور الأردن في المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية- بقلم : د. لبيب قمحاوي



وداعاً لفلسطين: دور الأردن في المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية

ا                                                                                          بقلم : د. لبيب قمحاوي
لتاريخ:13/01/2014
lkamhawi@cessco.com.jo
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         
        نشهد هذه الأيام جدلاً كثيراً حول احتمال التوصل إلى اتفاق ما بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية أمريكية ومشاركة أو مباركة من أطراف عربية أخرى أهمها على الإطلاق الأردن.
      ما تريده  إسرائيل معروف ، وهو الاستيلاء على كل أرض فلسطين خالصة دون أي مشاركة أو وجود للشعب الفلسطيني عليها. وما يريده الفلسطينيون معروف أيضاً ، وهو أكبر مساحة ممكنة من فلسطين بما فيها   القدس لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة دون أن يؤدي ذلك إلى الانتقاص من أي من حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حق العودة. أما ما يريده الأردن فهو الأمر الغامض وغير المعروف بالضبط . والأهم من ذلك ما هو الدور المناط بالأردن ومن هي الجهة التي ستحدد هذا الدور وطبيعته؟
      عندما يتعلق الأمر بفلسطين والحلول المرجوة ، أو المطروحة لقضية فلسطين ، يصبح من الضروري التأكيد على أن ما يريده النظام الأردني ويرغب به ، أو يسعى إليه ، أو يوافق عليه قد لا يأتي منسجماً مع ما يريده الشعب الأردني أو يقبل به أو يوافق عليه. وكما جاءت اتفاقية وادي عربة (معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل) تتويجاً لعلاقة سلام بين إسرائيل والهاشميين، كما صرح بذلك اسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الحين، فإن ما يجري الآن من مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والتي يصر النظام الأردني على أن يكون جزءاً منها قد تؤدي إلى نتيجة مماثلة.
      السياسة الخارجية الأردنية تدار الآن مباشرة وعلانية من قبل الملك شخصياً ومن خلال الديوان الملكي ، أما رئيس الحكومة فقد يَعْلم وقد لا يُعْلَم بما يجري. وهذا الوضع يشكل مخالفة دستورية واضحة كون إدارة سياسة البلد الخارجية والداخلية هي من مسؤوليات الحكومة التي تخضع لرقابة ومساءلة مجلس النواب. ولكن واقع الحال أقوى وهنا مكمن الخطر فيما يمكن أن تؤول إليه الأمور. وانطلاقاً من ذلك ، فإن المسار الذي يحكم العلاقة الفلسطينية - الأردنية هو مسار شخصي وعلاقة فردية بين ملك الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية . وقد لا يختلف هذا الوضع كثيراً عن العلاقة بين أي زعيم عربي وآخر. ولكن الوضع يختلف في الحالة الأردنية – الفلسطينية من زاويتين. الأولى وجود عنصر ثالث مؤثر بل وحاكم لمجريات تلك العلاقة ومداها وهذا العنصر هو إسرائيل. والثانية هي الاختلاط والتمازج البشري والاجتماعي والسياسي بين الشعبين الأردني والفلسطيني ، والذي سبق وحدة الضفتين وتعدى فك تلك الوحدة ، أي أن هذه العلاقة الشعبية أثبتت أنها متجذرة وعابرة لكل الترتيبات السياسية الرسمية الأخرى ، ولا يحق لأي شخص او حكومة أو حاكم أن يفترض أنه يستطيع تجاوزها، وفرض حقائق جديدة قد تتناقض جزئياً أو كلياً مع آمال وطموحات كلا الشعبين.
         من نافلة القول أن وجود الأدرن واستقراره كان دائماً مرتبطاً بدوره كحاضنة للنتائج الكارثية لما يجري في دول الإقليم المحيطة به وأهمها بالطبع فلسطين. ويبدو أن الحكم الأردني مقتنع بأن استمراره هو أيضاً مرتبط بقدرته على التجاوب مع هذا الدور ومع ما هو مطلوب منه ومدى قدرته على النجاح في تنفيذ المهام المناطة به.
      من طبيعة الأمور أن الوطنية الأردنية المرتبطة بالدولة والمواطنة قد استمرت في النمو والنضوج منذ تأسيس الدولة ، إلى أن ابتدأت الآن تدخل مرحلة البلوغ السياسي ، الذي يعكس وعياً متزايداً لدى الشعب الأردني وقدرة متنامية على تحديد مصالحه ، والاعتراض فيما لو كانت تلك المصالح متناقضة مع مصالح النظام أو سياساته. وهذا، على ما يبدو، ما نحن مقبلون عليه.
       الحديث المتواتر هنا وهناك عن آفاق المفاوضات والأفكار التي تحكم مسارها ، وبالتالي معالم التسوية ، تشير إلى أن موضوع "الأمن" وبالتحديد "أمن إسرائيل" سوف يكون هو المدخل إلى المفاوضات لأن إسرائيل إذاً "ارتاحت أمنياً" تتحسن فرص التعامل معها في باقي القضايا قيد البحث ، وذلك حسب تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكية. وهذا التبسيط للأمور يهدف إلى خداع الجانب الفلسطيني والرأي العام العربي . فالموضوع "الأمني" بالمفهوم الإسرائيلي يعني كل شيء ، وهو كأخطبوط له أذرع متعددة تقضم الأراضي تحت شعار الأمن، وتصادر السيادة الفلسطينية تحت شعار الأمن، وتُبقى قوات الاحتلال في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية تحت شعار الأمن، وتمزق أوصال المناطق الفلسطينية وتمنع تواصلها تحت شعار الأمن، وتطمح إلى التبادل السكاني والنقاء اليهودي للدولة العبرية تحت شعار الأمن، وتصادر الأرض والسماء والبحار وما في داخلها تحت شعار الأمن! 
     ترى هل يستطيع جون كيري أن يحدد سلفاً ما معنى "الأمن" لإسرائيل وحدود ومحددات ذلك الأمن ؟ وهل سيتم التعامل مع امن الفلسطينيين بنفس الدرجة من الاهتمام التي تُعطى لأمن الإسرائيليين؟ أم أن أمن الفلسطينيين خاضع لأمن الإسرائيليين ويأتي في الدرجة الثانية وكمحصلة طبيعية لأمن الإسرائيليين؟
    الأردن دولة ضعيفة ، وإصرارها على أن تكون طرفاً في عملية التفاوض تحت شعار حماية المصالح الأردنية يعني أن الأردن سوف يتم استعماله من قبل الأقوياء، أي أمريكا وإسرائيل، لتسهيل مرور العديد من القرارات المعادية للمصالح الفلسطينية والعربية.
      السؤال الكبير إذاً لماذا هذا التكالب الأردني الرسمي على زج الأردن في أتون المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية؟ الهدف من هذا التساؤل هو إنقاذ الأردن من تبعات هذه المفاوضات وليس استثناءه منها. وأي محاولة من قبل البعض للايحاء بأن هذا التساؤل وهذا الموقف يعكس نَفَساً إقليمياً أو سلبياً مردود على قائليه ، لأن أي نمط من العلاقة بين أي طرف عربي وإسرائيل يسير دائماً باتجاه واحد هو مصلحة إسرائيل ، و"اتفاقية وادي عربة" بين الأردن وإسرائيل هي أكبر دليل على ذلك.
      تمر عملية توريط الأردن في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية الحالية بخمسة مراحل:
المرحلة الأولى : خلق انطباع شعبي أردني بأن الدخول في المفاوضات هو لحماية الحقوق الوطنية الأردنية من خلال الايحاء الخاطىء بأن الحل قد يكون على حساب الأردن فيما لو غاب عن تلك المفاوضات.
المرحلة الثانية: البدء في طرح قضايا قد لا تكون فعلاً قيد البحث الآن ، ولكن تُستعمل لتبرير دخول الأردن حلبة المفاوضات مثل قضية اللاجئين وحق العودة والتعويضات ، انطلاقاً من المفهوم الخاطىء والشرير الذي يعتبر التعويض حق للحكومات وليس للأفراد. إن الحديث عن التعويض باعتباره حقاً للحكومات هو أمر مرفوض لأن المؤكد أن الأموال سوف تسرق ابتداءً ولأن توقيعاً واحداً لحكومة ما على قبول التعويضات وبالتالي التنازل عن العديد من الحقوق هو أسهل من الحصول على عدة ملايين من التوقيعات. وهذا الموضوع الذي رفضه العديد عندما طرحه بعض المسؤولين الأردنيين قبل أكثر من ربع قرن لا زال مرفوضاً والنوايا المختبئة وراءه ما زالت مشكوكاً بها.
المرحلة الثالثة: الاشتراك فعلاً في المفاوضات وبالتالي تبرير الدور المرسوم للأردن من خلال المفاوضات الجارية الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين وخصوصاً ما يتعلق بالشق الأمني ووادي الأردن والحدود.
المرحلة الرابعة: الاستناد إلى المظلة العربية لإعطاء هذا الدور الأمني للأردن في فلسطين الشرعية العربية اللازمة لتمريره شعبياً خصوصاً بين أوساط الأردنيين والفلسطينيين.
المرحلة الخامسة: تسويق هذه النتائج داخلياً باعتبارها نصراً عظيماً للدبلوماسية الأردنية وللحكم وإنجازاً للأردن.
       إن حقيقة ما هو مطلوب من الأردن إذاً يتمثل في المساهمة في حل المشكلة الإسرائيلية وليس حل القضية الفلسطينية، والفرق بين الإثنين كبير. وحيثما يكون من الصعب على السلطة الفلسطينية القبول بترتيب ما بشكل علني، حتى ولو كانت قابلة به بشكل سري، يصبح وجود الأردن في المفاوضات وسيلة لتسهيل تطبيق ذلك الترتيب. وهذا ينطبق بشكل رئيسي على الترتيبات الأمنية والسيادية المتعلقة بوادي الأردن أو بالأصح "منطقة الغور" وكذلك الحدود المشتركة بين أراضي السلطة الفلسطينية والأردن. ومن المتوقع أن يتم استبدال الوجود العسكري الإسرائيلي في بعض تلك المناطق بوجود عسكري أردني. وفي ظل التقدم التكنولوجي الهائل يصبح هذا الوجود رمزياً يسهم في تدمير آمال الفلسطينيين بالسيادة على أراضيهم ، مع تحول الاحتلال العسكري الإسرائيلي إلى احتلال تكنولوجي بواسطة معدات مراقبة وسيطرة الكترونية. إن زج الأردن في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية الجارية حالياً يشكل إذا مدخلاً لإرغام الأردن على حمل وزر التنازلات التي قد تعطيها السلطة الفلسطينية لإسرائيل.
      ولكن ما الفائدة التي تعود على الأردن من ذلك؟ أمريكا هي صاحبة الفكرة، وإسرائيل تعلم ان زج الأردن في المفاوضات لن يغير شيئاً والسلطة الفلسطينية الحاكمة لا خيار آخر لديها ، والحكم في الأردن يعتبر ذلك منسجماً مع مبررات وجوده ودوره في المنطقة. وهكذا يكون الجميع بخير إلا الشعب الفلسطيني والشعب الأردني اللذين أرغما على مقايضة مستقبلهما ومصالحهما بحلم كاذب قد ينقل الصراع من فلسطيني – إسرائيلي إلى فلسطيني – أردني فيما لو أخذ هذا الترتيب مداه الأمني النهائي.
     وبالإضافة إلى ذلك، فقد يؤدي هذا التطور ، فيما لو حدث، إلى توتير الأوضاع الداخلية في كل من فلسطين والأردن. وقد نشاهد تصعيداً في التوتر داخل الأردن يعكس حقيقة التناقض بين ما يريده النظام وما يريده الأردنيون ، تماماً كما سيكون عليه الحال في فلسطين.
      أما ما يتعلق بمطلب إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة ومحاولة مقايضتها ببعض الحقوق الفلسطينية ، ومنها حق العودة ، فإن في ذلك خطورة تفوق أي شيء آخر. فهي من جهة تحول حقوق الفلسطينيين إلى أكذوبة ، وتجعل من نضالهم وكفاحهم المسلح إرهاباً ، وبذلك تعيد كتابة التاريخ الفلسطيني . وهذا الاعتراف يفتح الباب أمام إسرائيل للتخلص من سكانها العرب وتجعل حق العودة خرافة. إن الاعتراف الفلسطيني ، وما قد يتلوه من اعتراف عربي ، بيهودية الدولة إنما يهدف إلى إعادة كتابة التاريخ ليكرس أكذوبة نفاها التاريخ أصلاً ، كما يعطي شرعية لأي إجراء إسرائيلي يهدف إلى التخلص من السكان العرب في فلسطين التاريخية. هل يريد الأردن أن يكون جزءاً من هذا المسار؟ هل يريد الأردن ذلك فعلاً ولمصلحة من؟                


الاثنين، 13 يناير 2014

بمناسبة المولد النبوي الشريف قصيدة للشاعر حامد كعيد الجبوري

محمد وأحمد مختار وبشير )
حامد كعيد الجبوري
يا يتيم الملك أسرار الوجود
يا أبو الأيتام يا كلب السمح
روضه بين القبر والمنبر أكيد
واليكف ما بينهن هذا الربح
أمتللين أذنوب واليعزم يتوب
أبلا ذنب يرجع وجفته الترتجح
درب معسر موحش ومعتم طويل
الدنيه ظلمه وبسمك أنجيب الصبح
محمد وأحمد مختار وبشير
المصطفه والسار نهجك يفتلح
أتـنور طيبه تزدهي وتشرفت
أبفيض جودك والنكر فضلك جبح
يا وسيع الباب يم بابك رجيت
واليريد الفرج بالدعوه يلح
أنتخيتك وأنتخيتك وأنتخيت
عاصي أجيت أبسيل عطفك أنصلح
**
ميت حي سيوفهم تروي الذئاب
تقترب لله لولادك ذبح
للجريمه أجذور من يوم الوحي
طمطموا والعار سر وينفضح
للبقيع أرمال عاين وأشتكه
لله ودموعه على الشيبه تسح
حصن مرعب والنبي أبوسطه أسير
بيد سجانين مكسور الجنح
أعترف أن الحرم هيبه و جبير
مو أله التعمير لجيوب الفلح
وين زهرائك يبو الزهره البتول
الببيها والحسنين صدرك ينشرح
الجسره صارت سيدي أبيوم الخميس
خذوا رادتهم أبدمكم ينسفح
من ضلع زهرائك ومحسن يسيل
للطفوف الدمه من يثرب نضح
بيت للأحزان تبني وهدموه
جرعوها الويل بوجوه الكلح
والهظيمه سيدي التاكل الروح
عالجبال القمم يتعله السفح
ومن هذاك اليوم نجريها الدموع
وللفرح نتخاصم وما نصطلح
**
وين زهرائك يبو الزهره البتول
أبيا كتر من روضتك مدفونه
بس غبت عنها أبتده فصل العذاب
اليوم مثلك بالحزن مسجونه
يا رسول الله وأميرك جردوه
جلس بيته وبيعته أينكرونه
خضع لله وبوصيتك ملتزم
همته فقاره وتدور عيونه
لولا أمرك كلب عاليها ونهض
وقيد أبقيد الذي أيقيدونه
يا رسول الله أبكلب مدمي وحزين
يريد نلثم تربتك منعونه
يا رسول الله طال الأنتظار
أشوكت غايببنه يحل فرحونه
**