الثلاثاء، 11 يونيو 2013

حوار مع نعوم تشومسكي:أجرت الحوار: جيداء نورتش


حوار مع نعوم تشومسكي:
فزع أوباما من الديمقراطيات العربية
يعتبر باحث اللسانيات الأمريكي نعوم تشومسكي من أهم المثقفين المعاصرين. فإلى جانب إسهاماته التي أحدثت ثورات في مجالات علمية مختلفة يشتهر الناشط السياسي تشومسكي بنقده الشديد للسياسات الخارجية والاقتصادية الغربية والأمريكية منها على وجه الخصوص. جيداء نورتش حاورت تشومسكي حول الثورات التي تهز العالم العربي وموقف الغرب منها.

سيد تشومسكي، لقد زعم الكثيرون أن العالم العربي غير قابل للديمقراطية. هل ترى أن التطورات الأخيرة أبطلت هذه الأطروحة؟

نعوم تشومسكي: هذه الأطروحة كانت تفتقد لكل أساس منذ البداية. فالعالم العربي الإسلامي له تاريخ طويل مع الديمقراطية. غير أن المساعي الرامية إلى الديمقراطية كانت قوى غربية تقوم بتدميرها. ففي سنة 1953 تبنى إيران نظام حكم برلمانيا، غير أن الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بالإطاحة به. وفي عام 1958 اندلعت ثورة في العراق، نحن لا نعرف بدقة النتيجة التي كانت هذه الثورة ستؤدي إليها، لكنه من الوارد أنها قد تكون أدت إلى الديمقراطية. إلا أنه في الواقع قامت الولايات المتحدة بتنظيم انقلاب على هذه الثورة. في هذا السياق تكلم دوايت أيزنهاور الرئيس الأمريكي آنذاك في نقاشات داخلية رفعت عنها السرية، عن وجود حملة كراهية ضد أمريكا في العالم العربي، حملة لم تنظمها الحكومات وإنما الشعوب نفسها. على إثر ذلك قامت هيئة التخطيط العليا لدى مجلس الأمن الوطني بإعداد مذكرة – وهي موجودة الآن في الإنترنت وبذلك في متناول الجميع – هذه المذكرة تقول إن هناك شعورا في العالم العربي بأن الولايات المتحدة تسد الطريق أمام الديمقراطية والتنمية في العالم العربي وتدعم الديكتاتوريين الوحشيين للسيطرة على النفط. ما تقوله المذكرة هو أن هذا الشعور صحيح وأن هذا ما يتعين على أمريكا أن تفعله تماما.
هذا معناه إذا أن الديمقراطيات الغربية هي التي تمنع نشوء ديمقراطيات في العالم العربي؟

  وزير خارجية إيران الأسبق 1951 في زيارة لأمريكا الصورة ويكيبيديا

"في سنة 1953 تبنت إيران نظام حكم برلمانيا، غير أن الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بالإطاحة به"
تشومسكي: لن أدخل الآن في التفاصيل، لكن نعم، هذا هو فعلها ليومنا هذا. هناك ثورات ديمقراطية تندلع باستمرار، يقمعها ديكتاتوريون يحظون بدعمنا، بدعم أمريكا وبريطانيا وفرنسا على وجه الخصوص. من المستحيل أن تنشأ الديمقراطيات إذا دمرنا كل شيء. هذا القول كان ينطبق كذلك على أمريكا اللاتينية: لقد دعمنا هناك أيضا سلسلة طويلة من الديكتاتوريين والقتلة الوحشيين. ما دامت الولايات المتحدة تسيطر على المنطقة، كما فعلت أوربا من قبلها، فلن تنشأ هناك ديمقراطيات، لأنها ستدمر.
هل يفهم من هذا أنك لم تتفاجأ بالربيع العربي؟

تشومسكي: بصراحة أنا لم أتوقع ذلك فعلا. لكن لكل هذه الثورات سوابق تاريخية طويلة. فالشباب الذين نظموا مظاهرات 25 يناير، أسموا أنفسهم حركة 6 أبريل. لهذا سبب طبعا. ففي 6 أبريل 2008 كان من المقرر أن تقوم حركة عمالية مهمة في مصنع الغزل والنسيج بالمحلة، بما في ذلك من إضرابات ومظاهرات لحشد الدعم عبر كل البلاد إلى غير ذلك. هذه الحركات قمعها النظام كلها والغرب لم يعرها أي أهمية. فما دام الديكتاتوريون يسيطرون على شعوبهم، فما شأننا نحن في الغرب! لكن المصريين هم لا ينسون هذا. مع أن الذي وقع هو حلقة واحدة في سلسلة طويلة من الحركات النضالية، التي توج بعضها بالنجاح كذلك. هناك دراسات تناولت هذا الموضوع، والباحث الأمريكي جَوَّل باينن من جامعة ستانفورد ألف العديد من الأبحاث حول الحركة العمالية المصرية. في مقالاته الأخيرة وكذلك في تلك القديمة يؤول ستانفورد تاريخ النضال العمالي على أنه مسعى يرمي إلى الديمقراطية.

لقد كان جورج بوش، سلف أوباما، يدعي أنه يرمي إلى إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط مثلما تسقط أحجار الدومينو من خلال سياسته التي أسماها الشرق الأوسط الجديد. هل ترى علاقة بين الأحداث الحالية وسياسة جورج بوش هذه؟
الصورة ا ب

"ما دامت الولايات المتحدة تسيطر على المنطقة، كما فعلت أوروبا من قبلها، فلن تنشأ هناك ديمقراطيات، لأنها ستدمر"

تشومسكي: مفعول الدومينو هذا كان في الحقيقة أحد المواضيع الرئيسية أثناء الحرب الباردة ابتداء بكوبا والبرازيل وفيتنام. هنري كيسنجر شبهه بمفعول الفيروس الذي قد يؤدي إلى انتشار العدوى. وعندما خطط هو ونيكسون للإطاحة بأيانده الذي انتخب ديمقراطيا رئيسا لتشيلي – ونحن مطلعون الآن على كل الوثائق – قال كيسنجر أن في مقدور الفيروس التشيلي أن يؤثر حتي على الدول الأوربية. ولقد كان هو وبريجنيف متفقين في خشيتهما من الديمقراطية. لذا قال كيسنجر أنه من اللازم إبادة هذا الفيروس. وهذا تماما ما قاموا بفعله. واليوم لم تتغير الأمور كثيرا. كلاهما بوش وأوباما مصابان بالذعر إزاء الربيع العربي. ولهذا الذعر سبب معقول جدا. فهما لا يريدان أن تنشأ ديمقراطيات في الشرق الأوسط. ذلك لأنه إذا ما كان للرأي العام العربي تأثير على سياسات دوله، لكان قد تم طرد الولايات المتحدة من المنطقة قبل مدة. هذا سبب إصابتهما بالذعر إزاء قيام ديمقراطية في الشرق الأوسط.
بما أننا تطرقنا لموضوع التأثير، لقد نفى الصحفي البريطاني الشهير والمراسل من منطقة الشرق الأوسط روبرت فيسك في مقالة نشرها مؤخرا أن يكون لأوباما وسياسته أي تأثير في المنطقة...

تشومسكي: لقد قرأت المقالة، إنها جيدة جدا. روبرت فيسك صحفي بارع وله دراية جيدة بالمنطقة. أعتقد أنه يعني ذلك بوجه خاص جدا. إنه يعني أن ناشطي حركة 6 أبريل صاروا لا يأبهون بالولايات المتحدة. لقد تخلوا عنها إطلاقا، فهم يعرفون أن أمريكا عدوتهم. في استطلاع رأي أجري مؤخرا اعتبر أكثر من 90 في المائة من المصريين أمريكا أعظم تهديد لبلادهم. في هذا السياق ليست الولايات المتحدة منعدمة التأثير طبعا، لأن سلطتها أكبر من ذلك، وأنا واثق أن فيسك سيوافقني في ذلك.
هناك من ينتقد موقف المثقفين العرب إزاء هذه الثورات، واصفا إياه بالصامت والسلبي. ما هو الدور الذي يتعين على المثقفين أن يلعبوه الآن؟

تشومسكي: المثقفون يتحملون مسؤولية عظمى. نسميهم مثقفين، لأنهم مميزون، وليس لأنهم أذكى من غيرهم. من يحظى بميزة وبمكانة معينة، من يحظى ببلاغة وغير ذلك، فعليه أن يتحمل مسؤولية أكبر. هذا ينطبق على المثقفين العرب وعلى سائر المثقفين.

أجرت الحوار: جيداء نورتش

الأحد، 9 يونيو 2013

( الماطور سكل ) ودولة القانون !!!0حامد كعيد الجبوري

( الماطور سكل ) ودولة القانون !!!
حامد كعيد الجبوري
بدءاً لا أعني بدولة القانون الكتلة التي يقودها السيد المالكي ، وأشير الى الدولة المؤسساتية بإضاءتي هذه ، ومعلوم أن الشعوب لا ترتقي دولها وتسمو ويشار لها إلا باحترام القانون الذي تسنه وتسير على خطاه وهداه ، وأتهم نظام صدام حسين بأنه خالف الأنظمة واللوائح والقوانين والأعراف ، حتى عد العراق في حينه حكومة لا دولة فيها ، ومثال بسيط لتجربة الخراب التي أسس لها – صدام - عدم اكتراثه بسياقات الملبس العسكري فنراه يستعيض عن غطاء الرأس بلبس الكوفية الحمراء أو غيرها منتهجا أسلوبا غاير مقاسات الأزياء التي يرتديها منتسبون  الجيش العراقي حينها ، وذلك مؤشر للانفلات من اللوائح من قبل الآخرون ، تغير النظام عام 2003 م وأقنعنا أنفسنا بأن القادم الجديد سيبني العراق مؤسساتيا ليرتقي بشعبه صوب التحضر والتمدن ، والغريب أن ذلك لم يحدث بل مورست حالات أكثر إيغالا بنبذ القوانين وضرب ما تبقى منها عرض الحائط ، والأغرب من ذلك أن البرلمان العراقي يساهم كثيرا بإشاعة هذه الفوضى التي ندعي أنها خلاقة وهي لا تمت الى الخلق من قريب أو بعيد ، لم يشرعوا لنا قانونا يلزم الأحزاب لتنضبط وفق سياقات عمل تشبه عمل الدول الراقية أو حتى المتخلفة منها ، لذلك نرى أن الحزب الفلاني يعقد مؤتمره الانتخابي الصوري ولم يفز فلان ضمن تشكيلته لذا يلجأ لتشكيل حزب جديد ليزيد لخراب العراقي خرابا ومشكلة أخرى ، ولم تفكر الحكومات المتعاقبة على أعادة الحياة لمجلس الخدمة الذي أرادا موته لأن ذلك يضر بمصالحهم الحزبية الفئوية الضيقة ، لذا أتخمت الدوائر الحكومية بأعداد لاحصر لها و لا تجد لنفسها كرسيا لتجلس عليه ، ومن هذا وذاك أجد أن مشكلة كبيرة تحتاج من البرلمان العراقي للتشخيص وسن قانونا لها حماية لأولادهم المتهورين الطائشين بما كسبه آبائهم من ميزات يحلمون بها ويحلم بها كل متسكع على أبواب دول العالم والجوار ، ( الماطور سكل ) ليس هناك قانونا يمنع استخدامه ، قبل أيام قليلة حدثت مشادة ألت الى شجار وضرب بالأيدي وبالآلات الجارحة سببها أن طفلا ربما تجاوز الثلاثة عشر سنة يركب ( ماطور سكل ) أصطدم بسيارة أحد أبناء المسئولين  ( أعضاء القيادة و الفروع الحاليين ) وتضررت السيارة بشي بسيط  فثارت ثائرة الثور لدى أبن الذات والمقام العالي وأنهال لكما وضربا على ذلك الصبي ، تدخلت شرطة المرور لفض النزاع وانتهى الأمر بلا تسجيل دعوى ، تحركت شهوة الفضول لدي فقلت للضابط لم لا تلقي القبض على صاحب ( الماطور ) ؟ ، أجابني موضحا أن ليس هناك قانونا يمنع استخدام هذه ( الماطورات ) في الشارع العام بحجة أن المستورد شبه الحكومي _ دققوا بشبه الحكومي _ لهذه السلعة على أنها من تشكيلة لعب الأطفال ، وهناك نوع محدد نحاسب على استخدامه دون تسجيل وحيازة وقيادة كالمركبة تماما ، لذا يسمح باستخدامها لهم ، قلت له أشاطرك وأشاطرهم الرأي أستاذي  أنها لعبة أطفال ، ولكن من حقك منعه وتوقيفه حماية له ولعدم نضوجه أولا ، وثانيا وهو الأهم أن الشارع العام ليس ملعبا للأطفال ، للإضاءة ...... فقط .        

الخميس، 6 يونيو 2013

دفاع عن الحقيقة وليس عن غونتر غراس-د . علي عبد الأمير صالح

علي عبد الامير صالح
دفاع عن الحقيقة وليس عن غونتر غراس

د . علي عبد الأمير صالح
draliabdulamir@yahoo.com

تناولت الأوساط الإعلامية والثقافية محلياً وعربياً وعالمياً وبصخب وتناقض وبصورة مثيرة للجدل قضية انتماء غونتر غراس إلى القوات النازية الخاصة. ففي صحيفة (المدى) العدد 752 الصادر في يوم السبت الموافق السادس والعشرون من آب (أغسطس) وصف الزميل فاضل السلطاني موقف غونتر غراس بالشجاع قائلاً : " لقد تطوع الرجل ، وهو في خريف عمره ، ان يصفي حسابه مع ماضيه ، ومع نفسه ، حتى لو كانا ينتميان إلى مرحلة الحماقات . " وفي صحيفة (التآخي) العدد 4843 الصادر في يوم الخميس الموافق الحادي والثلاثون من آب (أغسطس) 2006 العدد 151 من (أبعاد ثقافية) كتب الأستاذ الشاعر الفريد سمعان موضوعاً تحت عنوانٍ (أدباء تحت مقصلة التاريخ ) ذكر فيه أن " غراس كشف عن نفسه في مقابلة في ألمانيا بأنه كان عضواً في القوات الخاصة النازية وفي الشرطة السرية ( الأس أس ) وهو السر الذي احتفظ به طوال هذه الفترة ".. يضع الأستاذ الفريد سمعان الكاتب الألماني ضمن قائمة الكتاب و الأدباء الذين تورطوا في تجنيد أقلامهم وأفكارهم للنظام الدكتاتوري ، وقائده الضرورة سواء كان صدام حسين أو هتلر أو موسوليني أو فرانكو .. وغيرهم .
ولأنني أحد المهتمين بأدب غونتر غراس ومتابعي مسيرته الأدبية والفنية وسبق لي أن ترجمت روايتين له هما " طبل من صفيح " ، و " قط وفأر" -من ثلاثية دانزك- المنشورتين في بغداد ـ دار الشؤون الثقافية العامة عامي 2000 و2001 ، أعتقد أن عامة القراء وجمهور المثقفين والأدباء ينتظرون مني أن أقول شيئاً ما في هذا الشأن المثير للجدل .
قبل كل شيء لنتعرف على غونتر غراس من خلال ما صدر له بالعربية ، وعذراً للتفاصيل المملة التي سأذكرها أدناه كوني أحتفظ بأرشيف جيد عن هذا الكاتب بالعربية والإنجليزية ، وبادىء ذي بدء أقول لم يترجم أي كتاب ( رواية أو مسرحية أو مجموعة شعرية أو مقالات ....الخ ) لغونتر غراس إلا بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب في الثلاثين من أيلول (سبتمبر ) 1999.. إنما كانت هناك دراسات ومقالات كثيرة عنه وله فضلاً عن مختارات من أشعاره ، ذلك أن غونتر غراس بدأ مسيرته الأدبية شاعراً وانضم إلى جماعة ( 47 ) وهي حركة أدبية اضطلع بها مجموعة من الكتاب والمثقفين وكان لها دور حاسم في إحياء الثقافة في ألمانيا ، ومنها :
1. مقالة محمود قاسم الموسومة "غونتر غراس نجم الأدب الألماني المعاصر " العدد 281 نيسان (ابريل ) 1982 من مجلة " العربي " الكويتية ص 88 - 93 وهي دراسة جميلة ووافية .
2. حوار مترجم بين غونتر غراس وسلمان رشدي–عدد كانون الأول ( ديسمبر ) 1985من مجلة (آفاق عربية )_ فقدت هذا العدد لسوء الحظ .

3. مقالة اردموته هللر الموسومة " الكتابة بمختلف الصيغ- الرسام الشاعر غونتر غراس "– العدد 38 من مجلة ( فكر وفن ) الصادر في سنة 1983 ص 41– 48 .
4. مقالة غونتر غراس " البالرينا : أفكار حول الخلق الفني والإلهام والشكل "- العدد43 من مجلة (فكر وفن ) الصادر في سنة 1986 – ص 40 -44 .
5. مختارات شعرية ورسوم مع تقديم بترجمة د . عيسى علاونه – العدد 4 من مجلة الموقف الثقافي الصادر في تموز – آب 1996 ص 95 – 98 .
وعقب فوزه بجائزة نوبل للآداب لعام 1999 استمرت الصحف والمجلات في الكتابة عنه وترجمة بعض دراساته وأشعاره مستعرضة مسيرته الأدبية والفنية ومن المجلات العراقية التي خصصت محوراً له :
1. مجلة الموقف الثقافي – العدد 25 كانون الثاني – شباط 2000 وفيه دراسة مترجمة ومسرحية مترجمة حملت عنوان ( سفينة البحيرة المالحة ) –قام بترجمتهما الأستاذ القدير كاظم سعد الدين .
2. مجلة الثقافة الأجنبية – العدد 3 لسنة 1999 – أعد الملف الزميل حسب الله يحيى ويضم مقالة مترجمة لعدنان المبارك وقصة قصيرة مترجمة لغانم محمود (الواقع هي جزء من فصل من " قط وفأر" ) وحوار أجراه وترجمه الدكتور مصطفى ماهر . وكذلك العدد الأول لسنة 2000 من المجلة ذاتها وتضمن فصلين من روايته ( طبل من صفيح ) ودراسة مترجمة حملت عنوان ( غونتر غراس : طبل الحياد) – قام بترجمتها كاتب هذه السطور، كما ترجم الأستاذ كاظم سعد الدين مسرحية له بعنوان ( الطوفان ) وترجم الأستاذ المرحوم سعيد الحكيم دراسة في أدبه كتبها مارتن ايسلن إضافة إلى الدراسة التي قامت بترجمتها الأستاذة إشراق عبد العادل .
أما المجلات العربية التي تناولت الكاتب وحاورته فهي :
1. مجلة (نزوى) الصادرة في دولة عمان – العدد 23 يوليو – ( تموز ) 2000 – ففي هذا العدد حوار مع غونتر غراس قام بترجمته خالد المعالي ومنى النجار – ص 85 -88 .
2. مجلة ( البحرين الثقافية ) – العدد 33 تشرين الأول ( أكتوبر ) 2002– ففي هذا العدد دراسة مترجمة عن طبل الصفيح ص 64 -68 . قام بترجمتها كاتب هذه السطور وسبق أن نشرت في مجلة (الثقافة الأجنبية ) .
ومؤكد أن عشرات المجلات تناولت الكاتب وخصصت محاور عديدة له إلا ان سنوات الحصار المقيتة لم تتح لنا فرصة الاطلاع عليها .
أما كتبه المترجمة إلى العربية فهي :
1. طبل الصفيح ( رواية ) – نشرت بالألمانية في سنة 1959 – بثلاث ترجمات لحسين الموزاني( عن الألمانية – الجمل – ألمانيا ) ولكاتب هذه السطور( عن الانجليزية – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد ) ولموفق المشنوق (عن الفرنسية – دار الجديد – لبنان ) .
2. قط وفأر ( رواية قصيرة ) - بثلاث ترجمات أيضاً لحسين الموزاني ( عن الألمانية – دار الجمل – المانيا ) ولكاتب هذه السطور ( عن الإنجليزية – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد ) ولأبي العيد دودو ( روايات الهلال ) .
3. سنوات الكلاب ( رواية ) – دار الجمل – ألمانيا – 2003 بترجمة أحمد فاروق .
الكتب الثلاثة أعلاه تشكل ثلاثية دانزك .
4. سمكة موسى ( رواية ) – ترجمها الأستاذ الدكتور علي يحيى منصور وهو أكاديمي عراقي مقيم في اليمن – صدرت الرواية في صنعاء في 2005 ، في الأرجح .
5. حديث عن الخسارة – مقالة طويلة صدرت بهيئة كتاب بترجمة شيرين عبد السلام - المجلس الأعلى للثقافة – 2003 يتناول فيه غونتر غراس النتائج السلبية للوحدة الألمانية من وجهة نظره مع رؤية سياسية ثقافية اجتماعية للمجتمع الألماني بعد الوحدة الألمانية . يقع الكتاب في ثماني وأربعين صفحة من القطع المتوسط .
إن مبرر هذه المقدمة المستفيضة عن غونتر غراس هو الوصول إلى رأي موضوعي ومدروس ومتأن حول قضية انتماء الكاتب إلى القوات النازية الخاصة - لأننا لا نريد أن نبني أحكاماً متسرعة ً وارتجالية ً .. وإذا ما استخدمنا كلمتي الأستاذ المفكر محمد أركون فإننا لا نريد أن نتخذ موقفاً نقدياً استناداً إلى ( جهل مؤسس ) بل ينبغي للعملية النقدية أن تكون مستندة ً إلى عمق معرفي وفلسفي وحضاري عام كما يقول الناقد المغربي سعيد يقطين .
وعليه نقول :
ولد غونتر غراس في العام 1927 بمدينة دانزك ( أو جدانسك – إذا شئت ) عن أبوين نصف بولنديين ونصف ألمانيين . كان أبوه بقالا ألمانيا ، أما أمه فمن الكاشوبيين وهم قوم سلافيون غربيون مؤلمنون يسكنون الجزء الشمالي الغربي من مقاطعة بروسيا .. الخ } انظر إلى صفحة 638 من رواية ( طبل من صفيح ) – ترجمة كاتب هذه السطور – دار الشؤون الثقافية العامة – بغداد { وقد تربى غراس في جو غريب يشهد مولد الرايخ الثالث .. وظهور كتاب ( كفاحي ) لهتلر وإعادة تنظيم حزب نازي . انضم وهو في العاشرة من عمره أي في العام 1937 إلى منظمة " أشبال هتلر " ثم إلى منظمة أخرى تسمى " شباب هتلر " . في العام 1941 أي بعد اندلاع الحرب الكونية الثانية بعامين . وفي العام 1944 سيق إلى الجندية وفي العام التالي وقع في أسر الأمريكيين بعد أن جرح .
في السطور الأخيرة بيت القصيد .. أي أن غراس سيق إلى الجندية شأنه شأن الملايين من الألمان في ظل نظام دكتاتوري . عمره سبعة عشر عاماً ، شاب غر، طري العود ، لم يكن له أي موقف فكري واضح . وجد نفسه مرغماً على ارتداء البزة العسكرية مثل زميليه هاينريش بول وبورشرت .. اللذين أصبحا كاتبين مرموقين فيما بعد – نال الأول جائزة نوبل للآداب عام 1972. لم يكن غراس يومذاك رجلاً بالغاً وناضجاً مثل توماس مان وهيسه وبرتولت بريخت وتوخولسكي كي يهرب إلى خارج ألمانيا ويواصل مسيرته الأدبية والفنية .
هناك فرق بين أن تؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية وبين أن توظف قلمك لخدمة دكتاتور مستبد وظالم ومتعطش للبطش والدم ويسعى إلى إبادة شعبه وانتهاك حرمات الشعوب الأخرى .. في ظننا أن هذا هو الإشكال الذي وقع فيه الأستاذ الشاعر الفريد سمعان في مقاله المنشور في صحيفة " التآخي " فلو تهيأ له أن يقرأ " طبل الصفيح " والدراسات المكتوبة عنها لما وصل إلى هذه القناعة .. أرجو من الزميل الفاضل سمعان ومن القراء كافة أن يقرؤوا فصل ( قافلة النمل ) من رواية ( طبل من صفيح ) ليعرفوا موقف غونتر غراس من ألمانيا النازية .
كيف يمكننا أن نتوقع أن ينال كاتب مدح النازية ومجد أفعالها السود جائزة نوبل للآداب وكل هذه الشهرة والانتشار .. كما ترجمت أعماله إلى ما يزيد على ثلاثين لغة عالمية .. مع انه كاتب عسر الهضم كما يقول القاص والروائي العراقي نجم والي – على فكرة تربط غونتر غراس علاقات صداقة مع نجم والي والأستاذة الشاعرة أمل الجبوري . بطبيعة الحال لا يمكننا أن نتاجر بأقلامنا من أجل المكاسب المادية .. ولنعيد إلى الأذهان حكاية الشاعر الفرنسي آرثر رامبو الذي تخلى عن الكتابة عندما أصبح تاجراً للعبيد .. نعم الكتابة حرفة مقدسة .. امرأة جميلة لا يجوز خيانتها .