الخميس، 8 نوفمبر 2012

اصدارات جديدة للروائي والقاص والمترجم د.علي عبد الامير صالح

الروائي د.علي عبد الامير صالح في مشغل الفنان غالب المسعودي مع الفنان جميل الكبيسي

اصدارات-جميل الكبيسي


عن المركز الثقافي للطباعة والنشر صدر للفنان التشكيلي والباحث جميل الكبيسي كتاب جدل الرؤيا-الكتاب في214 صفحة.دون فيه الكاتب حوارات مع النفس وكانت النتيجة مخاضات من الاسئلة المثارة حوتها صفحات هذا الكتاب.

إضاءة -الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!-حامد كعيد الجبوري

إضاءة الغباء الأمريكي والتسويف العراقي !!!
صباح يوم 7 / 11 / 2012 م وبالتوقيت العراقي أعلنت نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بتجديد ولاية السيد ( أوباما ) ، لم أصدق الخبر وأنا أستمع لخطبة مرشح الحزب الجمهوري الخاسر ( ميت رومني ) الذي هنأ رئيسه ( أوباما ) بولايته الجديدة ، عجبت لهذا الغباء الأمريكي المستشري كسرطان لا علاج له ، كنت أتوقع أن يلجأ ( رومني ) الخاسر الى الأعلام ، ويطالب بعد الأصوات يدويا وبأشراف من حزبه أو من أقاربه أو من مواليه ، وينتظر لمدة شهر أو أكثر وبعد أن تعلن النتائج يشكك في مفوضية الانتخابات ، ويدعي عدم نزاهتها ، أو يقول أن المفوضية كل افرادها من حزب معين وذاك الحزب على خلاف مع حزبه طائفيا أو عرقيا ، وبذلك يؤخر إعلان النتائج ريثما يحسم أمره لشئ ما في داخله ، أو يقدم أوراقه الثبوتية المزورة عن المرشح المنافس ، وبالمقابل فالمرشح الخصم يعيد نفس التهم الموجهة له ، وبعد حين من الزمن ، وبتدخل أطراف سياسية منتفعة يصار الى المحكمة الاتحادية العليا لتبت في ذلك ، ولأن المحكمة الاتحادية الأمريكية شكلت بموجب ( تحاصص ) طائفي وعرقي وحزبي فسوف تسوّف النتيجة لصالح ( أوباما ) ويبقى في سدة الحكم لدورتين ، وأن شاء لدورة ثالثة ورابعة وصولا لحفيد ( أوباما ) الأبيض ، وشئ آخر لفت نظري بخطبة النصر التي ألقاها الرئيس الأمريكي الفائز ( أوباما ) وهي ، وصول حشود من الشعراء والفنانين للساحة المخصصة لإلقاء خطبة الرئيس الفائز ، ولمباركتة عبر وسائل الأعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ، وشاهدت أفواجا من العشائر الأمريكية العربية الأصيلة وهي ( تردح ) أمام قائدها ( الأوبامي ) ، وتهز عقالها العربي المصنوع في الصين الشعبية مرددة ( بالروح بالدم نفديك أوباما ) ، وأفواجا أخرى يسمونها في أمريكا ( أفواج الإسناد ) يقودها رؤساء العشائر الأمريكية السود وهي تحمل بنادقها وبيارقها الملونة متآزرة مع أفواج ( الصحوات ) الأمريكية ( هازجة ) بصوت مبحوح ( العزيز أنت ) ، وتابعت الفضائية العراقية ليلة الانتخابات الأمريكية ليلة 7 / 11 ، و التي اهتمت أي اهتمام بهذا الانتخاب الأمريكي العراقي المبين ، اتصالات مع ساسة لا يعرفون من السياسة إلا ملأ البطون والأكياس ، ولا يحسنون إلا عمليات غسيل الفضائح والأموال المسروقة من خزائن الفقراء المساكين من الشعب المبتلى ، لله درك يا عراق ، وأن الغد الديمقراطي العراقي لناظره قريب ، ولا أشك بذلك ، للإضاءة ..... فقط .

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

موسيقى الجسد الالماني مجموعة شعرية جديدة للشاعر نعيم عبد مهلهل

عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع2011 صدرت مجموعة شعرية للشاعر نعيم عبد مهلهل بعنوان موسيقى الجسد الالماني جاءت المجموعة ب156 صفحة.صدرها الشاعر بمقدمة عنونها الشاعر, اور ومرتفعات كلمنجارو,جاء فيها(هي البلاد التي حركت رمشها,فاتجه العالم اليها بالدبابات وخارت قواها مع اول قبلة امريكية,لتسهو بعد الف شهقة,وتسيح في طرقات الوهم أمنية أن تعود الحدائق تشتري الفستق من اسواق العشاق)

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

ذاكرة الجسد بين التأثيث والتشفير.في رسوم ستار لقمان- د.شوقي الموسوي

ذاكرة الجسد بين التأثيث والتشفير في رسوم ستار لقمان
ثمة تأثيث لذاكرة الجسد باتجاه موضوعة الانفعال في الرسم المعاصر في العراق ،أخذ يتنامي ويتمظهر في تجارب اليوم والأمس فأنتج تساؤلاته بحدود العملية الإبداعية..فهل يكون الفن هنا مجرد انفعال ؟؟ أم هو بمثابة صورة للانفعال ؟؟ وان كان صورة له كيف يصار الشكل عندما يقترح الفنان أجساده ذات الطابع الوجداني في صورة ؟ وعلى اي أسلوب يتبعه للامساك بلحظة الانفعال؟؟ مثل هكذا تساؤلات تجعلنا ان نتمسك بالحوار مع طاقات الانفعال الآخر الخاص بالمتلقي الذي يأتي لحظة فعل القراءة .. فقد ظهرت العديد من التجارب الفنية العراقية على الساحة التشكيلية المعتمدة على ذاكرة المكان ومافيها من لحظات وجدانية تحتفل بالواقع والإنسان ..وما تجارب الفنان ستار لُـقمان الا تأكيداً على ذلك ؛ كونه قد اهتم بموضعة المشاعر الإنسانية العميقة وحالات الوجد والهيام وصور الانفعال في أغلب أشكاله ذات الطابع الموضوعي الاجتماعي بالرغم من تمظهر بعض أعماله المتقدمة بشيء من عاطفة الفنان الشخصية التي تبتعد عن صورة الانفعال لصالح الانفعال نفسه .
 صورة الوجدان بين الواقعي والمتخيل:
 احتفل الرسم المعاصر في العراق عبر تمرحلاته الفنية بصورة الانفعال الذي نجده مختلف تماماً عن الانفعال نفسه ؛ بمعنى ان الانفعال (الوجدان) قد تحول بفعل الرسم إلى صورة فنية تمتلك شيئاً من الشفافية العالية التي تمكن الفنان العراقي بشكلٍ عام والرسام ستار لقمان بشكلٍ خاص دخول المناطق العميقة في الذاكرة الجمعية الخاصة بالتلقي .. ستار لقمان بهذه الأعماق أهتم بالبحث عن طبيعة صورة الانفعال باعتبارها تتمسك بآليات التعبير والتسطيح الى حدٍ ما على حساب التمثيل او التوصيف المباشر ...؛ حيث وجدنا أشكاله الواقعية الجديدة تتمسك باظهار صورة الانفعال نفسه كما هو متواجد في رسوماته المتأخرة والمشتغلة على مفهوم التعبير ، من أجل تأكيد الفردانية ومن ثم تكثيف مشاهده التصويرية المحتفلة بالجسد الانثوي بمفردات فلكلورية بسيطة ترفض التغيير المابعد الحداثوي لصالح التعبير .ان اغلب مفرداته التشكيلية (الامرأة- الطفل- الرجل- الديك- الفانوس- البساط الشعبي – الشناشيل – آلة العود- العباءة- الزي البغدادي- الشمعة- القارب – الهلال ....) جاءت بمثابة تأثيث وتعبير عن صورة الوجدان وإظهاره إلى حيز الموضوعية .. ليصبح الفن هنا تعبير عن الواقع ؛ اذا مااعتبرنا ان الانفعال يتحول الى صورة فيصبح انفعالا يمكن تأمله – على حد قول كروتشة – أو ربما يُصار الفن مجرد لغة تعبر عن الانفعالات ولكننا نلحظ ان بعض أعمال الفن تقترب لان تكون تجارب وجدانية تنتج الجمال من نظر ارسطية التي أكدت على ان النفس حين تمر بتجربة انفعالية في الفن يحدث لها تطهير ، ينتج عنها اتزان وسلام باطني يثير في ذهن المتلقي الاتصال الجمالي .
 السرد بين التمثيل والتبسيط :
 اهتمت تجربة الفنان ستار لقمان بالإمساك بلحظة التعبير عن صورة الحدث (القصة) وليس مجرد تمثيل له ، بحيث وجدنا إن أعماله في فترة السبعينيات والثمانينيات تقترب من الذاتية التي أصبحت حينذاك تحتفل بتقديم السير الذاتية وفق آليات السرد الحكائي المباشر إلى حد ما الذي يقنن أحداث المشهد التصويرية .. بينما في أغلب أعماله المتأخرة والجديدة – معرضه الثالث على قاعة أكد 2009 - لم نجدها مجرد تعبير عن الذات بل كانت بمثابة تقديم صورة تعبيرية للانفعالات والصور الوجدانية المستحضرة من الذاكرة البكرية والتي يحيلها الفنان بفعل أسلوبه الواقعي التعبيري إلى حقائق موضوعية قابلة للتأمل والإدراك ومن ثم الانفتاح على الآخر . فالرسام هنا يركز على صورة الانفعال التي تساعده في اقتراح أشكاله ليكون بمثابة صانع يصوغ أفكارنا عن التجارب الباطنية مثل الكلام الذي نجدهُ يصوغ أفكارنا عن العالم المرئي لحظة فعل الكلام
 الفنان وذاكرة المدينة :
 احتفلت ذاكرة الرسام ستار البصرية بالعديد من أمكنة مدينته القديمة (بغداد) وماتحمله من إرث حضاري وتراثي ومعاصر .. وقيم اجتماعية وثقافية وتقاليد وطقوس احتفالية مازالت حاضرة في الذاكرة ..تستحضر لنا أشكالاً ومفردات تذكرنا بالواقع الشعبي البغدادي المحتفل بالمرموزات (البطولة- المحبة- العطاء- الخير- الحلم- الزهو- العشق- الحياة ...) والدلالات التي تحيل ذهن التلقي الى أحداث الزمن الماضي الجميل المحتفض بالأصالة والتراث بأسلوب بانورامي احتفالي ضمن عنوانات لوحاته (ليلة العرس- الفرح- العاشقان- امرأة تتأمل- الحالمة- خضر الياس- صياد السمك- شناشيل بغدادية- الراقصة- أم العباية- مربي الحمام- فتاتان من بغداد ...) التي تسرد الحياة البغدادية ، لتصبح المدينة وحكاياتها صورة فنية ديناميكية معبرة ترتبط بالحياة ، تنبع منها للوصول الى مستويات جديدة في المعنى وفق الأسلوب الواقعية التعبيرية الممتليء بايماءات الجسد الإنساني (الامرأة والرجل) وبمساحات لونية صريحة (الأحمر والأزرق والبني) التي تحتضن مشاهده التصويرية بجانب أشكاله التراثية (القارب- الفانوس- النهر- البساط- العباءة- العصفورية- الشمعة- الظفيرة- اللالة- الدف ...) .
 صورة الجسد الانثوي والتراث:
 تواجدت موضوعة الجسد في أغلب مشاهد الفنان لقمان التصويرية ،بل وقد أصبحت المهيمنة الدلالية على بقية الأشكال ان لم نقل جميعها ؛باعتبار ان الفنان قد ركز في فنه على النزعة الإنسانية ... فالجسد – الأنثوي على وجه الخصوص- وبمختلف توصيفاته وعنواناته (الحالمة- العاشقة- الغيورة- الأم- الأخت- الحبيبة- الراقصة- الفلاحة- العاملة ...) نجده محمّل بمضامين إنسانية ذي رسائل تواصلية تقدم الى المتلقي على شكل شيفرات وايماءات لأدراك الوجدان والجمال في صور قابلة للتأمل والحوار ..فالمتلقي سوف يلتقط الجمال كصورة معبرة نابعة من فعل الانسجام المتواجد بين العناصر التكوينية فضلاً عن تفاعلية العلاقات التصميمية للمشهد ككل وبخاصة في الوحدة في التنوع ..وبالتالي يبث الجسد الأنثوي المتوشح بالتراث البغدادي في كل المرات للمتلقي قبسُ من اللذة والدهشة (المتعة الجمالية) الذي يمنحنا شيئا من الصدق في التفكير والتأثيث الذي نستشعره قبل الدخول في التجربة الجمالية .ان ذاكرة الجسد في رسوما ت الفنان ستار لقمان تولد في ذاكرتنا البكرية لحظة فعل القراءة مشاعر وانفعالات ذات معانٍ انسانية تعطي للمشهد قيمة جمالية وثقافية تمنح التجربة الوجدانية شيء من الجمال .

نحاتون عراقيون.صالح القره غولي-عادل كامل

نحاتون عراقيون
صالح القره غولي
 حداثة لا تتدحرج نحو المجهول لغز المعنى وأطياف النحت
بين أن يكون الجسد حيا ، أو ميتا ، مسافة تلمس بالبصر أو باليد .. ولكن .. قال الأستاذ صالح القره غولي ، قبل رحيله بأيام – في حوار معه – أن هذه المسافة ، على صعيد الرمز ، تأخذ مداها الأبعد .
 ان حديثنا عن الموت ، لا يأتي ألا بعد ان تكون الحياة قد بلغت درجة الصفر . انه حديث الحياة الغائبة ، المؤجلة ، حيث يحسم الموت الكلام ويحولنا إلى كلمات ، والى رموز مغلقة ، أو لا تنفتح ألا وقد صار المستقبل ماضيا . كان الراحل صالح القره غولي ( 1933- 2003 ) خلال العقد الأخير في الأقل ، سكن فضاء الموت : فضاء الأسئلة وهي تولد أسئلة للامتداد ، وليس للحسم .. فهل هذه هي وظيفة النحت ..؟
قال القره غولي : - ( كلا ) متابعا: - ( النحت يتكلم كلامه المجسم :آفاق تبزغ بدلالات الحياة ) انه مادة الحلم .. فمنذ سنواته المبكرة ، عندما درس الفن من عام 1954 إلى عام 1960 في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس ، بعد دراسته للنحت في بغداد وتعرفه على أستاذه جواد سليم عن كثب ، ترسخت لديه بعض أقدم المبادئ المتوازنة عند النحات العراقي القديم : البنائية . فالنحات لا يحذف . انه يعيد صياغة الخطاب بتكامل عناصر المعنى والتعبير .. وقد شاركته في كتابة دراسة خاصة بالنحت ، قبل عقد ، محورها ان فن النحت ، قال : لا يغادر المعتقد الكلي السائد والمتصل بالبيئة .
انه وليد وثبات يتحرك عبرها الزمن ، كما تتحرك الألغاز .
 وفي مجال الحداثة ، لا ينفي القره غولي ، انها ليست وليدة التقاطع مع الطبيعة ، أو الامتداد ، أو الانعكاس ، أو حتى التعبير ( انها – أي الحداثة – صياغة الذي لم يصغ ألا بإضافة هذا الذي يبقى مستحيلا ) قلت له متسائلا : ما المستحيل ؟ يصمت الفنان بعض الوقت ، وهو الذي مارس تدريس الفن مدة عقود أربعة في معهد الفنون وفي أكاديمية الفنون الجميلة ، انه الذي لا يتكرر) بهذا الدافع صاغ النحات هدفه : المعنى . بيد ان هذا المعنى ، كما ورد في دليل المعرض ألتكريمي للفنانين الذين درسوا في فرنسا( ملغزا ) مثل شخصيته .. بيد أنها ملاحظة غامضة لأنها لا تفضي إلا إلى ضرورة إعادة تأمل إنجازات النحات ذاتها . فالمعنى لا يتحدد داخل أشكاله : انه يقفز ، أو يثب .. مثل منحوتاته حول ( الاهوار ) و ( الصحراء ) و ( المقاومة ): الأعمال التي تحافظ على هيكليتها ، كأنها لا تحدث فاصلاً بين المعبد والجسد ، أو بين السكن والساكن . فهو يدفع بالمعاني إلى مناطق الغياب : اللا مرئي وقد منح الرؤية شفافية التحدي ، وعزيمة المثابرة .
 لا بد من تذكر ان دراسة الفنان كانت جادة ودقيقة في بغداد وباريس .. ففي بغداد تأمل عميقاً توجيهات جواد سليم وفائق حسن وجيل الرواد عامة ، وفي باريس تعرف على أساتذة بارزين مثل جانيو- وهو أستاذ جواد في باريس أيضاً – ودامبوز – وسوبيك – وفافارا – أو ديمو . مع أن مواهب النحات كانت كامنة في شخصية تمتلك البحث والحفر في ذاكرة النحت العراقي القديم ، وانتظار صقلها بتقنيات تقدر ان تفكر داخل توجهات التحديث في الرؤية الإبداعية ..
هكذا تكونت مجاميعه الفولاذية ، والحديدية وقد أستخدم فيها مختلف المواد المحيطية والبيئية ، مثل الوبر ، الصوف ، الكتان ، والقير .. .. .. فقد أعاد – بشكل من الأشكال – مفهوم ( البوب ) بحداثة متوازنة بعيداً عن الابتذال ، أو الفكاهة المرة .
هذا الاستخدام البنائي للخامات ، جعل الغرائبية تخص الطيف الذي يترك أثره بصعوبة بالغة . ثم ثيران أو نسوة غامضات أو كائنات خرافية لا تعرف أتحدق فينا أم صرنا – في إعادة بناء النص – نحن نرى أنفسنا فيها . فثمة تحطيم للمرايا .. قالباً مقولة جواد سليم حول الفن بصفته مرآة اجتماعية – يقول القرة غولي – المرآة وقد صارت تبُصر ..
بيد ان الأمل الذي لم يفقده ، حتى أخر أيامه ، ( رحل يوم 6/8/2003) يكمن في لا موت الفن . فمنذ ثبت ( هيغل ) الفيلسوف الألماني هذا الإنذار ، مروراً بميتات تتكرر عبر حداثات أوربا – حتى مقولات ما بعد موت الإنسان وبعد فوكو ودريدر – صار الأمل فناً يسكن المسافة الخفية بين المرسل والمتلقي : في النص وقد أنفتح درجة أنه يتطلب حساسية استثنائية توازي بحثنا عن الغائب . فمن الصعب ، عند غياب ( المعنى – غياب الهدف ) العثور على أقنعة تعويضية .
 ان النحات صار يهدم الأقنعة ، يخربها ، ليعيد بناء الذي صار مستحيلاً . وقد تبدوا ثمة مثالية ما في هذا التحديث ، لكن إعادة تأمل نصوص ، ومقارنتها بكوارث خربت مدن وادي الرافدين التكرارية ، منذ أزمنة الطوفانات ، والتفكك الداخلي ، تجعل ( شقاء ) المعنى ، في آثاره كابوساً يخُفي لوعة لا توصف ..
 فأعماله العملاقة في متحف الفنون في بغداد ، لم تسرق ( ماذا يفعلون بها لصوص الفن ؟ ) بل تعرضت للحرق ، والسحق ، والتخريب حد إيذاء الفولاذ والخامات الصلبة ، ألا أنها صمدت ، وحملت السر الذي كان لا يغيب عن ذاكرة النحات الرائد . لقد كنت أراه وهو يتأمل بقايا مشاريعه وكأنه يكتم حتمية الموت ولغزه . أنه كان يتكلم بصمت عميق عن مصير أخر يولد من عمق المجهول أو أنه كان يضيف لبنة أخرى الى البناء المتوحد بالزمن . كانت أعماله – قبل ان ينقذها عدد من طلابه وفي مقدمتهم النحات د. عبد الجبار النعيمي – ليسلمها الفنان قاسم سبتي بغية صياغتها وأعادتها إلى وضعها السابق – تحكي قصة هذا المعنى : الأمل : الطيف السومري الذي شغل القره غولي طويلاً . كان يتأمل بصمت لا يصير فيه الغائب غائباً أو حاضراً بالغياب ، ولا يصير اللا معنى معنى عبر جماليات الترف ، بل عبر تداخل المستحيلات وتجاورها : الموت وقد صارت الحياة لا تكف تولد عبر هذا الكفاح الشاق والمستحيل : لغز الدهشة وانبثاق ومضات تجعل الأفق قابل للرؤية ..
 وربما لم يبح النحات ، حتى عندما رفض ان يصوّر فكيف بالكلام – باستحالة التقدم في الحياة ، لكي يكون الرحيل نزهة لا تتطلب الشقاء والكد ، أو جعل اللا مبالاة مطلباً صعباً ، ان يكون الرحيل رمزاً كامناً داخل نسيج مجسماته التي لها حق الصمت ، مثلما لها حق استنطاقنا أمام أسئلتها العنيدة .

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

شعب لا يحب التنظيم والنظم-كاظم فنجان الحمامي

شعب لا يحب التنظيم والنظم جريدة المستقبل العراقي كاظم فنجان الحمامي اغلب الظن إننا من أكثر شعوب كوكب الأرض امتعاضا من لفظة (نظام), ومن أكثر الناس بغضا لكل ما ينتمي إلى التنظيم ويرتبط بالنظام, ننفث حقدنا على كل الأنظمة, نواصل شن غاراتنا الكاسحة عليها, نقلب الدنيا ونقعدها تحت مبرر النيل من النظام, لا نميز بين ما يضر وبين ما ينفع, أسئنا التعامل مع مفهوم (النظام), وأمعن رجال الدولة وأبواقهم الإعلامية منذ خمسينيات القرن الماضي في تشويه صورة هذه الكلمة, حتى أفرغوها من محتواها اللغوي والفكري والتطبيقي واللساني, وانتهت صلاحيتها منذ عقود, وسقطت من قاموسنا اليومي المتداول, وصارت في نظرنا (اكسباير). نكره لفظة (النظام) منذ طفولتنا, لأنها ارتبطت في أذهاننا بكل ما هو مشين ومعيب ومخجل ومزعج ومخيف وفاشل ومقرف, هذا يحذرنا من الأنظمة الرجعية ومؤامراتها, ويوصينا بنبذ النظام الشمولي, وآخر يشرح لنا مساوئ النظام الرأسمالي, ويبين لنا عيوب النظام الاشتراكي, مجاميع من أنصار النظام السائد يتظاهرون ضد أتباع النظام البائد, وفي كل مرحلة من مراحل الحياة المتجددة هناك سائد وبائد, فكل من عليها فان, ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. . ينتقدون نظام توزيع الطاقة الكهربائية, يعترضون على نظام البطاقة التموينية, ينزعجون من نظام التدرج الوظيفي ونظام الإحالة إلى التقاعد, هذا يتهجم على نظام الدولة الفلانية ويقول إنها إرهابية, وذلك يسخر من فساد نظام الدولة الفلتانية, صحف تنتقد القائمين على نظام الانتخابات وتتهمهم بالتزوير, وفضائيات تشرح سوء نظام الري وتنعته بالتقصير, هذا نظام فاشي, وذلك نظام نازي, ونظام متخلف, ونظام جائر, ونظام مستعمر, ونظام متكبر, ونظام قمعي, ومتجبر, والنظام المستبد, والنظام القهري, والنظام التعسفي, وهكذا استهلكنا هذه المفردة في التعبير عن المواقف المعادية للإنسانية, فاشمأززنا منها, ونبذناها ورجمناها. ولم نعد نذكرها إلا عند الإشارة إلى الأوضاع السلطوية السيئة, وغاب عن أذهاننا إن النظام هو العمود الفقري للدولة, إن استقام نظامها استقامت, وإن انكسر نظامها انكسرت وزالت, ونسينا أن الله جلت قدرته, خلق هذا النظام الكوني العملاق, بآفاقه الواسعة, وأنواعه الكثيرة، وأقسامه المتعددة، وحركته الدائبة, وحوادثه المتكررة, وسخر له أدق الأنظمة, ومنها النظام الشمسي, الذي ينتمي إليه كوكبنا, ولجسم الإنسان آلاف الأنظمة البالغة الدقة, منها نظام التنفس ونظام الهضم والنظام العصبي, وللمحيطات أنظمتها, وفيها نظام المد والجزر, والنباتات لها نظام التمثيل النباتي, والحياة تسير وفق نظام في غاية الدقة والإعجاز, فالدنيا برمتها قائمة على نظام معلوم وتوقيت مفهوم, اما نحن فمازلنا نمقت التنظيم والأنظمة, ونميل إلى الفوضى والعبث, حتى برعنا بارتكاب الحماقات المتكررة. يمثل النظام في الكون والحياة ضرورة لا يمكن أن تستقيم الحياة بدونها, وما نراه من تطور ورقي في العالم المتقدم, ما هو إلا نتاج للأنظمة والقوانين والسنن والشرائع والأعراف الإنسانية السائدة لديها, وبما يخدم مصلحتها ومصلحة شعوبها, من خلال الإصرار على تطبيق تلك الأنظمة, وتوفير الحماية لها, وصيانتها من العبث, وبالتالي ضمان هيبة الدولة وعزتها ورفعتها, فنظام الدولة هو روحها ومنهجها وهدفها النهائي, ويفترض بالنظام أن يحمي الإنسان ويخدمه ويضمن له سعادته ومستقبله, ويصون حقوقه, ويذود عنه. في اليابان (مثلا) يعزى تفوق الدولة إلى قوة نظامها, الذي رفعته إلى منزلة مقدسة, ومنحته ثقتها المطلقة, هم يحترمون النظام ويقدسونه, ونحن نحتقره ونمقته, ونصب جام غضبنا على من يسعى لتطبيقه, هم يخططون وينظمون, ونحن نتخبط ونتنطط ونخيط ونخربط, هم يتقدمون ونحن نتراجع, هم الأمة التي قهرت الظلام, ونحن الأمة التي قهرت النظام. . نقطة نظام النظام الديمقراطي العربي: نظام من أنظمة الحكم يبيح لنا الاعتراض على سياسة الحكومة, ويبيح لها تجاهل اعتراضنا. . . . --