الاثنين، 24 سبتمبر 2012

عاجل :







        



        عاجل : أقدمت أجهزت امانة بغداد في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم (الاثنين 17\9\2012) في تهشيم مناظد عرض الكتب بدون سابق انذار مما سبب اضرار بليغه لنا نحن (المكاريد ) علما ان شارع المتنبي للسابلة فقط ,,
        طيور الظلام تهاجم الثقافة .... استخدموا الشفلات برفقة العسكر المدججين بالاسلحة الرشاشة والهراوات
        ?Photo: لا سابق انذار ولا شيء ولا أعرف ماهي الحكمة من تهديم (بسطيات) القرطاسية والكتب في شارع المتنبي !. على كل حال سنقرأ نعدكم بذلك :)?
        بدون سابق انذار ولا شيء
        لا أعرف ماهي الحكمة من تهديم (بسطيات) القرطاسية والكتب في شارع المتنبي !.
        فريد : هذه(بسطيتي)الصغيرة كنت ارى سائق الشفل يهدمها امام عيني..لكني لاأعرف ماهو الخطر اللذي ستلحقه هذه البسطية في الحكومة
        جانب اخر من الاضرار التي لحقتها (أمانة بغدادنا !!!!) بمن يساهم في نشر ثقافة القراءة !!!
        ماذا فعل اصحاب هذة الممتلكات البسيطة ؟
        جانب من الاغارة على مناظد باعة الكتب في شارع المتنبي مساء اليوم الاثنين 17\9 من قبل أمانه بغداد برفقة اجهزة الامن
        بعض الآراء من الأصدقاء حول غزوة أمانة بغداد :
        * عبد الحسين: سيبقى شارع المتنبي شارع اليسار العراقي وستنتهي كل محاولات اعداء اليسار بالفشل وسيشع من هذا المكان كل الافكار التي تنير الدرب وتدفع ظلام القوى المتخلفه امامها بعيدا ليس من شارع المتنبي بل من العراق كله
        * ماجد: اتمنى ان يكون هذا الحدث نقطة تحول نوعية لدى المثقفين كافة للوقوف بوحة الظلمات وارباب الخرافات والاساطير
        * نبيل : لعنهم الله هؤلاء كفروا بالثقافة , ومن يسترزق عليها مغرضين جهلة قتلوا فرحتنا .. باسم القانون ينتهكون المقدسات .. ويفعل ما يشاء... قائدهم اللعين ورئيس مجلسهم الجاهل وامينهم السارق
        * مثنى : امر لايمكن السكوت عنه ,,انهم يعرفون ان شارع المتنبي وكتبه ورواده خطر بالغ على عروشهم النتنة,,لو كان المتنبي كبسطيات النجف والروزخونيات من الكتب والملالي والسبح والمحابس لشيدوا وعمروا المكان
        * حسين : يابا الامانة عيني ، اوووووووووف ما اكدر اكتب غير لو تموتون هذا الشارع ما يموت ...؟
        * كريم : لِمَ لا يُكسّرونَ مناضد الارهاب والفساد قبلَ ان يكسروا مناضد الكتب..اليس هذا امراً يثير التساءل والريبة؟؟عجيب امر هذه الامانة
        * علي : هم طيور الظلام التي لاتريد للناس ان تتنور بالعلم والمعرفة والثقافة، يردون ان نعيش في عقلية العطور الوسطى..
        * جنان : لقد اصبح العراق حاضنة للفكر االمتخلف للاسف لا تعليق نلزم الصمت على هذه الانتهاكات الاجرامية بحق مثقفي العراق ..
        * مازن : ايعقل ان يكونوا بهذه السذاجة؟؟ هم اصلا يعانون من فقدان احترام المثقف لهم وثقته بهم.. بدل ان يقوموا بما يرمم الاجواء المشوبة بالا ثقة يقدمون على هكذا فعل!! هذا دليل على مستوى التفكير السطحي لمن امر بهذا القرار..
        * أبو لينا : { هذولة همج رعاع والله العتب موعليهم العتب على المسؤول الامانة ولا الشرطه الارعن اللي اعتده على تاج راسهم هذوله شمعت البلد وبلايايهم ماكو قيمةللوطن على العموم اكرر قولي ::::: سوف تبقون والمسيئين سوف تلعنهم الاجيال تبا لكل من اساء للوطن ولاولاد وطني ولشريحة المثقفين } ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
        * أبو ليلى : اخوتي رواد المتنبي ستكون ايدينا هي الجنابر لحمل وعرض الكتب .. !
        * زينة : جريمتهم انهم يبيعون فكر . وذنبهم انهم مصممون على ان بغداد ستبقى رغم قساوة الزمن مدينة الثقافه وان العراق اول حضاره ..
        *

--
.

الأحد، 23 سبتمبر 2012

في بابل-الإتحاد العام للشعراء الشعبيين يعقد مؤتمره الانتخابي الرابع-حامد كعيد الجبوري



في بابل


الإتحاد العام للشعراء الشعبيين يعقد مؤتمره الانتخابي الرابع
حامد كعيد الجبوري
    مساء السبت 22 / 9 / 2012 م عقد الإتحاد العام للشعراء الشعبيين في بابل مؤتمره الانتخابي الرابع ، دورة الشاعر الكبير ( الحاج زاير الدويج ) ، ورحب الشاعر حامد كعيد الجبوري رئيس الإتحاد بضيوفه ، وبعد قراءة التقرير الإداري والمالي أعلن حل الهيئة الإدارية السابقة ، وأنيطت مهمة إدارة الفعاليات الانتخابية بالشاعر الكبير ( جبار الكواز ) رئيس إتحاد أدباء وكتاب بابل ، والسيدين المحاميين ( خالد علي عودة ) ، والمحامي ( صباح اليوسف ) ، وبعد اكتمال النصاب للهيئة العامة  والبالغ عددها ( 120 ) شاعر حضر منهم لأداء الانتخاب ( 96 ) ستة وتسعون شاعرا ، وقد رشح للهيئة الادارية الجديدة ( 12 ) أثنا عشر شاعرا يتنافسون على سبعة مقاعد للهيئة الادارية ،  وبممارسة ديمقراطية شفافة أجريت الانتخابات وفرزت الأصوات ، وحصل كل من  الشاعرين  ( سليم حاجم الجبوري ) ، والشاعر ( ميثم الرماحي )  على ( 41)  صوتا لكل منهما ، وبعد أجراء القرعة بينهما فاز الشاعر ميثم الرماحي بعضوية الهيئة الادارية ،  وشكلت الهيئة الادارية الجديدة بتوافق أراء المنتخبون الفائزون وكما يلي :
1 : الشاعر حامد كعيد الجبوري  ( 72 ) صوت رئيسا للإتحاد
2 : الشاعر عبد الرزاق كامل أبو قمر ( 50 ) صوت نائبا للرئيس
3 : الشاعر محمد علي محي الدين ( 52 ) صوت أمينا للسر
4 : الشاعر طه التميمي ( 48 ) صوتا أمينا للشئون الثقافية
5 : الشاعر  صلاح عواد ( 58 ) صوت أمينا للصندوق
6 : الشاعر مصطفى الأعرجي ( 57 ) متابعة منتديات الاتحاد
7 : الشاعر ميثم عبس الرماحي ( 41 ) صوت الشؤون الادارية
وفاز بمقعدي الاحتياط كل من الشاعرين ( سليم حاجم الجبوري ) والشاعر ( محمد الشمري ) الذي حصل على ( 32 ) صوتا ، ومن جانبه صرح السيد عباس رضا الموسوي رئيس اتحاد الشعراء الشعبيين في العراق بقناعته المطلقة وفرحته  بهذه الفعالية الديمقراطية الجديدة ، آملا من الهيئة الادارية المنتخبة بذل قصارى الجهود من أجل المشروع الوطني الثقافي العراقي .


السبت، 22 سبتمبر 2012

مهرجان المتنبي العاشر في واسط يحمل اسم الشاعر حميد حسن جعفر

مهرجان المتنبي العاشر في واسط يحمل اسم الشاعر حميد حسن جعفر
علي عبد الأمير صالح
 تحت شعار ( بالقصيدة تسمو الحياة ) وبالقرب من ضريح ( المتنبي ) في قضاء النعمانية تنطلق يوم الثلاثاء المقبل الخامس والعشرون من أيلول ( سبتمبر) 2012 فعاليات مهرجان المتنبي العاشر في محافظة واسط العراقية ( 170 كم جنوب بغداد ) وتستمر ثلاثة أيام . يذكر أن مهرجان المتنبي الذي تقيمه محافظة واسط بالتعاون مع وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب في العراق هو مهرجان سنوي انتظمت إقامته في السنوات الثلاث الأخيرة وفي الموعد نفسه ، بعد أن تعذر عقده في سنوات عدة لأسباب شتى . الجديد في مهرجان هذا العام أنه حمل اسم أحد شعراء المحافظة البارزين الذي ولد سنة 1944 ومارس مهنة التعليم طوال ما يقرب من ثلاثين عاماً وأصدر تسع مجموعات شعرية ( أحدها مجموعة مشتركة ) ومجموعة شعرية للأطفال وروايتين ودراسة نقدية عن الشاعر ياسين طه حافظ . حاز حميد على جائزة دار الشؤون الثقافية العامة سنة 2008 وعلى لقب ( أفضل أديب ) في استفتاء موقع ( الكوت نت ) ، كما كرمته جامعة واسط سنة 2008 اعتزازاً بنشاطه الأدبي والثقافي . فضلاً عن ذلك نشر حميد نحو سبعين مقالة ومتابعة نقدية عن المجاميع الشعرية والقصصية والروايات التي خطتها أقلام كتاب وشعراء عراقيين . يتضمن مهرجان المتنبي العاشر فعاليات أدبية وفنية ، وستكون هناك أربع جلسات شعرية وندوتين نقديتين ـ الأولى تحت عنوان ( قصيدة المرآة في الشعر العراقي الحديث ) وعلى قاعة فندق الكوت السياحي مساء يوم 25 أيلول والثانية تحت عنوان ( القصيدة القصيرة جداً وأفق التلقي ) على قاعة فرقة منتدى شباب النعمانية مساء يوم 26 أيلول . تتوزع فعاليات اليوم الأول والثاني بين مدينتي الكوت ( مركز المحافظة ) وقضاء النعمانية ( 30 كم شمال الكوت ) حيث ضريح الشاعر أبي الطيب المتنبي المقتول في ( دير العاقول ) . كما تحتضن جامعة واسط أبناءها شعراء العراق من خلال إقامة الجلسة الشعرية الثانية على إحدى قاعاتها في صبيحة اليوم الثاني من المهرجان . أما فعاليات اليوم الثالث ( حفل الاختتام ) فستكون على قاعة الإدارة المحلية في الكوت وتتضمن افتتاح معرض الفنان التشكيلي عباس العمار وكلمة عن الشاعر المحتفى به وقصيدة يلقيها الشاعر حميد حسن جعفر ، وعرض درامي للفنان المسرحي عزيز خيون في شعر أبي الطيب المتنبي ، وتليه قراءات شعرية وقراءة البيان الختامي وتوزيع الهدايا ودروع المهرجان على المشاركين .

السبت، 15 سبتمبر 2012

StatsCrop: StatsCrop - a web service that lets you explore any website informations and its history, understand your competitor's website is how to operate, to help you how to optimize your website, increase your website traffic and income.

الأحد، 9 سبتمبر 2012

أين مال التجار يا غرفة تجارة بابل ؟ !!!!-حامد كعيد الجبوري

أين مال التجار يا غرفة تجارة بابل ؟ !!!!
للنجاح آباء متعددون والفشل لقيط لا أب له ، والناجح والمتفوق يقع تحت أنظار الكثير قدحا أو مدحا ، والقدح كالعادة أكثر من المدح بكثير ، والغريب في علاقاتنا الحالية أن الناجح لا نمد له يد الدعم والشكر والإشادة ، بل نحاول ان نجد له اكثر من هفوة نصنعها ليقال انه فاشل ، وبين هذا وذاك نجد الكثير من الناجحين يخترقوا الصعاب ليثبتوا أنهم الأجدر والأفضل معتمدون على طاقاتهم وخبراتهم الذاتية ، فترة قبل سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة قامت غرفة تجارة بابل بخدمات تخص شريحة التجار كإنشاء جناح طبي علاجي لتجار بابل ، وحقيقة كان وقتها معلما صحيا يشار له ، أو تقوم الغرفة بعمليات ختان جماعية لفقراء المدينة ، أو تقديم مبلغ زهيد للفقراء أيام الأعياد أو في رمضان ، ومعلوم أن واردات الغرفة آنذاك لا توازي وراداتها اليوم ، ولا أريد أن أكون ظالما لو قلت أن قسما من إدارات الغرفة يوم ذاك لم تحسن استخدامها المالي لذا وصلت لنا العديد من المؤشرات السلبية ولسنا بصدد الحديث عن الماضي ، الآن يتحدث الكثير من التجار أن واردات الغرفة المالية كبيرة جدا لا توازي ولا تساوي وارداتها سابقا ، فأين تذهب أموال التجار ؟ ، ومن أين مصادر تلك الأموال ؟ ، حملت أوراقي صوب غرفة التجارة والتقيت رئيسها المهندس الاستشاري ( صادق هاشم الفيحاون ) أولا ، ولم يجبني بشئ بل حول أسئلتي لنائبه السيد ( جاسم مطر أبو خمرة ) وأضاف لي حديث معك ، وردا على قسم من أسئلتك حينما تستجمع وتشاهد ما نقوم به اليوم ، أذعنت لذلك وبدأنا المشوار الرائع مع السيد ( جاسم أبو خمرة ) فأطلعنا على بناء فخم وبمساحة كبيرة أسميت ( قاعة متعددة الأغراض ) مما دعانا ان نحدد سؤالنا كالتالي . س : كيف تبلورت لديكم القناعة لهذا الصرح الكبير ؟ ج : أحدى جلسات مجلس إدارة الغرفة سنة 2010 م أقترح المجلس أن نقيم قاعة متعددة ألأغراض على أرض الغرفة المتروكة من مجمل مساحة القطعة العائدة لغرفة تجارة بابل ، ومساحة الأرض الفارغة أكثر من ( 1000 ) م2 ، وهذه الأرض الفارغة أصبحت مكبا للنفايات سواء من عمال الغرفة أو من البيوت القريبة لها ، وأقتُرح أن تقام عليها قاعة متعددة الأغراض . س : هكذا مشروع يفترض وضع تصاميم له من قبل مكتب هندسي استشاري ، فمن وضع لكم هذا التصميم ؟ . ج : بدءا وضع تصاميم المشروع المهندس الاستشاري ( حمزه المعموري ) والتصميم الذي وضعه يعتمد على البناء الذي يسمى ( ربد سلاف ) وقوامه ( الكونكريت ) المسلح ، وبما أن ال ( ربد سلاف ) مكلف جدا ويحتاج الى أموال كبيرة لا أمكانية للغرفة على توفيرها ، وهنا أقترح المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) عضو مجلس ادارة الغرفة تغيير التصاميم من ( كونكريت ) مسلح الى تصميم حديدي يسمى ( ستيل ستركجر ) ، وهذا التصميم الحضاري الجديد له ميزة قلة التكاليف ، وقلة الأحمال على الأرض ، وبلا أعمدة داخلية تشوه صورة القاعة وتستنفذ جزءا من مساحتها . س : المساحة المتروكة لكم حوالي 1000 م2 ، هل استغلت المساحة بكاملها ؟ . ج : نعم استغلت المساحة بالكامل وتم بناء القاعة الأرضية وفق القياسات التالية ، الطول 33 م ، العرض 25 م ، وللقاعة ملحقات ( كونكريتية ) تشمل ، 1 : ( الصحيات ) رجالية ونسائية . 2 : قاعة للاجتماعات كبيرة بمساحة 55م2 تستغل في الطابق الأول للاجتماعات والمؤتمرات الصغيرة ، وفي الطابق الثاني يمكن استغلالها إدارة للقاعة ، أو ( كوفي شوب ) ، أو مجمع ( انترنيت ) . س : هكذا مبلغ بعشرات الملايين هل حسبتم كيف يموّل ؟ ومن أين ؟ . ج : التمويل بالكامل من الغرفة ووارداتها التي هي عبارة عن اشتراكات التجار ، واستثمارات الغرفة . س : من أين هذه الاستثمارات ؟ . ج : لدينا محلات مؤجرة ، ولدينا ساحة لوقوف السيارات ، ولدينا عمارة في شارع الامام علي ، ومحلات جنب الغرفة ، وكل هذه الواردات تشكل مصدرا للتمويل وبناء المشروع الضخم . س : بعد انجاز الطابق الاول وملحقاته من مجمع صحي للنساء وآخر للرجال ومكتب ادارة للطابق الاول والثاني ، وبهذه المواصفات الهندسية من اعمدة خرسانية جانبية عملاقة ، وإكمال السقف الاول للقاعة ( ستيل ستركجر ) ، كم أخذ منكم وقتا لانجاز الطابق الاول ؟ . ج : بدء عملنا الشهر العاشر عام 2010 م والعمل متواصل ليومنا هذا للطابق الاول والثاني والملحقات ( الكونكريتية ) على حد سواء ، بمعنى متصل ومترابط مع الآخر . س : لو شكلت لجنة من اختصاصيين ماليين ومهندسين ومقاولين كم تتوقع المبلغ المالي الذي سيحدد من قبلهم ولهذه المرحلة ؟ ، وكم صرفتم من مال لإنجاز هذه المرحلة ؟ . ج : قاعة الطابق الاول 825 م2 ، وقاعة الطابق الثاني بنفس المساحة 825 م2 ، أكملت بطريقة ( ستيل ستركجر ) مع ملاحظة بناء كافة الاركان بأعمدة ( كونكريتية مسلحة ) وعملاقة ، والبناء الذي أكمل بطريقة ( الكونكريت المسلح ) مع السقوف هي 800 م2 ، كل هذا البناء والغرفة تستقبل يوميا الشركات والاختصاصيين الهندسيين ويشاهدون مراحل العمل وانجازه ومن باب الفضول يسألون ما صرفناه من مال لانجاز هذا العمل ؟ ، وبدورنا نحيل السؤال لهم فتكون الاجابات مختلفة بالرقم ومتقاربة مع بعضها نسبيا وتتراوح تقديراتهم بين ( مليار وربع ) دينار عراقي ، وبين ( مليار ونصف ) دينار عراقي ، فنضحك بوجوههم ونقول ربما بهذا المبلغ سننهي كل أعمال البناء ومراحله ، وحقيقة الأمر نحن صرفنا مبلغا ومقداره ( 545 ) مليون دينار عراقي ، مع وجود فضلة من الأسمنت والطابوق و ( شيش التسليح ) والرمل والحصى ، وملاحظة أن الطابق الأول ( ستيل ستركجر ) يتخلله صب من الخرسانة المسلحة والطابق الثاني بطريقة ( سندويج بنر ) . س : ما هي المقترحات الموضوعة من ادارة الغرفة لهذه القاعة متعددة الاغراض ؟ . ج : بعد أن أتت وفود عديدة محلية وعربية وعالمية لغرض اقامة المعارض التجارية في محافظة بابل ، لم نجد القاعات المناسبة لاحتضان هكذا مشاركات ومعارض في كل المحافظة ، لذا أخذت الغرفة على عاتقها تصميم وبناء هكذا قاعات كبيرة ، لاحتضان هذه الفعاليات والنشاطات التجارية التي نقيمها او نستوعبها مع الاخرين ، و ملاحظة امكانية استقبال الفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية والمعارض الفنية وعقد المؤتمرات والندوات العلمية وغيرها ، والقاعة تستوعب الكثير ولكل الاغراض التي ذكرنا . س : شاهدنا بناءا مسقفا ب( الكونكريت المسلح ) وبمساحة 250 م2 ، هل بالنية اكمال بناء طابق ثالث له ؟ ، ولماذا سيستخدم مثلا ؟ . ج : نعم في النية الاستفادة منه ومن هذه المساحة ذوو الطابقين الأرضي وهي محلات مجاورة للغرفة ، والطابق الثاني الذي اكمل صب سقفه وأعمدته وننتظر انهاء التصاميم له سواء بطريقة ( ستيل ستركجر ) ، أو الصب ( الكونكريتي ) المسلح ، وحسب توفر السيولة المالية للغرفة ، ويمكن أن يستغل من قبل التجار والمستثمرين لإنشاء ( مول ) كبير بجوار الغرفة . س : بعد أن تم انجاز الهيكل للقاعة وملحقاتها ماذا تنتظرون لإكمال عملكم أو مشروعكم ؟ . ج : ننتظر فتح عطاءات المقاولين الكهربائيين لإنجاز مرحلة الكهرباء ، ومن ثم بقية المراحل تباعا كالأرضيات وطلاء الجدران بمادة الأسمنت وإنهاء تغليف الأعمدة ، وإكمال المرافق الصحية ، والواجهات التي قررنا أن تغلف بطريقة ( الكوم بوز ) لأنها الطريقة الحديثة والحضارية ، وكل هذه الأعمال تنجز تباعا وحسب أمكانية التمويل من واردات الغرفة حصرا . س : أستاذ جاسم هناك سؤال أجلته لنهاية حديثك كمشرف على أعمال البناء ، وسؤالي هل أنت الوحيد المنسب لهذه المهمة الصعبة ؟ ، أم هناك لجنة متعاونة معك لهذا الغرض ؟ . ج : لا يعقل أن أكون لوحدي مشرفا ومتابعا ومحاسبا لهذا المشروع بل هناك لجنة تشكلت بموجب أمر إداري أصدر من الغرفة ، واللجنة بإشراف ومتابعة المهندس الاستشاري السيد ( صادق هاشم الفيحان ) رئيس غرفة تجارة بابل ، وبطريقة التنفيذ المباشر وبرئاسة السيد ( جاسم مطر أبو خمرة ) نائب رئيس الغرفة ، وعضوية السيد ( صلاح حسن الخليفاوي ) نائب رئيس الغرفة ، والسيد ( صلاح مهدي السعيد ) عضو مجلس إدارة الغرفة ، والسيد ( قاسم مطر العكيلي ) عضو مجلس إدارة الغرفة ، وعضوية موظفين حسابيين وهما السيد ( محمد حبيب ) ، والسيد ( حيدر جوير ) ، وهناك دور رئيسي مميز لعضو مجلس إدارة الغرفة والمشرف على تنفيذ البناية وهو المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) الذي لولاه لما غيّرت التصاميم التي وضعت من قبل مكتب استشاري متخصص ، والذي كان متابعا لكل مراحل العمل وبجهوده استطعنا تقليص النفقات وكسب الزمن لصالح المشروع . إذا لابد من أكمال التحقيق والاستنارة بما يصرّح به المهندس الاستشاري ( حيدر هاشم الفيحان ) ليحدثنا عن أسباب التغيير ؟ ، وقناعته المهنية العلمية في هذا البناء فتوجهنا له ليجيبنا عن ذلك ؟ . ج : أسلوب البناء بطريقة ( Steel structural ) هو الأسلوب الحضاري المتبع عالميا في الوقت الحاضر لأن فيه اقتصاد في التكاليف لا تقل عن 60 % بالنسبة لأسلوب التنفيذ بالخرسانة المسلحة ، والأحمال النازلة على الأسس تشكل نسبة 30 % من أحمال الخرسانة المسلحة ، والتصاميم الحديدية فيها من المرونة الكثير للتغيير بحيث استطعنا رفع سقف القاعة من 3 م الى ما يقارب 6 م ، وبذلك أعطينا للقاعة منظورا معماريا جديدا ، يضاف لذلك سرعة التنفيذ ، وتقليص وقت الإنجاز الكلي للبناء . هناك مسألة مهمة تدور بخلد القارئ والتاجر على حد سواء وهي ، لماذا تصرف أموال غرفة تجارة بابل بهذا البناء الفخم ؟ ، ومن المؤكد أن التاجر الحريص يسأل ما هي المردودات المالية الاستثمارية لهذا البناء ؟ ، اسئلة توجهنا بها الى السيد ( صلاح حسن الخليفاوي )عضو مجلس إدارة الغرفة ،وعضو اللجنة المشرفة عن أكمال هذا البناء فأجاب . ج : دأبت غرفة تجارة بابل منذ الدورات السابقة أن تنجز أعمالا مميزة تخدم أبناء المدينة عموما والتجار خصوصا ، ومن الأعمال السابقة للغرفة هو جناح مرجان الخاص في مستشفى مرجان ، وفعلا كان مشروعا لا يزال يذكره أبناء مدينة الحلة الفيحاء وتجارها ، وكذلك بناء عمارة استثمارية في شارع الامام علي والتي هي عبارة عن محلات تجارية خدمت تجار ومواطني محافظة بابل كثيرا ، وأردنا بهذه الدورة الثلاثون ( 30 ) للغرفة أن نترك أثرا مغايرا وأكثر منفعة مما فعله من هم قبلنا من مجالس إدارة للغرفة ، ولم يكن أفضل من هذا المشروع الذي تفتقر له مدينتنا الحلة الفيحاء حيث لا قاعة نظامية حضارية تحتضن الفعاليات التجارية وغيرها في بابل ، لذا توكلنا على الله وبدأنا مشروعنا الذي سوف يكن له مردودا ماليا كبيرا للغرفة ولتجار بابل على حد سواء . بعد أكمال كل محاور نقاشاتي مع لجنة بناء القاعة متعددة الاغراض استجدت لي مجموعة من الأسئلة التي تلح علي لإنهاء هذا التحقيق مع السيد رئيس غرفة تجارة بابل المهندس الاستشاري ( صادق هاشم الفيحان ) ، وحقيقة كان يفترض إداريا أن يكون اللقاء الأول معه ، إلا أنه قال دعني للآخر لربما ستحتاج لأجوبة كثيرة ، وهذا ما حصل فعلا ومن حسن الصدف كان نهاية التحقيق معه وكما قلنا لحصول أكثر من تساؤل لم أحصل على إجابته من السادة الآخرين ، لذا توجهت لمكتبه وكان الحوار معه مفتوحا ودون تحرج أو إحراج . س : لماذا تتبنى غرفة تجارة بابل دعم الثقافة وبعض الأنشطة الأخرى كالنشاط الرياضي مثلا ، علما أن هذه الأنشطة لا تمت الى التجارة بصلة من قريب أو من بعيد ؟ . ج : نحن نرى أن للغرفة مكانة معنوية في محافظة بابل ، واستكمالا لدورها وانطلاقا من هذه المكانة بادرت الغرفة بدعم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضة في عموم المحافظة ، فقامت بطبع العديد من الكتب الاقتصادية والثقافية والتاريخية التي تختص بتراث المدينة ووصل عدد الكتب التي تبنت الغرفة طبعها ( 12 ) أثنى عشر مطبوعا ، إضافة لدعم الانشطة الرياضية والفنية المتنوعة وبذلك فإنها تؤدي دورها كمؤسسة حيوية يهمها الصالح العام وخدمة أبناء المدينة ، لغرض تشجعيهم ودعم كل العاملين المخلصين في هذا البلد بعد أن لمسنا في هؤلاء النخب الوطنية الجهد المتواصل ، والنوايا المخلصة لخدمة مدينتهم و بلدهم ، ومنهم الأدباء والفنانون والرياضيون والموسيقيون وأوائل الطلبة وفي كافة مراحل الدراسة . س : قبل دخولي لمبنى غرفة تجارة بابل شاهدت أشخاصا يجلسون في غرفة الاستعلامات ، وحين سألت عنهم علمت أنهم من فقراء المدينة والمعوزين رجالا ونساء ، فهل تمد غرفة تجارة بابل الدعم المالي لهذه الشرائح المحتاجة ؟ . ج : نعم تقوم الغرفة بدعم المحتاجين والمعوزين وبخاصة من طبقة صغار التجار ، وأنشأ لهذا الغرض صندوق التكافل الاجتماعي وشكلت لجنة لتوزيع المال من هذا الصندوق على هذه الشريحة من المحتاجين والفقراء والأيتام ، وليس هذا وحسب بل هناك صندوق منشئ لدعم التجار الذين يتعرضون للحوادث لاسيما حوادث الارهاب الأعمى ، كما أن هناك باب لمساعدة المحتاجين من المرضى لمساعدتهم لإجراء العمليات الجراحية أو شراء الأدوية اللازمة ، كل ذلك تقوم به الغرفة وهو جزء من ممارستها المهنية تجاه الأسر التجارية وبدافع التزامنا نحو ابناء مدينة بابل الفيحاء . س : أستاذ صادق أنك تتحدث عن مال ليس بقليل وحقيقة أنا مطلع على كثير من هذه التفاصيل كدعم المهرجانات الوطنية ، واستضافة كبار الشعراء والمثقفين العراقيين ، وعقد جلسات ثقافية اجتماعية كثيرة ، وكما تحدثت عن دعم الرياضة والفن والآداب ، وسؤالي من أين مصادر تمويل الغرفة ؟ . ج : الغرفة لا تتلقى أي دعم حكومي أو من أي مؤسسة دولية أو عربية أو محلية وكل أموال الغرفة تتحقق من اشتراكات التجار ومن استثمارات الغرفة حيث تمتلك عمارة تجارية وساحة لوقوف السيارات وكذلك من الانشطة المختلفة التي تقوم بها الغرفة وتتقاضى عنها أجور خدمة ، وتوظف هذه الايرادات لتغطية رواتب الموظفين والأنشطة العامة التي تقوم بها الغرفة ، إضافة الى صيانة أبنية الغرفة وإنشاء القاعة التي تشيد حاليا بمساحة تقرب من ( 3000 ) ثلاثة ألاف متر مربع . س أستاذ ابو جعفر على ذكر القاعة متعددة الأغراض ماذا ستفيد الغرفة لاحقا ؟ . ج : المشروع الذي تقيمه الغرفة حاليا عبارة عن قاعة متعددة الاغراض على مساحة ( 1000 ) م2 ، طابقين ، وصالة استقبال ، ومجموعتين صحيتين ، وقاعة مداولة ملحقة بالقاعة ، ومخزن ، وإدارة ، وهو مشروع استثماري سيستغل لإقامة الاجتماعات والندوات العامة وللعرض الداخلي للمعارض التجارية والثقافية والعلمية ، وربما سيستخدم كسوق موسمي أو وقتي لأيام أو أسابيع إذا طلبت منا بعض الشركات إقامة مثل هكذا أنشطة ، وبالتالي يمكن أن يعود للغرفة بواردات تدخل في ميزانيتها لتحقيق الاهداف الاقتصادية التي تطلّع بها الغرفة . س : أستاذ أبو جعفر من المؤكد أن مثل هكذا نشاطات اقتصادية ستزيد من رأسمال الغرفة ومدخولاتها المالية عند انجازها ، ما هي تطلعاتكم المستقبلية في استغلال هذه الاموال ؟ . ج : في الحقيقة لدينا طموحات كثيرة وكبيرة للنهوض بمستوى اداء الغرفة ، والقيام بمشاريع عديدة أسوة بالغرف التجارية في العالم المتقدم والمتحضر ، كامتلاك أرض معارض كبيرة نعمل الان على استئجارها مساطحة من بلدية الحلة أسوة بالمعارض في العديد من دول العالم ، كما نخطط لإقامة كلية مهنية باختصاصات تصب في المجالات الاقتصادية أو التكنولوجية التي تساهم في تنمية المحافظة وتطوير الايدي العاملة في المجالات التجارية والصناعية ، أو معهد تدريب مهني لتطوير العاملين في هذه القطاعات كما هو معمول به في الدول الاوربية ، أو امتلاك فضائية أو قناة إذاعية للدعاية والإعلان التجاري ، وكثير من المشاريع التي يحول دون تنفيذها الإمكانيات المالية . س : أستاذ صادق هاشم الفيحان رئيس غرفة تجارة بابل أثقلت عليك كثيرا بأسئلتي الطويلة والمتشعبة ، وربما جعلتك تبوح بأسرار لا تريد أن تنشر هذه الأيام ، وسؤالي الأخير هو ، هل أنت كرئيس غرفة تجارة بابل مقتنع بما تؤديه من عمل ؟ ، وهل تجد ان مجلس الادارة متعاون معك ومع الجميع لإنجاح عملكم التضامني ؟ . ج : أنا في تقديري أنه مهما كان رئيس الدائرة أو المؤسسة فاعلا ومتمكنا مهنيا وعلميا لا يستطيع أداء مهماته وواجباته بالشكل المطلوب وبدون التعاون مع العاملين معه سواء كانوا اعضاء مجلس ادارة او موظفين ، ونحن بفضل الله نعمل كفريق عمل واحد ، وكذلك العلاقة بين مجلس الادارة والموظفين في الغرفة نشكل عائلة كبيرة يصل تعدادها الكلي الى خمسين شخصا من الرجال والنساء ، حمدا لله أذ جعلنا أسرة متعاونة متحابة تعمل لخدمة مدينتها الفيحاء ، وخدمة للصالح الوطني العام . *1 : أنهيت تحقيقي عن القاعة متعددة الأغراض الساعة ( 12 ) ظهرا يوم الثلاثاء 4 / 9 / 2012 م ، الساعة الواحدة ظهرا من نفس اليوم غادر السيد جاسم مطر أبو خمرة متوجها لداره ، قبل وصوله للدار أحس بألم في صدره ، أقترح على سائقه إيصاله لمستشفى مرجان للأمراض القلبية والباطنية ، أدخل لردهة الإنعاش الساعة الثانية بعد الظهر ، فارق الحياة الساعة الثالثة بعد الظهر . *2 : تثمينا للجهود الشخصية المميزة التي بذلها السيد جاسم مطر أبو خمرة نائب رئيس غرفة تجارة بابل قرر مجلس إدارة الغرفة تسمية القاعة متعددة الأغراض بأشم الراحل ( جاسم مطر أبو خمرة ) .

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

لوحات بصراوية بريشة نجدية-أبو عبد الله النجدي

لوحات بصراوية بريشة نجدية
قرر أبي (رحمه الله) أن ننتقل في خمسينيات القرن الماضي من الزبير إلى البصرة, فشعرت حينها بتغيير جذري مفاجئ أسلمني إلى حيرة لم يتحملها عقلي الصغير, فقد هالني ارتفاع المباني, وسحرتني شناشيلها, وبهرتني واجهاتها الخشبية المزركشة, وتهت وسط الزحام مندهشاً متسائلاً: من أين جاءت هذه الجموع البشرية الغفيرة ؟. . 7.JPG كان سوق المغايز, أو ما يسمى (سوق الهنود) أشبه بخلية نحل, ترى الناس فيها يتدافعون بالأكتاف, في مشهد لم نألفه في الزمن, الذي كانت فيه شوارع الزبير الترابية خالية من التجمعات البشرية الهائلة, فالبيوت الطينية هناك لا يزيد ارتفاعها على طابق واحد, وتكاد تكون شبه موحدة من حيث التصميم والمواصفات العامة. . في البصرة, افتقدت ضوء الشمس, وموجات الغبار, واشتقت لبساطة الحياة الفطرية, وهدوئها المريح, فلا ضجيج في مدينة الزبير, ولا سيارات, ولا تسمع نداءات الحمالين وزعيق العتالين الأشداء, وهم يحملون البضائع الثقيلة على ظهورهم, ولا يزعجك دوي الشاحنات المحملة بالبضائع, ولا عربات الحمل المتكدسة في سوق العشار, حيث كنا نسكن في قلب السوق الكبير وسط المحال التجارية المزدانة بالبضائع, في بيوت عالية فسيحة مؤلفة من طابقين, بنوافذ خشبية كبيرة ومظللة. . أحسست بالفارق الجذري الكبير بين بيوتاتنا الطينية البسيطة في ضواحي مدينة الزبير, وبين هذه الواجهات الحضارية, والمكاتب التجارية, والشوارع المكتظة بالناس, فلم نعد نستعمل المراوح (المهافيف) اليدوية, ولا جرادل المياه (السطول), فقد حلت محلها الحنفيات المتدفقة بمياهها الرقراقة بلا انقطاع, والمراوح الكهربائية بأجنحتها المحلقة في سقوف الغرف. . 8.JPG في الليل تشع أنوار المصابيح البلورية, وتفوح روائح البضائع من المخازن المتخمة بالمواد التجارية المستوردة, حيث تختلط رائحة الليمون العماني برائحة الشاي السيلاني, والقهوة البرازيلية فتمتزج بعرق المارة, وتتداخل مع نداءات بائع اللبن الرائب, الذي كنا نشتري منه ما نريد, ومن العجب العجاب انه كان يترك لنا الأواني كي يستعيدها في اليوم التالي من دون أن يخشى ضياعها أو سرقتها, فالبصرة مدينة الأمن والأمان في ذلك الزمان. . في الصباح, أيام العطلة الصيفية, كنا نتسكع في السوق الكبير, نشاهد البضائع بأشكالها وأنواعها, فالدكاكين ممتلئة بما لذ وطاب, نقف أمام دكان الحاج (ذنون المصلاوي), الرجل الأصيل بوجهه الباسم, وجسمه الممتلئ, وحزامه المشدود دوما على بطنه, عيوننا ترمق بضاعته بشغف ظاهر, فيبتسم وينادينا ليقدم لنا قطعة نعناع يسمونها) البرميت), لا ادري سبب التسمية, كانت البساطة سمة من سمات البصريين التي لا تعرف التكلف, فالكل يبتسم حتى بائع الخضار والفاكهة. . كنت أتطلع إلى واجهات المحال التجارية متفقدا معروضاتها المتنوعة, حتى أصل إلى بائع شربت الزبيب المكتظ بالزبائن, وحينما يحالفني الحظ بامتلاك ما يكفي من النقود, أهرع لشراء كأسا عذبة منه, فارتشفها على مهل, بلذة غامره حتى الثمالة. . اعتدت الجلوس على الرصيف القريب من بائع الشربت أمام محل (أديب خلف) بائع اسطوانات الغناء, استمع إلى حضيري ابو عزيز, وصديفة الملاية, والقبنجي, وعبد الوهاب, وهو يصدح بصوته الرخيم (يا وابور قلي رايح على فين, يا وابور قلي جاي منين). كنت أحب التجوال متفقدا الأسواق والحارات, حتى الفت الضجيج, واعتدت على رؤية الآلاف في الأسواق كأسراب النحل, فتقودني أقدامي إلى جسر العشار, اعتدت النظر هناك إلى ذلك المتسول الأعمى, الذي كان يقف وسط الجسر مع ابنته الشابة بجسده الممتلئ وسدارته المعهودة, كان هو وساعة (سورين) معلما ثابتا من معالم جسر العشار. . 9.JPG نهر العشار, وما أدراك ما نهر العشار, لطالما سحرني هذا النهر, وأرغمني على الوقوف طويلا أمام انسياب مياهه العذبة, ورؤية الأطفال يقذفون بأنفسهم ضاحكين, فكنت أغبطهم لأني لم أكن أجيد السباحة. كانت لي ذكريات وذكريات في هذا النهر المتفرع من شط العرب, والذي يمتلئ بمياه المد ليصل إلى البصرة القديمة, يجذبني أحياناً منظر الأسماك وهي تحوم حول قطعة خبز طافية تنافسها عليها طيور النورس المشاكسة, فكنت احتفظ في جيبي ببقايا الخبز لإطعامها, كان في نظري أجمل أنهار الدنيا, لكنه صار اليوم مستودعا للنفايات, ومكباً القاذورات. . كانت شريعة البهرة تحتضن مرسى القوارب العشارية, والبهرة: طائفة هندية من فرق الشيعة, يأتون كل عام بواسطة البواخر, التي اعتادت الإرساء على رصيف العشار, فيستقرون مؤقتاً في خان كبير يجمعهم كلهم, يسمى خان البهرة في مكان لا يبعد كثيراً عن مطعم بومباي الهندي, الذي كانت رائحة طعامه تجلب الجياع والمتخمين, كنت ارقب جموع الهنود (البهرة) من رجال ونساء وأطفال, تدهشني ملابس نسائهم, التي تشبه ملابس الراهبات في القرون الوسطى, اشاهدهم كيف يستعدون لركوب الباصات الخشبية للذهاب للنجف وكربلاء, في الواقع كنت فضوليا في تقييمهم من حيث ملامحهم ومظهرهم, فلم أجد بينهم لا في الرجال ولا في النساء ملامح جمالية, كانت الفتيات الصغيرات شاحبات الملامح, يفتقدن الجمال الهندي المعروف, وكان الرجال يتعاملون مع النساء بخشونة وصرامة غريبة, أدركت حينها إن البصرة بوابة العراق ونافذته المطلة على العالم. . في شريعة البهرة حيث الأبلام العشارية المنسابة فوق سطح الماء بمظلاتها تحمل المتنزهين, كنت أتمنى أن أقوم بجولة نهرية بقارب يحملني إلى شط العرب, لكنني كنت صغيرا, ففاتحت والدي برغبتي, فطلب من احد الخدم مرافقتي وأعطاه أجور النزهة. . حينما كان البلم العشاري يمخر عباب شط العرب, جلست مأخوذا بجمال مناظر أشجار النخيل والمراكب والبواخر, التي هالني حجمها وهي تشق الماء في طريقها إلى المرفأ, تعرفت لأول مرة على رائحة الشط فعشقتها, وكنت أمد يدي لارتشف جرعات من مياهه الرقراقة متأملا عظمة الخالق, فارتبطت منذ ذلك الوقت بعشق غريب للجداول والنخيل ورائحة شط العرب. . 10 كانت الرحلة أشبه برحلة سندبادية, رويتها لأصدقائي في مدينة الزبير, فتجمعوا حولي وكأنني قادم من جزر الواق واق. . في البصرة وجدت نفسي أتأقلم بسرعة عجيبة, وكأنها انتقالة نوعية لطفل عاش سنواته المبكرة في بيئة قاسية, وتقاليد متشددة, كان من النادر أن نرى النساء كاشفات الوجوه في مدينة الزبير, ومن المستحيل اختلاط الجنسين من الأطفال حتى مع الأقارب, لكن استقراري في هذه المدينة التي لم يهدأ ضجيجها, ومشاهدتي النسوة كاشفات الرؤوس, وأحيانا لا يرتدين العباءات, خصوصا نساء اليهود والمسيحيين, غيرت نظرتي بأن المرأة ليست جسداً متسربلاً بغطاء اسود, فقد كانت جاراتنا يهوديات يحترفن الخياطة, يخرجن للشارع بكامل زينتهن من دون أن يجلبن انتباه العيون الشرهة, فكنت أتعمد الوقوف أمام بيوتهن حينما يخرجن متبرجات, فانتهز الفرصة لتنسم شذى العطور التي تفوح منهن, كنت أتساءل ببراءة الأطفال, هل العطر حكر على هذه النسوة ؟. . في الليل أمضيت ليال طويلة أعاني من الأرق, لم أكن قد الفت النوم بعد في سرير تحجب فيه الناموسية عالمي السحري, وتمنعني من مراقبة النجوم, والاستمتاع بطراوة نسمات الليل تحت ضوء القمر, في المساء تشتد الرطوبة ويضطر السكان لوضع الناموسيات اتقاءً للذعات الناموس, كنت أظل مستيقظا لساعات متأخرة تقطعها دقات ساعة سورين وهي تشير إلى منتصف الليل, فتغرق البصرة في سكون عجيب لا تقطعه إلا أصوات زفرات مكائن الطحين, وصدى غناء البحارة الخليجيين في سفنهم الخشبية, حيث يقضون أمسياتهم بالغناء, لم نعد نسمع نباح الكلاب وعواء الذئاب في بر الزبير, ولم نعد نرقد في أسرتنا المكشوفة بلا تلك الناموسيات. . لقد شكل انتقالنا منعطفا سحريا في حياتنا بالنزوح من حياة القرية لحياة المدينة, لكنني مازلت أتوق لحياة البرية مشدودا البساطة والدعة والقناعة, فلم تكن لدينا تطلعات برفاهية لم نحصل عليها مثلما وجدنها في البصرة, حيث وجدت إن نقود الإنسان تخدمه, فتأكدت من انك إن لم تدفع لن تأخذ ما تريد, فقد كنت في البصرة اشتهي أمورا كثيرة لم أجدها في حياتي في الزبير, كنت أحب تناول الحلويات, وكانت الأسواق عامرة بعروضها المغرية, وحينما احصل على مصروفي اليومي المتواضع وهو (آنه) أي أربعة فلوس تظل الحيرة تتقاذفني بكيفية التصرف بها, هل اشتري شربت الزبيب, أم كأساً من الايسكريم الأزبري, أم اشتري بها سمبوسة هندية حارة من مطعم بومباي ؟, وحينما تجود على والدتي بعشرة فلوس تدسها بيدي سرا لئلا يعرف جدي, الذي كان شعاره الدائم: إن الفلوس تفسد الأطفال, كأني اسمع صوته الودود يتردد في مخيلتي, وهو يصيح بنا: اخشوشنوا فأن الترف يزيل النعم. . كانت العلاقات بين أبناء المحلة علاقات ود ومحبة, فقد كانت تضم مسلمين بشتى مذاهبهم, ومسيحيين ويهود وصابئة, وكان الشجار نادرا ما يتجاوز الكلمات, تدفعني طبيعتي البدوية أحيانا إلى التدخل بمشاجرات لا ناقة لي فيها ولا جمل, خصوصا حينما أشاهد طفلين يتشاجران بعنف, احدهما اكبر سنا وأقوى جسدا من غريمه, الذي لا يملك وسيلة للدفاع عن نفسه, فأتدخل لفض الاشتباك بين المتنازعين, وسط تحريض رفاقي على أن اتركهم وشأنهم ليشاهدوا نتيجة الصراع, فأقف بين الخصمين محاولا إبعادهما, وأحيانا أنال صفعه طائشة من هذا أو ذاك, فأسعى دائما لإيقاف المعركة بحيادية, فإن وجدت تجاوبا وانفض الصراع, وذهب كل منهم في سبيله, أتنفس الصعداء وتنتهي مهمتي, اما إذا أصر احدهم على الاستمرار في الشجار, حينها أكون طرفا فيه, فينال المعتدي ما يستحق من لطمات وركلات, وقد يسفر الشجار عن كر وفر, وتمزيق ملابس وكدمات. لم أكن اشعر بأنها علامات شقاوة, بل إحساس بنصرة الضعيف على القوي, وكان والدي يحذرني من التدخل في أمور لا تخصني, حتى لا أتسبب بإحراج الكبار. . كانت البصرة حينها جنة وارفة الظلال, خير عميم, وعلاقات جيرة ووئام ومحبة, وهكذا سار الأطفال على نهج آبائهم, فلم نتشاجر ولم تتكدر الخواطر, بل كنا فسيفساء عراقيه مصغرة, لا فرق بين هذا وذاك, لا بمذهبه, ولا بعرقه, ولا بانتمائه. . كانت إحدى نساء الجيران تجيد صنع طرشي الخيار, الذي كان يسيل له لعابنا, وكنت افعل المستحيل لشراء بضعة خيارات أتناولها قبل الغداء كفاتحة للشهية, لم يكن في بيع الطرشي ما يعيب, بل كنا نسعى لنظل زبائنهم رغم ضيق ذات اليد, كانت (الصمونة) وطرشي العمبه وجبة لا تُقاوم, خصوصا إذا كان الطرشي من دكان عمر الهندي, الذي تنتشر رائحة بهاراته لمسافة بعيده قد تصل إلى التنومة, فيتسابق الزبائن لشراء المنتجات والبهارات الهندية, التي لا تخلو منها مطابخ البصريين .كانت الأسماك خلال إقامتي بالزبير لا تشكل وجبة غذائية, إذ نادرا ما يتناول أهل نجد الأسماك حتى في موسم الصبور, الذي دخل بيوت النجديين بوقت متأخر. . لقد تناولت ولأول مره وجبة التمن العنبر بالسمن والزبيدي, فأعجبني مذاقها رغم تمسكي بوجبة التمن واللحم, ووجدتها تغييرا رافق التغيير المفاجئ في أسلوب حياتنا, وجدت الكثير من الأطعمة ذات مذاق غير مألوف خصوصا التمن المخلوط بالروبيان بالبهارات والهيل والزعفران, من تلك الأطعمة البحرية التي لم نألفها, فشكلت قفزة نوعيه في تذوق الطعام, فالنجديون لم يألفوا البحر ولا منتجاته . كان السمك القطان المشوي على الموائد تخفق له القلوب, فحل محل كتل اللحم والخضروات, خصوصا إذا ازدانت الموائد بطرشي (أبو الخصيب(, وكلما استقر بنا المقام كلما اكتشفت عالما جديدا من معالم الطعام, لم تكن المائدة النجدية شحيحة في مكوناتها, لكن للنجديون أطعمة تقليديه جاءوا بها من صحراء نجد, مثل الجريش, وهو قمح مدقوق يطبخ مع الخضروات الطازجة واللحم, إضافة إلى وجبة تتشابه في مكوناتها وهي (المرقوق), و(المطازيز), وتصنع من العجين يقطع على شكل دوائر, ويطبخ مع الخضروات وعصير الطماطم واللحم, وتكاد تكون تلك الوجبات مقصورة على أهل نجد إضافة إلى التمن المخلوط بالماش أو العدس, مع عصير الطماطم السميك بالفلفل الحار, والذي يصر أهل الكويت على انه وجبة كويتية, تسمى (الموش), و(الدقوس), وهي بالأصل وجبة نجديه أصيله, ويبدو لي إن أهل نجد لم يفكروا بتسجيلها كعلامة تجارية مميزه .. كانت هذه انطباعات طفل نجدي لا يتجاوز السابعة تجول بقلبه وروحه وبدنه في مدينة خرافية, كانت تسمى البصرة الفيحاء, وكانت تتباهى بزينتها, وجمالها الأخاذ, وتزدان ببساتينها ومرافئها وجداولها المتدفقة بالخير والعطاء. . 11 كانت بندقية الشرق فخنقها دخان البنادق, وجفت سواقيها, وغرقت سفنها في منعطفات شط العرب, لكنها لم ولن تفقد هويتها العربية الأصيلة, ولن تتنازل عن مكانتها التاريخية التي تبوأتها في عصور الازدهار والتألق. . . والحديث ذو شجون --

الخميس، 30 أغسطس 2012

لوحات فنية كاريكاتورية تتميز بالاداء التشكيلي العالي وعمق الفكرة


إضاءة- ( من بره هلّه هلّه ، ومن جوه يعلم الله !!!مستشفى الحلة الجمهوري )-حامد كعيد الجبوري

إضاءة ( من بره هلّه هلّه ، ومن جوه يعلم الله ) !!! ( مستشفى الحلة الجمهوري )
بعد أن استنفذنا الأمثال الشعبية العراقية بالسلبيات والإيجابيات أن وجدت بمسيرة الحكومة العراقية لجأنا الى الأمثال المصرية التي تنطبق على الواقع العراقي المر والمتعمد ، نفوس محافظة بابل يربو على 1800 مليون وثمان مائة الف ، موزعون بين أقضية ونواحي ومركز مدينة بابل الحلة ، وربما أن سكان قضاء الحلة يصل لحوالي المليون بشر ، ومؤكد مثل هذا العدد من البشر يحتاج لخدمات إنسانية متواصلة ، سنترك كل الخدمات ونسلط الضوء على الجانب الصحي فقط ، لم يكن بخلدي أن أثير مثل هكذا تساؤلات ألا بعد أن وقفت وجها لوجه أمامها ، قبل ثلاثة أشهر نقلت أحدى أقاربي لمستشفى الحلة الجمهوري وهي تشكوا من أعراض الزائدة الدودية ، وصلنا المستشفى حوالي السابعة مساءا ، بعد الفحص الأولي قرر الدكتور الجراح أنها بحاجة لإجراء العملية وبصورة سريعة ، أجرينا لها الفحوصات الأولية التي أرادها الدكتور وبقينا ننتظر أجراء العملية ، ومريضتنا تتلوى من شدة ألم الزائدة ووصلت لحد الغثيان والتقيؤ ، ونحن نترجى فلان ونستعطف الآخر دون جدوى ، ليس السبب بإهمال الدكتور ولكن السبب أن صالة العمليات الوحيدة في المستشفى مشغولة بأجراء عمليات أخرى ولمرضى ينتظرون أجراء عملياتهم لمثل هكذا حالات ، ردهة الطوارئ مكتظة بعشرات الحالات ، تسمم ، طلق ناري ، حوادث سيارات ، طعنة سكين أو طلقة متخاصمين ، الكل ينتظر الدور لإجراء عملياتهم المستعجلة ، طبيب جراح مختص واحد يعاونه الأطباء المقيمون ، بعد الساعة الثالثة فجرا وحمدا لله دخلت مريضتنا لصالة العمليات وكنا نعتقد أن الزائدة الدودية انفجرت داخل أحشائها ، نقلت مريضتنا بعد العملية الى الطابق الجراحي الثالث ، المصعد الكهربائي معطل ، لا بأس هناك مصعد خاص للعلميات ، هرعنا الى الطابق الثالث متسلقين السلالم ، فوجئنا أن الممرض المختص يقول أريد أمبولة ( بسكوبان ) الى المريضة ؟ ، قلنا أين نجدها قال الصيدلية الخارجية المقابلة للمستشفى ، والحمد لله تكللت العملية بالنجاح وخرجت المريضة في اليوم التالي لبيتها ، أمس ليلة 28 ، 29 / 8 / 2012 م شكى أخي من ألم في بطنه ، راجع اختصاصي باطنية وكانت نتيجة التشخيص انسداد في الأمعاء ويجب الدخول الى المستشفى ، ذهبنا به لمستشفى الحلة الجمهوري الجراحي وأكد الجراح تشخيص اختصاصي الباطنية ، لا يمكن بأي حال أن نلوم الكادر الطبي لأنه متفان بعمله ، اختصاص الأشعة وجدت لديه أجهزة حديثة سألته أين تدربت على هذه الأجهزة ؟ ، قال هنا في المستشفى والكادر الذي ذهب الى الخارج للتدريب لم يباشر عمله معنا ، ولا يزل المصعد الكهربائي معطل ، سبحان الله الأرصفة جديدة ، الأسيجة جديدة ، المكاتب كلها جديدة ، بناء قاعات أخرى ، سألت لماذا ؟ ، قالوا لأنه أسهل شئ لصرف المبالغ التي ترصد من وزارة الصحة هي هذا البناء الذي يصرف هباء ، أيها السادة لا نحتاج هذه الصرفيات غير المبرمجة ، نحتاج لمصاعد تستوعب الناس ، نحتاج لأكثر من صالة للعمليات ، نحتاج لأكثر من جراح خفر ، نحتاج لأكثر من صالة ولادة في مستشفى الحلة الجمهوري ، نحتاج للرفق بصرفيات التعمير ، لا نريد بناءا من الطابوق ، نحتاج بناءا للإنسان والوقوف على خدماته الصحية ، للإضاءة .......... فقط .