الماركة المسجلة
- إن (أبا حاتم السجستاني) البصري دخل أحد مساجد بغداد يوما، فسأله بعض الحاضرين عن قوله تعالى (قوا أنفسكم) ما يقال للواحد؟ فقال: (ق)، فقيل له: فما تقول عن الاثنين؟ قال: (قيا)، فقيل له: وما تقول في الجمع، قال: (قوا)، ثم قال أبو حاتم لهم: اجمعوا لي الثلاثة فقالوا (ق، قيا، قوا)، فقال لهم أعيدوها، وأخذوا يرددونها عشرات المرات بحماسة منقطعة النظير لكي يحفظوها، ومع ارتفاع أصواتهم العالية، أخذ صداها يتردد ويلجلج في جنبات المسجد (بالقأقأة). وكان في ناصية المسجد رجل أعرابي بريء وساذج قادم لتوه من الصحراء، وبيده بعض الملابس، فقال لأحد أصحابه: احتفظ بهذه الثياب حتى أجيء، ثم مضى إلى صاحب الشرطة وقال: إني ظفرت بقوم من الزنادقة يقرأون القرآن على صياح الديكة. ولا أدري ماذا سوف يقول ذلك الأعرابي الساذج لو أنه كان حاضرا بيننا الآن وسمع مثقفينا ومعلقينا السياسيين في محطاتنا الفضائية اليوم وهم (يقأقئون)، فإلى من يلجأ من رجال الشرطة لكي يخرسهم؟! ولكي أبرئ ضميري، لا بد أن أستثني من تلك (القأقأة) رجال البرلمان، خصوصا أعضاء الأحزاب الدينية ممن يكاد يكون كلامهم همسا، فلولا أنني أرفع مؤشر صوت التلفزيون على الآخر، فلن أسمع منهم كلمة واحدة. ومع احترامي الشديد لهم، إلا أن هناك سؤالا يعتمل في صدري منذ فترة طويلة وأتردد في طرحه عليهم مخافة أن يساء الظن بي، ولكنني الآن مضطر أن أستجمع شجاعتي وأسأل عن حكاية (الزبيبة) التي أجد أنها واضحة على أكثر من (70 في المائة) من جباه النواب في تلك الأحزاب وكأنها (ماركة مسجلة) تخصهم. إنني لست ضد ذلك، بل قد أكون معجبا بها، خصوصا إذا توسطت جبينا أصبح، وكل ما هنالك أنني أسألهم: من أين تأتّى لهم الحصول على ذلك؟! ومساجد مصر وزواياها والحمد لله مفروشة كلها (بالموكيت) أو السجاد أو حتى الحصير، وعهد الحصا والرمل ولى إلى غير رجعة،!!!!! وإذا كان هناك أحد يقول: إنه حصل من كثرة السجود والتسنن، فجوابه هذا يجعلني أكثر حيرة وتساؤلا: إذن كيف لا تظهر هذه (الزبيبة) على جباه النساء الفاضلات المحجبات الراكعات الساجدات؟! (اشمعنى يعني) تظهر على جباه الرجال فقط؟؟؟؟! ..... وعلى كثرة ما شاهدت أنا من جباه النساء المحجبات لم أشاهد ولا (لطعة) سوداء واحدة، مع أنه يفترض أن بشرتهن هي أرق من جباه (الخناشير)، إذن فمن باب أولى أن (تتلطع) جباههن (!!). أحدهم قال لي وأتمنى أنه يكذب، قال: إن الواحد من هؤلاء إذا سجد أخذ (يفحس ويفرك) جبينه عنوة على الأرض أكثر من اهتمامه بالدعاء: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى. والآخر قال لي مؤكدا وأتمنى كذلك أنه يكذب عندما قال: إن هناك أناسا متخصصين (بدمغة) تلك (الزبيبات) بواسطة (عطبة) النار لقاء ثمن معين، وهم لا يختلفون عن أصحاب (الوشم) الذين يشمون الشباب على صدورهم وسواعدهم لقاء ثمن معين. صدق الله العظيم الذي قال: «سيماهم في وجوههم من أثر السجود». هذا صحيح ولكن ليس (بالفحس والفرك)، وليس (بالعطبة) كذلك، انتبهوا.. هذه النماذج (المركبة) العجيبة، لا أدري هي تضحك على مين، ولّا مين، ولّا مين؟!
- إن (أبا حاتم السجستاني) البصري دخل أحد مساجد بغداد يوما، فسأله بعض الحاضرين عن قوله تعالى (قوا أنفسكم) ما يقال للواحد؟ فقال: (ق)، فقيل له: فما تقول عن الاثنين؟ قال: (قيا)، فقيل له: وما تقول في الجمع، قال: (قوا)، ثم قال أبو حاتم لهم: اجمعوا لي الثلاثة فقالوا (ق، قيا، قوا)، فقال لهم أعيدوها، وأخذوا يرددونها عشرات المرات بحماسة منقطعة النظير لكي يحفظوها، ومع ارتفاع أصواتهم العالية، أخذ صداها يتردد ويلجلج في جنبات المسجد (بالقأقأة). وكان في ناصية المسجد رجل أعرابي بريء وساذج قادم لتوه من الصحراء، وبيده بعض الملابس، فقال لأحد أصحابه: احتفظ بهذه الثياب حتى أجيء، ثم مضى إلى صاحب الشرطة وقال: إني ظفرت بقوم من الزنادقة يقرأون القرآن على صياح الديكة. ولا أدري ماذا سوف يقول ذلك الأعرابي الساذج لو أنه كان حاضرا بيننا الآن وسمع مثقفينا ومعلقينا السياسيين في محطاتنا الفضائية اليوم وهم (يقأقئون)، فإلى من يلجأ من رجال الشرطة لكي يخرسهم؟! ولكي أبرئ ضميري، لا بد أن أستثني من تلك (القأقأة) رجال البرلمان، خصوصا أعضاء الأحزاب الدينية ممن يكاد يكون كلامهم همسا، فلولا أنني أرفع مؤشر صوت التلفزيون على الآخر، فلن أسمع منهم كلمة واحدة. ومع احترامي الشديد لهم، إلا أن هناك سؤالا يعتمل في صدري منذ فترة طويلة وأتردد في طرحه عليهم مخافة أن يساء الظن بي، ولكنني الآن مضطر أن أستجمع شجاعتي وأسأل عن حكاية (الزبيبة) التي أجد أنها واضحة على أكثر من (70 في المائة) من جباه النواب في تلك الأحزاب وكأنها (ماركة مسجلة) تخصهم. إنني لست ضد ذلك، بل قد أكون معجبا بها، خصوصا إذا توسطت جبينا أصبح، وكل ما هنالك أنني أسألهم: من أين تأتّى لهم الحصول على ذلك؟! ومساجد مصر وزواياها والحمد لله مفروشة كلها (بالموكيت) أو السجاد أو حتى الحصير، وعهد الحصا والرمل ولى إلى غير رجعة،!!!!! وإذا كان هناك أحد يقول: إنه حصل من كثرة السجود والتسنن، فجوابه هذا يجعلني أكثر حيرة وتساؤلا: إذن كيف لا تظهر هذه (الزبيبة) على جباه النساء الفاضلات المحجبات الراكعات الساجدات؟! (اشمعنى يعني) تظهر على جباه الرجال فقط؟؟؟؟! ..... وعلى كثرة ما شاهدت أنا من جباه النساء المحجبات لم أشاهد ولا (لطعة) سوداء واحدة، مع أنه يفترض أن بشرتهن هي أرق من جباه (الخناشير)، إذن فمن باب أولى أن (تتلطع) جباههن (!!). أحدهم قال لي وأتمنى أنه يكذب، قال: إن الواحد من هؤلاء إذا سجد أخذ (يفحس ويفرك) جبينه عنوة على الأرض أكثر من اهتمامه بالدعاء: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى. والآخر قال لي مؤكدا وأتمنى كذلك أنه يكذب عندما قال: إن هناك أناسا متخصصين (بدمغة) تلك (الزبيبات) بواسطة (عطبة) النار لقاء ثمن معين، وهم لا يختلفون عن أصحاب (الوشم) الذين يشمون الشباب على صدورهم وسواعدهم لقاء ثمن معين. صدق الله العظيم الذي قال: «سيماهم في وجوههم من أثر السجود». هذا صحيح ولكن ليس (بالفحس والفرك)، وليس (بالعطبة) كذلك، انتبهوا.. هذه النماذج (المركبة) العجيبة، لا أدري هي تضحك على مين، ولّا مين، ولّا مين؟!