الثلاثاء، 22 مايو 2012

الطرق على آنية الخراب-د. غالب المسعودي

الطرق على آنية الخراب
يذكرني هذا العنوان بكتاب للناقد اسامة الشحماني ,عن تجربة الشاعر الكبير محمود البريكان, حيث يشير في الإهداء لهذا الكتاب الى الشاعر( الذي لم يتعب من نحت صمته متأملا عتمة المشهد ونزق الادوار..).وهكذا يعود السياب الى بويبه وأخرون الى تأملاتهم ,حينما يكون الزمن صفرا ,والتقدم يتحول الى تراجع, و الصمت الى هذيان ,وتكون فلسفة التأويل عند كادامير عصية على الفهم ,والتناهي الذاتي لا يكشف عن تجربة تاريخية ,ويرتفع المشكل الى ان يتحول الى تخبط في المطلق ,وتتدحرج الاحكام المسبقة ,المتجذرة في الزمانية رغم عجزها في ان تبلور نمطا معرفيا يتميز بالخصوبة, و الكثير من الناس تمتحن تجاربها لكشف العيوب والنواقص على منصة الواقع , للوصول الى مرتبة اعلى انسانيا ,وان تطور السلوك الاجتماعي هو حاجة أبدية, ومن يحاول الابقاء على سلوك معين أراه ينفخ في قربة مقطوعة, لذا علينا ان نقلع عما يجرنا الى وراء, ونتفهم روح العصر, وخلاف ذلك سنكون كالذي يقرأ واجبات الانسان ,ويذكر بنصح الامة وهو في قبره لم يكدر له شراب ,وذلك بما منح من شمولية وحصانة وجوامع مصالح , التي يؤطرها بالعجائب والآيات الخارقة ,وقد تواجه الاضطهاد الاخير احيانا, الذي يخرجها عن اطار الحكمة وان اقتضى الامر الى تكاثر المظلومين, ومن اكل ربا من ذي قبل ,قد مني بتثبيته, وهكذا نستضيف عصرنا بإهدار حقوق الأنسان, بالتشدد والقساوة واظهار خلاف الصورة ,عليك ان لا ترفع صوتك ,لان التشدد والتسامح يسير حسب الامزجة او باعتراف رسمي ,وهناك الكثير من ينسب التطور العلمي والنهوض الثقافي الى مذهب ما ,الا اننا لا نجد حضورا ملحوظا وليس هناك ما يفيد في تحديد التاريخ والتعبير عن تقدمية الحياة, سواء في الكتابة او السلوك, و انفصال الكلمة والكلمة ينبوع سرمدي تزهر في الواقع بأعيادها المستمرة, تخفف الآم الطواعين والاوبئة والمجاعة وتخرجها من خزائن الرؤوس لتجدد نشوة الانتصار. ان اتهام الشعراء والادباء وهم الذين كتبوا رقيق الكلام وهم صاحبو الابتسامة الرقيقة والذين خصوا بالجمال والانفتاح الاجتماعي وتساموا عن ضجيج الاسواق واستأنسوا خرير مساقط المياه واثروا عزلة الطريق, بانهم لا يمكن ان يصبحوا روادا ولا يمكن ان يدانوا الذين يلبسون قلائد الجمان ويتزينون بالأقمشة الفاخرة, بالرغم من عمق الهوة ,وهم لا يزالون موزعين بين المعارضة والاستلاب, وان كان الجمهور لا يزال يصفق ,فلكل مهديه في لجة حماس الاخرين.وبعيدا عن الروايات والبحث في الخلافات الشديدة ,والتي تتكلم بلسان مكسور ويجري فيها الاضطراب, ويوحدها دورها في التراجع الفكري بخلقها المقالات الخاصة ,ودرع الاهتداء السليم ,وهو طموح شاذ اكثر منه واقع حي , يأتي الحدث الاكثر غرابة وهو ايقاظ النعرات الخبيئة تحت ابتسامة ماكرة, تشعر المتفرج بالسعادة والطيب حين تمتلئ العيون بالدموع ,انه لشيء مفزع ,وتهمهم متسائلا أابتسم....؟ ام تصرخ متسائلا بشفتيك, والمائدة مغطاة بالوان العتمة والظالمون يحومون من حولك ومحيطك ممتلئ بزجاجات فارغة ,ياله من وضع جميل ,وانت مندهش من تعابير الوجوه, الا ان عليك ان لا تتعامل بالعنف, وحينما يخفت ضوء النهار فان السماء تتدخل ,وعليك ان تستعيد هدوئك وتركض مرات ومرات الى ان ينتهي التساؤل, لان ذلك اسهل من فك رموز الساعة الخامدة, وثقب الغيوم ,و السر لا يمكن الاحتفاظ به ,والتحدث بلغة العقل تجر المشاهد الى المسرحية المتواصلة, وكأننا نسير في ساحة ,وصرافو العملة منتشرين على نحو متواصل ويتلصصون على احشاء المدينة ,ككلاب اسيئ تدريبها ,وهم يرون ماسحوا الاحذية يشقون طريقهم رغم انهم كانوا واقفين على اطراف اصابعهم لعقود طويلة, حيث بدت عورتاهم اكثر اثارة عن المألوف, وقد يقال ان هذه مبالغة ,الا انه كان من الصعب عدم الضحك عندما يتكرر المشهد ,والكل يسافر بنفس القطار, وعندما يرفع بصره قليلا سيجد طغاة عراة يخوضون في مياه نتنة والسماء شاحبة ,وهناك طير ناري يحلق هو الانسان ,يركض بعد رشقات المطر بين اكمات الزهور المتلألئة وكأنه الولد الصغير الذي لم يكبر, الا انه لا يزال يشعر بنفسه غريبا ,وهذاهو الشيء الاستثنائي

غالب المسعودي - الطرق على آنية الخراب

الأربعاء، 16 مايو 2012

( مكنسةٌ وزنبيل وحمار )-حامد كعيد الجبوري

إضاءة ( مكنسةٌ وزنبيل وحمار )
نهاية الخمسينات من القرن المنصرم و تحديدا عام 1958 م دخلت الصف الأول الابتدائي بمدرسة العدنانية في الصوب الصغير من مدينة الحلة ، ننهض مبكرا لنهيأ أنفسنا للذهاب الى المدرسة ، في محلتنا التي تسمى ( الوردية ) نجد رجلين أحدهما يحمل ( مكنسة ) تختلف عما نراه في بيوتنا ، ( المكنسة ) مصنوعة من سعف النخيل كبيرة الحجم موضوعة على غصن شجرة يابس و طويل يسمى ( الربد ) ، وشخص آخر يحمل بيده اليمنى ( زنبيل ) مصنوع من سعف النخيل ( الخوص ) وفي يده اليسرى ( مجرفة ) وهي أيضا من مخلفات الأشجار ، ويقود حمارا يوضع على ظهره ما يسمى ( السابل ) وهو أيضا يصنع من سعف النخيل ، واجب الرجل الأول حامل ( المكنسة ) جمع الأوساخ ومخلفات البيوت ويجمعها على شكل تلال صغيرة ويسمى ( الكناس ) ، وواجب الرجل الثاني جمع تلك التلال الصغيرة من الأوساخ ووضعها داخل ( الزنبيل ) ونقلها الى ( السابل ) الموجود على ظهر حماره ، وطبعا للحمار مخصصات مالية تصرف من نثرية البلدية ، بهذه الإمكانيات القليلة كنا نجد محلتنا نظيفة جدا ، وطبعا لكل محلة من محلات الحلة العشر لها منظفوها ، ولمجموع هؤلاء المنظفون مراقبا يجوب المدينة صباحا على قدميه ليتأكد من عمل منظفيه ويسمى هذا الرجل ( الجاووش ) ، ومن المفيد قوله أن أصحاب البساتين الصغيرة كانوا يشترون تلك الأوساخ من أصحاب الحمير ليجمعوها في مكب كبير ومن ثم تحرق لتصبح سمادا عضويا لأشجار بساتينهم ، ومعلوم أن هؤلاء الرجال ( الكناس ، الزبال ، الجاووش ) عمال خدمة يتقاضون رواتب مجزية يستطيعون بها إيصال أولادهم لصفوف الدراسة ، ورواتبهم تزيد على ( 18 ) دينار عراقي ، علما أن راتب معلم المدرسة هو ( 28 ) دينارا ، بمعنى أن الفرق غير كبير كما نراه في رواتب الحكومات الوطنية الحالية ، وكانت مدننا نظيفة وشوارعنا أنظف بعدد قليل جدا من هؤلاء خدمة الناس ، اليوم ولا مقارنة بينه وبين أمس ، أجد أن غالبية المحافظات العراقية تشكوا من تراكم النفايات والأوساخ في محلاتها وشوارعها ومتنزهاتها رغم المبالغ الكبيرة التي تذهب لجيوب أناس بعينهم ، قبل أيام صرح مدير بلدية محافظة صلاح الدين قائلا أن مبلغ ( 17 ) مليار دينار عراقي لا يكفي لتغطية نفقات عمال الخدمة ، ومعلوم أيضا أن محافظة صلاح الدين قياسا لعدد سكانها أقل مبلغا للتنظيف من المحافظات العراقية الأخرى ، لا نعرف كم يصرف لبغداد العاصمة ، أو لحدباء الموصل ، أو لبصرة الثغر العراقي ، مجرد تسائل أضعه أمام المعنيون في الحكومات المحلية وأقول ألم تكن مدننا ( بالمكنسة والزنبيل والحمار ) أنظف بكثير من تكنولوجيا السيارات التي تنظفون بها مدننا الحالية ؟ ، رحمة بخزينتنا ورحمة بنظافة مدننا أصحاب المعالي وأصحاب الجيوب المنتفخة ، للإضاءة .......... فقط .

الجمعة، 11 مايو 2012

مدينة الصمت-عادل كامل-قصة قصيرة

مدينة الصمت
 عادل كامل
 بعد ان غادر مدينته الضاجة بالأصوات والضوضاء ودخوله مدينة أخرى راح يبحث عن أي مخلوق يبادله الكلام فلم يعثر عن فم يتحرك . كان يشاهد الناس يعملون بهدوء ويسيرون في الشوارع برتابة، لا احد يتكلم مع احد، ولا احد يحدق في احد حتى حسب انه في متحف للدمى أو في معبد مزدحم بالتماثيل . فراعه الأمر وكاد يستسلم لفكرة الرجوع إلى المدينة التي هرب منها لولا انه يعلم علم اليقين العقاب الذي ينتظره بعد ان لعن كل محدثي تلك الأصوات والضجات والثرثرات.. فأستسلم لنـزهات بلا هدف ولا غاية في شوارع المدينة الجديدة يحدق في الناس وفي حركاتهم وفي الصمت المطلق الذي يخيم على اجواء المدينة التي بدت له أول مرة، كمقبرة قديمة أمتزج موتاها بالتراب والرمال وغادرتها الارواح الى المجهول. وقد فشل في العثور على فم يتحرك، أو على صوت بشري أو غير بشري .. فقد كانت المدينة تعمل كلها بعيدا عن الضجات والصراخ .. ولم تجد توسلاته ولا خطاباته في تحريك فم احد . وانشغل يفكر في اسباب ظاهرة غامضة غريبة كهذه الظاهرة التي جعلته يوما بعد آخر، أكثر حيرة وجزعا من عدم استيعابها وحل رموزها وفك أسرارها، كان يسير وحيدا، ببطء، لايصدر صوتا في مشيه، ولايكلم نفسه بصوت مسموع، ومن ناحية ثانية لم يكن وجوده يلفت نظر احد .. الامر الذي دفعه للشعور بفزع لايقل حزنا ولوعة من الضوضاء والضجات التي كانت تسببها له مدينته الاولى . فكر بالهرب الى اية مدينة لايسودها الصمت الازلي ولا الزلازل البشرية المدوخة درجة الجنون .. لكنه ادرك انه لايستطيع أن يغادر هذه المدينة. فكل من يدخلها يمكث فيها الى أبد الآبدين، كما طالع ذلك فوق لوح عند بوابة الخروج. ففطن للأمر وسأل نفسه : اذا ً .. لماذا وجدت هذه البوابة ؟ لم يأت أي صوت يرد على سؤاله، بل قرأ في الحال " إنها وجدت لخروج الموتى .. ولكل من يتكلم " . فصمت . وحذر نفسه بشدة ألا يرتكب إثم الكلام .. محاولا التوغل في علة هذا الصمت ..مثلما كان قد عرف أسباب الزعيق، والزمجرات والصراخ في مدينته الاولى، تلك التي فضل جهنم عليها لو خير بين الحياة والموت . وتساءل في سره عن العمل الذي لابد أن يقوم به ؟ فقرأ فوق لوح زجاجي " أن تعمل بصمت" وتقدم من نافذة وأخذ ورقة صغيرة ترشده الى اداء واجبه لكي لايطرد ميتا من المدينة التي بدت له، ككابوس، صماء وخرساء وجامدة لاتمر بها الريح ولاتمر في سمائها السحب وحتى حركات السكان بدت له كمن يتحرك في مكانه. وكاد يبكي بعد ان يأس من العثور على جواب شاف لولا خشية اصدار صوت .. فقرأ وهو يتوجه الى عمله فوق لوح حجري " وعم الكلام يافتى..؟ " وظهر محيا رجل عجوز تجاوز المائة يحدق فيه بشفقة، فعاد يقرأ في اللوح ذاته " فقد كان الكلام لايكشف الا عيوبي .. فقد تكلمت نصف قرن وما كان باعثي الا الجهل .. اما الان ففي ماذا اتكلم … ماذا أعرف لكي أقول لك اني أعرف. أجل أيها الفتى أنا الان أتستر على جهلي .. وطالما أنا أتعلم فأنا أتعلم.. لكم أنا كنت هزأة وسخرية .. فإذا أردت أن تتلمس طريق مسيرتك فتلمس طريق جهلك بعملك إنك أكثر جهلا مما تعتقد وترى وتسمع وتدون.. أنا ياأيها الفتى أخاف عليك من كلامك. فسكان هذه المدينة، منذ دهر، تعلموا ان ما تعرفه ليس هو مانريد أن نعرفه وليس هو المعرفة التي توجد في المعرفة ." سقطت الدموع من عينيه دون احداث أي ضوضاء تذكر. فقرأ كلام العجوز فوق اللوح الحجري : -" وهكذا سترانا جميعا نشعر بالخجل وذل الادعاء بالمعرفة .. فكل من قال انه عرف هلك بالجهل ..والانسان لم يولد ليعرف، فالوهم زين له ان يمتلك مفتاح العارف وباب المعرفة .." إزداد حزنا وغما .. فقد أراد أن يغادر المدينة عائدا الى مدينته يعلم الناس فيها حكمة الصمت وحكمة التأمل، لكنه قرأ عند باب الخروج :- -" إنها وجدت لخروج الموتى .. ولكل من يتكلم " فسكت شاعرا بحيوية ومجد الحياة وقوتها تسري فيه بنشوة، إنما لم يفلح بتجنب البكاء وجلوس القرفصاء في حديقة عامة . ولكم ود لو كلمته شجرة أو صخرة.. إنما كان يطالع الكلمات فوق لوح يقع في الجانب الآخر من الشارع " وماذا تجنيه من الكلام وأنت على باطل.. أكان الباطل للباطل مرشدا ..، ثم أخذ يقرأ بسرعة الكلمات المتحركة ( هذه المدينة عاشت الويلات وشهدت ماهو أبشع من الحرب والفتن والتفسخ .. فاجتمع الحكماء لوضع حد لهذا الشقاء والاسى .. وبعد المداولات كشفوا عن السر .. السر الذي في كل منا : هذا الوهم بالمعرفة وهذا الغرور بالعلم . فقرر الحكماء إصدار قرار بموجبه تتمت المداولات والمحاورات بالكلمات لا بالكلام .. تعقبها مرحلة الصمت ومعالجة الامور بكلام القلب . فأنا الان أسمعك وأعرف ماذا يدور داخل رأسك المزدحم بالاضطرابات والدوي والزعيق والهوس بالاصوات العالية.. لكنك في الواقع اقدمت على إختيار جادة الصواب. فغادرت جهلك ذاك لتتعلم إنك أكثر جهلا مما تزعم وتعتقد في سرك . فنحن هنا نعرف بعضنا ببعضنا دون حاجة للرجوع الى الكتب، أو الى أجهزة كشف الكذب . فطالما تفكر تفكيرا سليما فلا تجد نفسك بحاجة الى الوهم .. والان تقول في نفسك : اهذا هو كل مافي الامر ؟ سأقول لك نعم وكلا ! فنهاية الضجات تماثل نهاية الصمت … كلاهما في الميزان بوزن واحد إنما ياأيها الفتى لست أنت الذي يمتلك قدرة فهم ذلك، عليك بدءا تلمس حدودك، فكلما كان الصمت مأواك، لن تتحرش بحدود غيرك . فأنت أنت وهو هو وكل منكما في مكان . وكل من أدرك مكانه لم يعد بحاجة الى المكان . والآن اذهب الى عملك، فستدرك ان الصمت ما هو إلا بعض أشكال الكلام الجميل ). سره الكلام حتى غاب عن وعيه وهو يحدث أعلى الأصوات نشوة وفرحا . ولم يفق إلا وهو وسط مدينته الأولى . والناس حوله يدورون .. ويصرخون، ويزعقون : -" تكلم .. تكلم .. أيها المجنون تكلم .." فلم يتكلم . وعندما أدرك بيأس انه لايمكن ان يعود أو يعثر على مدينة الصمت، أغلق فمه ولم يتكلم حتى مات مشيعا بأعلى الأصوات وهي تنثر ذرات صمته في محيط الفضاء الذي كان يحيط بكل الأصوات، آنذاك أدرك لا جدوى الصمت ولا جدوى الكلام فكلاهما في الميزان بوزن واحد.

غالب المسعودي - مملكة النحل واخلاق التماسيح

الاثنين، 7 مايو 2012

بنت الرافدين تختتم دورتها الخامسة من حملتها القانونية لحماية المرأة

بنت الرافدين تختتم دورتها الخامسة من حملتها القانونية لحماية المرأة حيدر شاكر/بنت الرافدين ضمن برنامجها الداعم إلى حماية المرأة والهادف إلى تعديل بعض المواد القانونية من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل،اختتمت منظمة بنت الرافدين دورتها الخامسة الأربعاء الموافق 2/5/2012 ضمن برنامجها الحماية القانونية للمرأة وللارتقاء بواقع التشريعات القانونية،تضمنت الدورة التعريف بالمواد القانونية العراقية التي تهتم بالمرأة وما في تلك القوانين من عنف وتمييز ضدها واكتشاف الثغرات القانونية ومحاولة تقليل العنف ضدها التي تظلم المرأة ومناقشتها. استهدفت الدورة 16 مشارك من كلا الجنسين،واستمرت الدورة لمدة أربعة أيام،في اليومين الأولين تم التعرف على القوانين العراقية وبالأخص قانون العقوبات الخاص بالمرأة الذي يعطي قسمه كبيرة للجاني لارتكاب الجريمة ، والتعرف على الدستور . وفي اليومين الآخرين تم تناول كسب التأييد وألية تحشيد الرأي العام ومناصرة قضايا المرأة ،وكيفية أدارة حملات المدافعة،بناء حملة قانونية لمحاولة التغيير في بعض بنود مادة العقوبات ورفعها إلى المشرع العراقي،وتم خلال الدورة دراسة المادة 427 وهي مادة الاختطاف والاغتصاب وما يترتب فيها من ظلم على المجني عليها. وتحدثت السيدة حوراء الربيعي عن أهمية هذه الدورة(تمنحك الدورة التوسع في الأفكار وتبادل الآراء بين المشتركين،توفر الخبرات الكافية لدى المدربين من الناحية القانونية أو من ناحية حملة المدافعة،وأيضا القدرة على إيصال المعلومة وتطوير القدرات الفعلية لدينا واستنفار الطاقات) وبين السيد سعد محسن حول المادة القانونية(هذه المادة فيها إجحاف للمرأة وظلم لها،وهي غير منصفة اتجاه المرأة وتمنح للمجرم التهرب من الجريمة،وهذه الفقرة تسلب حقوقها وتناصر الرجل في حالة الاختطاف والاغتصاب ونطالب المشرع العراقي بانصاف المرأة ) وفي ختام الدورة تم الخروج بعدة توصيات لطرحها في المؤتمر القادم الذي سيعقد في شهر حزيران: 1. يجب دراسة المادة القانونية بشكل أفضل من جميع جوانبها 2. فرض عقوبة على قدر الجريمة 3. فرض عقوبة على ذوي المخطوفة في حالة الاعتداء عليها ما بعد الاختطاف من قبل ذويها . 4. سجن الخاطف حتى في حالة الزواج من المخطوفة وذلك لعدم تكرار هكذا الحالات. 5. تعديل المادة القانونية بما يتلاءم مع الجريمة أي حكم الاغتصاب غير حكم الاختطاف 6. هذه المادة تظلم المرأة ولا تعطيها الحق في الدفاع عن نفسها 7. إلغاء فقرة زواج الخاطف من المخطوفة ووضع رادع قانوني مع العلم أن منظمة بنت الرافدين تنفذ خلال هذه الفترة حملة قانونية لتشريع قانون محلي يحمي المرأة من العنف في محافظة بابل.

عشائر تناصر الدراجات النارية وتبتز ضحايا حوادث التهور

Monday, 7 May 2012, 14:27 عشائر تناصر الدراجات النارية وتبتز ضحايا حوادث التهور
جريدة المستقبل العراقي / بغداد 2/5/2012 كاظم فنجان الحمامي اختارت بعض العشائر العراقية الوقوف بحزم مع أصحاب الدراجات النارية, ورأت إن الحق يدور حيثما تدور عجلات الدراجات, فهي عند بعضهم على حق إن صَدمت أو صُدمت, وإن دَهست أو دُهست, حتى صار سائق الدراجة النارية سيد الشوارع والساحات والأرصفة من دون منازع, وصار له الحق المطلق في استثمار حوادث الطريق, ومطالبة الغير بدفع التعويض بغض النظر عن حيثيات الحادث, وبغض النظر إن كان هو المعتدي أو المعتدى عليه, أو كان هو الجاني أو المجني عليه, أو هو الفاعل أو المفعول به, فهو في نظرهم صاحب الحق دائما وأبدا, ولا فرق بينه وبين بغلة ذلك القاضي الذي سمع القارئ يقرأ: (وما من دابة إلا على الله رزقها), فقال لغلامه: أطلق البغلة وعلى الله رزقها, فانطلقت على هواها تصول وتجول في الأسواق من دون رادع ولا وازع, ولسنا مغالين إذا قلنا إن بعض العشائر نصرت أصحاب الدراجات ظالمين أو مظلومين, ووقفت معهم ضد ضحاياهم, بل طالبت الضحايا بدفع التعويضات لصاحب الدراجة المارقة. هب إن سيارتك كانت مركونة في حارة وقوف السيارات خارج محرمات الطريق, وجاءت دراجة نارية مسرعة واصطدمت بها, وحطمت زجاجها, في الوقت الذي كنت فيه أنت جالسا مع أصدقائك في المقهى, فلا تندهش إذا هددتك عشيرة سائق الدراجة, وطالبتك بدفع التعويض المالي بما يعادل ضعف, وربما أضعاف قيمة الدراجة, ولا تستغرب إذا طالبوك بتسديد نفقات علاج الكسور والأضرار الجسدية, التي أصيب بها صاحب الدراجة, اما إذا سقط (الدراج) ميتا بعد اصطدامه بجدار بيتكم, أو نتيجة لارتطامه بعمود الكهرباء القريب من داركم, فيتعين عليك الاستنجاد بعشيرتك, والاستعانة بهم في صد الهجوم البربري المتوقع على داركم, وستقول لك عشيرة (الدراج) إن بيتكم هو الذي وقف في طريق ابننا, وإنه (أي البيت) لو لم يكن هنا, في هذا المكان لما وقع الحادث, فصاحب الدراجة النارية حر في تحديد الاتجاهات والمسارات, وهو دائما على حق في أعراف بعض العشائر العراقية الجنوبية. . للدراجات خارج العراق عالمها الرياضي أو الترفيهي الخاص في حدود حلبات التنافس المفتوحة للمتسابقين بشروط وقوانين ثابتة, وفي توقيتات معلنة مسبقة, ولها ملاعبها الخاصة المعززة بكل تدابير السلامة والإسعاف الفوري, أما عندنا فلها عالم مختلف تماما, فالطرق الخارجية والداخلية كلها ميادين مفتوحة للمتسابقين من كل الأعمار, ومن دون قيود على السرعة, أو على حجم الدراجة وقوتها ونوعها, وهم يتسابقون على وفق مبدأ: ((هذا الميدان يا حمدان)), وللدراجات عندنا أبطال ورموز وأساتذة, وإن كان معظمهم من الطبقات الفقيرة, أو من شريحة العاطلين عن العمل, ولهم أيضا ألقابهم الخاصة ومسمياتهم الغريبة, من أمثال: (جمعة أبو شوارب), و(فاخر يا ساتر), و(علي درنفيس), و(عادل سمكة), و(أياد البهلوان), و(قصي كوسوفو). . ومن المشاهد الأسبوعية المزعجة, نذكر إن الدراجات النارية أضافت لمسات فوضوية جديدة لمواكب الأعراس, وصار من المألوف مشاهدتها وهي تتقدم في طليعة المواكب, أو تحف بسيارة العروس. . أغلب الظن إنها استعارت هذه الممارسات الاستعراضية من المراسيم الرئاسية, أو من مواكب كبار المسؤولين, حتى باتت تلك الاستعراضات من العادات السيئة المصحوبة بزعيق أبواق السيارات, وأصوات المفرقعات والأعيرة النارية بالذخيرة الحية, والانكى من ذلك كله إنها تتعمد السير بسرعات سلحفاتية بطيئة تربك حركة السيارات, وتثير الضجيج والصخب في سماء المدينة, وأحيانا تتسابق بسرعات جنونية مرعبة تضاهي سرعة عفاريت الجن والإنس. . المثير للحزن والألم إن الدراجات النارية سرقت الفرح من بيوت عراقية كثيرة, وحولتها إلى مجالس عزاء, ووأدت بهجة شباب وأطفال في مقتبل العمر وسط عنفوان الطيش والسرعة والألعاب البهلوانية, حتى باتت فجيعة الموت في حوادث الدراجات من الأخبار اليومية المعتادة في ميسان والبصرة والناصرية. . فعلى الرغم من ملاحقة شرطة المرور لتجمعات أصحاب الدراجات, وعلى الرغم من محاولاتها الحثيثة لضبط تحركاتهم في الشارع, إلا إنهم لم ولن يلتزموا بقواعد السير, تتملكهم دائما رغبة جامحة لانتهاك قوانين المرور بأساليب متهورة تصادر حقوق الناس, وتستفز مشاعرهم بحركات وتصرفات مزعجة, الأمر الذي دفع مديريات المرور في المحافظات إلى تنظيم حملات تفتيشية على الدراجات النارية, وضبط وحجز ومصادرة المخالفة منها, وفقا لنوعية المخالفات المرتكبة, ما أسهم في انحسار هذه الظاهرة وتراجعها, وبالتالي تكدس الدراجات عند نقاط التفتيش بأعداد كبيرة, إلا إن هذه الظاهرة عادت للظهور ثانية في ضواحي المدينة وأطرافها, وتسببت في وقوع حوادث جديدة لفتيان تشوهت وجوههم, وفقدوا قدرتهم على المشي. . ختاما نقول: إننا في العراق لسنا بحاجة بعد الآن إلى من يضيف لنا هموما جديدة فوق همومنا القديمة المتراكمة, ولا يمكننا تحمل المزيد من التصرفات الاستفزازية المرفوضة, فنحن في أمس الحاجة اليوم إلى الاستقرار وراحة البال, ولا طاقة لنا على التعايش مع الأعراف العشائرية الظالمة المساندة لصبيان الدراجات وما يسببونه لنا من إزعاجات يومية متكررة. .