الطرق على آنية الخراب
يذكرني هذا العنوان بكتاب للناقد اسامة الشحماني ,عن تجربة الشاعر الكبير محمود البريكان, حيث يشير في الإهداء لهذا الكتاب الى الشاعر( الذي لم يتعب من نحت صمته متأملا عتمة المشهد ونزق الادوار..).وهكذا يعود السياب الى بويبه وأخرون الى تأملاتهم ,حينما يكون الزمن صفرا ,والتقدم يتحول الى تراجع, و الصمت الى هذيان ,وتكون فلسفة التأويل عند كادامير عصية على الفهم ,والتناهي الذاتي لا يكشف عن تجربة تاريخية ,ويرتفع المشكل الى ان يتحول الى تخبط في المطلق ,وتتدحرج الاحكام المسبقة ,المتجذرة في الزمانية رغم عجزها في ان تبلور نمطا معرفيا يتميز بالخصوبة, و الكثير من الناس تمتحن تجاربها لكشف العيوب والنواقص على منصة الواقع , للوصول الى مرتبة اعلى انسانيا ,وان تطور السلوك الاجتماعي هو حاجة أبدية, ومن يحاول الابقاء على سلوك معين أراه ينفخ في قربة مقطوعة, لذا علينا ان نقلع عما يجرنا الى وراء, ونتفهم روح العصر, وخلاف ذلك سنكون كالذي يقرأ واجبات الانسان ,ويذكر بنصح الامة وهو في قبره لم يكدر له شراب ,وذلك بما منح من شمولية وحصانة وجوامع مصالح , التي يؤطرها بالعجائب والآيات الخارقة ,وقد تواجه الاضطهاد الاخير احيانا, الذي يخرجها عن اطار الحكمة وان اقتضى الامر الى تكاثر المظلومين, ومن اكل ربا من ذي قبل ,قد مني بتثبيته, وهكذا نستضيف عصرنا بإهدار حقوق الأنسان, بالتشدد والقساوة واظهار خلاف الصورة ,عليك ان لا ترفع صوتك ,لان التشدد والتسامح يسير حسب الامزجة او باعتراف رسمي ,وهناك الكثير من ينسب التطور العلمي والنهوض الثقافي الى مذهب ما ,الا اننا لا نجد حضورا ملحوظا وليس هناك ما يفيد في تحديد التاريخ والتعبير عن تقدمية الحياة, سواء في الكتابة او السلوك, و انفصال الكلمة والكلمة ينبوع سرمدي تزهر في الواقع بأعيادها المستمرة, تخفف الآم الطواعين والاوبئة والمجاعة وتخرجها من خزائن الرؤوس لتجدد نشوة الانتصار. ان اتهام الشعراء والادباء وهم الذين كتبوا رقيق الكلام وهم صاحبو الابتسامة الرقيقة والذين خصوا بالجمال والانفتاح الاجتماعي وتساموا عن ضجيج الاسواق واستأنسوا خرير مساقط المياه واثروا عزلة الطريق, بانهم لا يمكن ان يصبحوا روادا ولا يمكن ان يدانوا الذين يلبسون قلائد الجمان ويتزينون بالأقمشة الفاخرة, بالرغم من عمق الهوة ,وهم لا يزالون موزعين بين المعارضة والاستلاب, وان كان الجمهور لا يزال يصفق ,فلكل مهديه في لجة حماس الاخرين.وبعيدا عن الروايات والبحث في الخلافات الشديدة ,والتي تتكلم بلسان مكسور ويجري فيها الاضطراب, ويوحدها دورها في التراجع الفكري بخلقها المقالات الخاصة ,ودرع الاهتداء السليم ,وهو طموح شاذ اكثر منه واقع حي , يأتي الحدث الاكثر غرابة وهو ايقاظ النعرات الخبيئة تحت ابتسامة ماكرة, تشعر المتفرج بالسعادة والطيب حين تمتلئ العيون بالدموع ,انه لشيء مفزع ,وتهمهم متسائلا أابتسم....؟ ام تصرخ متسائلا بشفتيك, والمائدة مغطاة بالوان العتمة والظالمون يحومون من حولك ومحيطك ممتلئ بزجاجات فارغة ,ياله من وضع جميل ,وانت مندهش من تعابير الوجوه, الا ان عليك ان لا تتعامل بالعنف, وحينما يخفت ضوء النهار فان السماء تتدخل ,وعليك ان تستعيد هدوئك وتركض مرات ومرات الى ان ينتهي التساؤل, لان ذلك اسهل من فك رموز الساعة الخامدة, وثقب الغيوم ,و السر لا يمكن الاحتفاظ به ,والتحدث بلغة العقل تجر المشاهد الى المسرحية المتواصلة, وكأننا نسير في ساحة ,وصرافو العملة منتشرين على نحو متواصل ويتلصصون على احشاء المدينة ,ككلاب اسيئ تدريبها ,وهم يرون ماسحوا الاحذية يشقون طريقهم رغم انهم كانوا واقفين على اطراف اصابعهم لعقود طويلة, حيث بدت عورتاهم اكثر اثارة عن المألوف, وقد يقال ان هذه مبالغة ,الا انه كان من الصعب عدم الضحك عندما يتكرر المشهد ,والكل يسافر بنفس القطار, وعندما يرفع بصره قليلا سيجد طغاة عراة يخوضون في مياه نتنة والسماء شاحبة ,وهناك طير ناري يحلق هو الانسان ,يركض بعد رشقات المطر بين اكمات الزهور المتلألئة وكأنه الولد الصغير الذي لم يكبر, الا انه لا يزال يشعر بنفسه غريبا ,وهذاهو الشيء الاستثنائي
يذكرني هذا العنوان بكتاب للناقد اسامة الشحماني ,عن تجربة الشاعر الكبير محمود البريكان, حيث يشير في الإهداء لهذا الكتاب الى الشاعر( الذي لم يتعب من نحت صمته متأملا عتمة المشهد ونزق الادوار..).وهكذا يعود السياب الى بويبه وأخرون الى تأملاتهم ,حينما يكون الزمن صفرا ,والتقدم يتحول الى تراجع, و الصمت الى هذيان ,وتكون فلسفة التأويل عند كادامير عصية على الفهم ,والتناهي الذاتي لا يكشف عن تجربة تاريخية ,ويرتفع المشكل الى ان يتحول الى تخبط في المطلق ,وتتدحرج الاحكام المسبقة ,المتجذرة في الزمانية رغم عجزها في ان تبلور نمطا معرفيا يتميز بالخصوبة, و الكثير من الناس تمتحن تجاربها لكشف العيوب والنواقص على منصة الواقع , للوصول الى مرتبة اعلى انسانيا ,وان تطور السلوك الاجتماعي هو حاجة أبدية, ومن يحاول الابقاء على سلوك معين أراه ينفخ في قربة مقطوعة, لذا علينا ان نقلع عما يجرنا الى وراء, ونتفهم روح العصر, وخلاف ذلك سنكون كالذي يقرأ واجبات الانسان ,ويذكر بنصح الامة وهو في قبره لم يكدر له شراب ,وذلك بما منح من شمولية وحصانة وجوامع مصالح , التي يؤطرها بالعجائب والآيات الخارقة ,وقد تواجه الاضطهاد الاخير احيانا, الذي يخرجها عن اطار الحكمة وان اقتضى الامر الى تكاثر المظلومين, ومن اكل ربا من ذي قبل ,قد مني بتثبيته, وهكذا نستضيف عصرنا بإهدار حقوق الأنسان, بالتشدد والقساوة واظهار خلاف الصورة ,عليك ان لا ترفع صوتك ,لان التشدد والتسامح يسير حسب الامزجة او باعتراف رسمي ,وهناك الكثير من ينسب التطور العلمي والنهوض الثقافي الى مذهب ما ,الا اننا لا نجد حضورا ملحوظا وليس هناك ما يفيد في تحديد التاريخ والتعبير عن تقدمية الحياة, سواء في الكتابة او السلوك, و انفصال الكلمة والكلمة ينبوع سرمدي تزهر في الواقع بأعيادها المستمرة, تخفف الآم الطواعين والاوبئة والمجاعة وتخرجها من خزائن الرؤوس لتجدد نشوة الانتصار. ان اتهام الشعراء والادباء وهم الذين كتبوا رقيق الكلام وهم صاحبو الابتسامة الرقيقة والذين خصوا بالجمال والانفتاح الاجتماعي وتساموا عن ضجيج الاسواق واستأنسوا خرير مساقط المياه واثروا عزلة الطريق, بانهم لا يمكن ان يصبحوا روادا ولا يمكن ان يدانوا الذين يلبسون قلائد الجمان ويتزينون بالأقمشة الفاخرة, بالرغم من عمق الهوة ,وهم لا يزالون موزعين بين المعارضة والاستلاب, وان كان الجمهور لا يزال يصفق ,فلكل مهديه في لجة حماس الاخرين.وبعيدا عن الروايات والبحث في الخلافات الشديدة ,والتي تتكلم بلسان مكسور ويجري فيها الاضطراب, ويوحدها دورها في التراجع الفكري بخلقها المقالات الخاصة ,ودرع الاهتداء السليم ,وهو طموح شاذ اكثر منه واقع حي , يأتي الحدث الاكثر غرابة وهو ايقاظ النعرات الخبيئة تحت ابتسامة ماكرة, تشعر المتفرج بالسعادة والطيب حين تمتلئ العيون بالدموع ,انه لشيء مفزع ,وتهمهم متسائلا أابتسم....؟ ام تصرخ متسائلا بشفتيك, والمائدة مغطاة بالوان العتمة والظالمون يحومون من حولك ومحيطك ممتلئ بزجاجات فارغة ,ياله من وضع جميل ,وانت مندهش من تعابير الوجوه, الا ان عليك ان لا تتعامل بالعنف, وحينما يخفت ضوء النهار فان السماء تتدخل ,وعليك ان تستعيد هدوئك وتركض مرات ومرات الى ان ينتهي التساؤل, لان ذلك اسهل من فك رموز الساعة الخامدة, وثقب الغيوم ,و السر لا يمكن الاحتفاظ به ,والتحدث بلغة العقل تجر المشاهد الى المسرحية المتواصلة, وكأننا نسير في ساحة ,وصرافو العملة منتشرين على نحو متواصل ويتلصصون على احشاء المدينة ,ككلاب اسيئ تدريبها ,وهم يرون ماسحوا الاحذية يشقون طريقهم رغم انهم كانوا واقفين على اطراف اصابعهم لعقود طويلة, حيث بدت عورتاهم اكثر اثارة عن المألوف, وقد يقال ان هذه مبالغة ,الا انه كان من الصعب عدم الضحك عندما يتكرر المشهد ,والكل يسافر بنفس القطار, وعندما يرفع بصره قليلا سيجد طغاة عراة يخوضون في مياه نتنة والسماء شاحبة ,وهناك طير ناري يحلق هو الانسان ,يركض بعد رشقات المطر بين اكمات الزهور المتلألئة وكأنه الولد الصغير الذي لم يكبر, الا انه لا يزال يشعر بنفسه غريبا ,وهذاهو الشيء الاستثنائي