الثلاثاء، 7 فبراير 2012
الاثنين، 6 فبراير 2012
رياح الحرب الكونية المحتومة-كاظم فنجان الحمامي
رياح الحرب الكونية المحتومة
آخر التعديلات على سيناريوهات الهرمجدون
جريدة المستقبل / بغداد / 5/2/2012
كاظم فنجان الحمامي
خرج الثعلب العجوز (هنري كيسنجر) من عزلته السياسية التي اختارها بنفسه, وبدا متوقد الذهن بالشر, رغم بلوغه العقد التاسع من العمر, فتحدث لصحيفة (ديلي سكيب) اليومية النيويوركية, بلغة معفرة برماد الكوارث والمصائب والنكبات, فكان حديثه بمثابة الإعلان النظري لاندلاع الحرب العالمية المرتقبة. .
لقد نطق الثعلب الماكر بما لم ينطق به كهنة النظام العالمي الجديد في غابات الطغيان العسكري الكاسح, فأشار في حديثه إلى القوى المرشحة لخوض الحرب, وحدد تشكيلاتها التعبوية, التي ستخوض المنازلة الخرافية الكبرى, ورسم محاورها القتالية, وثبت إحداثياتها بخطوط الطول والعرض, وكأنه يقول للناس: يتعين عليكم متابعة العد الرقمي التنازلي لساعة الصفر المخبأة في فوهات براكين الرعب القادم من جهة الغرب. .
عندما يتحدث رجل بمستوى (كيسنجر) عن حرب عالمية مرتقبة, ينبغي أن نأخذ كلامه على محمل الجد, فالرجل لا يجيد التنجيم ولا يميل لقراءة الطالع, ولا من الذين شغفوا بالتنبؤات المستقبلية, وليس ممن يبحثون عن الشهرة بإثارة الضجيج, ولا ممن يرغبون بإطلاق الفقاعات السياسية الكاذبة, ولا يسعى للمزاح الثقيل في هذه الظروف المتكهربة. اغلب الظن انه يحمل في جعبته سيناريوهات حربية لحماقة جديدة من حماقات النظام الأمريكي المتبجح بقوته, المتباهي بطغيانه. .
قال (كيسنجر): ((أن ما يجري حاليا هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة, التي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهة الشرق, والولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من جهة الغرب)). .
وستكون حربا كونية شرسة طاحنة ساحقة ماحقة مدمرة, لا يخرج منها سوى منتصر واحد, وقال (كيسنجر): ((أن واشنطن تركت الصين تضاعف قدراتها العسكرية, وتركت روسيا تتعافي من تداعيات الإرث السوفيتي الثقيل, وسمحت لهما باستعادة هيبتهما المفقودة, بيد أن تلك الهيبة ستكون هي الحزام الانتحاري الناسف, الذي سيحمل أخبار اختفاء تلك الأنظمة وانصهارها في النظام العالمي الاستعلائي الموحد)). .
ويقول هذا الثعلب العجوز: ((ان مراكز القوة في الولايات المتحدة خططت لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط بهدف الاستفادة من ثرواتها الطبيعية, وان الفيالق العسكرية الامريكية, حققت هذه الأهداف تقريباً, وربما هي الآن في طريقها نحو تحقيق ما تبقى من الأهداف المؤجلة)), وأكد في حديثه للصحيفة: ((ان السيطرة على الموارد النفطية هو الوجه الآخر للسيطرة على الدول, أما السيطرة على الموارد الغذائية فهو الوجه الآخر للسيطرة على الشعوب وإذلالها)). .
ويختتم كيسنجر حديثه بالقول: ((بات من المؤكد أن التنين الصيني الأصفر, والدب الروسي الأحمر لن يسيرا في مؤخرة القطيع الأمريكي الهائج, ولن يقفا موقف المتفرج ليراقبا إسرائيل وهي تشن سلسلة من الغارات الحربية المتوقعة على البلدان العربية, وسيشتركان في الحرب إن عاجلا أم آجلا, عندئذ ستقع الحرب الكونية الثالثة في قلب الشرق الأوسط)). .
يتحدث كيسنجر هذه المرة بمنطق الخرافات الكهنوتية الوثنية القديمة, ويبدو ان أعراض الزهايمر إصابته بلوثة دماغية أفقدته صوابه, فعاد إلى الثرثرة عن خرافة (الهرمجدون Armageddon), التي سردتها له جدته في القرى الألمانية البافارية الجبلية. .
فالهرمجدون معركة منتظرة, ولدت من ترهات الأساطير الغابرة, وروّج لها سفهاء (الطاروط), و(الزوهار) الذين شحنت عقولهم بحكايات عرافات مذهب (الكابالا), و(الويكا), وخطط لها فرسان المعبد منذ زمن بعيد, واستعدوا لخوض غمارها في فلسطين, فهي عندهم من المعارك الحتمية الفاصلة. .
و(الهرمجدون) كلمة عبرانية مكوّنة من مقطعين. (هر) أو (هار) بمعنى جبل,
و(مجدون) اسم لواد في فلسطين. يقع في مرج ابن عامر, وكلمة (هرمجدون) تعني: جبل مجدون, وبغض النظر عن مدلول الكلمة, فأنها ترمز إلى الحرب العدائية التي تخطط لها أمريكا وزبانيتها. فنحن نقف اليوم على أعتاب اندلاع حرب وثنية جديدة تستهدف تدمير الشرق الأوسط برمته. .
ينبغي أن لا نستغرب من تلك الأفكار الامريكية المنبعثة من كهوف الأزمنة الغابرة, وخير مثال على صحة كلامنا هذا: إنّ الرئيس الأمريكي (بوش الصغير) كان مسكونا بالخزعبلات الوثنية, ومن لا يصدق ذلك يتعين عليه قراءة آخر ما كتبه الكاتب الفرنسي (جان كلود موريس) في كتابه, الذي حمل عنوان (لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه), كشف فيه عن تفاصيل المكالمات الهاتفية بين (بوش) والرئيس الفرنسي (جاك شيراك), والتي حاول فيها (بوش) إقناع (شيراك) بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق بذريعة القضاء على العفريتين (ياجوج وماجوج), الذين يزعم إنهما ظهرا في الشرق الأوسط تحقيقا لنبوءة وثنية قديمة وردت في الكتب (المقدشة), ونلفت الانتباه هنا إلى إن مفردة (مقديش) بالشين, تعود إلى المصطلح الأكدي الوثني (قديشتو) للتعبير عن كاهنات الدعارة في معبد (مردوخ). .
يذكر المؤلف: أن (جاك شيراك) وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن (يأجوج ومأجوج), وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة, على أن لا يكونوا من الفرنسيين, لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات, فوجد ضالته في البروفسور (توماس رومر), وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة (لوزان) السويسرية, وأوضح البروفسور: إن (يأجوج ومأجوج) ورد ذكرهما في سفر (التكوين), في الفصلين الأكثر غموضا, وفيهما إشارات غيبية, تذكر: ((أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود, وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود, في حرب يريدها الرب, وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة)), ثم يتابع المؤلف (موريس) كلامه, قائلا: إن الطائفة الانجليكانية التي ينتمي إليها بوش, هي الطائفة الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم (التوراة), وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى, ويطلقون عليها اصطلاح (الهرمجدون), وهي المعركة الفاصلة, التي اشرنا إليها آنفا, وحذرت مجلة (لونوفيل اوبسرفاتور), الفرنسية, من تنامي هذه العقيدة الجديدة المتطرفة. وأكدت أن الرئيس (بوش), المؤمن جدا بهذه العقيدة الشاذة, اتصل بالرئيس الفرنسي (شيراك) ذات مرة, لحثه على مؤازرته في غزو العراق. قائلا له : (( اسمع يا صديقي شيراك. لقد أخذت على عاتقي تخليص العالم من الدول المارقة والشريرة, وسأسعى بكل ما أوتيت من قوة لخوض معركة الهرمجدون هناك)). .
لقد بات من الضروري أن يعرف الناس حقيقة تلك العلاقة الدينية والتاريخية بين اليهود وأمريكا التوراتية، ويدركوا إن كل هذه الحروب الاستباحية التي تخوضها أمريكا, أو التي ستخوضها، وكل هذه المؤامرات التي تحيكها هي من اجل تدميرنا ونهب ثرواتنا وتمزيق وحدتنا الوطنية من خلال زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية المسيسة، والسعي لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وترسيخ أقدام عبيد الشيطان في قلب الوطن العربي. .
من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلفين والمشعوذين. .
والله يستر من الجايات
السبت، 4 فبراير 2012
الجمعة، 3 فبراير 2012
(تيتي ...تيتي )-حامد كعيد الجبوري
إضاءة
(تيتي ...تيتي )
حامد كعيد الجبوري
( أبو المثل ما خله شي ما كاله ) هذا ما وصل لنا من تركة ماضينا الغزير ، ويقال أن زوجا كثير التبرم بأحواله مع زوجته ، وبعذر وبلا عذر وكما يقال ( يسويله زعله ) ، وحينما ( يزعل ) يعزف عن الطعام ، فتتودد له المسكينة زوجته لمراضاته ، وبعد التي و( اللتيا ) وبذل ماء الوجه لزوجها يتصالح معها ، وتعوّد صاحبنا هذا الحال ، لكن المرأة المبتلاة شكت ما تلاقيه لصويحباتها فعنفنها كثيرا لذلك وقلن لها جميعا السبب يكمن بك أنت من علمته على هذا ، والمثل يقول ( أبنج ولو دللتيه ورجلج ولو علمتيه ) ، قالت لهن ما أصنع معه إذن ؟ ، أجبنها أتركيه وسوف ترين كيف يعود دون أن تبذلي له ماء الوجه ، وكعادته صاحبنا الزوج ( سوه زعله ) ، وقت الغذاء قالت لزوجها ( راح أصب الغده ) ، قال لها بوجه عبوس قمطريرا لا أريد ، لم تكترث لإجابته ، وضعت ( الصينية ) وقالت له ( كوم أتغده ) ، لم يجبها ، جلست لوحدها أمامه وبدأت تلتهم الطعام وهو يرمقها بطرف عينه وبطنه ( تتصرى ) من الجوع ، أكملت أكلها وذهبت لغرفتها لتأخذ قيلولتها ، وفعلا نهضت من القيلولة ولم تجد زوجها بالدار ، في العشاء كررت معه نفس التصرف ولم يأكل معها ، وتركته أيضا وأكلت وشبعت وتوجهت لغرفتها ونامت ، تبعها الزوج لفراشها ودخل معها الفراش ولم يحصل منها على بغيته فنام كمدا ، في اليوم التالي صباحا أعدت الفطور وقالت له هل تفطر معي أم لا ؟ ، أجابها ( مو تدرين بيه لا غده ولا عشه ولا فراش يعني شنو قصدج تردين تموتين من الجوع والنوب أتحرميني من الفراش والريوك لا عمي راح أتريك ) قالت له أن تصرفي لا حقا معك هكذا ، يعجبك الأكل والفراش أهلا بك وأن لا يعجبك فأهلا بك أيضا ، أجابها ( بليونه لا حبيبه مثل ما تردين بس بروح عمي منو اللي وزج عليه ) ، قالت له ( محد وزني بس أفعالك حيل ضوجتني ) .
هذا ما توصلت له الحكومة العراقية الحالية ممثلة بدولة القانون مع شريكتها بالمغانم القائمة العراقية ، وسؤالي ماذا جنت العراقية على مخاصمتها البرلمان لأكثر من شهر ، مع تعطيل أغلب القوانين والجلسات ، وسؤالي أيضا لماذا تختلف العراقية مع شركائها بالعملية السياسية ؟ ، وماذا جنته العراقية من مغادرتها البرلمان والحكومة ، ومن ثم عودتها دون الحصول على مكسب معين لها أو لجماهيرها من العراقيين ، ليس بوسعنا إلا أن نقول وكما يقول المثل الشعبي ( تيتي ... تيتي ، مثل ما رحتي أجيتي ) ، للإضاءة ...... فقط .
الأربعاء، 1 فبراير 2012
الأفاعي الجوية البيضاء-كاظم فنجان الحمامي
الأفاعي الجوية البيضاء
سلاح فتاك بيد النظام العالمي الجديد
أخبث الأسلحة وأكثرها خطورة على وجه الأرض
ملف خاص نشرته جريدة المستقبل / بغداد / 29/1/2012
كاظم فنجان الحمامي
لا تختلف تفاصيل قصة اختراع (الكيمتريل) كثيرا عن قصة الانقلاب المفاجئ في استعمالات (الديناميت), عندما انتقل من مشاريع الإعمار إلى مشاريع الدمار. فتحول إلى سلاح فتاك بيد القوى الشريرة, وكان لذلك التحول الأثر الكبير على مشاعر العالم السويدي (الفريد نوبل), الذي اخترع الديناميت, فحزن حزنا عميقا, وأوصى بوضع ثروته كلها في بنك سويدي, وطلب صرف الأرباح السنوية على المبدعين في العلوم الإنسانية, وهكذا وضع اللبنة الأولى لجائزة نوبل, بيد أن الاختلاف بين القصتين أن المادة الجديدة (الكيمتريل) تحولت من مادة تحمل الخير للبشرية, وتمنع الاحتباس الحراري, إلى مادة تديم الاحتباس وتهدد الناس, من دون أن تظهر علامات الأسف والندم والشفقة على وجوه العلماء الذين حولوها بأنفسهم إلى سلاح دمار شامل يفوق السلاح النووي تدميرا وإبادة. .
ولادة الكيمتريل
ولد الغاز المريب في أحضان الاتحاد السوفيتي, من أم روسية, وأب صربي يعمل في حقل الهندسة المناخية, هو العالم (نيقولا تيلا), الذي استطاع تحضير خلطة سحرية لمركبات كيماوية, متكونة في معظم الحالات من (آيوديد الفضة), و(بيركلورات البوتاسيوم), ومواد أخرى, ترشها الطائرات في الجو بخطوط مستقيمة متقاطعة, تنثرها فوق السحب الخفيفة المنفوشة, فتتجمع الغيوم الثقيلة كما الجبال الثلجية المهيبة, وتزداد أوزانها, ويتعذر على الهواء حملها, فتنهمر أمطاراً غزيرة على المناطق الجافة, وتنتعش الحقول والغابات, وتستعيد السهول والروابي وشاحها الأخضر المزدان بالبهجة والفرح. .
كان للسوفيت وقتذاك دولة عظيمة, تطل على المحيطين, الهادي والأطلسي. وكانوا يكتبون مختصرات اسمها بالانجليزية هكذا: (USSR), ويكتبونها بالروسية: (CCCP), ثم تفككت تلك الدولة العظيمة, وتبعثرت جمهورياتها الكثيرة المتشابكة, وانهارت مؤسساتها العلمية, فحزم (نيقولا) حقائبه, وركب البحر على ظهر أول سفينة متوجهة إلى نيويورك, حاملا في تلافيف دماغه أسرار الهندسة المناخية, متأبطا وصفاتها السحرية, التي داخت بها أمريكا, وتحسرت على حل شفرتها المستعصية على الفهم, فكان المال الأمريكي هو العفريت الذي ضحك على (نيقولا), وانتزع منه أسرار المعادلات الكيماوية المعقدة, واستطاع أن يستحوذ على تفكيره, ويجعله خادما مطيعا له في تنفيذ مشاريع البنتاغون التوسعية, فتغيرت عناصر المعادلات على يد (نيقولا), وانقلبت نتائجها من ثمار الخير إلى
أوكار الشر, حتى صارت من أخبث الأسلحة البيئية وأكثرها فتكا على وجه الأرض. .
خطوط بيضاء في كبد السماء
أغلب الظن أنكم شاهدتم تلك الخطوط البيضاء المتقاطعة فوق سطوح منازلكم, وتشاهدونها يوميا, وربما ظننتم أنها من مخلفات الوقود المحترق في توربينات الطائرات النفاثة, أو أنها من بقايا الهواء المتبخر بحرارة النيران المنبعثة من محركات الطائرات, أو أنها مجرد خطوط تمثل المسارات الجوية للطائرات, تكونت في الجو بعد أن توفرت لها مجموعة من العوامل المناخية, فساعدتها في الظهور بهذه التشكيلة الشريطية المتقاطعة المتداخلة.
هذا صحيح تماما, فليس هنالك ما يميز خطوط الكيمتريل عن مسارات الطائرات من حيث اللون والشكل, وت
كاد تكون معظم الفروقات العامة غير واضحة, أو غير معروفة حتى الآن عند عامة الناس, لذا وجب علينا الإشارة إليها, والتحذير منها. .
من المسلم به أن الأشرطة البخارية المتكاثفة كحبيبات ثلجية في أثر الطائرات المحلقة في الجو, تتبدد تدريجيا, وتتلاشى تماما بعد بضعة دقائق, لكنها إن حافظت على مظهرها الثلجي, وظلت مرئية لعدة ساعات, من دون أن تختفي, عندئذ يمكننا القول إنها خارجة عن نطاق بخار الماء, ولا علاقة لها باندفاع المادة المحترقة من عادم الطائرة, وان استمرارها بالظهور يعزا في هذه الحالة إلى انتشار بعض المركبات الكيماوية الخبيثة في الجو. .
(الديب) الذي أكلته الذئاب
شاءت الصدف أن يطلع العالم الكندي (ديب شيلد), على أسرار التحولات الحربية, التي طرأت على مركبات (الكيمتريل), وكيف تحولت من غازات صديق للبيئة لتصبح بين ليلة وضحاها من ألد أعدائها. .
كان (ديب) أول من اكتشف الوثائق السرية, التي تحكي عن قيام أمريكا بإطلاق تلك المركبات الكيماوية على كوريا الشمالية, واكتشف أيضا أنها استعملتها في حربها الاستنزافية ضد العراق وأفغانستان, فضلا عن استعمالها ضد مناطق منتخبة من السعودية وإيران واليمن, فلم يتردد (ديب) من الادلاء بتصريحاته المدوية, التي زلزلت كيان المؤسسة العسكرية الامريكية, وبلغت به الجرأة مبلغا عظيما, عندما أقدم على نشر تفاصيل برنامج (الكيمتريل) على الانترنت, في موقع فضائحي, يقال له (هولمز ليد). .
وفجر (ديب) مفاجأة كبرى عندما قال: أن (الكيمتريل) هو المارد الخفي الذي ارتكب أخطاء فادحة, عندما أخفق في توجيه إعصار (جونو), فانحرف عن مساره ليضرب السواحل العمانية, ويحدث فيها خرابا كارثيا, ثم زحف باتجاه السواحل الإيرانية بعد ان خارت قواه في خليج عمان وبحر العرب. .
وقال (ديب): ان السواحل الإيرانية كانت هي الهدف المقصود, بيد أن الجهة المنفذة وقعت في أخطاء ميدانية جسيمة, تسببت في انحراف مسارات الإعصار نحو سلطنة عمان. .
ولم تمض بضعة سنوات على تصريحات (ديب), حتى وجدوه مقتولا في سيارته بمخالب الذئاب المفترسة, وسجلت الجريمة ضد مجهول. .
الغرب يعترفون والعرب ينكرون
على الرغم من اعتراف المؤسسات الغربية بولادة سلاح (الكيمتريل), وعلى الرغم من قيام الصحف الغربية بنشر آخر التطورات الطارئة على تحضير مركباته مختبريا في المصانع الحربية, وعلى الرغم من قيام المنظمات البيئية الغربية بنشر الملصقات التحذيرية, المعززة بالصور الملونة عن غازات الكيمتريل, وآثارها السلبية المدمرة للبيئة, وعلى الرغم من كل التأكيدات التي أدلى بها الكولونيل (تامزي هاوس), ونشرتها القوات الجوية الامريكية على موقعها الرسمي, والتي قال فيها: أن أمريكا ستكون قادرة في نهاية عام 2025 على تدمير طقس الأقطار المعادية لها, وإنها ستمتلك غازات حربية غير نووية, تطلقها الطائرات الحربية من خزانات وخراطيم ملحقة بأجنحة مقاتلاتها النفاثة, وأوضح إن الولايات المتحدة تعد العدة لاستعمال سلاح الكيمتريل كجزء من أسلحتها السوقية في حروبها المستقبلية. .
وعلى الرغم من رغبات البنتاغون بامتلاك أسلحة التحكم بالطقس, لإطلاق الكوارث الطبيعية الاصطناعية, كالأعاصير, والفيضانات, والتسبب في الجفاف, وتحقيق الأغراض الحربية الرامية إلى نشر الفقر والمجاعة في البلدان المناوئة للإرادة الامريكية, وعلى الرغم من قيام أمريكا نفسها بجهود حثيثة لإقناع شعبها بقبول هذا السلاح الجديد بذريعة حماية الناس من الهجمات (الإرهابية) المحتملة. .
على الرغم من هذا كله, دأبت بعض العقول العربية على إنكار وجود هذا النوع من الأسلحة الكيماوية المدمرة, متحججة بذرائع وتبريرات واهية, من مثل قولهم: لو كانت أمريكا قادرة على التحكم بالمناخ, فما الذي يمنعها من التصدي للأعاصير الكاسحة, التي تضرب سواحل فلوريدا كل عام ؟. متناسين أن التحكم الذي تعنيه أمريكا يتلخص في النواحي التخريبية, ولا قدرة لها على التصدي للكوارث الطبيعية, فهي قادرة على خلق الأزمات المناخية, لكنها غير قادرة على مواجهة الكوارث الحقيقية. .
فما أسهل أن تتسبب جهة ما في صناعة الدمار والتلوث, فتصب الزيت في عرض البحر بهدف نشر الملوثات النفطية, لكنها تعجز تماما عن حماية سواحلها عندما تتعرض إحدى ناقلات النفط العملاقة للجنوح والغرق, فإمكان رجل واحد تهديم عمارة مؤلفة من عدة طوابق في ساعة واحدة بأصابع الديناميت, لكنه غير قادر على إعادة بنائها في شهر واحد, حتى لو اجتمعت معه الكوادر الفنية والهندسية كلها, فما أسهل الهدم والتخريب, وما أصعب البناء والتعمير, وفي قصص الحروب نقرأ عن دول كثيرة كانت على هذه الشاكلة, ديدنها التخريب, ومعولها في يدها من أجل الهدم والدمار, وقد آن الأوان لنا أن نؤمن بحقيقة الأسلحة المناخية, التي صارت في متناول فيالق القوى الاستعلائية الجبارة. .
خطوط الكيمتريل في الجو
لغازات الكيمتريل تأثيرات عجيبة على المناخ, فبعد سويعات من نفثها في الجو تتشكل السحب الاصطناعية الشريطية بتحول أكاسيد الألمنيوم إلى هيدروكسيدات, فتنخفض رطوبة الجو بنسبة 30%, وتتمدد السحب بالطول والعرض, فتهبط درجات
فما أسهل أن تتسبب جهة ما في صناعة الدمار والتلوث, فتصب الزيت في عرض البحر بهدف نشر الملوثات النفطية, لكنها تعجز تماما عن حماية سواحلها عندما تتعرض إحدى ناقلات النفط العملاقة للجنوح والغرق, فإمكان رجل واحد تهديم عمارة مؤلفة من عدة طوابق في ساعة واحدة بأصابع الديناميت, لكنه غير قادر على إعادة بنائها في شهر واحد, حتى لو اجتمعت معه الكوادر الفنية والهندسية كلها, فما أسهل الهدم والتخريب, وما أصعب البناء والتعمير, وفي قصص الحروب نقرأ عن دول كثيرة كانت على هذه الشاكلة, ديدنها التخريب, ومعولها في يدها من أجل الهدم والدمار, وقد آن الأوان لنا أن نؤمن بحقيقة الأسلحة المناخية, التي صارت في متناول فيالق القوى الاستعلائية الجبارة. .
خطوط الكيمتريل في الجو
لغازات الكيمتريل تأثيرات عجيبة على المناخ, فبعد سويعات من نفثها في الجو تتشكل السحب الاصطناعية الشريطية بتحول أكاسيد الألمنيوم إلى هيدروكسيدات, فتنخفض رطوبة الجو بنسبة 30%, وتتمدد السحب بالطول والعرض, فتهبط درجات
الحرارة إلى المعدلات الدنيا المساعدة على انكماش الكتل الهوائية, فتتكون المنخفضات الجوية في طبقة الاستراتوسفير, وتندفع الرياح بقوة من المناطق البعيدة المجاورة لتعبث بالتوازن المناخي للمنطقة المضروبة, فتنقشع الغيوم ويتغير سلوكها في مواسمها الطبيعية, فتغيب لأيام وربما لأسابيع, مخلفة وراءها البرودة المزعجة والجفاف القاتل.
تستمر الحرارة بالهبوط, وتفقد السماء زرقتها المعتادة, فيتأرجح لونها بين الرمادي والأبيض والباهت, ثم يأتي الإطلاق الثاني والثالث والرابع فتضطرب الأجواء مرات ومرات بسرعات مذهلة, وتنفلت إيقاعات الرعد, وتنزل الصواعق الرعدية من دون أن يسقط المطر, فيتصاعد الغبار, ويتردى مدى الرؤية. .
الملفت للنظر أن أشجار النخيل هي الأكثر تأثرا بمساحيق الكيمتريل, وبخاصة حين ظهر عليها الحزن والانكسار, فانحنت رؤوسها إلى الأسفل, واضمحلت ألوانها, وتخشبت أعذاقها, واصفرت سعفاتها, وتجمعت في خصلة واحدة بموازاة الجذع, فنضج التمر خاويا متيبسا فاقدا لرحيقه السكري. وهذا ما بدت عليه نخيل البصرة, وخوزستان, والبحرين, والكويت, فالانكسار هو القاسم المشترك لبساتين النخيل في الجزر الشمالي من حوض الخليج العربي, وربما امتدت يد الكيمتريل لبساتين المنطقة الشرقية في السعودية, بيد أن انحناء رؤوس النخيل, واصفرار سعفاتها كانت هي العلامات الفارقة لنخيل البصرة.
أما السواحل الأفريقية الشمالية, في المغرب, والجزائر, وليبيا, وتونس, ومصر, فقد كان الكيمتريل هو القطار الذي نقل أسراب الجراد الأحمر, وسمح لها بعبور الحدود من دون حاجة إلى تأشيرات الدخول. وكانت سلة (الأوديسا) ممتلئة بمساحيق الكيمتريل.
لقد جاءت مصر في مقدمة الأقطار المتضررة, وتحملت وحدها غارات الجراد على مزارعها وحقولها بمباركة الناتو.
وربما كانت كوريا الشمالية هي الدول المنكوبة زراعيا, بعد فيتنام, التي تعرضت في القرن الماضي إلى حملات جوية مبرمجة استخدمت فيها الطائرات الامريكية كميات هائلة من مبيدات النباتات, فتحولت غاباتها إلى صحراء قاحلة في غضون عام واحد فقط. بيد ان السلاح الجوي الذي تسبب بالكارثة الكورية يختلف تماما عن السلاح الذي أزيلت به مزارع فيتنام, فالكيمتريل هو الغاز الذي اتلف محاصيل الرز في كوريا, وحرمهم من غذائهم الرئيس, وتسبب في مجاعة مروعة, راح ضحيتها (6,2) مليون الأطفال فقط, ومازالت المناطق المنكوبة تعاني من الجفاف.
نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً
ما يؤسف له أننا في العراق صرنا مهددين بأسلحة الجفاف, بعد أن هبت علينا بلدوزراتها الكاسحة من كل حدب وصوب, وتوحدت ضدنا الدول المجاورة لنا في مشاريعها التجويعية, فتعمدت حرماننا من حقنا في مياه الري, واشتركت كلها في قطع أوردة الأنهار والروافد, أما بتغيير مساراتها بعيدا عن الحدود العراقية, أو بإقامة السدود والنواظم الجبارة على نهري دجلة والفرات. ثم انضمت إليها القوى الشريرة, التي شنت غاراتها الكيمتريلية على العراق, وتسمرت إبصارنا في كبد السماء بحثا عن خطوط الكيمتريل, فشاهدناها كيف تتلوى وتتكاثف فوق رؤوسنا, وها نحن في عز فصل الشتاء, ولم تسقط على بعض ضواحي البصرة قطرة واحدة من المطر, باستثناء الرذاذ المطري الخفيف, الذي تناثر هنا وهناك, بكميات ضئيلة لا يمكن أن ندرجها في جداول الكميات المطرية المألوفة. .
يهزنا صوت الرعد, ويبهرنا بريق الصواعق, من دون أن يتساقط علينا المطر, نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. .
فهل ستقتلنا الأفاعي الجوية المريبة, فنموت بسمومها, بالطريقة التي مات فيها مالك بن الريب ؟. أم نموت حزنا وألما على عمتنا النخلة, التي انحنى رأسها, وتيبس جذعها, حتى شاخت ودب الشيب في خوص سعفاتها, وتخشبت أعذاقها, فماتت واقفة تحت سماء الكيمتريل.
تستمر الحرارة بالهبوط, وتفقد السماء زرقتها المعتادة, فيتأرجح لونها بين الرمادي والأبيض والباهت, ثم يأتي الإطلاق الثاني والثالث والرابع فتضطرب الأجواء مرات ومرات بسرعات مذهلة, وتنفلت إيقاعات الرعد, وتنزل الصواعق الرعدية من دون أن يسقط المطر, فيتصاعد الغبار, ويتردى مدى الرؤية. .
الملفت للنظر أن أشجار النخيل هي الأكثر تأثرا بمساحيق الكيمتريل, وبخاصة حين ظهر عليها الحزن والانكسار, فانحنت رؤوسها إلى الأسفل, واضمحلت ألوانها, وتخشبت أعذاقها, واصفرت سعفاتها, وتجمعت في خصلة واحدة بموازاة الجذع, فنضج التمر خاويا متيبسا فاقدا لرحيقه السكري. وهذا ما بدت عليه نخيل البصرة, وخوزستان, والبحرين, والكويت, فالانكسار هو القاسم المشترك لبساتين النخيل في الجزر الشمالي من حوض الخليج العربي, وربما امتدت يد الكيمتريل لبساتين المنطقة الشرقية في السعودية, بيد أن انحناء رؤوس النخيل, واصفرار سعفاتها كانت هي العلامات الفارقة لنخيل البصرة.
أما السواحل الأفريقية الشمالية, في المغرب, والجزائر, وليبيا, وتونس, ومصر, فقد كان الكيمتريل هو القطار الذي نقل أسراب الجراد الأحمر, وسمح لها بعبور الحدود من دون حاجة إلى تأشيرات الدخول. وكانت سلة (الأوديسا) ممتلئة بمساحيق الكيمتريل.
لقد جاءت مصر في مقدمة الأقطار المتضررة, وتحملت وحدها غارات الجراد على مزارعها وحقولها بمباركة الناتو.
وربما كانت كوريا الشمالية هي الدول المنكوبة زراعيا, بعد فيتنام, التي تعرضت في القرن الماضي إلى حملات جوية مبرمجة استخدمت فيها الطائرات الامريكية كميات هائلة من مبيدات النباتات, فتحولت غاباتها إلى صحراء قاحلة في غضون عام واحد فقط. بيد ان السلاح الجوي الذي تسبب بالكارثة الكورية يختلف تماما عن السلاح الذي أزيلت به مزارع فيتنام, فالكيمتريل هو الغاز الذي اتلف محاصيل الرز في كوريا, وحرمهم من غذائهم الرئيس, وتسبب في مجاعة مروعة, راح ضحيتها (6,2) مليون الأطفال فقط, ومازالت المناطق المنكوبة تعاني من الجفاف.
نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً
ما يؤسف له أننا في العراق صرنا مهددين بأسلحة الجفاف, بعد أن هبت علينا بلدوزراتها الكاسحة من كل حدب وصوب, وتوحدت ضدنا الدول المجاورة لنا في مشاريعها التجويعية, فتعمدت حرماننا من حقنا في مياه الري, واشتركت كلها في قطع أوردة الأنهار والروافد, أما بتغيير مساراتها بعيدا عن الحدود العراقية, أو بإقامة السدود والنواظم الجبارة على نهري دجلة والفرات. ثم انضمت إليها القوى الشريرة, التي شنت غاراتها الكيمتريلية على العراق, وتسمرت إبصارنا في كبد السماء بحثا عن خطوط الكيمتريل, فشاهدناها كيف تتلوى وتتكاثف فوق رؤوسنا, وها نحن في عز فصل الشتاء, ولم تسقط على بعض ضواحي البصرة قطرة واحدة من المطر, باستثناء الرذاذ المطري الخفيف, الذي تناثر هنا وهناك, بكميات ضئيلة لا يمكن أن ندرجها في جداول الكميات المطرية المألوفة. .
يهزنا صوت الرعد, ويبهرنا بريق الصواعق, من دون أن يتساقط علينا المطر, نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. .
فهل ستقتلنا الأفاعي الجوية المريبة, فنموت بسمومها, بالطريقة التي مات فيها مالك بن الريب ؟. أم نموت حزنا وألما على عمتنا النخلة, التي انحنى رأسها, وتيبس جذعها, حتى شاخت ودب الشيب في خوص سعفاتها, وتخشبت أعذاقها, فماتت واقفة تحت سماء الكيمتريل.
الثلاثاء، 31 يناير 2012
الأحد، 29 يناير 2012
السبت، 28 يناير 2012
الجمعة، 27 يناير 2012
حسين درويش العادلي-رواية توماس فريدمان
حسين درويش العادلي
رواية توماس فريدمان
أثارتني واقعة يرويها الصحفي الشهير توماس فريدمان... عن الرئيس اللبنانى الاسبق كميل شمعون .. حول تقسيم العراق والمنطقة
يقول فريدمان: (كميل شمعون ثاني رئيس لبناني، والرجل الذي خبر كثيراً من أوضاع المنطقة، كانت له توقعات ورؤى، كثيراً ما كانت تثير جدلا، وتخلق متفقينأقل ومختلفين معها أكثر، في منطقة وضعت على جيدها -وقتئذ- أيقونة الناصرية زهواً واعتناقاً وطموحاً في كرامة قومية.
فضلاً عن أن "شمعون" كان السياسي الذي لم ينته دوره بخروجه من سدة الرئاسة اللبنانية، بل أنه كثيراً ما كانيحرك احداثاً في بلاده، وأحيانا في المنطقة. وعندما اجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان، طلبت قيادات لبنانية- من قادة الميليشيا المسيحية التي كانت في نزاع عسكري مع المنظمات الفلسطينية، وقت ان كانت هذهالمنظمات تتمترس في لبنان من اجل انشاء جبهة مع اسرائيل- من كميل شمعون إبداء رأيه في فكرة تقسيم لبنان، وذلك لإنشاء دولة مسيحية،
فلم ترق لشمعون هذه الفكرة، وقال لمحدثيه: "اسمعوا.. لبنان لا يتقسم إلاّ اذا تقسّم العراق، فإذا شاهدتم العراق يتقسم، فهذا يعني بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية في المنطقة،وليس في لبنان فقط
هذا الرأي الذي أبداه شمعون قبل نحو ربع قرن، والوارد في كتب سياسية، ومقالات كتاب ومحللين سياسيين، يحول البصر الآن تلقائيا صوب العراق، باعتبار أنَّ أحواله مقياساً -وفقاً لتقديرات شمعون- ووحدته الوطنية معياراً لثبات وبقاء الجغرافية السياسية الراهنة في المنطقة على أوضاعها
وفي المقابل، تكون بوادر رياح التقسيم في بلاد الرافدين نذر شؤم، وبداية لرسم خرائط سياسية جديدة في المنطقة، والتي تشهد الآن متغيرات عاصفة، لم تحدثقط -مجتمعة- في تاريخها الأوسط والحديث)، إنتهى. صحيفة العرب اليوم في 23/12/2011، التلويح بوباء التقسيم في المنطقة وأخطاره، توماس فريدمان.تساؤلات؟ هل هي نبوءة تلك التي أباح بها السياسي المخضرم كميل شمعون قبل أكثر من عقدين؟ أم هي اطلاع على ما خفي من مخططات تشتغل عليها القوى الصانعة للتاريخ؟ أم هي قراءةسياسية لعوامل بنيوية لجوهر الدولة العراقية وللعوامل الجيوسياسية العاملة فيه ولتأثيرات هذا البلد على
مجمل الخارطة الشرق أوسطية؟.. قد تكون هذا وذاك.. وأكثر.. ربما
لماذا العراق تحديداً
لكن، لماذا العراق تحديداً إذا ما تقسّم فستكون بداية مرحلة الدويلات الطائفية والعرقية فيالمنطقة وليس في لبنان فقط؟ لماذا لا تكون اليمن مثلاً أو الجزائر أو السعودية أو حتى سوريا ذات التأثير المباشر على الجغرافيا السياسية في منطقة الشرقالأوسط؟ لماذا العراق تحديداً؟
الموقع الجيوسياسي
أتصور أن الموقع الجيوسياسي هو العلة، فالعراق دولة استثنائية في موقعها الجيوسياسي، هو موقع تلاقي ثلاث كتلبشرية سياسية وحضارية غير منسجمة
ومتصارعة ومتبادلة التأثير سلباً وايجابا، إنها الكتلة العربية والكتلة الإيرانية والكتلة التركية،
من هنا فأي تقسيم للعراق يعني تأثيراً مباشراً على العرب والإيرانيينوالأتراك،.. على
سبيل المثال: تقسيم العراق سينتج دويلات عرقية طائفية بالضرورة، تتمحور حول العرق
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)