الاثنين، 26 ديسمبر 2011

في ذكرى رحيل شارلي شابلن ,أنا انسان.. لست شيوعيا؛ ولكني رجل سلام




في ذكرى رحيل شارلي شابلن
أنا انسان.. لست شيوعيا؛ ولكني رجل سلام


ليلة 25 كانون الأول 1977، عشية الاحتفال بأعياد الميلاد، وقبل أن تدق الأجراس.. أعلن في حي كورسييه سير فيفي الباريسي ان قلب شارلي شابلن كف عن الخفقان.. توفي شابلن الانسان والفنان الكبير عن 88 عاماً.
كان على حد تعبير ناقد فرنسي – أشهر رجل على قيد الحياة في العالم، ويمكن القول، دون حرج، أنه الوحيد الذي اضحك الناس في مختلف الاصقاع، وفي أقسى الأوقات.
كان شابلن شخصية فريدة، دالة على عظمة الموهبة الانسانية والعقل الانساني. شخصية من طراز هاملت، ودون جوان، ودون كيشوت، وفاوست. وقد احرز في حياته الحافلة بالأعمال العظيمة ليس الشهرة فحسب، بل حقق ابهى انجازات السينما منذ عهدها الصامت، وأكثرها صفاءً ومقدرة على إثارة اعمق الأحاسيس الإنسانية. وشكلت تلك الانجازات قوة دفع لا نظير لها في تاريخ الابداع السينمائي العالمي.


بانوراما صغيرة لشابلن

• ولد في حي فقير في لندن. وكان والداه يعملان في التمثيل. مات الأب شارل حينما كان شارلي في الخامسة من عمره، فعاشت الأم وأولادها الأربعة اليتامى في فقر شديد.
غير ان حيّهم الفقير بقدراته، وبأهله المتسولين المتسكعين في الطرقات، سيكون في يوم قادم أفضل وأجمل ما في أفلام شارلي شابلن. فقد قدم شابلن ماضي الطفولة البائسة على حقيقته.. عالماً من انعدام العدالة ومن العسف والحرمان والفاقة، عالماً يحفل بالمناظر القادرة ليس على استدرار الدموع فقط، بل على تعميق وعي المشاهد بما هو لا انساني، وما هو مسّبب لبؤس الناس.
• اعتبارا من عام 1914، أصبح بوسع الشارب الصغير، الى جانب العصا والحذاء الواسع العتيق والبنطلون الفضفاض ومشية "البطة"، أن تكون استدلالاً واضحاً على شخصية هي أكثر تفرداً مما هو مألوف.
• بعد أربعين عاماً حافلة بالأفلام الصامتة والناطقة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد نفسه عاجزاً عن البقاء في مواجهة الحملة المكارثية التي عّرضته للملاحقة بعد ان رمت بوجهه "تهمة" الشيوعية، فرد عليها:
- انا انسان.. وهذه هي سياستي. لست شيوعيا.. ولكني رجل سلام!

وكان – حقاً – رجل سلام، وهو القائل:
- انني أؤمن بالحرية.. تلك هي فلسفتي، وسلامي هو الضحك !

• حرص في كل منجز سينمائي، أن يقف ضد كل ماهو سيء ومرير وغير جميل في العالم، وأن يشيع البهجة والضحك الفاتنة، التي تدفع الى التأمل. تماماً كما وصف ناقد عبقرية موليير بالقول:
- انه الضحك العميق، الذي يجعلنا نشعر، ونحن نضحك، أنه يجدر بنا أن نبكي!

تلك كانت سخرية شابلن، التي ارتقى بها الى مصاف أعظم الفنانين في عصرنا، وأكثرهم خلودا.


ماتع – 25 / 12 / 2011

السبت، 24 ديسمبر 2011

أقسى مهنة في الأرض.. -ماجد الحيدر



أقسى مهنة في الأرض..

أن تكون أمّاً عراقية..
أن تنجب البنين والبنات وتشبع ذلا وقهرا
كي يكبروا قليلاً..
قليلاً..
ثم تسلمهم
لغرف الاعدام
وساحات الحروب
ومشارح الطب العدلي
والمقابر الجماعية
وبرد المنافي والسجون..

أي قدر غبي..
أية لعنة أبدية!!
ماجد الحيدر

الخميس، 22 ديسمبر 2011

سارق للمرة الثانية -حامد كعيد الجبوري


إضاءة
سارق للمرة الثانية
حامد كعيد الجبوري
سبق وأن حررت موضوعة بهذا العنوان تحدثت فيها عن شخص سرق قصيدة لي ، والغريب أني قد وضعت أسمي ضمن متن القصيدة ، فغير أسمي لأسمه لذا أختل الوزن فيها ، وعدالبيت غير موزونا فعرف بهذه الهفوة المختصون وتتبعوا القصيدة ووجدوها منشورة بأسمي في الحوار المتمدن ومواقع الكترونية أخرى ، البيت يقول ( كلها أمحزمه وتركض ركض معتام / ويرجع ليوره بس حامد كعيد ) ، فقام هذا اللص المدعو ( علي إبراهيم ) فحذف حامد كعيد وأدخل كنيته لها لتصبح موائمة لقافية القصيدة وأصبحت ( أبو محمد ) ، وبهذا كشف عن غباء وعدم معرفة بموازين الشعر العربي لاختلال الوزن بإضافة هذه الكنية لعدم تطابقها عروضيا مع القصيدة ، ومن المعلوم أن الشعر الشعبي لا يخرج عن هذه التحديدات العروضية مع اختلاف المسميات ، فبحر الرمل يسمونه بالشعبي ( الموشح ) ، وبحر البسيط يسمونه ( النايل ) ، وبحر الهزج يسمونه ( التجليبه ) ، وبعد هذه السرقة المتعمدة كتبت موضوعتي الأولى ، لذلك حضر هذا الرجل السارق ولم يعد يتعامل معه في المواقع التي نشر فيها القصيدة المسروقة ، اليوم كرر نفس فعلته وبنفس غباءه وأخطاءه العروضية وسرق نصا لي جديدا نشرته على صفحات ( الحوار المتمدن ) بتاريخ 18 / 12 / 2011 م وتحت عنوان ( غيوم الصبر ) ، وأثبت غباءه ثانية برفع أسمي الموجود أيضا بمتن القصيدة ، أنا أقول ( أسمي حامد والصبر سماني ) ، فرفع حامد ووضع بدله ( علي ) فأختل وزن البيت ووضحت السرقة أيضا ، ونشر القصيدة المسروقة ب( منتديات أنوار العرب ) ، بصفحة منتدى أنوار الشعر الشعبي ، أتمنى على هذا المنتدى أن يحضر مثل هكذا سراق وأن لا يتعامل معهم لاحقا ، وأتمنى على السارق ( علي إبراهيم ) الذي يعيش الغربة ببلد أجهله أن يراجع أقرب ( مشفى ) نفسي للعلاج من هذا المرض الخطير ، للإضاءة ..... فقط .
-----------------------
المرفقات
1 : القصيدة الأم المنشورة في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=287946
2 : القصيدة المسروقة والمنشورة في منتدى أنوار العرب
http://www.anwar-alarab.com/vb/showthread.php?t=26416

------------

موانئنا النفطية أولى بالمعروف-كاظم فنجان الحمامي


موانئنا النفطية أولى بالمعروف
جريدة المستقبل العراقية / بغداد في 21/12/2011
كاظم فنجان الحمامي
نحن عندما نتحدث عن الأولويات, التي يفترض أن نمنحها لموانئنا, فأننا ننطلق من المعطيات والأسس والأهداف السيادية والاقتصادية والملاحية, التي لا يتسع المقام هنا لاستعراضها كلها والتطرق إليها. .
كنا ومازلنا نذود بالدفاع عن منافذنا البحرية وممراتنا الملاحية, ونسعى لتوفير مستلزمات الرقي والتفوق والنهوض بمستوى الأداء نحو الأفضل, وبالقدر الذي يجعلنا نقف في مصاف الموانئ المتقدمة. .
وبناء عليه فأننا نرى أن التصريحات النفطية المعلنة في اجتماع مجلس الوزراء يوم السابع من حزيران عام 2011 ستعود بنا إلى الاتكال على الموانئ البديلة, والاعتماد عليها في تصدير النفط الخام, بدلا من تصديره عبر موانئنا العراقية, وستؤدي إلى هدر الأموال الطائلة لتغطية تكاليف المنشآت المينائية في العقبة واللاذقية, بدلا من صرف النزر اليسير منها في تغطية تكاليف بناء ميناء الفاو الكبير, أو صرفها في توسيع منصاتنا النفطية في خور العُمَّيَة وخور الخفقة. .
جاء في التصريحات انه في نية العراق تصدير أكثر من أربعة ملايين برميل يوميا من النفط الخام عن طريق الموانئ السورية والأردنية, لذا فأن الحد الأدنى من عمولات الترانزيت التي ستحققها الموانئ البديلة من الموارد المالية النظيفة, ستكون في أسوأ حالاتها أعلى مما تحققه الموانئ التجارية في العقبة وطرطوس واللاذقية من خدماتها المقدمة لسفن البضائع العامة المترددة عليها, فلو فرضنا ان عمولات الترانزيت التي سيدفعها العراق لسوريا أو للأردن هي دولار واحد فقط لكل برميل, فان تصدير أربعة ملايين برميل في اليوم الواحد سيحقق لتلك البلدان أربعة ملايين دولار يوميا, وبإجراء كشف حسابي بسيط, وكما مبين في أدناه, سنجد أنها ستجني (28) مليار دولار في حدود عشرين سنة:
1 dollar x 4 million barrel = 4 million $ / day
4 million $ x 360 day x 20 years =28.800 Billion $
ما يعني أننا سنفرط بهذا الكم الهائل من مواردنا المالية لتسديد عمولات الترانزيت وحدها, ناهيك عن المبالغ المترتبة على تكاليف إنشاء شبكات الأنابيب, ونصب محطات الضخ, وتكاليف تشغيلها وصيانتها, والتي لا تقل في أقل تقدير عن أربعين مليار دولار, فضلا عن احتمال تحمل العراق حصة كبيرة من تكاليف تطوير منصات التصدير في الموانئ السورية والأردنية, من أجل زيادة طاقتها التصديرية بما يتلاءم مع برامج العراق ومخططاته. .

وقد يضطر العراق لمساعدة البلدين وتمويل بناء موانئهما, أو توسيعها لكي تستوعب الزيادة المضافة إلى طاقتها التصديرية.
سبعون مليار دولار من المتوقع أن ندفعها لدول الجوار في غضون عشرين سنة عند تطبيقنا لسياسة تصدير النفط عبر الموانئ البديلة, في حين لا يتطلب منا إنشاء ميناء الفاو الكبير سوى عشر هذه المبالغ, وبالاتجاه الذي يضمن لنا بناء أرصفتنا المستقبلية العملاقة القادرة على استقبال أكثر من (100) سفينة عملاقة, وبمعدلات تصديرية أعلى بكثير من معدلات التصدير عبر الموانئ البديلة. .
وتجدر الإشارة هنا: أن سيطرة العراق على خطوط الأنابيب في شبكة التصدير الخارجية تنتهي عند الحدود العراقية, وتصبح منشآت التخزين والتحميل والعدادات تحت السيطرة السورية, أما في الأردن فالأمر يصبح أكثر تعقيدا لأن منصات التصدير ستقع تحت سيطرة الأردن من جهة, وتصبح في متناول السفن الحربية الإسرائيلية من جهة أخرى, فالنفط الخام في كل دولة من الدول يمر بثلاث مراحل: المرحلة الأولى وتتمثل بالإنتاج, الذي يقع تحت سيطرتنا, والمرحلة الثانية وتتمثل بالنقل عبر شبكة الأنابيب, التي نفقد سيطرتنا عليها بمجرد تخطيها الحواجز الحدودية, والمرحلة الثالثة وتتمثل بمنصات التصدير في الموانئ البديلة, والتي لا سلطة لنا عليها, وبالتالي فأننا سنخسر الكثير بسبب عدم قدرتنا على النهوض بواجبات الإشراف والمراقبة والتدقيق والرصد والمحاسبة في الموانئ البديلة.
بينما سيكون زمام الأمور كلها بأيدينا عند قيامنا بتصدير نفطنا عبر موانئنا الوطنية, أو عبر ميناء الفاو الكبير, الذي سيكون قادرا على تلبية احتياجات التصدير والنقل في المستقبل القريب والبعيد. .
ومن المؤكد انه سيكون قادرا على الوفاء بالتزامات وزارة النفط, التي تخطط لرفع سقف التصدير إلى (12) مليون برميل يوميا خلال السنوات الخمس القادمة, لذا فان تصدير أربعة ملايين برميل يوميا عبر الموانئ البديلة سيؤدي اقتطاع نسبة (40%) من حصة موانئنا والتنازل عنها لصالح دول الجوار, بحيث تكون تحت سيطرتها وبإشرافها. .
تبقى مسألة في غاية الأهمية, وهي: أن تصدير نسبة (40%) من نفطنا عبر الموانئ الأردنية والسورية المطلة على البحر الأبيض المتوسط, سيؤدي إلى زيادة الضخ من موانئ المتوسط, والذي تصدر منه كل الأقطار المطلة عليه, وبالتالي زيادة العرض لكميات النفط الخام, وانخفاض الأسعار, وتدهور الواردات العراقية.
مما لا ريب فيه أن الأوضاع الجغرافية الخاصة, التي تنفرد بها الموانئ العراقية المتقوقعة في الزاوية الشمالية الغربية من حوض الخليج العربي تلزمنا بتوفير أقصى درجات الدعم والإسناد لمنافذنا البحرية, الأمر الذي يستدعي عدم اللجوء إلى الموانئ البديلة التي ستزدهر وتنتعش على حساب موانئنا, ويستدعي عدم التفريط بموانئنا, فمشاريعنا المينائية أولى بالمعروف من غيرها. .
--

أيها الساسة تريدون ولا نريدكم-حامد كعيد الجبوري


إضاءة
أيها الساسة تريدون ولا نريدكم
حامد كعيد الجبوري
منذ مدة وأنا حاول أن لا أكتب شيئا في السياسة وشجونها المرة ، وربما عزفت عن القراءة والتتبع لما يكتب بسبب هذه المهاترات السياسية التي لا ترقى لفعل الصبية ، واكتفيت بالتتبع والنشاط الثقافي والأدبي حصرا ، وكل يوم أحاول فيه الكتابة أرجئ ذلك لوقت لاحق حتى طفح الكيل تشاؤما لما يدور في العلن وليس في الخفاء ، وكأن كل شئ بني على خطأ ، وأصر الكرسي السياسي على البقاء على ذلك الخطأ المقصود ، بمعنى أنه أصبح غير خطأ ، وسنت قوانين لشرعنته ، الكل يتربص بالكل ، فازت العراقية بأعلى المقاعد وذهبوا الى المحكمة الاتحادية وفسرت الماء بالماء ، وبدأت معركة تشكيل الحكومة التي لا تزل ينقصها وزيران أمنيان مهمان جدا ، ( المالكي ) يصرح لا نرغب ب( علاوي ) بعمليتنا السياسية ، ( العلاوي ) يصرح أن رئيس الوزراء لا يصلح لهذا المنصب وليستبدل بأي شخص آخر من الائتلاف الوطني ، وكأن العراق رغبة ل ( علاوي ) ولغيره ، وكأنهم بمراحل دراسية أولى ويستبدلون مراقب الصف متى شاءوا ، ( المطلك ) يقول أن رئيس وزرائه أكثر دكتاتورية من ( صدامه ) المقبور ، نائب لرئيس الجمهورية متهم بقضية إرهاب خطيرة ، فلان يريد إلغاء الانتخابات وما أفرزته والذهاب الى انتخابات مبكرة ، آخر يصرح يفترض أن نشكل حكومة أغلبية تضم الكورد والشيعة ، السنة يقولون أن شكلت مثل هذه الحكومة فهي حكومة طائفية لأنهم سيخسرون مؤكدا كل وزاراتهم التي غنموها ، وزارة للدفاع تباع بسوق المزاد ب( عمان ) عاصمة الأردن ، صفقات للسلاح فاقد الصلاحية بمليارات الدولارات الأمريكية ، صفقات للسونار تكتشف المخللات والروائح ولا تكتشف العبوات والمتفجرات ، مسدسات كاتمة مهيأة لكل من يعارض فلان أو فلان ، وزير يسرق المليارات ويدفع غرامة زهيدة ويعفى عنه ، وزير للكهرباء يسرق 6 مليار دولار أمريكي ، وزير للدفاع يسرق ويقتسم مع غيره لقاء بقائه مصانا في إقليم كردستان ، عضو برلمان سابق يمسك بجرم الإرهاب ويساوم عليه من قبل قائمته ويخرج بصفقة سياسية قذرة ، مجالس محافظات ليس لها إلا السفرات السياحية والترفيهية ، مزورون للشهادات ويعفى عنهم ، وما خفي هو الأعظم ، يتهمون الطاغية المقبور بعمالته المخبأة ويوقعون صكوك تسليم البلد جهرة ، والأغرب أنهم جميعا يتحدثون ويتشدقون بوطنية مزيفة لا وجود لها على أرض الحقيقة ، الكل نريد ونريد ثم نريد ، ولا تمتلئ بطونهم وأكمامهم بمال منهوب ، الكل يريد ولا يحدثون أنفسهم بما يريد هذا الشعب المبتلى بهم ، ولأن الكيل طفح كما أوردت لذا ليسمعوا ما نريده نحن منهم ، لا نريد إلا أن يتركونا نحن أبناء هذا البلد نصنع تاريخنا بأنفسنا ، ليتركونا جميعهم أحزابا وتجمعات سنية وشيعية وغيرها ، وسنريهم كيف سينهض هذا الوطن الجريح ويرسم حياته الوطنية بلا هذه الأسماء التي تثير لدينا الغثيان ، للإضاءة .... فقط .

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

إنفجارات .. وطفولة .. وسنابل-يحيى السماوي



إنفجارات .. وطفولة .. وسنابل
يحيى السماوي


إنفجرتْ حبّة ُ قمحٍ
فأعـشـبَـتْ سـنبلة ..
إنفجرت السنبلةُ
فأنجبَتْ بيدرا ..
لكنّ قنبلة ً انفجرتْ في مدرسة
فأغلقتْ ستة صفوف
وذبحتْ سِـربَ عـصـافـيـر
مُـطـوّحـة ًبمئذنة ٍ
كانت ترشُّ فضاءَ المدينة
برذاذ الصلوات !
*

لا تذعري ياحبيبتي
سـنعود يوما ً لـنـردم الـخـنـادق
ونبني صفوفا ً جديدة
مُـفـجّـريـن تلالا ًمن السنابلِ في
رَحِم أرضنا ..
أرضنا التي حرثتها القنابل !
حينذاك
ستجتمع الزهور في حديقة واحدة
ويتناسل النخيلُ في بستان واحد
يمتدّ من أهدابِ البصرة
حتى قدَمَيْ أربيل ..
مُعيدين الإعتبارَ
للعَـلم المُثقّـب ِ برصاص الخيانة !
*

علّمتني العربات التي أكلت نصفَ عمري
أنّ الجالسين في المقاعدِ الأمامية
لا يبصرون غير زجاج النوافذ ..
لذا :
أبحث عن مقعدٍ فارغ
بين المقاعد الخلفية ..
فأنا أريد أن أرى الجميع
وهم يغذّون السير
نحو المدينة الفاضلة ..
وحين يترجّلون
سأسير خلفهم
فإنْ سقط أحدٌ مضرّجا بالضنى
سأجعل من صدري " نقّالة ً " إسـعـاف
ومن ظهري هودجا ..
أمّا إذا ضرّجني الضنى
فسأسقط دون ضجيج
كي تستمر القافلة !
*

قال النهرُ :
أنا ابـنُ الينابيع ِ الصغيرة
التي اتّحدتْ في جسدي ..
وقال الحقل :
الشجرةُ الواحدة
لن تكون بمفردها بستانا ..
فلماذا نفترق ياصاحبي ؟
إنْ كنتَ تأبى السيرَ معي
فاسمحْ لي بالسير معك
مادُمنا مُتّجهين
نحو المدينة الفاضلة
*

كـمـا يتوغّـل مسمارٌ في خشبة ..
أو جذرٌ في لحم الأرض :
أتوغّلُ في أودية الحنين
أجوب فضاءات ٍ ما مرّتْ في ذاكرة عصفور ..
وبحارا ً ما عرفها السندباد ..
لا بسفينة ٍ في بحر
ولكن :
على قدميّ الحافيتين
مُيمِّما ً روحي نحو الله
وعـيـنـيّ نـحـوك ..!
لا تخافي الرحلة يا حبيبتي
فإنّ فمي سـيعـلـن الإضراب َ عن القبلات
و الحقولَ ستعلن الإضرابَ عن الخضرة ..
الضفافَ لن تعانق الموجة َ العاشقة ..
وستعلنُ البراءةُ عصيانها على الطفولة
ستفقد الحياة عذريتها ويجفّ عفافُ الكبرياء ..
وتنتحرُ الأغنية على شفة القيثار ..
والنخل سيبرأ من أعذاقه ..
فأنحني خجلا ً من رجولتي
أنا الذي أريد أن أموت واقفا ً
كنخيل العراق !
**

اللهمَّ اجعلني :
عشبة ً في وطني
لا غابة ً في منفى ..
ذرّة رمل ٍ عـربية
لا نجمة ً في مدن النحاس ..
عُكّازا ً لضرير
لا صولجانا ً لـلـقـيـصـر ..
شريطا ً لضفيرةِ عاشقة ٍ قروية
لا سوطا ً بيد جلّاد ..
حصانا ً خشبيا ً لطفل ٍ يتيم
لا كوكبة ً ذهبية ً على كتف ٍ أثقلتْه الخطايا ..
فلقد أرهقتنا مهنة القتل وهواياتُ المارقين ..
لذا أعلنتُ تضامني مع الحفاة
في حربهم العادلة ضد ذوي القفازات الحريرية ..
مع البرتقالة ضدّ القنبلة ..
مع الأرجوحة ضدّ المشنقة ..
ومع أكواخ الفقراء ضدّ حصونِ الـدّهـاقـنـة !
*

أنا لا أبكي يـا حـبـيـبـتـي ...
إنما :
أريد أن أغـسـلَ بالدموع
صورة الوطن المنقوشة كالوشم
في عـينيّ !

أوفر حظا من خور عبد الله-كاظم فنجان الحمامي



أوفر حظا من خور عبد الله

جريدة المستقبل / بغداد في 18/12/2011


كاظم فنجان الحمامي

غاب خور عبد الله عن حلبة المناقشات العلمية والحوارات البحثية في جامعاتنا العراقية, وتراجع عن أولويات مؤسساتنا الرسمية التخصصية, واختفى تماما منذ اليوم الذي تفجرت فيه أزمة (ميناء مبارك), الذي أنشأته الكويت فوق حافة الممر الملاحي الوحيد الذي تسلكه السفن العابرة للمحيطات في طريقها نحو ميناء أم قصر أو خور الزبير.
وطوى زعماء قبيلتنا الخرائط التي رَسَمت مقتربات حدودنا البحرية المنكمشة إلى الداخل في خور عبد الله ورأس البيشة, ولم يعد يذكرها أحد, وتعمدوا تجاهل الموضوع حتى لا يتسببوا في زعل القبائل الشقيقة والصديقة, فجنحت بنا دفة الضياع نحو تطبيق سياسة اللامبالاة, ولاذ الجميع بالصمت المطبق, باستثناء فئة قليلة من أصحاب المواقف المنددة, الذين أبحروا وحدهم خارج مسارات الأسراب المؤيدة. .
أما مؤسساتنا البحثية المتخصصة في المجالات البحرية, (التشريعية والملاحية والجيولوجية والهيدروغرافية), فقد أشاحت بوجهها عن خور عبد الله, وانشغلت بتنفيذ مشاريعها الروتينية, ولم يعد لديها أي اهتمام بأطماع دول الجوار, ولم تكترث بتجاوزاتها المتكررة على مسطحاتنا المائية وممراتنا الملاحية, فسجَّلَ الجغرافيون والجيولوجيون والملاحون والمهندسون الساحليون غيابا ملحوظا, ولم يشتركوا في الندوات والحلقات النقاشية, التي عقدتها المنظمات الجماهيرية في المدن العراقية للذود عن حقوقنا السيادية المسلوبة في خور عبد الله, ومما يبعث على الغرابة ان العاملين في المراكز العلمية العراقية تأثروا كثيرا بما فعلته الموجات المدية التي اجتاحت الجزر اليابانية, وغمرتها بالمياه, فوقفوا يذرفون الدموع على الدمار, الذي خلفته تلك الموجات الكارثية جنوب شرق آسيا, وكانوا يتابعون بشغف تغيرات قيعان البحار المصاحبة لآخر ثورات زحزحة القارات في واجهات الصفيح القاري, لكنهم لم يبدوا أي اهتمام بزحزحة الحدود البحرية الزاحفة نحو سواحلنا في الفاو, ولم يكلفوا أنفسهم مشقة الدفاع عن قنواتنا البحرية, وبحرنا الإقليمي المنكمش على نفسه تحت ضغط الانتهاكات الحدودية المتكررة, ووجد الجغرافيون ضالتهم في التحدث عن جبال الانديز, وتضاريس البحيرات المرة, وهجرات السلالات البشرية من هضبة التبت, وارتفاع مستويات الرطوبة النسبية في غابات الأمازون, لكنهم كانوا يخشون التحدث عن جغرافية خور عبد الله, مفضلين عدم التطرق لظاهرة الاختزال الساحلي عند مقتربات رأس البيشة, فتجاهلوا المواضيع المرتبطة بمياهنا الدولية المتقلصة, وممراتنا الملاحية المتراجعة, والأغرب من ذلك كله أن جامعة البصرة عقدت مؤتمرها العلمي الأخير على قاعة كلية الصيدلة في (كرمة علي), من يوم 12/12/2011 ولغاية 15/12/2011, لمناقشة التنوع الحياتي في المسطحات المائية العراقية والكندية, ومناقشة التجربة الكندية في التحكم بنهر (فريزر), لكنها لم تتطرق في مؤتمرها لمشاكل مياهنا الإقليمية في خور عبد الله, ولم تتناول العوامل السلبية لمشروع ميناء مبارك وآثارها المباشرة على المسالك الملاحية المؤدية إلى موانئنا في أم قصر وخور عبد الله. .
وهكذا كان نهر (فريزر) الكندي أوفر حظا في العراق من خور عبد الله العراقي, وتقدمت مشكلة الملوحة في شط العرب على أزمة الملاحة في قنوات أم قصر, وشتان بين الملوحة والملاحة. .
فسلطوا أضواء المؤتمر على نهر (فريزر), وابتعدوا عن مشروع (مبارك), وجاء الابتعاد في توقيتات حرجة ترسم أكثر من علامة استفهام كبيرة على واجهات مؤتمراتنا, التي انشغلت ببعض المهم وتجاهلت الأهم, حتى صارت الأنهار التي تجري في وديان جبال الروكي الضيقة, وتصب في المحيط الهادي عند مدينة (فانكوفر), الواقعة على الوجه الآخر من كوكب الأرض, أوفر حظا عندنا, وأكثر اهتماما من خور عبد الله القابع خلف قضبان الحدود المفروضة علينا بالقرار (833), ودعاماته الحدودية الصفراء المغروسة في ظهر جبل سنام المهدد بالضياع. .
في البصرة كرسّ الأكاديميون جهودهم لدراسة تيارات نهر (فريزر) الكندي, وتحمسوا للتعرف على خبايا هذا النهر, الذي يجري في مقاطعة (كولومبيا البريطانية) بقارة أمريكا الشمالية من المنبع إلى المصب, لكنهم فقدوا حماسهم هذه الأيام, ولم يتطرقوا لجفاف أنهارنا, وخفتت أصواتهم في التصريح عن انكماش سواحلنا, وتجاهلوا مناقشة التغيرات الجيولوجية والهيدروغرافية والملاحية التي ستعصف بمسطحاتنا البحرية في خور عبد الله, وخور وربة, وخور شيطانة, وخور السقة, وخور بحرة, وخور الثعالب, وخور الخفقة, وخور العُمَّية. والأخوار العراقية الأخرى التي لم يسمعوا ببعضها من قبل, ولا يعلمون حتى الآن أين تقع قناة (الروكا), التي تمثل العصب الرئيس, والركيزة السيادية لحقوقنا المنسية شمال الخليج العربي, ويرفضون الإشارة لانحرافات مدخل شط العرب ولو بالهمس من بعيد. .
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى تعزيز قوتنا الثقافية التطوعية, وتوظيفها كلها في خدمة العراق لما لهذه القوة من أهمية كبيرة لبناء وطننا, الذي نخشى أن يصبح كما الجبل الذي تدكدك ثم مال بجمعه في البحر فاجتمعت عليه الأبحر, لذا فأن نداء الواجب يحتم علينا أن نندفع جميعا للعمل الوطني العفوي التطوعي , بحيث نكون أول المتصدين للأطماع الخارجية, وأول المتسلحين بمعاني العزة والكرامة والمروءة, في الذود عن مسطحاتنا المائية وممراتنا الملاحية ومنافذنا البحرية ودعاماتنا الحدودية, وأن نقف صفا واحدا في مواجهة كل التحديات والمخاطر من دون خوف أو تردد, ومن دون يأس أو تخاذل . . .

الفرق بين الخور والهور
الخور: منخفض مائي في البحر
والهور: منخفض مائي في البر
--

( غيوم الصبر)-حامد كعيد الجبوري


( غيوم الصبر)
حامد كعيد الجبوري
الى من طرقت بابي وأوصدت قلبها خوفا من اللقاء
الى راقية النعيم
--------------------------
لا توازيني وأفك كلبك عليك
وأنت شوف أبيا ركن تلكاني
آني صبري لو نزع عنه اللثام
حالي تعرفله وصرت دفاني
سمك أجرعته ودوهني الدلال
لا تكلي أمزوهر1 وتهواني
آنه راضع للصبر حد الفطام
أسمي ( حامد ) والصبر سماني
غفل جيتك ما ضحك سن الزمان
أبنار شوكه وللغدر نساني
أغيوم ترعد جذب ما غيم سماي
عطشت أورودي وذبل بستاني
ما أدك بابك ولا رايد وصال
كلبي يركض شوك ألك وداني
نار بعدك أقسم ونور الجبين
أبعسل شفتك قبلتي وآذاني
كلي بيدك وآنه ما مل الجروح
أشما يطيب وينلجم ويعاني
سودنتني وأعقل أبلحظة وصال
جننتني وتضحك أعله جناني
_____________________

1 : الزهر سم يرمى للأسماك وتبقى شبه حية – ترفس - لحين أن تمسك من قبل الصياد