السبت، 3 سبتمبر 2011
( شرود مع جواد )عايدة الربيعي)
( شرود مع جواد )
(لقد تمثل جواد سليم بغداد بعد أن هضم سحرها) *
(عايدة الربيعي)
هاهيَ ارضي ،
تفتر شني كتاباً، ليطالعني الزمن كفرحةٍ معطلة
لا مرسى لي ...
أضيعُ بعض الشئ !
أموتُ كبائعةٍ للحزن
في فكر السير المشغول بالمارة
في الأصيل تغفو الشمس ،تغمض عينيها،
(تغرق في عين حمئةٍ
تطلع على قوم لم يجعل الله لهم من دونها ستراً )
تختبئ هناك حيث لا أحب أن أكون ؟
تنسحب بسكينة
يتمطى وشاحها لينشر بفرشاته ألوانا برتقالية الحس..
مساء هامس، بغدادي المعنى
يتلو ترانيمه على مسامعي التي كادت تصاب بالصمم لحين من الدهر.
انه الاختلال
( معان ) تطرق الذاكرة طرقا يسيرا ينكفئ على الأبواب ،
يعتصم.
فأتذكر
امضي في فسحة زمنية يتحدد أوانها ، ولوجي في متاهة شاردة
أتسلق بذلك الشرود اليانع
اقبع في ركن أواصل النظر..
سادرة من نافذة سكون ألذات
ذلك السكون الراشد الذي يؤول بي إلى طفولة هامسة
صور..
صور لطيفة أتذكر
فأتذكر( نصب الحرية ) اغرق في خيال سابق
أشجار ونخلات ذهبية ب(برحها) الكثيف
تستظل تحت أرجاءها بركة ماء
وحوض تسبح فوقه، متراقصة إوزات تعزف بصمت أوبرا الاحتفال بشخوص( جواد سليم )، تلك الأجنحة كرفيف أهداب فتاة خجلة.
آهٍ.. ( ياموزارت ) كم هو جميل أن تجتمع موسيقاك ببجعات ( سليم) ،وفي ذاكرة ترنو إلى زمن قصي ؟ تحتضنني الذاكرة في ( حديقة الأمة )،تحديداً تحت ( نصب الحرية)
طفلة تجهل تلك الطلاسم والرموز
يتعسر حلها حينها أو فك رموزها ؟كل ما تمثله آنذاك (إيحاءات مبهمة )
تزداد إبهاما كلما أطلت الرؤى نحوها، وصوب ذلك الصرح الغريب،
فأرجع لأطعم إوزات البركة، بفتات الخبز
ذلك هو المساء في بغدادي
حينها،وكما أتذكره اليوم، تختل فرحتها وتتجمد البركة فلا إوزات قربها !
البركة آسنة ،ونصب الحرية باق ٍ لم يسرقوه بعد، وكما خططوا له قبل حين
اختلال ...
اختلال
سيلوذ بالفرار حتما يوما ما ، ولم يخلد كما أنت يا (جواد) ؛
( فالاختلال لاصرح له، ولا إوزات تسبح بقربه )
في يوم ما، قريب كما قربي من الشمس الآن
ستحتضن أطفالي تلك الحديقة،
ولكن!
هذه المرة سأشرح لهم، ما الذي قاله ( جواد) حين ( استنطق الحجر )
وكيف اصرخه كل هذا الزمن!
أنا وأولادي وأحفادهم، ننحني لك يا( جواد)
بغداد، أوجعوك بسياطهم ؟
ويحهم، فأنت ( أم جواد)
يا بلد( جواد)
احك لي ،كل يوم أقصوصة الحرية
التي علمني إياها تحت نصب الحرية.
.........................
*المقصود (جواد سليم) النحاة العراقي.
*مقولة من صحيفة الأديب.
*(نصب الحرية) ،رائعة جواد سليم في بغداد ساحة ميدان الحرية
*(حديقة الأمة) حديقة وسط بغداد بجانب النصب
الأحد، 28 أغسطس 2011
لوحات واقعية رائعة من رسم الفنان ستيف ميلز-عن مجموعة حمورابي -رياض الهيتي
لوحات واقعية رائعة من رسم الفنان ستيف ميلز
انها اقرب الى الصور الفوتوغرافية ...!
هل تتخيل أن الصورة التي تراها في الأعلى عبارة عن لوحة
مرسومة بريشة فنان !! ؟
اسم الفنان ستيف ميلز وهو فنان أمريكي أتقن رسم لوحات
واقعية بتفاصيل مدهشة لدرجة أنها تبدو اقرب الى صور
فوتوغرافية منها الى رسومات !!
بدأ الفنان ميلز الرسم والتلوين منذ كان طفلاً وباع أول لوحة قام
برسمها حين كان عمره 11 عاماً ليصبح الرسم مصدر دخله
الرئيسي .
استفاد ميلز من الدخل الذي حققه لتغطية رسوم دراسته الجامعية
ليتخرج عام 1982، وليقوم بعمل أول معرض له بعدها بعام
ليحقق نجاحاً هائلاً ويبيع 33 من أصل 35 لوحة معروضة!
باع ميلز خلال العشرين عاماً التالية أكثر من 500 لوحة لدرجة
أنه أصبح له من المعجبين من يقفون بالطوابير لشراء وجمع
أعماله!!
تستغرق اللوحة الواحدة أكثر من 500 ساعة لتصل الى هذه
الدرجة من الواقعية، لذا لا يستطيع ميلز عمل أكثر من معرض
واحد كل عام، لكنه يضمن دائماً أن كل أعماله سوف تباع!
و هذه مجموعة منوعة من رسوماته الرائعة
الأربعاء، 24 أغسطس 2011
نازك الملائكة رائدة الحداثة في الشعر
نازك صادق الملائكة (بغداد 23 آب - أغسطس 1923- القاهرة 20 حزيران - يونيو 2007) شاعرة من العراق، ولدت في بغداد في بيئة ثقافية وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944. دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن في أمريكا وعينت أستاذة في جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت. عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختيارية وتوفيت بها في 20 يونيو 2007 عن عمر يناهز 85 عامابسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة,
يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي. وقد بدات الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقه وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء الأربعة سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق.
ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة، وحيث كانت والدتها سلمى عبد الرزاق تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا. وقد اختار والدها اسم نازك تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السورين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة. درست نازك الملائكة اللغة العربية وتخرجت عام 1944 م ثم انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية. ثم انتقلت للتدريس في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت. وانتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990 على خلفية حرب الخليج الثانية إلى القاهرة حيث توفيت, حصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996.كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة. ولها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة. وتوفيت في صيف عام 2007م.
الملائكة أطلقه بعض الجيران على عائلة الشاعرة بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ثم انتشر اللقب وشاع وحملته الأجيال التالية
مجموعات شعرية:أهم مجموعاتها الشعرية:
عاشقة الليل 1947,نشر في بغداد, وهو أول أعمالها التي تم نشرها.
شظايا الرماد 1949.
قرارة الموجة 1957.
شجرة القمر 1968.
ويغير ألوانه البحر 1970.
مأساة الحياة واغنية للإنسان 1977.
الصلاة والثورة 1978.
من مرثية للإنسانأيّ غبن أن يذبل الكائن الحيّ ويذوي شبابه الفينان
ثم يمضي به محّبوه جثما نا جفته الآمال والألحان
وينيمونه على الشوك والصخ ر وتحت التراب والأحجار
ويعودون تاركين بقايا ه لدنيا خفيّة الأسرار
هو والوحدة المريرة والظل مة في قبره المخيف الرهيب
تحت حكم الديدان والشوك والرم ل وأيدي الفناء والتعذيب
وهو من كان أمس يضحك جذلا ن ويشدو مع النسيم البليل
يجمع الزهر كلّ يوم ويلهو عند شط الغدير بين النخيل
ذلك الميت الذي حملوه جثّة لا تحسّ نحو القبور
كان قلبا بالأمس تملأه الرغ بة والشوق بين عطر الزهور
كان قلبا له طموح فماذا ترك الموت من طموح الحياة
يا لحزن المسكين لم تبق أحلا م سوى ظلمة البلى والممات
مؤلفاتها:ونازك الملائكة إلى جانب كونها شاعرة رائدة فإنها ناقدة متميزة، وقد صدر لها
قضايا الشعر الحديث ،عام 1962.
التجزيئية في المجتمع العربي ،عام 1974 وهي دراسة في علم الاجتماع.
سايكولوجية الشعر, عام 1992.
الصومعة والشرفة الحمراء.
كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997.
وللشاعر العراقي فالح الحجية دراسة مستفيضة عنها في كتابه موجز الشعر العربي
الاثنين، 22 أغسطس 2011
في حوار حول أختام عراقية معاصرة -عادل كامل:
في حوار حول أختام عراقية معاصرة
عادل كامل:
الفن المتحرر أن تحفر في موتك كي تلخص لغز الإنسان
حاوره: محسن حسن
ريشة محلقة في فضاءات التكوين والتشكيل والحلم ، طالما استلهمت عوالمها الأثيرية من رموز الغائب والحاضر معاً ، واستنطقت معطيات الكون الواسع الفضفاض في تجوالها الحثيث المستمر ، بحثاً عن وجودها الخاص وحضورها الأكثر خصوصية .. تارة تعطيك لوناً مخلوطاً بأثر ،
فتحملك إلى ماض عريق تليد بأثريته وملامحه التاريخية ، وتارة أخرى تمنحك إشكالات تعبيرية وتكوينية مغرقة في التجريد والتخييل والوصف ، فتحملك إلى تساؤلات شتى ، وتثير فيك نوازع التحليل العميق والتأمل الدقيق لما عساه يوجد خلف تلك الإشكالات من دلالة ومعنى .. تلك هي ريشة الفنان التشكيلي العراقي عادل كامل ؛ حاضرة بحضوره ، مهمومة بهمومه وعالمه ومحنته الوجودية ، علاقة ثنائية فائقة الدلالة والعمق ، بين ريشة وفنان ، كلاهما وهب نفسه للحياة بكل أسرارها ومعطياتها المفرحة والمحزنة ، في مشوار طويل ملؤه البحث عن جماليات الحس والمعنى ، وتجليات الإنسانية السفلى والعليا ... في هذا الحوار مع الريشة والفنان تساؤلات مشروعة وإجابات أكثر شرعية ومشروعية .
بداية إلى أي فضاءات التشكيل حطت ريشة عادل كامل واستقرت؟ ـ " هو ذا السؤال الذي يجد ازدهاره في الأسئلة. لكنها ليست أسئلة خارج مداها في الإجابة. فأنا لا أعتقد أن هناك إجابات أو أسئلة أخيرة! هناك الامتداد، وهناك الانبثاقات التي يتجدد فيها لغز العمل؛ أي لغز الإنسان ذاته: كيف يعبر من ضفة إلى ضفة وليس أن يرتد أو أن يتصالح مع الخراب. أحيانا ً يغدو العالم أكثر أسوارا ً من أسوار كافكا، وجدرانه، وتشخيصاته للإنسان في عالم لا يدع له إلا أن يموت كلبا ً ـ أو ككلب، كما في خاتمة رواية القضية. لكن ما يتوارى في اللغز، أن للحياة غوايتها ـ وهي أنظمتها ـ تعمل على دحض حالة الاحتضار أو حتى الموت. فمن الأخير تخرج الحياة ذاتها، مثلما يسكن الموت في الحياة وفي مناطقها القصية. فعندما أستقر، فهذا يعني بمثابة الحرمان من المغامرة، والتوغل في المجهول، حتى لو كان جحيما ً، أو عودة إلى الأثير الكوني..". الوجود له أزماته واضطراباته في فضائك التشكيلي .. كيف تجسد وجودك داخل كل لوحة من لوحاتك...؟ ـ " لماذا نتذكر منعم فرات أو محمود صبري أو جواد سليم ..؟ نتذكرهم لأن الأعمال الفنية القليلة التي أنجزوها كانت بمثابة مواقف من الوجود: ضرب من الأنطولوجيا، لا عبر الكلمات، بل عبر النحت والرسم. أنا، هو الآخر، بدأت حياتي ضمن موجة نهاية الماركسية/ الوجودية، لكنني ـ بسبب المجتمع المعرفي المحدود في بلدي ـ لم أتحرر من قيود هذه الموجة إلا عندما أدركت أن الفن، لا ينجز إلا بعد تحرره من نموذجه السابق! لا أقصد أن يكون جديدا ً، كسلعة، أو حتى كعلامة، بل أقصد: أن تحفر في موتك كي تلخص لغز الإنسان في ديمومته. هذه ليست وجودية، وليست ماركسية، وليست منحازة إلى التصوف، أو إلى فلسفات عظيمة كالبوذية، أو الطاوية، أو لصالح التيار الاعتزالي.. بل أقصد أنني أنا هو من كان يبحث عن هذا الذي كنت أراه يغيب! إنها معالجة لقانون دفن البذرة ـ قتلها ـ كي تنبت. لكن هل الأمر يخص فلسفة فرد، أم جيل، أم عصر .. وأنت محاصر بالهواء، ومراقب، وليس باستطاعتك إلا أن تحتمي بمشفراتك، فأنت ـ خلال قرن ـ قد تقتل عندما تعلن انحيازك إلى ماني، أو إعجابك بزارا، أو بالمعري، أو بطرفة، أو بماركس، أو برامبو، أو بزرقاء اليمامة، أو بملا عبود الكرخي، أو بأي اسم له مكانته في عقلك، وفي اللاوعي المعرفي للناس، أو للنخبة. لقد دوّنت إشارات حول (أختامي) ألخصها لك: مادام الموت سابق على الوجود، فانا أعيش تجربة موتي، كوحدة معقدة لأبعاد زمنية في زمن الغياب الممتد ..فأي حضور هذا لوجودي المسبوق بغيابه؟ كيف أعثر على قناعة غير وهمية أسلكها وأنا محكوم بما لا يحصى من سلاسل الدورات ..؟ ألا ترى كم الدرب موحش، وليس لديك فيه، إلا القليل من الضوء، لكن هذا الضوء الذي جعلني أدرك أنني في كون خال ٍ من الحافات. وبمعنى أكثر دقة: إن نسبية اينشتاين، ليست إلا ذريعة للحياة، أما الإشكالية، فإنها مازالت خارج مدى الوعي ـ وبعيدا ً عن أدواتنا، مثل اللغة، التي تغدو قفلا ً، وليس مفتاحا ً"! أعمالك المرسومة لا تخلو دائما ً من شفرات متضادة، ومعطيات ملغزة، كيف تجتمع المتضادات لديك لتنتج شفرة..؟ ـ " متضادة، تقصد مختلفة، ومتنوعة، ومركبة، الأمر الذي يجعلها تبدو ملغزة. كلا! هي ليست ملغزة إلا في حدود سؤالنا: ما الإنسان ...؟ وأنت تعرف أن هناك تعريفات بعدد الأفراد ـ وبعدد الجماعات ـ وبعدد المدارس، والأيديولوجيات، والأقنعة، من الإجابات السحرية، مرورا ً بالمعتقدات، وصولا ً إلى ما بعد عصر الحداثة، والعولمة، وتفكيك الثوابت، وخلخلة البلدان..إلخ مما يجعل التجربة تبحث عن مناطق تبدو نائية. أنا شخصيا ً تركت بصري، خلال نصف القرن الماضي، وذهني، وأصابعي، يشتركون في بناء تجارب يجمعها خيط خفي ـ وتلك هي ملاحظة جميل حمودي كتبها عن تجربتي ـ ففي تجارب تسعينيات القرن الماضي ظهرت موروثات سحيقة، سومرية، وهي ملاحظة د. زهير صاحب، وفي أختامي الأخيرة ثمة أيقونات لزمن الصمت، وهي إشارة لعلي النجار، بمعنى ما حاولت أن أكون أكثر قربا ً إلى نفسي، فلا توجد تجربة أكثر وضوحا لدي من تتبعي نظام: الاندثار ـ الانبثاق. وهو القانون العام للموت والتجدد وقد وجد مشفراته عبر العلامات، من الجسد إلى الآثار إلى الطبيعة، كي تجاور انشغالي بما أنا عليه في بناء هذا الخطاب الفني ـ الجمالي. هل شفرت، بدافع إخفاء المعنى، أم أن الأخير، هو هو، يصعب تحديد معناه؟ الجسد ..هو شفرة، أم علامة، أم هيئة، أم تمثلا ً للثيمات، أو الرغبات أو الهواجس، أو هو نتيجة لوعة، وجور، وشقاء ..إلخ بل الأمر يخص الأجزاء الأكثر علاقة بالموضوعات: حيوانات/ بشر في أشكال اختزلت إلى بقع، ومجسمات، وإشارات، ومخلفات ..إلخ فالعملية ـ مع أنها تخص التعبير ـ إلا أنها تخص الفن وهو يسعى أن يقول كل ما لا يمكن قوله! لا أقصد النقد، أو الهدم تحديدا ً، بل بناء أشكال هندسية تعمل فيها الشفرات للحفاظ على بنية النص بصفته ديناميا ً. ولكن الصعوبة تكمن في أنني لا أستنسخ نفسي! من ناحية، كما لم أنسج أعمالي وفق جماليات البذخ: لم أقلد إسماعيل الشيخلي أو أقلد أصحاب اللوحة الواحدة! فالهوية هنا غائبة، أو سطحية، أو سياحة، لكن ماذا تقول عن أعمال لعشرات الرسامين لا علاقة لها بالرموز الشعبية، ولا بالأشكال التقليدية؟ مثلا ً: فائق حسين/ علي النجار/ هيثم حسن/ ستار كاووش/ مقبل جرجيس ..إلخ فضلا ً عن التيار الذي جاء بعد شاكر حسن، أي بعد تأثر الأخير بالفنان الإسباني تابيس، حيث لم نعد نميز تجربة لها هويتها بين خمسين تجربة، بل ولا نتعرف حتى على اسم الفنان إلا بشقاء! " الألوان لديك لها سحر الكلمات ... كيف تختار ألوانك ؟ ـ " اللون أقدم من الكلمة في الوجود، لأن تاريخ الكتابة ينحدر من الرسم: من العناصر التي كونت النص الفني أو الشبيه بالفن، ومن الختم القديم. أنا بدأت مع الألوان ـ وربما مع الأصوات ـ ولم تأت الكتابة إلا كمرحلة تجمعت فيها عناصرها الأولية، لكنها، في الأخير، ستؤدي أكثر من دور: الوظيفة/ التعبير/ وما سيشكل المجال الجمالي. في سؤالك ترد كلمة سحر، عمليا ً، في النصوص غير النقدية، ثمة حفر في ذاكرة مزدوجة: استعادة الصور، وإعادة تكوينها، كي تتحول إلى ذاكرة أخرى، كامتداد أو كدحض أو كمحاولة لا يمكن فصلها عن عالم يستكمل ماضيه. أنا أختار الألوان بحسب الموضوع، أحيانا ً يجري العكس: قليل من الظل له سحر حكايات عاشق، أو صدمة غياب، وأحيانا ً الخراب أو الرداءة تقودني للعثور على معادلها عبر الألوان. الخبرة تؤدي دورها في التنفيذ، والرؤية الجمالية، في الغالب، تعمل ضد العشوائية. فأنا أشم الألوان، مثلما للكلمات خزينها في ذاتها أو عبر التركيب، وأحيانا ً العكس: الرائحة تستدعي معالجة لونية محددة، مثلما يقيدني الموضوع بالأسلوب في المعالجة.." الطين/ الكرافيك/ الشعر ... مفردات احتلت مساحات متفاوتة من نشاط عادل كامل .. في أي من هذه المفردات تعانقت مع عالمك؟ ـ " مجتمعة كونت التجربة، في النص الفني وفي الحياة معا ً. فالطين اجتمعت فيه عناصر الكون، فضلا ً عن رمزيته، كأقدم مادة لخلق الإنسان، فهو يدخل في باقي الخامات، بنسب تحدد الوظائف، ورموزها. الطباعة، ترجعنا إلى الزمن السحيق، عندما بصم رجل المغارات بكفه أول علامة: طبعها فوق الجدار.. ثم، أدت أدوات الطباعة الفعل نفسه: ليس التكرار تماما ً، لكن النقش، أو محاولة الإمساك بما هو قيد الغياب. الشعر .. أي هذه الومضات الحاصلة في الطبيعة، وفي الكيان، فالشعر حالة دينامية، وديالكتيكية، تصوّر كل ما هو قيد الانبثاق، وكل ما هو في طريقه إلى الغياب. ربما هو أنت من يحدد ذلك.. فقد تكون الرواية، أو الأختام، أو النص المركب هو من منحني حرية أن لا أنظر من ثقب واحد!" . بين النقد والتشكيل .. أين يقف عادل كامل ؟ ـ " وهل يمكن عزل التشكيل عن جذره النقدي، عندما اشتغل أسلافي، قبل نصف مليون سنة أو أكثر، على رسم إشارات، وعلامات، وصنعوا خرزهم، وقلائدهم، وعندما اختاروا الصخرة التي كانت توضع فوق قلب الميت....؟ ألم يكن ذلك فعلا ً بدئيا ً للانشغال بالأسئلة؟ ـ: من نحن.. كيف تكّونا.. ولماذا نندثر ...عبر الولادة في الحزن، والموت فيه! أنا لم أختر لماذا إلا ومعها أدواتها، أي، كيف حدث أن تشكلت الحواس، من ثم الدماغ، كي يبزغ هذا الوعي، وهو يحفر في لغز حضوره العنيد؟" . استخلصنا من بعض كتابتك أنك ترى العلاقة بين الفن والنقد، علاقة مشبوهة لا تستند إلى الوضوح المعرفي الذي لا يقبل الدحض ... ما وجه الشبهة في هذه العلاقة؟ ـ " لا أعرف! لكنني لم أصبح ناقدا ً، ولم أشتغل في النقد! كل ما قمت به هو أن أؤدي دوري في توفير مادة للنقد.. لأن النقد هو حصيلة وجود عوامل أساسية كي يتكون، وليس محض انطباعات. وقد قمت بإعداد كتاب جمعت فيه النصوص التي كتبها رواد الفن، مع نصوص حوارية. لكن هناك فن، عند منعم فرات، وعند فاضل عباس، وعند رسول علوان، وعند محمد علي شاكر، وعند بهيجة الحكيم، وعند إسماعيل خياط ..إلخ فضلا ً عن إبداعات جواد سليم، ومحمود صبري، وفائق حسن، وعطا صبري، والدروب.. فالعلاقة ليست مشبوهة، لكنها محدودة، أو جاءت بحدود مشروع (التحديث) وليس تعبيرا ً عن الحداثة! " . في معرضك الأخير "أختام عراقية" تجردت ريشتك وطرحت أرديتها ..ترى هل هو نزوع إلى فلسفة الجسد...؟ ـ " الجسد، ليس مأوى تسكنه ما لا يحصى من الومضات والظلمات فحسب، بل هو المفتاح الذي يدور في القفل، أو في باب الوجود. من أنا خارج جسدي ..؟ قبر أم تمثال أم مجموعة عناصر ...؟ الجسد وحده يرمم علاقته بالوعي، فلا توجد ازدواجية بينهما، كما ذهب ديكارت. أنا هو جسدي، لكن جسدي هو علامة بين ما لا يحصى من العلامات: إنه يمرض، يتألم، يأن، يبتهج، يرقص ... وعندما يغيب التوازن، يحدث الخلل! " في تجارب "أختام عراقية معاصرة" التي عرضت بعضا ً منها في موقع (سومريون) وفي موقع (القصة العراقية) جمعت خبرتي، وسمحت لها أن تعمل، كما عمل أسلافي، في المغارات وفي الكهوف وفي الغابات، وكان للفنان علي النجار كلمة نشرها ووضع لها عنوان: أيقونات لزمن الصمت. جميل، لكن أي صمت هذا الذي تكتظ فيه أعلى الأصوات وأعلى الضجات: أصوات من غابوا، ومن هم قيد الغياب. في أختامي، كما في وعيي، لست منشطرا ً. لقد حاولت، ببساطة، ان أحدق في النور الذي سمح لي أن أعرف كم الظلمات بلا حافات. لكن هل للنور حافات...؟ في رأيك هل أنجبت غربة التشكيليين العراقيين كائنا ً جديدا ً على مستوى الفن ؟ ـ " الأساليب الفنية هي نتائج مزدوجة بين التصادم، والتكامل، بين التركيب والوحدة. وأعتقد أنك قصدت هل نجح الفنان (المخلوع/ المهاجر طوعا ً/ المنفي ..الخ) إضافة ما للتجربة في الوطن؟ قطعا ً كان اتساع المساحة التي عمل فيها الفنان مدخلا ً لإعادة قراءة ماضية، وتاريخه، كي تأتي النتائج أكثر صلة بهذا الاتساع، وبالتكيف أيضا ً. لكن الإشكالية ستبقى كامنة في القطيعة... فأنت لا تعرف ماذا يفعل الفنان العراقي في مئات المدن، الشرقية أو الأوروبية، إلا في حدود يصعب تتبع نتائجها. لقد فقدنا الكثير من المواهب، وعلى المؤسسات ان تؤدي دورها، هنا، في التعريف، والرعاية. لكنني اعتقد ان طبيعة القرن 21 ستذهب بعيدا ً في تفكيك الكيانات، وتركها تعمل للتعبير عن هذه القطيعة. على مدار سنوات الفن التشكيلي في العراق، وبين العراقيين، تُرى هل تحددت هوية العراق تشكيليا ً..؟ ـ " ما المقصود بالهوية، كي لا نغفل أن طبيعة عصرنا ليست مسالمة، أو آمنة. هل الهوية تعني خلاصة ما ينجزه الفنان، وضمنا ً أسلوبه، ومعالجاته التكنيكية، ضمن تيارات مازالت تمثل مرجعياتها من ناحية، ومغامرتها في (التدشين) من ناحية ثانية..؟ أستطيع القول: للسومري هوية مميزة وذات سمات يمكن معرفتها، كهوية الفنان الأكدي، أو البابلي، او الآشوري، أو فنون الحقب المنحطة ..إلخ لأن الهوية هي خلاصة ما لا يحصى من الروافد، وقد وجدت نظامها في التعبير. والقرن الماضي، منذ عثمان الأعرج، والمولوي، والرعيل الأول، وصولا ً إلى تجارب الفوتوشوب، والليزر، والخروج على تقاليد الأبعاد التقليدية، يمكن وضعها تحت مسار التجريب، وفي الغالب، لم تخل من العشوائية، وذات صلة بأسواق الفن، والمؤثرات الخارجية. جواد سليم وفائق حسن والرواد، بشكل عام، لم ينتجوا فنهم إلى الفقراء، بل ولا حتى للنخب،
بل كانوا وجدوا دعوة للحفاظ على مزاوجة بين مورثاتهم، والتيارات الأوروبية ـ وكان محمود صبري الوحيد الذي شخص هذه الظاهرة في خمسينيات القرن الماضي... واليوم، يصعب أن تجد صلات مشتركة بين فنان يعيش في السويد، عن آخر في كندا، وآخر في هولندة، أو في استراليا أو في عمان أو دمشق الحبيبة ..إلخ فالأساليب لا يمكن عزلها عن أيكولوجيا شاملة، وعن حضارة متنوعة المراجع، والمصادر، والمحركات، أي إنها نتيجة أفكار وبيئة وذاكرة ومحنة وتحديات تسهم ببلورة هوية الفنان. أما الهوية العامة ـ كالتي نراها في الفن الصيني أو في الواقعية الاشتراكية أو في الفنون الشعبية/ البوب / وفنون ما بعد الحداثة ...إلخ فأعتقد أنها ذات ارتباط بروح العصر، وليس نتيجة الجهود الفردية فحسب. فالحرية كلما اتسعت أصبحت الاختيارات أكثر صعوبة، الأمر الذي يجعل الهوية دينامية، تراها غائبة في الحضور، وحاضرة في غيابها"! ماذا عن أفكارك الجديدة لمعارض قادمة ؟ ـ " في الاحتلالات المتعاقبة على بغداد، مرت سنوات لا تجد فيها علامة دالة على المنصور، أو الرشيد، أو المأمون .. لا علامة للعقل، ولا علامة للإبداع، ولا علامة للحكمة، ولا للرجال! لكن الغريب أن هذا الجسد المحتضر، منذ ألف عام، لم يمت، وحياته ـ حياة بغداد ـ كباقي عواصم العالم، لم تعد تعمل بمعزل عن عالمنا، وأنظمته، وما ستؤول إليه خرافات الهيمنة، والعنف، والرداءة... فضلا ً عن عويل الضحايا عبر الأزمنة. ضمن هذا التصوّر، هل للكلمات أو المجسمات أو الألوان أن تمتلك مبررا ً للمحاورة ؟ لدي ّ ما يكفي لذلك ..هل من جدوى..؟ لا أعرف.. المهم أنني أموت وأصابعي لم تخذلني! "º
* تاتو/ ملحق جريدة المدى/ 15/8/2011 ص26 ـ27
الأربعاء، 17 أغسطس 2011
قصة قصيرة.دجنب-عادل كامل
قصة قصيرة
دجنب
عادل كامل
أصبح دجنب حديث الناس والصحافة .. فهو الكائن الجديد الذي أخترعه البروفسور س .. وأثار انتباه سكان الأرض . كان ذلك في عام 3140 .. وقصة اختراعه ليست معقدة لكنها تحمل طابع المصادفة فضلاً عن الجهد الشاق الذي بذله البروفسور على مدى نصف قرن من التجارب . لقد عانى س من الإحباط وكاد الفشل ان يقوده الى الانتحار لولا أيمانه بأن النتائج ستكون الى جانبه . وفي ليلة الاختراع كاد الرجل ان يفقد عقله .. وبالفعل أدخل المصح لشهر كامل ثم أفاق بعد ذلك بسلامة عقل على الرغم من أنه راح يؤكد بأن الطاقة البشرية لا حدود لها وبالإمكان إنقاذ العالم من التلوث ومن المجاعات ومن التدني الروحي . فهو نشر مائة كتاب في مختلف العلوم .. وهو صاحب أكثر من نظرية في هذا المجال . أنه الذي لفت الأنظار الى إمكانية تجدد الخلايا وعودة الإنسان ، مهما أمتد به العمر ، الى الفتوة ، مع الحفاظ على الخبرة . وهو القائل بأن الإنسان يستطيع ان يعيش في المستقبل مادام قد أمتلك أسرار الماضي . وهو القائل بأن كل خلية يمكن ان تتحول الى كائن يماثل أصلها . وأخيراً فأنه نجح بشطر خلايا أرنب وخلايا دجاجة ليصنع من وحدتهما المخلوق الذي أطلق عليه صديق له بدافع السخرية دجنب .
وكان أول ظهور لهذا المخلوق الذي ورث صفات اللامبالاة إزاء الموت في التلفزيون . وشاهد سكان الأرض – آنذاك – هذا الكائن المسالم الذي كان يبتسم ويتكلم ويرقص . فقد كان دجنب سريع البديهة .. حتى أنه قال بلغة بسيطة أنه كان يعلم بميلاده .. وأنه سينقذ سكان الأرض من المجاعة . كما قال البروفسور س ان دجنب فاتحة اختراعات أخرى . وأنه استطاع اكتشاف سر اندماج وتجدد الخلايا بعمليات كيماوية وروحية .
بعد ذلك أنشغل البروفسور س بشرح نظريته التي عرفها العالم كله . فدجنب يمتلك صفات لم تتوفر في أي حيوان منذ الطوفان . أنه سريع التكاثر .. فهو يلد ويبيض .. ثم أنه ليس بالذكر ولا بالأنثى .. ولا بالكبير ولا بالصغير .. كما أنه يستطيع ان يعيش في البيئات المختلفة .. فقد عاش في الصحراء مثلما عاش في المياه المتجمدة .. عاش في الهواء كالطيور وعاش في باطن الأرض .
وبعد أشهر ، وفي ليلة باردة ، شعر البروفسور س ان دجنب قد تخلى عنه . وكان ذلك الشعور قد دفعه الى العزلة ، فذهب الى قرية مجهولة وأخذ يعالج عذابه بالإدمان على كحول اخترعه من الهواء . كان هذا المشروب بحد ذاته معجزة . لكن البروفسور ، بدافع أحاسيسه الغريبة ، لم يفصح عنه . وهكذا أمضى عدة أشهر بعيداً عن الأضواء وعن الناس . كان يمضي جل وقته في تأمل حركة الريح .. والأشعة الآتية من الفضاءات البعيدة .. وكان يمضي الزمن الآخر بالتحدث الى مخلوقات تعيش في المستقبل . وكانت تسلية رائعة وجميلة تلك التي قضى فيها على مشاعره المحبطة .. فقد أدرك ان دجنب هو الذي أخترع نفسه ولم يكن له أي دور في الأمر .. وان العلم يتقدم بعيداً عن العلماء .
يومها ، وقد تجاوز المائة من العمر ، رغب بالموت . فشرب من نبيذ الهواء .. وظن أنه سيموت . لكن نبيذه أنقذه من تلك الحالة . فعاد يكتب قصائد عن احتكاك الذرات وخفايا ذاكرتها . قصائد كان يحرقها في الفجر .. ثم يعود إلى كتابة رواية تتحدث عن الهواء الذي هو أصل الأشياء . ويحرق كل ما يكتب .. ذلك لأن ما كان يكتبه كان يدوّن في ذاكرة دجنب .. هذا الكائن الذي أنقذ البشرية كلها من الموت جوعاً والذي أهمل أو تناسى مخترعه .
وفي ليلة يأس فيها البروفسور س من التطابق مع ذاته ، ومع العالم ، وجد نفسه قد تحول الى مخلوق لا صفة له . لحظتها شاهد من خلال التلفاز ، دجنب ، دجنب ذاته ، يتحدث الى سكان الأرض .. ويترجى البشرية ، البحث عن البروفسور س وإنقاذه من عزلته . فكاد لا يصدق .. لكنه تابع الإصغاء ، بذكاء متطور ، وهو يشرب خمر الهواء ، آخر كلمات دجنب .
ثم فجأة كان الأخير يجلس أمامه .. وجهاً لوجه .
- أنني لم أنس قط ، على مدى قرون ، أنك كنت معي ..
كذلك قال دجنب :
- أنني أعرفك جيداً يا أستاذي .. ألا أنني أشعر بالضجر القاتل ..
ثم قال حالاً ، وهو يحدق في عيني البروفسور :
- أنني لا أعرف لماذا صنعتني .. أنا شديد الذكاء .. وكثير العذاب .. وحزين ..
وصرخ :
- وأريد ان أموت !
لم يتوقع البروفسور الاستماع إلى هذه الكلمات ، كان دجنب يختلف عن المخلوق الذي صنعه .. بل ويختلف في الأشياء الأساسية .. فها هو يتحدث بخبرة البروفسور عن القلق الأزلي .. وعن اللذة المستحيلة .. وعن الموت الذي يفوق الأحلام . عن مخلوقات الغد التي ولدت في الماضي . وعن الماضي الذي رآه في الأزمنة كلها ، كان يرتجف ، مثل طفل .. وأدرك أنه لم يخترع ألا نفسه على هذه الصورة .
فقال دجنب :
- أذن ، فأنت تشبهني .. أيها البروفسور ؟
فنطق البروفسور بألم مكتوم :
- لا أحد يعرف .. المشكلة أني أريد التخلص منك ..
- مني أم من نفسك ؟
- معاً . أنها ليست لعبة .. لقد حاولت إنقاذ العالم ..
فضحك دجنب وقال :
- لقد كنت تسخر مني ومن العالم أذن ؟
- أبداً .. كنت أريد ان أخلص العالم من السخرية .. هذه هي فكرتي ..
وتابع بصوت هادئ :
- أنني كنت أريد إنقاذ نفسي من نفسي . فالشر هو الشر منذ البدء . يا دجنب .. وأقسم لك أني كدت أنسى أسمك وأسمي ، لكن العالم الذي يتحدث عنك وعني يجعلني ، وأنا تجاوزت المائة من العمر ، أثرثر .أجل ، صدقني ، كنت لا أريد ان اخترعك على هذا النحو .. الرائع .. بل كنت أريد ان أنسى نفسي ..
- وهذا ما فعلت ..
- أن يتحدث عني العالم ..
- العالم يتحدث عن أحفاد أحفادي .. عن الدجانب .. وهناك من وضع نظرية الدجنبية .. وأعتقد أنك ، يا سيدي ، لم تهرب ألا لهذا السبب .. أنت صنعتني وأنت تريد القضاء عليّ .. هذه هي المشكلة .. وأنا كنت أريد أن أسألك ، أين الصانع ، لماذا قذفت بي الى الأفواه .. ؟
- كانت جائعة ..
- هكذا .. أذن .. كنت لا تريد ألا غلق الأفواه الجائعة ..
- كنت أريد ان أصرخ ..
- لكنك جعلتني أذبح وأذبح من اجل الأفواه البشرية ..
- هو ذا صراخي !
وأمتد الحوار لأيام متواصلة .. وفي إحدى فترات الاستراحة أذاع التلفزيون الإعلان التالي :
- لقد اختفى دجنب .. وهذا يعني ان الدجانب الجديدة ستلاقي حتفها .. فعلى الجميع بذل جهد للعثور عليه – وهناك جائزة خيالية لمن يعثر عليه أو يدلنا على مكانه ..
صرخ دجنب :
- أتسمع .. أنهم يبحثون عني ..
وقال ساخراً بعد لحظة توقف :
- أعتقد أنك ستخبرهم عن مكاني ..
كان البروفسور يعاني من شرود الذهن .. ومن الصداع النفسي .. فقال دجنب :
- أذن عليّ ان أسلمك لهم أيها البروفسور ..
صرخ الأخير :
- كلا .. كلا .. لا أريد ان أعود إليهم ..
- لكنهم سيعثرون علينا ..
كان البروفسور لا يستطيع ان يفكر في شيء
فقال دجنب : دعني أتصرف أيها البروفسور ..
فصرخ الأخير : كلا .. أنتظر ..
ناوله مجموعة من العقاقير .. فرقد دجنب كالميت في سريره . كان يفكر في تفكيك خلاياه ، ونثرها ، والتخلص من فكرة صناعة مخلوق آخر . أنه كان يخشى ، بفعل تلك العقاقير ، ان تنشطر الخلايا وتتحول إلى تكوين مجموعة جديدة من المخلوقات . ألا أنه أدرك أن هناك قوة أعظم منه كانت تشرف وتهيمن على أفكاره وسلوكه . وأدراك أنها ، أي تلك القوة التي ساهم بصناعتها ، قد غدت أداة كونية .
رفع دجنب رأسه وقال بصوت خفيض :
- أيها البروفسور لا تتعب نفسك .. كلانا ضحايا .. أرقد .. وأحلم .. وفي الفجر .. سنخرج معاً إلى المراعي .. إلى الغابات .. أنا أنسى تاريخي .. وأنت تمحو علمك كله .. دعنا نذهب الى الغابة ونتحول الى عشب والى تراب ، والى هواء ..
فقد البروفسور الوعي للحظة .. ثم آفاق :
- ماذا تقول يا دجنب ؟
وكانت لحظة مروّعة عندما حول البروفسور دجنب إلى فتاة في ريعان الشباب .. في العشرين .. ذات شعر أسود .. وقامة رشيقة .. ألا أنه كان يبحث عن طريقة لتدمير دجنب الذي كان يحدق في محياه بحزن واستسلام . هيا أفعل . ولم ينطق دجنب .. فقد كان البروفسور يستمع إلى صوته الداخلي . وتلك النظرية التي اكتشفها في عزلته لم يعلنها لأحد . كان يريد ان ينهي حياته بأي ثمن .
قال دجنب :
- سأعود إليهم .. إلى الفم البشري الجائع ..
- كلا .. أرجوك .. كلا .. دعنا نتأمل الأمر ..
- لا جدوى .. لا جدوى .
بالفعل ، فكر البروفسور ، ألا جدوى من القضاء على دجنب أو القضاء على نفسه . فمعهد العلوم الكوني يعرف ماذا يحدث في رأس أي مخلوق فوق الأرض وغير الأرض . لهذا راح يفكر باختراع جهاز مضاد .
قال دجنب :
- لماذا لا ترجعني إلى أصلي .. حاول .. أنه الخلاص الوحيد لي ولك َ ..
- أنها أعظم فكرة .. ولكني الآن لا أستطيع ان أفعل ذلك .. بل في الواقع لا يمكن تدمير النتائج التي توصلنا أليها .
طويلة ، نحيفة ، كأنها شجرة في ربيع ، ألا أنه ، وبعد نصف قرن ، وجد نفسه يمارس الحب ..
هكذا أمضى فترة غير محددة معها . كان قد فقد العقل تماماً ، وانهارت قواه الجسدية .. ألا أنه كتب قصائد عن خلايا الجمال .. ومات وهو يبكي بصمت .
في فجر ذلك اليوم ، كانت عشرات من الفتيات يتجولن بين الحقول . أنهن يزرعن ويحصدن ، فتيات جميلات ، وينشدن قصائده ، وبعد آلف عام ، من اختفاء دجنب ، ظهر البروفسور وهو من الكائنات التي بلا ظل ولا صوت ، وسمع أناشيده في العالم ، عاد إلى ضريحه ، في مكان ما من العالم ، وكتب فوقه : هنا يرقد دجنب .1
1989
مَن هو «العدوّ الصهيوني»؟-كاظم الحجاج
مَن هو «العدوّ الصهيوني»؟
كاظم الحجاج
تاريخ النشر 07/08/2011 12:00 AM
لسوف نشاكس جاهزيّة الجواب الايديولوجي العروبي- الإسلاموي الجاهز، دوماً، لنجيب بأن «العدوّ الصهيوني» هو عدوّ نسبيّ من زمن الى آخر، ومن بلد الى آخر، وحتى من فرد الى فرد آخر. وليس هو بالضرورة ذلك العدوّ «التاريخيّ» الذي يجب أن نرضع كراهيته منذ ولادتنا، لأنّ أجدادنا- العرب المسلمين- وأجداد «الصهاينة» الأوائل، ذهبوا جميعاً إلى رحمة الله((هذا خلط للأوراق لانقبله وأن جاء بأسلوب ساخر)). ولأنّ العداء كان في ما بينهم، وليس بيننا نحن أحفادهم، أو هذا ما يفترض أن يكون بين البشر المتحضرّين المتسامحين.
عندما طردَ التحالفُ الدولي جيشَ صدّام حسين من الكويت، كان «العدو الصهيوني» عند الكويتيين هو «النظام العراقي!» وليس «النظام الإسرائيلي!»، وكانوا على حقّ حتى بعدما حوّلوا اسم «شارع بغداد» في مدينة الكويت، إلى «شارع بوش!» كانوا معذورين، رغم أن بغداد ليست هي التي غزتهم، بل حاكمها... لكنّ الذي غزاهم ليس «جيش الدفاع» الإسرائيلي، بل حرسنا الجمهوري! وعندما تسألني- أنا العراقي الآن : من هو عدوّك الصهيوني ؟ فلسوف أجيبك من دون تردد، وحتى من دون أن أرمش، بان عدوّي الصهيوني هو كل نظام عربي- إسلامي مجاور أو بعيد سرَّبَ إلى أرض العراق أسوأ القتلة المهزومين في أفغانستان وباكستان والشيشان، كي ينتحروا بالعراقيين على طريقة «شمشون» اليهودي : عليَّ وعلى أعدائي! عدوّي الصهيوني هو من أعاد تجفيف الاهوار التي جفّفها صدّام، وأعاد «الكفّارُ» إليها بعض الماء. عدوّي الصهيوني هو من يطارد صيادي الأسماك العراقيين الضعفاء ويمنعهم من تحصيل رزقهم في مياههم الإقليمية، ولم يكن يجرؤ على منعهم في زمن صدّام!
عدوّي الصهيوني هو كل من يمنع مياه أنهار الله من أن تصب في نهر الله، شط العرب، وكلّ من يسرب المياه المسمومة إلى انهار المسلمين العراقيين وهو يبكي كلّ عام لمنع المياه عن أطفال الحسين؟!
عدوي الصهيوني هو كل من يسرق نفط العراق من آباره، ومن يشجّع اللصوص المحليين على تهريبه. عدوّي الصهيوني هو من يهرب المخدرات وحبوب الهلوسة لقتل الجيل العراقي القادم! عدوّي الصهيوني هو كل من يموّل ويسلح ويدرب عصابات الجريمة المنظمة بإسم الجهاد والمقاومة، كي تقتل العراقيين وتدمر إمكانية قيامهم من جديد. وعدوّي الصهيوني ( الداخلي) هو كل من يتعاون مع دول الإقليم المعادية ضدّ وطنه وأرضه ومائه وناسه. هو كل من تلقّى الأموال من أجل عرقلة بناء ميناء العراق الكبير لأنه سوف يضر بمصالح جيران السوء! عدوّي الصهيوني الداخلي هو من يطلق قذيفة هاون على مطار البصرة، لأن الجوار اللعين لا يريد مطاراً لهذه المدينة ولا ميناء، لكي لا ينهض العراق! عدوّي الصهيوني هو كل من يمنع إعادة بناء جيش عراقيّ حديث، لكي يبقى العراق ضعيفاً أمام عصابات الداخل والخارج وحتى أمام المهرّبين!
إحدى دول الجوار كانت تشتري من مهرّبي الداخل أرحام النعاج بأسعار مغرية، كي تحرم العراق من تكاثر ثروته الحيوانية. العدو الصهيوني الداخلي من يمنع تزويد معامل الطابوق بالنفط الأسود، لأنه يأخذ عمولة استيراد طابوق (مجاور)!
العدو الصهيوني هو... (أرجو أن تساعدوني على تعداده فقد تعبت
الاثنين، 15 أغسطس 2011
جورج جرداق في حوار حول الامام علي (ع) في مولده
جورج جرداق في حوار حول الامام علي (ع) في مولده
اجرت الحوار: ولاء إبراهيم حمود
علي وحقوق الإنسان، بين علي والثورة الفرنسية، علي وسقراط، علي وعصره، علي والقومية العربية.
عُدْتُ من حواره، كما أتيت، أُخفي بين السطور أضعاف ما اتفقنا عليه في حب عليّ (ع) وما اختلفنا فيه حول غير «عليّ». أنهيت الحوار مقتنعةً بأنّ عمق خلافاتنا لم يفسد في عشقِ عليٍّ قضية، لأن جورج جرداق يترنَّمُ بعشق عليّ (ع) لا على دينٍ أو مذهبٍ ما، بل على قاعدة «كونوا أحراراً في دنياكم»، حباً له ورفضاً لسواه. لذلك أترك أجابته عن سؤالي الأخير، مسك ختام، لأكثر حواراتي إرهاقاً ونزاعاً وهي تستحق عَناءَ قراءة ما سبقها، لأنها خلاصة حبّ عليّ (ع) في قلبٍ مسيحي، يراه ركناً من أركانِ الإنسانية كافةً في كل مكان وزمان... وعلى هذه الرائعة اتفقنا وافترقنا. والآن إلى بعضٍ من تفاصيل حوارٍ شاقٍ وطويل، لكنه لأجل عليّ (ع) جميلٌ، نبيلٌ، جليل.
* إنّه أكبر ممّا يقال عنه
ما هي أبرز دوافعك للكتابة عن عليّ بنِ أبي طالب(ع)؟
ولدتُ في منطقةٍ مسيحية «مرجعيون» يتفاخر أهلها بالتاريخ العربي وعظمائه، فأخي الكبير فؤاد كان يُسمِعُ زوارنا قصائده في مدحِ عليّ. كنت أختزنها طفلاً وأتأثر بها، فاندفعتُ إلى ينابيع مرجعيون، أَهرب من المدرسة، إلى ظلال أشجارها، أقرأ ديوان المتنبي ومجمع البحرين. كافأني أخي بنهج البلاغة، فحفظته غيباً، والتصقت في ذهني صورةٌ مبهمةٌ لرجلٍ عظيم. وعندما بدأت التدريس في شبابي، أعدت قراءة ما كتبه عن عليّ كلٌ من طه حسين وعباس محمود العقاد. شعرت أنه أكبر ممّا يقال عنه، وعندما أعدت قراءة نهج البلاغة، تأكدت أن عليّاً لم يُنصَفْ في كتاباتهما، فقررت الدخول في معركة خضتها بكتابي «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية» وأنا دون الثلاثين من العمر.
- لماذا اخترت للكتابة عن علي عناوين مثل «علي والقومية العربية»؟ وما علاقة علي بسقراط والثورة الفرنسية لتختارها عناوين لأجزاء كتابك؟
لأنني رأيته ركناً من أركان كلِّ قومية بين بني الإنسان، كما رأيت باستير وجان جاك روسو وفولتير، الذين أفادوا بإنجازاتهم العلمية والفكرية كل القوميات على الأرض لا في بلادهم فقط، ورداً على من اعتبر التشيع طعناً في القومية العربية. كتبت أيضاً «عليّ والقومية العربية». أردته توضيحاً للقومية، كما أفهمها من عليّ بن أبي طالب (ع)، مُلْمَحاً إنسانياً راقياً، وإن لم تكن كذلك، فلا قيمة لها، فهي في فهمهم عصبية عصرية، وعليٌّ في هذا المجال يخدم كلَّ قومية في العالم، لذلك بدأت معه «عليٌّ وحقوق الإنسان».
- ماذا عن موضوع ولايته؟ ألمْ تره عبر قراءاتك صاحب حقٍ وقضية؟ وماذا عن صورته اليوم لديك، هل اختلفت ملامحها عن تلك التي دفعت ابن الثلاثين إلى كتابته صوتاً للعدالة الإنسانية؟
إنه أمرٌ واضح، له وحده الحقّ بالولاية، مع إصراري أن عظيماً بحجم عليّ؛ هو أكبر من كل ولاية، إنه إحدى العبقريات الكبرى في التاريخ ومن آباء الإنسانية الكبار، لا للشيعة وحدهم، فهو لم يتعصب لنفسه يوماً، بل ترك الدرع لمسيحي حكم له بها القاضي، لأنه لم يجد لدى الإمام دليلاً، فتبعه المسيحي، معترفاً ومعيداً له الدرع، مقاتلاً معه حتى قُتل.
* المرأة في حياة عليّ
- لماذا غابت «المرأة في حياة عليّ» عن عناوين كتابكَ؟
إن ظروفه الصعبة، في الحروب المتتالية، لم تسمح له بأن يهتم بهذا الموضوع. خاصةً أنّ ما خاضه في معركة الجمل غيّب عني دور المرأة في حياته.
ما ذكرته ليس سبباً لغياب علاقته الإنسانية بالمرأة عن كتابك الذي يردّد أصداء عدالته التي غمرت المرأة حنواً... فهي عنده ريحانة، وهنّ شقائق الرجال... فأوقفني بإشارةٍ من يده...
أنت تلفتين انتباهي، في سؤالكِ، لأمر لم ألتفت له من قبل على أهميته في هذا العصر... على كلٍّ أنا نظرت إليه ككلّ، إلى نظرته الشاملة إلى الإنسان رجلاً وامرأة. ربما لو كان ضد المرأة، لكتبت عنه، لأنه سيكون شيئاً غريباً عن عظمة شخصيته.
- إذاً، ما هو العنوان الذي يمكن أن يضيفه جورج جرداق إلى كتابه؟ ولمن توجهه اليوم؟
«هذا إمامكم»، وأُوجهه إلى حكام العالم قاطبةً، وصانعي الأنظمة السياسية والاجتماعية، ولن أنسى طبعاً المرأة في حياة عليّ».
* نظرته للاجتماع الإنساني
ما هي أهم صفات الإمام «علي» التي نحتاجها اليوم؟
نظرته للاجتماع الإنساني وأنظمته، وذلك في قوله «ما رأيت نعمةً موفورة إلا وإلى جانبها حقٌّ مضيع» (1) وفي مكان آخر: «ما جاع فقيرٌ إلا بما متع به غني» (2). لقد سبق الإمام عليّ كارل ماركس بألف وأربعمئة سنة، لذلك، أراه يختلف عن الأنبياء ويفوقهم بنظرته للإنسانية.
- وبهذه الكلمة، ألا تبدو شيعياً أكثر تعصباً من الشيعة أنفسهم؟
لا، لست شيعياً ولا متديناً أصلاً، لكنني موضوعيٌّ جداً، وأنا معجبٌ بالأوروبيين أكثر، لأنهم يرفعون له صورة مستوحاة من سيرته، في إحدى كنائس روما.
- ما هي أبرز الملامح المشتركة بين علي بن أبي طالب وعيسى ابن مريم، حتى قال له النبي يوماً: «يا عليّ إن فيك مثلاً من عيسى ابن مريم» (3)؟
صحيح، وهو أجمل ما قيل في هذا الموضوع. وعليّ أقرب الجميع إلى المسيح، والملامح كثيرة.. فالمسيح قال مستغفراً لصالبيه: اغفر الله، إنّهم لا يدرون ما يفعلون... وعليّ رفع السيف عن عدوه، كأنه يقول انهض، أنت لا تدري ما تفعل. ولطالما عفا عن أخصامه في الصراع، بل وأكرم عائشة بعد معركة الجمل. كما قال المسيح يوماً: «أحبُّوا مبغضيكم وباركوا لاعنيكم». وقلت لكِ إنهم في أوروبا، وفي القرون الوسطى، كانوا يعتبرون الإمام وليّاً مسيحياً لأنهم قرأوه فوجدوه إلى المسيح أقرب، وهو القائل: «اقرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح» (4).
* كل ما فيه عظيم
- وأنت بالتحديد ما أكثر ما جذبك إلى عليّ وأعجبك فيه: قوّته أم إنسانيّته أم مواقفه الفذّة؟.
كل ما في عليّ عظيم، إنّه العظمة بذاتها.. وبساطتها فيه أكثر ما أعجبني، تواضعه، وصفاته قيمٌ لا تتغير، وهي السَّاعية في ثباتها إلى تعميق ثبات الإنسان على دروب الحقّ بإعلاء روحيته وترقية إحساسه بإنسانيّته، وهذه نحتاجها في كل عصر. وهو في كل مواقفه قوي يعفو عند المقدرة. وتأمين سلامة عائشة وإكرامها بعد معركة الجمل خير دليل. وإن شخصيته المؤسسة على القيم سمحت بتأمين الماء لجيش معاوية.
- ما أكثر ما أعجبك فيما كُتِب عن عليّ؟ ماذا عن الشيعة في هذا الخصوص؟ وماذا لو انقلبت الآية وقرأت من إنسانٍ مسلمٍ كتاباً عن السيد المسيح؟
أتلقاه بموضوعيّة، ولا يعنيني إذا كان دينياً، لأنني لست متديناً، وهذا لا يمنعني من احترام علي والمسيح، وأنا لم أقرأ كثيراً كتابات سواي عن علي، وما قرأته متشابه لا شيء أفضل من سواه، وأنا لن أقرأ عن المسيح كتاباً كتبه خوري كما أقرأ مثلاً ما كتبه تولستوي أو غوركي الذي كان شيوعياً. ولا تستطيعين ذكر المسيح أمامه إلا بالاحترام المطلق لأنّه رغم شيوعيته يراه أعظم ما يمكن أن يصل إليه إنسان، وهنا تكمن الموضوعية.
- من يمثِّل في نظرِك اليوم امتداداً لنهج عليّ بن أبي طالب (ع)؟
ربما كثيرون في أممٍ أخرى لا أعرفهم، ولكن على حدّ علمي في لبنان الإمام السيد موسى الصدر أراه ابناً للإمام عليّ، ولهذا السبب أبعدوه.
- لو قدّر لك أن ترى الآن فجأةً عليّاً.. ماذا تقول له. وحوارنا هذا سينشر في ذكرى مولده؟
صار عمرك ألفاً وأربعمئة سنة، وسيصير مليوناً وألفاً وأربعمئة سنة، وستبقى كما أنت، عظيماً وكبيراً تُقتدى
الاستاذ الدكتور رجاء كمونة-علم يرفرف عاليا على سارية العراق
الاستاذ الدكتور رجاء كمونة
علم يرفرف عاليا على سارية العراق
سيرة ذاتية:
الاستاذ الدكتور رجاء كمونةBDS.FDSRCS.FICD.
بروفيسور جراحة الفم والوجه والفكين,رئيس المجلس العلمي لجراحة الوجه والفكين,الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية
الاسم رجاء كاظم كمونة مواليد 1939
خريج كلية طب الاسنان جامعة بغداد 1964
زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية 1971
زميل الكلية العالمية لطب الاسنان 1973,FICD
المناصب التي تسنمها سابقا وحاليا
1-بروفيسور جراحة الفم والوجه والفكين كلية طب الاسنان جامعة بغداد 1981
2-رئيس قسم جراحة الفم والوجه والفكين,كلية طب الاسنان,جامعة بغداد-1982-2000
3-رئيس مجلس جراحة الوجه والفكين,الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية منذ عام1993 الى الان
4-استشاري جراحة الوجه والفكين,مستشفى مدينة الطب التعليمي,كلية الطب جامعة بغداد
5-استشاري زائر جراحة الجملة العصبية,مستشفى الجملة العصبية,بغداد
6-عضو جمعية اطباء الاسنان الجراحين 1977-2001
7-مشرف دراسات عليا,جراحة الوجه والفكين,دبلوم-ماجستير-دكتوراه
8-مشرف على شهادة الامتحان الاولي لزمالة كلية الجراحين الملكية البريطانية 1985-1990
9-نائب رئيس وعضو هيئة معادلة الشهادات الطبية من الجامعات الاجنبية.وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
10-استاذ زائر كلية طب الاسنان جامعة بوفالو-امريكا 1983
11-الاستاذ المتميز,كلية طب الاسنان جامعة بغداد 1985
الاستاذ المتميز –جامعة بغداد-1991-1992
12-استشاري زائر,مركز الجراحة التجميلية والتقويمية-بغداد
13-استاذ ممتحن في مجلس جراحة الوجه والفكين-الجراحة التجميلية-جراحة الجملة العصبية-ومجلس الاشعة التشخيصية
14-حاصل على الميدالية الذهبية من بين اربعين عالما عراقيا للاعوام 2000-2002
15-رئيس الهيئة العلمية لاختيار ابرز علماء العراق في المجال الطبي من2000-2002
البحوث العلمية المنشورة في ابرز المجلات والكتب العلمية العالمية وقد اثرت ان تكون باللغة الانكليزية لضرورة الاختصاص:
1. Central Myxofibrosarcoma of the Mandible treated by Radical Resection. J. OS. OM. OP. May 1975 vol., 39.
2. Chrom-cobalt meshes for reconstruction of blow-out injury, J. of Oral Surgery, vol., 33 p.542 July 1975.
3. Chrom-cobalt & gold implants for reconstruction of a traumatized Orbital floor. OS. OM. OP, vol,41 Mo.,3 P293-299 March 1976 (original).
4. Multiple Congenital Epuldies of the New Born Baby, Iraqi .Dental J.,No.l,Vol.4, 1976
5. Jaw Lymphoma Of Middle East Children, British J of Oral Surgery, Nov., 1977-1978 (original)
6. Functional Rehabilitation Of The Ankylosed Temporo-mandibular Joint, J OS, OM, Op, Vol,46, No4 , P 495-5O5 Nov., 1978 (original).
7. The Use of Cryo-Surgery in Treatment of Oral Lesions (joint authors}) Arab Dental Journal Vol.1 ,No 1,1980
8. Association of Epstein Barr Viral Antigens with Jaw Lymphoma, (Middle East variety) In Preparation.
9. Value of Skeletal Bone Scanning In Jaw Lymphoma (Middle East Variety) J OS.OM.OP, Vol. 54, No 4 P. 473 1986.
10. Chrome Cobalt Implant in Facial Surgery, paper presented in the 5th, International Conference in Oral Surgery, Madrid, Spain, April 1974.
11. Reconstruction of the Temporo-mandibular Joint By Chondro-osseous Graft for Treatment of Ankylosed Joint in Children, paper presented in the 6th congress of E.A.M.F.S Hamburg 1982.
12. Immediate Reconstruction of the Jaw By bone graft: with preservation of mental sensation, paper presented in the 4th congress of E.A.M.F.S., Paris 1984.
13. The principle of Mandibular Reconstruction Following Excision of a Large Jaw Tumors.Paper presented in the 3rd congress of E.A.M.F.S, London, 1976.
14. Jaw Tumors in Iraq, in preparation.
15. Ameloblastoma of The Jaw in Iraq, pathogenesis and principle, of management. Accepted by the scientific committee of the Inter. Asso. Of Maxillo-Facial Surgeons, Zurich, 1976.
16. Madchem Mint Ankylotischen Temporo-mandibularem Glenk- Selecta 30th, Sept., 1983.
17. C.T. Scans of the Jaw Lymphoma, (Middle East Variety). Paper Presented to the 9th Inter. Conference on Oral &Maxillo-Facial Surgery. 1986.
18. The Value of C.T Scans of the Temporo-mandibular Joint, Ankylosis before Attempt for Reconstruction of The Joint. In preparation.
19. The Histopathology of the Jaw Lymphoma (Middle East Variety) and Its Association with Epstein Barr Viral (EBV) Antigens. Joint Work. International Workshop on Herpes Viruses. July 27th-31st 1981, Bologna, Italy.
20. Surgical Correction of Ankylosed Temporo-mandibular Joint. Dental Abstract, P. 530, Octo. 1979.
21. Association of Epstein-Barr Viral Antigen with Jaw Lymphoma. Paper presented in the meeting of the Arab-American University Graduate, Medical Section 6th-8th Nov.., 1981. Houstan, USA.
22. Skeletal Bone Scanning on Jaw Lymphoma. Paper presented in the; 5th congress E.A.M.F.S., Warszawa, Poland 1980.
23. Chrome cobalt implant for reconstruction of the orbital floor injuries-Paper presented to the 2nd congress E.A.M.F.S., Zurich, Sept. 1974.
24. Biological response to total replacement of the TMJ. Paper presented in the first over-seas medical symposium, Arab-American Medical Association, Octo. 1978, Baghdad.
25. L application des implants metaliques pour rehabiliter la vue et la Mastication. Congress Mondale DE CHIRURGIE MAXILLO- FACIALE Bucharest, May 1981
26. Rehabilitation of Ankylosed TMJ. Twenty Fourth Rheumatism Review. 1979. American Rheumatism Association.
27. Chrome Cobalt & Gold Implants for Reconstruction of Traumatized Orbital Floor. Oral & Maxillo-Facial Surgery Digest, International edition, Northfield, Illinois, 1977.
28. The Use of CT scans For Screening of Jaw Lymphoma. Special listing current cancer research on Oral& Head and Neck Cancer. 32, July 3 1980.
29. The Use of Intra-venous Cyclophosphamide and Other Cytotoxic Drugs in Treatment of Jaw Lymphoma. Special listing current cancer research on Oral, Head& Neck Cancer. 93 July 3 1980.
30. Chondro-Osseous Iliac Crest Graft for One Stage Reconstruction of Ankylosed TMJ in Children. (Original) J. Maxillo-Facial Surgery. Vol. 14, No 4 p215-22O August 1986.
31. The early management of civil & war Injuries of maxillo-facial region, Paper presented to the first National symposium- on emergency surgery, organized by College of Medicine ,University of Baghdad, March 1987.
32. Reconstruction of the Mandibles and Oral Cavity after Tumor Surgery. Proceeding of the first international meeting of Functional Surgery of the Head &Neck.,p 197-199 Graz, Austria ,Oct, 1989.
33. The Use of the Lateral Cervical Flap in Reconstruction of the Oral Cavity & Face. Inter. J. Oral & Maxillo-Facial Surgery, 1994,VoI,23-P.85-89(original)
34. Immediate Reconstruction of the Mandible by Bone Graft after tumor surgery. Paper presented on the Dental Meeting of the Royal Jordanian army 1993.
35. Jaw Lymphoma, Research investigation and Clinical Experience. Paper presented on the first Iraqi Oral Cancer meeting August 1996.
36. Surgical reconstruction of the TMJ for chronic subluxation and dislocation. (Original), Int.J. Oral & Maxillo-Facial Surg. 2001:30,344-348.
37. Growth disturbance of the Facial skeleton in TMJ ankylosis, and method of reconstruction. Paper presented on the annual Dental conference in Iraq 1996.
38. The use of Co2 Laser in treatment of Oral lesions .The tenth scientific conference of College of dentistry 14 April 2000.
39. Jaw lymphoma (Middle East variety) a Clinico-pathological entity, fourteenth Iraqi cancer Conference 7-9 March 2000.
40. Gingival FNA cytology in acute leukemia fourteenth Iraqi cancer conference March 2000.
41. Chromosome abnormalities of oral squamous cell carcinoma and its correlation to the tumor size and TNM staging. Original in press.
42. Lower Jaw lengthening by distraction technique (experimental study) in press.
43. Reconstruction of mandibular condyle by chondro-osseous iliac graft (experimental study). Iraqi post-graduate medical journal 2004.
44. Peripheral nerve anastomosis under tension and nerve grafting (experimental Studies) published Iraqi Postgraduates Medical J.2002.
45. The use of temporalis muscle flap in treatment of temporomandibular joint ankylosis Iraqi post graduate M.J 2004.
46. Gingival fine needle aspiration cytology in acute leukemia J.oral pathology med ,2002,31;1:55
47. The use of ultra sonography as a diagnostic tool in major salivary gland disease J .Iraqi post graduate medical J.vol 1, nol. 2000.
48. Studies of apoptosis in Middle East Jaw lymphoma proceeding of xvth congress of the European association for Cranio- maxillofacial surgery Vol 30 supplement, Sept 2002 P.83
49. Investigating the effects of carbon dioxid Laser Flounce on oral soft tissue. Iraqi J. of Laser Vol 1 No 1, 2002
50. The usefulness of the blink reflex in the early diagnosis of cranial nerve neuropathy associated with diabetes mellitus.Electromyogr.Clin. Neurophysiol.2004, 44,323-327.(Original)
51. Apoptotic changes of Middle East Jaw Lymphoma: (Original) J. Cranio facial surg. vol 17/ (2), March 2006 - 23l-235
52. Evaluation of immediate phase of management of missile injuries affecting
maxillo facial ragion in Iraq.
J. Craniofacial surg. vol 17 No2 March 2006 217-223
53. Orbital malignancies and methods for Reconstruction paper presented to British Association of oral and maxillo facial surgery, June meeting 2006. East bourn
54. Periorbital and Orbital Malignancies: Methods of Management and Reconstruction.J.Cranio facial surg.2007,18;6:1370-75
55. Evaluation of facial Residual deformity in victims of terrorism in Iraq presented to the EACMFS meeting Spain, Sept 2006.
56. Ultrastructural Studies of Jaw Lymphoma&Apoptosis.J.Ultrastructural pathology.2007,31;6:393-400(Original)
57. Posttraumatic Missile Injuries of Orofacial Region.J.Craniofacial Surg.2008,19;2:300-75 published in March in a special issue on war injuries (Original and Advance war Surgery,All over the World)
58. Cytogenetic Finding in Oral Squamous Cell Carcinoma in Iraq.2007,in preparation
59. Cytopathological studies of jaw lymphoma by electron microscopy. In preparation
60. Study of Anti-Apoptotic Gene of Oral Carcinoma By Using BcL2 Oncogene., published 30th Jan ,on line 2008; J Oral Pathology,Medicine,2008,37:345-51(Original)
61. The managements of Orofacial tumors in children. J Craniofacial Surg.2009,20;1:1-9 Article scs21205 (Original)Published
62. Studies the Proliferative activity of Oral Carcinoma by AgNOR and Electron Microscopy. J Ultra structural Pathology, 2008,32:1-8(Original)
63. Temporomandibular joint reconstruction by two parts chrome-cobalt, chondro-osseous graft, and Silastic. J Craniofacial Surg 2009,vol 20,6,Nov.(original)
64. Trauma of the Orbit, Paper presented in the 4th international conference of maxillofacial surgeons (20-23) Feb.2008
65. Lateral Cervical Flap, Experimental studies and Clinical Application,2nd International conference of maxillofacial surgery,16-20 May,2008,Anataya, Turkey
66. Missile Injuries of Oro facial region ,Primary and secondary phase managements' .paper presented, at EHRLICH II, Second International Conference of Magic Bullet ,Nurnberg,Germany,2-5 October,2008
67. The managements of Orbital Skeletal Injuries. J Craniofacial Surg.2009,vol,20;3:May(Original)
68. Reconstruction of the mandible by bone graft and metal prosthesis. J Craniofacial Surg.2009,vol,20;4:July (Original)
69. Management of missile Injuries of the facial skeleton, primary, intermediate and secondary phases. J Craniofacial Surg.2010,vol,21;4:976-981 (special issue)(Original)
70. The use of lateral cervical flap in reconstruction of perioral &oral cavity, clinical and experimental studies. J Craniofacial Surg.2010,vol,21,3,May(Original)
71. The use of EM for studding apoptotic changes and proliferative activity of oral carcinoma and jaw lymphoma,Book chapter,code(47),No4 of Microscopy Book Series titled(Microscopy,Science,,Technology,Application to published Dec.2010
72. Surgical Managements of Subluxation and Dislocation of the Temporomandibular Joint: Clinical and Experimental Studies.J Craniofacial Surg.2010,Vol 21;6:November(Original)
Membership
1. Fellow Royal Society of medicine 1977.
2. Fellow International Association of oral and maxillofacial surgery 1973.
3. Associate member of EACMFS 1976.
4. Associate member of British Association of oral and maxillofacial surgery 1974.
5. Associate member, Royal collage of pathologist 1977, London.AMRCPath
6. Research Fellow Royal Collage of surgeons of England for the years 1975-1977
كماان له اكثير من الكتابات الادبية والفكرية اخرها
كتاب صادق كمونة ॥دوره السياسي1928-1958 ودوره الفكري والثقافي للدكتوررجاء كاظم كمونة
كتب عنه
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
رجاء كاظم كمونة وعمه السيد صادق كمونة السياسي العراقي المعروف الف كتابا عن عمه لم يدع شاردة ولاواردة عنه الا وذكرها . لذلك وصلت صفحات الكتاب الى قرابة 432 صفحة من القطع الكبير . المؤلف استاذ في كلية طب الاسنان في جامعة بغداد ،وهو رئيس جمعية اطباء الاسنان العراقية للمدة 1985-1977 .وقف عند اسرة ال كمونة الحسينية الاعرجية العريقة ، ودورها في تاريخ العراق الحديث .وتناول سيرة صادق كمونة ونشأته ودوره السياسي والبرلماني والاداري والثقافي والوطني والقومي .صادق كمونة كان عضوا في جماعة الاهالي وجمعية الاصلاح الشعبي ثم في الحزب الوطني الدمقراطي الذي كان يتزعمه السيد كامل الجادرجي ثم اصبح نائبا 1952-1953ووزيرا في وزارة الدكتور محمد فاضل الجمالي الاولى (وزيرا للدولة ووزيرا للاقتصاد بالوكالة ) ووزارة احمد مختار بابان(وزيرا للشؤون الاجتماعية )، وعضوا اجرائيا في مجلس الاعمار .كان كمونة ملما بتاريخ الاديان والفرق والمذاهب ،وله كتابات في هذا المجال، كما ارتبط بعلاقة علمية مع المستشرق الروسي فلاديمير ايفانوف .وكانت له مكتبة كبيرة فتحها امام الباحثين والمهتمين انشأها سنة 1935 في النجف ثم نقلت الى بغداد وتدور موضوعاتها على الفقه والفلسفة والتاريخ والادب والتراجم وفيها مخطوطات ثمينة .القى محاضرة في نادي القلم عن اليزيدية في 24 نيسان 1957 .كتب عن صادق كمونة الاستاذ محمد حديد وقال ان كمونة كان يتصف باخلاق فاضلة وحميدة وانه كان يكن له احتراما كبيرا .في الكتاب صور ووثائق وملاحق اغنت الكتاب واعطته اهمية اضافية .والمؤلف قد بذل جهدا كبيرا وقدم عملا ممتازا الى المكتبة التاريخية العراقية المعاصرة .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)