الجمعة، 29 يوليو 2011

إيمان أكرم البياتي تحصد المركز الثالث في ملتقى القصة القصيرة القطري الأول في صلاح الدين



إيمان أكرم البياتي تحصد المركز الثالث في ملتقى القصة القصيرة القطري الأول في صلاح الدين

حصلت القاصة العراقية الشابة إيمان أكرم البياتي على المركز الثالث في مسابقة القصة القصيرة في ملتقى القصة القصيرة الأول الذي انعقد في محافظة صلاح الدين في قصر الثقافة والفنون في تكريت يوم الـ 25 من شهر تموز 2011 بحضور عدد من الشخصيات الهامة والكتاب والمثقفين العراقيين، وقد شارك في المسابقة 27 قاصا عراقياً من مختلف المحافظات العراقية.
وبذلك تكون الجائزة هي الثانية لإيمان البياتي خلال شهر واحد بعد أن حصلت في 2 تموز على الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها شبكة أنباء العراق في بغداد.

يذكر أن للقاصة مجموعة قصصية مطبوعة تحمل أسم (سمراء بغداد) صدرت مطلع العام 2011 عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع.

التمييز والتمييز العنصري في العراق-عماد رسن‬


التمييز والتمييز العنصري في العراق

إن مشاكل العراق ثقافية أكثر منها سياسية. دعوني في البدأ احدد ماذا أعني بالثقافية. أقصد بالثقافية, حسب مايعرفه علماء الاجتماع والانثروبولوجيا, هو كل الموروث الثقافي الذي يتقاسمه شعب ما, ويتفق عليه إلى حد كبير, ويضم التراث الديني والعادات والتقاليد والقيم والمعايير الخلقية والمواقف تجاه كل شيء. بالنسبة للتراث الديني هو يضم كل ماهو مكتوب وغير مكتوب من أفكار ورموز وتشريعات وقيم ترسخت لتصبح سلوك يومي لدى الأفراد. أما العادات والتقاليد فهي الأعراف والفلكلور التي تتداولها المجموعات من خلال قوانين عرفية أو أمثلة شعبية تنعكس على سلوكيات هؤلاء الأفراد.

كل هذا الخزين يشكل وعي الأفراد فيعطيهم أخلاقهم وسلوكياتهم اليومية من خلال تشكيل طريقة تفكيرهم. أضافة إلى ذلك يرتب لهم المواضيع حسب الأهمية والأولوية في تقييماتهم ومواقفهم تجاه أنفسهم, تجاه الآخر, تجاه العلم, تجاه القانون, تجاه الدين وتجاه كل شيء يكون شغل شاغل لتلك الشعوب. يمكن إختصار الثقافة بأنها تعطي الفرد أخلاقه وتحدد سلوكياته وتصنع له طريقة تفكيره. حسب العلماء هناك أتجاهين في تعريف الثقافة, فمنهم من يقول إنها جوهرية أساسية ولايمكن تغييرها, ومنهم من يقول إنها بنائية تخضع لعوامل الزمن في التغيير أو التحول نحو الأفضل أو الأسوء. لكن هذا ليس في صللب موضوعنا.

قبل يومين دار نقاش بيني وبين أحد الأخوان في أمور السياسة والفساد وسرقة أموال الدولة. تحول النقاش إلى وضع المجموعات والمناطق التي تعيش فيها تلك المجموعات. أحتدم النقاش وأفرز صاحبي بما في جوفه حين قال لي (ان نصف أهالي مدينة الثورة "مدينة الصدر حاليا ً" هم من الحرامية والسراق). حينها عرفت من أي منطقة هو في بغداد, وقلت له ماذنب أجيال تعيش على الفقر هاربة من ظلم وتسلط الإقطاع في جنوب العراق إلى ظلم وتسلط الحكومات المتعاقبة التي كانت تسرق أموال الشعب العراقي. غضبت, ولكن ورغم غضبي لم أستغرب من كلامه وعذرته على مايقوله, فهذا الشيء شائع في العراق وخاصة من قبل مناطق محددة تجاه مناطق أخرى. وأعتقد ليس في العراق فحسب بل أغلب الدول العربية.

إذن هو التمييز على أساس المنطقة والعرق والدين والطائفة, أضافة للتمييز على مستوى الجنس والعمر والوزن واللون والطول والتعليم وحدث ولاحرج. فلازلنا كشعوب عربية, والعراق بالتحديد, نتميز بأكثر أنواع التمييز بدائية وهو التمييز على أساس العرق والدين الذي تجاوزته ثقافات وشعوب كثيرة.

لم يكن التمييز في العراق جديدا ً فهو قديم ومترسخ في المؤسسات الدينية والثقافية والسياسية. فالعشائر العراقية تميز الشخص على أساس الحسب والنسب ولاتقبل ببعض الأشخاص كطالبي زواج أذا كانوا من من مناطق أو عشائر أو مهن معينة وذلك لأنها تنظر اليهم نظرة دونية. أما تمييز أصحاب البشرة السوداء فهو واضح ولايحتاج لدليل, كذلك التمييز ضد الغجر بعتبارهم قوم منبوذين لاأصل لهم يمتهنون مهن غير شريفة. أما قضية عرب وأكراد فحدث ولاحرج. فالعربي يطلق النكات التي تسخر من الكردي ورد عليه الكرد ي بنكات مثلها. ولا يزوج الشخص أذا كان كرديا ً من الكثير من العوائل والعشائر ووصلت إلى أن أحد المراجع القدماء أدعى أن أصل الكرد من الجن فلايجوز تزويجهم. وفي طريقي للسليمانية تعرفت على أحد الركاب الذي كان شابا ً متنورا ً فقال لي أن أخيه البروفسور في الطب رفض طلبه من الزواج بعربية لأنه كان يحمل شعورا ً قوميا ً. فأي نخب يحمل وطننا بين طياته. بالتأكيد هذا لاينطبق على الكل فهناك من هو متزوج من كردية والعكس أيضا ً, لكنه في نفس الوقت التمييز شيء شائع في العراق. وفي أحيان كثيرة يتباها به الفرد بلا خجل.

في السياسية كان النظام السابق يحتكر السلطة في عشائر محددة ومناطق محددة أيضا ً. وكانت النظرة إلى أهل الجنوب نظرة دونية لأنهم كما يُقال (شروكية). وكلمة شروكية تُطلق أيضا ً على أهالي تكريت وسامراء من قبل أهالي الموصل في الشمال من تلك المناطق. وفي نهاياته أختصرها النظام السابق في عشيرة واحدة ومنطقة واحدة, وأصبح العراق كله في نظره شروكية. أما الآن فتُختصر المناصب السيادية على أبناء الفرات الأوسط من شيعة العراق. فأنظر للوزارات ورئاسات الأحزاب والبرلمان ورئاسة الوزراء وهكذا دواليك. فلازال يُنظر إلى أبناء الجنوب العراق وبعض مناطق بغداد نظرة دونية. بل يصل الأمر إلى تقسيم الحوزات. فهناك الحوزة الناطقة كما يسمونها التي تمثل غالبية أهالي الجنوب وترتبط بالطبقة الفقيرة العاملة, وهناك الحوزة الصامتة كما يسمونها وهي ترتبط بالكثير من البرجوازيين والتجار والطبقة الغنية الأسترقراطية. وكان هذا واضحا ً في المواقف المعلنة وغير المعلنة من قبل النخب العراقية وفي جميع المستويات وذلك في المعارك التي دارت في النجف بين القوات الأمريكية و جيش المهدي.

لقد مر العراق في الكثير من المشاكل التي رسخت هذا التمييز من الماضي حتى الوقت الحاضر وساهمت الحكومات المتعاقبة في ترسيخ وزيادة هذا التمييز, كما فعل النظام السابق في تمييز الضباط وإعطائهم أمتازات جعلت منهم أغنياء, وكما قام بتدمير الطبقة الوسطى من نسيج المجتمع العراقي أيضا ً من خلال أهمال الكفائات وتحويل العراق إلى طبقة أغنياء وفقراء. أما الحكومات الحالية بعد السقوط التي تميز بين شيعي وسني في توزيع الوظائف وتقسيم المناصب السياسية. وأصبح هناك عراقيوا الخارج والداخل, والمهجرين والحواسم الذين يسكنون العشوائيات. وزاد هذا التمييز لترتكز الثروة في أيادي ثلة قليلة من السراق جاعلة منهم أغنياء يجولون في سياراتهم الفارهة شوارع بغداد ويصطافون في الدول الغربية وغيرها, تاركين المواطن العراقي يرزح تحت خط الفقر ويعم بين صفوفهم الجهل والأمية. فإذا سرق تكالبوا عليه وقدموه للمحاكمة بتهمة سرقة أموال الشعب. وهم يلبسون الأربطة ويحملون الشهادات ويسرقون بشكل قانوني كرواتب ضخمة أو بشكل غير قانوني من خلال صفقات مشبوهة.

أذن, مشكلة العراق ليست سياسية فحسب, بل هي ثقافية راسخة في جذورنا وسلوكنا وأخلاقياتنا. وهذا يتطلب مجهود وعمل ثقافي يتحمل عبئه المثقفون والعلماء العراقيون وليس السياسيون فحسب. بل يتحمله بشكل كبير رجال الدين الذين يخطبون ولهم سطوة هذه الأيام. فلابد من مشروع جاد يقوده مثقفون عراقييون يدعو للمساوات بين أفراد الشعب العراقي على أساس العرق والجنس والمنطقة. لابد للمثقفين العراقيين من وقفة واضحة وتنسيق مشترك من خلال الجامعات مراكز البحوث ووسائل الأعلام وباقي الطرق كالكتابة والفن وباقي صنوف الثقافة لصياغة ثقافة جديدة يعيش فيها الضعيف بلا تمييز. فالكثير من المشاكل التي نعيشها الآن يرجع أصلها للتميز والنظرة الدونية لللآخر. يقول القرآن الكريم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى, وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, إن الله عليم خبير).

عماد رسن‬
التمييز والتمييز العنصري في العراق

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

طفولة ذهبية










محمد مهدي الجواهري -اختيار المهندس جاسم الشمري


محمد مهدي الجواهري ولد في ( 26 يوليو 1899)وتوفي في ( 1 يناير 1997) شاعر العرب الأكبر(متنبي العصر)، وهو من العراق ولد في النجف، كان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة عربية نجفية عريقة، نزلت النجف الأشرف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري. قرأ القرآن وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي.
نظم الشعر في سن مبكرة‏ وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ،‏ كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية.
صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928). وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين.
استقال من البلاط سنة 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة. في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات الياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً.
بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. كان موقفه من حركة مايس 1941 سلبياً لتعاطفها مع ألمانيا النازية، وللتخلص من الضغوط التي واجهها لتغيير موقفه، غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام). أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي نهاية عام1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا العظمى، واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها. بعد تقديمه الاستقالة علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، الذي توفى بعد عدة أيام متأثراً بجراحه، فرثاه في قصيدتين "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"،اللتان تعتبران من قمم الشعر الوطني التحريضي.
شارك في عام 1949 في مؤتمر " أنصار السلام" العالمي، الذي انعقد في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة الممثلة فيه، بعد اعتذار الدكتور طه حسين عن المشاركة.
شارك في تأبين العقيد عدنان المالكي في دمشق عام 1956 وألقى قصيدته الشهيرة، التي كان مطلعها:"خلفت خاشية الخنوع ورائي وجئت أقبس جمرة الشهداء"ومنح في إثرها اللجوء السياسي في سوريا. عاد إلى العراق في صيف عام 1957 حيث استدعي حال عودته ألى مديرية التحقيقات الجنائية حيث وجهت له تهمة المشاركة في التخطيط لمؤامرة لقلب النظام الحاكم في العراق، فرد عليهم مستهزءاً: ولماذا اشترك مع الآخرين وأنا استطيع قلب النظام بلساني وشعري" وأطلق سراحه بعد ساعات.
كان من المؤيدين المتحمسين لثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية ولقب ب"شاعر الجمهورية" وكان في السنتين الأوليتين من عمر الجمهورية من المقربين لرئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، ولكن إنقلبت هذه العلاقة فيما بعد إلى تصادم وقطيعة، واجه الجواهري خلالها مضايقات مختلفة، فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ سبع سنوات، وصدر له فيها في عام 1965ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة ".
كان من أبرز المؤسسين لاتحاد الأدباء العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، بعد قيام الجمهورية وانتخب أول رئيس لكل منهما. وقف ضد انقلاب 8 شباط 1963، وترأس "حركة الدفاع عن الشعب العراقي" المناهضة له. وأصدرت سلطات الانقلاب قراراً بسحب الجنسية العراقية منه، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، هو وأولاده(ولم يكن، لا هو ولا أولاده، يملكون منها شيئاً).
عاد إلى العراق في نهاية عام 1968 بدعوة رسمية من الحكومة العراقية، بعد أن أعادت له الجنسية العراقية، وخصصت له الحكومة، بعد عودته، راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر، في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس. تنقل بين سوريا ،مصر، المغرب، والأردن، ولكنه استقر في دمشق ب سوريا ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد. كرمه الرئيس الراحل «حافظ الأسد» بمنحه أعلى وسام في البلاد، وقصيدة الشاعر الجواهري (دمشق جبهة المجد» يعتبر ذروة من ذرا شعره ومن أفضل قصائده
غادر العراق لآخر مرة، ودون عودة، في أوائل عام 1980. ‏تجول في عدة دول ولكن كانت اقامته الدائمة في دمشق التي امضى فيها بقية حياته حتى توفى عن عمر قارب المئة سنه، في سوريا وجد الاستقرار والتكريم، ومن قصائده الرائعة قصيدة عن دمشق وامتدح فيها الرئس حافظ الاسد، (سلاما ايها الاسد..سلمت وتسلم البلد). (شاعر العرب الأكبر)، اللقب الذي استحقه بجدارة في وقت مبكر في حياته الشعرية، وارتضاه له العرب اينما كان واينما كان شعره، رغم أن الساحة العربية كانت مليئة بالشعراء الكبار في عصره. فقد حصل على هذا اللقب عن جدارة تامة واجماع مطلق ويؤكد السيد فالح الحجية الكيلاني الشاعر العراقي.في كتابه الموجز في الشعر العربي -شعراء معاصرون(ان الجواهري لهو متنبي العصر الحديث لتشابه أسلوبه بأسلوبه وقو ة قصيده ومتانة شعره)
لهذا طبع شعر الجواهري في ذهن الناشئة من كل جيل مفاهيم وقيما شعرية إنسانية لا تزول. اما التجديد في شعره فجاء مكللا بكل قيود الفن الرفيع من وزن وقافية ولغة وأسلوب وموسيقى وجمال وأداء.
اخر لقاء تلفزيوني مع الشاعر الكبير الراحل كان في تلفزيون الشارقة عام1992، أثناءزيارته لدولة الإمارات العربية لاستلام جائزة سلطان العويس في الإنجاز الأدبي والثقافي،والتي استحدثت لكي تكون لائقة برموز الأدب والثقافة العربية وكان الجواهري أول الحائزين عليها. وفي هذا اللقاء قرأ لأول مرة قصيدته في رثاء زوجته أمونه... وقد حاوره المذبع سفيان جبر في برنامج [ لقاء الأسبوع] وقد بث اللقاء عشرات المرات وعلى مدى سنوات. توفي الجواهري في إحدى مشافي العاصمة السورية دمشق سنة 1997 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين، ونظم له تشييع رسمي وشعبي مهيب، شارك فيه أغلب أركان القيادة السورية، ودفن في مقبرة الغرباء في السيدة زينب في ضواحي دمشق، تغطيه خارطة العراق المنحوتة على حجر الكرانيت، وكلمات:"يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير.."
أقيمت تكريماً له احتفالية ضخمة في إقليم كوردستان العراق عام 2000 بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده وتم وضع نصبين عملاقين له في مدينتي أربيل والسليمانية نفذهما النحات العراقي المغترب في سويسرا سليم عبد الله.
موسوعة
وكيبيديا

الإنسان إنسان حتى لو كان من افريقيا-عماد رسن


الإنسان إنسان حتى لو كان من افريقيا

2011-07-25

عماد رسن
يقال في علم الانثربولوجيا أن موطن الإنسان الأول كان في افريقيا, ومن ثم أنتقل قبل خمسة وثمانون الف سنة إلى القارتين الاوربية والآسيوية عبر الشرق الأوسط في أول هجرة جماعية كبيرة. فكلما أقترب الإنسان من الأجواء الباردة صارت بشرته أكثر بياضا ً حيث يبدأ يفقد اللون الأسود الذي كان يحمية من أشعة الشمس الضارة التي قد تصيبه بأمراض سرطانية. ويقال أيضا ً بأن الكثير من الأدوات التي طورها الإنسان البدائي كانت في أفريقيا قبل أكثر من مئتي ألف سنة قبل أن ينتقل إلى القارات الأخرى. أما افريقيا اليوم فهي تعيش الفقر والجوع والجهل الذي يخيم عليها, وبالخصوص موجة الجفاف الأخيرة التي تضرب شرق القارة في المنطقة المحصورة بين كينيا والصومال. يقول الخبراء بأن هذه الكارثة هي الأسوء منذ ستين عاما ً, حيث تهدد نصف مليون طفل بالموت مالم تقدم لهم المساعدات العاجلة. يمشي الآلاف سعيا ً للوصول لآبار المياه من أجل أطفالهم وماشيتهم أياما ً عديدة ويموت في الطريق من يموت ليصبح طعاما ً للطيور الجائعة. أما العالم فأنه ينظر بعين العطف ويده الطويلة لاتصل لجيبه الذي يمكن أن يحل المشكلة.
لقد كانت أفريقيا مصدرا ً لموارد الدول الصناعية وقبلها مصدرا ً مهما ً لجلب العبيد نحو أوربا وأمريكا وشبه الجزيرة العربية. وإلى الآن يعامل الافارقة على انهم بشر من الدرجة الثانية في الكثير من الدول وأولها الدول العربية التي تستغلهم أسوء إستغلال وبالخصوص الخادمات الواتي يجلبن على شكل عمالة أجنبية. فالنظرة لهم نظرة دونية حيث يفرقون عن باقي البشر في التعامل بعيدا ً عن التعامل الإنساني الذي أوصت به الشرائع السماوية والاديان والفلسفات الأخلاقية المختلفة. حتى التعامل مع الكوارث الإنسانية يكون بشكل إنحيازي فيلاحظ المرء الفرق الواضح في المساعدات المقدمة لليابان في التسونامي الأخير ومايحدث من كارثة إنسانية في شرق افريقيا. شيء جميل أن تقدم المساعدات لليابان من كثير من الدول فاليابان بلد سباق في تقديم المساعدات لدول العالم المحتاجة, ولكن أن يتم الكيل بمكيالين تجاه بشر من نفس النوع مع إختلاف اللون فهذه كارثة أخلاقية.
لقد قدمت الدول الغنية, الغربية بالخصوص, مساعدات من أجل معالجة الوضع هناك ولكن لم يسمع أحد عن تقديم دول عربية لمساعدات إنسانية. بالرغم من أن بعض الدول العربية قدمت المساعدات لليابان كالعراق ولبنان. إن أقل من مليارين تكفي لإنقاذ حياة نصف مليون إنسان من تلك المجاعة الرهيبة, وإلى الآن لم يوفر سوى نصف المبلغ لذلك حسب تقارير الأمم المتحدة. إن هذا المبلغ ليس بالكبير للكثير من الدول الغنية التي تمتص دماء الدول الفقيرة من خلال إستغلال مواردها الطبيعية أو من خلال إستغلال حصصها في طرح ثاني أوكسيد الكاربون في الجو من أجل زيادة الإنتاج. حتى أن هذا المبلغ غير كثير على الكثير من الدول العربية التي تشتري الأسلحة بمليارات الدولارات. المشكلة هي أن الدول تدور حيث تدور مصالحها وبعض الدول, العربية منها طبعا ً, تدور في إطار ديني وطائفي بحت حين يكون الموضوع موضوع مساعدات إنسانية. إن الدائرة الأوسع هي الدائرة الإنسانية والتي يجب أن تكون منطلقا ً لتقديم المساعدات من قبل الكثير من الدول ومنها الدول العربية.
لكن ومن جانب آخر, لابد أن لايستغل الوضع في تلك الأماكن الفقيرة من أجل التأثير على المحتاجين هناك لتغيير ديانتهم. فالكثير من المنظمات الإنسانية خلفها اجندات دينية أو طائفية أو سياسية مستغلة الوضع الحرج الذي يعيشه هؤلاء الناس الجياع. يقول قسم كبير من الباحثين أن الإستعمار الغربي كانت خلفه عقلية مسيحية تبشيرية من خلال تواطئ الكنيسة الكاثوليكية مع المشروع الإستعماري الغربي قبل أكثر من مئتي عام في أفريقيا. أما الآن فهناك صراع محموم بين حملات تنصير مسيحية ومجموعات تسعى لإسلمة مجموعات في أفريقيا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو التعليم أو بناء المدرس والجوامع لها.
إن تقديم المساعدات لابد أن لايقتصر في توفير المال لشراء الطعام بل يتم من خلال توفير سبل التعليم ونشر الوعي الصحي والمساعدة في بناء البنى التحتية فذلك يقطع الطريق بلا شك أمام الإستغلال الذي تمارسة بعض المنظمات تحت المسميات الإنسانية. لابد أن يكون الدافع الإنساني هو المحرك في تقديم المساعدات وإنقاذ تلك المجموعات من الهلاك فالإنسان إنسان إينما حل وكان إن كان في اليابان أو افريقيا. إن أي تجاهل لهكذا كوارث هو وصمة عار في جبين الدول التي تملك المال ولاتقدم المساعدات, بل هي وصمة عار في جبين البشرية جمعاء أن يموت بشر من الجوع وتفرش موائد يتخم بها الأثرياء في الكثير من الأماكن في العالم لا لشيء سوى لأن أولئك البشر من لون آخر

الاثنين، 25 يوليو 2011

تذكرة... / سليمان دغش-اللوحة غالب المسعودي



تذكرة... / سليمان دغش
بِلا تَذْكرهْ...
أَعودُ إِلَيْك ِ
أُعَبِّئُ صَدْرِيَ بالياسَمين ِ
وَتَغفو عَلى ساعِدي قُبَّرهْ
بِلا تَذْكرهْ
أَعودُ إِليْك ِ
أَنا شَهْوَةٌ لا تَنامُ
أَنا عَطَشُ الكَرْمِ للدّيَمة ِ المُمْطِرَهْ
فَلا تَحْرميني
حَنانَ الرَّوابي...
وَكوني ليَ
الأَرْضَ
والرَّوْضَ
كوني ليَ المَقْبَرَهْ
بِلا تَذْكرَهْ
أَعودُ إِلَيْك ِ
أَنا لَوْعَةُ الياسَمين ِ
جَوى النَّازِحين
وَفاءُ
الحَمائِم ِ
للقَنْطَرَهْ
حَمَلْتُ لَك ِ البَدْرَ
فانتَظِريني
أَعودُ مَع الليْلَة ِ المُقْمِرَهْ
بِلا تَذْكرَهْ
أَعودُ إِلَيْك ِ
وَحينً تُسَدُّ بِوَجهي الجُسورُ
اعذُريني
دِمائي
تَصيرُ
هِيَ
التَّذْكَرَهْ
( من ديوان : " هويتي الأرض " إصدار مؤسسة الأسوار-عكا )

السبت، 23 يوليو 2011

سريالية من نوع خاص













سريالية من نوع خاص

الهوية الثقافية العربية في زمن العولمة-عماد رسن


الهوية الثقافية العربية في زمن العولمة
عماد رسن


منذ بداية تسعينيات القرن الماضي برزت، بشكل جلي ومطرد، ظاهرة العولمة بشكل لايمكن تجاهله أو حتى تجنبه بأي حال من الأحوال. من أبرز مظاهر هذه الظاهرة وأكثرها تطورا ً وتأثيرا ً، على حد قول عالم الإجتماع البريطاني (أنطوني جيدن) هي ظاهرة التواصل والإتصال بجميع أشكاله، على مستوى الأفراد والمجتمعات، وتقنية المعلومات، ووسائط النقل السريعة. فكانت النتيجة أن ارتبط كل ماهو محلي بما هو عالمي، لتنشأ شبكة جديدة من العلاقات تتخطى حدود الدولة، مما خلق نوع جديد من الوعي لدى الإنسان إطاره عالميا ً أكثر منه إطارا ً محليا ً.

فزاد إعتماد الأفراد على بعضهم البعض في علاقاتهم عالميا ً، وكذلك الدول أصبحت تعتمد على بعضها أكثر من ذي قبل في علاقات إقتصادية ونظم إجتماعية معقدة بمساعدة التكنلوجيا. يضيف (جيدن)، أن مفهوم الدولة أصبح أقل أهمية من قبل، وكذلك مفهوم الزمان والمكان في مواجهة الرأسمالية، والتكنلوجيا، والديمقراطية.
من هذا المنطلق أصبحت الهويات الثقافية، وفي مقدمتها الهوية الثقافية العربية، مهددة بالإنقراض أمام الثقافات الأخرى التي تتميز وتتسلح بعناصر بنيوية قوية مستمدة من عصر الحداثة وما بعد الحداثة، حيث تتوفر فيها قابلية الحركة والتغيير والتكيف من دون أن تفقد عناصرها الأساسية التي بنيت عليها.
إن ثقافتنا العربية التي تعطينا هويتنا قائمة على عناصر تقليدية تعتمد في بنيتها على علاقات ذات طابع تقليدي(traditional) لمجتمع بدوي أو ريفي وعلى الأكثر مجتمع ريفي ذكوري إلى حد كبير يعيش في المدينة. فنظمنا الإجتماعية قائمة على أساس قبلي عشائري وعلى الأقل مناطقي تستمد وتعتمد في بقائها على النظام الأبوي، وتجتر الماضي في كل أزماتها. فثقافتنا تعتمد في عناصرها الأساسية على موروث ماضوي ملتزم بالتقاليد والتي لايريد أن يغيرها، و يرتبط بالغيب والخرافة بشكل كبير.
أنا لاأريد أن أضع كل الدول العربية في سلة واحدة، فهذا خطأ كبير، ولكن هذا مايميز الثقافة العربية، في عناصرها العامة، في أغلب الدول العربية. فهناك توجد أيضا ً هويات مختلفة في كل الدول العربية، فمنها هويات وطنية ودينية وإثنية مختلفة، مهددة بالذوبان أمام الثقافة الغربية. فالهوية الثقافية الإثنية لمجموعة من البشر حسب (إركسون) هي تصور لمجموعة من الناس بإنهم ينتمون لبعضهم كشعب واحد، لهم تاريخ وتقاليد وخبرة مشتركة تجعها رموز ثقافية ثابتة ذات مرجعية ثابتة ومحددة. ولكن، هل توجد ثقافة عربية واحدة؟ بالتأكيد توجد هناك ثقافات متعددة مختلفة بشكل متمايز لكنها تعود في جذورها للثقافة العربية، ذات هوية محددة إلى حد ما. وكما يقول (ويل كمليكا) أن الثقافة تعطي للإنسان معنى الحياة والوجود، وتزوده بطريقة التفكير.
أما الثقافة الغربية فتعتمد على عنصر عقلاني (rational) ذات هدف محدد نشأ مع الثورة الصناعية في أوربا قبل ثلاثة قرون. لقد كيفت الثقافة الأوربية نفسها لتبقى بإندماجها مع الرأسمالية إقتصاديا ً والديمقراطية سياسيا ً، لتصل عصر ما بعد الحداثة والذي يقوم على أسس التغيير في كل شي، فلا يوجد شيء ثابت سوى أن كل شيء قابل للتغير. وعلى هذا الأساس إتجهت المجتمعات الأوربية نحو تعدد وتنوع الثقافات من خلال الإنفتاح الحضاري لتتجنب الإنقراض المحتم مع الإنغلاق. إن مفهوم الهوية في عصر مابعد الحداثة، والذي يمتطي ظاهرة العولمة، متغير ومتلون يستوطن كل أرض متكيفا ً مع ثقافتها المحلية. إن الثقافة الغربية تعتمد على المستقبل في إكتساب هويتها ولاتنظر للماضي كخزين تاريخي.
أعود لظاهرة العولة التي يعرفها (جيرارد ديلنتي) بأنها ملتقى لثقافات متعددة تقل بها أهمية المكان، ويعبر هذا اللقاء عن نفسه من خلال الصراع أو الإنصهار لينتج ثقافة جديدة أكثر عمومية وشمولية تنهار بها التفاصيل التي تضمنتها الثقافات المنصهرة، هذا في وجه العولمة السلبي. أما في وجه العولمة الإيجابي فالعولة تتجه نحو الإندماج والتجانس بين الثقافات. وعلى هذا الأساس ستواجه الثقافات التقليدية تحديا ً جديدا ً من خلال فرض قيم الثقافات الحديثة والتي تمر من خلال العموميات كحقوق الإنسان أو الحفاظ على البيئة.
بإختصار شديد، تقع علينا كعرب مسؤولية كبيرة، ليست ثقافية بقدر ماهي مسؤولية أخلاقية أمام أجيالنا القادمة في الحفاظ على هويتنا الثقافية العربية (بالطبع لاأقصد الهوية القومية العربية). وأفضل سبيل لذلك هو الإنفتاح وعدم التقوقع، فالإنفتاح يخلق فرص النفاذ والبقاء على قيد الحياة، أما التقوقع فيخنق ثقافتنا وينهيها كما إنتهت الكثير من الثقافات على مر العصور. إن مجتمع متعدد الثقافات قائم على إحترام حقوق الإنسان لهو السبيل الوحيد للحفاظ على ثقافتنا. والجميل في الأمر إن ديننا الإسلامي يحث على التواصل والإنفتاح على الآخر. يقول الله في القرآن الكريم (يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا ً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير).

imad_rasan@hotmail.com
الإثنين 30 أغسطس

الجمعة، 22 يوليو 2011

لا ننام والسلام -كاظم فنجان الحمامي

لا ننام والسلام


جريدة المستقبل العراقية في 20/7/2011

كاظم فنجان الحمامي

لسنا ممن يرون في النوم مضيعة للوقت, مثل العبقري الكبير (ليوناردو دافنشي), الذي كان يكتفي بالنوم عشرين دقيقة كل أربع ساعات, ولا مثل (نابليون بونابرت), الذي كان ينام أربع ساعات في اليوم وحسب, ولا من الذين يسهرون الليالي طلبا للمعالي, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الأقوام المستقرة, التي ترى في النوم محطة ليلية للاسترخاء, وفرصة لاستعادة طاقات البطاريات الحيوية في أجسامهم المتعبة, وإعادة شحنها معنوياً وبدنياً, كي يستيقظوا في الصباح الجميل, ويسعوا في مناكبها بعضلات قوية, وأرواح مفعمة بالنشاط, فنحن لا ننام والسلام.

ولسنا من أبناء مدينة (سالونيكا) اليونانية, المدينة التي لا تعرف النوم. ولا من أبناء (هونغ كونغ) الساهرة على أضواء القناديل, ولا من المدن الصاخبة التي لا ترقد بالليل, ولا تهدأ بالنهار كطوكيو, وبيروت, وباريس, والقاهرة, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من النماذج البشرية الرقيقة, التي تخشى الكوابيس, وتنزعج من الأحلام المرعبة, ولا من الأقوام التي تخاف من العفاريت والجن, ولا من الأقوام التي يقلقها الأرق, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الجماعات التي تهوى السهر على ضوء القمر, ولا من رواد الملاهي الليلية, الذين ينامون النهار ويستيقظون حتى الصباح في الليالي الملاح, فنحن لا ننام والسلام.
ولسنا من الذين غادر الكرى جفونهم حزنا وكمدا على فراق الأحبة, فنحن نعيش خارج التغطية, غرباء في أوطاننا, تعساء في ديارنا منذ زمن بعيد, ونرزح خلف قضبان سجن كبير, ولا ننام بسلام.
ولسنا ممن يحرسون بيوتهم وممتلكاتهم في الليل, تحسبا لهجمات اللصوص والغزاة والحرامية, فنحن لا نملك من حطام الدنيا شيئا, ولصوصنا يسرقون في النهار, لكننا لا ننام والسلام.

ولسنا هنا بصدد الحديث عن رواية جديدة مكملة لرواية إحسان عبد القدوس (لا أنام), لكننا أردنا التلميح عن بعض فصول مأساتنا النابعة من واقعنا المر المعاش, بعد أن طار النعاس من عيوننا, وصرنا لا نعرف النوم بالليل ولا بالنهار, ولا ننام مثل بقية الكائنات من الجن والإنس في أقطار السماوات والأرض, ربما لأنهم يتفوقون علينا حضارياً في المعايير الكهربائية والأمبيرية والفولتية, وعندهم فائض كبير في الميغاواطات, فلا تتعجبوا ولا تندهشوا, فنحن لا نهجع ولا ننام, وانقطعت علاقتنا بالسرير والفراش, ونسينا شكل المخدة, وصارت عندنا مناعة ضد أقراص الفاليوم. .
أما إذا أردتم أن تعرفوا لماذا لا ننام ؟؟.

الأربعاء، 20 يوليو 2011

علي الوردي



علي الوردي


هو علي حسين محسن عبد الجليل الوردي ... ولد في بغداد ، حي الكاظمية في عام 1913 من عائلة متوسطة المستوى المعيشي، حيث عمل أبوه عطاراً في الكاظمية ، وقد شارك الوردي أباه في عمله هذا حينما ترك الدراسة التقليدية (الكتاتيب) التي كان قد التحق بها كعادة معظم أبناء جيل تلك المرحلة ولقلة المدارس النظامية ... وقد كان العراق وقتها جزءاً من السلطنة العثمانية وبعد إنهيار حكم السلطنة في العراق بعد دخول القوات البريطانية إليه إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918) ، فقد عاد الوردي إلى الدراسة ولكن هذه المرة من بابها الواسعة ، حيث دخل مدرسة نظامية وهجر دراسة الكتاتيب ...

يجد الوردي في إنهيار حكم الدولة العثمانية في العراق والمنطقة أفقا وفتحا جديدا أدخل معه الكثير من مدخلات الحضارة إلى العراق ومنها إنتشار هذا النوع من التعليم الحديث ، والذي لولاه لكان الوردي عطارا مثل أبيه كما ذكر ذلك في أكثر من مناسبة ...

عمل الوردي معلما لمدة سنتين بعدها بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية ، سافر بعدها ليدرس في الجامعة الأمريكية في بيروت ، ثم جامعة تكساس في أميركا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في علم الإجتماع ، ثم تحصل في عام 1950 على الدكتوراه من نفس الجامعة ونال تكريم حاكم الولاية شخصيا بعد أن تفوق بإمتياز ...

عاد إلى العراق بعد تخرجه وعمل بقسم علم الإجتماع في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الإجتماع في العراق ... تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب "أستاذ متمرس" في جامعة بغداد وهو لقب يمنح للمتفردين في تخصصاتهم وطول مدة خدمتهم ... تقاعد عن التدريس في عام 1972 ، وهو في أوج عطائه العلمي، وتفرغ للتأليف وإلقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره في بغداد ...

كانت معظم طروحاته التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة في بغداد ، الأمر الذي دعى بها إلى التضييق عليه تدريجيا وإبتداءا من سحب لقب أستاذ متمرس المشار إليه ووصولا إلى سحب معظم كتبه من المكتبات وحضرها على القراء بداعي ما أسموه "السلامة الفكرية" ، ومرورا بمحاولات تهميشه وإفقاره ماديا وهو ما آل إليه حاله حيث مات في شهر تموز عام 1995 ، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وعلى نفقة السلطات الأردنية كما أشيع وقتها ، وقد أقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضره من المشيعين ...

إستفاد الوردي من طروحات إبن خلدون كثيرا وأعتبره منظر حقيقي ودارس متمعن للمجتمع العربي في تلك الفترة ، وكان إبن خلدون موضوع إطروحته للدكتوراه ...

من أشهر مؤلفاته :

وعاظ السلاطين
http://www.4shared.com/file/107405624/9ba0e2d0/__-__.html

مهزلة العقل البشري
http://www.4shared.com/file/107405666/11c246f8/_____.html


منطق إبن خلدون
http://www.4shared.com/file/107409314/fc90cc40/___-____.html


خوارق اللاشعور
http://www.4shared.com/file/107405800/a4656941/____.html


إسطورة الأدب الرفيع
http://www.4shared.com/file/107411194/cf199379/_2_______.html


شخصية الفرد العراقي
http://www.4shared.com/file/107410439/f530a2c0/___online.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الأول
[url]http://www.4shared.com/file/107406254/c15d7325/_______.html
[/url]

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الثاني
http://www.4shared.com/file/107406278/fadd5d8c/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الثالث
http://www.4shared.com/file/107406306/53e68c7b/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الرابع
http://www.4shared.com/file/107406402/51c45ee7/_______.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء الخامس
http://www.4shared.com/file/107409498/38b01ce6/______5.html

لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث ... الجزء السادس
http://www.4shared.com/file/107406590/6fcaeeb5/______6.html