الجمعة، 15 أبريل 2011

د.علي عبد الامير صالح -واصدارات جديدة



عن دار المدى صدرت رواية دلتا فينوس للكاتبة اناييس نن ترجمة الدكتور علي عبد الامير صالح,كما صدرت عن المؤسسةالعربية للدراسات والنشر للروائي والقاص والمترجم د. علي عبد الامير صالح رواية خميلة الاجنة وكذلك عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر صدرت مجموعة قصصية بعنوان يمامة الرسام للدكتور علي عبد الامير صالح ............... الدكتور علي عبد الامير صالح في سطور ...مواليد الكوت 1955 .خريج كلية طب الاسنان / جامعة بغداد .بدأ يكتب ويترجم منذ منتصف السبعينات في القرن الماضي الكتـــب المنشورة.حفلة القنبلة – رواية مترجمة – للكاتب البريطاني ( غراهام غرين – بغداد 1989 )طبل من صفيح – رواية مترجمة – للكاتب الألماني ( غونترغراس – بغداد 2000 قط وفأر – رواية مترجمة – للكتاب الألماني ( غونتر غراس – بغداد 2001 ) الهولندي الطائر – مجموعة قصصية ( تأليف ) دمشق 2000 المـخطوطات: قل لي كم مضى على رحيل القطار – رواية مترجمة للكاتب الامريكي الزنجي جمس بولدوين.البحيرة – رواية مترجمة – للكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا .مخيلة الاجنة – رواية ( تأليف ) موسيقى وحشية – مجموعة قصصية ( تأليف ) جبل السحر – رواية مترجمة – للكتاب الألماني توماس مان

الأربعاء، 13 أبريل 2011

عمر الخيّام


عمر الخيّام
________________________________________
شكلت الطبعات المتوالية لترجمة رباعيات الخيام, منذ الستينيات في القرن التاسع عشر, انقلاباً واضحاً في الثقافة الأوروبية والعالمية, وتجاوزت تأثيراتها الحياة الثقافية إلى الحياة الاجتماعية العامة, وانتقلت من اللغة الانجليزية إلى اللغات الاخرى بشكل لم يسبق له مثيل, وقيل ان الاعداد الخيالية للنسخ المطبوعة تجاوزت كل نسخ الكتب الاكثر شهرة باستثناء الانجيل, وليس غريباً ان تترك تأثيراً على حركة التجديد في الشعر الاوروبي عامة, وفي الشعر الانجليزي المكبل بالقيود الكلاسيكية وتقاليد العصر الفيكتوري, وفاضت شهرة الخيام لترفع اسم مترجم الرباعيات ادوارد فيتزجيرالد إلى الصف الأول بين اعلام الادب الانجليزي.

والسبب الأول في هذه (المعجزة) هو ما تحمله هذه الرباعيات ولهذا اقبل على قراءتها حتى اولئك الذين لاتربطهم بالقراءة اية علاقة, واذا كان الخيام قد اخذ لقب الحكيم في الثقافتين الفارسية والعربية, فان الأوروبيين اعطوه لقب (ملك الحكمة), واختطف الاضواء من شيكسبير لفترة طويلة, ولكن اعادة اكتشافه في الثقافتين الفارسية والعربية, اللتين ينتمي اليهما الخيام, تأخرت اكثر من نصف قرن عن اكتشافه في أوروبا والعالم, وعسى ان يكون نصف القرن, هذا, هو الفرق الزمني الحضاري بين الغرب والشرق, وليس أكثر.

حياة الخيام

في نيسابور عاصمة خراسان ومدينة العلم والمعرفة, وفي منتصف ربيع عام 1048 ميلادية ـ حسب تقديرات المؤرخين ـ ولد غياث الدين أبو الفتح عمر بن ابراهيم الخيام, الحكيم والشاعر والفلكي وعالم الرياضيات, الذي ظلت شهرته محدودة ومرتبطة بانجازاته العلمية, ولم يكتشف العالم سر عبقريته الشعرية في رباعياته الا بعد سبعمئة وثلاثين عاماً من وفاته في نيسابور عام 1131 ميلادية.

كان الخيام يجيد اللغة العربية, ويكتب بها, وله بالعربية كتاب (الجبر والمقابلة), وقد ترجم إلى الفرنسية عام 1851, اي قبل ترجمة الرباعيات إلى الانجليزية بسنة واحدة, ولكن بعض الدارسين يقولون انه عربي الاصل, حيث انتشرت القبائل العربية شرقاً بعد الفتوحات الاسلامية, ولهذا يقولون انه متأثر في شكل ما في رباعياته بشعر المعري الذي يسبقه بنحو خمسين عاماً.


الخيام عالماً

تلقى الخيام علومه في نيسابور ثم رحل إلى سمرقند لمتابعة دراسة الجبر, وبرزت موهبته في علم الفلك, فاستدعاه السلطان السلجوقي ملك شاه لتعديل التقويم, وكلفه ببناء برج فلكي في اصفهان, حيث عمل فيه مع عدد من العلماء, وجاءت جهوده العلمية لتكمل الجهود التي بدأها البيروني بعد وفاته, وكانت انجازات الخيام في مجال الرياضيات أساساً لتطويرها في القرن التاسع عشر الميلادي, فقد اوجد طريقة هامة لاستخراج جذور الارقام, وعالج لأول مرة مسائل التكعيب في الجبر, وتمنى ان يكمل الذين يأتون بعده الحلول التي وصل اليها, وكان الخيام مشغولاً بالمسلمات الرياضية التي اثارت اهتمام العلماء العرب والمسلمين, وشعر بأن نظريات اقليدس غير كافية, في مجال النسبة, وانجز نظاماً للأرقام أكثر اتساعاً من نظام الاغريق.

قبل اكتشاف الرباعيات

ظلت رباعيات الخيام موزعة في المخطوطات المختلفة في الشرق والغرب, وجاء الاختلاف كالعادة من سوء نوايا الناسخين أو تعصبهم, حيث يضيفون أو يحذفون ما يريدون, ولكن العدد الذي وصل من هذه الرباعيات إلى الغربيين كان كافياً لادهاشهم, وكانت صلة الباحثين والمؤلفين والقراء الغربيين قد بدأت منذ دخول العرب إلى الاندلس, حيث كانت الموشحات وقصص الحب العربية ذات اثر واضح على الشعر الاسباني والفرنسي في بداية القرن الثامن, وفي أول القرن الثامن عشر نقل انطوان غالان مختارات مكثفة من الف ليلة وليلة إلى الفرنسية, ثم ترجمت إلى اللغات الأوروبية الاخرى وتركت اثارها على اعمال فولتير وغوته وعدد كبير من الادباء الاوروبيين,

كما ظهرت تأثيرات ترجمة اشعار حافظ الشيرازي والمعلقات السبع العربية على اعمال غوته وبشكل خاص في (الديوان الشرقي للمؤلف الغربي), ولم تنته حكايات شهر زاد حتى اليوم في المؤلفات والأعمال الابداعية الغربية.


حكايات عن الخيام

ارتبطت بعبقرية الخيام حكايات نادرة حدثت معه أو بعد وفاته, وقد التقط الباحثون بعضاً من هذه الحكايات, ومنها:

ـ اجتمع ثلاثة من الطلاب الدارسين لدى الامام موفق الدين النيسابوري في جامعة خراسان وهم عمر الخيام ونظام الملك والحسن بن الصباح, وكانوا يراجعون دروسهم في غرفة خاصة, وهم يدرسون العلوم الدينية واللغة والهندسة والرياضيات والمنطق والعلوم واللغة الاغريقية والفلك.

وفي احد الايام قال الحسن ابن الصباح: دعونا نتعاهد على ان من يصل إلى الوزارة من بيننا نحن الثلاثة يساعد صديقيه الآخرين على الوصول إلى المراكز العالية.

ومرت الايام وصار نظام الملك وزيراً في بلاط الب شاه, فزاره الصديقان القديمان عمر الخيام والحسن بن الصباح, ولكن الخيام لم يطلب مركزاً في البلاط, ولكنه كان يريد الاهتمام بأعماله العلمية, فلبى له نظام الملك رغبته وحدد له منحة سنوية بألف ومئتي مثقال ذهبي, اما الحسن بن الصباح فقد حاول منافسة الوزير لدى السلطان, لكن المنافسة انتهت بخصومة شديدة, ثم هرب الحسن, وتحول بعد ذلك إلى قائد مشهور من قادة فرقة الحشاشين التي نظمت حملة من الاغتيالات السرية المنظمة للخصوم.

وكان احد ضحاياها الوزير نظام الملك نفسه, بينما كان الحسن بن الصباح يحتل (قلعة الموت) ويذكر فيتزجيرالد في مقدمته للرباعيات ان نظام الملك كان قد اعتاد ان يردد في حياته بعض العبارات من رباعيات صديقه الخيام, وكانت آخر كلماته عند اغتياله, وقبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة: (يا الهي (انني امضي في قبضة الريح) وقد استعار هذا القول من الشطر الرابع من رباعية الخيام التي يقول فيها:


(جئت كالماء وكالريح أمضي).

زار الخيام بلدة فسمع اهلها يشكون من كثرة اسراب الطيور التي تحوم فوقهم وتلقي ذرقها فوق رؤوسهم وثيابهم, فصنع الخيام لهم تمثالا من الطين لطائر كبير, ونصبه في مكان عال يطل على البلدة, فهاجرت اسراب الطوير خوفا من هذا الطائر الجارح.

بعد وفاة مترجم رباعيات الخيام فيتزجيرالد بنحو عشر سنوات تأسس في لندن ناد يحمل اسم عمر الخيام, وكانت مهمته تنحصر في الدعوة الى المزيد من الاهتمام بأعمال الخيام ورباعياته, وزيارة قبر مترجمه ادوارد فيتزجيرالد, كما وجه رسالة الى الشاه يطلب فيها صيانة قبر الخيام في نيسابور وتجميل موقعه بزراعة انواع الزهور من حوله.

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

مقالي محجوب في السعودية! / بلقيس الملحم *-

مقالي محجوب في السعودية! / بلقيس الملحم * في المدرسة علمونا بأن الذي لا يصلي جماعة في المسجد فهو: منافق! أبي كان واحدا منهم.. وبأن شارب الدُّخان: فاسق! أخي محمد كان واحدا منهم.. وبأن المسبل لثوبه: اقتطع لنفسه قطعة من نار! أخي طارق واحدا منهم.. وبأن وجه أمي الجميل: فتنة! لكن لا أحد يشبه أمي. وبأن أختي مريم التي تطرب لعبدالحليم: مصبوب النار المذاب في أذنها لا محالة! لقد فاتني أن أقول لهم بأنها أيضا تحبه. فهل ستحشر معه؟ أظنهم سيحكمون بذلك.. وبأن جامعتي المختلطة وكرا للدعارة! رغم أنها علمتني أشرف مهنة وهي الطب! وبأني أنا, الساكتة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: شريكة في الإثم والعقاب! وبأن صديقتي سلوى التي دعتني لحفلة عيد ميلادها: صديقة سوء! وبأن خادمة منزلنا المسيحية : نجسة! وزميلتي الشيعية: أكثر خُبثا من اليهود! وبأن خالي المثقف: علماني! وعمي المتابع بشغف للأفلام المصرية: ديُّوث! لكني اكتشفت بأن أبي أطيب مخلوق في العالم. كان يقبلني كل ليلة قبل أن أنام. ويترك لي مبلغا من المال كلما سافر من أجل عمله. أخي محمد وطارق كانا أيضا أكبر مما تصورته عنهما. محمد يرأس جمعية خيرية في إحدى جامعات أستراليا. وطارق يعمل متطوعا في مركز أيتام المدينة كمدرب للكراتيه. أما أختي مريم فقد تفرغت لتربية أختي التي تصغرني بأربع سنوات بعد وفاة أمي وحرمت نفسها من الزواج من أجلنا. أمي؟ يكفي أنها تلتحف التراب وأبي راضٍ عنها! جامعتي المختلطة؟ كونت لي أسرة سعيدة بزواجي من رئيس قسم الجراحة. ومن خلالها ربيت أطفاله الثلاثة بعد فقد والدتهم. أما كيف أقضي وقت فراغي؟ فكانت صديقتي سلوى هي المنفذ الوحيد لي. لقد تعلمنا سويا كيف نغزل الكنزات الصوفية. وندهن العلب الفارغة لبيعها في مزاد لصالح الأسر المحتاجة. أختي مريم أيضا كانت تدير هذا البزار السنوي. ماذا عن خادمتنا؟ أنا لا أتذكر منها سوى دموعها الرقراقة. يومها أنقذتنا من حادث حريق كان سيلتهمني وأخوتي بعد أن أصيبت هي ببعض الحروق! زميلتي الشيعية؟ هي من أسعفتني أثناء رحلة لحديقة الحيوانات. يومها سقطت في بركة قذرة للبط. فلحقت بي وكُسرت ذراعها في الوحل من أجلي. أما خالي عدنان. فقد أعتاد أن يقيم سنويا في القاهرة حفل عشاء خيري لصالح الأيتام. كان عازفا حاذقا للعود. وكان الناس يخرجون من حفلته خاشعين! عمي؟ هو من بنى مسجدا وسماه باسم جدتي الكسيحة وأنا؟ لا أزال أسأل: لماذا يعلمونا أن نَّكره الآخرين؟! الشمس والظلام. كلاهما لايحتاجان إلى دليل قطعي على ثبوتهما! * شاعرة وكاتبة من السعودية

الأحد، 10 أبريل 2011

التوريث المنوي عند العرب-كاظم فنجان الحمامي


التوريث المنوي عند العرب

كاظم فنجان الحمامي

سارت الخلافة الراشدية بين الشورى والاستخلاف في مسارين متقاربين متوازيين, فالخلافة إما أن تكون بالشورى, حيث يجتمع أهل الحل والعقد على رجل صالح, أو بالاستخلاف وتطبيق منهاج النبوة, حيث يستخلف الحاكم رجلا صالحا, وهذا هو النهج الذي اعتمدته الأمة في مرحلة الخلافة الراشدية, وهي المرحلة التي شملها الحديث الشريف, الذي رواه (سفينة) مولى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, يقول: (الخلافة ثلاثون عاما, ثم يكون بعد ذلك الملك), رواه أحمد, وأبو داود, والترمذي, وأبن حبان, وقالوا عنه (حديث حسن), وهذا هو نظام الحكم العادل, والمسار الصحيح الذي انحرفت عنه الحكومات العربية والإسلامية, فجنحت نحو تطبيق متوالية التوريث المنوي من الأب إلى الابن, ومن الابن إلى ابن الابن, إلى ابن ابن الابن, وكان الملوك والسلاطين والأمراء يتأرجحون في بندول السلطة بين المبدأ القائل: (لن اترك الحكم حتى الموت), والمبدأ القائل: (لا حكم من بعدي إلا لولدي),

فانحصر السلطان في قبضة أجيال وأجيال ينتمون إلى أسرة واحدة, تداول رجالها الحكم بالتعاقب من الآباء إلى الأبناء إلى الأحفاد, من دون الرجوع إلى أهل الحل والعقد, حتى اتسع البون بين الخلافة والملك, وتشبث رؤساء العوائل المالكة بصولجان الحكم, ولم يتنازلوا عنه لغيرهم إلا بالحروب والانقلابات والدسائس والمؤامرات والاغتيالات, ثم انتقل الحكم إلى أطفال ومراهقين دون سن الرشد, لا تتوفر فيهم الكفاءة ولا الصلاحية, والشواهد التاريخية على أمثال هؤلاء كثيرة, ومثبتة في سجلات الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والادريسية والحمدانية والسلجوقية والبويهية والعثمانية, نذكر منهم (معاوية بن يزيد), الذي ورث الحكم عن أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره, و(مروان بن الحكم), الذي أوصى بانتقال الحكم إلى ولديه (عبد الملك وعبد العزيز) بالتعاقب, فاستحوذ عبد الملك على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الوليد, وسليمان) بالتعاقب أيضا, ثم استحوذ الوليد على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الحكم وعثمان) بالتعاقب أيضا, وهما لا يزالان طفلين صغيرين, ومن المفارقات المضحكة أن (الأمين بن الرشيد) أمر بتوريث الحكم إلى ابنه (موسى) وهو طفل رضيع, وكان لقبه (الناطق بالحق) قبل أن ينطق بحرف واحد, وأوصى (العزيز بالله) بالخلافة لابنه (الحاكم بأمر الله) وعمره ثمان سنوات, وصار السلاطين (محمد الثاني), و(أحمد الأول), و(محمد الثالث), و(عثمان الثاني), و(مراد الرابع) خلفاء في الدولة العثمانية وهم في سن المراهقة.

ولم يكتف الطواغيت الكبار والصغار بما نهبوه من ثروات, وما ارتكبوه من آثام عبر هذا التاريخ الطويل من القهر والتسلط والاستبداد, بل جعلوا أحفادهم وأحفاد أحفادهم امتدادا لطغيانهم وعبثهم واستهتارهم, وكنا نحن الفريسة والضحية في كل العصور حتى يومنا هذا, الذي انتقلت فيه عدوى التوريث إلى الأنظمة الجمهورية الدستورية, في الوقت الذي واصلت فيه الأنظمة العربية الموروثة تمسكها بمبدأ التوريث المنوي, ولسنا هنا بصدد التطرق لأسماء أبناء الرؤساء, الذين كانوا حتى يوم انفجار بركان (البوعزيزي) قاب قوسين أو أدنى من التسلق فوق كرسي الرئاسة, لكن الملفت للنظر أن حمى التوريث المنوي سرت في شرايين الدول العربية كلها,

وصار من حق ابن الوزير أن يصبح وزيرا, ومن حق ابن البرلماني أن يكون برلمانيا بالاستنساخ, وظل التوريث المنوي من سمات التركيبة العشائرية والقبلية عند العرب, وصار من حق ابن شيخ العشيرة أن يكون شيخا بالتلاقح, ومن حق ابن العمدة أن يصبح عمدة على سن ورمح, وصار التوريث من الحقوق المسلم بها في مهزلة التوريث العائلي المقدس , أما نحن فلم نرث شيئا سوى الألم والحزن والفقر والعوز والفاقة, وورثنا الخوف والرعب والقهر, وضاعت حقوقنا كلها في بحار السياسات الهمجية الاستبدادية المتراكمة. . . .

السبت، 9 أبريل 2011

كتابات - د. أكرم المشهداني من (حسون الأمريكي) إلى (أبو نعال)... ظواهر تكشف الخلل في منظومة قيمنا المجتمعية ؟-


من(حسون الأمريكي) إلى (أبو نعال)... ظواهر تكشف الخلل في منظومة قيمنا المجتمعية ؟ 7 نيسان 2011 كتابات - د. أكرم المشهداني أطلعنى أحد الأصدقاء عبر النت على مجموعة أفلام مصورة بكاميرة الهاتف الجوال، منشورة على شبكة (يوتيوب)، صورتها مجموعة من الأشخاص في مدينة سوق الشيوخ بمحافظة الناصرية، للشخصية الشعبية المحلية الشهيرة بأبي أنعام والذي حُرّف لقبه من قبل المجتمع المحلي إلى (أبو نعال)، وتحولت هذه الشخصية إلى شخصية كارتونية بأفلام بثتها بعض الفضائيات والمواقع الالكترونية مستخدمة إياها في إطار حملة النقد والرفض الشعبي للأداء الحكومي. ولقد تألمت كثيرا للطريقة المُقرفة والمؤذية التي كان يعامل بها (أبو أنعام) من قبل بعض شبان مدينته، وأنا شخصياً كنت أعتبر هذا الرجل حفيداً للشخصية البغدادية المرحوم حسون العبيدي الشهير بـ(حسون الأمريكي) الذي ذاع صيته في مدينة بغداد أواسط الستينات، فقد كان يتلقى التهكم بل والضرب والاعتداء عليه والاتهام بالجنون، رغم انه كان يمتلك من الحكمة والذوق ما يفتقده منتقدوه ومهاجموه.. وبالتأكيد هناك شخصيات مماثلة في أي مدينة أو مجتمع، لكن لم تأخذ المدى الإعلامي الذي أخذه حسون وأبي أنعام.. في محافظة الناصرية تلقى (أبو أنعام) والذي حرفوا اسمه الى (أبو نعال)، ذات ماتلقاه حسون الأمريكي من مضايقات وإعتداءات أوضحتها فديوات وأشرطة اليوتيوب، وللأسف لم أتمكن من الضحك على هذه الأشرطة، كما كان يتوقع من أرسلها لي، بل حزنت على حال مجتمعنا العراقي، وما آلت إليه منظومة قيمه التي تخرّبت عبر السنين، على عكس ما عُرف به المجتمع العراقي من طيبة وكرم وحُسن تصرّف وإحترام للكبير وللمسن وللمريض. خراب المنظومة القيمية: نعم لقد تعرضت المنظومة القيمية للمجتمع العراقي لكثير من الوهن والتردي والخراب، خلال العقود الخمس أو الست الأخيرة، بسبب ممارسات الحكام، والتداخلات الأجنبية، والتخريب الذي مارسته قوى ظلامية وما زالت لحرف العراقي عن قيمه الأصيلة وإشاعة القيم الغريبة والهجينة.. فكيف إرتضى مجتمعنا الطيب في الناصرية أن يتم إيذاء رجل مسن (مهما كان.. عاقلا أم مجنوناً) بهذا الشكل المقرف بل وإقترنت الإهانة وسوء التصرف بالإيذاء ورمي الحجارة.. ثم تحريف إسم الرجل من (أبو أنعام) إلى (ابو نعال) فأصبح مقرونا به وزادت من وقع الألم والمعاناة على هذا الرجل قيام مؤسسات إعلامية عراقية بإنتاج أفلام كارتونية بإسمه المحرف.. زيادة في التهكم والسخرية؟ دون أي إعتبار لكبر سنه ،أو لمرضه، أليس هذا هو (العيب) بعينه؟؟ والمأساة أن من كانوا يحملون كاميرات الجوال لتصوير الملاحقات والاعتداءات على الرجل المسن هم أنفسهم من كانوا يسهمون في إيذاء الرجل.. مات أبو أنعام وجاءت الأخبار بأن الرجل مات في المستشفى.. بعد تعرضه للضرب والأيذاء من قبل من قيل أمهم (مجهولون!!)، وقيل أنه إمنع عن أخذ الدواء كما ظهر جليا في فيلم فيديو التقط له بعد الاعتداء عليه وهو راقد بالمستشفى ويرفض تلقي الدواء!!! فهل هذه هي أخلاقنا العراقية التي نفتخر بها؟؟؟ وهل هذا إحترامنا لحقوق الإنسان المسن؟ وهل هذا من الدين في شئ؟ .. لم يكتف المعتدون بملاحقته والاعتداء عليه واستفزازه بل صوروه وجعلوا افلامه سلسلة مخجلة مخزية على شبكة اليوتيوب (شبكة الفضائح)!!! وهم يضطرون هذا الرجل المسن بسبب محدودية ثقافته وحالته الصحية النفسية ومن آلام التعدي أن يتلفظ بألفاظ نابية وساقطة ويتصرف تصرفات خارج الذوق (كما في نزع لباسه وإظهار عورته!!)، وغيرها من المشاهد التي أعتقد أنها سوف تسجل مرحلة متدنية من السقوط القيمي للبعض في مجتمعاتنا. هل حقا هذه هي قيمنا؟ ترى لماذا يسهم البعض بالإساءة للعراق بهذا الصورة البشعة التي تظهر العراقي وكأنه منزوع الضمير والوجدان والإنسانية والأخلاق؟ جعلوه يتلفظ بألفاظ نابية لا تليق بالعراق وشعب العراق ومجتمع العراق!!.. ولو حصل هذا في الغرب لكان هناك محامون يتطوعون دفاعا عنه لمحاكمة جميع من أساء لهذا الرجل وأدوا للإعتداء عليه ووفاته وقبلها تسببهم في إرتكاس حالته النفسانية، وتوريطه بالألفاظ النابية، وأكثر من كل ماتقدم تصوير وتوثيق هذه الاعتداءات والمضايقات وبثها على اليوتيوب.. وآخرها وفاة المسكين من جراء الاعتداء عليه... ولعل البعض يتساءل ترى هل خلت الناصرية التي صورت فيها اللقطات من أناس أخيار ذوي سطوة ومهابة ليمنعوا ويردعوا المعتدين؟ أعتقد أننا نعاني من كارثة إجتماعية، وليختلف معي من يختلف، لكن هذا هو الواقع ونحن بحاجة لتضافر جهود الجميع من اجل العودة بالشعب والمجتمع إلى ماكان عليه من قيم الأخوة والإيثار والنخوة والشهامة والعطف والعدل والإنصاف، وسائر القيم التي إتسم بها مجتمعنا عبر العصور... مات أبو أنعام (أو أبو نعال كما يحلو للكثيرين تسميته!)، ووفاته بهذه الطريقة المأساوية تعكس (مرضا مجتمعيا وسقوطا قيمياً) بالامس كان هذا الرجل طيب القلب يمشي بين الناس ملكا .. يقدم العون لهذا ويساعد ذاك .. في المواساة والاحزان وفي الافراح لكن المجتمع قابله بالسوء والنبذ فنعته بالمجنون تارة فيزدريه ويحقره، وتاره بعاماه كبهلوان ليضحك عليه الاطفال والمراهقين ناقصي التربيه والاخلاق ... ولم يتركونه لشأنه كما تترك المجانين وشأنهم بل اخذوا يحيكون له القصص البلهوانية المضحكة والساخرة من قذف وسب وشتيمه وتصويرها على شكل مقاطع فيديو ونشرها في الموبايلات وعلى شبكات الانترنيت فلم يخجلوا من شيبته.. مات (أبو أنعام) إبن سوق الشيوخ ولا أظنه بارئ الذمة لأهالي سوق الشيوخ التي نعتها بسبب المضايقات والألم بـ (سوق الفروخ)، حاشا لسوق الشيوخ ولأهلها الكرماء هذا الوصف، لكن مالاقاه أبو أنعام من عنت الجهال وأذى الصبيان ونعوت المراهقين، وكاميرات الجوالات التي تلاحقه وتبث أفلامه في سوق النخاسة الأنترنيتية، جعله يكفر بسوق الشيوخ وكل أمر حسن ولطيف فيها... بين حسون الأمريكي وأبو أنعام: أعتقد أن ظاهرة أبو أنعام، ربما تكون إمتداد أو إستنساخ لظاهرة (حسون الأمريكي) الذي كان حظه أفضل من ابو نعام، ففي وقت حسون لم تتوفر الهواتف الجوالة ولا الانترنيت ولا اليوتيوب!! كما أن أخلاق الناسس كانت أحسن من يومنا فبرغم مالاقاه حسون من نقد وسخرية واستهزاء ومضايقات لكنها لم تصل لحد الصعن والضرب والإيذاء البدني ولا حتى للتشهير في شبكة اليوتيويب الذي سيبقى يشكل من خلال مجموعة أفلام جوالات مراهقي سوق الشيوخ والناصرية وصمة عار في جبين المجتمع العراقي أو بعضه حتى لا نظلم الطيبين، وإلى زمن ليس بالقصير!! في الخمسينات والستينات شهدنا ظاهرة (حسن كاظم العبيدي) أو (حسون الأمريكي) كما لقبه البغداديون، وكان يشاهد عصراً في شارع الرشيد والميدان وحافظ القاضي وشارع السعدون حيث كان إما يسير على قدميه مع كلبه مرتديا بنطلون (جينز) وقبعة كاوبوي وحذاءه المشهور المعقوف من الامام والذي كان يسمى (چم چم).. وأحياناً يظهر في الشارع مرتديا بنطلونا فاتحا اللون وسترة غامقة وحذاء قبغلي مع جوارب صفر اللون ! أو كان يمتطي دراجة سباق ويرتدي بنطلونا قصيرا مزركشا وخوذة واقية وجوارب مقلمة أشبه بجوارب لاعبي كرة القدم ايام زمان!.. أوائل الستينات إستضافه تلفزيون بغداد بالأسود والأبيض وأجاب حسون عن أسئلة مقدم البرنامج (وأظنه المرحوم فخري الزبيدي عاشق بغداد!) وكان حسون لطيفا وزلبقا في إجاباته شارحاً وجهة نظره في زيّه ، واعتبره الزي العصري المتمدن ، وطرح فكرته عن تصرفه وملبسه ... ودعا الشباب الى ان يتمتعوا بحريتهم العصرية ، دون تجاوز ولا إعتداء على حرية الآخرين .. وانتقد تصرفات المراهقين في السينما والشارع وتحرشهم بالفتيات . لم يكن (حسون) كما توهم كثيرون (مجنوناً)، بل ربما كانت تصرفات حسون في ذلك الزمن الجميل تعد تحدياً لذلك العصر وتظاهرة سلمية!!، هذا الرجل الوديع والمسالم الذي فرض حضوره على الجميع وجعل من شكل ملابسه محط انظار كل من يراه من الناس في الشوارع سبق عصرنا الحالي بعقود طويلة حيث كان يرتدي ما يحلو له من القمصان ذات المناشئ المعروفة بجودتها وجودة صناعتها من الاقمشة ومن بينها قمصان تحمل علامة”آرو“ وهي العلامة التجارية والممتازة آنذاك. كان يخرج على الناس كل يوم بشكل وزي جديد ، فقد ارتدى القمصان التي تحوي غابات افريقيا وقمصان ذات الوان صارخة لم يستطع غيره ارتداءها والمغامرة بالخروج بها وسط الشارع ،، وتنتصب على صدره قلادة والاكثر من هذا ان حسون الامريكي كان يسحب وراءه كلبه المدلل اينما حل . إذن هي (نزعة) يمكن إعتبارها نزعة من التمرد في ذلك الوقت على التقاليد السائدة انذاك ولكن نزعة التمرد التي كانت عليها شخصية حسون الامريكي لم تطو تحتها نزعة شريرة او ما شابه، فقد كان حسون الامريكي محبوبا من الجميع بشهادة جميع من عايشوه، وكنت منهم، ولم يكن عاطلا يأخذ مصروفه من اهله ، او يعتاش على ما تجود به ايدي الخيرين، فقد كان يعمل ممرضا في مصرف الدم في مدينة الطب (المجيدية). نظيف وأنيق ومثقف! كان ينطلق من مسكنه في الاعظمية ماشيا قاطعا شوارع العاصمة وكان يتحدث الانكليزية نوعا ما ويرطن بها حسب قدرته، وكان نظيفا وأنيقاً، وكان شغوفا بالاطلاع على احدث مجلات الازياء التي تصدر من دور الازياء العالمية التي كانت ترد الى العراق مع بقية المطبوعات الاخرى التي تعنى بالزراعة والطبخ وفنون الاتيكيت. إضطر حسون بعد فترة من الزمن، وبعد أن كثرت التعليقات ضده، إعتزل الناس هروباً من تعليقاتهم الساخرة والمؤلمة أحياناً، لحين وفاته عام 1985، ولكنه كان مصرّاً على تحدي المجتمع وناقديه، لاعتقاده انه يتمتع بحريته الشخصية التي تساير العصر المتحضر.. ودخل حسون الأمريكي التاريخ وصار من ظرفاء بغداد المشهورين، وسيبقى كذلك زمنا طويلا. حسون العبيدي من مواليد الأعظمية الصليخ عام 1929 وتوفي عام 1985 على أثر جلطة قلبية، كان قد اكمل تعليمه في مدرسة الاعظمية الاولى للبنين وتخرج من ثانوية المشرق الاهلية . اعتقد أن "حسون الأمريكي" كان وما زال ظاهرة إجتماعية سلمية متمردة، تحدّت ظروف المكان والزمان، ولكن نزعة التمرد لم تحوله إلى "شخصية عدوانية" بل بقي على دماثة أخلاقه وبساطته وصبره حتى رحيله، كان محبوبا من جميع من اشتغل معهم، ومن عاصروه، ولم يكن (عواطلياً) بل كان يشتغل مهنة شريفة (مضمد مصرف الدم) وربما كما يرى آخرون أن لمهنته أثرا في هندامه النظيف وأناقته وحرصه على مظهره كحال سائر المضمدين في ذلك الزمن الجميل وليس كحال أغلبهم اليوم؟؟ رحم الله حسون وأبي أنعام.. وليرحمنا معهما! * دكتوراه علم الاجتماع

الجمعة، 8 أبريل 2011

الفنان رسمي الخفاجي في ضيافة ستوديو غالب المسعودي


+خلال زيارته للعراق حل الفنان رسمي الخفاجي ضيفا على استوديو الفنان غالب المسعودي في محافظة بابل بحضور نخبة من فناني المحافظة ودار نقاش حول التجربة الفنية المعاصرة واتجاهات الحداثة وتاصيل الفن العراقي امام مرحلة النكوص الثقافي الذي تعاني منه الثقافة بوجه عام والثقافة العراقية بشكل خاص ....الفنان رسمي الخفاجي في سطور ................................................ولد في الديوانيه 1945 خريج معهد الفنون الجميله قسم الرسم ـ الدراسه المسائيه ـ بغداد دبلوم اكادمية الفنون الجميله قسم الرسم ـ فلورنس ـ ايطاليا شارك واقام معارض مختلفه داخل العراق حتى عام 1977 سنة خروجه من العراق. يعيش ويعمل في مدينة براتو وفلورنس. المعارض الشخصيه 1983 تروكي - فلورنس 1989 كلريه آلفاـ ميلانو 1993 صالة البلديه ـ مونتا مورو 1996 كلري تموزـ بروكسل 1997 كلري لاسبراله ـ براتو 1999 ستادس ببلوتك ـ يوتوبوري ـ السويد 1999 كالري لاسبراله ـ براتو غالري زنك أكزوبوشين ـ برخه ـ هولنده 2008 المعارض المشتركه 1978،1977 صالة البلديه ـ بيروجه .1981 قاعة بارتاكولفه ـ فلورنسه قاعة كاجوستينياني ـ فنيسيا 1982 المتحف الفلكلوري ـ روما المركز الثقافي السوري ـ دمشق1983 المهرجان الفني في مسسينا ـ صقليه 1984 البيناله العالمي الخامس عشر لفن الكرافيك ـ لوبليا ـ يوغسلافيا سابقا 1993 قاعة فالنتيني ـ روما1995، كلاريه ديا ـ فلورنس 1995 كلريه شيباك ـ براتو1998 1996قاعة العرض اوستلينك ـ يوتوبوري ـ السويد 1998 بيناله ارتوريا ـ ليفورنا ـ ايطاليا 2001 دي كومبني كلري ـ دودريخ ـ هولند 2002 موكم كلري ـ امستردام ـ هولند 2003 كوفه كالري ـ لندن معرض لفناني القرن التاسع عشر في مدينة براتو 2003 قاعة الكاسروـ براتو 2005 خمسة عشر فنان ـ اندريا دلسارتو ـ فلورنسه -كاليري دلف فورم ـ سفوله ـ هولند ـ 2008 فيلا فوكل ـ فلورنس 2009 كلري رووس ـ كريفه ـ فلورنسه رؤيه عراقيه ـ فيديوآرت ـ قاعة التانه ـ قصرستروتسي ـ فلورنسه مهرجان ماكمارت العالمي للفيديو ـ قصر الفنون ـ نابلي ـ ايطاليا، متحف الفن المعاصر-كاسوريا ـ ايطاليا. المهرجان الدولي ـصدى الفنون(باكاسباس بيج) فيليبين . المهرجان العالمي للفيديو ـماركو تستاشو ـ متحف الفن المعاصرـروما. رافللو( لاب) ،توررا ماججورا ـ فيلا سان روفولوـ رافللو ـ ايطالياـ2010 www.resmiarte.eu

الخميس، 7 أبريل 2011

عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم

عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم

١-الهدوء.
ولا منظر لضرب الصدر أو النواح. الحزن بحد ذاته يسمو.

٢-الاحترام.
طوابير محترمة للماء و المشتريات. لا كلمة جافة و لا تصرف جارح.

٣-القدرة.
معمار الفائق الروعة. المباني تارجحت و لم تسقط.

٤-الرحمة.
الناس اشتروا فقط ما يحتاجونه للحاضر حتى يستطيع الكل الحصول على شيء.

٥-النظام.
لا فوضى في المحال. لا تزمير و لا استيلاء على الطرق. فقط التفهم.

٦-التضحية.
خمسون عاملا ظلوا في المفاعل النووي يضخون ماء البحر فيه. كيف يمكن أبدا ان يكافئوا؟

٧-الرفق.
المطاعم خفضت أسعارها. أجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها. القوي اهتم بالضعيف.

٨-التدريب.
الكبار و الصغار , الكل عرف ماذا يفعل بالضبط. و هذا ما فعلوه.

٩-الإعلام.
أظهروا تحكما رائعا. لا مذيعين تافهين. فقط تقارير هادئة

١٠-الضمير.
عندما انقطعت الكهرباء في المحال أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف و مشوا بهدوء.

هذه صفات الإســــّـلام الحقيقيه، ولكن اليابانيين فقط من طبقها
ننحني لهم تقديرا واحتراما شعب فعلا راقي!

الزلزال الكافر -دلع المفتي


الزلزال الكافر
أصابتني حالة من الذهول.. ارتفع عندي الضغط والسكر، وكادت خلايا مخي ان تنفجر من الغضب، عندما تسلمت رسالة الكترونية من «أحدهم» يحذرني فيها وينبهني بل وينذرني بعذاب جهنم إن تجرأت وتواقحت وتعاطفت مع كارثة اليابان واهلها. فقد قال المرسل في جزء من رسالته الطويلة «إن ما حدث في اليابان بلد الكفر والإلحاد وعبدة الأصنام هو صيحة تحذير ونذير لأولئك الكفرة والملحدين، الذين كفروا بالله وعصوه وتكبروا وطغوا في الأرض. وإن ما يحزن اننا نجد من بعض جهلاء المسلمين، هداهم الله، من يترحمون على هؤلاء الكفرة والفجار المشركين عبدة الأصنام».
غريب..! لم نسمع عن ياباني طغى وتكبر، فهم قوم عرفت عنهم الدماثة والتواضع، ولم نعرف انهم طغوا في الأرض، وهم الذين دمرت مدنهم عن بكرة أبيها في الحرب العالمية الثانية، لكنهم اعادوا بناءها من جديد بكل عزيمة وإصرار لتصبح اليابان من أكبر دول العالم واهمها! وعندما بُثت الصور لحظة وقوع الزلزال المدمر في اليابان، ذهلنا لرؤية اليابانيين وهم يتصرفون بكامل هدوئهم رغم حالة الهلع التي أصابتهم. فبدل أن يتراكض موظفو سوق مركزي هربا بأرواحهم، راحوا يسندون الرفوف لمنع سقوط الزجاجات عنها، وبدلا من التدافع «المعتاد»، وقف المئات من الناس بانتظار اشارة المرور لتسمح لهم بالمرور بينما الأرض ترتج من تحتهم. وبالرغم من كل الذي حصل، لم تحدث حوادث سرقة وسلب ونهب كما تعودنا أن نرى في ظروف كهذه! وفي لقاء على محطة بي.بي.سي، قال مسؤول عملية انقاذ أميركي انه لا يكاد يصدق تلك السكينة والتزام الادب والاحترام والغيرية التي تحلى بها اليابانيون وهم في هذه المحنة. أهؤلاء هم اليابانيون الكفرة الفجرة الطغاة الذين تحدث عنهم الاخ في رسالته؟
استغرب فوقية البعض وكأنهم احتكروا رحمة الله وجنته حصريا لهم.. وأندهش من أشخاص (كالأخ المرسل) ممن يشمتون بكارثة حلت على بشر مثلهم، ويحزنني ان يلصقوا بشاعة مشاعرهم بديننا الحنيف، فيستخدمون أحداثا وأحاديث غير صحيحة لتزوير رحمة ديننا وسلامه. فهل يعقل ان ينظر أحد لزلزال مدمر، وتسونامي هائل، وتسرب اشعاعي في مفاعل يهدد الكرة الارضية، بنظرة حاقدة كتلك؟! ثم عندي سؤال للأخ الشامت، إن كانت الكوارث الطبيعية تستهدف الكفار، حصراً، فلماذا اصابت ايضاً اندونيسيا وأفغانستان وإيران والجزائر وباقي الدول المسلمة.. أم أن هناك زلزالاً اسلامياً وزلزالاً كافراً؟
من المؤكد أن اليابان لم تسأل على أي دين هم الكويتيون، عندما قدمت لنا 12 مليار دولار، عدا ونقدا، أثناء الغزو الصدامي، وها نحن نرد لها الجميل ببؤس فكري مقيت وتسونامي جهل يغرق أدمغة البعض منا. لكن في النهاية لا يسعنا إلا ان ندعو الله الذي نعرفه نحن (وليس الذي يدّعي الاخ معرفته)، أن يرحم اليابانيين وان يعينهم في النهوض من كبوتهم، ليعيدوا إثراء البشرية بعلمهم واخلاقهم وحضارتهم.

دلع المفتي

الأحد، 3 أبريل 2011

أتحبني وأنا ضريرة ... أروع ما كتب نزار قباني‎ -التخطيط غالب المسعودي


أتحبني وأنا ضريرة ... أروع ما كتب نزار قباني‎

قالت لهُ...
أتحبني وأنا ضريرة ...
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...
الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...

ما أنت إلا بمجنون ...
أو مشفقٌ على عمياء العيون ...

قالَ ...
بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...
ولا أتمنى من دنيتي ...
إلا أن تصيري زوجتي ...

وقد رزقني الله المال ...
وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...

قالت ...
إن أعدتّ إليّ بصري ...
سأرضى بكَ يا قدري ...
وسأقضي معك عمري ...

لكن ..
من يعطيني عينيه ...
وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...

وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...

وستوفين بوعدكِ لي ...
وتكونين زوجةً لي ...

ويوم فتحت أعيُنها ...
كان واقفاَ يمسُك يدها ...

رأتهُ ...
فدوت صرختُها ...
أأنت أيضاً أعمى؟!!...
وبكت حظها الشُؤمَ ...

لا تحزني يا حبيبتي ...
ستكونين عيوني و دليلتي ...
فمتى تصيرين زوجتي ...

قالت ...
أأنا أتزوّجُ ضريرا ...
وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...

فبكى ...
وقال سامحيني ...
من أنا لتتزوّجيني ...
ولكن ...
قبل أن تترُكيني ...
أريدُ منكِ أن تعديني ...
أن تعتني جيداً بعيوني ...

نزار قباني

لو كان الهواء بيد الحكومات ؟-هادي جلو مرعي

لو كان الهواء بيد الحكومات ؟ هادي جلو مرعي مالذي سيحدث,وكيف سنتنفس ,بل ماذا سنتنفس؟ سؤال حائر, بإنتظار أن تتحول مادة الهواء الى القطاع الخاص (حكومي) بدل العمومية التي جعلها الله عليها كمادة متاحة في الأفق المفتوح ولكل الخلائق. يمكن للقذافي ان يمنع الماء والكهرباء وعربات الزبالة عت أهالي مصراتة والزاوية وبقية مدن ليبيا ,لكنه يجد صعوبة في التحكم بالهواء ,ولو إستطاع لمنعه عن الجميع,الشعب والثوار ولمات أبناء المدن والصحارى والقاطنون على سواحل المتوسط !لو إستطاع لأنهى الحرب فورا ولما كان أحد من ثوار بنغازي وطبرق والبيضاء ودرنة ان يرفعوا أصواتهم عاليا مهددين بالزحف على أرجلهم جهة الغرب حيث تقع طرابلس ,ولو كان يملك أن يتحكم بالهواء لمنعه عن طياري حلف الناتو الذين صاروا يقصفون على كيف كيفهم ,ولما إستطاعوا ان يصلوا الى أهدافهم وفرض حظر الطيران في السماء الليبية ,اللهم إلا إذا زودتهم قواعد الطيران في المتوسط أو في الجزر القريبة بإسطوانات أوكسجين وبتقنية عالية كما يفعلون مع رواد الفضاء في الكون الخارجي ,وحينها لاقدرة للقذافي أن يوجه كتائبه ليحجبوا الهواء وسينشغل بخنق أبناء شعبه كأي حاكم عربي ملهم. الرئيس اليمني المكلوم من شعبه لايمتلك سلطة على الهواء ولو ملكها لمنع المعتصمين في ميدان التغيير بصنعاء من إكمال إعتصامهم المزعج ولاماتهم جميعا. الأغنية العراقية المشهورة تقول,ياهوى الهاب مر على الأحباب,ومثيلتها الفيروزية تقول,ياهوى ياهوى يلي طاير في الهوى ..لاتجد من صدى في الأفق الليبي المترام لأن العقيد لم يعد لديه من أحباب ليمر الهواء عليهم وينعشهم,فقط أعداء هو بحاجة ليخنقهم ويتخلص من هتافهم المر...الشعب يريد إسقاط العقيد.كذلك العقيد صالح لايجد يمنيا يستحق الهواء! لو كان الهواء بيد حكام عرب بعينهم لمتنا خنقا ,أو لقننوه علينا أو صرنا نتسلمه عبر البطاقات الذكية أو في الحصة التموينية كما نتسلم الشاي والصابون والرز والعدس.وقد نقتصد فيه كي لا ينفد حتى نهاية الشهر.أو لجعلونا نقف في الطابور علنا نحظى بنصيب منه عند الجمعيات التعاونية. أغنية عراقية مشهورة تقول..هم زين بيد الله الهوى ومو بيدك...بمعنى إن الأمر الجيد إن الهواء بيد الله وليس بيد البشر