شيء عن تجربتي
التشكيلية
د.غالب المسعودي
أن يتحدث الفنان
عن تجربته فيه شيء من الصعوبة لأن التجربة هي التي تتحدث عنه و ما من شك أن الفن من
أولى الوسائل التي أفصح بها الانسان عن نفسه ،و يأخذ العمل الفني من المبدع بعد أن
يمتليء خياله و وجدانه و تفيض نفسه بمشاعر و أحاسيس لا يملك الا أن يكشفها و يكون أسيرها
و بهذا ينتزع من وجوده كنه ما يحس ، و منذ عصر الاسطورة ظل الفن يستلهم بيئته الموضوعية
و المعرفية و تتحدث تجربتي عن استلهامي التراث الاسطوري لحضارة وادي الرافدين حيث أن
الاسطورة تأريخ يصلح لكل زمان ومكان من حيث انها عالمية الابعاد محلية التكوين وكون
الاسطورة شكل فهي قابلة لأن تكون شكلا آخر ،انا أرحل مع السومريين في عمق التأريخ البعيد
و لا أنسى اني في القرن الواحد و العشرين منحازا لهاجس الحاضر و المستقبل متنقلا من
خلال الغوص في الذات راكبا صهوة الروح امارس أحلامي و أوهامي على المساحة المتاحه لي
_فضاء اللوحة _و يشكل التهميش الذي فرضته قوى الظلام عائقا امام الابداع العراقي ناسية
أن العراقيين في كل تأريخهم هم كالنخيل شامخين في وجه البائسين لذا لجأت الى استخدام
خامات و الوان أصنعها لنفسي معتمدا على ما متاح في السوق المحلية و ملبيا متطلبات الديمومة
و المقاومة العالية للظروف المناخية و عوامل الزمن ،لم أستعمل الريشة في أعمالي كي
أكون أكثر قربا في عملي ..وكي لاننسى أن التسطيح وصل الى كافة مرافق الحياة الثقافية
حتى الى ريشة الفنان ،و المطلع على تأريخ الحضارات الكبيرة يرى انها استثمرت ما متاح
في بيئتها لتصنع اسطورتها و ليس أدل من ذلك استخدام الطين لتدوين روائع الاعمال لحضارة
وادي الرافدين و التي ظلت منارا ينير الدرب لحضارات العالم كافة و أننا وريثي هذه الحضارة
الرائعة العريقة .. اذ أن الجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الآكام.
عضو نقابة الفنانين
عضو جمعية التشكيليين
العراقيين
عضو اتحاد أدباء
وكتاب العراق
مشارك في جميع
المعارض الوطنية منذ عام 1999
أقام ثلاثة معارض
شخصية خلال الفترة المنصرمة
أصدر مجموعتين
شعريتين
ترجمت مختارات
من أعماله الشعرية الى اللغة الانكليزية قام بترجمتها الشاعر حامد الشمري
له كتابات تنظيرية
في مجال الفن التشكيلي منشورة في الصحافة العراقية
معرض مشترك في
قاعة أفـق - آيار 2003بغداد .
معرض مشترك في
جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين - تموز2004سوريا.
معرض الحرية الاول
نقابة الفنانين - بابل 2003
معرض في ذكرى شهداء
الحركة الوطنية العراقية 2004- نقابة فناني بابل .
معرض الربيع الاول
2004 نقابة الفنانين - بابل .
مالثقافة في مفهومها
العام تعني الفعالية في آليتها الوظيفية ,وبالتالي نجد أن هناك تغيرا ما سيطرأ على
المشهد إما إلى الأمام, أوالى الوراء اعتمادا على من يقع عليه الفعل,والتقدم هو فعالية
الثقافة الحقيقي باتجاه التغيير نحو الأفضل ,وكلما كان المثقفون واعين لاتجاهات التغيير,
محصنون بوعي اخفاقات الماضي, ومدركون الآني والمستقبلي, كانت المحصلة أكثر فعالية في
الحفاظ على الطبع الثقافي الانساني.لكن إن درسنا سلطة الثقافة وفق هذا المنظار نجد
أن هذه الفعالية غائبة ومغيبة الآن, باعتبار أن الثقافة سلوك بقدر ما يبتعد به الإنسان
عن أصله ألبدئي , وهذا التغييب نجده لصالح ثقافة السلطة ,كونها أيضا سلوك متجذر ولكنه
تسلطي متخندق في أحافير اللاوعي الجمعي ويمتد لا شعوريا إلى زمن البدايات, وهنا نجد
أن الأسطورة قد انجزت نضجه ,وهي في المتخيل حقيقة واقعة في زمن ما, وهي الحاضنة ومفتاح
لكل الأحداث التي جرت والتي ستجري على المستوى الواقعي, وبهذا تمارس دورها المهيمن
والمرشد وتمتلك العصا السحرية لتبرير كل التغييرات بما يتوافق وطبيعة الفهم الخاص للكوزمولوجيا,
وهذا لا ينبع من فراغ فالواقع الراهن مليء بالأسئلة والإجابات شحيحة. وكون التيار الارثودوكسي
هو الوريث كما يعي هو للكوزمولوجيا وألاسكاتولوجيا ,لزمن البدايات نجده يمارس دورة
طوباوية لموائمة الاحداث مع منهجيته الأساسية في التفسيرو البناء, يستغل غياب الوعي
المتجذر في مجتمعاتنا التي لا تزال تعيش بدائيتها الأولى, وهكذا تمارس السلطة المتشدقة
بالمطلق ,وتكون هي المنبع الأساسي لكل فعل على المستوى الفردي أو الجمعي ,لأنها مستمدة
من المثال, والذي كما يدعون هو أنقى أشكال الخلق وهو المكتمل ذاتيا بلا فعل, والواقع
الراهن هو مثال بيولوجي, والوعي هو فعالية بيولوجية, ومثل هذا المثال لا يرتقي إلى
وعي الواقع كونه تحت سلطة الاسطورة,وبذا ينحدر الكائن حتى يصل إلى الحضيض, لكن الواقع
المعاش ينبئنا أن النشوء والارتقاء هو ديدن تطور الحياة ,وهذا يسير بخط معاكس تماما
لما تطرحه اسطورة الخلق ,كون الكائنات تحاول الوصول إلى مثالها المكتمل الذي يؤهلها
للبقاء وكل حسب نوعه, وهذا بالتالي يعني ارتقاء في مستوى وعي الذات والموضوع ,وكذلك
هو مفهوم السلطة أو ما اعني هنا ثقافة السلطة, والتي مصدرها المثال فهي غير قابلة إلا
للتنفيذ والمساومة والنقاش وهي مضيعة للوقت ,وهي كوعي للمطلق ,كمنجز مكتمل النضوج,
لكن الواقع الحي ينفي هذه النتيجة ,إذ لم تمارس هذه السلطة بكل فعاليتها المجتمعية
ولم تساهم في دفع الوعي الجمعي إلى إنتاج كيانات اجتماعية أو حضارية فاعلة ومكتفية
ذاتيا طيلة قرون, ولو أن الاكتفاء الذاتي أمر صعب المنال, لكن هذه المجتمعات لم تقترب
من هذا المؤشر.
إن نظرية النشوء
والارتقاء يمتد تأثيرها إلى الكيانات الاقتصادية باعتبار أن الاقتصاد المحرك الأساسي
للتاريخ, و إن استمرار الأنواع وتطورها هي عملية اقتصادية بامتياز, والعالم اليوم يهتم
بالحفاظ على الأنواع لأنه يجد هناك نوع من الانسجام بين الذاتي والموضوعي في الطبيعة
,و في النهاية كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه لها مردود اقتصادي والعملية سائرة
إلى أمام, لكن في مجتمعاتنا تجدها تصب في صالح ثقافة السلطة ,كون سلطة الثقافة ودورها
لازال هلاميا ,أما ثقافة السلطة متجذرة منذ العصور الأولى أي من عصر المشاعية البدائية
,ووسيلتها المكر والخداع, وتبدو قوة فاعلة بشكلها الفردي أو الجمعي تمارس الابعاد والتهميش
بمكارثية جديدة تستهدف الوجود المثقف .
هناك علاقة لوغاريتمية
بين انحسار سلطة الثقافة وتنامي ثقافة السلطة وقد يبدو هذا نوع من الاشتباك, إلا ان
هذا الاشتباك يصب في مصلحة الرأسمال النقدي وكذلك الرأسمال الرمزي والذي له تحالفات
مشتركة في نطاق الفعالية و في استغلال الانسان امتدت لآلاف السنين, ولازال يفعل فعلته
في المجتمعات المتغيبة والمغيبة حضاريا ,لأنه هو خيارها وهي المغيبة بفعل الافيون الثقافي,
التاريخي, لكني أرى أن الإنسان سيكون حاضرا ولاعبا رغم ازدراءه للمشهد وستكون آلية
الصراع وجودية بامتياز .
منذ أسبوعين تقريباً،
أرسل أحد الأصدقاء تعريفاً للمكارثية ووضع نقطة في نهاية التعريف الذي استغرق بعض السطور،
وكأنه يستقرئ اتساع رقعة المكارثية هنا خصوصاً هذه الأيام.
فخلال عشر سنوات
من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، هي تلك الواقعة ما بين 1947 و1957،
كان فيها السيناتور الجمهوري جوزف مكارثي، نجماً بلا منازع، أسس خطاً لم تعرفه السياسة
الأميركية من قبل ربما، وأسمي باسمه “المكارثية”، وذلك تحت ذريعة مكافحة الشيوعية لئلا
تتغلغل في المجتمع الأميركي. وتحت هذا الباب، صارت الشائعات والدسائس وكتابة التقارير
والأخذ بالظنة، تحت تهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفييتي، أو حتى التعاطف مع أفكاره،
من التهم التي يمكن أن تودي بصحابها إلى السجن، وإن كان محظوظاً، فإنه سيكون معزولاً
اجتماعياً ومهنياً وسياسياً، حتى يكون الانتحار الطريق الأسلم بالنسبة له للخروج من
هذه “الزنقة” التي وُضع فيها، عندما عبّر عن رأي لم يكن مرضياً للجمهوريين الذين كانوا
آنذاك أجداداً للمحافظين الجدد اليوم، وقد عرفناهم منذ مطلع الثمانينات وحتى الأمس
القريب من جورج بوش الابن.
لم ينجح مكارثي
في بث أفكاره في مجتمع منفتح ومتسامح إلى حد بعيد، ومتعدد الأعراق والأديان والألسنة
والصبغات والثقافات؛ إلا من خلال التخويف والتهويل، وصنع أعداء حقيقيين أحياناً، ووهميين
أحايين أخرى، فانطلق سُعار المكارثيين في تتبع ما تنطوي عليه سرائر البشر، والتخلص
من أي من يُشك في حمله أفكاراً غير متسقة 100 % مع أفكارهم إذا كانوا في الأجهزة الحكومية
خشية التجسس لصالح العدو، وكان الولاء والبراء– بالطريقة الأميركية طبعاً – واحداً
مما قامت عليه المكارثية، وصار الشره للمزيد من الضحايا يتقدم، ولم يعد المكارثيون
يكتفون بأناس اعتياديين، فلم يتوقفوا عند هذا الحد، بل ذهب بعضهم لاتهام مواطنين حازوا
صفة العالمية، كوزير الدفاع الأميركي جورج مارشال الذي يٌنسب إليه “مشروع مارشال” لإعادة
بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وحائز على جائزة نوبل للسلام، بأنه مساند
للشيوعية. وكان مكارثي قد ادّعى في العام 1950 أن “205 أشخاص من موظفي وزارة الخارجية
الأميريكية هم من المتعاطفين مع الشيوعية وأن 57 آخرين أعضاء في الحزب الشيوعي”
[1].
“القائمة السوداء”،
هي واحدة من نتاجات المكارثية، إذ قيّد فيها كل من يشك – لمجرد الشك وعدم الراحة –
في انتمائهم أو تعاطفهم أو ميلهم للأفكار الشيوعية، ولم يكتف بهذا في الولايات المتحدة
وحدها، ولكن اليد الأميركية التي كانت – ولا تزال طبعاً – طويلة حتى في أوروبا، وخصوصاً
أوروبا التي تدين لها في تلك الحقبة بالفضل الكبير لحسمها الحرب العالمية الثانية،
فأرسل أزلامه إلى هناك ليضعوا “القائمة السوداء الأوروبية”، لمن تنطبق عليه شروطه تلك،
فاتسعت دائرة نفوذه، الذي نتج عنه رئيسان تاليان هما ريتشارد نيكسون الذي تعقّب شيوعيين
في الخارجية الأميركية حتى أودى بهما إلى السجن، قبل أن يصبح رئيساً ويخرج مكللاً بالخزي
والعار بفضيحة هي الأشهر سياسياً على مستوى العالم (ووترغيت)، وكذلك “رونالد ريغان،
الذي كان رئيسا لنقابة الممثلين والممثلات. لكنه تجسس على زملائه لصالح مكتب التحقيقات
الفدرالي (اف بي آي). وكان رقمه “العميل عشرة”. واعتذر، بعد أربعين سنة، في كتاب مذكراته.
وأشار الى عذر يبدو غير غريب في اميركا اليوم، وهو انه خلط بين الخطر الحقيقي (الشيوعية)،
وبين اليساريين والليبراليين والنقابيين” [2] واعترف أن أبرياء أصيبوا بالأذى في تلك
الفترة!
وربما لم يكن ريغان
صنيع المكارثية، ولكنه صنيع ما هو أقل شهرة، والمعروف بـ “التوماسية”، نسبة إلى بارنيل
توماس، الذي سبق مكارثي بقليل فقط، وأصبح ينقب عن الشيوعيين في المجال الفني، وأقنع
وولت ديزني (مؤسس شركة ديزني للملاهي)، ولويس ماير (مؤسس شركة متروغولدين ماير للسينما)،
وجاك وارنر (مؤسس شركة وارنر للسينما)، بأن يشهدوا ضد زملاء لهم، وسُجن عشرة ممثلين،
فقط لأنهم رفضوا الإجابة على أسئلة في التحقيق يتناقض جوهرها والدستور الأميركي
[3].
بعد ثلاثة عقود،
ترنّحت الشيوعية وتهاوت، وانحلّ الاتحاد السوفييتي وتفتت، في الوقت الذي صعد فيه نجم
المحافظين الجدد، وخصوصاً في عهد الرئيس الأميركي السابق. وعقيدتهم تشي أنه لا بد من
صنع عدو، والذهاب لحربه، فكان أن ضخّموا “الإرهاب”، ودوّلوه، وشغلوا العالم به، ووزعوا
فيه التهم، وغزوا العالم بزعمه، ومنعوا، ومنحوا على هذا الأساس، وساد الشك في منافذ
العالم الغربي بكل من اكتسى بسحنة أقرب ما تكون إلى العربية، والقصة معروفة التفاصيل.
اليوم نجد بين
ظهرانينا مكارثية بحرينية من نوع شبيه إلى حد ما. فهناك قوائم توزع، تهم توزع، خوف
وشك كبيران من أن يقول البعض رأيهم فيما جرى بحرية، إقصاء اجتماعي لكل من يقول أن له
وجهة نظر مستقلة، فالمسطرة موجودة لمعرفة مدى انحرافك وانجرافك. هناك من لا يتوروعون
عن إيراد أسماء في مواقع عمل، ونسب جملة من التهم إليها من دون لحظة تأمل في الحديث
النبوي الشريف “كفى بالمرء كذبآ أن يحدث بما يسمع”،ولكي يبرئ البعض ذمته، يتوج القائمة
بكلمة “كما وصلني”، ويختمها بثلاثية “انشر انشر انشر”، ونراها منتشرة، بل ومنشورة في
اليوم التالي، بلا تثبت ولا يقين. ففي زمن المكارثية، من لا تناله مخالبها، لا أقل
من أن تنال من سمعته.سيرة ذاتيةعرض مهرجان متحف الشارقه الاول2005.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق