الجمعة، 27 يونيو 2014

همنجواي في الحلة--نجمة في راحة اليد-أحمد الحلي


همنجواي في الحلة


أحمد الحلي

 

(مقدمة الكتاب ودراسة)

نجمة في راحة اليد

يعد الأدب الشفهي المكتوب احد أهم مصادر المعرفة الإنسانية ، وتاريخ البشرية حافل وزاخر بالمنجزات على هذا الصعيد ، منذ الفيلسوف الإغريقي سقراط الذي لم يدون شيئاً من أفكاره وفلسفته ، والذي اضطلع بذلك هو تلميذه ومريده أفلاطون ، مروراً بالحكيم الصيني كونفشيوس، ووصولا الى العديد من الأسماء التي خلدها التاريخ وأصبحت نجوماً لامعة في سفر الإنسانية الخالد .

وفي عصرنا الراهن ، وجدنا كيف ان عدداً من الروائيين والكتّاب يستمدون رؤاهم من شخصيات لها وجودها على ارض الواقع ، فيعكسون أفكارها ورؤاها ويقدمونها طازجة الى قرائهم ، ولعل ابرز مثال على ذلك ما فعله الروائي اليوناني الشهير نيكوس كازانزاكي في روايته ( زوربا اليوناني ) .

الذي نريد ان نقوله هنا ، ان مثل هذه الشخصيات موجودة دوماً وفي أيما مكان ، إنها موجودة وحاضرة حوالينا وبيننا ، وان كل الذي يتوجب علينا ان نفعله هو ان نكسر ولو جزئياً من حدة الهالة الأرجوانية التي نحوط بها أنفسنا ، وان نتقرب بما يكفي من هذه الشخصيات ، ننفض عنها الغبار الذي علق بها بمرور الزمن ونحاورها ونستنطقها بحنو وصبر حتى نصل الى العمق المطلوب من القاع الذي سيمنحنا بالتالي ماساته الأثيرة ، وأحسب ان صديقي صباح شكر محمود أو ( أبا رياض ) بطل هذا النص هو واحد من هؤلاء الذين عاشوا ردحاً طويلاً من الزمن دون ان يكلف احدٌ نفسه عناء الالتفات الى هذه الخامة الظاهرة للعيان أو المنجم القابل للعطاء .

إنها دعوة إذن ، الى ان يقوم الأدباء والكتّاب بحملة استقصاء وتنقيب ، ليس في أمكنة الآثار القديمة لعلهم يعثرون على لقية أو كسرة حجر أو رقيم يتضمن كتابات مسمارية ، وإنما بين الناس الأحياء أو الذين انطوت صفحة حياتهم منذ عهدٍ قريب ممن تحمل تجاربهم الحياتية وذواتهم معاني وآفاق تستحق ان تدوّن وتقدم الى القراء الذين هم في نهم الى قراءة هكذا مدونات تنطلق من الواقع وان رفرفت بأجنحة الخيال في بعض الأحيان .

أحمد الحلي


الاحتفاء بـ (همنجواي الحلي )

لا تقتصر الحفاوة على إقامة الندوات البروتوكولية التي تزخر بالثناء والشهادات والمديح لشخص المحتفى به بل إنني أرى إن الخروج من هذا النفق التقليدي الذي تتلاشى آثاره وفعله الإعلاني والإعلامي بمجرد أن تنتهي جلسة الاحتفال والاحتفاء إلى فضاء الكتابة والتحليل والمداولة ومن ثم النشر في وسائل الإعلام الثقافية إجراء يخلف أثرا تدوينياً يمكن أن يولد إضافة وتراكما كميا ونوعيا إلى المعرفة والثقافة والأدب ، ذلك لان تلك الوسيلة الثانية تـُـعــدّ الأكثر نفعا لكونها الأسهل للأرشفة والحفظ من الطريقة الأولى  .. فقد يتيسر للبعض من الأدباء في الساحة الثقافية أن ينتشروا ويصبحوا وجوها تلفزيونية أو نجوما محلية على الأقل يتمتعوا برذاذ الكاريزما ولمعان الفضائيات والصحف التي تحولت إلى منابر سهلة المنال لقربهم من تلك المنابع الإعلامية أولا  ولكثرتها ثانيا رغم حداثة عهدهم وتواضع منجزهم الإبداعي  ،وربما مر وقت طويل ولم يشعر المتلقي بوجود تجارب لها أهميتها وحجمها وهي الأكثر أهمية من سابقاتها لكنها بعيدة عن اذرع الإعلام وربما كان لعامل الجغرافيا واحد من تلك الأسباب ونرى في الكتاب الصادر من المركز الثقافي للطباعة والنشر في بابل في نهاية 2009 ( همنجواي الحلي) لمؤلفيه الشاعرين احمد الحلي وصباح شكر محمود مثالا يكتسب أهمية واضحة لما ينطوي عليه من تجربة إنسانية تتوفر على الجمال والنفع والمتعة واحسب إن تلك العناصر الثلاث إذا ما اجتمعت في إي عمل أدبي أو إبداعي فإنها سوف تضعه موضع اهتمام المتلقي وحفاوته وباعتقادي أن الكتاب الذي أشرتُ إليه ربما حمل إلى المتلقي من جانب أخر رسالة مفادها انتشار حرية النشر والممارسات الثقافية التي لم تعد تأبه لسلطة الرقيب وأوامر المركز وحسابات المؤسسة المهيمنة التي كانت تمارس دوري الأب والراعي لكل شاردة وواردة  وان كانت تلك الممارسات تصل في بعض الأحايين إلى درجة الانفلات في أنحاء البلاد ،  وبالعودة إلى الكتاب موضوع المداخلة فإننا نجد بين شاطئيه وفرة الفائدة التي تضمنتها سرود الشاعر احمد الحلي الذي قدّم  للكتاب ودوّن سيرة الشاعر الشفاهية كما نوّه في مقدمته ونستطيع أن نتلمس في تلافيف هذا الجزء الذي شغل نصف الكتاب الأول والذي يمكن أن نطلق عليه شعرية السيرة والمفارقة والمواقف الإنسانية التي حفلت بها حياة شاعر وفنان امتدت منذ بدايات الأربعينات في القرن الماضي ولغاية الآن  ولا يقتصر الأمر على الفائدة لوحدها بل إننا سوف نحصد الكثير من المتع والطرائف من خلال شخصية (همنجواي الحلي) تلك الشخصية الواقعية الحلية الرائعة التي تعلقت بالفنون والآداب والشعر الذي كان على رأس قائمة تلك  الفنون ، إنها شخصية الشاعر صباح شكر محمود والذي يعرفه الوسط الحلي عموما بابي رياض للعلامة الفارقة التي ميزته في ذلك المحيط ألا وهي لحيته البيضاء التي أطلقها تيمنا وتشبـّها بالروائي الأمريكي ارنست همنغواي ، ونرى إن الكتاب الذي لم تتجاوز عدد صفحاته ثمانين صفحة والذي ينقسم إلى قسمين كما ذكرنا إضافة إلى انه يحمل عتبتين للعنونة ، الأولى المذكورة في مكان سابق من هذه القراءة والتي تخص  لمحات من حياة الشاعر شبيه همنجواي والثانية العتبة التي تتوسط الكتاب وتتقدم النصوص الشعرية  ( أحلام صياد ) والتي كتبها صباح شكر محمود ، نرى إن مدونة كهذه قد يسرت باحة من الاسترخاء والتجربة التي اعتمدت على المنابع الفطرية التي لم تخضع لمهيمنات الشروط الأكاديمية وقيود المدارس والضوابط المحسوبة على أجناس الكتابة وربما كانت جماليات السرد الذي يهتم بآداب السيرة قد امتصت الكثير من الاحتقان والتشنج الذي يتسرب إلى دواخل المتلقي إزاء السيــّر المروية والمكتوبة بتعالٍ وفوقية والذي حققه احمد الحلي في تدوينه لمواقف وطرائف السنوات السبعين التي عاشها المبدع صباح شكر محمود بدء من ولادته في الكرادة الشرقية ببغداد عام 1941  مرورا بميله إلى الموسيقى والشعر والرياضة ونزوحه إلى مدينة الحلة في أيام الصبا والشباب كدريئة وتقيــّـةٍ من بطش الآخر المتغابي والناقم لأسباب متعددة ومن ثم عمله لاحقا سائقا في مصلحة نقل الركاب في الحلة وبأسلوب مبسط وتلقائي ، وحين نتعرض للنصوص التي كتبها صباح شكر في الجزء الثاني من هذا الكتاب تحت عنونة ( أحلام صياد ) فسوف نجد نصوصا خالية من الانزياحات والمجازات إلى حد كبير لكنها تحقق شعريتها بصدق ودهشة واستفزاز من خلال المفارقة والمغالاة والمواقف الشاجبة والرافضة لامتهان الإنسان وانتهاك إنسانيته وحقوقه أينما كان فهي نصوص موقف قبل كل شئ  بعيدا عن قوالب الشعر وتقنياته وبحوره وشروطه اللاحقة .. هي نصوص ملتصقة بالحياة رغم الإجراءات والتغيرات والدراسات التي أُخضع لها الشعر وتحولاته واجبر على أن يكون فنا مصنوعا أو مصنعا على طرق الحداثة أو كائنا من ضمن فنون الحاضنة التي تنتمي إلى هندسة اللغة والمعمار الصارم .. و لنذهب إلى نص المشانق ؛

إنها تعشق الرقاب الضعيفة .. وتمقت الرقاب الغليظة ..هل للفجر رائحة الحياة  ..؟ لماذا  إذن تـُـنــَـفـَـذ في ساعاتهِ أحكام الموت  ..؟

بعد ملامسةٍ قصيرةٍ تــَـلـدُ المشنقةُ رقبة طويلة .. !

مـمّ تـُــصـْــنـع المشانق ...؟

من خشب الصاج أو الزان .. ..؟

ليس الأمر بذي أهمية  ..

الأهم أنها تقوى على حمل الجسد ..

عند ولادته قطعوا حبله السري  ..

وعند بلوغه أعادوا  له الحبل بصيغة أخرى

إن الفطرة التي جعلت من محمد الماغوط نجما شعريا كبيرا في فضاء الشعرية العربية ومعها ظروف وعوامل أخرى ساهمت في تألق هذا الشاعر الكبير ربما لم يحظ بها صباح شكر محمود ورهط كبير من هؤلاء المبدعين  الذين ينتمون بقوة الحياة إلى منابع الفن وروافده الخلاقة فبقوا تحت دثار السنوات العجاف بانتظار سراج يشع على سنواتهم المهدورة



أحمد الحلي


الخميس، 26 يونيو 2014

منحوتات من السكراب للفنان جون لوبيز-عن بورد باندا

استخدم الفنان مواد مهملة من سكراب الحديد ومواد اخرى ليصنع منها منحوتات بالحجم الطبيعي لحيوانات المنطقة جنوب داكوتا وهنا حقق التخلص من المخلفات الصناعية وخلق اشكال فنية تعجب المشاهد...........




السبت، 21 يونيو 2014

محاضرة للفنان الدكتور غالب المسعودي بعنوان المثقفون العرب ....مكارثية جديدة ام قلق وجودي في البيت الثقافي بابل





شيء عن تجربتي التشكيلية
د.غالب المسعودي
أن يتحدث الفنان عن تجربته فيه شيء من الصعوبة لأن التجربة هي التي تتحدث عنه و ما من شك أن الفن من أولى الوسائل التي أفصح بها الانسان عن نفسه ،و يأخذ العمل الفني من المبدع بعد أن يمتليء خياله و وجدانه و تفيض نفسه بمشاعر و أحاسيس لا يملك الا أن يكشفها و يكون أسيرها و بهذا ينتزع من وجوده كنه ما يحس ، و منذ عصر الاسطورة ظل الفن يستلهم بيئته الموضوعية و المعرفية و تتحدث تجربتي عن استلهامي التراث الاسطوري لحضارة وادي الرافدين حيث أن الاسطورة تأريخ يصلح لكل زمان ومكان من حيث انها عالمية الابعاد محلية التكوين وكون الاسطورة شكل فهي قابلة لأن تكون شكلا آخر ،انا أرحل مع السومريين في عمق التأريخ البعيد و لا أنسى اني في القرن الواحد و العشرين منحازا لهاجس الحاضر و المستقبل متنقلا من خلال الغوص في الذات راكبا صهوة الروح امارس أحلامي و أوهامي على المساحة المتاحه لي _فضاء اللوحة _و يشكل التهميش الذي فرضته قوى الظلام عائقا امام الابداع العراقي ناسية أن العراقيين في كل تأريخهم هم كالنخيل شامخين في وجه البائسين لذا لجأت الى استخدام خامات و الوان أصنعها لنفسي معتمدا على ما متاح في السوق المحلية و ملبيا متطلبات الديمومة و المقاومة العالية للظروف المناخية و عوامل الزمن ،لم أستعمل الريشة في أعمالي كي أكون أكثر قربا في عملي ..وكي لاننسى أن التسطيح وصل الى كافة مرافق الحياة الثقافية حتى الى ريشة الفنان ،و المطلع على تأريخ الحضارات الكبيرة يرى انها استثمرت ما متاح في بيئتها لتصنع اسطورتها و ليس أدل من ذلك استخدام الطين لتدوين روائع الاعمال لحضارة وادي الرافدين و التي ظلت منارا ينير الدرب لحضارات العالم كافة و أننا وريثي هذه الحضارة الرائعة العريقة .. اذ أن الجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الآكام.

عضو نقابة الفنانين
عضو جمعية التشكيليين العراقيين
عضو اتحاد أدباء وكتاب العراق
مشارك في جميع المعارض الوطنية منذ عام 1999
أقام ثلاثة معارض شخصية خلال الفترة المنصرمة
أصدر مجموعتين شعريتين
ترجمت مختارات من أعماله الشعرية الى اللغة الانكليزية قام بترجمتها الشاعر حامد الشمري
له كتابات تنظيرية في مجال الفن التشكيلي منشورة في الصحافة العراقية
معرض مشترك في قاعة أفـق - آيار 2003بغداد .
معرض مشترك في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين - تموز2004سوريا.
معرض الحرية الاول نقابة الفنانين - بابل 2003
معرض في ذكرى شهداء الحركة الوطنية العراقية 2004- نقابة فناني بابل .
معرض الربيع الاول 2004 نقابة الفنانين - بابل .
مالثقافة في مفهومها العام تعني الفعالية في آليتها الوظيفية ,وبالتالي نجد أن هناك تغيرا ما سيطرأ على المشهد إما إلى الأمام, أوالى الوراء اعتمادا على من يقع عليه الفعل,والتقدم هو فعالية الثقافة الحقيقي باتجاه التغيير نحو الأفضل ,وكلما كان المثقفون واعين لاتجاهات التغيير, محصنون بوعي اخفاقات الماضي, ومدركون الآني والمستقبلي, كانت المحصلة أكثر فعالية في الحفاظ على الطبع الثقافي الانساني.لكن إن درسنا سلطة الثقافة وفق هذا المنظار نجد أن هذه الفعالية غائبة ومغيبة الآن, باعتبار أن الثقافة سلوك بقدر ما يبتعد به الإنسان عن أصله ألبدئي , وهذا التغييب نجده لصالح ثقافة السلطة ,كونها أيضا سلوك متجذر ولكنه تسلطي متخندق في أحافير اللاوعي الجمعي ويمتد لا شعوريا إلى زمن البدايات, وهنا نجد أن الأسطورة قد انجزت نضجه ,وهي في المتخيل حقيقة واقعة في زمن ما, وهي الحاضنة ومفتاح لكل الأحداث التي جرت والتي ستجري على المستوى الواقعي, وبهذا تمارس دورها المهيمن والمرشد وتمتلك العصا السحرية لتبرير كل التغييرات بما يتوافق وطبيعة الفهم الخاص للكوزمولوجيا, وهذا لا ينبع من فراغ فالواقع الراهن مليء بالأسئلة والإجابات شحيحة. وكون التيار الارثودوكسي هو الوريث كما يعي هو للكوزمولوجيا وألاسكاتولوجيا ,لزمن البدايات نجده يمارس دورة طوباوية لموائمة الاحداث مع منهجيته الأساسية في التفسيرو البناء, يستغل غياب الوعي المتجذر في مجتمعاتنا التي لا تزال تعيش بدائيتها الأولى, وهكذا تمارس السلطة المتشدقة بالمطلق ,وتكون هي المنبع الأساسي لكل فعل على المستوى الفردي أو الجمعي ,لأنها مستمدة من المثال, والذي كما يدعون هو أنقى أشكال الخلق وهو المكتمل ذاتيا بلا فعل, والواقع الراهن هو مثال بيولوجي, والوعي هو فعالية بيولوجية, ومثل هذا المثال لا يرتقي إلى وعي الواقع كونه تحت سلطة الاسطورة,وبذا ينحدر الكائن حتى يصل إلى الحضيض, لكن الواقع المعاش ينبئنا أن النشوء والارتقاء هو ديدن تطور الحياة ,وهذا يسير بخط معاكس تماما لما تطرحه اسطورة الخلق ,كون الكائنات تحاول الوصول إلى مثالها المكتمل الذي يؤهلها للبقاء وكل حسب نوعه, وهذا بالتالي يعني ارتقاء في مستوى وعي الذات والموضوع ,وكذلك هو مفهوم السلطة أو ما اعني هنا ثقافة السلطة, والتي مصدرها المثال فهي غير قابلة إلا للتنفيذ والمساومة والنقاش وهي مضيعة للوقت ,وهي كوعي للمطلق ,كمنجز مكتمل النضوج, لكن الواقع الحي ينفي هذه النتيجة ,إذ لم تمارس هذه السلطة بكل فعاليتها المجتمعية ولم تساهم في دفع الوعي الجمعي إلى إنتاج كيانات اجتماعية أو حضارية فاعلة ومكتفية ذاتيا طيلة قرون, ولو أن الاكتفاء الذاتي أمر صعب المنال, لكن هذه المجتمعات لم تقترب من هذا المؤشر.
إن نظرية النشوء والارتقاء يمتد تأثيرها إلى الكيانات الاقتصادية باعتبار أن الاقتصاد المحرك الأساسي للتاريخ, و إن استمرار الأنواع وتطورها هي عملية اقتصادية بامتياز, والعالم اليوم يهتم بالحفاظ على الأنواع لأنه يجد هناك نوع من الانسجام بين الذاتي والموضوعي في الطبيعة ,و في النهاية كل الجهود التي تبذل في هذا الاتجاه لها مردود اقتصادي والعملية سائرة إلى أمام, لكن في مجتمعاتنا تجدها تصب في صالح ثقافة السلطة ,كون سلطة الثقافة ودورها لازال هلاميا ,أما ثقافة السلطة متجذرة منذ العصور الأولى أي من عصر المشاعية البدائية ,ووسيلتها المكر والخداع, وتبدو قوة فاعلة بشكلها الفردي أو الجمعي تمارس الابعاد والتهميش بمكارثية جديدة تستهدف الوجود المثقف .
هناك علاقة لوغاريتمية بين انحسار سلطة الثقافة وتنامي ثقافة السلطة وقد يبدو هذا نوع من الاشتباك, إلا ان هذا الاشتباك يصب في مصلحة الرأسمال النقدي وكذلك الرأسمال الرمزي والذي له تحالفات مشتركة في نطاق الفعالية و في استغلال الانسان امتدت لآلاف السنين, ولازال يفعل فعلته في المجتمعات المتغيبة والمغيبة حضاريا ,لأنه هو خيارها وهي المغيبة بفعل الافيون الثقافي, التاريخي, لكني أرى أن الإنسان سيكون حاضرا ولاعبا رغم ازدراءه للمشهد وستكون آلية الصراع وجودية بامتياز .


منذ أسبوعين تقريباً، أرسل أحد الأصدقاء تعريفاً للمكارثية ووضع نقطة في نهاية التعريف الذي استغرق بعض السطور، وكأنه يستقرئ اتساع رقعة المكارثية هنا خصوصاً هذه الأيام.
فخلال عشر سنوات من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، هي تلك الواقعة ما بين 1947 و1957، كان فيها السيناتور الجمهوري جوزف مكارثي، نجماً بلا منازع، أسس خطاً لم تعرفه السياسة الأميركية من قبل ربما، وأسمي باسمه “المكارثية”، وذلك تحت ذريعة مكافحة الشيوعية لئلا تتغلغل في المجتمع الأميركي. وتحت هذا الباب، صارت الشائعات والدسائس وكتابة التقارير والأخذ بالظنة، تحت تهمة التجسس لصالح الاتحاد السوفييتي، أو حتى التعاطف مع أفكاره، من التهم التي يمكن أن تودي بصحابها إلى السجن، وإن كان محظوظاً، فإنه سيكون معزولاً اجتماعياً ومهنياً وسياسياً، حتى يكون الانتحار الطريق الأسلم بالنسبة له للخروج من هذه “الزنقة” التي وُضع فيها، عندما عبّر عن رأي لم يكن مرضياً للجمهوريين الذين كانوا آنذاك أجداداً للمحافظين الجدد اليوم، وقد عرفناهم منذ مطلع الثمانينات وحتى الأمس القريب من جورج بوش الابن.
لم ينجح مكارثي في بث أفكاره في مجتمع منفتح ومتسامح إلى حد بعيد، ومتعدد الأعراق والأديان والألسنة والصبغات والثقافات؛ إلا من خلال التخويف والتهويل، وصنع أعداء حقيقيين أحياناً، ووهميين أحايين أخرى، فانطلق سُعار المكارثيين في تتبع ما تنطوي عليه سرائر البشر، والتخلص من أي من يُشك في حمله أفكاراً غير متسقة 100 % مع أفكارهم إذا كانوا في الأجهزة الحكومية خشية التجسس لصالح العدو، وكان الولاء والبراء– بالطريقة الأميركية طبعاً – واحداً مما قامت عليه المكارثية، وصار الشره للمزيد من الضحايا يتقدم، ولم يعد المكارثيون يكتفون بأناس اعتياديين، فلم يتوقفوا عند هذا الحد، بل ذهب بعضهم لاتهام مواطنين حازوا صفة العالمية، كوزير الدفاع الأميركي جورج مارشال الذي يٌنسب إليه “مشروع مارشال” لإعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وحائز على جائزة نوبل للسلام، بأنه مساند للشيوعية. وكان مكارثي قد ادّعى في العام 1950 أن “205 أشخاص من موظفي وزارة الخارجية الأميريكية هم من المتعاطفين مع الشيوعية وأن 57 آخرين أعضاء في الحزب الشيوعي” [1].
“القائمة السوداء”، هي واحدة من نتاجات المكارثية، إذ قيّد فيها كل من يشك – لمجرد الشك وعدم الراحة – في انتمائهم أو تعاطفهم أو ميلهم للأفكار الشيوعية، ولم يكتف بهذا في الولايات المتحدة وحدها، ولكن اليد الأميركية التي كانت – ولا تزال طبعاً – طويلة حتى في أوروبا، وخصوصاً أوروبا التي تدين لها في تلك الحقبة بالفضل الكبير لحسمها الحرب العالمية الثانية، فأرسل أزلامه إلى هناك ليضعوا “القائمة السوداء الأوروبية”، لمن تنطبق عليه شروطه تلك، فاتسعت دائرة نفوذه، الذي نتج عنه رئيسان تاليان هما ريتشارد نيكسون الذي تعقّب شيوعيين في الخارجية الأميركية حتى أودى بهما إلى السجن، قبل أن يصبح رئيساً ويخرج مكللاً بالخزي والعار بفضيحة هي الأشهر سياسياً على مستوى العالم (ووترغيت)، وكذلك “رونالد ريغان، الذي كان رئيسا لنقابة الممثلين والممثلات. لكنه تجسس على زملائه لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي). وكان رقمه “العميل عشرة”. واعتذر، بعد أربعين سنة، في كتاب مذكراته. وأشار الى عذر يبدو غير غريب في اميركا اليوم، وهو انه خلط بين الخطر الحقيقي (الشيوعية)، وبين اليساريين والليبراليين والنقابيين” [2] واعترف أن أبرياء أصيبوا بالأذى في تلك الفترة!
وربما لم يكن ريغان صنيع المكارثية، ولكنه صنيع ما هو أقل شهرة، والمعروف بـ “التوماسية”، نسبة إلى بارنيل توماس، الذي سبق مكارثي بقليل فقط، وأصبح ينقب عن الشيوعيين في المجال الفني، وأقنع وولت ديزني (مؤسس شركة ديزني للملاهي)، ولويس ماير (مؤسس شركة متروغولدين ماير للسينما)، وجاك وارنر (مؤسس شركة وارنر للسينما)، بأن يشهدوا ضد زملاء لهم، وسُجن عشرة ممثلين، فقط لأنهم رفضوا الإجابة على أسئلة في التحقيق يتناقض جوهرها والدستور الأميركي [3].
بعد ثلاثة عقود، ترنّحت الشيوعية وتهاوت، وانحلّ الاتحاد السوفييتي وتفتت، في الوقت الذي صعد فيه نجم المحافظين الجدد، وخصوصاً في عهد الرئيس الأميركي السابق. وعقيدتهم تشي أنه لا بد من صنع عدو، والذهاب لحربه، فكان أن ضخّموا “الإرهاب”، ودوّلوه، وشغلوا العالم به، ووزعوا فيه التهم، وغزوا العالم بزعمه، ومنعوا، ومنحوا على هذا الأساس، وساد الشك في منافذ العالم الغربي بكل من اكتسى بسحنة أقرب ما تكون إلى العربية، والقصة معروفة التفاصيل.

اليوم نجد بين ظهرانينا مكارثية بحرينية من نوع شبيه إلى حد ما. فهناك قوائم توزع، تهم توزع، خوف وشك كبيران من أن يقول البعض رأيهم فيما جرى بحرية، إقصاء اجتماعي لكل من يقول أن له وجهة نظر مستقلة، فالمسطرة موجودة لمعرفة مدى انحرافك وانجرافك. هناك من لا يتوروعون عن إيراد أسماء في مواقع عمل، ونسب جملة من التهم إليها من دون لحظة تأمل في الحديث النبوي الشريف “كفى بالمرء كذبآ أن يحدث بما يسمع”،ولكي يبرئ البعض ذمته، يتوج القائمة بكلمة “كما وصلني”، ويختمها بثلاثية “انشر انشر انشر”، ونراها منتشرة، بل ومنشورة في اليوم التالي، بلا تثبت ولا يقين. ففي زمن المكارثية، من لا تناله مخالبها، لا أقل من أن تنال من سمعته.سيرة ذاتيةعرض مهرجان متحف الشارقه الاول2005.

الجمعة، 13 يونيو 2014

اصدارات جديدة لادباء من الحلة

عن دار شمس للنشر والاعلام -القاهرة وبالتعاون مع المركز الثقافي للطباعة والنشر -بابل صدرت مجموعة من المؤلفات للشاعر احمد الحلي والشاعر والفنان مازن المعموري


الثلاثاء، 10 يونيو 2014

رشوة اب- الدكتور الاستشاري رافد علاء الخزاعي

رشوة اب
اليوم  وانا ادخل المستشفى عصرا  بعد يوم مرهق   لاني كنت احضر احدى الندوات عن  حوكمة  الانظمة الامنية وسيادة القانون  واثرها في الامن الانساني والتنمية والعدالة  الاجتماعية في انظمة الحكم الانتقالية طرح فيها خبراء من منظمة الامم المتحدة عصارة التجارب العالمية من اجل الرقي  والاصلاح القانوني في العراق.
 شاهدت صبيا يقود اخيه الاكبر وهو مجبرا ذراعه الايسر بالجبس (لديه كسر  بسيط في عظم الزند الايسر وقد عولج تحفظيا بالساندة الجبسية) وعندها قلت له خير عمو ليش ماتدير بالك من تسوق (تركب البايسكل ) الدراجة وحسبت نفسي فطننا وواكملت سؤالي وابوك اشتراها بمناسبة نجاحك .... لان الان موسم توزيع النتائج والاباء يشترون هدايا لابنائهم الناجحين..........
بكى الولد المكسور ونزلت من عينيه الدموع وضحك بقهقهة عاليا اخيه الصبي الصغير فتهت في تفكيري بين هذا الموقف الازدواجي بين بكاء الولد المكسور و الضحك الهستيري لاخيه الصبي الصغير.......
وضاع عني التبصر والاستقراء للموقف الازدواجي بين الضحك والبكاء لاكتشف سخرية القدر.....
اجابني الصبي الصغير عمو ان كسر يد اخي نتيجة لتلقيه ضربات ابي شرطي المرور بعد عودته من يوم متعب ودامي في بغداد......
وانا كأني عباس المستعجل في التصريحات كما يقول المثل البغدادي ومثل باقي العرب والعراقيين لنا الظاهر من الامر  ونسرع بالحكم ونبني عليه تفكيرنا بدون تفحص  ودراية  شمولية كافيةوهاي خصلة حتى في الانبياء كما في قصة سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح.....
فانبريت للصبي وهل شاهده ابيك يقود دراجته عكس السير او يقودها في الطرق العامة.......
فاجابني الصبي بخباثة عمو شبيك مستعجل احنا حتى دراجة ماعدنا بس انا قلت لاستعلامات المستشفى حتى احمي ابي من المسائلة والعدالة وتم معالجة اخي اسرع وهكذا نسجل جميع حوادثنا قضاء وقدر.....
 عمو عفية دوختني وانا دايخ بالوضع العراقي وارهاب داعش.....
الصبي وهو يضحك عمو داعش مالهم علاقة هاي امي النادرة من شافت ابوي تعبان من الشغل قالت له ابشرك الولد جابوا شهايدهم (نتائجهم ) فاخرج ابي صفارته من جيبه وصفر ثلاث مرات وهو يدعونا للتجمع للاطلاع على نتائجئنا......
فبرز له اخي المسكين هذا بنتيجته المصبغة بالدوائر الحمراء الخمسة فنظر ابي له شزرا مزرا وانهال عليه بالضرب والنطح والبوكسيات والراشديات حتى كسر له يده.....
 فقلت له عفية عليك عمو انت ناجح وقد قللت من غضب ابيك وحزنه على رسوب اخيك بنجاحك......
اجابني الصبي لا عمو اني هم راسب وشهادتي محمرة ......
قلت له اذا لماذا يضربك ابيك مثل اخيك.......
ضحك الصبي عاليا وقال عموا انا وضعت في وسط شهادتي عشرة الالاف دينار واعطيتها لابي.......
قلت له وماذا فعل ابيك حينها.........
قال عموا دس العشرة في جيبه  وقال لي وليدي انت بعدك صغير وامامك متسعا من الوقت لغرض ان تنجح.........
وقتها ضحكت وبكيت في ان واحد وكررت المثل العراقي قيم الركاع من ديرة عفك...........


الدكتور الاستشاري
رافد علاء الخزاعي
مستشفى الجادرية الاهلي
بغداد- الكرادة خارج- عرصات الهندية
009647713333002-009647901944328

عصر اينانا المستعاد رواية جديدة لعادل كامل-

الفصل الثاني من الرابط ادناه
http://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=EwCcFc6N

الأحد، 8 يونيو 2014

الحمد لله !!!!!!-حامد كعيد الجبوري

الحمد لله !!!!!!
حامد كعيد الجبوري
يا مكان ...؟؟
أبيا مكان الانفجار ؟؟
باجر التفجير يوصل يا مكان ؟؟
يا هو مات ؟؟
ويا هو عاش ؟؟
الحمد لله ..
اليوم كملت النهار
الشكر لله ..
اليوم كملت النهار
وباجر يحلها .... !!!!!!!!!!!!
أيضيف يوم
تزيد ساعات احتضار
الحمد لله ...
نهر سوينه الدموع
دموع نبجي عالشهيد
دموع نبجي عالجريح
والوطن ساحة دمار
الحمد لله !!!
بعد جم محبس بصبعك ؟؟
صيح بات ..
الورد يابس بالشجر
العيون أتصب نفط
كلشي أسود
والسياسة أتخم محار
الحمد لله الانتخاب
وصار عدنه البرلمان
مو مثل ذاك العتيك
الشعب بيده الاختيار
الولاية الأولى مذبوح الوطن
الثانية صارت سوالف
الثالثة بصمة وقار
الموت عالبيبان واكف
ما يفرق يشتغل بسم ألآله
ولا يهمه
يلكط زغار وكبار
الحمد لله اليوم عزراين شفته
بالوطن ناوي أقامه
الحمد لله مات جيراني وصديقي
الحمد لله مات أبن عمي وأخويه
الحمد لله لسه أتنفس بريتي
والنفس ...
نار وشرار
الحمد لله ...
بالوطن يحجي السياسي
وعالوطن تبجي الكراسي
والوطن بيت الأجار
***********



السبت، 7 يونيو 2014

عندما ينفجر الجهل عبوة ناسفة- كاظم فنجان الحمامي

عندما ينفجر الجهل عبوة ناسفة


كاظم فنجان الحمامي

تعددت طرق الخلايا الإرهابية في التعبير عن نزعاتها الإجرامية، فنسفت الجسور والمدارس والمساجد والكنائس والأسواق والتجمعات السكانية، ثم توسعت في نشر أفكارها الظلامية، وتمادت في التهديد بخناجرها لتزهق أرواح الصغار والكبار بدم بارد، فاغتالت الإعلاميين والفنانين والأساتذة والمهندسين، حتى صار القتل والتفجير عنواناً من عناوين الخراب الشامل، وبركاناً عنيفاً من براكين صناعة الموت ونشر الدمار، فأحرقوا الحرث وقطعوا النسل, ورفعوا رايات الرعب بين الأحياء الفقيرة.
كنا نتوقع ظهور مخالبهم في كل مكان، لكننا لم نتوقع أن تصل بهم الخسة والنذالة إلى قتل الفرق الطبية المكلفة بالتطعيم ضد مرض شلل الأطفال، ولم نكن نتوقع أنهم سيمنعون التعامل مع الحملات الصحية المكلفة بالتلقيح، ويفتون بقتلهم والتمثيل بأجسادهم. 
لم تأت العمليات الإرهابية التي استهدفت الفرق الطبية في الرمادي والموصل وديالى من باب الصدفة، فقد كانت لها جذورها التعبوية المنبثقة من بؤر الظلام, بناءً على فتوى أصدرتها الأوكار الإرهابية، حرمت بموجبها السماح لفرق تلقيح شلل الأطفال بالعمل في القرى النائية بذريعة التشكيك بصلاحية اللقاح، أو التشكيك بنوايا الفرق نفسها.
https://www.youtube.com/watch?v=GS9ynvGH1h8
تعود تلك الفتوى إلى عام 2011، وهو العام الذي قررت فيه طالبان توجيه هجماتها نحو فرق التطعيم ضد شلل الأطفال، وكانت القرى الباكستانية والأفغانية والبنغالية هي الأهداف السهلة لتنفيذ التفجيرات المتوالية ضد قوافل فرق التلقيح، فسقط حتى الآن مئات القتلى من العاملين في حملات المكافحة, راحوا جميعهم ضحية الفكر المتخلف، وتشير التقارير المرسلة من تلك البلدان إلى عزوف آلاف الفقراء عن التطعيم، ورفضهم تلقيح أطفالهم ضد الشلل الذي مازال متفشياً بينهم.
مما لا جدال فيه أن تنفيذ الهجوم المسلح ضد الفرق المكلفة بمكافحة الأمراض الفتاكة، ومنها شلل الأطفال، والإفتاء بتحريم التعامل معها، يعد من الأفعال العدوانية الموجبة للعقاب شرعاً, بقدر الضرر المترتب عليها.
نحن الآن في أمس الحاجة إلى التصدي للفتاوى الباطلة، التي ظهرت مؤخراً, والتي تحرم التطعيم ضد شلل الأطفال في الديار الإسلامية، ويتعين علينا العمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتمويل حملات التوعية في المناطق الموبوءة.
من المفارقات الغريبة أن المنظمات الدولية رصدت مئات الملايين من الدولارات لدعم الحكومات المتضررة، وتعزيز جهودها نحو تطعيم أطفالها ضد الشلل، بينما تتعمد منظماتنا العربية تجاهل العمليات الإرهابية، التي استهدفت فرق التلقيح والإسعاف الفوري في سوريا والعراق.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين

الشهادة في قاعة الامتحان-الدكتور الاستشاري رافد علاء الخزاعي

Jun 6 at 10:26 PM
الشهادة في قاعة الامتحان

خوفنا الازلي من قاعة الامتحان
زرعه نابليون بحروبه الحمقاء
زرعه الجهل المستشري في النفوس
زرعته عصا المدير الواقف في ساحة المدرسة وهو ينتظر الضحية
خوف بدده صوت الاستاذ وهو يعلن بدء الامتحان
سقط القلم
تبدد الحبر على الارض
 اكتملت الاجابة بالدم
هكذا كانت سما ليث
في امتحانها النهائي
 امتحان المواطنة
 امتحان الشهادة
من النواميس الاخلاقية والدينية والقانونية والمواثيق الدولية تعتبر بيوت العلم من مدارس وجامعات ومعاهد اماكن مقدسة لها حرمتها ولها تقدليها واحد شروطها هي البيئة الامنة للفكر الحر والرقي الانساني.
 وهكذا عبر التاريخ تعلم الناس الرهبة  عند الدخول الى المحافل التعليمية وهي منبثقة من الرهبة الاولى عندما كنا اطفالا ورهبتنا من الدوام في اليوم الاول المدرسي وتتوالى الرهبة وتترسخ في نفوسنا عبر الامتحانات وساعات الانتظار قبل الدخول الى قاعات الامتحان او في خطواتنا نحو المدرسة ونحن نحاول اجراء المراجعة الاخيرة لمادة الامتحان وتبقى ارجلنا ترتجف وهي تشد الخطى نحو المدرسة ورغم هذا الرعب الذي يسكن النفوس بدون ارادة او داع ونحاول طرده عبر الضحكات الهستيرية او ترديد الادعية والايات التي نحفضها وبعضهم عبر التدخين بشراهة عسى الدخان المتصاعد من الجكارة يبدد هواجس الخوف المستشري والخوف من الفشل ، فالامتحان هو اختبار للقدرة على التحصيل الدراسي الجيد ، و المثابرة و المتابعة الدراسية كفيلة بالحصول على أفضل النتائج ولكنه بعض الاحيان يعتمد على الحظ او مانسميه التوفيق الالهي بان تكون الاسئلة كما كنا نتوقع سلفا.
وهكذا كان الطلاب  يبتكرون الكثير من الفعاليات والنشاطات لطرد القلق فمثلا انا كنت العب الدومينو  (الازنيف)مع اصدقائي ونحن نجري المراجعة الاخيرة للدروس ومن خلالها نستذكر الاسئلة المتوقعة عسى حظ الدومينوا يجلب لنا الهام الاسئلة المتوقعة ,وكانت معنا طالبة علمتنا طريقة كانت فعالة وقتها وخصوصا في درس التشريح وهي احتساء علبتين بيرة لطرد الخوف والقلق قبل الامتحان , وبعضهم يتداول علاج الانديرال المضاد للادرينالين المتصاعد من القلق ويقلل من خفقان واضطراب القلب والتعرق اثناء الامتحان , وبعضهم ياخذ علاجات منشطة ومنبه للقدرات العقلية ولكنها دوما تعطي نتائج سلبية فاغلب الطلبة الذين يتداولونها يتعرضون الى اوهام الاجابة الخاطئة وتشبك لديهم المعلومات ويصبح لديهم الخلط وهنالك في ذاكرتي مواقف مضحكة ومحرجة لازلنا نتذكرها عندما نلتقي دوما . وبعضهم يعاني من الاسهال وبعضهم كثرة الادرار والتقيؤ وقد تصل في بعض الاحيان الى الاعياء الشديد وفقدان الوعي.
وكانت هذه الحيلة حيلة فقدان الوعي المفتعل نفذتها طالبة جميلة جدا وقد زينت نفسها قبل الامتحان كانها  ذاهبة الى حفلة زفاف وفي امتحان الجراحة مثلت فقدان الوعي فما كان من الاستاذ ان يساعدها وتجتاز الامتحان وتنجح رغم انها كانت كسولة وغير مواظبة على الدوام, وبعد يومين حاول صديقي ان يكرر المسرحية نفسها فما كان من نفس الاستاذ ان يرش وجه صديقي بدولكة ماء بارد وانا اضحك وانا اراقب الحالة واقارن بين حالة الامس واليوم ويقول له الاستاذ عيب عليك انت رجل وانت تخاف من الامتحان.
وقد رسخ في ذهنيتنا مقولة للقائد الفرنسي الشهير نابليون مقولته الشهير ساحة المعركة ولاقاعة الامتحان(ساحة الحرب هي أهون عيه من قاعة إمتحان)...نعم انه الخوف المستشري في نفوسنا من الفشل والرسوب والافتقار الى الغيرة او المنافسة من اجل التفوق والنجاح. وهكذا تعلمنا نتقاسم الخوف كتقاسمنا رغيف الخبر فترى نهمل هندامنا ولم نعد نحلق اللحى ونطيل الشعر والبنات يلبسن الحجاب وقت الامتحان لان لاوقت لديهن لتصفيف الشعر والاعتناء به انه خوف مستشري نتيجة سؤ الفلسفة التربوية المبنية على الخوف وان معيارها فقط النجاح  والمعدل في الامتحان
وان هذا الخوف والقلق  من الامتحان هو حالة مشاركة وتفاعل  مع الاهل من حيث المراقبة والنصح على المثابرة وتوفير الاجواء المناسبة والطعام الجيد والدعاء للابناء بالموفقية وحتى تستمر الحالة ببعض الامهات بتمرير القرأن على الروؤس او رمي طاسة ماء عند وداع الابناء للامتحان او الذهاب معهم والانتظار في باب القاعة وكان امهاتنا يعيشين حالة طلق اخر لولادة قادمة او ابائنا كانهم واقفين في صالة الولادة وهم ينتظرون البشرى وبعضهم يكتفي بتلقي الاتصال للاطئمنان على اداء ابنائهم في الامتحانات.
وايضا ان التطور التكنلوجي جعل من قاعة الامتحان سهلة الاختراق عبر وسائل الغش  المختلفة مما ولد وظيفة جديدة هي تسمى قاعة الامتحان ألامن واصبح للامتحان ثمن وتكاليف جديدة.
وهذ هو مخطط له لاستهداف البنى التعليمية ومعيارية التعليم في الدول النايمة من اجل تسويف قيمة الشهادة وفقدان مصداقيتها وقيمتها الحقيقة مما يشكل احباط للجيل الجديد واعتبار المدراس بيئة طاردة من اجل استشراء الجهل والامية مما يؤخر التنمية المستدامة وتعطيلها والبقاء الوضع على ماهو عليه وجعل البلدان النايمة بلدان استهلاكية مستوردة مثل مفاقس الدواجن.
ان الارهاب اضاف تحديا وبعدا اخر على معيارية التعليم والبيئة الامنة للقاعة الامتحانية من خلال استهداف الكليات والمدارس والمعاهد بالمفخخات فكم شهيدا سقط وهو في طريقه لاداء الامتحان من اجل حيازة فرصة في تنمية وبناء هذا البلد الجريح هكذا هو الحال دوما الغربان تقتل حلم العصافير.
 ان الشجاعة لاتقاس بالكلمات وانما تقاس بالمواقف والتاريخ يسجلها ويستذكرها دوما دون وجل وتردد ان الاتكاء على مقولة نابليون  بو نابورت هذا الامبراطور الذي حاول ان يقلد حلم الاسكندر الكبير والخائف من قاعة الامتحان كسرت مقولته فتاة انبارية عراقية ارادة تحدي الظلام والارهاب الاعمى  ومشاريعهم الهدامة فكانت شجاعتها بان اختارت الخوض معركة التحدي في الذهاب للجامعة في بيئة ملتهبة ووضع دموي وقتال في الشوارعبين القناصين الدواعش  والجنود الابطال الذين يحاولون نشر الامن واعادة الحياة والامل , انها شهيدة الامتحان وقاعة الدرس المقدسة "سما ليث"، الطالبة في كلية الزراعة بجامعة الأنبار/ المرحلة الثانية،  لم تكن تدري أن صباح الأحد 1/6/2014، هو الأخير الذي ستشرق فيه الشمس على حياتها لتكون شمس مشرقة لنساء العراق وهن يتحدن الظلاميين  وهي تودع اهلها وتذهب وهي حاملة لخوفين في أن واحد خوف من قاعة الامتحان والقلق من صعوبة الاسئلة والخوف من الارهاب الاعمى والدواعش انها فتاة التحدي وقلبها الصغير يحمل هم الخوفين وبشجاعتها ذهبت "سما" صباح الأحد، الى مبنى الكلية، الواقع في منطقة الزراعة شرق الرمادي، لتخضع للامتحان النهائي، فجلست على كرسي الاختبار، وبدأت تكتب، وما هي إلا دقائق، حتى سقطت على الأرض، مضرجة بدمائها، بعد أن أصابتها رصاصة طائشة في رقبتها لتكون اجابتها على اسئلة الامتحان بالدم على الحبر الازرق .......نعم نجحت سما بالامتحان بتفوق يحسدها الكثير امتحان حب الوطن امتحان التحدي امتحان استمرار الحياة  وقد جعلت من ساحة الامتحان و ساحة الحرب مساحة واحدة تجاوزتها بشجاعتها وكان الثمن شهادتها وزرعت في ارض العراق نخلة باشقة لاتهاب الموت  وبهذا افشلت مشروع الدواعش في ايقاف الحياة وتعطيلها وهكذا يبدو أن جميع الكائنات المتحركة والساكنة، تحولت إلى "أهداف" في معركة الأنبار، وأيا كانت الأسباب، لا يمكن أن يتوفر تفسير ملائم لهذة الجريمة المأساوية الا هو الاستهداف للعلم والتقدم والرقي الاسلامي انهم نفس الوجوه في افغانستان وفي العراق وفي الشام وفي ليبيا  انهم وجه اخر لبوكوا حرام انهم الخوارج الجدد بوجه وسيناريوا اخر لتعطيل وتشويه الاسلام انهم انفسهم من فجر الجامعة المستنصرية وقتل الاساتذة والعلماء في العراق انهم من فجر المدرسة في تلعفر وتكريت انهم خفافيش الجهل الذي لاعلاج لهم الا الحرق والقتل.
لقد سجلت الطالبة سما ليث شكلا جديدة للشهادة والامتحان من اجل المواطنة واستمرارية الحياة.


الدكتور الاستشاري
رافد علاء الخزاعي
مستشفى الجادرية الاهلي
بغداد- الكرادة خارج- عرصات الهندية
009647713333002-009647901944328

الأربعاء، 4 يونيو 2014

عصر اينانا المستعاد رواية جديدة لعادل كامل

عصر اينانا المستعاد رواية جديدة لعادل كامل الرواية في ست فصول ستنشر تباعا وللتحميل من الرابط التالي
http://www.4shared.com/account/home.jsp#dir=EwCcFc6N

الاثنين، 2 يونيو 2014

التيفو ودوخة العراقي-الدكتور الاستشاري رافد علاء الخزاعي

التيفو ودوخة العراقي
دائما يراجعنا في العيادات الخاصة واستشاريات المستشفيات الحكومية  مرضى يشكون من الصداع او الدوخة وأسهل تشخيص لحالتهم هو التيفو كما يسموه البغادة واغلب العراقيين  ويسميه المتعلمون مرض التايفؤيد او الحمى التايفويدية وقد اطلق عليه هذا الاسم لان اعراضه مشابه  قبل اكتشاف المضادات الحيوية في اربعينات القرن الماضي يشابه مرض التايفوس او التيفوس او الحمى  النمشية(Typhus) وهو مرض تسببه الريكتسيا وهي جرثومة اقرب للفايروس من البكتريا وينتقل عن طريق قمل البدن وكان منتشرا ولازال في بلاد الافغان وايران.
 ان حمى التايفؤيد او الحمى التيفية( typhoid fever) هو من الامراض المتوطنة في العراق ويعتبر ايضا من الامراض المعدية عن طريق المياه والاشربة والاطعمة الملوثة بجرثومة بكتيريا الساليمنولا  التايفيؤيدية او مايسمى العصيات التيفية وهي عادة تتلوث من براز  وبول والسوائل او الافرازات الجسدية حاملين المرض او المصابين به خلال فترة الحضانة او المرض او مابعد المرض ما يسمى حاملين المرض حيث تبقى هذه البكتريا المسببة له تتكاثر في مرارة الانسان لان سائل المرارة هو البيئة المثالية للتكاثر لها.
وتعتبر الحمى التيفية من اقدم الامراض على وجه الارض حيث كان مع الطاعون والكوليرا وشلل الاطفال يتناوب في القضاء على السكان ويسبب الوفيات لمدن كاملة وجيوش كاملة ,  حيث  ذكر المؤرخ اليوناني الناجي من وبائية حمى التايفؤيد التي اصابت اثينا  [ثوسديدس]حول 430–424 قبل الميلاد،  ان هنالك طاعون مدمرة، فيه البعض يعتقدون أنه حمى التيفوئيد، قتل ثلث سكان أثينا، بمن فيهم زعيمهم بيريكليس. تحول موازين القوى من أثينا إلى سبارتا، إنهاء "عصر ذهبي بريكليس" الذي اتسمت هيمنة أثينا في العالم القديم.
لقد ظل الباحثون والعلماء يعتقدون ان الطاعون هو السبب الرئيسي لتدمير اثينا  ولكن  مع الأكاديميين  والدراسات العلمية الحديثة وعلماء الطب النظر في التيفوس الوبائي السبب الأكثر احتمالاً. ومع ذلك، دراسة عام 2006 اكتشاف الحموض مماثلة لتلك البكتيريا المسؤولة عن حمى التيفوئيد.
ويحال هذا المرض الأكثر شيوعاً من خلال عادات النظافة الصحية السيئة والأوضاع الصحية العمومية؛ خلال الفترة قيد البحث،  حيث كان شعب اثينا  محاصراً داخل "جدران طويلة" ويعيشون في الخيام وفي ظروف معيشية وبيئية سيئة.
وبلغ متوسط معدل وفيات حمى التيفوئيد في شيكاغو في أواخر القرن التاسع عشر، 65 من كل 100 ألف شخص سنوياً. وكان أسوأ عام 1891، عندما كان معدل الموت التيفودية 174 كل 000 100 شخص ولكن الان بفضل التطور الطبي والتشخيص المبكر وامكانيات العلاج السريعة معدل الموت التايفؤيدي 22 كل مائة الف شخص في البلدان النايمة و 5حالة وفاة لكل مليون شخص للبلدان المرتاحة والمتطورة , وانا في حياتي المهنية الممتدة  لمدة ستة وعشون سنة شاهدت او سجلت حالتين وفاة لمرض التايفؤيد المؤكد بالفحص المختبري من خلال زرع عينة من دم المصاب احدها في مستشفى القوة الجوية سنة 1990 وكان مريضا نقل يعاني من نزف من الجهاز الهضمي مع حمى عالية وحالته حرجة سريريا حيث كان التشخيص الاولي هو ثقب الامعاء وهي من حالات مضاعفات التايفويد المتاخرة في حالات عدم اخذ العلاج الكافي والحالة الثانية شخصتها في العيادة بعد احتلال بغداد مباشرة في حزيران 2003 لمريض من مدينة الكوت وكان مصابا بالسحايا الدماغية التايفؤيدية وقد توفي المريض في مستشفى الجملة العصبية في العناية المركزة وقتها بعد اربعة ايام من التشخيص رغم الجهود الطبية والعلاجية.
يعتبر  حامل المرض يسمى «حامل التيفوئيد» كل شخص يتمتع بحد معقول من العافية ومع ذلك تتخذ عصيات المرض من جسده ملجأوهو مثل لغم متحرك في المجتمع وقد سجلت قصة ماري مالون الايرلندية المهاجرة الى امريكا والتي تعمل طباخة في احدى المطاعم نيويورك قد سجلت لها عدوى لثلاثة وخمسين شخصا وثلاث وفيات بسب تلوث الطعام المعد من قبلها  الى الزبائن وقد سميت قصتها اعلاميا باسم تايفؤيد ماري وقد منعت من العمل في المطابخ ولكنها عادت مرة اخرى للعمل في مطعم اخر باسم مستعار مما سبب موجة وبائية اخرى اضطرت السلطات الصحية الى حجرها وتوفيت بالتهاب رئوي بعد 26 سنة من الحجر الصحي وهي اول امراءة اجريت لها عملية استئصال المرارة لغرض معالجتها من حمل المرض وتكاثر الجرثومة.
لقد تم اكتشاف المسبب لمرض التايفويد من قبل الطبيب البيطري الامريكي دانيال سالمون (1850-1914) ومن اسمه استمدت اسم البكتريا سالمونيلا  التيفية والمشابه للتيفية المسببة لمرض التايفويد وهي  عصيات سلبية الغرام(الصبغة)، لاهوائية مخيرة. أغلب أنواعها قادر على الحركة بفضل الأهداب المحيطية.
أغلب السلمونيلات ممرضة، ويتعلق إمراضها بوجود مستضدات H الهدبية العطوبة بالحرارة والمستضدين الكربوهيدراتيين O وVi. كما ان السلالة غير التيفودية العدوى يمكن ان تسبب (التهاب المعدة والأمعاء) او التسمم الغذائي يكون بداية الظهور : عموما خلال 8-12 ساعة بعد تناول الطعام. الأعراض: ألم في البطن والاسهال، وأحيانا الغثيان والقيء. الأعراض تستمر ليوم أو أقل، وعادة ما تكون خفيفة. يمكن أن يكون أكثر خطورة في كبار السن أو الوهن.
 ان اعراض مرض التايفؤيد تبداء تدريجيا في المريض بعد فترة حضانة من 7-14 يوم :
 الحمى الطويلة وهي حمى تدريجية الارتفاع اي في اليوم الاول 38 درجة مؤية وفي اليوم الثاني 38.5درجةوهكذا تتصاعد درجة الحرارة تتدريجيا مما تجعل المريض يتكيف مع درجة الحرارة المرتفعة ولا يشتكي منها ولكن يشتكي من الصداع وهذه ايضا الحمى تشابه مع اعراض ضربة الشمس مما يتهمون الشمس بانها المسبب الرئبسب وهو اعتقاد خاطى وقد زادوا ايغالا في اتهام الشمس واسموها شمس الباقلاء مع موسم نضوج الباقلاء الخضراء وهو شهر مايس وحزيران. ولكن مع هذا الارتفاع في درجة حرارة الجسم ولكن نبض ودقات القلب تبقى محافظة على وتيرتها  حيث من المعلوم كل درجة واحدة تترتفع في الجسم يزداد النبض 15 نبضة في الدقيقة ومن الطرائف الطبية ان احدى المرضى الراقدين في مستشفى المجيدية الملكي مدينة الطب الحالية كان يعاني من نزف الجهاز الهضمي وكان يشرف على علاجه عاشق بغداد الدكتور سندرسن باشا مؤسس كلية طب بغداد  ومن اجراءات الفحص كان فحص الشرج عن طريق الاصبع  وعندما وضع سندرسن اصبعه في شرج المريض تحسس بارتفاع درجة حرارة المريض العالية وحسب النبض للشريان القريب من الشرج وجده بطيئا صاخ انه التايفؤيد وقد سرت هذه حول نطاسيته انه شخص التايفويد عن طريق فحص الشرج. ومن الاعراض الاخرى للتايفويد:
    القيء.
    فقدان الشهيه .
    خمول عام
    الآم شديده في المعده و الأمعاء
    تورم الغدد اللمفاوية.
    الرعشة.
    الإسهال.
    بقع وردية على الصدر تتحول إلى اللون الدموي .
وقد يحدث صداع ونزف من الأنف وترتفع الحرارة اكثر كل يوم حتى تصل احيانا الى 40 درجة مئوية, وتكون اعلى في المساء, وتضعف الشهية للطعام ويتغلف اللسان والأسنان والشفاه بترسبات بنية.والاصابة بالاسهال شائعة, لا سيما في البداية،لكن قد يحدث إمساك, وتكون رائحة البراز كريهة جدا, وينتفخ البطن ويصبح طريا مؤلما عند لمسه، وعند بداية الأسبوع الثالث من المرض تأخذ الحرارة عادة في الانخفاض تدريجيا.
وخلال مرحلة المرض المبكرة يكون الوجه متوردا والعينان براقتين, ولكن في الاسبوع الثاني يصير تعبير الوجه فاترا شاحبا تعبا انا اطلق عليه شبها مثل وجه المصري المتعب.
والسعال شائع إلى حد ما واصوات في الصدر مشابه للربو القصبي،لا سيما في المرحلة المبكرة, وبشكل عام يكون الجلد جافا لكن قد يحدث تصبب للعرق في مرحلة متأخرة من المرض.
تختلف أعراض حمى التيفوئيد وخطرها اختلافا كبيرا وقد تكون بدايتها على شكل تشنجات وصداع حاد وهذيان.
وقد تنشأ مضاعفات خطرة مثل النزف المعوي وثقب الامعاء ويحدث ذلك عادة خلال الاسبوع الثالث للمرض, ومما يشير إلى نزف الامعاء هبوط مفاجئ للحرارة ونبض ضعيف وسريع في القلب وافراز قاتم اللون من الاحشاء ،كما يشير الى ثقب الامعاء الم مفاجئ في البطن ينتشر بسرعة وهبوط سريع في الحرارة ونبض ضعيف وسريع.
ان الاعراض السريرية للتايفؤيد لاتخفى على الطبيب المتمرس والحاذق مما يولد تشخيصا سريعا للحالة والبدء بالعلاج المبكر مما يقلل من حدة المرض ومضاعفاته وتأتي الأعراض تدريجيا ان لم يتم علاج المريض من المرحله الأولى .
ان الاعتماد على اختبار فيدال  او ويدال (widal test)يساعد في التشخيص ولكن لا يمكن الاعتماد عليه، لانه يعطي نتائج سلبيه وايجابية خاطئه.
لذا فهو فقط يعطي احتمال وجود المرض وهو يعتبر الان من الطرق البدائية في التشخيص و لانعول عليه كثيرا وانما الان من خلال تقنيةPCR وتقنية استكشاف الاجسام المناعية المستضادة للسلمونيالا ويكون التشخيص المؤكد عن طريق زرع عينة من دم المصاب او افرازاته والتاكد منها عبر تقنية PCR أفضل معيار للتشخيص هو القيام بأخذ عينه من المريض والقيام بزرع حقل بكتيري(culture)لعزل الميكروب(بكتريا السالمونيللا)المسبب للمرض، فاذا كان الاسبوع الأول من المرض تؤخذ عينة دم، وعينة براز إذا كان في الاسبوع الثاني، وعينه بول في الاسبوع الثالث.أفضل عينه للتأكيد البكتريولوجي هي عينه نخاع العظام لانها تظهر الميكروب حتي ولو كان المريض ياخذ المضادات الحيوية.
 ان الوقاية خير من العلاج عبر غسل اليدين والتاكد من سلامة الغذاء والمشروبات والمياه  والاغذية الملوثة, تدني مستوي النظافة الصحية وجودة الطبخ للطعمة. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية. تلوث المياه السطحية والمياه الدائمة (مثل خراطيم المياه في الحمام أو موزعات المياه غير المستخدمة). هذا ويمكن للبكتيريا السالمونيلا البقاء على قيد الحياة عدة أسابيع في بيئة جافة وعدة أشهر في الماء. الفقاريات المائية، ولا سيما الطيور والزواحف، هي ناقلات مهم من السالمونيلا. يمكن العثور على السالمونيلا في المواد الغذائية، خصوصا في اللحوم والحليب والبيض. كما ان مصادر إنتاج الطعام الخام متداخلة في تفشي الاصابة بالسالمونيللا تشمل البطيخ والطماطم وبراعم البرسيم وعصير البرتقال. اللحوم النيئة والدواجن والحليب ومنتجات الألبان الأخرى، والجمبري، وأرجل الضفادع، والخميرة، جوز الهند، والمعكرونة، والشوكولاتة هي الأكثر شيوعا.وفجص العاملين في المطاعم واماكن تجهيز الطعام من خلال اجراء فحوصات دورية للتاكد من خلوهم من هذه الجرثومة او المرض.
ان التطور في العلاج الطبي والدوائي عبر وصف المضادات الحيوية المناسبة من حيث الجرعة العلاجية وفترة التداوي لمدة 10-14 يوم يعطي نتائج جيدة في الشفاء ومنع عودة المرض مجددا وايضا من خلال اعطاء اللقاحات في المناطق المتوطنة مثل العراق وان اول لقاح للتايفؤيد اكتشف في عام 1897،  من قبل"رأيت إدوارد المروث" تطوير لقاح فعال وهو اللقاح الحي الذي يؤخذ عن طريق الفم. في عام 1909، قام فريدريك ف راسل، طبيب "الجيش الأمريكي"، تطوير لقاح التيفوئيد اﻷمريكية ويسمى لقاح الحمى التيفية متعدد السكريات ويوخذ عن طريق حقن تحت الجلد وبعد ذلك بعامين أصبح له برنامج التلقيح الأول الذي تم تحصين جيش كامل. القضاء التيفوئيد اعتباره سببا هاما من الاعتلال والوفيات في الجيش الأمريكي وقد قامت شركات الادوية بتطوير لقاح عن طريق الهندسة الوراثية قليل المضاعفات حيث لازلنا نتذكر حملات التلقيح في المعسكرات والمدراس واعطاء الطلاب والجنود اجازة بسبب التلقيح ومما يسبه من الم عضلي وارتفاع درجة الحرارة ولكن مع اللقاح الحالي تكون الامور ميسرة وبدون اجازة او استراحة.
على المريض ان يتناول الاغذية السهلة الهضم مثل عصير البرتقال والليمون والعسل الاسود واللبن والبطاطا المسلوقة والموز والشوربات والحساء ويتغذى بصورة اعتيادية مع تحسن حالته الصحية.
 ان اغلب العراقيين حاليا يشكون من الصداع السياسي ودوخة السياسين وكما ان الشمس برئية من حمى التايقؤيد فان السالمونيلا ايضا برئية من دوخة العراقيين....


الدكتور الاستشاري
رافد علاء الخزاعي
مستشفى الجادرية الاهلي
بغداد- الكرادة خارج- عرصات الهندية
009647713333002-009647901944328
--