بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الاثنين، 11 يونيو 2012

شيش بيش عراق ﭼـقلبان- كاظم فمجان الحمامي

شيش بيش عراق ﭼـقلبان جريدة المستقبل العراقي 11/6/2012 وصل التبضع النفعي السياسي في أسواق العواصم العراقية الثلاث (بغداد, نجف, أربيل) إلى سوء التصرف بالشيش بيش على الطاولات المزدحمة بقطع الدومينو المعطلة, ووصلت الأمور إلى التخبط الواضح والصريح في لعبة جر الحبل للفوز بالمناصب والمكاسب القيادية, وباتت أوضاع التنافر مرشحة للانفلات والانقلاب والشقلبة (الـﭼـقلبان) في ظل التدخلات الخارجية العنيفة لدول الجوار في الشأن العراقي المباح المستباح, وفي ظل هذه الوصفات العلاجية الارتجالية, والتداوي بعقاقير التضاد والعناد والتربص والتخندق والتعنت في ردهات التراشق الإعلامي, بعد أن فشلت الرقية الشرعية في وقاية العملية السياسية, وعلاجها من المس والعين والسحر الأسود, في الوقت الذي غاب فيه ذكر الوطن والمواطن, واختفت فيه الثوابت الوطنية كلها, وامتطى المتناحرون سفنهم بلا شراع, وغاصوا بها في عمق المستنقعات القديمة المهجورة, واستعدوا لخوض معارك التمزق والتشرذم والتفكك والضياع, من دون أن يلتفتوا إلى مصير هذا الشعب المخدوع, الذي تركوه يصارع شظف العيش, ويواجه وحده كل التحديات الأمنية المرعبة, فنكثوا العهد الذي قطعوه له عندما اقسموا بأغلظ الأيمان على خدمته والإخلاص له, وارتكنوا إلى الأساليب القبلية البالية في تصفية الحسابات, فزرعوا الفتنة بين أبناء هذا البلد, ومزقوا نسيجه بأعمالهم الشريرة, وحملوا معاول التهديم والتخريب, ورسموا صورة مخيفة لمستقبلنا, وساروا في الاتجاهات الوعرة التي تهدد الركائز الأساسية للعراق, في خضم هذا التباعد الخطير بين الأطراف المتهافتة على السلطة, خصوصا بعدما تفاقمت حدة الهواجس الطائفية والعرقية والقومية والانتهازية على حساب المشاعر الوطنية الغائبة, حتى اختفى الحس الوطني, وكاد أن يندحر أمام هذا الغلو في الولاءات الخارجية, فغدت الأجواء مشحونة بالتوتر, وفقد المواطن ثقته بالمؤسسات الحكومية, التي اقتربت مؤشراتها العامة من العجز الكلي أو الجزئي, ما ينذر باقتراب سفينة البلاد من حافات الانهيار, بعد انصهار الروابط الوطنية الأساسية بين التكتلات السياسية, التي خذلتنا وخدعتنا كلنا عندما أوصلتنا إلى هذه الأوضاع المزرية, وبات من حق المواطن أن يبدي تذمره واستياؤه, وهو الذي ينتمي إلى اعرق البلدان وأقدمها تفصيلا وجملة, في الوقت الذي انتعشت فيه أحوال الشعوب والأمم المتخلفة في موزنبيق والكونغو وجيبوتي وغينيا وسريلانكا وجزر الواقواق, وتوحدت هواجس الناس هناك نحو بناء أوطانهم على أسس المواطنة الصحيحة, والمشاعر الوطنية الصادقة, والإصرار على تجاوز العقبات بالحوار المنطقي الخلاق لتلافي ارتكاب الهفوات والأخطاء الجسيمة. . في الصين (مثلا) التي وصل تعداد سكانها اليوم إلى أكثر من ملياري صيني, لا مكان فيها للأفكار الحزبية الضيقة, ولا مكان فيها للأغبياء والمتخلفين عقليا, بينما نعيش في العراق منذ زمن بعيد تحت وطأة السلطات العشائرية والطائفية والعرقية, حتى تسلط علينا فلاسفة الذباب, من الذين انفردوا عن بقية الشعوب والأمم في تنفيذ مشاريع الخراب, وتشقلبت السياقات السياسية عندنا إلى المستوى, الذي بلغت فيه أسوأ مراحلها, عندما أعلن بعض أعضاء البرلمان عن خوفهم من بطش رؤساء الكتل التي ينتمون إليها بسبب رفضهم الخضوع لإرادة قادة الفيالق السياسية, في سابقة خطيرة تعكس ما وصلت إليه ديمقراطية الإذعان الشامل في التعامل الحازم مع بيادق المجموعة الواحدة, فإذا كان البرلماني لا يملك القدرة على التعبير عن رأيه, ولا يحق له التغريد خارج السرب في الفضاءات الحرة المفتوحة ؟, وإذا كان ذلك البرلماني يبحث عن من يحميه, ويوفر له الأمن والأمان, فما بالك بالمواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوة ؟, وكيف ستستقر أوضاعنا في لعبة (الشيش بيش عراق ﭼـقلبان) إذا كان قادتنا على هذا المستوى من القلق النفسي, وعلى هذا المستوى من التوتر العصبي ؟. . والله يستر من الجايات

ليست هناك تعليقات: