الأربعاء، 9 يونيو 2010

الفنان غالب المسعودي في معرضه الاخير-بقلم الفنان عادل كامل-لوحات المسعودي

علامات الخطاب واسلوب الرؤية-عادل كامل
بين التوقف عند خصائص العمل الفني وبين الانشغال بصانعه,علاقة متداخلة,لقد كان للتعبير منذ انفصال المرحلة الجمالية,عن العضوية علامة جديرة بالتامل,مع ذلك,ليس الفن هو (الانسان )ابدا,انه مسعاه كي يحقق غايات مختلفة,ومنها,الحفاظ على شرعية التعبير كعلاقة جدلية بين اللغة والفضيلة.
والطبيب الفنان غالب المسعودي,لا يخفي قلقه,ولا يخفي تباهيه بالازمنة !انه-كالممثل فوق المسرح-يعلن عن استمرارية النص,فلقد اعلن المسعودي,بتجاربه المختلفة,عن عاطفة شائكة العلامات,لكنهاتحاول-بحسب تدريباته-التمسك-كما يعلن-باخر السومريين:انسانا وخطابا...انه مثال ابعد من المنجز ! وقد كان كاظم حيدر,يجد متعة بتفرد كل تجربة,وكل لوحة,بل وكل لمسة,فالمسعودي يهدم الوثن(المثال) بدافع صراعات شرعية,ففي فاتحة زمن امبراطورية الخيال,في القرن الواحد والعشرين,يتهدم اليقين باليقين,ليغدو التمرد الرديكالي سمة دائمة لبناء العمل,اننا نراه يتنزه مع زمن سابق,مع السومريين,ونراه يتوقف عند تقنيات القرن الحادي والعشرين,محلية واوربيةمعا,فالشك التجريبي يعمق اماله ولا يضعفها,فثمة تمسك بما هو صادق حتى لو عارض الحقيقي,الاكثر استحالة,هذا الصدق,جعله يغلي ويقدم تجارب ذات نزعة زلزالية,متمردة,متجانسة في عدم تكرارها,لان الفنان لا يصنع اوثانه داخل منفى واحد للزهو,والتعبير,الا باستحالة اي عمل اخر.
فالتعبير في الحصيلة يغدو صنيعة للاعتراف ولكنه في ذات المنحى يتمسك بالبعد التاملي... ففي اعماله الاخيرة تتداخل الازمنة وتتوحد فضاءات الفنان,فالقصائد القديمة الى جانب حرية الاشكال,تتمسك بالتعبير في بحثه عن علاماته,ذلك الامتداد للفنان معنا,نحو الوثيقة(الشهادة).....فهناك هاجس الحوار الدائم مع الاخر,لان الجحيم,في تجريبه,يكمن في الاعماق,ولايكمن في الفن,فالفنان يقترح اسئلة,مع الحفاظ على تجريبيته(التنفيذ) واسئلة الفنان هي الاسئلة ذاتها منذ فجر الاسطورة وقد صارت لوحاته,في حدود المرئيات,تخص الجوهر,فايهما اكثر(حركة وقلقا) السطح ام محركاته؟
ان تجارب غالب المسعودي بين النزعة الشخصية والتجريدية,تعلن عن شرعية البوح,التوازن بين فن الطب, والنزعة الفنية بسياقها الجمالي...لان غايات الفنان متوحدة بخطواته نحو الامتلاء...فالزمن والافكار والرغبات,تتوحد بهاجس التمرد,وبارادة اليقين معا,فهو داخل الاسطورة,يتمسك بنوايا وجدت تحولاتها في زوايا النظر,لانه يضع ذاته في الشكل,احيانا ويتمسك بالشكل كجزء من ذات لم تفقد ديناميكيتها,فالصراع بين الحقيقي والصادق,في البحث والتامل خصائص هذه التجربة,ولا يموهها بالتكرار كاسلوب بل يجعل الافق مشرعا لتمردات قادمة, فالمستقبل يتحقق كازاحة لركام الثوابت,اننا ازاء اصوات تجد في المطرقة اشارة للتقدم .
عادل كامل

ليست هناك تعليقات: