السبت، 19 يونيو 2010

الفنان ناصر عساف ورحلته الجديدة لاهوار الجبايش-2010


في معرضه الأخير في برلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر عساف و اقتناص اللحظات المعبرة بعيون الكاميرا

بشار عليوي
ـــــــــــــــــ
اقام المصور الفوتغرافي (ناصر عساف) مؤخرا معرضه الشخصي الرابع عشر على قاعة نادي الرافدين الثقافي العراقي في مدينة برلين . حيث ضم المعرض اكثر من عشرين صورتا جسدت واقع الحياة العراقية بكل تمثلاتها وشهد حضورا كبيرا من المهتمين بفن الفوتغراف حيث يعتبر اقامة هذا المعرض تجربة جديدة لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين عبر تقديم اعمال المبدعين العراقين من داخل الوطن والتعرف بهم في الخارج . وعن معرضه هذا وتجربة الشخصية تحدث الفنان ناصر عساف قائلا: بدعومة من ادارة نادي الرافدين الثقافي في برلين ، وجهود حثيثة من الفنان العراقي المغترب ناصر خزعل ، اقمت معرضي هذا ومن المؤمل انتقاله الى احدى قاعات العرض في السويد والدنمارك . في الحقيقة ان اهم الادوات التي ترافقني تلقائيا وانا امارس فن التصوير الفطنة النباهه اللتان تمنحاني الخاصية الرؤيوية التي تألف بينما تبصره عيني وما تبصره عين الكاميرا ، واعتقد ان بينهما علاقة روحيه تساعدهما في الكشف عن الجوانب الجمالية الكامنة في المشهد الطبيعي . لذا عندما اقرر لحظة التسجيل تنعدم في داخلي الجاذبية ، واصبح انسانا اخر بلا وزن ، ولا اعلم وقتها ان كنت اسكن في حزمة الضوء الداخل الى العدسة ، او في ضبابية الشكل الذي اريد تصويره . اما ادوات الكشف عن المشهد بالمعنى البسيط وفي كل الاتجاهات الفنية، هناك ادوات فكرية وادوات عملية لصنع شيء ما ذي مغزى وكلاهما يحتاج الى تقنيات تجعل كلا منهما اكثر نجاحا ودقة في معنا التوصيل الى المتلقي .
وعن هذا المعرض تحدث الفنان التشكيلي (حسين الموسوي) قائلا: تعبر اعمال العساف عن حس بصري وذهني وحين اتأمل في الاعمال المعروضة اجد في كل عمل منها رباعية متجانسة هذه الرباعية تتكون من ( عين المصور – عين الكاميرا – الموتيف أي الموديل – المكان) وفي هذه الحال وصل ناصر العساف الى اغنائها بفعالية النطق لكي تداهمنا وهي تحمل ليس النطق فقط وانما الروح ايضا .
اما الناقد زهير الجبوري فقال: يحاول المصور الفوتغرافي الفنان ناصر عساف ان يؤكد حقيقة المضي في الزمن الاتي ، عن طريق الاجابة على جملة من التساؤلات التي تبحث في ايجاد معنى للتطابق بين الحدث والصورة وبين اللحظة والتسجيل ، في مشهد هو عبارة عن حوارية وخطاب اختاره الفنان العساف من كم هائل من تداعيات لحظة واحدة يسجل من خلالها خطابة الفوتغرافي قبل ان يغمره فيض الزمن الماضي ، وهو يعمل وفق مؤهلات علمية وعملية لانتاج الصورة التي تملك التميز وتصنف على اساس الفن لا الأمتهان ومن هذه المؤهلات الأرتكاز على مثالية المشهد فعندما يقع المشهد في ذروة الشكل المتخيل او المتوقع ان يكون ، بمعنى انه بلغ مضمونيته الكاملة وتطابقيتة المتجسدة في القيمة البحثية ، واعلان اللحظة الرقمية للبدأ (ميكانيكيا
)في القبض على المشهد وهو في اعلى درجات الحساسية التي يستطيع ان يخلق منها الفنان ناصر عساف ، القيمة الموضوعية الخارجة من احتدام الزمن بالأشياء وبالوقائع وتحديد قيمة الحركة التي تناسبها والجديرة بنسخ المشهد وهو يخترق لحظة القرار ، ويدخل قيد الانتاج الفعلي ، بشكلة وقياساته وهو يسجل حدثا مثلما يسجل الزمن تاريخا .
وقال الفنان الدكتور غالب المسعودي : تمثل الصورة الارهاصات الاولى للفنان منذ عصر الكهوف الى عصر الأنترنت ، ومحاولاته لأيصال البنية الذهنية المتعلقة بعالمه الخيالي للشكل المطرز بألوان شتى وكيفية المعالجة لتصبح واقعا ملموسا بجمالية متوازنة للمتخيل . ان اختراع الكاميرا لم يوصله للمعنى الحقيقي لأننا نرى ما موجود حولنا وكل اجهزة الكاميرا باختلاف التقنيات التي تؤدي عملها بشكل جيد ، الا ان عين الفنان منفردة في التقاط اللحظة والعلامة والاثر كما لم يرى احدا من قبل ويعاملة مع ما يدور في راسه . والفنان ناصر عساف استطاع من خلال تجربتة الطويلة وجهده المثابر برغم مرارة المعاناة ان يضع افكاره في سياقها الابداعي مؤكدا على اولوية الرؤيا الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي كما لو انه (الفنان ناصر عساف) نبع ماء صافي ويسقي جرح الارض ويسيل لايسمع غنائه الا خاصة الخاصة . يذكر ان الفنان ناصر عساف من مواليد مدينة الناصرية عام 1956 وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير ، اقام اكثر من ثلاثة عشر معرضا فنيا داخل وخارج العراق منذ عام 1980 .

ليست هناك تعليقات: