الثلاثاء، 21 أغسطس 2018

غالب المسعودي - جرحي وطني

غالب المسعودي - جرحي وطني: غالب المسعودي - جرحي وطني

حرب الرموز حرب حدود – تجارب على القرود لدفع الشعوب للخنوع-صائب خليل


حرب الرموز حرب حدود – تجارب على القرود لدفع الشعوب للخنوع
صائب خليل
19 آب 2018
بينما كان العالم ينظر برعب الى تطورات الاحداث نحو حرب عالمية ثانية عام 1939، كان الدكتور كليرنس كاربنتر، المتخصص بعلم النفس واعراق الشعوب، يدرس مجتمعات القرود الآسيوية منذ سنوات في تايلاند وسومطرة وسيام، ثم ليصطحب ما بين 350 إلى 500 من القرود، جمعها من مناطق مختلفة من الهند، ليطلقها في جزيرة غير مأهولة منحت له للتجارب، قرب بورتريكو، لغرض دراسة تصرفاتها وطرق تعايشها وتنظيمها لنفسها.
لاحظ د. كاربنتر وفريق عمله أنه بعد عام من اطلاق هذه القرود، كون هؤلاء مجموعات، ثم قاموا بتقسيم الجزيرة بينهم وكانت كل مجموعة تدافع عن منطقتها. وقد اجرى الفريق تجارب عديدة على هذه المجموعات، وسجلوا تصرفاتها. وكان من أكثر تلك التجارب اثارة للانتباه هو تأثر "القبيلة" بوجود قيادة قوية لها. فلاحظوا وجود قرد كبير وشرس في احدى المجموعات التي كانت تحتل منطقة واسعة. جرب الباحثون إزالة هذا القرد من المجموعة، فلاحظوا ان حدود المنطقة قد تقلصت بشكل ملحوظ. وحين أعادوه، عادت المنطقة للتوسع، وكرروا التجربة مرات عديدة بنفس النتائج.


الملاحظة المهمة التي سجلوها هي ان تلك المنطقة كانت من السعة بحيث انه كان من المستحيل على القرد ان يقوم بنفسه بالدفاع عن حدودها، وبالتالي لم يكن وجوده الفعلي على الأرض هو ما يخيف المنافسين ويدفعهم للانكماش، أو يشجع افراد المجموعة ويجعلها اكثر طموحا في التوسع. (1)

ما هو السر إذن؟ اكتشف كاربنتر أن مجرد وجود هذا القرد في المجموعة كان له أثر “تعبوي” على بقية افراد المجموعة، يجعلهم اكثر ثقة وشجاعة وقدرة على القتال. هذه القدرة التعبوية النفسية، يمكنها ان تطير وتستقر في رؤوس الافراد يحملونها معهم بعيدا عن مكان تواجد ذلك القرد القائد، لتحث فيهم القوة إينما كانوا من الحدود. ويمكننا ان نتخيل ان هناك نفس الأثر على البشر مثل نبوخذ نصر على البابليين والملك سايروس في بلاد فارس والاكسندر الأكبر على اليونانيين، ونابليون على جنوده. فما حققه هؤلاء في ازمانهم كان اكبر من مجرد القدرة الشخصية الجسمانية أو العقلية لقائدهم. إنما هو بالأساس ذلك الأثر الإيجابي والشعور بالقوة والعزم الذي ينشره هذا القائد في مجموعته، مقابل الفراغ الذي يتركه افتقاده فيهم وما ينشره من قلق وخوف واستعداد اكبر للخنوع والتراجع، عندما يغيب.
لعل هذا التأثير هو ما يفسر تلك القوة الجبارة للمقاومة اللبنانية، ودحرها لإسرائيل في المعركة الأسطورية التي احتفلت بذكراها الـ 12 قبل أيام (14 آب 2006) والتي اقدم لها هذه المقالة هدية (متأخرة قليلا) بتلك المناسبة.

المعتدون في عالمنا "البشري"، يطمحون إلى سلب الشعوب ثرواتها وحقوقها، وهو ما يقابل الأرض عند مجاميع القرود على تلك الجزيرة. وهم يعرفون جيدا علم النفس للشعوب ويدرسونه باستمرار، ويعلمون جيداً أن اغتيال الرموز هو اسهل طريقة لدفع الشعوب الى الخنوع ورضاها بسلبهم لحقوقها وثرواتها.

وهو أيضاً ما يفسر الهوس المحموم باغتيال قيادات تلك المقاومة من قبل إسرائيل، كما فعلت سابقا معها ومع حماس وغيرها، ومثلما فعلت بلجيكا مع رمز شعب الكونغو لومومبا، وإيطاليا مع عمر المختار، ووكالة المخابرات الامريكية مع الرمز الإنساني جيفارا وتشافيز فنزويلا وعبد الكريم العراق ومصدق إيران والندي شيلي وتروخيو بنما وآخرين كثيرين.

لقد ذكرنا ان الرمز، حتى في مجموعة القردة، يلعب دوره بشكل أساسي، من خلال قوته "التعبوية" التي تنتشر بسرعة، وليس من خلال قوته الجسدية المحدودة الاهمية.. فالمشكلة التي يعاني منها قتلة الرموز، هي أن عملية الاغتيال هي عملية قتل جسدي بالأساس. كما أن البشر يختلفون عن القردة في قدرة اذهانهم على استحضار أرواح الذين قتلوا، وبالتالي استحضار قوتهم "التعبوية"، بدرجة أو بأخرى، حتى بعد اغتيالهم أو وفاتهم. ومازالت الشعوب تستحضر أرواح ابطالها لحشد همم افرادها من جديد لكسر واقعهم وتكرار أيام العز الماضية. وقد اتخذت هذه الشعوب طرقا مختلفة لتأمين تواجد تلك القوة التعبوية في مواطنيها، بتنشيط ذاكرتهم باستمرار من خلال تدريس تاريخهم للأطفال ونصب التماثيل في الساحات العامة وأسماء الشوارع والمدن او حتى أسماء النقود كما فعلت فنزويلا بتسمية عملتها "البوليفار" تيمنا بالبطل القومي سيمون بوليفار.

وطبيعي ان هذا بالعكس مما يريد من يطمح الى تدجين تلك الشعوب لتسهيل سلبها حقوقها، لذلك فهو يسعى بالضبط الى جعل تلك الشعوب تنسى تلك الرموز وتمحوها من ذاكرتها، وبالتالي اغتيالها كرموز أيضا وعدم الاكتفاء باغتيالها كشخوص، من خلال التشكيك بها وتشويه سمعتها والمبالغة في اية نقطة سلبية عليها أو اختراع القصص الخرافية المضادة إن تطلب الأمر. ولا يقتصر ذلك على الرموز البشرية، بل يمتد أيضا إلى المناسبات الوطنية، فهي أيضا قادرة على تجهيز تلك القوة "التعبوية" في الناس. ويعرف العراقيون على سبيل المثال المعركة التي تشن سنويا في ذكرى ثورة 14 تموز، بين من يدافع عنها كرمز وطني يذكر الناس بقيمة التخلص من السلطة الأجنبية وما يمكن للشعب ان يحقق من معجزات من خلال ذلك، وبين المكلفين بتشويه تلك الثورة والتركيز على عنف بسيط جدا بالقياس بثورات العالم والمبالغة به وتصويرها وكأنها المسؤولة عن كل العنف الذي تلاها، رغم أن ذلك يناقض تاريخها وتاريخ العراق قبلها وبعدها تماما.
كذلك لاحظت الصعوبة البالغة في المعركة الإعلامية الشرسة من أجل اعتبار يوم 14 تموز عيداً وطنياً، بل كانت هناك جهات تحاول ان تدفع لجعل يوم الاحتلال 9 نيسان، عيداً وطنياً بدلا منه!

كذلك لا يجد الإعلام "العراقي" (الأمريكي الإسرائيلي في حقيقة الأمر) سياسياً عراقيا يقوم التلفزيون بإنتاج مسلسل عنه سوى "الباشا" نوري السعيد، وتقوم في نفس الوقت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتفخيمه ونشر القصص المختلقة أو الرمزية الإيجابية عنه بشكل مذهل، فيتحول رمز العمالة الإنكليزية الامريكية إلى شخصية رمزية في نظر الكثير من العراقيين الذين لم يكلفوا انفسهم بمراجعة تاريخ بلادهم لمعرفة الحقيقة، وليختاروا رموزهم بأنفسهم.

ويسعى الإعلام الأمريكي الإسرائيلي الذي يسيطر على الجو في العالم العربي إلى طمس الرموز التي لا تناسبه. فيتم منع تداول أسماء الرموز بعد اتهامها بالإرهاب مثلا. ويتم تسمية الشوارع بأسماء بعيدة كل البعد عن رموز الشعب.

ولا يجب ان ننتظر أن تفشل كل تلك المشاريع الضخمة التمويل والمدعومة بالدراسات والسلطة على الإعلام، في تشويه التاريخ في رؤوس الناس وتحويلهم إلى كائنات تعاني من الهلوسة. فلم يعد غريبا أن تقابل على مواقع التواصل الاجتماعي من يعتقد أن جيفارا "مجرم قاس قتل رفاقه"، وأنه كان يدور في العالم ليثير الشغب والمشاكل، بل أن احدهم كتب انه قتل الملايين! وقد تحول متحف ماركس المقام في بيته في ترير، إلى منبر لتشويه سمعة الرجل بشكل مثير للتقزز. فالتمثال الأكبر له قام بتصويره وهو يمد يده متسولا من إنجلز، وكأن مساعدة انجلز له كانت عيبا وأنها كانت اهم ما يمثل ماركس! إضافة إلى ذلك، تم تكليف ممثلة تدور بين المتجولين في المتحف على أساس انها زوجة ماركس، وكانت تحدثهم عن علاقة ماركس غير الشرعية بمربية منزلهم، علما أن جميع الأدلة المتوفرة تشير الى أن تلك القصة قد اختلقت خلقاً، وأن اول ظهور لتلك الإشاعة كان عام 1960، أي بعد وفاة ماركس بمئة عام تقريبا!
وفي البحث على كوكل عن جريمة صبرا وشاتيلا التي نفذها عملاء إسرائيل بحماية الجيش الإسرائيلي، نجد موقعا باسم "إضاءات" يريد إقناعنا أن "حركة أمل" هي التي قامت بالمجزرة وهي تهتف "لا إله إلا الله، والعرب أعداء الله"!

وفي مصر والعالم العربي عموماً يتعرض الرمز القومي جمال عبد الناصر الى حملة مماثلة، قد تكون اشد ضراوة. فقد قاد عبد الناصر، رغم الكثير من الأخطاء والخطايا، “مدرسة الاستقلال” التي يفتقدها العرب اليوم، فدعم ثورة الجزائر كما أمم قناة السويس في مواجهة حازمة مع بريطانيا وفرنسا وأنشأ مع نهرو زعيم الهند وشوان-لاي نائب ماو تسي تونغ وتيتو زعيم يوغسلافيا كتلة عدم الانحياز، وعندما مات (أو قتل) ودعه الشعب المصري بأكبر جنازة في تاريخ مصر.
بالمقابل، أكد مصريون أنه تم التخطيط من قبل كيسنجر وبالاتفاق مع السادات، لتشويه انجازات مرحلة عبد الناصر وخاصة في عقول الاجيال الجديدة وكان هدفها "أن لا يظهر ناصر جديد".. كذلك مولت مؤسسات أمريكية أساتذة واكاديميين في مصر عام 2009 2010 حملة لجمع وتوثيق ما تحمله الذاكرة الشعبية المصرية لعبد الناصر وعمل بها دكاترة من جامعة القاهرة، بغرض دراسة افضل الطرق لتشويهها.

ولا يقتصر تشويه الرموز على التاريخ الحديث، بل ويشمل الماضي القديم، فتم تكليف احد الكتاب المصريين بتشويه سمعة صلاح الدين الأيوبي، لأنه كان القائد المسلم الذي حارب الصليبيين على القدس وسجل انتصارات عسكرية واخلاقية مدهشة لم يستطيعوا إلا الاعتراف بها. وتستفيد هذه الحملات من المشاعر الطائفية إن توفرت، كما في عملية تشويه صلاح الدين. إضافة إلى ذلك كلف يوسف زيدان بمتابعة ودعم حملة التشكيك بالمسجد الأقصى، الرمز الإسلامي الأهم في فلسطين. ويحصل زيدان مقابل ذلك على التكريم من مؤسسة المدى ليستضاف في كردستان (التي تستقبل وتبجل كل عربي ينحني لإسرائيل ويخدم مشاريعها المضادة للعرب)، ويدور حديث عن ترشيحه لجائزة نوبل، والتي صارت هي الأخرى منذ زمن طويل أحد اهم أدوات تشويه الرموز سياسيا، على مستوى العالم.

وتثير تلك الأعمال ردود فعل جميلة أحيانا وإن كانت متواضعة الإمكانيات. فقاوم محبو الزعيم عبد الكريم قاسم وثورته حملة التشويه، وكشفوا حقائق التاريخ الخاصة بالفترة الملكية ونوري السعيد.(2) ويقوم كاتب هذه السطور بشكل منتظم بالكشف عن التزوير الإعلامي الموجه خصيصا للرموز والمستفيد عادة من المشاعر الطائفية، ونشرت مقالات عديدة حول وسائل التشويه الإعلامي، كما قمت بإنشاء صفحة تكشف حقائق الرأسمالية وحملات تشويه الاشتراكية وماركس بشكل خاص. وكتبت أيضا اكشف حقائق الحروب الصليبية وكتب علاء اللامي دراسة ثرية أيضا.
ويبذل داعمو المقاومة اللبنانية جهودا جبارة لمقاومة الإعلام الممول سعوديا لتشويه رموزهم، وقامت “حركة الشعب” في لبنان بحملة من أجل "إعادة هوية بيروت" عبر تغيير أسماء شوارعها لأسماء رموزها، فغيرت “جادة الملك سلمان بن عبد العزيز” إلى “جادة عهد التميمي”، وشارع الجنرال ديغول اصبح اسمه “شارع الأسير جورج إبراهيم عبدالله”، و“شارع باريس” اصبح “جادة الشهيد القائد وديع حداد”، و“شارع جون كينيدي” اصبح “جادة الشهيدة دلال المغربي” و “شارع فردان” اصبح “جادة المقدم الشهيد نور الدين الجمل”.

لا اكتمكم، إنني شديد القلق على المستقبل. فإن نجحوا، فلن يكون لنا الا شعوب خانعة مستسلمة لعبوديتها مقتنعة بدونيتها، واجيال لا تحتفظ بذاكرتها إلا بتاريخ مشوه مزور يؤكد ويشرعن تلك العبودية. إنها معركة شرسة وغير متكافئة، بدأت بالنسبة لنا قبل بضعة سنين باكتشاف تزوير احداث وشخوص نعرفها اليوم، ونبدأ بالتفكير كيف نردها بوسائلنا المتواضعة، وبدأت بالنسبة لهم منذ عشرات السنين، منذ تجاربهم على القرود والبشر، بل منذ مئات السنين المليئة بالدراسات العملية والتوثيق والتجارب ودعم مالي هائل وخبرة لا تجارى. إنهم يوجهون قذائف إعلامهم إلى رموز المقاومة لتشويهها ووصفها بالتهور والجريمة، واستبدالها برموز الخنوع ووصفها بالعقلانية والذكاء، وهدفهم هو دفع شعوبنا وغيرها الى المزيد من الخنوع والتخلي عن حقوقها في ثرواتها وفي ارضها، و "تطبيع الإحساس بالدونية"، وهدفنا منع ذلك قدر المستطاع وإبقاء الحقيقة والتاريخ على قيد الحياة. وفي الختام بمناسبة ذكرى رد العدوان على لبنان، تحية لكل مقاوم، فهم أمل البشرية الأخير.

(1) C. R. Carpenter, Psychologist, Monkey‐Behavior Expert, Dies
(2) صائب خليل: نحن نحدد رموزنا: عبد الكريم "شهيد الشعب" و14تموز عيدنا الوطني



السبت، 4 أغسطس 2018

احتفالية مقهى ورقة وقلم





اليوم احتفالية مقهى ورقة وقلم معرض كتاب معرض تشكيلي امسية موسيقية قرآت شعرية شكرا للشاعر ذياب شاهين والشاعر ولاء الصواف لجهودهم المباركة ابداعيا

الخميس، 26 يوليو 2018

الاستماع الى أجراس همنغواي=صائب خليل


الاستماع الى أجراس همنغواي

صائب خليل
25 تموز 2018
تتحدث رواية "لمن تقرع الاجراس" عن الحرب الاسبانية الاهلية. وكالحرب الروسية الأهلية ومعظم ما يسمى بـ "الحروب الأهلية"، كانت هذه الحرب، حرباً شنتها قوى عدوانية على شعب ذلك البلد، بمساعدة الطبقات المستفيدة المتحكمة فيه.
كان روبرت الأمريكي، قد تطوع مثل الكثيرين من اليساريين من مواطنيه الامريكان والأوروبيين، من روسيا ومن مختلف انحاء العالم قد تطوعوا لدعم الحكومة الجمهورية التي انتخبها العمال والشيوعيون والفلاحون الاسبان، ضد هجوم الجيش الاسباني المتمركز في المغرب بقيادة الجنرال فرانكو وبمعونة هتلر والفاشية الإيطالية. وقد استمرت الحرب منذ 1936 إلى 1939 حيث بدأت الحرب العالمية الثانية، وخسرت فيها اسبانيا نصف مليون انسان على الأقل. ومما اشتهر عن هذه الحرب، لوحة بيكاسو الشهيرة الجورنيكا، التي صور فيها القصف الجوي النازي والإيطالي لمدينة جورنيكا، الخالية من القوات العسكرية وتدميرها إرهابا للسكان بهدف اسقاط الجمهورية الفتية.
ذهب همنغواي الى اسبانيا بعد سنة من اندلاع تلك الحرب، لتغطيتها كصحفي مع زميلة له. وكانت مشاهداته الأساس لروايته "لمن تقرع الاجراس" و مسرحية "الطابور الخامس".
في روايته، يصف همنغواي على لسان المتطوع الأمريكي روبرت المتخصص بتفجير الجسور، حياة "الجمهوريين" المتخفين في الغابات ويلقي الضوء على مخاوفهم وآمالهم وافكارهم، وبشكل انساني لا يسهل نسيانه.
لقد استمعت الى القصة (باللغة الإنكليزية) ككتاب صوتي، واحتفظت منها بهذه اللقطات الجميلة، ادرجها حسب تسلسل ورودها في الرواية ابتداءاً من وصول روبرت إلى المكان الذي سينفذ فيه مهمته، ومعايشته للثوار في ذلك المكان. ارجوا ان تثير هذه السطور المختارة فيكم الرغبة لقراءة الرواية، وفي كل الأحوال، قراءة ممتعة:
- عليك ان تثق بالذين تعمل معهم بشكل كامل، او ان لا تثق بهم على الإطلاق
-
تفجير الجسر بحد ذاته ليس شيئا. مجرد تفجيره هو الفشل. تفجير الجسر في الوقت المناسب هو القضية
-
اجمع ما تحتاج من الرجال واستعمل منهم اقل عدد كاف، ولكن يجب ان يكون كافيا.
-
القلق كالخوف، أنه لا يفعل شيئا سوى ان يجعل الأمور اصعب
-
كان في صوته حزن اقلق روبرت. انه يعرف ذلك الحزن.... انه حزن سيء.. هو الذي يسيطر عليهم قبل ان يهجروا، أو يقوموا بالخيانة!
-
ربما كان من ذوي المزاج العكر أصلا.. لا.. لا تخدع نفسك، فانت لا تعرفه.. يجب ان انتبه عندما يفعل شيئا لطيفا، لأنه يحاول عندها إخفاء أمر ما. إذا قال شيئا لطيفا، فهذا يعني انه قد عقد عزمه على قرار ما
-
ان تكون مرحاً أمر جيد... لم يبق الكثير من الذين كانوا مرحين. أن تكون مرحاً يبدو وكأنك ستعيش الى الأبد.
-
لقد كان حريصاً على ان لا يحدق بها وأن لا ينظر بعيدا، فكلاهما يثير الشكوك.
-
انتبه فجأة إلى انه لم يكن لوحده مع الفتاة. وادرك انه ليس من السهل عليه ان ينظر اليها مباشرة لأن ذلك يغير صوته ويفضحه. ادرك أيضا أنه قد خالف النقطة الثانية من النقطتين الاساسيتين في التعامل مع الشعوب الناطقة بالإسبانية: اعط الرجال التبغ، واترك النساء لشأنهم
-
إنهم لا يعلمون ما هي الحرب، ولا لماذا نحارب. انهم يعرفون فقط أن هناك حرب وانه يمكن للناس ان يقتلوا من يشاءون دون ان يحاسبوا على ذلك، كما في الماضي.
-
هل تريدين ذلك حقا؟ نعم اريد ان نفعل ذلك.. أرجوك. لنفعل كل شيء معاً.. لكي يمحى ما حدث سابقا. بيلار قالت لي ذلك... قالت أيضا ان لا شيء يحدث للإنسان ما لم يقبله. وإذا أحببت احداً، فسوف يزيله كله..
-
في العاصفة الثلجية يمكنك ان تقترب من الحيوانات في الغابة ولا تخاف منك، بل تقترب منك... في العاصفة الثلجية يبدو العالم وكأن ليس لك أعداء
-
لقد حاربت كل ذلك الخريف وذلك الصيف من اجل كل الفقراء وضد كل المتسلطين في العالم.. وفي تلك الأيام امتلكت الفخر العميق بالغيرية، وهذا ما سيجعل المدينة مكانا مملا لك بعد الآن.
-
كان كاركوف في مدريد...كانت تلك الأيام التي عاشوها معا، حين بدا فيها ان كل شيء قد ضاع... وفيها تعلموا كيف يجب التصرف عندما يشعر المرء ان كل شيء قد ضاع
-
لقد ابتعدت كثيرا عما كنت تشعر به في السييرا.... انت تفسد سريعا.. فكر مع نفسه.. لكن هل كان الأمر فساداً أم انك فقدت السذاجة التي كنت تتمتع بها في ذلك الوقت؟
-
أنا افضل الجبهة، قال روبرت.. كلما كنت اقرب الى الجبهة كلما كان الناس افضل.
-
لقد راهنت بالكثير على هذه الحرب، فإن خسرنا الحرب، ستخسر كل هذه الأشياء.
-
وهناك شيء آخر: لا تخدع نفسك بشأن حقيقة الحب ابداً.. معظم الناس لم يتح لهم الحظ الكافي ليحصلوا عليه. لم تحصل عليه في الماضي، والآن انت تملكه. ما تملكه مع ماريا، وسواء استمر لهذا اليوم ولجزء من الغد فقط، أو أن يستمر لحياة طويلة، فهو اهم ما يمكن ان يحدث في حياة أي انسان. الكثيرون سيقولون دائما، أنه ليس موجوداً، لأنهم لم يتمكنوا من الحصول عليه يوما. لكني أقول لك إنه حقيقي، وأنت تملكه الآن، لذلك فأنت محظوظ حتى لو مت غداً.. لكن دعنا نتوقف عن الحديث عن الموت.... فكر مع نفسه.


الاثنين، 16 يوليو 2018

صبية السوق-تصوير وكتابة الفنان ناصر عساف







                            عذراً لك أيتها الصبية المكافحة
في كل دول العالم من حق المواطن العمل في وطنه ، لمواصلة الحياة والعيش بسلام وأمان من خلال مهنة شريفة أو حرفة يقدم من خلالها  عطائه خدمة للآخرين أو الإنسانية بشكل اوسع0 لكن من المخجل والمؤلم عندما تقيد كونك تعمل في مجال الثقافة والفنون أو الصحافة والأعلام ، أو تحاصر وتلاحق بالممنوع وغير المسموح . كون الشكوك الأمنية تحوم حول المواطن العراقي في وطنه . وهذا أصبح سلوكا مهنيا عند إفراد الأجهزة الأمنية ومما يثير غضبك واستفزازك عندما تؤدي عملك الصحفي أو ألأعلامي أو اهتماماتك الفوتوغرافية ضمن واجبك الأخلاقي والإنساني ، تواجه بالممنوع بالرغم من التعرف على بطاقتك المهنية ، يطلب منك إذنا بالموافقة الرسمية من (حركات الشرطة) وهذا يتطلب روتينا رسميا لمخاطبة تلك الجهة من قبل جهة اعلي التي تعمل معها كي تحصل على موافقة لالتقاط صورة لاتخل بأمن البلد وبصفتي فنانا فوتوغرافيا ومصورا صحفيا واهتمامي توثيق هموم ومعاناة وبؤس وحرمان العراقي في زمن الديمقراطية والتحرير من الأنظمة الدكتاتورية التسلطية والقمعية ، سواء كان الموطن طفلا أو امرأة أو رجلاً اومشهدًا مأساويا من واقعنا الحالي بدافع وطني وإنساني محايد ومستقل وضمن واجبي الأخلاقي والمهني ، لعلي أقدم شيئا أو أشارك في تضميد جراحنا النازفة منذ زمن وإمام الملأ .
في ساحة الاحتفالات وسط مدينة الحلة التي تكتظ بالباعة وعرباتهم منذ الصباح حتى المساء ، وتتحول هذه الساحة ليلا إلى مراب لخزن عرباتهم بعد حزم بضاعتهم فوقها . شدني مشهد بين هذا الحشد من البشر وعلى اختلاف أصنافهم ، شخصية بعمر الصبا تقف مساء كل يوم مرتدية ملابس ذكورية وعلى رأسها (كاسكيتة) يتدلى من تحتها شعرها الطولي الأنثوي . عربتها مليئة بالخضار . سألت احد الباعة القريبين منها لأعرف شيئا عن هذه الشخصية المزدوجة بين الذكورة والأنوثة . تسمى (زينب) امتهنت مهنة أمها التي لاتزال تبيع الخضار قرب جسر الحلة القديم . تمكنت وبصعوبة إن التقط لها ثلاثة لقطات عن بعد وبسرية مختبئا بين اثنين من الباعة لكني لم احقق هدفي بسبب كثافة حركة الناس المزدحمة والتي تصبح عائق بيننا مع حذري وقلقي من الشرطة المتجولة في المكان ضمن واجبها الأمني فأجلت ذلك لوقت أخر . وبعد أكثر من أسبوعين دخلت إلى نفس المكان فكانت الصبية (زينب) تقف إمام عربة خضارها . ومن زاوية أخرى وقفت بين بائعين مجاملا وموضحا لهم طبيعة عملي وغايتي لتصوير تلك الصبية مع بضاعتها تعاطفا وإعجابا بكفاحها ، أخرجت كإمرتي بحذر وتخفي وبين مراقبتي لها ومحاولتي لاقتناص لقطة تحمل مضمون ودلالة مقروءة للمشاهد والمتلقي . (زينب) تلميذة في الصف السادس الابتدائي تختلف بأسلوب تعاملها مع الآخرين كل حسب عمره وجنسه . تكون مع النساء كامرأة ناضجة ومع الصبية والمراهقين صلبة وبكبرياء وثقة بالنفس ومع الشباب متحفظة وحذرة تتعامل مع الكبار بشيء من الاحترام والتهذيب والأخلاق .ألا يستحق هذا النموذج المكافح الاحترام والتقدير والاهتمام ومثال رائع للطفولة0 أليس من واجبي أن تكون زينب موضوعاً يقتدي به من أبناء جيلها0 ألا تستحق هذه الصبية أن تكون نموذج للطفولة العراقية يفتخر بها أمام أطفال العالم 0 ويستفيد العالم من تجربتنا في بناء أجيال المستقبل المجهول0 لكني أقول ( لزينب) عذراً لك فقد منعت من تصويرك بسبب وشاية من احد الجهلة والمتخلفين لأحد منتسبي الشرطة والذي منعني من أداء مهمتي الإنسانية وعدم استخدام كإمرتي لكوني لا احمل معي موافقة من شعبة حركات الشرطة، وان بطاقة عملي الشخصية والرسمية لم تشفع لي لولا تدخل البائع الذي وقفت بجانبه حيث طلب من الشرطي قائلا :- (اتركه لخاطري) وبتوسل وترجي ، فأفرج عني 0 فأعلمي أيتها الصبية حاولت مشاركتك همومك بما استطيع فلم يسمح لي بذالك ، ربما في كإمرتي سلاحاً يهدد امن العراق وسلامته ، لكن مسموح لنا أن نقتل بطرق متنوعة أو يقتلنا همنا ببطء والغاية تبرر الوسيلة 0