الجمعة، 27 ديسمبر 2013

مواقف تاريخية عن سواحلنا-كاظم فنجان الحمامي

مواقف تاريخية عن سواحلنا
 
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
موقفان وطنيان حقيقيان يعكسان قوة الشعب العراقي ودوره التاريخي في الدفاع عن سواحلنا ومياهنا الإقليمية, الموقف الأول وقعت تفاصيله عام 1937, في العام الذي فكرت فيه الحكومة العراقية (الملكية) بإبرام اتفاقية مع الجانب الإيراني تتنازل بموجبها عن جزء صغير من مياهه الإقليمية مقابل الأرصفة الإيرانية النفطية في منطقة عبادان بين (بريم) و(بوارده), على ضفاف شط العرب بموازاة الساحل العراقي المقابل, الممتد بين (السيبة) و(الواصلية), على أن يكون التنازل في ضوء تقسيمات خط الثالوك ولمسافة سبعة أميال فقط, فقامت القيامة يومها, وخرج الناس في شوارع بغداد للاحتجاج على تنازلات الملك لشاه إيران, فطعنوا في حق الملك وصلاحيته في التنازل عن أي جزء من العراق, ومزقوا الاتفاقية المُذلة.
والصورة النادرة المرفقة تبين حدود الشريط الساحلي الإيراني الذي كان يخضع برمته لسلطة الموانئ العراقية, وتظهر في الصورة ناقلة نفطية راسية على رصيف عبادان عام 1937, وقد أرساها ربان عراقي, وقادها مرشد عراقي, في الحقبة التي كانت فيها حدودنا المائية تمتد في عمق الجانب الإيراني إلى آخر نقطة في اليابسة تتغلغل إليها مياه المد العالي في شط العرب, وكانت السفن والناقلات المتوجهة إلى الموانئ الإيرانية في (عبادان) و(خرمشهر) تتحرك بإشراف مرشدين بحريين عراقيين في رحلتي الذهاب والإياب.
والموقف الثاني وقع في الرابع عشر من مارس (آذار) عام 1967 وكان بطله الرئيس الراحل عبد الرحمن محمد عارف, عندما أطلق بوجه شاه إيران كلمته الوطنية المدوية في العاصمة طهران على خلفية الطلب التوسعي الذي تقدم به محمد رضا بهلوي بإدخال تعديلات جديدة على حدود المناطق البحرية المتشاطئة بين البلدين عند مقتربات شط العرب, فرد عليه عبد الرحمن بعبارته الحاسمة الحازمة الجازمة المجلجلة, التي قال فيها: (أن أرض العراق ومياهه وحدوده ليست عقاراً مسجلا باسمي, ولا ملكا صرفاً لعائلتي, ولا مقاطعة من مقاطعات أجدادي, ولا حقلا زراعياً من حقول عشيرتي, ولا إرثاً لأبناء قبيلتي, ولا غنيمة من غنائم أهلي, أنها ملك الشعب العراقي وحده, ولا يمكن التفريط بها, أو التنازل عنها, أو بيعها, أو تأجيرها, أو التلاعب بخرائطها, أو المقامرة بها, أو المساومة عليها, أنها الواحة الفردوسية الرافدينية المقدسة, التي اختارها الله جل شأنه مهبطاً لرسالاته السماوية, ومثوى لأنبيائه, وصومعة لأئمته, ومنطلقاً لسلالاته البشرية, هي الأرض التي حملت شعلة الإنسانية والتحضر إلى كل أرجاء المعمورة, فلا أنا ولا غيري يمتلك حق التفريط بأرض العراق ومياهه).
بيد أن الحكومات العراقية اللاحقة تنازلت لإيران عام 1975 عن نصف شط العرب, ومنحتها لحكومة طهران على طبق من أطباق المراهنات السياسية الخاسرة, ثم توالت التنازلات السخية بمرور الزمن, حتى وصلنا إلى اليوم الذي فقد فيه شط العرب أسمه ورسمه, وخسرنا فيه (خور عبد الله) لصالح الكويت, فأهدرنا سيادتنا المطلقة على نافذتنا البحرية الوحيدة التي نطل من خلالها على بحار الله الواسعة, وهكذا انكمشت سواحلنا, وتراجعنا نحو المياه الضحلة, وتقهقرنا إلى الداخل من دون أن يحتج الشعب العراقي, ومن دون أن تتذمر الكيانات السياسية العراقية, فشتان بين مواقف الشعب العراقي بين الأمس واليوم.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
 

الأحد، 22 ديسمبر 2013

آفة جديدة في طعامنا-كاظم فنجان الحمامي

آفة جديدة في طعامنا
 
 
كاظم فنجان الحمامي
 
تظاهر الناس في أمريكا وأوربا, وخرجوا بالآلاف إلى الميادين والساحات والشوارع, للتعبير عن سخطهم واستيائهم من الآثار السلبية للبذور المعدلة وراثيا, وأبدوا خوفهم وقلقهم من التشفير الوراثي, الذي اضطلعت به شركة (مونسانتو) الأمريكية المعروفة بسمعتها الرديئة.
ففي الوقت الذي أكدت فيه الدراسات الأولية على مخاطر الأغذية المعدلة وراثياً, وحذرت فيه من آثارها السيئة على صحة الإنسان, احتشد المتظاهرون في (52) بلداً, و(436) مدينة حول العالم, في إطار الاحتجاجات الشعبية الرافضة لترويج منتجات (مونسانتو), رافعين شعارات موحدة, تقول: (طعام طبيعي لأشخاص طبيعيين), بينما تصر الولايات المتحدة على توفير الحماية الدولية لمونسانتو وأخواتها, حتى وصل بها الأمر إلى منحها الحصانة القانونية من خلال تمرير ما يسمى بقانون (حماية مونسانتو), وبات من الصعب مقاضاتها وإدانتها حتى بعد توفر الدلائل والقرائن الثبوتية.
تقول مونسانتو: أنها صممت بذورها جينياً لمقاومة المبيدات الحشرية, ومقاومة مبيدات الأعشاب, وتزعم أنها منحتها القدرة على تحسين المحاصيل الحقلية من حيث الشكل واللون والحجم, ويعلم الله وحده بما تحتويه من مواد ضارة, وسموم قاتلة, لا تظهر آثارها على الناس إلا في المديات الزمنية البعيدة.
ربما يقول قائل منكم: أننا سنرفض التعامل مع البذور التي تنتجها مونسانتو, ولن نقترب منها أبداً, فنقول له: أن الإدارة الأمريكية منحتها الحق في رفع علامتها التجارية, فأزالتها تماماً من واجهات حاوياتها وأغلفتها, بمعنى أن بذور مونسانتو وأغذيتها لن تحمل علامتها التجارية بعد الآن, ولن تكون معروفة للمستهلك, حتى يختلط عليه الأمر, ويضيع في زحمة الماركات التجارية المزيفة, وبالتالي حرمانه من حقه الطبيعي في اختيار ما يريد وما لا يريد.
ومما زاد الوضع تعقيداً, أن مجلس الشيوخ الأمريكي رفض بأغلبية ساحقة إصدار قانون من شأنه أن يسمح للدول بأن تطلب وضع العلامات التجارية على الأغذية المعدلة وراثياً.
هل سمعتم من قبل بوقاحة أبلغ من هذه الوقاحة, فإذا كانت أمريكا نفسها لا تستجيب لنداءات المتظاهرين, الذين خرجوا في عقر دارها لمطالبتها بمنع تداول الأغذية المعدلة وراثياً, وإذا كانت هي نفسها التي توفر الدعم والمؤازرة لهذه الشركة الغارقة في مشاريع التلاعب الجيني, وهي التي تصر على رفع علامتها التجارية, من أجل الإمعان في التمويه والتشويش, حتى لا يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود, وحتى يختلط الحابل بالنابل, فنضيع في دوامة الشك.
نقول: إذا كانت أمريكا تتعامل بهذه الأساليب المضللة مع شعبها, فكيف ستتعامل معنا نحن الشعوب الفقيرة ؟, وكيف نتقي شرها وعهرها وغدرها ؟.
يقول الفرنسيون: أنهم أجروا تجاربهم المختبرية على الفئران, وتوصلوا إلى حقائق تقول: أن تناول الذرة المعدلة وراثيا في معامل مونسانتو تتلف أجهزة الإنسان, وربما تصيبه بأنواع معينة من السرطان.
ترى هل يعلم الشعب العربي بهذه السموم المدسوسة في طعامه ؟, وهل تعلم فضائياتنا الألفية بهذه الكارثة المونسانتوية ؟.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
 

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

إضاءة إعلان غير مدفوع الثمن( د مديحة عبود أحمد البيرماني )-حامد كعيد الجبوري

إضاءة
إعلان غير مدفوع الثمن
( د مديحة عبود أحمد البيرماني )


حامد كعيد الجبوري
   يقول أصحاب تفاسير القرآن الكريم أن الله جل جلاله أوحى لنبيه إبراهيم عليه السلام قائلا له يا إبراهيم أبنِ لي بيتا ، جمع نبي الله الناس وأتى بمستلزمات البناء وأكمل بناء المسجد كما أمره الله سبحانه وتعالى ، بعد أن أنهى النبي بناء المسجد أوحى له الله ثانية يا إبراهيم أبنِ لي مسجدا ، وفعل النبي ما أمر به ، وتكرر الوحي لمرات عديدة والنبي يبني ما يؤمر به ، كثرت المساجد ولا يزال الوحي يطرق سمع إبراهيم بنفس الأمر ، تحدث إبراهيم مع ربه عن طريق مرسله وقال له يا رب لقد بنيت الكثير من المساجد للناس حتى كثرت وليس فيها من يتعبد ، فجاءه الجواب قائلا يا إبراهيم أنا لم أقل لك أبنِ لي بناءا من الآجر ، ولكن أردتك أن تبني لي بيوتا في قلوب الناس ،  الغريب أن الناس لا تتعظ  من الرسل ومن الكتب السماوية ورأي المصلحين ، ولا يزال الناس يبنون الجوامع والمساجد ودور العبادة دون الحاجة لها ، نجد أكثر من جامع ومسجد غير مأهول بمصليه ، ورغم ذلك يصر الكثير على البناء معتقدون أنها الوسيلة الوحيدة للتقرب لله سبحانه وتعالى ، ولا أريد التحدث بغير حسن النوايا التي احملها لمن يبني هذه الجوامع والأضرحة وما الى ذلك رغم عدم قناعتي بها ، وللحقيقة أجد أن حياتنا اليومية فيها الكثير من الظواهر التي تستحق أن نتعبد لله من خلالها ، وهي أقرب لله سبحانه وتعالى من غيرها  ، فأنا أرى أن بناء بيوت واطئة الكلفة توزع للفقراء أفضل بكثير من بناء صرح يصرف عليه مئات الملايين ولا يدخله سوى نفر قليل من البشر ، وأنا على يقين قاطع لو عاد علي ( ع ) للدنيا ووجد هذا الذهب الذي يطرز قبته لباع ذلك الذهب وحوله الى عملة نقدية وبنى  الدور وأسكنها فقراء الناس ، وربما يتصور البعض أني ضد بناء جامع أو مسجد وهذا خلاف معتقدي ، كنت أتمنى على أصحاب المال أن يكسروا هذه القاعدة ويتوجهوا لبناء مستشفى أو ميتم أو مدرسة أو بئر ينتفع منها الكثير  ، والظاهر أن تربيتنا الشرقية وحبنا للشهرة وبريقها يدفع الميسورين لهذا النهج ، وفعلا كسرت هذه القاعدة ومن امرأة  لا اعرف إلا أسمها ( د . مديحة عبود أحمد البيرماني ) ، وجدت ملصق جداري يقول ( تبرعا من د . مديحة عبود أحمد البيرماني بناء مدرسة نموذجية تتكون من 14 صفا مع ملحاقتها  ) ، حقيقة استغربت لذلك كثيرا  ، ودهشت أكثر لمعرفة الحقيقة في ما أراه ،  اتصلت عبر ( الموبايل ) بأخي مختار تلك المحلة مستفسرا عن ذلك ، وعلمت أن هذه الدكتورة حلية المولد والنشأة ومن مواليد 1938 م محلة ( كريطعه ) ،  ودرست الإعدادية مع البنين لعدم وجود إعدادية للبنات آنذاك ، وتخرجت من الكلية الطبية عام 1961 م وعينت دكتورة نسائية في صحة بابل ، ويقول المختار أنها كانت تسافر كثيرا خلال فترة وظيفتها  وبعد تقاعدها استقرت خارج العراق  وتأتي لزيارة أهلها بين حين وآخر ، ووجدت أن الحلة تفتقر لمدارس نموذجية لذلك قررت أنشاء مدرسة إعدادية نموذجية مع ملحقاتها ، وبدأ التنفيذ وبأشراف مديرية تربية بابل مباشرة ، وكلفت أحد المهندسين لمتابعة العمل ميدانيا ، والعمل مستمر وهو بنهاياته تقريبا ، وعلمت أن المبلغ المتبرع به ( مليون و250 ) ألف دولار أمريكي قابل للزيادة وحسب حاجة البناء ، شكرا لك أيتها الفاضلة وأتمنى أن أطبع على جبين سخائك الوطني قبلة الوفاء والعرفان لأنك كسرت قاعدة نحن بأمس الحاجة لتجاوزها ، للإضاءة ...... فقط .