السبت، 7 يناير 2012

• وللتخلف والجهل مدارس وفنون ايضا ! ! ! ؟قاسم حسين صالح -تأجير محبس!



• وللتخلف والجهل مدارس وفنون ايضا ! ! ! ؟
تأجير محبس!
قاسم حسين صالح
________________
أن تستأجر بدلة عرس لزفاف ابنك، كراسي لمناســـبة اجتمــاعـــية، قدورا للطبخ، فتلك أمور صارت مألوفة. لكن أن تؤجر محبسا، فهذا يحتاج الى وقفة!
فلقد بلغني ان هنالك «محلاّت» في أكثر من مدينة عراقية تمارس هذه المهنة! لكن محبساً عن محبس يفرق. فشرطه هنا أن يكون له «فص» أو «خرزة». ويختلف ثمن تأجير المحبس بحسب منشئه. ما اذا كان «الفص» من ايران، الحجاز، اليمن، أو الهند. وبحسب نوعه: عقيق، ياقوت، سليماني... وبحسب لونه: أزرق، فيروزي، قهوائي. وبحسب مدة التأجير: يوم، أسبوع، شهر. وأخيرا بحسب نوع القضية وصعوبتها. فان كنت تريده من أجل التعيين، فله سعر، وإن أردت كسب قلب «بت حلال» أعجبتك، فله سعر آخر، وان كنت محتارا بين خيارين «أروح؟ما أروح؟» فله سعر ثالث. وهكذا، كل قضية بسعرها.
ولطريقة استخدامه تعليمات بحسب كل قضية. فاذا دخلت على المدير بهدف الحصول على وظيفة، فإن عليك ان توجّه «خرزة» المحبس بطريقة ذكية نحو وجهه. واذا رايح تخطب «الحبيبه» وابوها معاند، فإن عليك حين تجلس معه أن تضع يدك على خدك. السبابة الى اعلى والابهام اسفل الحنك والمحبس في البنصر «مهدّف» نحو وجه أبيها!
واذا كنت تريد ان تخطب ودّ مسؤول او شخص لديك عنده مصلحة، موافقة على مقاولة مثلا، أدر «فص» المحبس ليلامس باطن يده حين تصافحه. وزد عليه، ان استطعت، بأن «تحكّه» بظاهر يده وبأسفل كتفه الأيسر قريبا من قلبه!
وان اردت التنبؤ بما سيحصل لك، ضع المحبس تحت الوسادة مع قطعة خبز وعملة معدنية (يفضّل ان تكون دائرية)، ونم قرير العين ليأتيك الصباح بالخبر اليقين.
والحلّ مضمون في كلّ قضية: تعيين، زواج، زيادة رزق، حب، كفخه، وما عليك سوى تأجير محبس! ليقوم بدور قريب من «شبيك لبيك. التريده بين اديك». واذا اعجبك المحبس وأردت شراءه، فإن عليك أن تأخذه الى «شيخ» اختصاص بالقضية! يقرأ عليه ويختمه باسمك. والسعر هنا قد يزيد عن المليون! والمفارقة أن الاقبال على تأجير هذه المحابس يشيع بين الرجال!
فما التحليل العلمي لهذه الظاهرة الاجتماعية؟ ينفرد الانسان بكونه المخلوق الوحيد الذي يمتلك القدرة على التوقع، أي تفسيره لما سيقع من أحداث. فيكون هذا التفسير عقلانيا وواقعيا حين يعيش وضعا اجتماعيا مستقرا نفسيا وسياسيا، وبخلافه فان اضطراب الأوضاع يسبب له قلقا ناجما عن توقعه لاحتمالات متناقضة، بين خوف من شرّ مرتقب وخير وفير آت. وعندها يعيش حالة «التطير»، اي ينعدم لديه التوقع ولا يعرف ماذا يفعل. فيدفعه تزايد قلقه الى خفضه. فان كان تفكيره علميا، عالج الموقف بطريقة عقلانية، واقعية، وان كان تفكيره خرافيا عالجه بأسلوب غير عقلاني، لأن التفكير الخرافي، الذي يشيع في أوقات الأزمات، يفسّر الظاهرة بغير أسبابها الحقيقية. تماما كأسلافنا الذين عالجوا المجانين بفتح ثقوب برؤوسهم لتخرج منها العفاريت! والا فما علاقة حجر صغير في محبس بموافقة وزير على صفقة لمقاول وضع في اصبعه خاتما، وجّه فصّه نحو معاليه!
واللافت أن الكثير من المسؤولين العراقيين صاروا يلبسون المحابس «وأكيد مو تأجير»، ولا بهدف تعيين أو محبّة، انما بهدف التبرّك كون «فصوصها» احجاراً كريمة وفقا لظاهر السبب. مع ان الخفي قد يكون دفع الحسد أو الحماية، او علامة دالّة حين يرفع يده أمام كاميرا التلفزيون، أو لغرض آخر «أفادني» به شيخ في مقابلة تلفزيونة قال، مؤكدا، أن لديه سبعمئة الف جنّي في خدمته. فردّ عليه رجل دين فاضل: وليش متأخر شيخنا؟ نزلّهم بالانتخابات واكيد تصير عضو برلمان اذا مو رئيس جمهورية! قد يردّ أحدهم أن تفكيري انا لا يستوعب، وله أقول: ربما. وليتك تدلني على أفضلهم استأجر منه محبسا يختمه باسمي. ألبسه وأذهب به الى محافظ مدينتي. فأنا استاذ جامعي منذ ربع قرن وليس لي في هذا الوطن قطعة أرض ولو بمساحة مئة متر مربع! فان حصلت عليها فأنا اضمن له أنه سيبني عمارة من «تأجير المحابس»، لأساتذة الجامعة فقط!

الخميس، 5 يناير 2012

مقهى ( أبو سراج الحلية )-وداعا صديقي ( طه الربيعي )-حامد كعيد الجبوري

مقهى ( أبو سراج الحلية )

وداعا صديقي ( طه الربيعي )

حامد كعيد الجبوري

نهاية عقد الستينات من القرن الماضي كنا مجموعة أصدقاء نلتقي بكازينو حلية يؤمها اليسار العراقي تسمى ( مقهى أبو سراج ) ، وهذه المقهى تقع على - شط الحلة - نهر الفرات مباشرة ، أرائك متعددة للمثقفين ، وأخرى لهواة ( الدومينو ) ولعبة النرد ( الطاولي ) و لهواة ( الشطرنج ) ، وأخرى لهواة لعبة ( البلياردو ) والمنضدة ، وأرائك أخرى لقراء الجرائد ، من خلال هذه المقهى تعرفنا على وجوه ثقافية وفنية وسياسية كثيرة ، ولا يمر أسبوع دون أن نحتفي بصديق قادم من محافظة أخرى ، ومن خلال المقهى توطدت علاقتنا بأسماء أدبية وفنية وثقافية كثيرة ، ومن الأسماء التي كانت تزور هذه المقهى الشاعر الشعبي شاكر السماوي ، وأخيه ناظم السماوي ، وأخيه سعدي السماوي ، والملحن المرحوم كمال السيد ملحن رائعة ( مشيت وياه للمكير ) ، والشاعر كاظم الرويعي ، والشاعر عريان السيد خلف ، و( عبد الرحمن أطيمش ) ، والقائمة تطول ، كنا نواظب الجلوس بهذا المقهى صباحا ومساءا ، بعيد المساء تتوزع مجاميع الأصدقاء بين نادي المعلمين ، ونادي الموظفين ، ونادي العمال ، ونادي الزراعيين ، ونادي الضباط ، نشأت ألفة ومحبة وربما رفقة بين الكثير من أصدقائنا الحليين ، وبدأت مسألة ( الكروبات ) تتبلور جلية بين هذه المجاميع التي تربطها وشيجة الصداقة والأخوة ، مجاميع الفنانون ، مجاميع الشعراء الشعبيون ، مجاميع شعراء وأدباء اللغة الفصحى ، المجاميع الفنية ، غناء ، تمثيل ، رسم ، موسيقى ، بين كل هذه المجاميع قاسم مشترك وهو الصديق الراحل ( طه فرحان الربيعي ) ، طه الربيعي أحب العربية وتخرج من جامعتها وأكمل دراسته ونال شهادة ( الماجستير ) ، وطه الربيعي له رأي ويد بكل جانب من الجوانب المعرفية لذا كان يلتقي مع الجميع ثقافيا وفنيا وسياسيا ، له طريقته بالكتابة ، فأن أرخ أجاد ، وأن نقد بنى ، وأن تفوه جلب لحديثه الشيق قلوب وسمع الآخرون ، آذار عام 1974 م أحتفل الحزب الشيوعي العراقي بعيده الأربعين لتأسيسه ، وساهم في هذا ( الكرنفال ) عدد من شعراء الحزب ومنهم الشاعر شاكر السماوي ، عريان السيد خلف ، علي بيعي ، وشعراء آخرون ، ونذكر الكراس الذي صدر تحت عنوان ( أغاني للوطن والناس ) ، كنت حينها عسكريا وأردت دخول تلك الاحتفالية ، قبل دخولي وأنا أرتدي ملابسي العسكرية شاهدني شاكر السماوي وطه فرحان الربيعي ، قالا لي أين ذاهب وأنت برتبتك العسكرية ؟ ، قلت الى الاحتفالية ، قالا لي هذا جنون ؟ ، أجبت أليست هي الجبهة الوطنية ، قالا سوية أية جبهة وطنية هذه ، غادر المكان حالا وسنوافيك بعد الاحتفال الى مقاهي كورنيش دجلة ، أجبتهما سأخلع ملابسي العسكرية وأشتري قميصا مدنيا وأدخل للمهرجان ، قالا هذا قريب الى الممكن ولا تجلس مع أي شاعر من أصدقائنا ، طه فرحان الربيعي يحضر لكل النشاطات الثقافية الشعبية وغيرها ، له علاقات حميمة مع الكثير من الوطنيين الذين هاجروا أو هجروا ، ومع الباقين ، كتب مواضيع نقدية كثيرة ملأت صحيفة طريق الشعب وجريدة الصباح ، طه الربيعي ذلك المدرس الجاد بعمله ، تلاميذه أصدقائه ، المدرسون أخوة وأصدقاء ، علاقاته متوازنة مع الجميع ، أحيل على التقاعد عام 2010 م ، أدمن رفقة أصدقائه القدامى والجدد ، وجد لنفسه ولنا أيضا مقهى بسيط بسوق ( الهرج ) ، كتب لصفحتي – أدب شعبي - التي أعدها بجريدة الفيحاء الحلية الكثير من المواضيع والرؤى النقدية البناءة ، يكنونه أصدقائه للطرفة والتندر ( طه السني ) ، قال لمدير تربية بابل مازحا ( أستاذ بعد لتسموني طه السني ) ، قال مدير تربيته لماذا يا ( طه ) ؟ ، أجابه ( أستاذ هاي السنه بعاشور طبخت للحسين وعلكت على بيتي رايه بعد شسوي ) ، أجابه مدير التربية مازحا أيضا ( والله يا طه لو تتطبر هم أنسميك طه السني ) ، اليوم 4 / 1 / 2012 م فقدنا صديقا صادقا وأمينا ووطنيا لم يهادن النظام السابق ، وبقي وفيا لفكره ومعتقده ، رحمك الله صديقي أبي ( سرور ) ، وبفقدك فقدنا مسرتنا الأخوية الطويلة ، هيأ لنا بآخرتك أيها الراحل اللذيذ العزيز مقهى نلتقي بها مع أحبتنا وأصدقائنا الراحلين ، للإضاءة ............فقط .

منحوتات من الكتب القديمة للمصممGUY LARAMEE









افتتاح اول محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية-(اعداد و ترجمة - رياض الهيتي)






افتتاح اول محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية
ليلاً و نهاراً في اسبانيا
محطة "الجوهرة الشمسية" لتوليد الطاقة الكهربائية الجديدة بالقرب من مدينة اشبيلية جنوب اسبانيا هيَّ اول محطة شمسية في العالم
لها القدرة على توليد الطاقة الكهربائية حتى في الليل.اكثر من 2600 مرآة مرتبة بكثافة وموزعة على 185 هكتار من الاراضي الريفية
لتركز الطاقة الشمسية نحو خزان مركزي يحتوي على مصهور ملح النترات . وهذه الاشعة المركزة تقوم بالتسخين الفائق للملح لاكثر
من 900 درجة مئوية,مما يؤدي الى غليان الماء المحيط بخزان الملح و تحوله الى بخار ليقوم بتدوير التوربينات البخارية. بالاضافة الى
ان اي حرارة فائضة تتكون اثناء النهار فانها ستبقى مخزونة في الملح المنصهر الذي يعمل كبطارية خزن حرارية عملاقة لتقوم بتدوير
التوربينات مساءاً و في الايام الغائمة و لمدة 15 ساعة متواصلة تقريباً بدون اشعة الشمس و لكن هذا نادرالحدوث في اشبيلية التي تعتبر
اكثر منطقة مشمسة في اوربا

.

تبلغ قدرة محطة" الجوهرة الشمسية - جيما سولر " التى كلف انشاءها 410 مليون دولار و تم افتتاحها في اكتوبر 2011, عشرون ميكاواط
و لذا فهيَّ حالياً تعمل باقل من هذه السعة و يتوقع المسؤولون عن المحطة انها ستصل الى 70% من طاقتها خلال اوائل الـ 2012. انها
اكبر محطة توليد بالطاقة الشمسية في اوربا و تنتج سنوياً بحدود 110 كيكاواط ساعة/سنة و التي تكفي لتغطية احتياج 25,000 منزل و
تقلل من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو لاكثر من 30,000 طن في السنة
Torresol Energy هذا المشروع كان مشروع مشترك بين شركة الطاقة في ابوظبي"مصدر" و شركة "سينير" الهندسية الاسبانية تحت اسم
و استغرق انجازه مدة سنتين و بكلفة 260 مليون باون استرليني


(اعداد و ترجمة - رياض الهيتي)
--

الثلاثاء، 3 يناير 2012

متدينون بالشكل واللسان-كاظم فنجان الحمامي





متدينون بالشكل واللسان
جريدة المستقبل / بغداد / 3/1/2012
كاظم فنجان الحمامي
هل كان الكاتب الياباني (نوتوهارا) موفقاً عندما جازف بسبر أغوار شخصيت
نا العربية المعقدة في كتابه الأخير: (العرب من وجهة نظر يابانية) ؟؟, وهل كان صائباً عندما قال عنا ؟؟:-
العرب: متدينون جداً. . . فاسدون جداً
نحن نؤمن إيمانا نظريا قاطعا أن الدين هو الركيزة الأساسية القادرة على خلق منظومة اجتماعية مسالمة, مبنية على التمسك بالأخلاقيات والسلوكيات القويمة, لكننا نخشى أن يرتبط التدين بالمظهر أكثر من ارتباطه بالجوهر, فيفقد مضامينه الروحية بشيوع التدين الشكلي, ليتحول إلى مظهرية تتسم بسطحية منزوعة المعاني, فالإيمان الحقيقي ليس بالتمني, ولا بالتحلي, ولكن ما وقر في القلب, وصدّقه العمل.
لقد وقع ما كنا نخشاه عندما انتشرت عندنا مظاهر الورع النفعي في كل مكان, حتى اصطبغت بها أرصفة الشوارع, وتزينت بها واجهات المؤسسات الحكومية والأسواق والمحال التجارية, وطغت على سلوك كبار القوم وصغارهم, بحيث صار التدين الشكلي هو الشعار الشعبي والرسمي والسياسي والمهني, لدرجة انك تحس وكأننا نحلق في فضاءات العفة والطهارة والنزاهة, وننعم بالطمأنينة والهناء والصفاء والوئام والسلام, في الوقت الذي تستيقظ فيه مدننا على أصوات العبوات الناسفة, وتستفزها صفارات سيارات النجدة, ودوي عجلات الإسعاف والدفاع المدني, وزعيق مواكب المسئولين وهي تنتهك نظام المرور جيئة وذهابا, حتى صارت مدننا تحتل المرتبة الأولى في سجلات المدن الدموية الأكثر صخبا وتعرضا للضجيج والتفجير, وجاء اليوم الذي وقف فيه العراق
في طليعة البلدان غير النزيهة في التصنيف العالمي لمنظمة الشفافية العالمية. .
فكيف يمكن أن نكون الأكثر استقامة والأكثر انحرافا في آن واحد؟, وكيف يمكن أن نكون الأكثر حكمة والأكثر رعونة ؟, والأكثر رحمة والأكثر نقمة ؟, وكيف تجتمع الأضداد كلها فوق رؤوسنا الخاوية من دون شعوب الأرض. .
من الواضح أن مجتمعنا يمر اليوم بحالة غير مسبوقة من انفصام الشخصية, وانفصال العقيدة في السلوك والتطبيق, ويعزا ذلك إلى غياب المعايير الأخلاقية العامة, التي أكدت عليها الأديان السماوية كلها, فضلا عن شيوع الغش والكذب والنفاق, بحيث صار الدين في كثير من الأحيان مختزلا في مجموعة من ممارسات وصولية, وإجراءات سطحية مفتعلة,
يراد منها التزلف والتقرب لنيل المراتب, أو لتحقيق المكاسب, ويراد منها التبضع السياسي. .
أصبحنا نعيش في عصر يهتم فيه أصحاب الوجوه الزئبقية بمظهرهم لا بجوهرهم, فتراهم يتلاعبون بتضاريس وجوههم وجباههم, فيضعون الأقنعة التنكرية لتغطية ملامحهم الحقيقية, ويتخذون ماكياج التدين والوقار الزائف كبطاقات ترانزيت لعبور بوابات النصب والاحتيال, أو لاستغلال سذاجة الناس وطيبتهم, تمهيدا لتحقيق مآربهم الدنيوية, ونيل المناصب والدرجات الرفيعة. .
وانحصرت أدوات التظاهر الشكلي بحلاقة الشوارب, وإطلاق اللحى, وكي الجباه, وتقصير الثياب, والتباهي بتنويع الخواتم الكبيرة والصغيرة, وترديد بعض العبارات المشفرة, والكلمات المنمقة, وإظهار الشدة والصلابة المفتعلة عند التعامل مع عامة الناس, والتمسك بالقشور إلى درجة المبالغة في استعراض صور نمطية منسوخة من قوالب كاريكاتيرية متناظرة, حتى صار من المألوف مشاهدة الكثير من هذه النماذج المتخشبة, من الذين أساءوا للدين والتدين بمزايداتهم التمثيلية المعادة.
يتسترون بالدين, ويتظاهرون بالورع والتقوى, ويستبطنون الكفر والفسوق والعصيان, فاستغلوا الدين وقودا لإشعال فتيل الصراعات السياسية, وتأجيج نيران الفتن الطائفية, واتخذوا الدين جسرا تكتيكيا عبروا من خلاله إلى مواقع التسلط, وتبرقعوا ببرقع الإيمان المزيف وهم ابعد ما يكونون عن الدين وعن طاعة رب العالمين. .
مزيفون أعمى حب المال بصائرهم, فتمظهروا بكل أنماط الخشوع السطحي, خلعوا المهابة المصطنعة على عناوين شركاتهم المتنامية في مستنفعات الفساد, تحصنوا خلف جدران الرياء وتلحفوا بردائه, استغلوه استغلالا بشعا في الترويج لمنتجاتهم وبضائعهم المغشوشة, فأقحموا الرموز الدينية في الأنشطة الاستثمارية, التي شهدت في الآونة الأخيرة موجات جديدة لمشاريع ربحية اصطبغت بصبغة دينية صارخة.
نحن على يقين تام أن المتاجرة تحت غطاء الدين ليست اختراعا حديثا, بل هي قديمة قدم نشوء الأديان وتطورها في عصورها التاريخية المختلفة, فالطبيعة الاستغلالية التي تكبل الإنسان بالمادية هي طبيعة جشعة من شأنها أن تستفيد من كل فرصة في سبيل تحقيق مطامعها, فلا عجب أن نرى المتاجرة بالقيم الدينية وقد صارت اليوم هي الوسيلة الأسرع والأسهل لتحقيق الثراء الفاحش, بحيث امتطوا صهوة التدين السطحي, واتخذوا منه مطية لتحقيق مآربهم. .
أن أمثال هؤلاء لا يعرفون حقوقهم ولا حقوق غيرهم, وتكاد تنحصر صولاتهم الانتهازية في حدود أنشطتهم الوصولية المكشوفة, لكنهم أن صعدوا أو نزلوا, أو غابوا أو حضروا, لا يعدون عن كونهم مجرد كومبارس في هذا السيرك الرمادي المزعج. . .