الاثنين، 10 أكتوبر 2011

الإنسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي............!-د.غالب المسعودي


الإنسان المعاصر بين القلق الوجودي والهم الميتافيزيقي............!
د.غالب المسعودي
في هذا الكون اللامتناهي تعد التجربة الحياتية للإنسان إشكال وجودي وملغز وستكون ردا فرديا على سؤال كبير يبدأ من الذات وينتهي في العالم متخذا اتجاهات متعددة عبر الزمن,وكما لم يجد البدائي تفسيرا لوضعه في العالم,فان صورة الوعي الثقافي في مرحلة من مراحل تطورها قد تتخندق داخل نسق ميثولوجي.لذا ينظر للوعي الثقافي بوصفه حادثة تمت بلورتها في لحظة تاريخية معينة بل هي وحي لازماني وغير مفارق أنساقه المكانية,وهو كشف لما هو كامن من ناحية بنيوية,ومن هنا كانت تجربة بوذا في محاولته للإجابة على هذا التساؤل,لقد طور بوذا الاستنارة من العتبة الصغرى إلى العتبة الكبرى(الاستنارة الكاملة والتناهي مع المطلق)بعد تأملات في الوجود كان موضوعها ثنائية الوجود والعدم وكذلك كان نيتشه إلا أن تجربته اتخذت بعدا وجوديا مفارق.
هنا تكمن عملية البحث عن الجوهر غير المتعين بجغرافيا الجسد,وهي لحظة يمكن استعادتها على المستوى الوجودي بوصفها تجربة تاريخية,إذ من السهل على المرء أن يقع في الفخ لكن عليه أن لا يستسلم,فبين الروح والجسد وفضاءات الوعي هناك المسكوت عنه واللامفكر فيه وهناك المقدس والمدنس,هناك المتخيل وذاكرة اللغة وكل مكائد التأويل,تعددية دلالة النص والتفاعل المنهجي والتحليل البلاغي وترسبات الوجودية الثقافية, المخيال الحكائي نسق الأشياء سواء في الطبيعة أو في نتاج الإنسان.وان البحث والكشف هو لب الحضارة,ومثل هذه الروح تظل وثابة في أعماق الذين نذروا أنفسهم للرقي بالمعرفة, رغم أن المسارات النهائية قد تتخذ صيغا مختلفة في الإبانة والتعبير,لذا علينا أن نجد بنية ذات خصائص محددة لعمل المنظومة الفكرية يمكن صياغتها في نسق شامل,لايوجد أي تفسير بمعزل عنها كي نستخدمه في المعقولية والتطبيق وإدراك التجلي.
إن مشكلات الكون والإنسان ودور الأدب والفن هي في التمييز بين الوجه الاجتماعي والاقتصادي والفلسفي أو كما يعبر عنه بين الحياة بأشكالها المختلفة والروح بشفافيتها الأثيرية التي تتوق إلى التقدم والتطور, والتي تعبر الحواجز المصطنعة في توقها إلى الجمال المطلق.وهذا التمييز بغض النظر عن كونه خرق للمنطقي,يضع الحياة في سياق متقدم من التحول والتطور ويدفعها بتدفق عنيف نحو منجز يتقدم على ذاته في بعده التطبيقي ,وخلافا لذلك يفضي الالتباس إلى حوار مونوكرامي بليد يودي بالذات إلى الانتحار على مذبح العدم.
إن قانون تثبيت اللحظة قد فعل فعلته وقدس الماضي وتألقت أسطورة العصر الذهبي وتهاوت معها كل أ شكال الحداثة وأصبح المفكر فيه ينطلق باتجاه الماضي وبأثر رجعي وصار المستقبل تكريس للخرافة بعد أن احكم التيار الارثودوكسي قبضته بالرغم من إشكالاته واحباطاته التي لاتزال هي الشرعية السائدة والتغلفة بوعي تاريخي محنط لا يستطيع الباحث فك أقنعتها وإعادتها إلى مصدرها الإنساني,والتقدم لايسير بخط وئيد إلى أمام بل هنالك حراك متعدد الإبعاد حروفه من نار كي تظل ملاصقة لتقدمه الأزلي, انه محاولة في تغيير أنماط السلوك واليات الاشتغال,لذا على الإنسان إذا أراد أن يبني حضارة ويسهم في جوهر الوجود,أن يفهم الشهوة الحقيقية لجعل القوى صاعدة نحو الأسمى وبذلك يؤجج صحوة ثقافية متأصلة في الوجدان والحضور.

السبت، 8 أكتوبر 2011

جوزيف حنا الشيخ: العراق لم يوافق على مدينة صخرية تنقذ الفاو من آثار الميناء الكويتي


جوزيف حنا الشيخ: العراق لم يوافق على مدينة صخرية تنقذ الفاو من آثار الميناء الكويتي
الثلاثاء 04-10-2011 08:36 صباحا



قال خبير ورجل اعمال عراقي بصري تعمل اسرته في الموانئ منذ نحو 100 عام، ان الحل الوحيد الذي يضمن للعراق أن يتخلص من اثار ميناء مبارك الكويتي، هو اعتماد خطة سابقة لطمر البحر بملايين الصخور، وانشاء ساحل صناعي يمتد كيلومترات عدة داخل البحر قبالة الفاو.
وفي لقاء عبر الهاتف مع صحيفة "العالم" العراقية ، تحدث جوزيف حنا الشيخ؛ الذي يدير مجموعة حنا الشيخ للمقاولات والمتخصصة ببناء الموانئ ,وينتمي الى واحدة من اشهر العوائل المسيحية في البصرة، تحدث عن "حلم اسرة حنا الشيخ" العراقية، التي "ساهمت في بناء كل موانئ الخليج، وأدارت النقل البحري في المنطقة قرنا كاملا" على حد تعبيره.

جوزيف الذي يبلغ من العمر 80 عاما، وتخرج من الولايات المتحدة في اربعينيات القرن الماضي، يسخر بشدة من مشروع إيطالي لبناء ميناء آخر بالتعاون مع الحكومة، ويقول "وفق مخططي الذي لم يوافقوا عليه، لن يدفع العراق فلسا واحدا، وسأبني مدينة صناعية مساحتها 350 كيلومترا مربعا، تمتد داخل البحر بنحو 250 كيلومترا مربعا، أنجزها خلال 3 اعوام بنحو 12 مليار دولار"، أما الايطاليون "فسينشئون شيئا يشبه الرصيف مساحته 35 كيلومترا مربعا فقط، وسيتضرر من ميناء مبارك الكويتي بالتأكيد، لأنه لا يستفيد من العمق البحري، بينما مخططنا يتقدم داخل البحر عبر عمليات طمر، وصناعة سواحل طويلة".

ويتابع أن المخطط الذي يحلم به، يتضمن منشآت صناعية وسياحية على مساحة تقدر بـ 350 كيلومترا مربعا، فضلا عن مجمعات سكنية تتسع لنصف مليون نسمة، هم الخبراء والعاملون في الميناء ومنشآته الباقية.

وأكد جوزيف، رئيس مجموعة حنا الشيخ للمقاولات، أن "مجموعتنا قدمت في 2004 مخططات ميناء الفاو الكبير لحكومة أياد علاوي، واستعنا بـ 5 شركات عالمية وعشرات المهندسين لإعداد الخرائط، وحصلنا على تمويل مبدئي من بنك لازار الفرنسي بـ12 مليار دولار".

ويوضح رجل الاعمال العراقي الشهير "مفاوضاتنا مع الحكومة العراقية استمرت حتى 2008، ورئيس الوزراء نوري المالكي عين لجنة برئاسة برهم صالح و6 وزراء ولم نتلق منها أي اجابة"، مؤكدا "الدكتور برهم صالح لديه تصور ممتاز حول المشروع، لكننا لم نفهم لماذا توقف عمل اللجنة".

ويلفت الى "عقد اجتماع في بغداد مع نائب رئيس الوزراء آنذاك برهم صالح ووزيرالنفط حسين الشهرستاني بالاضافة الى وزير النقل ورئيس هيئة المستشارين، وحينها اقترح الشهرستاني ان يكون مخطط الميناء متضمنا لمنشآت تصدير للنفط، فأنجزنا مخططا اضافيا لانشاء جزيرة نفطية الى جوار الميناء، بطاقة تصديرية تبلغ 10 مليون برميل يوميا".

الجدير بالذكر ان سوق "حنا الشيخ" في البصرة (العشار) يعتبر من اشهر اسواق المدينة ,والذي لايزال يحمل لحد الان اسم هذه العائلة البصرية العريقة

بطاقة شكر



وظيفة الفن ....الفن حب يتجاوز حدود الاشكال-د.غالب المسعودي

وظيفة الفن ....الفن حب يتجاوز حدود الاشكال
تعددت التعاريف لمفهوم الفن وكذلك وظيفته بكثرة مدارس الفلسفة والجمال, لكني آثرت تعريفا وهو أن الفن إبداع شكل ذي دلالة يتميز بالوحدة ويعبر عن حياة الشعور. إن وظيفة ألقن الكاملة هي تجميل الواقع الذي لم يعد الواقع الطبيعي الذي فتح الإنسان الأول عينيه عليه بل أصبح الواقع الحضاري, الذي نما يوما بعد يوم منذ نشأته الأولى إلى يومنا الحاضر لقد غير الإنسان من العالم الطبيعي الذي وجد فيه وكانت تعبيراته ذات نزعات متعددة مالبثت أن تلاقحت وتفاعلت من دون أن تخرج بحضارة إنسانية واحدة, ولكنها مجمل حضارات منها المهيمنة ومنها المتكاملة ولذا لم يكن المهم هو تغيير العالم بل تجميله من حيث هو أعلى درجات خيره, وبالرجوع إلى الوراء قليلا نجد أن الفن صاحب الإنسانية منذ نشأته الأولى أي من حياة الكهوف إلى حياة الاستقرار والري وهذا يعني أن هناك فائض الوقت قد استعان به الإنسان لتنفيذ إعماله الفنية(التأمل والعمل) وأجدني أرى أن الفن كان يمارس حتى في حياة الكهوف, من قبل فئة متخصصة وهذا يتطلب موهبة شخص له القابلية على التقاط الشكل والاحتفاظ به في قاموسه الذهني لحين تنفيذ العمل الذي لم يكن متاحا للجميع إلا لفئة معينة وهم الفنانون في المجتمع البدائي ومن هنا يبدأ التخصص والاحتراف لان هذه الفئة كانت لاتخرج للصيد مع إقرانهم بل أن الغذاء كان يجلب لهم كبقية مجتمع الصيد. وعودة على أهمية فائض الوقت في المجتمعات الزراعية يصح التساؤل هل أن الفن ترف؟ هذا يبدو صحيحا لأكثر الناس مما دفع شارل لالو إلى أن يرى فيه التنظيم الانساني للترف ,غير أن راية هذا وليد التفريق بين الترف والضرورة الحيوية. والواقع إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية اجتماعية كلية وجدنا أن لا بد من تجاوز نظرية الترف هذه, إذ أن الفن ضرورة اجتماعية وأخلاقية ولما كان للفن وظيفة اجتماعية وأخلاقية من حيث صيرورته كان لابد من الإشارة إلى أصحاب نظريات التحليل النفسي التي ترى أن الفن لعب, وطالما نظر إليه الناس على انه مضيعة للوقت والجهد وقد يبدو ذلك للنظرة السريعة والمتوقفة عند الأسباب القريبة وبما أن للعب وظيفة تربوية مهمة بشان التطور النفسي للإنسان, يجب علينا أن نتحرى الأسباب البعيدة حتى تبدو مسالة الفن هي عملية انسجام, والانسجام أما أن يكون كليا أو لا يكون وانه بما هو كلي ضروري للمجتمع من اجل وجوده واستمراره وهذا كان لاستبعاد صفة اللعب والترف عنه و خلع صفتي الجد والعمل عليه وإذا نظرنا إلى الحيوان وجدنا بينه وبين عالمه من الانسجام الملائم لاستمرار حياته وهذا بالتالي يكفي للإنسان لو شاء أن يظل في مستوى حيوانيته لكنه ثار على هذا الواقع وانشأ حضارته التي أكملت سبل بقائه واستمراريته, وان يرتقي في مستوى المعرفة والأخلاق وهذه سمة الإنسان الرئيسية وهي السعي إلى الحقيقة والخير والجمال ليفهم خبايا عالمه ويفيد من خبرته ويتمتع بضروب جماله, وهكذا كانت حضارة الفن في بلاد وادي الرافدين إلا أن عواصف الصحراء والمد الشوفيني,قد غطى عليها إلا أنها لم تندثر ابتداء من الحضارة السومرية التي تمثل حقبة عاش بها الإنسان جميع البني الحضارية ليعرفنا بملامح القوة والصلابة والرشاقة ويدون سجلا لرواية الإحداث للأجيال القادمة.
د.غالب المسعودي

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

وزارة الثقافة تكرم مجموعة من المبدعات العراقيات في مجال الصحافة والقصة القصيرة

وزارة الثقافة تكرم مجموعة من المبدعات العراقيات في مجال الصحافة والقصة القصيرة
تم تقيم الموضوع من قبل 1 قراء

الكاتب: إيمان أكرم البياتي

03/10/2011 2:06 مساءَ
في بادرة جديدة ومتميزة تنصب في خدمة الثقافة العراقية أقامت لجنة المرأة التابعة لوزارة الثقافة العراقية حفلاً لتكريم عدد من الصحفيات والقاصات والإعلاميات العراقيات في مبنى الوزارة في العاصمة الحبيبة بغداد يوم الثلاثاء 23 آب 2011 وبحضور وكيل وزارة الثقافة والمشرف على لجنة المرأة السيد فوزي الاتروشي والسيد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين والسيد مدير عام دار المأمون للنشر والسيد مدير عام الإدارة في الوزارة إلى جانب عدد من الصحف والقنوات الفضائية العاملة في العراق ومراسلي الصحف وبتغطية إعلامية متميزة ومجموعة من المثقفين والمبدعين العراقيين.
وافتتح حفل التكريم بكلمة مهمة ألقاها السيد وكيل الوزارة وشملت عدة محاور مهمة منها التعريف بوزارة الثقافة ودورها الذي أقيمت من اجله وكيف أن وزارة الثقافة في كل العالم هي الوزارة الرشيقة التي تتكون من عدد غير كبير من الموظفين مقارنة بالوزارات الأخرى في الدولة لكنها تتميز عنهم بأنها تتعامل مع أهم الشرائح في المجتمع وترعاهم وهي شريحة المثقفين والمبدعين في مجالات الإبداع الأدبي والفني والفكري وتسعى للارتقاء بهم وبهذا الإبداع، كما أكد السيد الوزير أن الوزارة وضعت عدد من الخطط للارتقاء بالنتاج الثقافي على الرغم من الدعم المادي الضعيف الذي تناله من ميزانية الدولة حالياً مقارنة مع غيرها من الوزارات وفي مقدمة هذه الخطوات الجادة سيكون العمل بلجنة التراخيص التي من خلالها سترسم الوزارة فضاءً واسعاً من الحرية للكاتب والمثقف العراقي وسوف يكون قانون التراخيص القادم هو القانون الذي لم يعرفه العراق في تاريخه الماضي كله حيث سيكون بمقدور الكاتب المثقف والمبدع العراقي أن ينتج ويبدع دون قيود أمنية أو ثقافية حيث سوف تتابع اللجنة وتصدر التراخيص وتمنح الترخيص لكل مشروع أدبي أو فكري أو فني بشرط وحيد وهو أن لا يكون هذا العمل محرضاً للإرهاب أو للطائفية بأي شكل من الأشكال غير ذلك سيكون للمبدع العراقي أن يقدم إنتاجه الإبداعي دون خوف من رفضه.
وذكر كذلك السيد وكيل الوزير بان وزارة الثقافة لا يجب أن تكون الراعي الوحيد للثقافة و إنما التنوع والمشاركة الجماعية لها دور كبير في النهوض الثقافي وامتدح الدور الذي تقوم به العديد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الساحة الثقافية فهي الأخرى تعمل على إنتاج ثقافة عراقية عبر نشاطاتها وعبر أن ذلك يمثل قمة العطاء والتعاون فبذلك لا تكون الوزارة هي المسوقة الوحيدة للخطاب الثقافي في البلد و إنما تشترك فيه كل المكونات العراقية وهي قمة العطاء والإنتاج الثقافي وان الوزارة حريصة مستقبلا أن لا تكون المكافئات والميزات فقط للعاملين في الوزارة ومعها وإنما سوف تشمل المبدعين من خارجها فهم أبناءها وحريصة على ارتقائهم وتشجيعهم.
وذكر الاتروشي أن هنالك نوعاً من الاغتراب بين الوزارة وبين عدد كبير من الكتاب والمثقفين العراقيين وبين الكتاب بعضهم بعضاً حيث أشار إلى إن عدد غير قليل من المثقفين العراقيين يعملون بعيداً عن الوزارة وحيدين منشغلين في توفير لقمة العيش ولا ينالون الدعم والمساندة والتعريف الإعلامي بهم لكنها بالطبع فخورة بكل أبناء البلد المثقفين داخل البلد وخارجه وتتابع أخبارهم وإبداعاتهم وفخورة بالأسماء التي تحصد الجوائز العربية والعالمية في مجال القصة أو الرواية فهي تتابع نشاطاتهم وأخبارهم في الصحف والمواقع الالكترونية ودعا هؤلاء الكتاب جميعاً إلى أن يتواصلوا مع الوزارة فهي دائماً ستكون الراعية لإبداعهم وتعرف بهم عبر وسائل الإعلام و بنتاجهم فضلاً عن أن اغلب الكتاب والمثقفين لم يتلقوا بعضهم ببعض وهكذا لقاءات كما حفل التكريم اليوم يعرفهم ببعض ويمد جسور المحبة بين قلوبهم وأقلامهم.
كما خص السيد الاتروشي المرأة العراقية المبدعة بالكثير من كلمته وبالذات المرأة الإعلامية والتي تعمل في مجال الصحافة وكتابة الأعمدة أو الكاتبة القاصة وأكد انه فخور بما يقراه ويتابعه من إبداعات في وسائل الإعلام المقروءة وفخور بأخبار إبداعاتها وسعيد بالأسماء الكثيرة التي تعمل وتلمع في الساحة الإعلامية والأدبية اليوم وأكد في كلمته إلى حرص الوزارة على تقديم الدعم والمساعدة بمختلف أنواعها إلى المبدعة العراقية سواء كانت قاصة أو شاعرة أو صحفية وتكريم اليوم ما هو إلا حافز لكي تضاعف المبدعة العراقية عطاءها وتخرج من عزلتها التي فرضتها عليها الكثير من الضغوط التي مرت بها وما لجنة المرأة في الوزارة إلا جانب واحد من الجوانب الكثيرة التي تعبر عن اهتمام الوزارة بالمبدعة العراقية سواء كانت فنانة تشكيلية أو أديبة أو تمارس أي عمل إبداعي وفكري آخر.
وذكر أيضا أن الوزارة كانت قد كرمت قبل فترة قصيرة عدد من الشاعرات العراقيات المبدعات اللواتي يعملن بنشاط في الساحة الشعرية العراقية واليوم هي تكرم عدد من الصحفيات والقاصات التي تم اختيارهن وفق معاير خاصة وتمنى أن تحصل كل المبدعات على تكريم مستقبلاً وأكد سيداته إن الوزارة وهو شخصياً حريص على متابعة ما تكتبه المبدعات في الصحف والمواقع الالكترونية من مقالات ثقافية ومن هنا تم اختيار عدد من الأسماء وفي مجال القصة القصيرة تم اختيار القاصات وفق ترشيح من قبل الشبكة الإعلامية الكبيرة (شبكة أنباء العراق) وبالتعاون معها.
وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من القاصات والمتميزات في مجال الصحافة بمنحة مادية وشهادة تقديرية وكان من ضمن الأسماء المكرمة كل من عالية طالب، نجاة عبد الله، إيمان أكرم البياتي، رؤى زهير شكر، أطياف إبراهيم، إيمان السلطاني، عواطف مدلول، ابتهال بليبل، سهى الشيخلي، ضمياء الربيعي، أميرة محسن، نجلاء صلاح الدين، سليمة قاسم، آلاء الجبوري، ميديا شلال، حسنية بنيان وماجدة الموسوي.

من سرق قوت غيره-كاظم فنجان الحمامي



كاظم فنجان الحمامي
كلما استرجعنا النصوص القانونية المنسية لمسلة جدنا (حمورابي) نصاب بالذهول والدهشة, وبخاصة في هذه المرحلة التاريخية القلقة, التي نحس فيها بالحاجة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق, والتسلح بهما لتجاوز العقبات الكثيرة, التي ولَّدتها خلافاتنا الداخلية المتجددة في عموم الأقطار العربية, والتي ينبغي أن نبحث لها عن الحلول الناجعة في ظل الدساتير والقواعد والسنن والشرائع السماوية السمحاء. بيد أن أصحاب النفوذ من ذوي العقول المتحجرة, والعاهات الدماغية المستديمة, والنفوس المريضة, عادوا في سلوكهم المنحرف إلى الوراء, ونبذ فريق منهم كتاب الله وراء ظهورهم, حتى استقرت بوصلتهم على شرائع الغاب, بما عرف عنها من جشع ولؤم وشراهة وأنانية ورعونة ووحشية, فالغاية عندهم تبرر الوسيلة, والسمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة, والبقاء للأقوى والأشرس والأعنف والأكثر فتكا وقسوة, والعمل السياسي يجري على قدم وساق بقاعدة (انصر أخاك ظالما أو مظلوما), وربما سنكون بأفضل الأحوال لو عدنا إلى تطبيقات الأعراف والشرائع القديمة, التي ورثناها عن البابليين والسومريين والأكديين والكلدانيين والآشوريين, والذين أناروا الطريق للناس منذ انبثاق فجر السلالات البشرية في ربوع الميزوبوتاميا, فلو أخذنا (على سبيل المثال) شريعة جدنا (حمورابي), التي ظهرت إلى الوجود في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد, لوجدنا أنها تضمنت أحكاما عادلة ومنصفة, واستحقت أن تكون انصع المحطات الإنسانية, التي اهتمت بحقوق البشر عبر العصور القديمة وحتى يومنا هذا, وهي التي وضعت الأسس الأولى لمبادئ الحرية والمساواة بين أبناء الشعب من دون استثناء, وأنزلت اشد العقوبات بمن سرق قوت غيره ولم يقل سرقته, أو أكل طعام غيره ولم يقل أكلته, أو استخدم القوة المفرطة, واغتصبت يده ما ليس له, أو نظر نظرة رضا إلى مواطن الشر والظلم, أو بدل الوزن الكبير بالوزن الصغير, وتخطى حدود الأعراف والنظم, ونقض العهود والمواثيق.

تقول إحدى المواد التشريعية في مسلة (حمورابي): ((إذا حكم قاض في قضية, وأصدر حكمه, وكتبه, وتبين فيما بعد أن حكمه كان خاطئاً, وأنه هو المتسبب في ذلك الخطأ, فإنه يدفع ضعف الغرامة, التي فرضها في حكمه بمقدار (12) مرة, ويحرم من ممارسة عمله كقاض)), وربما ستصابون مثلي بالدهشة إذا علمتم أن قوانين (حمورابي) حققت قبل أربعة آلاف سنة تقدما هائلا في تحديد مسئولية الدولة عن الأضرار, التي تصيب مواطنيها, فقد نصت المادة (23) على أن: ((من وقع ضحية السرقة في حالة عدم ضبط الجاني, ولم يستطع استرداد المسروقات, يعوض من قبل أهل المدينة والحاكم, الذي وقعت السرقة على أرضه)),

ولعمري أن هذا النص وحده يعد انجازاً رائعاً ينطوي على قدر كبير من العدالة الاجتماعية, وجاء في نص المادة (250) الحكم التالي: ((إذا نطح ثور رجلاً ما وأماته, فان هذا الحادث لا يستوجب التعويض)), بمعنى أن: (جناية العجماء جِبار),, وتقول المادة (195): ((إذا ضرب ولد والده فعليهم أن يقطعوا يد الولد العاق لوالده)). بينما تناولت المواد (197) إلى (200) مواضيع القصاص والمساواة بين الناس, فالعين بالعين (عند حمورابي) والسن بالسن. .

إذا كانت نصوص شريعة (حمورابي) الوثنية, البالية, العتيقة, الضاربة في عمق التاريخ القديم, أول من أكدت على حقوق الناس, وأول من أرست قواعد العدل والحرية والمساواة, ووفرت الحياة الكريمة لأبناء الرافدين ليدوم عزهم وقوتهم وانتصاراتهم, ووفرت لهم الأمن والأمان والاستقرار, وكانت هي الأطر التشريعية التي صانت صورة المجد والشموخ والرقي في بابل, وسومر, ولكش, ولارسا, وأور, وكيش, وأكد, وكارخينا, والوركاء, وهي التي أضاءت الوجه الحضاري المشرق في ربوع الميزوبوتاميا لقرون وقرون على مدى العصور الذهبية التليدة, وإذا كانت هذه هي سنن وشرائع أجدادنا عام 2011 قبل الميلاد, فما الذي يمنعنا من إنزال القصاص العادل بالفاسدين والمخربين والمجرمين والمزورين والمحتالين والغشاشين والمرتشين, من الذين طغوا في البلاد, وأكثروا فيها الفساد, عام 2011 بعد الميلاد. . . .

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

الفصيح !!! حاتم صكبان )حامد كعيد الجبوري


الفصيح !!!
( حاتم صكبان )
حامد كعيد الجبوري
جمال اللغة العربية نجده في تصريفها ، نحوها ، بلاغتها ، بديعها ، رمزيتها ، ومحسناتها اللفظية ، والعرب تأنف أطلاق الكنية بواقعها المرئي المعاش لمن يصاب بعاهة خَـلقية أو عارضة تصيبه فتبدلها لنقيضها مراعية الجانب النفسي لذلك الإنسان ، فتطلق على الأعمى البصير ، وعلى الأبكم – الأطرش – السميع ، وعلى الأسود مرجان ، ويكنون الدميم جميلا ، والمجنون عاقلا ، ولكني لم أجد – والأصح لم أعرف - ما تطلقه العرب على فاقد النطق ( الأخرس ) ، لذا منحتها من نفسي وقلت ربما تقول العرب عنه الفصيح أو الناطق لمن أصيب بعاهة عدم النطق .
الحلة الفيحاء يشطرها نهرها الخرافي – شط الحلة - الجميل لشطرين ، أحدهما الغربي ويسمى الصوب الكبير ويضم سبعة ( أطراف ) وهي ( الطاق ، الجامعين ، جبران ، المهدية ، الجباويين ، التعيس ، والأكراد ) ، وشطر شرقي ويسمى الصوب الصغير وله ثلاثة ( أطراف ) وهي ( كريطعه ، الكلج ، الوردية ) ، والانحدار الطبقي لهذه ( الأطراف ) الثلاثة الجانب الصغير فلاحيا لأغلب بيوتاتها وبخاصة ( طرف الوردية ) رغم وجود شرائح التجار والصناع فيه ، وبساتين أصحاب هؤلاء البيوت تحيط ( طرف الوردية ) لذا سميت ( الوردية ) لكثرة ورودها وبساتينها الغناء ، وأزقة ( الوردية ) يعرفها أهالي الطرف وهي كثيرة ومنها ( عكد ) بمعنى – زقاق - أو ( دربونه ) الشيخ وأعني به الراحل الشيخ ( محمد سماكه ) رحمه الله ، و( عكد ) ( البيات ) ، و( السرحه ) و ( جريدي ) و ( هجول ) و ( حربه ) و ( بشبوش ) و ( العلاك ) و( عكد حسان ) ، وغيرها الكثير وتسمى هذه الأزقة بأسماء أبرز ساكنيها ماليا أو اجتماعيا ، وربما باسم رجل أو امرأة لهما شأن معين في المحلة ، وأغلب بيوت الوردية من الطبقة الفقيرة وربما المعدمة ، ويسكن والدي رحمه الله ببيت مستأجر من الحاج ( عبد الحسين الشمري ) بزقاق يسمى ( عكد باني ) ، ويقع قريب لزقاقنا ( عكد بشبوش ) ومن هذه العائلة الكريمة سنتحدث عن الفصيح أو الناطق ( حاتم صكبان موسى الخفاجي ) تولد عام 1942 م ، ولد هذا الصبي وهو محروم من نعمة النطق ، وأغلب هؤلاء الناطقون غير سامعين لحديث الآخرون والأصوات التي تصدر من حركة الأشياء ، وعييت على هذا الرجل وهو يكبرني بعشر سنوات تقريبا ، وربطتني بأخيه الأصغر ( موسى ) والأصغر ( جعفر ) علاقة مدرسية وعلاقة جيرة وأخوة ، عام 1958 م أستملك بستاننا وبساتين أخرى من بلدية الحلة ووزعتها أراضي للمواطنين ، ولتعلق والدي رحمه الله بأرضه التي أخذتها البلدية لقاء مبلغ مجزي آنذاك فقد أشترى لنفسه قطعة مساحتها 600 م2 في هذه البستان التي تحولت لحي سكني كبير يسمى ( حي الخسروية ) ، ومن حسن الصدف أن ينتقل أغلب أهالي ( الوردية ) لهذا الحي الجديد ومن ضمن هؤلاء جارنا القديم العم ( صكبان ) ، وتبدلت تلك الأزقة بشوارع معبدة بالقار وأنشئ لهذا الحي متنزها جميلا زرعت به أشجارا جديدة مضافة لباسق النخيل التي تتوزع على مساحات متناثرة من هذا المتنزه الجميل ، ويخترق المتنزه نهر ساحر مكشوف يسقي ما تبقى من بساتين ( الوردية ) ، يتوسط المتنزه ( تانكي الماء ) العملاق الذي يغذي الحلة الفيحاء بمائه ، وأحيط المتنزه بسياج حديدي مشبك وللمتنزه بابان ، يقع دار جارنا الفصيح ( حاتم ) مقابل منتصف هذا المتنزه من قسمه الشرقي ، و( حاتم ) جميل المنظر ، حليق اللحية لا يتركها يوما دون حلاقتها ، يرتدي ( الدشداشة ) البيضاء الناصعة النظيفة ، ويعتمر فوق رأسه طاقية ( عرقجين ) ، وفي مناسبات الأفراح والأحزان لأهالي الوردية يرتدي حاتما بدله مخاطه عند أبرز خياطي الحلة بسبب وفرة ذات اليد للحاج ( صكبان موسى ) الذي لم يبخل على ولده وأقاربه بمنحهم من ذات يده ، و( حاتم ) خارق الذكاء لا أعرف كيف تعلم القراءة والكتابة ولوحده دون معلم يساعده ، ولا أعرف كيف أصبح رساما فطريا يرسم لوحاته الجميلة على سياج المتنزه ، وحاتم يملك من القوة الغريب ، يستطيع أن يضع العملة النقدية ذات العشر فلوس أو ( قبغ ) قناني ال ( كوكا ) بوسط سبابته ويضغطها بإبهامه فيلويها ويطبق طرفيها على بعض ، يمسك بسيارة ( حسين الجني ) من ( دعامتها ) الخلفية ويسحبها بقوته نحوه والسيارة يحاول سائقها السير بها الى الأمام ولا تتحرك السيارة إلا بعد أن يأخذ ( حاتم ) التعب ويصب عرقا من كل مسامة من جسمه ، وأغرب ما رأيته من هذا الرجل – حاتم – ينزل لنهر الحلة وعرضه حوالي 40 - 30 مترا وفي مناطق أخرى أكثر ، ينزل الى النهر ويخفي جسده كاملا تحت الماء ( يغوص ) ويتجه صوب الضفة البعيدة – الصوب الآخر للنهر - وحينما يصلها – الضفة الأخرى - يخرج يده فقط دلالة على وصوله لها ، ويعود الى حيث أنطلق ومن نفس النقطة التي أنطلق منها ، بمعنى أن جريان الماء السريع ككتلة قوية يخترقها ويعود لنفس نقطة انطلاقه ، ويظن الكثير أن ( حاتم ) قد غرق لمرور أكثر من أربعة دقائق وهو تحت الماء دون واسطة للتنفس ، أما الطريقة التي علّم فيها أخاه ( موسى ) السباحة فهي غريبة أيضا ، يضع أخاه بين يديه ويذهب به بعيدا لمنتصف النهر ويسحب يداه ويعيدها ليترك أخاه يسبح في الماء برهة وأن رآه سيغرق يعيد يديه لما كانتا عليه حتى تعلم ( موسى ) السباحة ، و( حاتم ) يملك مجموعة كبيرة من الحمام في سطح داره ، وكنا نرى ذلك الحمام ينزل على يديه المبسوطتان وعلى كتفه وعلى رأسه وكأنه أب أو أم لها ، حاربه والده رحمه الله بهذا الحمام فكان الوالد لا يوافق على تملك ولده لهذا الحمام ، لأن الوالد يرى سبة أن أمتلك الولد مثل هذا العدد الكبير من الحمام ، وللحقيقة أقول لم تكن ممارسات ( حاتم ) كما عرفنا من ممارسات مربي الحمام ( المطيرجيه ) ، ف ( حاتم ) لا يرمي بحجر على طيوره وتسقط على الجار ، ولا ينظر لطيوره من خلال سياج السطح فيطلع على عورات جاره ، بل سلك النقيض من ذلك ، كان يعرف بموعد خروج بنات الحي الطالبات الجميلات ، وهن يذهبن لمدارسهن ، فكان يسير خلفهن كأي حارس وبلا أجر ، ومن ثم يعود وهن يخرجن من مدارسهن متعبات ، ويطمأن حين يصلن كل لدارتها ، ومن يستطع التحرش بهن وحارسهن الشجاع ( حاتم ) ، ولا أعرف كيف أنتظم ( حاتم ) لحزب سياسي معروف ، وأحب الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم رحمه الله ، ويضع على صدره ذلك الدبوس الذي نقش عليه صورة الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ، وكان والده يداعبه قائلا أن عبد الكريم ليس بشخصية وطنية محبوبة للناس ، وهو عميل أمريكي أو بريطاني ، والوالد وطني غيور يحب وطنه ويحب الزعيم الشعبي عبد الكريم قاسم ، ولكنها منكدة لحاتم ليس إلا ، فيثور ( حاتم ) بوجه والده مهددا إياه بأنه سوف يذهب لدائرة الانضباط العسكري ويشكو لهم والده ويخبرهم عن فعلته وحديثه ، كل ذلك يتم بلغة الإشارة بين الوالد والولد ، وحدثني الصديق ( حسين عباس طعمه ) وهو قريب للناطق حاتم ( أبن عمته ) ، يقول حسين كنا أثناء مراسيم العزاء الحسيني ننطلق من محلتنا متجهون الى الحسينية التي يقام فيها المأتم ، حدث شجار بين أهل محلتنا ومحلة أخرى نمر بها ، وهربنا بعد أن أتضح لنا أن خصومنا يحملون الخناجر والسيوف و ( القامات ) ونحن بلا سلاح لأننا ضمن طقس عزائي ، هربنا تجاه زقاق يسمى ( العكد الضيك ) فوجئنا بوجود مجموعة من خصومنا يقفون بنهاية الزقاق فأصبحنا كمن العدو من أمامه والعدو من خلفه ، تقدم الناطق حاتم نحو دكان بمنتصف الزقاق وخلع ( كبنك ) الدكان وتناول الخشبة التي يشد لها ( الكبنك ) وتقدم نحو خصومه فهرعنا خلفه مصففين لشجاعته التي اضطرت إلى هروب خصومنا ومنجاتنا من إصابات محققة بفعلة بطلنا الناطق حاتم .
يقال أن الشاعر البصير ( بشار بن برد ) كان يحمل بيده قنديلا ويسير به في طرقات المدينة ، سأله أحدهم لم تحمل هذا القنديل وأنت أعمى لا تبصر ؟ ، فأجابه أني أنير الطريق لأمثالك كي لا ترتطموا بي ، وهذا ما حدث للراحل ( حاتم صكبان موسى ) فقد دهسته سيارة جار لنا وتوفي حاتم على إثرها نهاية عام 1966 م ، قبل أن يودع حاتم لمثواه الأخير ذهب والده الى مركز الشرطة ليتنازل عن داهس ابنه ويخرجه من توقيفه .

السبت، 1 أكتوبر 2011

إضاءة ,المرأة ينبوع عطاء -حامد كعيد الجبوري

إضاءة
المرأة ينبوع عطاء
حامد كعيد الجبوري
لا أعرف كيف لم يطرق سمعي أن هناك تجمعا ثقافيا عراقيا نسويا موزعا على المحافظات العراقية ، وهذا التجمع النسوي قد أخذ بزمام المبادرة ليكن واجهة ثقافية عراقية وإقامة أكثر من تجمع ثقافي نسوي بمحافظات العراق ، وحقيقة أن هذه المبادرة أجدها جميلة أن انفتحت أكثر من ذلك باستقطاب شعراء وكتاب ومثقفون الى هذا التجمع الذي يجب أن لا يحصر نفسه بهذه الزاوية الضيقة وأعني بها النسوية ، وما هو الضير أن كان هذا التجمع من ضمن تشكيلات الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرقيين ، فواجهة الإتحاد أوسع وأعم وأشمل من تجمع يضيق بالمرأة فقط ، وربما سأجد الإجابة ممن هو متصدي لهذه التجمع النسوي ، وربما أنا مخطأ بطرحي فقد قرأ ممثل تجمع ( أديبات العراق ) الأستاذ أثير الطائي بمحافظة بابل كلمته في حفل تكريم أقيم الى دكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) ، ووجود الأستاذ أثير الطائي يدلل على وجود رجل بهذا التجمع النسوي .
مساء يوم 30 / 9 / 2011م وعلى حديقة البيت الثقافي الحلي وتحت شعار ( قصيدة المرأة العراقية ينبوع عطاء للمحبة والسلام ) ، برعاية د . ( هيثم الجبوري ) عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الوطني أقيمت احتفالية تكريمية لدكتورة الأطفال ( رجاء حسن عبود ) وفاءا لها لتقديم خدماتها الطبية بأجر رمزي للأطفال المرضى ، وقد تبنت فكرة التكريم من قبل ( منظمة أديبات العراق ) ، وكانت عرافة الحفل من قبل الشاعرة والفنانة التشكيلية ( إيمان الطائي ) التي دعت راعي الاحتفال د . هيثم الجبوري لإلقاء كلمته التي حيا فيها الدكتورة المكرمة وأشاد بجهود المنظمة بالسعي للوقوف مع المتفانين لخدمة وطنهم جنبا لجنب مع من ينادي بحرية الشعوب والتطلع للحياة الكريمة ، وقدمت السيد عباس العاني مدير البيت الثقافي الحلي المنظم لهذا الحفل التكريمي الذي شكر بدوره الدكتورة المحتفى بها ودورها الإنساني العلاجي ، أعقبه السيد أثير الطائي ليقدم شكره للشاعرات الآتيات من المحافظات العراقية لهذا التكريم ، وكانت المحطة الشعرية الأولى مع الشاعرة ( حياة الشمري ) التي لا مست قصيدتها شغاف أوحدَها الغائب فقالت ، ( ضالتي أنت أيها الأوحد / متلبس بجسدي / أنبض في مجساتك أنثى / أشتكي لروحي غياب المدن المنهوبة / وكأسي يشربه الآخرون / دعني / أغتسل بمائك عشقا / أشم رائحة النوم على ترابك ) ، واعتلت المنصة الشاعرة ( فرح الدوسكي ) من بغداد العاصمة العراقية لتقرأ قصيدتين أحداهما باللهجة الشعبية ، وللشاعرة الحلية المعروفة بقصائدها الملامسة للواقع العراقي المر ( حسينية بنيان ) مساهمة ( آخر آه ... سئمت الآه ) ، وعودة ثانية لبغداد والشاعرة الشابة ( زينب العابدي ) التي أتحفت الجميع بموال شعبي تتحدث فيه عن النسيج العراقي الجميل ، ولا أعرف من همس بأذن عريف الحفل ( أيمان الطائي ) لتدعوني ( حامد كعيد الجبوري ) للمشاركة بهذا التكريم ، حاولت الاعتذار ولم أفلح ، أردت قراءة قصيدة شعبية وطنية ولم أفلح بذلك أيضا لأنهن حددن لي قصيدة غزل فقلت ، ( أحسبها عدل تتعشه بيه أتريد / وآنه من الفجر من ريجك أتغده / أحذرك آنه شاعر مهرتي من أتغير / تعبر خندقك والحصنك أتهده ) ، وكان هناك طلبا من أعضاء منظمة أديبات العراق الى عريف الحفل الشاعرة والتشكيلية أيمان الطائي لقراءة قصيدة لها فقالت ، ( تركت صداك بلا ردى / تركتني / وهمسي يناقض شكواي / ويتلمس حفيف رغبتي فيك / أيها البعيد / سلاما لجنون رحيلك ) ، ختام هذه الاحتفالية قدمت باقات الورود والهدايا الى الدكتورة المحتفى بها من قبل راعي الأحتفال د هيثم الجبوري ، ومن البيت الثقافي الحلي ، ومن نقيب الصحفيين فرع بابل الصحفي علي الربيعي ، وأجمل ما في هذا التكريم عاطفة الأمومة التي تحدثت بها الدكتورة ( رجاء حسن عبود ) التي لم تقل إلا جملة واحدة وهي ( أنا لا أستحق هذا التكريم لأنني أديت دوري الإنساني ) ، ولم تستطع أكمال حديثها لأنها أجهشت في البكاء ، لتبكي معها كل قلب عطوف ، ووجهت الشاعرة والفنانة التشكيلية ( ثائرة شمعون البازي ) راعية ( مركز فراديس العراق ) برقية تهنئة و مؤازرة من مقر عملها في ( هولندا) الى الدكتورة المحتفى بها ولافتة تشير لذلك ، ولم تكن الشاعرة المغتربة ثائرة البازي ببعيدة عن الحفل فقد قرأت لها عريف الحفل مقطعا شعريا جميلا ، واختتمت الفعالية التكريمة بتقديم الشهادات التقديرية الى الشاعرات المشاركات من قبل الشاعرة ( منى الخرسان ) من النجف الأشرف .

امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم.السيد محافظ بابل المحترم.السيد قائد شرطة بابل المحترم

امام انظار السيد وزير الداخلية المحترم
السيد محافظ بابل المحترم
السيد قائد شرطة بابل المحترم
مساء يوم الاثنين 26\9\2011 حوالي الساعة السابعة مساء توجهت عائلتي الى منطقة شارع 40 للتسوق استعدادا للعام الدراسي الجديد كونهم طلبة جامعيون اوقف ولدي سيارتي بالقرب من مجمع حيدر شعيلة لغرض التبضع حينها طلب منه احد افراد شرطة النجدة المدعو صفاء عباس منجي باخراج السيارة من المكان ولم تكن هي السيارة الوحيدة في الموقع والح في ذلك وكون زوجتي امراة كبيرة في السن ومصابة بداء السكر وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل طلب منه ولدي التريث قليلا الا ان الشرطي لم يمهله بل توجه الى السيارة وتفوه بكلمات غير لائقه وسحب ولدي من ياقة قميصه امام عائلته مما ادى الى المشاجرة مع الشرطي عندها نزلت والدته(زوجتي) وطلبت من الشرطي عدم تصعيد الموقف لانهم مغادرين المكان وتوسلت اليه الا انه قام بدفها واسقطها ارضا,واردف عمله هذا بالمناداة على عدة اجهزة امنية اللذين تظافروا على ولدي وباستعمال القوة المفرطة قاموا بالقاء الشاب في سيارة الشرطة مما استدعى ادخاله الى المستشفى بعد ان تركوه في موقف مركز شرطة الفيحاء وهو طالب جامعي وغير مسلح ومعاق لاصابة ولادية في يده اليمنى وهنا اتساءل ايها السادة
1:ماهو دور الاجهزة الامنية هل الاعتداء على المواطن ام حفظ امن المواطن اواهدار كرامته؟
2:هل يجوز لرجل الامن اسدعاء العشرات من رجال الشرطة وبمختلف المسميات للسيطرة على طالب جامعي حاول الدفاع عن كرامة عائلته وكرامته؟
3:كوني شخصية اكاديمية وفكرية فان استهداف عائلتي بهذه الصورة المهينة يعني افراغ البلد من الكفاءات الاكاديمية والفكرية وهذا ما يوازي فعل الارهاب في البلد.
الدكتور غالب المسعودي
اخصائي جراحة الوجه والفكين
مستشفى الحلة التعليمي-بابل
فنان تشكيلي وناقد
BDS.HDD.FIBMS.
EM;last_summerian00@yahoo.com
URL:someriannet.blogspot.com

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

انجلينا بين بانكوك وإجكوك -كاظم فنجان الحمامي

انجلينا بين بانكوك وإجكوك

جريدة المستقبل العراقي 28/9/2011



كاظم فنجان الحمامي

لا نريد التحدث هنا عن مواقف هذه المرأة المحسنة في (بانكوك), لكننا سنحدثكم عن سخائها وكرمها في (إجكوك), وشتان بين (بانكوك) و(إجكوك): تلك القرية المحرومة, التي ربما لا تعلمون أين ترتمي ؟, وكيف يعيش أهلها, وأغلب الظن أنكم لا تعلمون كيف وصلتها هذه المرأة, وكيف هرعت إليها, وجاءتها من أقصى الأرض لكي تفترش الأرض مع الأيتام والأرامل والأمهات الثكلى, وتمد لهم يد العون والمساعدة, فتزيح عنهم تراكمات الهموم والأحزان, وما خلفته الحروب الخاسرة من خراب ودمار.

(إجكوك) لمن لا يعرفها تنتمي إلى أغنى أقطار الشرق الأوسط من دون منازع, لكنها تنام بعين واحدة وقلب مجروح بين أنياب البؤس في ضواحي بغداد الشمالية القريبة من مدينة (الكاظمية), اما صاحبة القلب الأبيض فهي الفتاة الهوليودية الحسناء (انجلينا جولي), المولودة في الرابع من حزيران 1975, والحاصلة على جائزة الأوسكار في التمثيل عن جدارة واستحقاق, لكنها ابتعدت عن الأضواء والشهرة, وأثرت تكريس وقتها كله في خدمة القضايا الإنسانية, ووهبت ثروتها للقرى المنكوبة, وكانت (إجكوك) المنسية المهملة محطتها الرئيسة المفضلة في مساعيها الحسنة.

من كان يصدق أن (جولي) بطلة أفلام الأكشن تتناول فطورها مع أطفال (إجكوك) في بيوت الصفيح والتنك, تلعب وتمرح معهم وتداعبهم وكأنها واحدة منهم, تتبرع لهم من مالها الخاص بأكثر من ثمانية ملايين دولار, مليون ينطح مليون, غير البطانيات والصوبات والجليكانات والمراوح, وعلب (الماكنتوش) المحمولة إليهم جوا من معامل (كواليتي ستريت), ومن دون أن تطلب من ذويهم ضم أصواتهم إليها في الانتخابات القادمة على طريقة جماعتنا, ومن دون أن تخشى الإصابة بميكروبات الأمراض المستوطنة, أو الإصابة بشظايا العبوات الناسفة, أو الخطف على يد عناصر العصابات التكفيرية المتشددة, الذين ماانفكوا يصبون جام غضبهم على (جولي) وأمثالها, وينعتونها بالكفر والفسوق والعصيان, ويرفعون عقيرتهم في الوقت نفسه بالدعاء بطول العمر لأقطاب الشر, ورعاة الإرهاب والتطرف.
يقولون: أنها كانت تحرص في كل زيارة لها للعراق على جلب ابنتها (زهراء) لتلعب مع بنات دجلة في طرقات (إجكوك) ودروبها المتربة, وقالوا: أنها كانت في منتهى السخاء والتعاطف مع أطفال (إجكوك), تأتيهم زاحفة على قدميها, تحث الخطى نحو فعل الخير, لم تصطحب معها الهمرات المسلحة في زياراتها المفاجئة, ولا مواكب سيارات (اليوكن) و(البلايزر) المدرعة, من ذوات الدفع الرباعي, ولا المصفحات والصفارات والحراسات المشددة, التي صارت هي العلامات الفارقة لمواكب كبار المسئولين في عموم المحافظات العراقية, من الذين لا يعلم معظمهم أين تقع (إجكوك), ولا يدرون بما آلت إليه أحوال قرية (سيد دخيل), التي التهمتها أفاعي المامبا السوداء, ولم يسمعوا من قبل بالحي (المثلث), والحي (المربع), ولم يشعروا بهموم سكان (علاوي القصب) شمال (خمسة ميل), وربما لم يفكر بعضهم في دفع ما بذمته من أموال الزكاة لجيرانه من الفقراء والمساكين والمحتاجين.

لقد نذرت هذه الشابة الجميلة نفسها ومالها وجمالها وشهرتها للمهمات الإنسانية النبيلة, ونهضت بما لم تنهض به المنظمات الإنسانية العالمية, فقد زارت مخيمات اللاجئين في لبنان, والصومال, وكينيا, وزارت التجمعات السكانية الفقيرة في أفغانستان وباكستان, ودارفور, والسلفادور, وتنزانيا, وسيراليون, وحملت معها في زياراتها المكوكية ملايين الدولارات من رصيدها الخاص.
كان بإمكانها الاستمتاع بثروتها الطائلة على الطريقة الهوليودية الباذخة, وكان بإمكانها قضاء أجمل الأوقات في قصورها الفارهة, لكنها اختارت الوقوف مع سكان القرى المنكوبة, واختارت الوقوف مع أطفال العراق, في الوقت الذي وقفت فيه الكويت خلف مقصلة البند السابع لتمارس أبشع أنواع التعسف ضد العراق وأهله. .