الجمعة، 12 نوفمبر 2010

شيراز-شعر بو زيد حرز الله-اللوحة-غالب المسعودي



شيــــــــــــــــــراز
لشيراز أمنح ما يعجز البحر عن شرحه
للنوارس منسابة في السماء.
لشيراز أعقل كل الفصول
لشيراز أوقد هذا الفضاء.
=======
لشيرازأدعو الخيول
جميع الخيول الى يدها وأقول لها لا تحطي رحالك
حتى أراها هنالك
ترمقها سدرة المنتهـــــــــــــــــــــــــى.
=======
يا القصيدة هل تقرئين التي سكنتني
وما فتئت تطعم الروح بالشهد والامنيات.
لشيراز تصمت كل الطيور
وتنصت ..ترقص من وقع ضحكتها الأغنيات.
=======
لكم أيها الشعراء قصائدكم،
لي شيراز تبعثرني في الحروف
ويجمعني طيفها في شتاتي.
لشيراز أحتبس الزمن المتهالك في خطواتي.
=======
لشيراز وجه المسرة والاخضرار،
لشيراز وجه المحبة والارتواء.
لشيراز دفق الجداول.. صوت العنادل.. خصب السنابل..
رحمة من في السماء.
========
لأنك يا طفلتي فوق ما يتصوره اللفظ
أكثر مما تراه المعاني.
لأنك شيراز
ذلك يكفي
لأطفي أعاصير هذا الزمان.
=======
أحبك في همس فيروز
يرشف قهوتنا في الصباحات،،
يغرقنا في الفرح.
أحبك شيراز .. مدي لي الناي..غني..
أعيدي الى البيت قوس قزح.
شعر بوزيد حرزالله
الجزائر 2 اكتوبر 2010‬‬

المحبة-محمد الفرطوسي



المحبة
لمن هب
هبوب السنين
يضرج برحيق الاغاني
اديم سطوعنا

المحبة
لمن دب
دبيب الحنين
كي يزرع سنابل عشقه
في كوة الوقت
فتولد
قمحة لسطوعنا

المحبة

لمن صب رحيق الدقائق
ناظرا منتظرا
ان تجيء الشموس
بسطوعه المنتظر
الى ساقية
سطوعنا

المحبة لسلمان الكبير
ولروحه
وللرحم المقدس
بالمياه الجليلة

المحبة لبغداد
والحقيقة
والقصيدة

المحبة للحياة

في البدء كانت تراتيلك-عبير عبد العزيز-تخطيط-غالب المسعودي



‫في البدء كانت تراتيلك‬

في البدء
...كانت تراتيلك
تُتلًى بخشوع و دأب
...شدتني حتى اعتنقتك

.... فلما أعتنقتك و صرت
على دينك
تطرفت فيك واعتزلت
و اكتفيت من دنياي
أن عشقتك

قرابيني
كل يوم في
هواك أقدمها
...روح صائمة
قلب ذبيح
أيام في أيامك تعتكف
...و عمر ساجد
ثمنا لقربك

فيك أرابط
و لعينيك أجاهد
و أغزو الليالي
و أرجو حسنييك
يا أرقي الرابض على
تخومه مستبسلا
ما أرخص بَذلِك

فهل ترضى
هل تصطفيني ..
هل تدنيني منك زلفى
... أم أظل
على قمم أعرافك
أرجو رضاك
و أتعوذ من غضبك‬

الخميس، 11 نوفمبر 2010

صباح العزاوي وصورة يوسف-ضياء الخالدي-اللوحة -غالب المسعودي


صباح العزاوي وصورة يوسف


ضياء الخالدي
...........

في تلك الظهيرة، المرمية في خزانة الذاكرة قبل ثلاث سنوات، كان الشاعر صباح العزاوي يسير بجسده الرخو حيث المقهى في باب المعظم، يحمل بيديه رواية " صورة يوسف " للروائي نجم والي، وقد توسخ غلافها بسبب الحرارة والعرق، وربما سقطت الرواية من يد صباح اكثر من مرة، فجسده كان يمتص خمرة ارادها ان تكون مستمرة في ذلك النهار. القى التحية علينا بصوت مبحوح، وجلس منفردا، وراحت عيناه، تتابعان مروحة المقهى الخارجية، وهي تدور بصعوبة، لان ريشاتها الثلاث كانت معوجة، والتي جعلت العزاوي يطلق ابتسامة تجاهها، ويتمتم بمفردات لم يصل الينا معناها. لكننا حدسنا، او هذا ما استنتجناه، ان التمتمة، كانت رثاء لحالة عراقية مستمرة.

حين يحمل صباح كتبا بيده، فهذا يعني انه ثمل بالكامل. صورة تؤكدها كمية المال في جيبه، فخلاف ذلك، نشاهده بلا كتب، وقريبا من صحبتنا وحديثنا المجتر يوميا عن احوال البلاد. تلك الظهيرة التموزية لم يستكن صباح لتخوت المقهى، ولا لمناقشاتنا، ولم تغره نكتة جنسية ليلقيها على مسامعنا. بل كان ينهض كل عشر دقائق تقريبا، ويذهب حيث بناية المرافق الصحية العامة، ليشرب جرعه من سائله الشفاف خلفها، وكانت رواية " صورة يوسف " كل فترة تستقر في يدي، او يد احد الاصدقاء. نقلبها سريعا، نقرأ سردا او حوارا، ليعود العزاوي مبتسما او متجهما، وحسب ما شاهده في وجوه السابلة اثناء تلك المسافة التي تقدر بخمسين مترا، ليأخذ الرواية منا، ويطرحها على التخت بجانبه.

ظهيرة قائضة، ولهيب عراقي بامتياز، واجساد تختبئ في ظل مقهى، تخثرت فيه ملامحنا وثرثراتنا، وانتشرت في فضائه رائحة خمرة العزاوي، الذي كان يضحك لوحده، وحين يلتقي بصرنا ببصره، يعتقل البسمة، ويستبدلها بتقطيبة حادة تليق بصوت مولدة المقهى الصغيرة. ننده عليه ليجلس معنا، لكنه يرفض، ويضع اصبعه الاسمر على شفتيه، كانه يريد منا الصمت لاننا في نهار اشبه بالموقد.

كان صباح غير معني بالسجال السياسي الذي ننغمر فيه، وهو محق، فما معنى ان ندور حول فكرة او توقعات تخص سياسيينا، والحدث يصنع في الخارج، او يصنع داخل الطائفة والتاريخ؟ كل ذلك لخصه صباح لنا ببصقة على الارض، وببحة اقتربت منا، وبمشاهدة غلاف رواية " صورة يوسف " التي استقرت بيدي للمرة الثالثة، وغياب خلف بناية المرافق الصحية النتنة.

يوسف، هو العراقي في كل مكان، ذلك الانسان الموجوع، والباحث عن السر العظيم في ملكوت هذه الارض، التي دأبت عبر تاريخها ان تعاقب ابناءها دائما، ولاسباب مجهولة، او تافهة. نجم والي اوصل لنا حكايته، وقرأناها، ووكذلك العزاوي وحكايته المنفلتة عن اي اطار، زودتنا بانطباع ان قطار برلين – هامبورغ ليس وحده من يطلق الافكار لكتابة نص جيد، وانما صيف بغداد الرهيب، ومقاهييه الخارجية، يمكن لهما ان يزرعا صورة انسان اكلت الحروب عالمه، ولم يجد الا بناية الفضلات العامة كحانة ينطلق منها لاكتشاف المدينة...

مضت فترة جرعة الخمر ولم يات العزاوي. نصف ساعة، والاصدقاء ذهبوا. طلبت استكان شاي جديد، واصابعي تقلب صفحات الرواية. تذكرت نجم والي وهو يعيش في المانيا، وتخيلت المكان الذي كتبت فيه الرواية. قد يكون في احد المقاهي الهادئة، واللابتوب على الطاولة، وقربه فنجان القهوة، وصورة صباح بجسده المنهك، الذي يقسم نهاره العراقي ما بين سطور " صورة يوسف " وما بين قنينة الجن، فعرفت كمية الالم الحقيقية التي نحملها.

لم يعد العزاوي. ربما شاهد امرأة جميلة مرقت من امامه فتبعها، متيقنا انها خير زاد لاحلام يقظته، ونسي الرواية ومؤلفها، ليتركني استمتع بها طيلة الطريق المؤدي لكركوك، فالرحلة لمدينة النار تستوجب رواية كهذه، ولا اعلم، ان الايام التي تلي تلك الظهيرة، ستمنعني من ارجاع هذه الرواية إلى صاحبها. الرواية في رفوف مكتبتي الان، وكلما شاهدتها تظهر قسمات العزاوي المحتقنة بالف سؤال، وتتلاشى صورة نجم والي تماما، كأن صباح هو مؤلفها الحقيقي.

*******************
ضياء الخالدي

مواليد بغداد 1975

صدرت لي رواية عن دار الشؤون الثقافية / بغداد بعنوان " يحدث في البلاد السعيدة " عام 2006

الأحد، 7 نوفمبر 2010

القناع-د.غالب المسعودي


القناع
بعيدا عن فلم القناع من بطولة جيم كاري الذي يحكي قصة رجل فقير وغير واثق من نفسه ثم يعثر على على قناع يغير له حياته لكنه في النهاية يتخلص منه ويعيش قصة حب,هذه البداية تسلط الضوء على استعمال القناع في الحياة اليومية ودلالاته,تلبس الاقنعة للتخويف والتنكر او التمثيل ولكن الاحتيال وتعدد الاقنعة هي التي تسقط الممالك وامجادها الطموحة.وبالرغم من ذلك هناك قيم لارتداء القناع ومن ضمنها الشرف,العائلة التقاليد كما ورد في مسرح المصارعة المقنعة,وقد اورد الكاتب نبيل فياض كيف تفضي التيارات القومية الى توجهات اصولية رجعية ترتدي اقنعة وطنية كاذبة,فبعض النصوص الاغريقية تتحدث بشيء من الغموض عن القناع الذي تتقمصه الاضحية البشرية التي تقدمها مجموعة ما الى الالهة,فهم يتفقون على ضرورة تقديم الاضحية ولكنهم يختلفون حول اختيار الضحية وللتوصل الى تفسير ذلك لابد من قلب تسلسل الاحداث,العنف ياتي في البداية,الاضحية تاتي بعد ذلك وهي تخفي وتقنع ما يبرر العنف لذا الاضحية تجد جذورها في العنف النهائي الذي يصبح قربانيا وبذا يضع حدا للخلاف لان العنف الطقوسي لا يجد في مواجهته اي خصم.
ان عبادة الناس موجهة الى اللاعنف من خلال العنف الذي يرعبهم ولكنهم يعبدون العنف بصفته القدرة التي تمنحهم السلام الذي يعود وكانه هبة العنف لانهم عاجزين عن الاتفاق ما لم يتم على حساب شخص ثالث.
في كتاب العزلة للبشتي يتحدث عن فساد السلاطين في زمانه وذكر من اسبابه انهم يغرهم المدح وبذا يحجبون الحق بقناع المدح وطبقا لهذا المنهج يبتعدون عن العقلية المحللة والشخصية متعددة الابعاد ذات وعي نقدي قادر على خوض اكثر من مجال.
لقد اشتهر(محمد بن عميرة بن ابي شمربن فرعان بن قيس بن الاسود عبد الله الكندي)بقناع واحد كان يضعه خشية ان تصيبه العين بسبب جماله الفائق,فاكتسب لقب المقنع فما بالكم باللذين تعددت اقنعتهم لدرجة ان الحب وضعوا له اقنعة,لكن اكثر الاقنعة ايلاما هو القناع الاخير.
د.غالب المسعودي

السبت، 6 نوفمبر 2010

خروف العلة-سلمان داود محمد



**~**~**~**~**~**
خروف العلة
*********
سلمان داود محمد
.....................

وفقاً لركاكة النصوص فازت الخوذة بالأبدية
وعاد المنصوص عليه الى وحشته نادماً
ينتحر المياه أمام رهبة اللاأحد
ويكسر أنف العدو بعفونته الباسلة...
يوم ذاك - تعثرتْ الصواريخ بحقائب مدرسية
والعقارات كما ترى عالجتْ الأمر برخام وجلنار.
البدر هو الآخر نفدتْ بطاريته في تجفيف غسيل مدمى
ومضى يحتطب الأعياد على قرابين ترعى في تقويم هجري
من أجل ذلك
خشيت على خزائن المحنة من توبة اللصوص
كرهتُ نضارة الهدنة وهواة العزف على المرارات بداء السكر
وجدتُ في حفظ البلدة عن ظهر قلب طريقة مثلى للإقلاع عن المباهج
صوّبتُ الجريدة نحو صحون عارية وأشرت لبوليس الآداب: خذوهم..
لم أتغافلْ عن الوشاية بي لأني الدليل المتواطيء ضدي
فخبأتُ الأصابع في متحف الشظية
وأطلقتُ يداً من كتّان تشير الى غرقى وتقصد كلاب البحر
رافقت قراصنة المعيشة
من فجر الحارات حتى آخر نبض في الإشارات الضوئية
تعلمت كيف يمدون الأطفال كأسلاك موصلة للنشويات..
أحببت كعادتي وقاحة الأمل
حين يسترقُ التجاعيد من اليائسين بتمرير المكواة على المرايا
وصفقت كثيراً لمن باع المراوح كي لا تطير السقوف..
لهذا ستعرف بعد ضياع الأوان
كيف أدركتْ السماء خطورة العشبة
وسارعتْ بحلاقة ذقنها من الغيوم..
وكيف انتصبتْ شجيرات الجوز على هيئة بوابات
تذلّ الرياح وتنصاع لمفتاح أدرد..
فليس ضرورياً أن تحرق الغصن لتضفي على وحشتك رائحة البلبل
أو تراهن بعينيك الخضراوين على جراد رحيم
دع أنفاسك تنفض أختامها واسترسل:
- ما حال الأيام لديك؟
هل تزوجتْ من ساعاتيٍّ أعمى لتبيض الأوقات نهارات سود..؟
أم لبلوغ الذمة ميتتها الخالدة والتسعين
جعلتها تبحث في مزبلة المستشفى عن ألسنة تفتتح المناسبة؟
أستبقى مثل الشرق تلتهم "الديلم" بالنصف الأدنى من فينوس؟
لتنجب ابناً يحسن تبذير الفجر على مؤخرة البوق
وتسيل (لماذا) من ساقيه الخشبيتين..؟..
أخبرها إن شئت
أن هناك - حيث الكساح يوزّع الأقواس على البيوت
أو بجوار ضمير ليس له من ذكر في البطاقات الشخصية
توجد أفكار تعمل بالأجرة في حانوت السرد
وأرصفة حررتها البلدية من هيمنة الورّاقين
فليس مفيداً أن تتذرع بالأحلام
وفراشك مصلوب على واجهة السوق..
دع شؤونك في شأنها ودحرج القنفذ نحو أفاعي النايات
أو تلثّم بالزنوج وافتح الذئب على دواجن الخرس
أو... ما أخبار أبيك؟
هل أدمن عباد الشمس على صلعته المشتعلة؟
ماذا لو أقلع عن تهديد الإسرائيليين بأفلام حربية
وتخلّص من وعكته الوطنية تلك؟
- ماذا عن أخوتك الخمسة؟
أما زالوا يعتصمون بخيوط وإطارات تتشبث بجدار؟
لماذا يتأرجحون كثيراً كلما قرر ديوان المأوى؛
"إن الضحية آيلة للبوح.."
- ما حال الأم هناك؟
الى مَ تربّي النسر في صورة الزعيم وتنذر للتاج دجاجاتها؟
أما حان لها أن تكشف عن صدرها في الغروب
فعسى... أو ربما تستدرج السماء؟!
وأنت..
أيها المزمن في دس العثة بالمصابيح
المثابر في إكساء العورة بالدفوف
المنقِّب في الشاشات، أملاً بالعثور على شعير
مبريء الفعلة بالأغاني
البارع في توسيع المأتم للتنكيل بأشجار القهوة..
آنتْ الفرصة لتهيئة المرمر وتعميق الحفرة على قدر الضيم
فما عليك سوى أن:
تلملم خطواتك من الساحات وتردَّ الشجون الى أصحابها في الربايا..
أن تقلع وجهك المتسوس من صورة العائلة
وتلطّخ ياقات القديسين بلعاب المنجل..
أن تعلن عفتك القصوى في الأول من إبريل وتفي بديونك السابقة من السعادة
أن تسأل نفسك فوراً:- لماذا "تلتهب" الفاقة في الأعماق
وتجيب سريعاً:- من فرط المشي على أتربة عائمة فوق البترول..
وقل للأقمار المشغولة في تهيئة الأركيلة للحوت، أن تنصرف..
وللدينار الفاشل في إغناء الجيوب الأنفية بدرهم من نسيم، أن ينصرف..
وللرواة أن يسردوا اللطخة من جهة "الآن" وينصرفوا..
وللذين يدّخرون الأكتاف في شاحنة القتلى، لإغاثة الليل بالنجوم، أن ينصرفوا
وللعشاء المتدفق من تأجير الحلمة لفم يلثغ بالورد، أن ينصرف
واحذر أن تغفر للمشمش حماقة المنتظرين
قل لهم أن ينصرفوا
فلا طاقة للسيد "لوط" على الكلام
أو الرجوع الى وظيفته القديمة..

.........................................

بغداد - العراق

وفقا لصرامة الحتوف-محمد الفرطوسي


وفقا لصرامة الحتوف
اعتلت انصاف الاخماس اعذاق النخل
وتدحرج راس المغني
مبتعدا عن ضجر المقاصل والحكايات
وحين انتفض التوت
ذاك المتوهم
انه المعشوق المتفرد لنهر مسجون
اكلت الاخماس الكاملة
بريق بقاياه
ولان المواقيت في بلاد النفايات النووية
والرصاص والقتلى
لاتعترف بالتقاويم اليدوية
فقد زرعت عبوات الدقائق
فوق ممرات العمر عدة لوعات

الطفل يزدرد تواريخ البلاستك المستوردة
من عمامة تدعي
تصاميم السماء
واستيفاء شروط الله على هيئتها
وامهات اخترقن المطلق
بعربة من دموع صماء

ونظرا لامتطاء ...الخضراء يون
خيول البنك المركزي
فان ابن الهيثم
اشهر افلاس التاريخ الراهن
حين عرض اصحاب الجنبر في عمان
مفاتيح الروح
فبغداد
اكلها العلاسون
فيما مضى من الموت
وركل ايقونتها........المدعو.......طباخ جنان الله
وبعض من فحول الحور العين
رفعوا ساقيها الداميتين
وقضوا وطرا
من فضتها

فيا ايها السيد المتعفف بالمصطلح
عد الى زاويتك النظيفة
واترك لارواحنا
اوساخ التواريخ
و خراجات الجرح المتبقى
من ليل موبوء

فانا سندثر وطن لاتساؤل بالدمع
ونلملم شتات تمرات ولاداتنا
شهقة .....شهقة
ثم ننزف فوقها
غمامات ارواحنا

فخذ انهارك المعباة بالقناني النظيفة

فارواحنا الطين
و
الطين ارواحنا

ارواحنا الطين
و
الطين ارواحنا

ارواحنا الطين
و
والطين ارواحنا

دجاج طائفي مجمد-كاظم فنجان الحمامي







دجاج طائفي مجمد
كاظم فنجان الحمامي
قل لي ما نوع الدجاجة التي تفضلها على المائدة ؟؟. فأقول لك من أنت, ومن تكون, ومن هو زعيمك الروحي, وربما أتوصل إلى معرفة رقم قائمتك الانتخابية, وتنظيمك السياسي إن كان لك تنظيم.
حتى الطيور الداجنة في العراق لم تستطع أن تفلت بريشها من التصنيفات الطائفية, فشملتها التقسيمات المقيتة المستمدة من ثقافة المحاصصة المذهبية, خصوصا بعد أن تدخلت مؤسساتنا الدينية بقوة في تجارة اللحوم المستوردة, وأقحمت نفسها في مشاريع تدجين المواطن العراقي, فتلاعبت بعواطفه, واستغلت انتماءاته الطائفية في الترويج لأصناف محددة من الدجاج البرازيلي والتركي والسعودي والإيراني, وأوصت الناس بتناول منتجات معينة, وضعها الفقهاء تحت مسميات مشحونة بالايماءات الرمزية والإيحاءات الدينية المستوحاة من القاموس الفقهي, مثل دجاج (الفقيه), ودجاج (الصفاء), ودجاج (الكفيل), ودجاج (المُراد), ودجاج (الهدى), ودجاج (الحسنات), ودجاج (النور), ودجاج (الأمير), ودجاج (الوكيل), ودجاج (البركة), وتكفل بعض رجال الدين بتوفير الدعم المطلق لأصناف معينة من الدجاج على حساب الماركات التجارية الأخرى, ولست هنا بصدد تشخيص المرجعيات الدينية التي وفرت الغطاء التجاري لتسويق هذه المنتجات, ولا بصدد تحديد العائدية الطائفية لكل صنف من أصناف الدجاج, بقدر ما أريد التحدث عن هذه الظاهرة بشكل عام, ومعرفة ما تركته من جدل عنيف في الأوساط الشعبية العراقية والعربية والعالمية, فأثارت عدة تساؤلات منها:
ما مشروعية هذا الدجاح ؟, وهل يجري ذبحه فعلا بالطرق الشرعية الأصولية النافذة ؟. وهل يذبح في معامل عراقية ؟, وتحت إشراف مفارز رقابية مبعوثة من المرجعيات الدينية ؟. وهل يُنفذ هذا الإشراف بوجود كادر بيطري ميداني متخصص في هذا المجال ؟. وقد يحتدم الجدل أحيانا فيثير تساؤلات أخرى منها: هل صارت مهمة الهيئات الدينية في العراق منصبة على رعاية مشاريع الدجاج واللحوم الحمراء والبيضاء ؟, ولا يشغلها من هموم العراقيين ومصائبهم الكارثية سوى إطلاق الفتاوى والبيانات والتصريحات الداعية إلى تشجيع صنف واحد بعينه, وتفضيله على الأصناف الأخرى المدعومة أيضا من المؤسسات الدينية المناوئة, والمتخندقة في الطرف الآخر من ساحة الصراع التجاري الطائفي ؟. وهل أصبح العراقيون ضحايا للثراء الفاحش الذي تسعى لتحقيقه الجهات المتنفذة باسم الحلال والحرام ؟, وهل انتهت مشاكل العراق, المذبوح من الوريد إلى الوريد, إلى المستوى الذي تفرغت فيه الهيئات الدينية العليا لتشغل نفسها بالنواحي التسويقية للدجاج المذبوح بتقنيات الليزر ؟.


يبدو أننا تورطنا من حيث ندري أو لا ندري في حروب الدجاج الطائفي المجمد, وأصبحنا ضحايا لمؤامرات الشركات المنتجة للبيض واللحوم والدواجن, فوقعنا أسرى على موائد ومطاعم الوجبات السريعة, وظهرت علينا فئات جديدة من وعاظ السلاطين آثرت الاندماج مع الدجاج, ونجحت في تدجين الناس وتوزيعهم على أقفاص التصنيف الطائفي المبرمج. وعلى الرغم من هذه القراءة المرة لتداعيات ثقافة الدجاج الأبيض, أجد نفسي متفائل كثيرا بان التغيير قريب بإذن الله, وسيكون ثمرة كل الجهود الصادقة, التي لا تنشد سوى رفعتنا وعزتنا وضمان صحتنا وسلامتنا من كل مكروه.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

الرأس ناشفة الليلة-علي السوداني


ألرأس ناشفة الليلة

علي السوداني

أريد الليلة أن ألعب لعبة لذيذة حلوة مسلية . سأعمل المقص في ورق أبيض . شرائط طويلة ستصير تالياَ ، قطعاَ صغيرات واحدتهن مثل نصف ابهام . ألف قطعة . لنجعلها ألفي قطعة . سنلعب ونلهو كلنا . أقصد العائلة . نحن ستة وسابعنا لعبة منتظرة . سيأخذ كل واحد منا ، حفنة وريقات ويرسم فوق الواحدة ، حرفاَ عربياَ مستلاَ من سلة الثماني والعشرين . أنا اعرفها كلها مرصوفة بمخي على ذاكرة طقطوقة " أبجد هوز " ونؤاس يجيد حتى الآن رسم نصفها . علي الثاني الذي ما زال يلثغ بالزاي ، حفظ منها ثلاثة حروف كانت كافية لبناء مفردة " دار " كنت أنا معلّمه الذي كاد أن يكون رسولا . اشتريت لوحاَ أسود صغيراَ اسمه " سبورة " ومسمرته فوق حائط فائض مشمور خارج المجال الحيوي لعيون العائلة . بعد كارتونة طباشير وخريطة من أعصاب تالفة وتلويحات بعصا الأبوة الرحيمة ، خرج الولد الغض بثلاثة حروف بنت له داراَ . كان بمستطاعي أن أبني له وطناَ من واو وطاء ونون ، لكنني خفت على قلبه الرهيف من غدر الحنين ونواح الذكرى . الباقون تدبروا أمرهم وما كادت الليلة تأفل حتى اكتظ سطل الحصاد بمئات الحروف المبعثرة والمكرورة . تعب وتثاؤب ونعاس لذيذ جرّ رفقتي المبروكة الى مهاجعها وخلفني وحيداَ بمواجهة سطل الحروف والجنون وصياح الديك وتمجيد المآذن . سأفتتح اللعبة فوراَ . سأمد يدي وأخمط من معدة السطل كمشة حروف ، وألظمها قدامي مسحولة من يميني صوب شمالي ، ثم أقوم برسم الجملة أو الكلمة المشكّلة على ورقة جديدة . مرة . مرتان . عشر . مائة . نصف ألف ، حتى جاء زمان الحصاد والمعاينة . كلمات وطلاسم وهمهمات وخربشات وضحكات وكشوفات . تلك كانت أخير خديعاتي التي تضحك على القارىء وتجره الى غواية القراءة الحالمة بدهشة متأخرة لم تحدث . حان الآن ميقات ركن الأعتذار . في مبتدأ الليلة ، كان مخي ناشفاَ وروحي محطمة وجسدي منهكاَ وحيلي مهدوداَ واللغة حارنة كما بغل مهان فوق سفح جبل ، والجريدة تريد مكتوباَ والرعية تطلب ضحكاَ والفكرة ليست بيميني ومانشيتات التلفزيون القاسية ، استباحت خدّي وصيّرتني مصفعة . المصائب كلها جادة وبارود الحروف يسخم الوجه ويفني القلب . دروب مغلقة وزرائب موحشة كأنها سن يأس مبكر . البدايات تفضي الى النهايات . النهايات ثقيلة ومروعة ومذهلة . الغايات تسوغ الوسائل . الوسائل مرعبة . في ليلة بعيدة عميقة ، كاد بدر شاكر السياب يموت من قهر انولد على دكة معزوفة مطر . الليلة ، أكاد أموت من يباس الفكرة وجدب المعنى . لست متيقناَ من أي شيء . الصفحة لم تكتمل بعد . أحتاج سطرين أو أربعة كي أزرع نقطة المنتهى . حسنا . سأواصل الحشو . عبد الحليم حافظ مطرب عظيم . لا انسى أبدا منظر محمود المليجي وهو يحرث الأرض بأظافره . سيخ الكباب بمطعم حجي حسين طوله ذراع . انفنت على واقعة ويكيليكس عشرة أيام . أنزعج جداَ من المشهد التمثيلي المنفر الذي يحدث بين المذيع والمذيعة قبل نشرة الأخبار بعشرين ثانية . الرازونة هي كوة في جدار طين . شوربة العدس أطيب من شوربة الحنطة . أول البارحة فقدت تلفوني . سينما بابل خزان ذاكرتي البهيجة . فلافل ابو سمير تقع في شارع سينما الخيّام . التدخين يقصف القلب ويقوي المشهد . زائدة دودية . اظفر مشلوع . مصور فوتوغرافي في حديقة مهجورة . ملابس عيد مستعملة . دار دور . نار نور . قراءة وحساب . مائدة نزهت . منظر سمكة حية تشتريها ، فيهطرها البائع بمطرقة على رأسها ، فتموت ، فتعود بها الى عيالك ، فتقص عليهم قصتها ، فيعافها الكل ، فتسقفها انت على نار هادئة ، فتحمر وتنضج وتتعطر ، ومع أول لقمة من وسطها ، ستحس بطعم الزقنبوت المر ، فترحل وتنام على وجهك . شكرا لله . شكرا لكم . انتهى المكتوب بقهر وبكاء . تصبحون على خير