الأحد، 7 نوفمبر 2010

القناع-د.غالب المسعودي


القناع
بعيدا عن فلم القناع من بطولة جيم كاري الذي يحكي قصة رجل فقير وغير واثق من نفسه ثم يعثر على على قناع يغير له حياته لكنه في النهاية يتخلص منه ويعيش قصة حب,هذه البداية تسلط الضوء على استعمال القناع في الحياة اليومية ودلالاته,تلبس الاقنعة للتخويف والتنكر او التمثيل ولكن الاحتيال وتعدد الاقنعة هي التي تسقط الممالك وامجادها الطموحة.وبالرغم من ذلك هناك قيم لارتداء القناع ومن ضمنها الشرف,العائلة التقاليد كما ورد في مسرح المصارعة المقنعة,وقد اورد الكاتب نبيل فياض كيف تفضي التيارات القومية الى توجهات اصولية رجعية ترتدي اقنعة وطنية كاذبة,فبعض النصوص الاغريقية تتحدث بشيء من الغموض عن القناع الذي تتقمصه الاضحية البشرية التي تقدمها مجموعة ما الى الالهة,فهم يتفقون على ضرورة تقديم الاضحية ولكنهم يختلفون حول اختيار الضحية وللتوصل الى تفسير ذلك لابد من قلب تسلسل الاحداث,العنف ياتي في البداية,الاضحية تاتي بعد ذلك وهي تخفي وتقنع ما يبرر العنف لذا الاضحية تجد جذورها في العنف النهائي الذي يصبح قربانيا وبذا يضع حدا للخلاف لان العنف الطقوسي لا يجد في مواجهته اي خصم.
ان عبادة الناس موجهة الى اللاعنف من خلال العنف الذي يرعبهم ولكنهم يعبدون العنف بصفته القدرة التي تمنحهم السلام الذي يعود وكانه هبة العنف لانهم عاجزين عن الاتفاق ما لم يتم على حساب شخص ثالث.
في كتاب العزلة للبشتي يتحدث عن فساد السلاطين في زمانه وذكر من اسبابه انهم يغرهم المدح وبذا يحجبون الحق بقناع المدح وطبقا لهذا المنهج يبتعدون عن العقلية المحللة والشخصية متعددة الابعاد ذات وعي نقدي قادر على خوض اكثر من مجال.
لقد اشتهر(محمد بن عميرة بن ابي شمربن فرعان بن قيس بن الاسود عبد الله الكندي)بقناع واحد كان يضعه خشية ان تصيبه العين بسبب جماله الفائق,فاكتسب لقب المقنع فما بالكم باللذين تعددت اقنعتهم لدرجة ان الحب وضعوا له اقنعة,لكن اكثر الاقنعة ايلاما هو القناع الاخير.
د.غالب المسعودي

السبت، 6 نوفمبر 2010

خروف العلة-سلمان داود محمد



**~**~**~**~**~**
خروف العلة
*********
سلمان داود محمد
.....................

وفقاً لركاكة النصوص فازت الخوذة بالأبدية
وعاد المنصوص عليه الى وحشته نادماً
ينتحر المياه أمام رهبة اللاأحد
ويكسر أنف العدو بعفونته الباسلة...
يوم ذاك - تعثرتْ الصواريخ بحقائب مدرسية
والعقارات كما ترى عالجتْ الأمر برخام وجلنار.
البدر هو الآخر نفدتْ بطاريته في تجفيف غسيل مدمى
ومضى يحتطب الأعياد على قرابين ترعى في تقويم هجري
من أجل ذلك
خشيت على خزائن المحنة من توبة اللصوص
كرهتُ نضارة الهدنة وهواة العزف على المرارات بداء السكر
وجدتُ في حفظ البلدة عن ظهر قلب طريقة مثلى للإقلاع عن المباهج
صوّبتُ الجريدة نحو صحون عارية وأشرت لبوليس الآداب: خذوهم..
لم أتغافلْ عن الوشاية بي لأني الدليل المتواطيء ضدي
فخبأتُ الأصابع في متحف الشظية
وأطلقتُ يداً من كتّان تشير الى غرقى وتقصد كلاب البحر
رافقت قراصنة المعيشة
من فجر الحارات حتى آخر نبض في الإشارات الضوئية
تعلمت كيف يمدون الأطفال كأسلاك موصلة للنشويات..
أحببت كعادتي وقاحة الأمل
حين يسترقُ التجاعيد من اليائسين بتمرير المكواة على المرايا
وصفقت كثيراً لمن باع المراوح كي لا تطير السقوف..
لهذا ستعرف بعد ضياع الأوان
كيف أدركتْ السماء خطورة العشبة
وسارعتْ بحلاقة ذقنها من الغيوم..
وكيف انتصبتْ شجيرات الجوز على هيئة بوابات
تذلّ الرياح وتنصاع لمفتاح أدرد..
فليس ضرورياً أن تحرق الغصن لتضفي على وحشتك رائحة البلبل
أو تراهن بعينيك الخضراوين على جراد رحيم
دع أنفاسك تنفض أختامها واسترسل:
- ما حال الأيام لديك؟
هل تزوجتْ من ساعاتيٍّ أعمى لتبيض الأوقات نهارات سود..؟
أم لبلوغ الذمة ميتتها الخالدة والتسعين
جعلتها تبحث في مزبلة المستشفى عن ألسنة تفتتح المناسبة؟
أستبقى مثل الشرق تلتهم "الديلم" بالنصف الأدنى من فينوس؟
لتنجب ابناً يحسن تبذير الفجر على مؤخرة البوق
وتسيل (لماذا) من ساقيه الخشبيتين..؟..
أخبرها إن شئت
أن هناك - حيث الكساح يوزّع الأقواس على البيوت
أو بجوار ضمير ليس له من ذكر في البطاقات الشخصية
توجد أفكار تعمل بالأجرة في حانوت السرد
وأرصفة حررتها البلدية من هيمنة الورّاقين
فليس مفيداً أن تتذرع بالأحلام
وفراشك مصلوب على واجهة السوق..
دع شؤونك في شأنها ودحرج القنفذ نحو أفاعي النايات
أو تلثّم بالزنوج وافتح الذئب على دواجن الخرس
أو... ما أخبار أبيك؟
هل أدمن عباد الشمس على صلعته المشتعلة؟
ماذا لو أقلع عن تهديد الإسرائيليين بأفلام حربية
وتخلّص من وعكته الوطنية تلك؟
- ماذا عن أخوتك الخمسة؟
أما زالوا يعتصمون بخيوط وإطارات تتشبث بجدار؟
لماذا يتأرجحون كثيراً كلما قرر ديوان المأوى؛
"إن الضحية آيلة للبوح.."
- ما حال الأم هناك؟
الى مَ تربّي النسر في صورة الزعيم وتنذر للتاج دجاجاتها؟
أما حان لها أن تكشف عن صدرها في الغروب
فعسى... أو ربما تستدرج السماء؟!
وأنت..
أيها المزمن في دس العثة بالمصابيح
المثابر في إكساء العورة بالدفوف
المنقِّب في الشاشات، أملاً بالعثور على شعير
مبريء الفعلة بالأغاني
البارع في توسيع المأتم للتنكيل بأشجار القهوة..
آنتْ الفرصة لتهيئة المرمر وتعميق الحفرة على قدر الضيم
فما عليك سوى أن:
تلملم خطواتك من الساحات وتردَّ الشجون الى أصحابها في الربايا..
أن تقلع وجهك المتسوس من صورة العائلة
وتلطّخ ياقات القديسين بلعاب المنجل..
أن تعلن عفتك القصوى في الأول من إبريل وتفي بديونك السابقة من السعادة
أن تسأل نفسك فوراً:- لماذا "تلتهب" الفاقة في الأعماق
وتجيب سريعاً:- من فرط المشي على أتربة عائمة فوق البترول..
وقل للأقمار المشغولة في تهيئة الأركيلة للحوت، أن تنصرف..
وللدينار الفاشل في إغناء الجيوب الأنفية بدرهم من نسيم، أن ينصرف..
وللرواة أن يسردوا اللطخة من جهة "الآن" وينصرفوا..
وللذين يدّخرون الأكتاف في شاحنة القتلى، لإغاثة الليل بالنجوم، أن ينصرفوا
وللعشاء المتدفق من تأجير الحلمة لفم يلثغ بالورد، أن ينصرف
واحذر أن تغفر للمشمش حماقة المنتظرين
قل لهم أن ينصرفوا
فلا طاقة للسيد "لوط" على الكلام
أو الرجوع الى وظيفته القديمة..

.........................................

بغداد - العراق

وفقا لصرامة الحتوف-محمد الفرطوسي


وفقا لصرامة الحتوف
اعتلت انصاف الاخماس اعذاق النخل
وتدحرج راس المغني
مبتعدا عن ضجر المقاصل والحكايات
وحين انتفض التوت
ذاك المتوهم
انه المعشوق المتفرد لنهر مسجون
اكلت الاخماس الكاملة
بريق بقاياه
ولان المواقيت في بلاد النفايات النووية
والرصاص والقتلى
لاتعترف بالتقاويم اليدوية
فقد زرعت عبوات الدقائق
فوق ممرات العمر عدة لوعات

الطفل يزدرد تواريخ البلاستك المستوردة
من عمامة تدعي
تصاميم السماء
واستيفاء شروط الله على هيئتها
وامهات اخترقن المطلق
بعربة من دموع صماء

ونظرا لامتطاء ...الخضراء يون
خيول البنك المركزي
فان ابن الهيثم
اشهر افلاس التاريخ الراهن
حين عرض اصحاب الجنبر في عمان
مفاتيح الروح
فبغداد
اكلها العلاسون
فيما مضى من الموت
وركل ايقونتها........المدعو.......طباخ جنان الله
وبعض من فحول الحور العين
رفعوا ساقيها الداميتين
وقضوا وطرا
من فضتها

فيا ايها السيد المتعفف بالمصطلح
عد الى زاويتك النظيفة
واترك لارواحنا
اوساخ التواريخ
و خراجات الجرح المتبقى
من ليل موبوء

فانا سندثر وطن لاتساؤل بالدمع
ونلملم شتات تمرات ولاداتنا
شهقة .....شهقة
ثم ننزف فوقها
غمامات ارواحنا

فخذ انهارك المعباة بالقناني النظيفة

فارواحنا الطين
و
الطين ارواحنا

ارواحنا الطين
و
الطين ارواحنا

ارواحنا الطين
و
والطين ارواحنا

دجاج طائفي مجمد-كاظم فنجان الحمامي







دجاج طائفي مجمد
كاظم فنجان الحمامي
قل لي ما نوع الدجاجة التي تفضلها على المائدة ؟؟. فأقول لك من أنت, ومن تكون, ومن هو زعيمك الروحي, وربما أتوصل إلى معرفة رقم قائمتك الانتخابية, وتنظيمك السياسي إن كان لك تنظيم.
حتى الطيور الداجنة في العراق لم تستطع أن تفلت بريشها من التصنيفات الطائفية, فشملتها التقسيمات المقيتة المستمدة من ثقافة المحاصصة المذهبية, خصوصا بعد أن تدخلت مؤسساتنا الدينية بقوة في تجارة اللحوم المستوردة, وأقحمت نفسها في مشاريع تدجين المواطن العراقي, فتلاعبت بعواطفه, واستغلت انتماءاته الطائفية في الترويج لأصناف محددة من الدجاج البرازيلي والتركي والسعودي والإيراني, وأوصت الناس بتناول منتجات معينة, وضعها الفقهاء تحت مسميات مشحونة بالايماءات الرمزية والإيحاءات الدينية المستوحاة من القاموس الفقهي, مثل دجاج (الفقيه), ودجاج (الصفاء), ودجاج (الكفيل), ودجاج (المُراد), ودجاج (الهدى), ودجاج (الحسنات), ودجاج (النور), ودجاج (الأمير), ودجاج (الوكيل), ودجاج (البركة), وتكفل بعض رجال الدين بتوفير الدعم المطلق لأصناف معينة من الدجاج على حساب الماركات التجارية الأخرى, ولست هنا بصدد تشخيص المرجعيات الدينية التي وفرت الغطاء التجاري لتسويق هذه المنتجات, ولا بصدد تحديد العائدية الطائفية لكل صنف من أصناف الدجاج, بقدر ما أريد التحدث عن هذه الظاهرة بشكل عام, ومعرفة ما تركته من جدل عنيف في الأوساط الشعبية العراقية والعربية والعالمية, فأثارت عدة تساؤلات منها:
ما مشروعية هذا الدجاح ؟, وهل يجري ذبحه فعلا بالطرق الشرعية الأصولية النافذة ؟. وهل يذبح في معامل عراقية ؟, وتحت إشراف مفارز رقابية مبعوثة من المرجعيات الدينية ؟. وهل يُنفذ هذا الإشراف بوجود كادر بيطري ميداني متخصص في هذا المجال ؟. وقد يحتدم الجدل أحيانا فيثير تساؤلات أخرى منها: هل صارت مهمة الهيئات الدينية في العراق منصبة على رعاية مشاريع الدجاج واللحوم الحمراء والبيضاء ؟, ولا يشغلها من هموم العراقيين ومصائبهم الكارثية سوى إطلاق الفتاوى والبيانات والتصريحات الداعية إلى تشجيع صنف واحد بعينه, وتفضيله على الأصناف الأخرى المدعومة أيضا من المؤسسات الدينية المناوئة, والمتخندقة في الطرف الآخر من ساحة الصراع التجاري الطائفي ؟. وهل أصبح العراقيون ضحايا للثراء الفاحش الذي تسعى لتحقيقه الجهات المتنفذة باسم الحلال والحرام ؟, وهل انتهت مشاكل العراق, المذبوح من الوريد إلى الوريد, إلى المستوى الذي تفرغت فيه الهيئات الدينية العليا لتشغل نفسها بالنواحي التسويقية للدجاج المذبوح بتقنيات الليزر ؟.


يبدو أننا تورطنا من حيث ندري أو لا ندري في حروب الدجاج الطائفي المجمد, وأصبحنا ضحايا لمؤامرات الشركات المنتجة للبيض واللحوم والدواجن, فوقعنا أسرى على موائد ومطاعم الوجبات السريعة, وظهرت علينا فئات جديدة من وعاظ السلاطين آثرت الاندماج مع الدجاج, ونجحت في تدجين الناس وتوزيعهم على أقفاص التصنيف الطائفي المبرمج. وعلى الرغم من هذه القراءة المرة لتداعيات ثقافة الدجاج الأبيض, أجد نفسي متفائل كثيرا بان التغيير قريب بإذن الله, وسيكون ثمرة كل الجهود الصادقة, التي لا تنشد سوى رفعتنا وعزتنا وضمان صحتنا وسلامتنا من كل مكروه.

الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

الرأس ناشفة الليلة-علي السوداني


ألرأس ناشفة الليلة

علي السوداني

أريد الليلة أن ألعب لعبة لذيذة حلوة مسلية . سأعمل المقص في ورق أبيض . شرائط طويلة ستصير تالياَ ، قطعاَ صغيرات واحدتهن مثل نصف ابهام . ألف قطعة . لنجعلها ألفي قطعة . سنلعب ونلهو كلنا . أقصد العائلة . نحن ستة وسابعنا لعبة منتظرة . سيأخذ كل واحد منا ، حفنة وريقات ويرسم فوق الواحدة ، حرفاَ عربياَ مستلاَ من سلة الثماني والعشرين . أنا اعرفها كلها مرصوفة بمخي على ذاكرة طقطوقة " أبجد هوز " ونؤاس يجيد حتى الآن رسم نصفها . علي الثاني الذي ما زال يلثغ بالزاي ، حفظ منها ثلاثة حروف كانت كافية لبناء مفردة " دار " كنت أنا معلّمه الذي كاد أن يكون رسولا . اشتريت لوحاَ أسود صغيراَ اسمه " سبورة " ومسمرته فوق حائط فائض مشمور خارج المجال الحيوي لعيون العائلة . بعد كارتونة طباشير وخريطة من أعصاب تالفة وتلويحات بعصا الأبوة الرحيمة ، خرج الولد الغض بثلاثة حروف بنت له داراَ . كان بمستطاعي أن أبني له وطناَ من واو وطاء ونون ، لكنني خفت على قلبه الرهيف من غدر الحنين ونواح الذكرى . الباقون تدبروا أمرهم وما كادت الليلة تأفل حتى اكتظ سطل الحصاد بمئات الحروف المبعثرة والمكرورة . تعب وتثاؤب ونعاس لذيذ جرّ رفقتي المبروكة الى مهاجعها وخلفني وحيداَ بمواجهة سطل الحروف والجنون وصياح الديك وتمجيد المآذن . سأفتتح اللعبة فوراَ . سأمد يدي وأخمط من معدة السطل كمشة حروف ، وألظمها قدامي مسحولة من يميني صوب شمالي ، ثم أقوم برسم الجملة أو الكلمة المشكّلة على ورقة جديدة . مرة . مرتان . عشر . مائة . نصف ألف ، حتى جاء زمان الحصاد والمعاينة . كلمات وطلاسم وهمهمات وخربشات وضحكات وكشوفات . تلك كانت أخير خديعاتي التي تضحك على القارىء وتجره الى غواية القراءة الحالمة بدهشة متأخرة لم تحدث . حان الآن ميقات ركن الأعتذار . في مبتدأ الليلة ، كان مخي ناشفاَ وروحي محطمة وجسدي منهكاَ وحيلي مهدوداَ واللغة حارنة كما بغل مهان فوق سفح جبل ، والجريدة تريد مكتوباَ والرعية تطلب ضحكاَ والفكرة ليست بيميني ومانشيتات التلفزيون القاسية ، استباحت خدّي وصيّرتني مصفعة . المصائب كلها جادة وبارود الحروف يسخم الوجه ويفني القلب . دروب مغلقة وزرائب موحشة كأنها سن يأس مبكر . البدايات تفضي الى النهايات . النهايات ثقيلة ومروعة ومذهلة . الغايات تسوغ الوسائل . الوسائل مرعبة . في ليلة بعيدة عميقة ، كاد بدر شاكر السياب يموت من قهر انولد على دكة معزوفة مطر . الليلة ، أكاد أموت من يباس الفكرة وجدب المعنى . لست متيقناَ من أي شيء . الصفحة لم تكتمل بعد . أحتاج سطرين أو أربعة كي أزرع نقطة المنتهى . حسنا . سأواصل الحشو . عبد الحليم حافظ مطرب عظيم . لا انسى أبدا منظر محمود المليجي وهو يحرث الأرض بأظافره . سيخ الكباب بمطعم حجي حسين طوله ذراع . انفنت على واقعة ويكيليكس عشرة أيام . أنزعج جداَ من المشهد التمثيلي المنفر الذي يحدث بين المذيع والمذيعة قبل نشرة الأخبار بعشرين ثانية . الرازونة هي كوة في جدار طين . شوربة العدس أطيب من شوربة الحنطة . أول البارحة فقدت تلفوني . سينما بابل خزان ذاكرتي البهيجة . فلافل ابو سمير تقع في شارع سينما الخيّام . التدخين يقصف القلب ويقوي المشهد . زائدة دودية . اظفر مشلوع . مصور فوتوغرافي في حديقة مهجورة . ملابس عيد مستعملة . دار دور . نار نور . قراءة وحساب . مائدة نزهت . منظر سمكة حية تشتريها ، فيهطرها البائع بمطرقة على رأسها ، فتموت ، فتعود بها الى عيالك ، فتقص عليهم قصتها ، فيعافها الكل ، فتسقفها انت على نار هادئة ، فتحمر وتنضج وتتعطر ، ومع أول لقمة من وسطها ، ستحس بطعم الزقنبوت المر ، فترحل وتنام على وجهك . شكرا لله . شكرا لكم . انتهى المكتوب بقهر وبكاء . تصبحون على خير

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

الفنان رسمي الخفاجي في سطور





رسمي كاظم الخفاجي

ولد في الديوانيه 1945

خريج معهد الفنون الجميله قسم الرسم/الدراسه المسائيه/بغداد

دبلوم اكادمية الفنون الجميله قسم الرسم/ فلورنس/ايطاليا

شارك واقام معارض مختلفه داخل العراق حتى عام 1977 سنة خروجه من العراق.

يعيش ويعمل في مدينة براتو وفلورنس.

المعارض الشخصيه

1983 تروكي / فلورنس

1989 كلريه آلفا/ميلانو

1993 صالة البلديه/مونتا مورو

1996 كلري تموز/بروكسل

1997 كلري لاسبراله/ براتو

1999 ستادس ببلوتك/يوتوبوري/السويد

1999 كالري لاسبراله/براتو



المعارض المشتركه

1977 صالة البلديه/بيروجه

1978

1981 قاعةبارتاكولفه/فلورنس

قاعة كاجوستينياني/ فنيسيا

1982 المتحف الفلكلوري//روما

المركز الثقافي السوري/ دمشق

1983 المهرجان الفني في مسسينا/صقليه

1984 البيناله العالمي الخامس عشر لفن الكرافيك /لوبليانا/يوغسلافيا سابقا

1993 قاعة فالنتيني/روما1995 كلاريه ديا / فلورنس

1995 كلريه شيباك/ براتو1998

1996قاعة العرض اوستلينك/يوتوبوري/السويد

1998 بيناله ارتوريا/ليفورنا/ايطاليا

2001 دي كومبني كلري / دودريخ /هولند

2002 موكم كلري/ امستردام/هولند

2003 كوفه كالري/لندن

الاثنين، 25 أكتوبر 2010

الشاعر حامد كعيد الجبوري في مجموعته الشعرية ضمير ابيض-بقلم ناهض الخياط



الشاعر حامد كعيد الجبوري
في مجموعته الشعرية ( ضمير أبيض )
ناهض الخياط
عن دار الأرقم للطباعة / بابل ، صدرت المجموعة الشعرية ( ضمير أبيض ) للشاعر حامد كعيد الجبوري ، وقد صمم غلافها ولوحاتها الداخلية الفنان د / صفاء السعدون لترمز الى مضامين قصائده تحت سماء الزمن الممتد بين سنة 1970 م _ 2010 م ، وأغلب اللوحات تحمل سمات الفترة التي أعقبت التغيير في عام 2003 م ، وهي التي حددت خصائص قصائده بلغتها الشعبية الدارجة .
بهذا العنوان ( ضمير أبيض ) ... يخمن القارئ ما تنطوي عليه حنايا قصائده ، وأن الشاعر ( حامد كعيد الجبوري ) مع الشعراء الذين يقفون الى جانب شعبهم للدفاع عن حقوقه ، والتغني بأمجاده ، وشهدائه ، برؤية المثقف المنفتح على الإنسانية دون تمييز :
إيذوب رقه ويحزن الدمع اليتيم
ويفرح أبكد الفرح تزهي الخدود
أيغني للعشاك بأوتار الأمان
للشعوب ويعتنق دين الورود
( قصيدة دين السلام / ص 34 )
كما تنشغل شاعريته بما تزخر به النفس من العواطف النبيلة تجاه الأحبة والأصدقاء ، وما تصبو له من آيات الجمال في وجوه المناضلين
على خدوده ورد رمان
ومشكبن أشليله أبنفحة العنبر
باليمنه ....
ترفرف راية الثوار
وباليسره ....
طفل شاله ....
أيخاف لا يعثر
( قصيدة ضلوع السجن / ص 60 )
وبهذه الرؤية الواعية ، أنشغل الشاعر الجبوري بما يحلم به مواطنه ، وما يعانيه في حياته عبر واقع شائك ، مائر بالصراع ، وإزاء التزاماته بمواقفه الجادة ، وأفكاره ومشاعره المنشغلة بمراراتها ، تتألق ذاته في خصوصيتها بموحيات المكان الجميل ، والطبيعة الساحرة ، والحب والغزل ، ليعزز مبدأه الثابت في الدفاع عن الجمال أمام قوى الموت والخراب ، وكثيرة صوره المؤنسة ، حتى في قصائده التي تقطر حزنا وألما ، ولا يمكن حصرها في هذا العرض الموجز البسيط ومنها :
وأتمنه ...
أتمنه أكتب شعر ، أكتب شعر شعبي
مابيه وزن للدمع ، ما بيه أبو ذيه
ينكط ترافه وسعد ...
مليان حنيه
( قصيدة أمنيات ترفض التأجيل / ص 100 )
وكما تتوهج شاعريته بحبه الشديد لمرابع أهلنا وثقافتهم المتوارثة في تقاليدهم وعاداتهم ، وفي بوحه الساخن بها ينزلق أحيانا في زحافات الوزن ، واندماجه بوزن آخر كما في قصائده ( غنائيتان من سامراء / ضيف فقره / السكوت من الذهب / ضلوع السجن ) ، وهي من القصائد حديثة البناء – غير كلاسيكية – إذ أعتمد فيها على وزني الرمل والهزج مندمجين معا ، حيث يتبادل الوزنان دورهما الإيقاعي في العديد من أبياته ، وظل الوزنان ( الهزج والرمل ) هما الوزنان اللذان أقام عليهما الشاعر أغلب قصائده ، عدا ثلاث قصائد أعتمد لها بحر السريع .
غير أن هذا الأنزلاق - ربما المقصود – لا يبدوا واضحا لانسجامهما مع الإيقاع الداخلي في قصائده ، كما في قصيدته ( غنائيتان من سامراء ) والمؤرخة في عام 1972 م ، إذ يبدأ بها بوزن الرمل كقوله
لملمتلك ...
كل ضوه الكمره ، وأجيتك
لملمتلك ، كل جرح يحدي أبجرح
لملمتلك شوك روحي
وأعتنيتك
ثم ينتقل الى بحر الهزج
خايف من ينام الليل
أشوف النخله والسعفه
و أشوف الميه والشجره
وبعدها يعود لبحر الرمل وهكذا .
والشاعر حامد كعيد الجبوري كغيره من الشعراء الشعبيين فهم ينظمون باللغة الدارجة لعامة مجتمعهم ، سواء أولئك الذين يسكنون المدينة ، أو ضواحيها ، وحتى أريافها ، وهي لغة مقبولة من الجميع ، نتيجة لانتشار الثقافة التي تعم العالم الآن عبر وسائل الاتصال المتاحة ، وسرعة المواصلات وارتفاع مستوى المعيشة لعموم الطبقات ، فيبدوا ذلك التفاوت البسيط في بعض ألفاظها غير مؤثر على استجابتهم لهذه القصائد في مختلف أغراضها .
والشاعر ( الجبوري ) يمد نظره من شرفات مدينته الى ظلال القرى مستلهما بقدر طاقته مزايا الشعر التراثي ، ليشكل هذا الدمج المؤتلف أبرز خصائصه التي ترتكز الى شعرية غنائية متوازنة ، بين البوح الذاتي الساخن والتأمل الموضوعي في واقعه ، ووعيه لضرورة الاندماج الشعوري مع مشاعر الآخرين ، كما وفرت نزعته للتحرر من شكل القصيدة التقليدي إمكانية النظم بأشكاله المتعددة ، فبرزت من قصائده ما تصلح للحن والغناء ، فهل أدعو الملحنين للالتفات الى ما تتضمنه مجموعته الشعرية ( ضمير أبيض ) من القصائد التي نحن بحاجة الى سماعها مغنية على الشفاه لنستعيد بها تلك الأغاني الرصينة الرائعة التي أتحفت فن الشعر والغناء .
إن هذا العرض الإحتفائي بالمجموعة الشعرية ( ضمير أبيض ) لا يمكنه الإحاطة بما تستحقه هذه المجموعة من التقييم ، ولذا أدع القارئ المجد أمر تقييمها ، وسنكتشف معا أن للشاعر نصيبا مما تبتكره الموهبة الأصيلة المثقفة من المعاني والصور التي تغني فكر القارئ وتمتعه ، وهي ما يحدد لنا مستوى الشاعر في عالم الشعر الفسيح .

الفية الولد الخجول-العشر الثامن-عادل كامل-تقديم مدني صالح



العشر الثامن

[1]
خاتم من هذا الذي أضاء الأعراس

حينما الأبواب كفت عن الدوران.
[2]
النار والحجارة تاج كلام .. فهات لي نارك ..
مثلما برفق ضع الحجارة عند الرأس.
[3]
نتجمع عند الوديان .. نفترق عند البحر/ نتلملم عند النار/ نتوزع عند الأمراء .. إنما في آخر الليل تستيقظ الأسئلة.
[4]
آخر الليل أوله .. وعند الحاجة أوله دليل المسرات.
[5]
اكرر .. اكرر .. اكرر: انها روحي تتنـزه في عصور سحيقة.
[6]
أصغ إلي ّ: انها انحناءات مارة:
وثمة ظلال لن تأتي وآخري لن تتلاشى
أصغ اليّ: هل تستطيع أن تفعل ذلك حقا...؟

[7]
يستيقظ الشهيد .. بلا استئذان ..
يحمل رايته ويختفي.
[8]
ميلاده لم يأت من المجهول.. لا ولا بأمر الرمال
إنما كنا نطرز الليل بالدخان
فجاء الولد .. براية طواها واختفى.
[9]
بعد أن رأى الأرض حل بها الخراب
حمل أثقاله باتجاه الينابيع .. بلا أناشيد.
[10]
انظر: كم هو زاه هذا الطاووس
انظر: لِمَ يتجاهل انه مصنوع من عظام الموتى؟
[11]
أصغ: ما ضاع هو الربح. تعلم: ما من مكاسب أبدية.
[12]
بعض هذا الليل يشبه بعض ذاك النهار
هكذا غالباً النسيان يخترع ذاكرة مبللة.
[13]
بعض التفاح مثل الكروم .. جماجم ..
كأن الذي ولد للأرض .. يشقى للدفاع عن السماء.
[14]
هذه الطيور لا تعرف اللغات
إنما لماذا نطلق النار عليها بلغة واحدة؟
[15]
احمل جمجمتي معي .. مثلما لا أعرف ماذا افعل بالمسرات.
[16]
أعدائي .. مثلما أصدقائي .. كلاهما في محنة.
[17]
ليس لديّ إلا جدار اكتب فوقه
هنا يرقد الولد الذي لم يأت.
[18]
عند منعطف الأنهار .. أنبياء يصغون للطيور
وعندها .. في الأعماق .. ارض غرقى قبل الطوفان.
[19]
انها محض عواصف .. لكني غير مستئنس اضطرابها .
[20]
لا تذهب إلى الحبيب إلا ومعك خجلك.
[21]
لا .. لا .. لا لن تقف أمام الأسوار طويلا
الموت له كواكبه.
[22]
بعض ذئاب الأمس .. مثل ذئابنا ..
إلا أن خراف الأمس اكثر خجلا.
[23]
ولد وحيد يبصر .. ولد وحيد يصغي ..
ولد وحيد لا يكف عن العويل
لكن الأفواه تغار منه.
(24)
بعض أوهامي حقائق .. وبعض خجلي جمال.


[25]
كم شاهدت حروباً .. حربك .. لم تشتعل بعد.
[26]
بعض تراتيل الغرباء .. تتركني أغفو لحظات.
[27]
ليس من دليل قط .. أن الغزلان أقل حكمة من الغابات
كلاهما .. مثلي .. نبؤات مسروقة.
[28]
للجمال آثام وحدها جعلت صمتي كلمات.
[29]
لأي الأسباب تتشاجر العصافير .. فيما القلائد
بالتراب انصهرت.
[30]
يا رب أوقد فيّ الآثام .. أدلني على الذنوب ..
ليس لي سواها دليل للمسرات.
[31]
أللهم لا تدعني أنسى جراحي .. فمن لي سواها للسعادات؟

[32]
بعض الموتى يلعبون معي .. إنما أيضا ً .. لا يكفون عن السرقات.
[33]
لا تقطف السحب .. الأرض .. مثلي .. أنهكها الجفاف.
[34]
بعض الشعراء يسرقون القصائد
إنما بعض القصائد .. تتخلى عن الشعراء.
[35]
سأكف عن الكلام .. عن الأحلام ..
سأبحث عن غابة – عن نفس لا تتخلى عن نفسٍ.
[36]
كلانا أنا والرصاصة .. هدف هذا الغزال!
[37]
ارسمها ملكة فوق الورق ولا أعرف من يمحوها.
[38]
لا تحصى الآثام .. إنما الميلاد أولها.

[39]
لحظة واحدة دعوني أغفو .. قد لا أرى عاشقها مثلي.
[40]
لا تدع الأحلام تدخل بيتك .. لا تدعها تخرج
اكتف للغد بقليل من العتمة .. اكتف للماضي ببصيص نور.
[41]
في الفردوس .. كلانا لا يكف عن العواء.
[42]
الشجرة قالت لي: اقطعني لكن دع نشيدي.
[43]
فيما هم يجرحون الغابة
لا أمنع روحي من الغناء .. لا أمنعها من الرقص.
[44]
انتظر .. انتظر .. انتظر
ليس بعد الشيخوخة .. إلا ضريح تخجل منه الريح.
[45]
المْ تعرف انها المساواة .. تارة تولد .. وتارة تسرقك زرقة المساء .. فلِمَ كل هذا الصخب؟
[46]
ليس للكلمات من صوت .. ليس للصوت من كلمات
هناك فقط .. ولد مؤهل للإقامة .. مؤجل الجنون.
[47]
لا تتحدث إلى الآخرين إلا عندما تكون وحيداً.
[48]
أعظم المدن: الأميرات ارتدين فيها خيوط الشمس
حليهن مرصعة بأسرار القمر .. اليوم ليس للبغايا مأوى ..
إذ ْ التراب ينام مع الغرباء.
[49]
ماذا تفعل يا سقراط .. أتلهو أم تفكر
أم كلانا يعيد سرد الحكاية؟
[50]
بعض النور الذي لدىّ .. لا .. لا لم اسرقه من النهار انه بعض بقايا رماد ..
[51]
بعض الموتى ينهضون عند سماع الكلمات
ماذا لو قلنا .. مرة واحدة فقط .. الشعر ؟
[52]
انه ليل يثرثر .. مثلي .. لكن بصمت.
[53]
لي يد لا اعرف لماذا تكون معي أينما اذهب؟
[54]
متى أفقت .. لدىّ ذاكرة تغادرني ..
متى غفوت لدى صحو يشردني
إنما لدىّ جراح تنام مع جراحي.
[55]
لديّ أرض لا ازرع فيها الفقراء أو الحكماء
لا ازرع فيها حتى العشاق
لدىّ أرض ازرع فيها نفسي إلى جانب نفسي.
[56]
بعض الكنوز نعثر عليها في سنبلة .. بعضها نجدها في صخرة .. إنما أكثرها بريقاً يخفت عندما تمسك بها الأصابع.
[57]

أحيانا ً:
أعالج نفسي بالسكاكين العمياء
فيما جراحي تورق .. وبعض الموتى يستأنفون الاحتفالات.
[59]
بالأمس عرفت .. انها لم تكن أغنيات .. إنما عويل.
[60]
بعض ما لدىّ مسروق من ملائكة
والبعض الآخر من لصوص.
[61]
الليل أضاء مسار روحي .. وأضاعها .. الليل وحده ..
الليل وحده فعل مجد الضياع .. مجد الضياء .
[62]
بلا مبالاة اخترع أعظم الاحتفالات
وبلا استئذان أوقد ليلي الأخير.
[63]
الآلهة القديمة .. صانعة الفتنة .. تبحث ..
بشظايا المعادن .. عن قتلى ظرفاء.


[64]
بيت بلا امرأة .. بيت لا يدخله حتى الشيطان.
[65]
أضع أوسمة الشمس فوق الأرض
فيما أتأمل مقابض أسلحتي تتحول إلى أعشاب.
[66]
أرأيتم جرذاً فذاً .. انه الذي يقرض كلماتي ..
انه الذي يسكن روحي.
[67]
إنهما لا يتحدثان إلا عن رجل غريق
عني .. وعن آخر .. سيأتي بالبحار.
[68]
لا ينام الموتى بهدوء .. مثلي .. إنما عظامهم مثقلة بالحزن والأناشيد.
[69]
اكرر .. اكرر .. اكرر .. لا تحّدث نفسك إلا وحيداً.
[70]
من ذا يعلمني أسرار الفجر
فيما هو .. مثلي .. يرقد خارج الطرقات.
[71]
إنها لم تبدأ .. إنما .. لا نهاية لها قط .. هذه الحكاية.
[72]
كلمات .. إنها محض كلمات مبعثرة ..
محض ظلال .. كلمات وبعض هواء لا يتكلم.
[73]
في الغابة ضبية جريحة .. وفي روحي ..
منقرضات لا تثير الفضول.
[74]
اكثر صحواً .. اكثر صحواً .. اكثر صحواً ..
ربما هو بدء الطوفان .. ربما هو بدء الميلاد.
[75]
لِمَ سقراط يتسكع .. في آخر الليل .. مثلي
ولِمَ .. مثله .. تركت كأسي للعابرين.
[76]
سلاحي يرقب الفجر .. وأنا لا اكف عن المستحيل.


[77]
أشعل رمادي ثم انطفئ .
[78]
خذوني .. خذوني إلى كواكب منسية.
[79]
وحيد أتنزه مع حكماء نبحث عن تراتيل
لجمهوريات غير مطرودة من الجنة.
[80]
عند باب كوخي عاشق يرقد فوق العشب
وفي روحي ملاك لا يكف عن العويل.
[81]
معاً .. مثلما نتجمع .. معاً .. نفترق.
[82]
روحي لا تبحث عن أشياء .. روحي .. مثلي .. سرقتها الانعطافات.
[83]
تذكر:ليس أعظم من الصمت استغاثة
تترك الرأس يتدحرج .. نحو المجهول.
[84]
في مقلتي غرقى ينشدون : ماذا تفعل النوارس
: ماذا تفعل النوارس
في فضاءات الفولاذ.
[85]
القديسون أيضا .. يتنـزهون بلا رسالات ..
إنما هناك ..
عتمة تتبع خطى الجميع.
[86]
أنا لا اكتب .. أنا محص إصغاء لنهار قديم.
[87]
عند انطفاء الأنوار .. ظلالي تحرسني.
[88]
أينما اذهب .. كأن ملائكة معي تعلمني الصمت.
[89]
عند ضريحي .. أنبياء وعشاق .. ورجل مثلي يثرثر مع نفسه.
[90]
ليلي مثل نهاري .. كلاهما يتبادلان الأسئلة.

[91]
الذي ابحث عنه .. لا أجده ..
مصادفة التقاني الفجر .. مصادفة أضعته.
[92]
هذا آخر الكلام .. هذا أول الفجر
هو ذا خاتمي يدور بباب الأرض.
[93]
بعض أحلامي أستعيرها من أسلحتي الجريحة
والبعض الآخر من شيخوخة تتجول في الطرقات.
[94]
بيتك بلور أيها المحارب .. مثلما دائماً .. خنادقنا ذكريات.
[95]
بعضي يصالح بعضي .. إنما السلام لم يبدأ بعد.
[96]
تنحني الكلمات .. مثلما السنابل .. إنما إلى الأعلى.
[97]
دعوني أقول .. بلا كلمات .. دعوني أقول ..
أجمل الآمال أجنحتها كسيرة.
[98]
مثلي .. هو ذا عاشق يحّدث الجدران
مثلي .. هو ذا عاشق ينام في الحرائق.
[99]
لا ترقد الحكمة في كهف .. إنها أنا ..
كلانا ولدنا للفضاءات.
[100]
اليد تكلمت .. لكن الرأس لا يكف عن الصمت.