الثلاثاء، 29 يونيو 2010

الاوثان-القسم الثاني-كتابة عادل كامل

41
ما الذي – إذن – يتركه النهار للاستدارات : هذا المنعطف البهي : نشيد نجمة .. فيما تدق تويجات الماضي فوق الغيوم .
إني هنا الأمس بقايا بقايا : هو ذا – ابعد فابعد: الأمس: الولد الذي اكتملت بهاءاته. يا للشمس ذاتها، بلا استئذان، تناولني كهولتي، وبلا مبالاة – تضعني إلى جانب الأوثان.
[42]
أوسمة ، هي الأخرى، مثلي تستدل بانكسارات الماء. شجرة. ليست مثلي، إنما ، إنما دائماً، كلانا متشابهان .
[43]
أيهما أضاء للآخر
أيهما، أنا … أنا أم أنا ..
كل هذا الظلام البهي: وعود بلا مدافن، أيضا:
تذاكر أهملتها النداءات
فجر لصق بقايا أنامل
وكهولة بلا خرائط، هنا، أيضا
أيهما وشى بالآخر
أنا .. أنا أم أنا
إذن احدنا أضاء.
[44]
قبل أن أبصره غادرني .. هو ذا الذي خاتمه أحيى اليباب.
هو الذي ظله أعاد المسرات .. هو الذي أودع الفصول الرغبات. أيا نور لا تتجمع، روحي رقراقة وقلبي نبض حمامة يكسره .
وقبل أن يكون: أبصرته: فتحت الرمل اصطحبت الغابات. شاهدت غرقى الدخان جالست حرس النهارات. بالقطارات تنزهت، وبروحي لامست ثمرة من أحب . صار للبرية نسل وقبائل ..والسيف مازال يعمل في الجسد. يد فوق يد اشتبكت/ تفرقت/ تحابت/ اصطخب/ ولدت/ وتطايرت شظايا الاحتراق .أيها المسمى باللا أسماء روحي اشتاقت .. أيها الضائع من أضاعك .. روحي اشتاقت .. يا من رأيتك قبل أن تكون .. ويا من ودعني وأنا ما زلت مثار شكوك الأرحام.


[45]
الوردة حمتني من وردة .. وفي المنفى الظل حماني من الظل. جدران بيض تعلمني المعنى . الضوء يدثرني .. الظل يغلق لي الباب، النجمة تأتيني بالزاد .. أيا من اشتاقت له روحي لا وردة لا ظل: كلمات اجمع فيها مملكتي. كلمات فوق كلمات ادخل بها المنفى.
[46]
هذا الوثن وردة فوق بحر: اسمي عندك وأنا مسافة: تعال لا تغادر
لي – مثلك – ارتعاشات
غادر – لا تأت – أنا مثلك – صوت. يا لهذا الامتداد.
كلمة فوق كلمة يتكون الصمت
يتلاشى البرق.


[47]
من سيذكر من: أتصالحت أضدادي
من سيذكر من: الملك يتنزه
مطرزاته تكلمت: الغيوم توحدت ، القلوب انثنت
من سيذكر من
الحجارة أم الشجرة
فيما أنا ارقد في قاع النسيان
[48]
يكتمني الصمت .. هو ذا – فوق العشب – كلامي
فتن بعمر الذاكرة : قنديل أدله إلى النور
يكتمني الكلام .. هو ذا – فوق الأرض – صخبي
يد تستجيب للهوى . . ويد اتركها للغيوم
[49]
ليته التباس: الميلاد أو الانطفاء. ليتها غية:
نشوة أو نداء
استدار: إني اجمّع ظلالي
ليته التباس: الكواكب بين يديّ
غيمة أثر غيمة تخترع الصحراء
لمن هذا الكلام ..
يا بصري دل التائه
ثم
اتبعه.

[50]
مملكتي : غبار
ليل بعمق نجمة: من الذي انطفأ [ ابعد وثني ] :
يا أنت .. لا أحد: الصخرة تدون تاريخ الماء ..
والبلابل تتجول بين الكلمات :
المارة يجرجرون المارة
أميت أنا أم بالانتظار؟
مملكتي غبار، مثل اصداء، تتلملم بعيداً عن الأصابع.
[51]
آن أوان قطاف المحترق بثمار النار: من أعطى استعاد.. والاسم فوق الاسم يمحو كل الأسماء: يا فتيات الحصاد انشدن لنا أغنية .. يا سراب اقطف لنا من الأعالي لحنك .. الذي في القلب يسكن برية، والبراري تسرق الأبصار .
أيها الكلام أوقف زحف الكلمات . فانا الشوق أدلني/ أضاعني/ كونني ثم محاني.
[52]
صوتي خرج يبحث عن صخرة .. فالنور فيّ توهج حتى أطفأني .. والظلام صار معابد .. أين أنت يا من وهبتني النور .. الممرات تفرعت .. وزنبقتي في الوديان ضاعت .. أين أنت يا قلادة فرحي .. آثامي شاخت وأنا في الميلاد .. ودليلي، مثلي، خرج عن صوته. أين أنت يا من بالأسرار صاغ روحي: صوت الجبل فيّ وردة .. وصار التيه لي مسار .
[53]
بأي المسرات اختتم فاتحة الاستضافة: اليد انجذبت إلى براعمها: تراب الأحداق وكتمان العواصف. كلاهما خاتم وباب. الأحفاد سبقوها إلى المنافي، الأوثان تتعثر خطاها: الوردة انجذبت ففككت عرشها: هو ذا باب الأبواب ينفتح قدام الانغلاق : زنبقة الجبل ضاعت فيا قلب كف عن الزنابق: خاتمها للريح .. قلادتها للمرات .. روحها خطفت وأنا نفسي استظلت بنفسي للمسافات.
[54]
بكتاب الكتمان تصاغ القلائد: الختم فوق الختم: لذات انطفاء ورغبات معادن. بكتاب الرمل يستعاد التاج: نوارس ورماد. المنحني والمنحنية كأسم يمحو ظله .. هنا ، يتسع المثوى للأعراس : صفاء فوق الصوت، نشوة تبحث عن قرار. بكتاب الموت يولد الراحل: ويد فوق الكلام تفتتح الكتاب.
[55]
بصدى لذات الأوثان قال للأرض انبسطي/ جمعي أثقالك وخذيني . اليد تفتك باليد، والروح صارت حمامة.
[56]
بمساحة الكف، ليس من مدارج: هنا التراب ينهض: موتى لصق إشارات:
- إلى أين ؟
للأوسمة وهي تبارك الكف ظلال كفت عن كفها. لا مصلح لا كلمات: إني أودّع سلامي:
قبر مرتجى باتساع النياشين: شمس زمرد. لا ابنة لدىّ إلا ابنة الفيروز في البحر.
ويقال لي : تمهل .
هذا الشتاء احتوى الفصول، وهذا العمر صار مزار.
[57]
باسم الهواء أعيد صياغة الكلام: يقولون عادل تناثر، أيها المبارك أمواجي تمتد جفافاً نحو البحر، وساريتي تجرجر مداها، أيها المبارك باركني إني عندك ضيف .
[58]
في الفجر ترتل، يوحدها التراب، كف فوق الميت وأخرى للانتظار. خذ الميت مات .. ورماد الليل جمر. هي اليد أعطت وهي اليد رحلت. فماذا تفعل بالوصايا. امرأة الفجر امرأة الليل/ امرأة الراحل/ اخترعت لعبتها . تهدم بأقلام المتكلم/ تهدم فبمحاذاة الفاتحة: نسوة يحملن الثمار .. وبمحاذاة الوردة خنجر يعمل في الثمرة.
[59]
من القادم الىّ وأنا بلا أبواب: يا لذكريات الاستثناء. أزمنة ما تتلهى وأخرى تتعثر. الأتون يلونون الأفق بالأصوات.. فيما نسوة الليل يتبادلن الطرائف .. أهو آتٍ ألينا هذا أيضا. يا حبيبي جسدي انحل من خيط ضوء، وأفراحي تحت التراب ترتل سلواها .. لا اعرف من يعرفني .. ولا الذي يعرفني اعرفه .. ضاع الذي رأيته .. فاتركني لكف أضعها فوق الظل .. انثر وردة فوق المدى، وأتجمع في حبة رمل.
[60]
للريح مفاتيح مثلما للأنهار: من ترك معبده/ من كوّم الأسماء فوق الأسماء: هنا في القرنفلة ذبائح، وهناك عشاق. لصق المباني مارة وفي الكف انحناءات. هي المرأة لها الأسرار، مثلما للذكر انثلامات ..
جرجرني – حبيبي – مني .. أضاء لي النهار وغادرني.
[61]
ما الذي – سوى الهواء – يتكاثف [ تمر العجلات ] بعض السلوى يفسر بعضها . سوى الرماد ومطرزات الأنثى [ وتمر العجلات ] ما الذي سوى زجاجة بلون الكف: هنا، خلف الرأس قطرات مطر للابتهالات. العجلات تغادر .. وليس سوى نبع تحت البحر يلهو عبثاً بالروايات.

[62]
أمسكت بالصوت الموَّحد: أعلى أعلى هي كاتدرائية النجوم، ما الذي يحرك إسرار النمل: الغابة الشتوية تخلع معطفها. الحشائش، الحشائش المتيبسة، هي إذن ، الحشائش تدّون فوق البرد مسلات الأصداء.
[63]
قط لم يسبق ظلي ظلي. إنما بعضي لا يتقدم: هذا النبات تسلل إلى الرأس : غابة أعمى . غلمان مطرزون بالأعياد. الساق التوت والأحلام تناثرت .. هذا عيد يطرق الباب .. فارتب أيامي، ثم أصعد إلى السماء.
[64]
اعدل الليل: ادخل. ليس لدىّ أوامر. تماثيلي فوق النار. الرب، هنا، أو هناك.
أعطاني استراحة
اعدل الليل: ادخل، يا وثني :امرأة أو متسول: نجمة أو عابر سبيل ( مرقدي بالرماد يعلن احتفاله ) : الليلة عيد: ادخل.

احدنا سيعدل احدنا
العالم ينشطر .. والكلام يجرجر الريح إلى الريح . يا عجوز ( قالت فضائل الصمت ) ادخل ليلك – عدل من اشتعال النار وعدل من هذا الوهم. الباب بلا قفل يدور.
احدنا سيعدل احدنا
هذا سر الإقامة .. هذا هو مفتاح الكلام.


[65]
أيصنع الأفق هذا الكف : يا قوتتات فوق الجذع ، وصخرة أصوات مكتوبة. امرأة الغابة اختفت، خلعت قمرها، أذابت فضة الزنبق، لوّنت الغرقى بالنياشين.
أيصنع هذا الكف الأفق. أيا أيتها الآتية تحركين الموجة اثر الموجة؟ القادمون غادروا والليل لا يمحو الليل .. أيا أيتها الواقفة بين نهار ونهار لن يمتد عرش الكهف ولن تنُشد الأناشيد . يا حلوة مثل أغنية ميت، لا الأسرار/ لا الأسوار/ لا النار تمتلك مفتاح القلب: المدن بالجراح تودع احتفالاتها: والاسم الذي يولد بعد الاسم يحمل بشائر الأعياد . أيا امرأة الفضة بأي ماس تلونين علمْ الصحارى: ذئب في الوردة يطلع .. والذين ماتوا موتاً ها هم في الرمل ينهضون.
[66]
فيك البرية رائحة طلع: ثمار الغابة لا تغوي نطفة انطفأت. لا أنا بالداعي إلى الولائم لا أنا القائل وداعاً يا أحجار. قلبي للنية خطا ، دوّن تدويناً ومضى .. فتعالي نعقد صلحاً : تعالي .. الليلة عندي الأرض مؤنستي .. اصعدي ثمار الموتى ذهبت .. وثمرة روحي لم تذق الأسرار فيها بعد . مدي كفك لنمحو كلام الريح فالأتون موتى قبل الموت .
[67]
هذا أمير يعلن دولة الرمل: متحجرات وصقور. يا للمعركة. الصخرة تمسك كف القمر .
نادى الأمير: من أكون .. استدارت الهياكل . نادى الأمير: من اكون .. ؟
معاً – يرتعش الخشب والظهيرة غادرت ..
لا فدية
في مساءات البرد، عند النخلة، جلسنا .. بايعنا الرمل. عند الفصول سمعنا الأمير ينادي:
من أكون ؟
[ وليس للأمير من صوت ] نهضت حاشية النهار اجتمعت.
والعيد وزع هداياه
لكل ساكني بريتي ارض الزنابق وأعالي المتحجرات في الأفق لا أحد
هذا المعبد يفتح باب الوردة
تعال يا صمت جمع خفاياك الخيمة غادرت
وهذه فاتحة الماء
الأمير غادرنا وكواكبه انثلمت .. انثلمت ..
وساريتي عند
النبع
أناشيد.
[68]
بأي رمال يضاء القلب : تعلمني السر وتكتم علىّ الفضاء . الباب الموصد أعلن كلامه .. والميت قام .. يا أخشاب الإشارات أفصحي عني : لا أنا بالقديم لا أنا بالمبتكر : أنا غابة أنوار وحفنة خطايا : أنا المجرد وأنا الليل في وردة . تعالي خذي هذا الراغب بالإقامة .. عنده أحزان/ وعنده سلوى: حلمت باتساع الومضة. أيتها المرأة أما من شكوى تعيد المسارات: الحجارة اصطخبت، والأعشاب أعلنت أعيادها . أيتها الشكوى أنا اجلس في العيد: معبدي كلمة وأعراسي رماد.
[69]
بأي الكلام اكتم الكلام: الجرح استفاق ..
والوردة فوق الوردة تكتم كتمانها: عرس .
أين اليد التي أعطت: أهذا هو مثوانا:
ورود لصق ورود ؟
[70]
فوق الخاتم تدّون إشارات: أيها العابر توقف : هنا الظل يطرز وسطه: المرأة التي جاء بها البرق تطلع ثمرة مشتهاة. أيتها الرغبة عودي إلى مملكتكي راضية بالكتمان : ما من شيء جاء بشيء .. ما من شيء يفقدٌ : كنوزي عتمة .. ويد الغيمة فوق البرية تبسط كلامها : أيتها المرأة ما الذي أتى بك والقلب كسير.. أبعثت بك الحقول أم أن ما تنشده روحي صار استحالة..
دعي الخاتم ينشد ذكراه: النياشين للفضاء، والصوت مملكة.
[71]
بختم الأسرار أرصع اليد الملكية: تدور بنا الريح .. قلادة الياقوت انفرطت، تناثرت .. وبيد النور أدوّن فوق الأمواج أسماء العشاق: أيها الغريق الجميل يا صنو ثمار الجنة، متى استطالت الظلال، متى افتتحت الخاتمة: هذه عروسي تحت الماء، تعطر الاسم الممحو بالرمل. وبقلادتها دشنت الجرح. النور أضاء الكلام وأنا أهب المنسيين نياشين: أعياد رماد .. ومسرات غرقى.
[72]
متى احتفلنا لكي نغيب : متى تجمعنا لكي ينفرط العقد: اليد فوق اليد والخاتم يدور .. صخب أم عرس ؟
خذ روحي أيها الغائب . النور ملأني حتى انطفأت. لا أنا بالغائب لا أنا بالحاضر .. جمر العرش يرُصع بالذكرى . هو ذا الفضاء يتجمع مع الأصابع ، ويختطف مني رماد الأحداق .
[73]
غاب من جاء ، كرماد فوق جمر : من جرح الأرض من نثر بذورها من أشعل الماء: توقد يا ليل اشتقت للضائع . أدلوني أين خبأ ثمار الأحجار، فنفسي بها نشوة .
مطهرة أيام الغائب: الذي طرزنا .. لملم حبات الشجرة، وأعطى للأسماء هذه التذكار.
[74]
بي جرح ابعد من جرحي: قلائد أناشيد .. ونشوة .. وعندي فضاءات . عندي مزارع نجوم غاب عنها الصائغ ..
حبيبي أدلني وأضاعني .. لملمني وفرقني .. سقاني ثم نثرني..
أي .. يا هواء .. أين لؤلؤة الوعد: الكتاب المكتوب فوق الماء ..
إني أعيد للبحر آخر غرقاه .. واصطحبه للميلاد .
[75]
أطفأتني أم انرتني، القلب خبأ وردته: النشوة فضحت أسرارها: تماسك يا حجر القلب عدل نظام الإقامة. العيد اكتمل والبدر فوق الأصابع يدور .. أيها الوسام لا تبحث عن محارب .. أيها المحارب هل عثرت على سلامك .. ؟
لا خصام بين النجمة والوردة : البذرة أفاقت وقلبي أسكره الغياب.

[76]
الملاك الذي استضاف عتمته غادرنا .. فالقلب استضاء بجدار: يا بلابل غردي للعروس: ليلنا الوثني نجومه تناثرت .. واليد تحولت إلى تراب.

[77]
يجرجرني معبدي إلى البوادي: الفجر رقد فوق الكفين.. والعروس تحاور صمتها.
خذ أيها الأتي أنا أعطيت .. فآخر إسرار التراب أولها: هنا اجلس في الوردة: العيد نياشين: والصمت ابتهالات.
[78]
خاتمها أضاء: كلمة اثر كلمة يمحى الكلام . والأسرار تمحو الأسرار . العيد ارتدى الأرض: غابة ورد. يا لروحي انطفأت بالاستضاءات: خذ مني خذ ..
[79]
بنجمتها تصاغ القلائد: هذا المرمر فوق المرمر: إستحالات نور .
البحر أعلن استضافته: لا أجمل من غريق يدثر الغرقى. هنا تتجمع الأشجار. ماذا لديك يا قلبي .. غادر .. الليل يحرس أسواره .. ويا كلام تفتح ، العقل موقد .. وفي الروح روح يرفرف : المعبد يكتم كتمانه : صحراء ثانية ينقشها النقاش، وفيَ انتشاءات .

[80]
كتماني صّدع صمت الصخرة: يا للعيد .. بذور من حصدت. أكان للقلب اكثر من ضيف ؟
أيها النيل ماذا فعلت بالبوادي .. ؟
أيها الفرات .. تمهل .. عروسنا نجوم .. وفصولنا احتفالات.
[81]
بأي خطاب أخاطب ملكتي: يدٌ أخذها الرماد .. ويد أضاعها النور .
ملكتي بتاج الغرقى لؤلؤتك ِ تعيد صياغة القلائد: البذرة بعد البذرة شجرة: لا الرمز بسابق خلاصه ولا الفناء يجرجر حجارة موتاه .. أي يا رب العشاق، من صاغ هذه المطرزات.
[82]
اقفل الروح بالفضاء: هذي نفسي فرحانة : اقفلها بالنور: يا كلام اتركني إني ابحث عنك .


[83]
الغائب غاب. كم قالت لا يكفي : جهنم الأحجار والناس: مرحون قبل الميلاد . أيتها الشجرة تجمعي : قلبي اشتاق.. والوردة تكتم سرها في الرمل .
خذ .. ما أحد أعطى : العاشق ارتدى غيابه: أيها الحبيب اتدلني عليك ؟
[84]
الخوذة فوق الخاتم .. والماء يكتم إسرار الماء: فوق العرش عرش: الفانون فانون قبل الفناء: لكن لقلبي كلمات هذا الماء.
[85]
خبأ حبيبي نفسه بين الزنابق ثم خبأني إليه. الغيمة غنت: يا عروس الليل أين حبيبي الذي غاب ؟
[86]
فوق الممحو اكتب: الملكة تنثر ورودها .. يا جسد تفرق من جمّعك .. من صاغك .. الاسم فوق الرمل يتكون .. والاسم يمحوه الرمل.

[87]
من ابتكر لذة الماء: أيها الوعي من منا غاب ومن منا غاب ؟ الحجارة ترتب احتفالاتها: إني امسك صخرتي يا هذي الشجرة: أودع من ودعني .. واليد فوق اليد ملائكة احتفال. قط روحي لم توشْ بروحي: أيها الباب المفاتيح ثمار البذار. الأرض قامت. واليد ملاك وفوق اليد ملاك: أنا اجمع الماء من العّرافات: من منكن لديها مائي . أنا بالحجارة ازرع مزرعتي.. يا ارض هذا الجرح خالٍ من الجرح .. وكتاب الأرض كف عن الكلام.
[88]
من استدل بمن: البحر بالغريق .. أم العروس بماس الأثقال. على المدى عويل رؤوس الفضة .. الملك العبد العاشق على المدى ضاع الاسم بين الأسماء.

[89]
ليس للأساور أساور: الخاتم الذي فوق الخاتم أضاع الخواتم.
لقلبي خفاياه: البذرة تمحو يد البذار .. والحقل ينتشي بالحرائق. لا أودع من ودعني، أنا الاستضافة: يركب الغريق مركبه والبحر يعلن أعياده في السواحل.
[90]
للذي يأتي نرتل: الغرقى يلملمهم الكف: يا آخرتي كم هدمتك إلا تشتهين استضافتي إليك: أنا كلت روحي والعرش مغادرة.
[91]
اليد أعطت ثمرتها: غياب المتذكر غياب الذاكرة. المعبد استضاف العابد: لا اسم للمسمى لا لغة للكلام . تلملم الأهداف سواحل الرمل: آتون قبل الأوان: راحلون قبل العرس: القفل يغلق الباب، والوعود نياشين ذبائح.
يا فضة الميلاد الحقل أينع، وخاتمة الافتتاح بجرح الأرض تعلن غيابها.

[92]
عين ترى وثانية تدوّن: لاكّتمن بيرق الحجارة: السياف وارى سيفه .. وأميري اخترع لي المسرات: العين دوّنت محوها، يا ليتني وهبت السياف أوامر الأرض: أتطرب روحي وحبيبي جمعني/ سقاني/ وعلمني صحو الأشجار .. أراني نشوة الأعناب ولذذني إليه: إذا رأيتهم حبيبي لا تدلوه علىّ، أنا عنده: أيا أيتها النفس صحا قلبي فمن يفرقنا للاحتفال: لا هو يراني لا أنا مبصره. أيا أيتها النفس صحا قلبي وحبيبي عندي فمن يدله علىّ أنا عنده .. أيا أيها اللامسمى من ابرق برقه في بريتنا: اصطفانا في بذرة، ودوّن خاتمة الافتتاح ؟
[93]
انفرطي انفرطي يا قلادة الروح: العشق باطل .. ودار الإقامة غربة .. فلِمَ ذهبنا إلى العيد .. قطفنا الثمار .. أما كان للغريق الجميل خداع سواحله . أما كان لي إغواء الأغاني والذهاب إلى الليل : حكمة فوق الكف وأخرى رحلت بلا استئذان : يا أسئلتي هدئي المشهد، ويا نور التراب كفى: الكلام يتناسل: والمثوى باتساع الأرض.

[94]
عيّدي يا نفس حبيبي غاب: هو عندي. يا روح من أرجعك اليّ: غابتي زنابقها توزعت : مملكتي تناثرت ، وعودي توارت ، وآمالي فوق الكف معابد . هي عندي فضاء وأنا عند حبيبي غابة : قبر فوق قبر تمحى الأسماء .. وعلى المدى حدائق تقام : ولدان يطلعون ترتل لهم الريح ، أما علمت يا وثن سر عشق الحجارة للحجارة : شارة الروح تنتظر خلاصها .. شارة خلاصها يبحث عن سيف . كلانا ورطة يا ارض ، كلانا عند البذار حقل يتشهى النار .. أما آن للنفس أن ترضى بغيابها، برهة، أما آن لها أن تغيب.
[95]
بأي كتمان تكُتم الأسرار: الفضاء آفاق، والوردة فوق الخاتم أعلنت احتفالها: الكلام جرجر ظله ، مثل الأسماء غادرت مثواها : يا ريح تجمعي في مقلتيها .. جرح الأرض استفاق .. وبخاتمها دوّن الرمل أسراره . يا أوثاني من علمك النطق ، ويا حجارة من صاغك أوثان ؟
[96]
من اختطف العهد : من أعاد صياغة الهواء : دار الباب مع البواب ، والشجرة مع المحارب : لم ينتش القلب قط بالفضاء ، ولا تعاويذ الرماد انتشلت الغرقى . القلائد ليل .. والنهارات تبحث عن دليل . تعالي يا عاصفة تجمعي في البذرة : الشجرة اكتملت .. والثمرة توحدت مع البرق . تعال يا ساحر السحرة لدىّ هدايا : أعياد تراب ، وتراتيل أوزعها فوق الموج.. يا من عثر على حبيبي أنا غادرت معه والميلاد على الأبواب .
[97]
بالبرق نطقت الحجارة : رتل يا تراب .. الأمطار سبقتنا للمنافي ، والملكة اصطحبت ظلها ، تكوّم الياقوت ، وختم بالختم كلام آخر الأحفاد: مخلدون فيها ، اليد نطقت ، وحرس الغابات استدرج إلى الليل : رتّل يا ماء ، البحر غادر سواحله ، وسيف السياف توارى : ايا يا ملكتي أنا الملك الوثن : عرشي غادرني وأنا في المهد .. فتعالي نشّيد بالرمل غاية براءة . لا الروح لدىّ تحتمل مرأى نجوم انطفأت ، أو أخرى فجرت ينابيع الانحناءات . أيا يا هذا المعبد دعني أدور : استأنس غربتي بالغربة ، وافتتح في الوردة آيات الاحتفال .
[98]
لي عند الغائب أعياد : غابة كتمان معلنة .. ولي عنده أنوار : يا من أمسكت بالعتمة أنا أمسكت بالنور .. فمن ذا يعيد بناء البذرة : الغائب أخذ الغائب تاركاً الصولجان : البرية تسكن لؤلؤة ، والحبيب أضاع الحبيب .. ولي عنده كلام .. بالختم تفتتح المساحة ، بالقرطين يتكون الليل ، بالقلادة يصاغ الفجر .. وعندي عنده أعراس ..وعندي عنده معابد .. كتاب.. وعندي عنده حجارة تتشهى النار .
[99]
عيد يا عيدي أنا الأعمى امسك بالنور: عاد حبيبي ولم يعد .. فخرج البحر يبحث عن غرقاه .. يا زمردة القلب الحجر قام .. طيور البرية عند المثوى .. الذهب يأتي بالذهب والأصداء بالأصداء .. يا كاتم أسراري ، يا ورقة الشجرة ، يا رملة البرية ، يا حرف الكلام ، أما آن لي أن أستريح ؟
[100]
أخذت الغيمة ما أعطت، فوهبت الغابة تاجها للأدغال: ليس بالحجارة يكتم الكتمان: القلب يهب ليغادر .. ويا من عثرتم على الفلك دعوا روحي تتجه .. فالشوق – نطق الفضاء– اكتفى بالشوق . غريقان – إذن – تحت سماء الضوء يتوحدان بغريق. أيها الواحد من فكك ؟ لي في عيد الأعياد عيد: حبيبي أضاعني/ أدلني/ قسمني/ وحدني/ وهبني/وأخذني إليه .. حبيبي في الوثن عطره زنابق، ونشيده مسك . أغاب الغائب ليدلني ، يحرقني ، ثم يعلمني الاستدراك ؟ : هو عندي وأنا داره .. الواحد انقسم، والأجزاء لؤلؤة. أين اعثر على من فيّ ؟ بلاغة ظلام ! والنفس جمعت أسئلتها .. الرمل فوق الكف: الياقوت الخاتم العقد .. والملكة احتفلت فأهدت وهبت وبالنذور لها الزنابق غنت . أتشتكي لتكف الشكوى عنك ؟ غريقان يتوحدان في غريق، وبالماء تجرح الوردة: الروح أينعت، والأرض جرح: يا أيتها المرأة/ الملكة /الشجرة/ البرية/ النار/ الغيمة/ البحر/ جمعي الحروف في حرف .. وبالمفتاح اقفلي الكتاب .. وبالمفتاح افتتحي الخاتمة، فانا أمير الأوثان.
[16/11/1992]



الاثنين، 28 يونيو 2010

الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها-بقلم حامد كعيد الجبوري


الومضة الشعرية والبراعة في سباكتها
                                       
حامد كعيد الجبوري
       
بداية أو منتصف التسعينات من القرن المنصرم برزت ظاهرة جديدة بكتابة الشعر الشعبي ، وهذه الظاهرة تسمى ظاهرة ( الومضة الشعرية) ، ولتقريب الموضوعة بدقة أكثر فأن الشاعر منشأ هذه الومضة ، كأنه يحمل بيده آلة للتصوير يلتقط من خلالها لقطة لظاهرة ما ، ومن الزاوية التي يراها مناسبة لومضته ، وبداية ظهور الكتابة بهذه الصور الشعرية الجديدة ، قوبلت بالترحاب حينا  وبالنفور حينا آخر ، المتمسكون بكلاسيكية القصيدة الشعبية صرحوا وبأكثر من مرة ، لماذا لا نعتبر الدارمي أو الأبو ذية ضربا من هذه الومضات التي تكتب ، وبهذا لا نحتاج لهذه الومضات
المزعومة ، معتمدين بطرحهم هذا على أن القصائد الشعبية هي ما زادت على السبع أبيات شعرية ، والمقطوعة ما قلت عن السبعة أبيات ، ولا توجد تسمية أخرى لمثل هذه الكتابات الجديدة ، وبزعمهم أيضا  أن الدارمي و الأبوذية يأخذان هذا المنحى ، أي أربعة أشطر للأبو ذية ، وشطران للدارمي ، و الدارمي عروضيا  يقع تحت أربعة أشطر شعرية ، وقسم آخر من الشعراء ، أستحسن هذا الفتح الجديد ، ليواكب حركة التطور الأدبية العراقية ، وليختصر المسافات الطويلة التي يقطعها الشاعر الشعبي بقصيدته للوصول لما يريد قولته ، بمعنى الدخول لبيت القصيد الذي يبتغيه شاعر القصيدة
 
مباشرة والذي أخذه ، أي بيت القصيد شاعر الومضة .
     
بعد دراستي وتتبعي لشعراء الومضة خلصت لنتيجة قد أعارض بها الكثير ، ويعترض عليها الأكثر ، فأنا أرى أن للومضة شعرائها المتخصصون بكتابتها ، ولا يمنع ذلك من أن شاعر الومضة يمكنه أن يكتب قصيدة جميلة يشار  لها من قبل النقاد والباحثين ، مثلهم بذلك مثل شعراء الأغنية ، فالشاعر المتمكن من القصيدة قد لا يستطيع كتابة أغنية يتلقفها الملحنون قبل المغنون ، بمعنى أن شاعر الأغنية ليس بالضرورة شاعرا مجيدا بكتابة النصوص الشعرية ، وقد تجتمع الخصلتان كتابة القصيدة وكتابة الأغنية بشاعر واحد ، والأمثلة لا تحصى بهذا الباب ، أبو سرحان ، زامل سعيد
فتاح ، كاظم الرويعي ، رياض النعماني ، وغيرهم ، وهناك قصائد حفظتها الألسن ورددتها كثيرا ، مما أضطر الملحن لتلحينها لغنائيتها العالية  ، ولموسيقاها الجميلة ، ومن رواد هذه المدرسة الرمز العراقي الكبير مظفر النواب ، ولم أجد أغنية واحدة لشاعر رائد كشاكر السماوي لحنت له قصيدة ما ، على حد تتبعي وذاكرتي ، وكثير من الشعراء كتبوا القصائد الغنائية بزعمهم ، وحين أقرأ تلك الأغاني التي كتبوها ، أجدها قصائد ألبست ثوب الغنائية ولا تصلح أن تغنى .
     
والومضة الشعرية الناجحة بزعمي ، لا يمكن لشاعر آخر أن يضيف لها شيئا ما ، أو أن يحذف منها شيئا آخر ، ويمكن لشاعر آخر أن يغير بتلك الومضة ليأتي بومضة مشابهة لها ، ومرات تأتي هذه المجاراة أو المحاكاة أقوى أو أقل سباكة من الأخرى ، ( بمريكا أنتخينه من هذولا لا  لا لا ك / يا هو اللي يفكنه من هذوله / صباح الهلالي ) ، والتساؤل الذي يُطرح هنا ، ماذا يمكن أن أضيف لهذه الومضة الشعرية ؟ ، وماذا سأحذف منها ؟ ، في كلتا الحالتين لا يمكن أن أضيف أو أحذف ، فالإضافة والحذف الذي أدخله على هذه الومضة سيغير معناها بالكامل ، وقد أجدها عصية على الفهم لو
حذفنا أو أضفنا شيئا لها ، ناهيك عن أنها موضوعة متكاملة لقصيدة أن أراد أن يكتبها قصيدة ، وبهذه الحالة – أن كتبت قصيدة – سيحتاج إلى التقريرية المملة والصور المكررة ، إذن أنها ومضة مسبوكة بإحكام لا يمكن أن نضيف أو نحذف منها شيئا آخر ، وإن حاول شاعر آخر اقتباسها وإلباسها حلة جديدة لربما سيصاب بخيبة أمل ، أو بنجاح أكبر مما نجح بها الشاعر صباح الهلالي ، وشاعر آخر يحب أن يوصل صوته جهوريا للمسؤلين ، ويتبرم من وضع لا يرتضيه ، ويطمح لوضع آخر ، ولأن المسئول يدعي منهجا إسلاميا متأسيا بصحابة رسول الله (ص) ، ولأن هذا النهج لا يشبه نهج من أتخذه
ذريعة ولباسا للوصول لغاية أدركها المسئول ، إذن على شاعر الومضة إيصال صوته واضحا وجليا عبر ومضة غير مرمزة  فيقول ، ( طلب منك يا إلهي / وخاف إذا يحمل تجاوز / هالطلب إغفر إلي / لو تموتلنه اليتامى / لو ترجعلنه علي / الشاعر محمد الفاطمي ) ، ترى ما سنضيف أو نحذف من هذه الومضة التي أشرت ودلت على تبرم واضح لواقع مر معاش ، ومن جمالية الرمزية الشفافة جاءت قوة وسباكة الومضة الجميلة ، ( جنت شايل دنية بيدي / ولمن شفتك صفكت / شاعر مجهول) ، لو أمعنا النظر بالومضة أعلاه لوجدناها تحمل وجوها عديدة ، منها أني كنت أحمل كل الدنيا بيدي وحينما رأيتك صفقت ففقدت
الدنيا ، ووجه أخر أني حينما رأيتك صفقت لك وربحتك كي أرمي من يديّ خسائر الدنيا ، وأوجه المقارنة والدلالة أكسبت الومضة جماليتها هذه ، ( صار أسنين أمر  ع الباب ، غبت يومين أجاني الباب / محمد الغريب) ، هنا حين الفت الباب مرور محمد الغريب رحمه الله عليها وأستو حشت طلته عليه أتت الباب طائعة له ، وهي تحمل رؤى كثيرة ومضامين أكثر ، وشاعر آخر يعتقد – وهي حقيقة – أن الفراعنة لا يخلقون هكذا فراعنة ، بل خنوع المرؤوسين أوصل الرؤساء للفرعنة ، وقديما قيل لماذا تفرعنت ؟ ، أجاب لأني لم أجد من يقف بوجهي ، وهذا ما يرسمه الشاعر راسم الخطاط بومضته التي
تقول ، ( مشكلة هذا العصر موش الذياب ، تبقه مشكلة العصر كثر الغنم)
     
هناك قصائد كثيرة كتبت سابقا أو حاليا ، لا يستفاد من كثرة أبياتها  أو سردينها أو مباشرتها ، ويمكن أخذ مطلعها أو مقطعا منها على أنها ومضة يشار لها ، كتب الشاعر المرحوم صاحب عبيد الحلي قصيدة وطنية رتلها من أحد المنابر الحسينية يقول باستهلالها ، ( ثوار دوخنه الكرة الأرضية / ثوار هاي أعلومنه مروية / واليوكف أبخط النار / ما غيرنه ونفدي الوطن بدمانه ) ، والذي يقرأ كامل القصيدة يجد أنها تدور ضمن هذا المحور ولا تتعداه ، إذن ما قاله لا يعتبر إلا حشوا ليوصل به مقولته لجمهور متحمس ، وقد أعطيه الحق بهذه السردية والإطالة لتفاوت ثقافة مستمعيه ،
وهناك مطالع قصائد كتبها شعرائها لم يجدوا روحية المطلع بباقي أبيات القصيدة فمزقوا ما كتبوه وأبقوا المطلع فقط كومضة جميلة ، وهنا سألت الشاعر عبد الكريم النور لماذا لم تكمل قصيدة العقارب ؟ ، أجاب بأنه أن وجد اليوم أوغدا لموضوعة تأتيه بقوة وجمالية مطلعها لأكمل تلك القصيدة ، ( معذوره العكارب فاكده الشوف / حكها أتخاف من الما تشوفه /  ذنبها أسلاحها وتلدغ أمن الخوف / بنيادم شجاه هم فكد شوفه) ، لربما بقادم  الأيام يستطع عبد الكريم النور أكمال مشوار قصيدته ، ولربما لا تأتي بقوة مطلعها ولربما ، وشاعر آخر كتب قصيدة لأمه وهي تعد من العلامات
الفارقة بقصائد الأمومة وهو الشاعر السيد عماد المطاريحي ، أخلص منها لومضة يستفاد منها لا حقا لشعراء آخرين ليبدعوا ما أبدع السيد المطاريحي الذي يتصور أمه بعد طول غيابه ترفع كفيها للسماء طالبة أن يعيد لها ولدها ، ( تظل تدعي ، تظل تدعي ، ربي يرجع بالسلام ، مرة رديت ولكيت أمبيض أبجفها الحمام ..........................!

الأربعاء، 23 يونيو 2010

اشجار الورد-نص د.غالب المسعودي-الصورة من اعمال غالب المسعودي-سيراميك

تعاتبني أشجار الورد...
هل قبلت فاها.....؟
قد أدمت أشواكي يديك
ولم تراها....!
لو كان العمر مثل الورد
لنثرت سنينه على إطراف وسادتها
لو كان الوقت مثل القلب لاختصرته
إلى
نبضة
شالا .......
....
.............
د.غالب المسعودي

إيمان أكرم البياتي 10 قصص قصيرة جداً -لوحات د.غالب المسعودي


إيمان أكرم البياتي






1-صفعة
في نوبةِ جنون رجل صفعها، توقعَ أن تبكي منكسرةً بهستيريةٍ لكنها ابتسمتْ ساخرةً وهي تتذكرُ دعائه قبل زواجهما: لتشل يدي إن رفعتها في وجهكِ يوماً!.
ولأنها لا تقوَ على انتظار أن تحل عدالةَ السماء، ركضتْ إلى المطبخ وعادتْ تمسكُ ساطور اللحمِ، ضربتْ كفه بوحشيةٍ فقطعتها!

2-وطن
قلبها وطنه، ولدَ حبهُ فيه وكبر، ما الذي حدثَ اليوم أذن؟ لما يلفظهُ خارجاً كما لو كان دخيلاً؟! سألَ ببراءة الأطفال، ردت بجبروت امرأة: ما عادتِ الأوطانُ عنوان الأمان!

3-رجولة
كسرَ العهود، هجرَ حلمهما المشترك، وذهبَ فتزوج بأخرى، وليبرر لنفسهِ فعلته القذرة، قال بغرور: لا ضير أنا رجل!

4-حلم
نامتْ فحلمتْ بفارس أحلامٍ تركي كذاك الذي تشاهدهُ على التلفاز كل ليلةٍ قبل أن تنام، رقيق ومحب ومتفهم، ورسمت ملامحَ جديدةً لوجهها وهيئتها لتناسبَ دور الحبيبة، في النهاية بحثتْ لنفسها عن أسمٍ فلم تجد، لأنها لا تنتمي لحلمها!

5-أبراج
همستْ له بمكرِ أنثى: أ تعرف ما كُتب عن برجكَ اليوم في الصحيفة؟،صمتَ فاعتبرتها موافقة منه للإصغاء إليها، فاسترسلتْ بانفعال ونشوةٍ: حبيبتك تقفُ أمامكَ الآن، قلْ لها انك تحبها وبجنون، أبتسمَ معلقاً بمكرٍ أقوى من الأول: كذبَ المنجمون ولو صدقوا .

6-طلاق
خرجتْ من المحكمة تحملُ ورقةَ طلاقها منه،ظنتْ أنها ستكونَ البداية لاقتلاع جذورِ كابوسه الأسود المقيت من حياتها إلى الأبد، المسكينة لم تكنْ تعرفُ أنها البداية فقط لمرحلةٍ جديدةٍ من كابوس جديدٍ سيظلُ يطاردها أسمهُ (مطلقة)!

7-ورق ...حجر..مقص
في كل يومٍ من زواجهما يلعبان اللعبة ذاتها، يمدان كفيهما ويبدأن بترديد ببغاوي: ورق ...حجر... مقص، كان دوماً يختار ُالمقص فيقص لها أحلام استقلالها الوردية وكانت بحجر عنادها تحطم سد الآمان في علاقتهما، لم يفكر يوماً أن يختارَ الورق بدلاً عن المقص فيغلفها بحنانهِ ولم تحاول هي مرة أن توقفُ تلك اللعبة السخيفة!

8-أسم
أشتدَ الخلافُ، والدهُ يقولُ سنسمه على أسمي، تتدخلُ والدتها وتصرّ: ولما لا يكون على أسم زوجي؟!، يقفُ والدُ الطفلِ صامتاً حائراً وتضيعُ عليه فرحةَ وصولِ طفلهِ الأول، تتمنى هي لو ظلَ في بطنها ولم يخرج!

9-خيانة
يسافرُ كثيراً في البلادِ تاركاً إياها وحيدةً تصارع رغباتها بصمت، عندما عادَ هذه المرة وجدَ أن الأبوابَ والشبابيك و ملاءة السرير وستارة الحمام ومدخل المنزل و زهور الحديقة ترتدي الأسود الفاحم، تنعي موت شرفه!

10-صداقة
وهي تطيبُ خاطره: لا بأس... إن كنا قد فشلنا في الحب فسنكون صديقين رائعين، هزَّ رأسه نافياً: لا حاجة لي بعدُ بامرأةٍ ماتت في قلبي وكفّن جثتها نزيف شغافي!

السبت، 19 يونيو 2010

الاوثان-الوثن الاول-كتابة عادل كامل-لوحات عادل كامل-اعتراف د.غالب المسعودي

انت قلت لي ان الحكمة تاتي حين لا نحتاجها-اعتراف-
ولك رؤياك
الا انك اعطيتني الحكمة حين كنت احتاجها.....فاختصرت لي تجربة ووعي ازمنة...ولي مثاباتي....
لذا لن ابوح بها حتى لالهتي..... كانت رحلتنا بين اطياف لن تتوهج ثانية................................
الا في حافة الحافة وهي دلالات اشد وقعا وتاثيرا....انك علمتني ان لا ابوح بسعادتي وانا في الدرك الاسفل من من جهنم...اناجي وثني....بالصمت تارة وبالبوح تارة.... واقول اين التي سبعون ذرعا ذرعها..خسئت جهنم.....وقسائم الدفع الاجل ترتفع بارتفاع صوت الماذن.... وخمرة الوجد مفتاح الفرج.................(بين الخواتم ضاع حبيبي)
سيدوري صاحبة الحانة ...لم يعد برضيها عرق بعشيقة ولا نبيذ هبهب....
ونابو يبحر ضد تيار النار ليوصل اوتونبشتم الى الارض الخراب.....انها كوميديا بورنوغرافية................ ولك عندي اقوال اخرى
منعني الناجون من العشاء الرباني ان اقولها



د.غالب المسعودي


 

الأوثان








الوثن الأول


[ مفاتيح الليل ]



عادل كامل
إلى: أ. ت

[1]

ليس للعظام التباس الفصول، ليس لتداخلي من غوايات: العاصفة في خطاها أضاءت: هو ذا النبع قلائد قرنفل: امرأة بعمر الامتداد، والجذور تلملم للبحر أوسمة ألغرقى. أنا أم الوثن أنار للآخر مسالك هذا الابتداء ؟
[2]
          فوق الموجة الأسماء تتلاشى .. أحيانا .. تتكّون.
[3]
          يأتون من البعيد .. يا للكهف، ثم، باستدارات الهواء يرجعون: يا من لم تولد إن عويل قبرك أقل فرحاً من رحيلي.
[4]
          قالت الانثناءات: وداعاً لوداع: ليس للحكمة باب .. الكف اصطحبت أصابعها وغادرت .. والظل كف عن الإضاءة. يا أيتها النفس اخرجي فالمدينة خالية من حرس الليل. لا ملائكة لا ياقوت. في المدى، جبل يلملم لصوص القلب، فالعاشق استوى على عرش حصاة .. وأنا عند السماء كفت روحي الشكوى. يا أيتها النفس اخرجي فالأتون ظرفاء:لا أمير خير من أمير: فالظلام حشرنا/ جمعنا/ فرقنا في حبة رمل.
[5]
في الصخرة نطق: البذرة أم البذار .. هذا النشيد لماذا.. وهذه الصخرة لمن .. ؟
[6]
          صدى صوت أم صوت صدى؟ أم الميت يرحل ليولد؟ كلمات القلب تكتب الكتاب .. والعاشق يتبعثر . يا للمثقل بالهواء آن لك تدبر الإقامة: طرز لا مبالاتك بالغياب، أعلن ميلادك: ليس بالدهور تعمر المؤانسات. أفق: يا أيها العاشق مستودعك التراب. خذ حفنة من الأرض وامح بها آثار خطاك: القلب جمّع قلائده للمنفى هدايا غانيات. آيا أيتها العاصفة أما آن لك الرحيل ؟ هذا حبيبي أراه كلما ابتعد .. هذا حبيبي لا يراني كلما اقتربت. يا لصوت الجذر وهو يتوزع: الريح تدفع بالسفينة، والغرقى فوق الغرقى يعلنون الاحتفالات. هذه عروسي لا اعرف أسبقتني إلى المنفى أم تعثرت خطاي .. هذه عروسي تقيم لي ولائمها: رملة فوق رملة أناشيد وداع.
[7]
          في أية حجارةً يتجمع العباد: من صهر ومن فكك هذا الكلام: إني داخل اليد : لا خطيئة ولا نشوة. ففوق الرمل استعاد الجسد تلاشيه.
[8]
          أضع فوق الكف الفضاء وأدوّن أسراري: لون من هذا الذي استفاق ؟ أضع كفي ذريعة نجاة، ولا أغادر.
[9]
          تجّلد: الباطل زهرة: تجّلد: الغصن لا يأتي بالغصن. تجّلد: البرعم قفُل والباب مفتاح.
[10]

          من أعطى من اخذ والسكين لم تعمل في الروح؟ ماذا لو صدى البرق فتح باب الأرض؟ أم بكف الوليد تزاح الممالك، وبنعمْ النبت يدور قفل الباب؟ هكذا قال العاشق للعاشق: خذ عرشك فما اشتاق قلبي لفجر هذا رعده قبل حضور البرق، خذ خاتمك لا مثّال انثنى عليه وثنه. جرح فوق جرح تصنع اللامبالاة، والقلائد باللامبالاة تحاك.


[11]
          وهو ذا يحضر ما أعطى ليأخذ: تكون الحكمة فوق الورق انطفأت آفاقت تناثرت تجمعت بين يدي البذّار: أيها الكلام اشتك لنفسك، فيا غابة روحي تساءل: لمن انذر النذور؟ فمن أعطى أخذ .. ومن وهب استرجع .. ومن بعث محي .. ومن شيّد أزال . أهكذا الشجرة، كلما أثمرت دنا ذبولها، والمعبد يغلق بابه، أهكذا الرحم تيبس بعد استكمال فصوله وسيف المحارب يعود إلى التراب .. اهكذا يصنع الكلام تراتيل أوثان. نفسي قالت زد أيها البذار زد أيها العاشق ولترجع روحك راضية مرضية .. فما من نجمة أدلتنا لا يطويها النسيان .
[12]
          روحي تكف عن روحي، فقلادة حبي انفرطت: صوته ضاع بين الأصوات، ونفسي تكاد تكف عن نفسي، فمن ذا يدلني على بذّار أعطيه بذوري .. فانا صرت له الحصاد، وفي موجة جمّعت له البحر ..
          روحي ورقة ونفسي تراب .. فلتأت يد الغابة وتقفل هذا الباب، المفتاح نجمة وكفي سراب.

[13]
          أيحكم الدهر قبضته فوق الخاتم: هو ذا العهد .. هو ذا ليل الهلاهل: أيا أيتها اليد ارحلي؛ النياشين عند النقاش ضاعت والنقاش غاب.
          أيحكم قبضته على الخاتم فيما الروح حمامة: من ذا للأرض قال انفطري وللتراب صر نجمة: من ذا صاغ كتاب الكلام ومد الكف ومن ذا للدهر قال يا ليتني كنت نفياً منفياً ؟
[14]
          اليد فوق اليد كتاب نياشين .. هو ذا الفجر يبزغ يطلع أمام الليل. هكذا الجدران تمايلت/ انشقت/ تهاوت فيما القلب كبذرة أعاد صياغة العرش.
          اليد فوق اليد نياشين كتاب .. أيها الاسم الممحو أتبحث عن آخر اكثر محواً. تباً للكاتب ولعنة للكتاب، فالممحو ما زال يحمل عرشه: كواكب انطفأت/ تلاشت، إنما ظلالها فوق القلب يد تكتب آخر الكلام.
[15]
          ما الذي، سوى الجمرة، يولُد الرماد: ملائكة بين الأصابع وكلمات.
[16]
          قلب من، في امتداد الصوت، هوى عالياً :
يجمّع ذاكرته وينذر نذوره .
                   ليستدر، ليستدر كل من في الاستدارة:
لا غالب لا غالب..
          ضوء أوقد الوثن. إنما الاستدارة استطالت/ استقامت. هو ذا الامتداد ..
          لا غالب لا غالب ..
          الليل أضاء مساره وغاب.
[17]
          قطرة ماء أعادت لي التماثل: هو ذا صوت قبلات، موتى بلون النوارس، قارات تتبادل المواقع .. أيها الشعر اعرف انك آخر النبض .. أيها الشعر انك أوله.
[18]
          ذرة ذرة اجمّع العمر: كواكب فوق الماء .. مدن تغازل مدن .
          يا لقلبي كم علمك صوت اللامبالاة التقدم إنما ما جدوى الصوت.
          عند الجذور ، ذرات هواء ، ووثن يغازل ظلاله .. ليس هو بالرماد .
          يا لقلبي كم صبرت: شموعي مضاءة .. والغابة تأتي بالقلائد: أوسمة للهواء، أوسمة للحشائش، فانا أغادر .. مملكة بلا أعذار .. إلى هناك .. إلى هناك .. بلا اسم بين الأسماء، وأنت كل الأسماء بين الممحوين.
[19]
          أهذا كتاب عشق أم لعنات: في الوادي خطانا فوق الثلج .. وفوق الثلج .. وفوق الماء كتبنا الأسماء. افتح الوردة انظر ماذا خبأ القلب فيها: آثامي شاخت وأنا في المهد، آثامي شاخت وأنا في المهد .
[20]
          صدى من ضاع وأنا صوتي ما زال في النبع : هذا الراحل لم يولد بعد .. مثلما هذا الكتاب كاتبه لا أحد .
[21]
          الكراسي الملكية تنحني للاعترافات : يا لجلالة القلب المنتخب : بلور فوق بلور ، فيما الحشائش تجمع حصادها هتافات.
          يا لصوتي أأنت الواشي أم الكلمات ؟
[22]
          دعها .. الرياح .. دعها: هو ذا خشب الغابة ..
          عرش الإصغاء
[23]

          قسمها : خذ

                   ولا
                   تعطي
          الغابة غابة
          هنا غزاة .. وهناك غزاة
          لحظة بين لحظتين
          قسمها وخذ ما أعطيت .
[24]
          بلور مدفني .. [ باب الأبواب بابي ] ادخل ليس للداخل أعذار، ليس للخارج مفاتيح: مدفني صغير وجسدي غائب.
          ادخل .. باب الأبواب بابي ..ومدفني [ هناك ] .
[25]
          شرقاً شرقاً أخذتني يدي [ الكرسي الصامت أبدا ] شرقاً حيث الهواء داخل الجذور. هنا أنا البرد. شرقاً شرقاً اترك يدي تستريح فوق الأحجار. من الجمر اخترع المواقد، ومن الرماد ابتكر قلائد الأعراس.
[26]
          خذ الوردة للراحل: تراتيل: خذ العابد للمعابد: تراتيل. خذ ما تشاء: أنا هنا لست الباب ولا البواب. لست القفل ولست المفتاح.أنا غيمة تكلمت وخطفتها الأشجار.
[27]
          اليد وردة .. والغصن بين بين [ أيها الشتاء دثرني. البرد لؤلؤة: أين هي الشجرة التي كانت تدعوني إلى ولائمها ؟ أين هو البرق ؟] هنا، أعيد صياغة الرماد : عزلة استأنستها الحدائق: يا برق لا تؤذ البرق .. أنا مثلك، أضاعني من الدلني.. وأنا لا اصنع إلا اللامبالاة.
[28]
          بمفتاح الريح افتتح الوردة: فوق الأسماء أصابع نشوة: هنا ، في القرنفلة ذبائح : أمراء من مرمر ونسوة الانثلامات يبحثن في الرمل عن زمردة: العاشق يفتتح الميلاد، وفي الجذر قبلات غرقى.
          بمفتاح الريح أغلق فلكي، افتتح ممرات الرمال .. وأغادر.
[29]
          نياشين من طوقتنا وطوقت أعيادها .. لملمتنا وما كان لنا في الديار جدار: جئنا كأن الرحيل مستقرها، وما أغنت بالوعد وعدا: تباركنا ببحر انشد للرمال نشيدها، وما أنشدنا إلا لمن أنشدنا الزوال. تبارك الليل بنهاره، وتبارك من سكن المنفى بسلام .
[30]
          بالصوت أم بالصدى تكتظ اكتظاظاً، ليفتتحها الرجاء.
          بالبحر ملوك ملكوا الماء، والشبكة تقدم ذبائحها للسواحل. بالوردة تمتلئ روحي.
          حشائش فوق الحشائش، ونجمة بين الكفين.
          هو ذا معبدي يجرجرني بالتراتيل.


[31]
          روحي مبهمة .. نبع ماء فاض شتاءات
                             وبعض دخان وعود.
[32]
          بالحشد اكتم حجر الأصوات: هنا لدى العرش/ والعيد/ انثناءات سيوف.
يا غيمة من يلملم أطراف الماء
هذه الطبيعة مثلي
زمردة اثر زمردة
يا له من عقد في جيد
ويا لي من أسماء بلا اسم .
[33]

بكتمان نبض : تعال الىّ اطرق

هو ذا الباب .. هو ذا القفل
عندي لك صخرة وكتاب
ولك عندي: قلائد ومزارات
لمن هذا التاج .. يا ماء غادر

أجئت ؟

[34]

شتاء مسرات، أم خريف أصابع مشبكة

هنا: حديقة بلور: امرأة وسنانة
رجل مع الحدائق يتوحد
كاتب يكتب
ويد للأفعال تتلاشى .. وتذوب.
[35]
          موشى قلب الياقوت كفيروز: مدائح كرم الحجارة .. بالزبرجد أو بالعقيق، فالزمرد بلون الاستثناء: الماس أيها اللؤلؤ: أيها القلب يا نداء الحجر: معرى عنق الموتى كحشرات ملكية خرجت إلى الفضاء: سفن غرقى بالهياكل. هو ذا عرسي بلون الغياب: برق فوق برق تتكون المعادن .. واسم بعد آخر تتلاشى الأسماء.
[36]
          اففتح الوثن: هذه صخرتي. الباب لا يدور والقفل باليد. اليد سماء، والقلب سكين. الروح عند العتبة، والباب لا يدور فيها القفل، عندي الباب وعندي الصخرة، إنما أسئلتي ، ما أدراك ما سر الغيمة، أسئلتي، مثلي؛ النوارس عند الضفاف .. والنسوة يصطحبن الظلال، وأنا الميت أخطو: أهذا ما سعيت .. فافتح باب الأوثان، أعلن أعيادي، وأغادر.
[37]

هناك .. ارتب خجل الغيمة فوق الأرض

          وهنا
ارتّب
فوق
          الورق
          خجلي.
[38]

          بأي المحن ، بأي المحن أتدثر

          الضوء طوقني
وبضع فراشات تدور .. وتدور
بأي المحن استدل مغزى الانحناءات
          ليس لأحد .. قال الضوء
          ليس لأحد .. قالت الفراشات
          إنما
          وضعت الأسئلة فوق العشب
          ورحت أدور ..
          وأدور.
[39]

          هوا ذا كوخي: في الركن بقايا زاد

          عند النافذة أزمنة ترفرف
          فوق الأرض غبار ووعود
          هو ذا أنا بين فضاءات سماء
                             وفضاءات
          كوخ يقيم بلا أعذار.
[40]

          لمن في الغابات أو في الدفاتر

          ترفرف هذه الروح
          لمن في السماء أو بين أصابعي
                   هذا الميلاد
          لي : قالت الروح
          لي : قالت الأرض
          آنذاك صرت ورقة في هذه الشجرة

الفنان ناصر عساف ورحلته الجديدة لاهوار الجبايش-2010


في معرضه الأخير في برلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناصر عساف و اقتناص اللحظات المعبرة بعيون الكاميرا

بشار عليوي
ـــــــــــــــــ
اقام المصور الفوتغرافي (ناصر عساف) مؤخرا معرضه الشخصي الرابع عشر على قاعة نادي الرافدين الثقافي العراقي في مدينة برلين . حيث ضم المعرض اكثر من عشرين صورتا جسدت واقع الحياة العراقية بكل تمثلاتها وشهد حضورا كبيرا من المهتمين بفن الفوتغراف حيث يعتبر اقامة هذا المعرض تجربة جديدة لنادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين عبر تقديم اعمال المبدعين العراقين من داخل الوطن والتعرف بهم في الخارج . وعن معرضه هذا وتجربة الشخصية تحدث الفنان ناصر عساف قائلا: بدعومة من ادارة نادي الرافدين الثقافي في برلين ، وجهود حثيثة من الفنان العراقي المغترب ناصر خزعل ، اقمت معرضي هذا ومن المؤمل انتقاله الى احدى قاعات العرض في السويد والدنمارك . في الحقيقة ان اهم الادوات التي ترافقني تلقائيا وانا امارس فن التصوير الفطنة النباهه اللتان تمنحاني الخاصية الرؤيوية التي تألف بينما تبصره عيني وما تبصره عين الكاميرا ، واعتقد ان بينهما علاقة روحيه تساعدهما في الكشف عن الجوانب الجمالية الكامنة في المشهد الطبيعي . لذا عندما اقرر لحظة التسجيل تنعدم في داخلي الجاذبية ، واصبح انسانا اخر بلا وزن ، ولا اعلم وقتها ان كنت اسكن في حزمة الضوء الداخل الى العدسة ، او في ضبابية الشكل الذي اريد تصويره . اما ادوات الكشف عن المشهد بالمعنى البسيط وفي كل الاتجاهات الفنية، هناك ادوات فكرية وادوات عملية لصنع شيء ما ذي مغزى وكلاهما يحتاج الى تقنيات تجعل كلا منهما اكثر نجاحا ودقة في معنا التوصيل الى المتلقي .
وعن هذا المعرض تحدث الفنان التشكيلي (حسين الموسوي) قائلا: تعبر اعمال العساف عن حس بصري وذهني وحين اتأمل في الاعمال المعروضة اجد في كل عمل منها رباعية متجانسة هذه الرباعية تتكون من ( عين المصور – عين الكاميرا – الموتيف أي الموديل – المكان) وفي هذه الحال وصل ناصر العساف الى اغنائها بفعالية النطق لكي تداهمنا وهي تحمل ليس النطق فقط وانما الروح ايضا .
اما الناقد زهير الجبوري فقال: يحاول المصور الفوتغرافي الفنان ناصر عساف ان يؤكد حقيقة المضي في الزمن الاتي ، عن طريق الاجابة على جملة من التساؤلات التي تبحث في ايجاد معنى للتطابق بين الحدث والصورة وبين اللحظة والتسجيل ، في مشهد هو عبارة عن حوارية وخطاب اختاره الفنان العساف من كم هائل من تداعيات لحظة واحدة يسجل من خلالها خطابة الفوتغرافي قبل ان يغمره فيض الزمن الماضي ، وهو يعمل وفق مؤهلات علمية وعملية لانتاج الصورة التي تملك التميز وتصنف على اساس الفن لا الأمتهان ومن هذه المؤهلات الأرتكاز على مثالية المشهد فعندما يقع المشهد في ذروة الشكل المتخيل او المتوقع ان يكون ، بمعنى انه بلغ مضمونيته الكاملة وتطابقيتة المتجسدة في القيمة البحثية ، واعلان اللحظة الرقمية للبدأ (ميكانيكيا
)في القبض على المشهد وهو في اعلى درجات الحساسية التي يستطيع ان يخلق منها الفنان ناصر عساف ، القيمة الموضوعية الخارجة من احتدام الزمن بالأشياء وبالوقائع وتحديد قيمة الحركة التي تناسبها والجديرة بنسخ المشهد وهو يخترق لحظة القرار ، ويدخل قيد الانتاج الفعلي ، بشكلة وقياساته وهو يسجل حدثا مثلما يسجل الزمن تاريخا .
وقال الفنان الدكتور غالب المسعودي : تمثل الصورة الارهاصات الاولى للفنان منذ عصر الكهوف الى عصر الأنترنت ، ومحاولاته لأيصال البنية الذهنية المتعلقة بعالمه الخيالي للشكل المطرز بألوان شتى وكيفية المعالجة لتصبح واقعا ملموسا بجمالية متوازنة للمتخيل . ان اختراع الكاميرا لم يوصله للمعنى الحقيقي لأننا نرى ما موجود حولنا وكل اجهزة الكاميرا باختلاف التقنيات التي تؤدي عملها بشكل جيد ، الا ان عين الفنان منفردة في التقاط اللحظة والعلامة والاثر كما لم يرى احدا من قبل ويعاملة مع ما يدور في راسه . والفنان ناصر عساف استطاع من خلال تجربتة الطويلة وجهده المثابر برغم مرارة المعاناة ان يضع افكاره في سياقها الابداعي مؤكدا على اولوية الرؤيا الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن ادراكها الذهن العادي كما لو انه (الفنان ناصر عساف) نبع ماء صافي ويسقي جرح الارض ويسيل لايسمع غنائه الا خاصة الخاصة . يذكر ان الفنان ناصر عساف من مواليد مدينة الناصرية عام 1956 وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير ، اقام اكثر من ثلاثة عشر معرضا فنيا داخل وخارج العراق منذ عام 1980 .

صدر العدد الجديد من مجلة صحتك واحتوى العدد على العديد من الموضوعات المنوعة واحتوى العدد على حوار مع الفنان غالب المسعودي


الجمعة، 18 يونيو 2010

دموع-نص د.برهان جبر حسون-لوحات د.غالب المسعودي


دموع
دموع الحنين
مثل دموع الشمعة
تذوب .......لتتجمد

دموع الفرح.....باردة
لاتلبث ان تتبخر

دموع الحزن...سخينة
سخونة الاحتراق

دمع الحرمان....ضامئة
كدموع الصبار

دموع الامل.....شفيفة
مثل شغاف الفجر

دموع الخديعة.....سخية
كدموع التماصيح

دموع الحب....نابضة
لانها تنضح من القلب

دموع حبيبتي....تتسامى
مثل دموع الالهة
د.برهان جبر حسون