41
ما الذي – إذن – يتركه النهار للاستدارات : هذا المنعطف البهي : نشيد نجمة .. فيما تدق تويجات الماضي فوق الغيوم .
إني هنا الأمس بقايا بقايا : هو ذا – ابعد فابعد: الأمس: الولد الذي اكتملت بهاءاته. يا للشمس ذاتها، بلا استئذان، تناولني كهولتي، وبلا مبالاة – تضعني إلى جانب الأوثان.
[42]
أوسمة ، هي الأخرى، مثلي تستدل بانكسارات الماء. شجرة. ليست مثلي، إنما ، إنما دائماً، كلانا متشابهان .
[43]
أيهما أضاء للآخر
أيهما، أنا … أنا أم أنا ..
كل هذا الظلام البهي: وعود بلا مدافن، أيضا:
تذاكر أهملتها النداءات
فجر لصق بقايا أنامل
وكهولة بلا خرائط، هنا، أيضا
أيهما وشى بالآخر
أنا .. أنا أم أنا
إذن احدنا أضاء.
[44]
قبل أن أبصره غادرني .. هو ذا الذي خاتمه أحيى اليباب.
هو الذي ظله أعاد المسرات .. هو الذي أودع الفصول الرغبات. أيا نور لا تتجمع، روحي رقراقة وقلبي نبض حمامة يكسره .
وقبل أن يكون: أبصرته: فتحت الرمل اصطحبت الغابات. شاهدت غرقى الدخان جالست حرس النهارات. بالقطارات تنزهت، وبروحي لامست ثمرة من أحب . صار للبرية نسل وقبائل ..والسيف مازال يعمل في الجسد. يد فوق يد اشتبكت/ تفرقت/ تحابت/ اصطخب/ ولدت/ وتطايرت شظايا الاحتراق .أيها المسمى باللا أسماء روحي اشتاقت .. أيها الضائع من أضاعك .. روحي اشتاقت .. يا من رأيتك قبل أن تكون .. ويا من ودعني وأنا ما زلت مثار شكوك الأرحام.
[45]
الوردة حمتني من وردة .. وفي المنفى الظل حماني من الظل. جدران بيض تعلمني المعنى . الضوء يدثرني .. الظل يغلق لي الباب، النجمة تأتيني بالزاد .. أيا من اشتاقت له روحي لا وردة لا ظل: كلمات اجمع فيها مملكتي. كلمات فوق كلمات ادخل بها المنفى.
[46]
هذا الوثن وردة فوق بحر: اسمي عندك وأنا مسافة: تعال لا تغادر
لي – مثلك – ارتعاشات
غادر – لا تأت – أنا مثلك – صوت. يا لهذا الامتداد.
كلمة فوق كلمة يتكون الصمت
يتلاشى البرق.
[47]
من سيذكر من: أتصالحت أضدادي
من سيذكر من: الملك يتنزه
مطرزاته تكلمت: الغيوم توحدت ، القلوب انثنت
من سيذكر من
الحجارة أم الشجرة
فيما أنا ارقد في قاع النسيان
[48]
يكتمني الصمت .. هو ذا – فوق العشب – كلامي
فتن بعمر الذاكرة : قنديل أدله إلى النور
يكتمني الكلام .. هو ذا – فوق الأرض – صخبي
يد تستجيب للهوى . . ويد اتركها للغيوم
[49]
ليته التباس: الميلاد أو الانطفاء. ليتها غية:
نشوة أو نداء
استدار: إني اجمّع ظلالي
ليته التباس: الكواكب بين يديّ
غيمة أثر غيمة تخترع الصحراء
لمن هذا الكلام ..
يا بصري دل التائه
ثم
اتبعه.
[50]
مملكتي : غبار
ليل بعمق نجمة: من الذي انطفأ [ ابعد وثني ] :
يا أنت .. لا أحد: الصخرة تدون تاريخ الماء ..
والبلابل تتجول بين الكلمات :
المارة يجرجرون المارة
أميت أنا أم بالانتظار؟
مملكتي غبار، مثل اصداء، تتلملم بعيداً عن الأصابع.
[51]
آن أوان قطاف المحترق بثمار النار: من أعطى استعاد.. والاسم فوق الاسم يمحو كل الأسماء: يا فتيات الحصاد انشدن لنا أغنية .. يا سراب اقطف لنا من الأعالي لحنك .. الذي في القلب يسكن برية، والبراري تسرق الأبصار .
أيها الكلام أوقف زحف الكلمات . فانا الشوق أدلني/ أضاعني/ كونني ثم محاني.
[52]
صوتي خرج يبحث عن صخرة .. فالنور فيّ توهج حتى أطفأني .. والظلام صار معابد .. أين أنت يا من وهبتني النور .. الممرات تفرعت .. وزنبقتي في الوديان ضاعت .. أين أنت يا قلادة فرحي .. آثامي شاخت وأنا في الميلاد .. ودليلي، مثلي، خرج عن صوته. أين أنت يا من بالأسرار صاغ روحي: صوت الجبل فيّ وردة .. وصار التيه لي مسار .
[53]
بأي المسرات اختتم فاتحة الاستضافة: اليد انجذبت إلى براعمها: تراب الأحداق وكتمان العواصف. كلاهما خاتم وباب. الأحفاد سبقوها إلى المنافي، الأوثان تتعثر خطاها: الوردة انجذبت ففككت عرشها: هو ذا باب الأبواب ينفتح قدام الانغلاق : زنبقة الجبل ضاعت فيا قلب كف عن الزنابق: خاتمها للريح .. قلادتها للمرات .. روحها خطفت وأنا نفسي استظلت بنفسي للمسافات.
[54]
بكتاب الكتمان تصاغ القلائد: الختم فوق الختم: لذات انطفاء ورغبات معادن. بكتاب الرمل يستعاد التاج: نوارس ورماد. المنحني والمنحنية كأسم يمحو ظله .. هنا ، يتسع المثوى للأعراس : صفاء فوق الصوت، نشوة تبحث عن قرار. بكتاب الموت يولد الراحل: ويد فوق الكلام تفتتح الكتاب.
[55]
بصدى لذات الأوثان قال للأرض انبسطي/ جمعي أثقالك وخذيني . اليد تفتك باليد، والروح صارت حمامة.
[56]
بمساحة الكف، ليس من مدارج: هنا التراب ينهض: موتى لصق إشارات:
- إلى أين ؟
للأوسمة وهي تبارك الكف ظلال كفت عن كفها. لا مصلح لا كلمات: إني أودّع سلامي:
قبر مرتجى باتساع النياشين: شمس زمرد. لا ابنة لدىّ إلا ابنة الفيروز في البحر.
ويقال لي : تمهل .
هذا الشتاء احتوى الفصول، وهذا العمر صار مزار.
[57]
باسم الهواء أعيد صياغة الكلام: يقولون عادل تناثر، أيها المبارك أمواجي تمتد جفافاً نحو البحر، وساريتي تجرجر مداها، أيها المبارك باركني إني عندك ضيف .
[58]
في الفجر ترتل، يوحدها التراب، كف فوق الميت وأخرى للانتظار. خذ الميت مات .. ورماد الليل جمر. هي اليد أعطت وهي اليد رحلت. فماذا تفعل بالوصايا. امرأة الفجر امرأة الليل/ امرأة الراحل/ اخترعت لعبتها . تهدم بأقلام المتكلم/ تهدم فبمحاذاة الفاتحة: نسوة يحملن الثمار .. وبمحاذاة الوردة خنجر يعمل في الثمرة.
[59]
من القادم الىّ وأنا بلا أبواب: يا لذكريات الاستثناء. أزمنة ما تتلهى وأخرى تتعثر. الأتون يلونون الأفق بالأصوات.. فيما نسوة الليل يتبادلن الطرائف .. أهو آتٍ ألينا هذا أيضا. يا حبيبي جسدي انحل من خيط ضوء، وأفراحي تحت التراب ترتل سلواها .. لا اعرف من يعرفني .. ولا الذي يعرفني اعرفه .. ضاع الذي رأيته .. فاتركني لكف أضعها فوق الظل .. انثر وردة فوق المدى، وأتجمع في حبة رمل.
[60]
للريح مفاتيح مثلما للأنهار: من ترك معبده/ من كوّم الأسماء فوق الأسماء: هنا في القرنفلة ذبائح، وهناك عشاق. لصق المباني مارة وفي الكف انحناءات. هي المرأة لها الأسرار، مثلما للذكر انثلامات ..
جرجرني – حبيبي – مني .. أضاء لي النهار وغادرني.
[61]
ما الذي – سوى الهواء – يتكاثف [ تمر العجلات ] بعض السلوى يفسر بعضها . سوى الرماد ومطرزات الأنثى [ وتمر العجلات ] ما الذي سوى زجاجة بلون الكف: هنا، خلف الرأس قطرات مطر للابتهالات. العجلات تغادر .. وليس سوى نبع تحت البحر يلهو عبثاً بالروايات.
[62]
أمسكت بالصوت الموَّحد: أعلى أعلى هي كاتدرائية النجوم، ما الذي يحرك إسرار النمل: الغابة الشتوية تخلع معطفها. الحشائش، الحشائش المتيبسة، هي إذن ، الحشائش تدّون فوق البرد مسلات الأصداء.
[63]
قط لم يسبق ظلي ظلي. إنما بعضي لا يتقدم: هذا النبات تسلل إلى الرأس : غابة أعمى . غلمان مطرزون بالأعياد. الساق التوت والأحلام تناثرت .. هذا عيد يطرق الباب .. فارتب أيامي، ثم أصعد إلى السماء.
[64]
اعدل الليل: ادخل. ليس لدىّ أوامر. تماثيلي فوق النار. الرب، هنا، أو هناك.
أعطاني استراحة
اعدل الليل: ادخل، يا وثني :امرأة أو متسول: نجمة أو عابر سبيل ( مرقدي بالرماد يعلن احتفاله ) : الليلة عيد: ادخل.
احدنا سيعدل احدنا
العالم ينشطر .. والكلام يجرجر الريح إلى الريح . يا عجوز ( قالت فضائل الصمت ) ادخل ليلك – عدل من اشتعال النار وعدل من هذا الوهم. الباب بلا قفل يدور.
احدنا سيعدل احدنا
هذا سر الإقامة .. هذا هو مفتاح الكلام.
[65]
أيصنع الأفق هذا الكف : يا قوتتات فوق الجذع ، وصخرة أصوات مكتوبة. امرأة الغابة اختفت، خلعت قمرها، أذابت فضة الزنبق، لوّنت الغرقى بالنياشين.
أيصنع هذا الكف الأفق. أيا أيتها الآتية تحركين الموجة اثر الموجة؟ القادمون غادروا والليل لا يمحو الليل .. أيا أيتها الواقفة بين نهار ونهار لن يمتد عرش الكهف ولن تنُشد الأناشيد . يا حلوة مثل أغنية ميت، لا الأسرار/ لا الأسوار/ لا النار تمتلك مفتاح القلب: المدن بالجراح تودع احتفالاتها: والاسم الذي يولد بعد الاسم يحمل بشائر الأعياد . أيا امرأة الفضة بأي ماس تلونين علمْ الصحارى: ذئب في الوردة يطلع .. والذين ماتوا موتاً ها هم في الرمل ينهضون.
[66]
فيك البرية رائحة طلع: ثمار الغابة لا تغوي نطفة انطفأت. لا أنا بالداعي إلى الولائم لا أنا القائل وداعاً يا أحجار. قلبي للنية خطا ، دوّن تدويناً ومضى .. فتعالي نعقد صلحاً : تعالي .. الليلة عندي الأرض مؤنستي .. اصعدي ثمار الموتى ذهبت .. وثمرة روحي لم تذق الأسرار فيها بعد . مدي كفك لنمحو كلام الريح فالأتون موتى قبل الموت .
[67]
هذا أمير يعلن دولة الرمل: متحجرات وصقور. يا للمعركة. الصخرة تمسك كف القمر .
نادى الأمير: من أكون .. استدارت الهياكل . نادى الأمير: من اكون .. ؟
معاً – يرتعش الخشب والظهيرة غادرت ..
لا فدية
في مساءات البرد، عند النخلة، جلسنا .. بايعنا الرمل. عند الفصول سمعنا الأمير ينادي:
من أكون ؟
[ وليس للأمير من صوت ] نهضت حاشية النهار اجتمعت.
والعيد وزع هداياه
لكل ساكني بريتي ارض الزنابق وأعالي المتحجرات في الأفق لا أحد
هذا المعبد يفتح باب الوردة
تعال يا صمت جمع خفاياك الخيمة غادرت
وهذه فاتحة الماء
الأمير غادرنا وكواكبه انثلمت .. انثلمت ..
وساريتي عند
النبع
أناشيد.
[68]
بأي رمال يضاء القلب : تعلمني السر وتكتم علىّ الفضاء . الباب الموصد أعلن كلامه .. والميت قام .. يا أخشاب الإشارات أفصحي عني : لا أنا بالقديم لا أنا بالمبتكر : أنا غابة أنوار وحفنة خطايا : أنا المجرد وأنا الليل في وردة . تعالي خذي هذا الراغب بالإقامة .. عنده أحزان/ وعنده سلوى: حلمت باتساع الومضة. أيتها المرأة أما من شكوى تعيد المسارات: الحجارة اصطخبت، والأعشاب أعلنت أعيادها . أيتها الشكوى أنا اجلس في العيد: معبدي كلمة وأعراسي رماد.
[69]
بأي الكلام اكتم الكلام: الجرح استفاق ..
والوردة فوق الوردة تكتم كتمانها: عرس .
أين اليد التي أعطت: أهذا هو مثوانا:
ورود لصق ورود ؟
[70]
فوق الخاتم تدّون إشارات: أيها العابر توقف : هنا الظل يطرز وسطه: المرأة التي جاء بها البرق تطلع ثمرة مشتهاة. أيتها الرغبة عودي إلى مملكتكي راضية بالكتمان : ما من شيء جاء بشيء .. ما من شيء يفقدٌ : كنوزي عتمة .. ويد الغيمة فوق البرية تبسط كلامها : أيتها المرأة ما الذي أتى بك والقلب كسير.. أبعثت بك الحقول أم أن ما تنشده روحي صار استحالة..
دعي الخاتم ينشد ذكراه: النياشين للفضاء، والصوت مملكة.
[71]
بختم الأسرار أرصع اليد الملكية: تدور بنا الريح .. قلادة الياقوت انفرطت، تناثرت .. وبيد النور أدوّن فوق الأمواج أسماء العشاق: أيها الغريق الجميل يا صنو ثمار الجنة، متى استطالت الظلال، متى افتتحت الخاتمة: هذه عروسي تحت الماء، تعطر الاسم الممحو بالرمل. وبقلادتها دشنت الجرح. النور أضاء الكلام وأنا أهب المنسيين نياشين: أعياد رماد .. ومسرات غرقى.
[72]
متى احتفلنا لكي نغيب : متى تجمعنا لكي ينفرط العقد: اليد فوق اليد والخاتم يدور .. صخب أم عرس ؟
خذ روحي أيها الغائب . النور ملأني حتى انطفأت. لا أنا بالغائب لا أنا بالحاضر .. جمر العرش يرُصع بالذكرى . هو ذا الفضاء يتجمع مع الأصابع ، ويختطف مني رماد الأحداق .
[73]
غاب من جاء ، كرماد فوق جمر : من جرح الأرض من نثر بذورها من أشعل الماء: توقد يا ليل اشتقت للضائع . أدلوني أين خبأ ثمار الأحجار، فنفسي بها نشوة .
مطهرة أيام الغائب: الذي طرزنا .. لملم حبات الشجرة، وأعطى للأسماء هذه التذكار.
[74]
بي جرح ابعد من جرحي: قلائد أناشيد .. ونشوة .. وعندي فضاءات . عندي مزارع نجوم غاب عنها الصائغ ..
حبيبي أدلني وأضاعني .. لملمني وفرقني .. سقاني ثم نثرني..
أي .. يا هواء .. أين لؤلؤة الوعد: الكتاب المكتوب فوق الماء ..
إني أعيد للبحر آخر غرقاه .. واصطحبه للميلاد .
[75]
أطفأتني أم انرتني، القلب خبأ وردته: النشوة فضحت أسرارها: تماسك يا حجر القلب عدل نظام الإقامة. العيد اكتمل والبدر فوق الأصابع يدور .. أيها الوسام لا تبحث عن محارب .. أيها المحارب هل عثرت على سلامك .. ؟
لا خصام بين النجمة والوردة : البذرة أفاقت وقلبي أسكره الغياب.
[76]
الملاك الذي استضاف عتمته غادرنا .. فالقلب استضاء بجدار: يا بلابل غردي للعروس: ليلنا الوثني نجومه تناثرت .. واليد تحولت إلى تراب.
[77]
يجرجرني معبدي إلى البوادي: الفجر رقد فوق الكفين.. والعروس تحاور صمتها.
خذ أيها الأتي أنا أعطيت .. فآخر إسرار التراب أولها: هنا اجلس في الوردة: العيد نياشين: والصمت ابتهالات.
[78]
خاتمها أضاء: كلمة اثر كلمة يمحى الكلام . والأسرار تمحو الأسرار . العيد ارتدى الأرض: غابة ورد. يا لروحي انطفأت بالاستضاءات: خذ مني خذ ..
[79]
بنجمتها تصاغ القلائد: هذا المرمر فوق المرمر: إستحالات نور .
البحر أعلن استضافته: لا أجمل من غريق يدثر الغرقى. هنا تتجمع الأشجار. ماذا لديك يا قلبي .. غادر .. الليل يحرس أسواره .. ويا كلام تفتح ، العقل موقد .. وفي الروح روح يرفرف : المعبد يكتم كتمانه : صحراء ثانية ينقشها النقاش، وفيَ انتشاءات .
[80]
كتماني صّدع صمت الصخرة: يا للعيد .. بذور من حصدت. أكان للقلب اكثر من ضيف ؟
أيها النيل ماذا فعلت بالبوادي .. ؟
أيها الفرات .. تمهل .. عروسنا نجوم .. وفصولنا احتفالات.
[81]
بأي خطاب أخاطب ملكتي: يدٌ أخذها الرماد .. ويد أضاعها النور .
ملكتي بتاج الغرقى لؤلؤتك ِ تعيد صياغة القلائد: البذرة بعد البذرة شجرة: لا الرمز بسابق خلاصه ولا الفناء يجرجر حجارة موتاه .. أي يا رب العشاق، من صاغ هذه المطرزات.
[82]
اقفل الروح بالفضاء: هذي نفسي فرحانة : اقفلها بالنور: يا كلام اتركني إني ابحث عنك .
[83]
الغائب غاب. كم قالت لا يكفي : جهنم الأحجار والناس: مرحون قبل الميلاد . أيتها الشجرة تجمعي : قلبي اشتاق.. والوردة تكتم سرها في الرمل .
خذ .. ما أحد أعطى : العاشق ارتدى غيابه: أيها الحبيب اتدلني عليك ؟
[84]
الخوذة فوق الخاتم .. والماء يكتم إسرار الماء: فوق العرش عرش: الفانون فانون قبل الفناء: لكن لقلبي كلمات هذا الماء.
[85]
خبأ حبيبي نفسه بين الزنابق ثم خبأني إليه. الغيمة غنت: يا عروس الليل أين حبيبي الذي غاب ؟
[86]
فوق الممحو اكتب: الملكة تنثر ورودها .. يا جسد تفرق من جمّعك .. من صاغك .. الاسم فوق الرمل يتكون .. والاسم يمحوه الرمل.
[87]
من ابتكر لذة الماء: أيها الوعي من منا غاب ومن منا غاب ؟ الحجارة ترتب احتفالاتها: إني امسك صخرتي يا هذي الشجرة: أودع من ودعني .. واليد فوق اليد ملائكة احتفال. قط روحي لم توشْ بروحي: أيها الباب المفاتيح ثمار البذار. الأرض قامت. واليد ملاك وفوق اليد ملاك: أنا اجمع الماء من العّرافات: من منكن لديها مائي . أنا بالحجارة ازرع مزرعتي.. يا ارض هذا الجرح خالٍ من الجرح .. وكتاب الأرض كف عن الكلام.
[88]
من استدل بمن: البحر بالغريق .. أم العروس بماس الأثقال. على المدى عويل رؤوس الفضة .. الملك العبد العاشق على المدى ضاع الاسم بين الأسماء.
[89]
ليس للأساور أساور: الخاتم الذي فوق الخاتم أضاع الخواتم.
لقلبي خفاياه: البذرة تمحو يد البذار .. والحقل ينتشي بالحرائق. لا أودع من ودعني، أنا الاستضافة: يركب الغريق مركبه والبحر يعلن أعياده في السواحل.
[90]
للذي يأتي نرتل: الغرقى يلملمهم الكف: يا آخرتي كم هدمتك إلا تشتهين استضافتي إليك: أنا كلت روحي والعرش مغادرة.
[91]
اليد أعطت ثمرتها: غياب المتذكر غياب الذاكرة. المعبد استضاف العابد: لا اسم للمسمى لا لغة للكلام . تلملم الأهداف سواحل الرمل: آتون قبل الأوان: راحلون قبل العرس: القفل يغلق الباب، والوعود نياشين ذبائح.
يا فضة الميلاد الحقل أينع، وخاتمة الافتتاح بجرح الأرض تعلن غيابها.
[92]
عين ترى وثانية تدوّن: لاكّتمن بيرق الحجارة: السياف وارى سيفه .. وأميري اخترع لي المسرات: العين دوّنت محوها، يا ليتني وهبت السياف أوامر الأرض: أتطرب روحي وحبيبي جمعني/ سقاني/ وعلمني صحو الأشجار .. أراني نشوة الأعناب ولذذني إليه: إذا رأيتهم حبيبي لا تدلوه علىّ، أنا عنده: أيا أيتها النفس صحا قلبي فمن يفرقنا للاحتفال: لا هو يراني لا أنا مبصره. أيا أيتها النفس صحا قلبي وحبيبي عندي فمن يدله علىّ أنا عنده .. أيا أيها اللامسمى من ابرق برقه في بريتنا: اصطفانا في بذرة، ودوّن خاتمة الافتتاح ؟
[93]
انفرطي انفرطي يا قلادة الروح: العشق باطل .. ودار الإقامة غربة .. فلِمَ ذهبنا إلى العيد .. قطفنا الثمار .. أما كان للغريق الجميل خداع سواحله . أما كان لي إغواء الأغاني والذهاب إلى الليل : حكمة فوق الكف وأخرى رحلت بلا استئذان : يا أسئلتي هدئي المشهد، ويا نور التراب كفى: الكلام يتناسل: والمثوى باتساع الأرض.
[94]
عيّدي يا نفس حبيبي غاب: هو عندي. يا روح من أرجعك اليّ: غابتي زنابقها توزعت : مملكتي تناثرت ، وعودي توارت ، وآمالي فوق الكف معابد . هي عندي فضاء وأنا عند حبيبي غابة : قبر فوق قبر تمحى الأسماء .. وعلى المدى حدائق تقام : ولدان يطلعون ترتل لهم الريح ، أما علمت يا وثن سر عشق الحجارة للحجارة : شارة الروح تنتظر خلاصها .. شارة خلاصها يبحث عن سيف . كلانا ورطة يا ارض ، كلانا عند البذار حقل يتشهى النار .. أما آن للنفس أن ترضى بغيابها، برهة، أما آن لها أن تغيب.
[95]
بأي كتمان تكُتم الأسرار: الفضاء آفاق، والوردة فوق الخاتم أعلنت احتفالها: الكلام جرجر ظله ، مثل الأسماء غادرت مثواها : يا ريح تجمعي في مقلتيها .. جرح الأرض استفاق .. وبخاتمها دوّن الرمل أسراره . يا أوثاني من علمك النطق ، ويا حجارة من صاغك أوثان ؟
[96]
من اختطف العهد : من أعاد صياغة الهواء : دار الباب مع البواب ، والشجرة مع المحارب : لم ينتش القلب قط بالفضاء ، ولا تعاويذ الرماد انتشلت الغرقى . القلائد ليل .. والنهارات تبحث عن دليل . تعالي يا عاصفة تجمعي في البذرة : الشجرة اكتملت .. والثمرة توحدت مع البرق . تعال يا ساحر السحرة لدىّ هدايا : أعياد تراب ، وتراتيل أوزعها فوق الموج.. يا من عثر على حبيبي أنا غادرت معه والميلاد على الأبواب .
[97]
بالبرق نطقت الحجارة : رتل يا تراب .. الأمطار سبقتنا للمنافي ، والملكة اصطحبت ظلها ، تكوّم الياقوت ، وختم بالختم كلام آخر الأحفاد: مخلدون فيها ، اليد نطقت ، وحرس الغابات استدرج إلى الليل : رتّل يا ماء ، البحر غادر سواحله ، وسيف السياف توارى : ايا يا ملكتي أنا الملك الوثن : عرشي غادرني وأنا في المهد .. فتعالي نشّيد بالرمل غاية براءة . لا الروح لدىّ تحتمل مرأى نجوم انطفأت ، أو أخرى فجرت ينابيع الانحناءات . أيا يا هذا المعبد دعني أدور : استأنس غربتي بالغربة ، وافتتح في الوردة آيات الاحتفال .
[98]
لي عند الغائب أعياد : غابة كتمان معلنة .. ولي عنده أنوار : يا من أمسكت بالعتمة أنا أمسكت بالنور .. فمن ذا يعيد بناء البذرة : الغائب أخذ الغائب تاركاً الصولجان : البرية تسكن لؤلؤة ، والحبيب أضاع الحبيب .. ولي عنده كلام .. بالختم تفتتح المساحة ، بالقرطين يتكون الليل ، بالقلادة يصاغ الفجر .. وعندي عنده أعراس ..وعندي عنده معابد .. كتاب.. وعندي عنده حجارة تتشهى النار .
[99]
عيد يا عيدي أنا الأعمى امسك بالنور: عاد حبيبي ولم يعد .. فخرج البحر يبحث عن غرقاه .. يا زمردة القلب الحجر قام .. طيور البرية عند المثوى .. الذهب يأتي بالذهب والأصداء بالأصداء .. يا كاتم أسراري ، يا ورقة الشجرة ، يا رملة البرية ، يا حرف الكلام ، أما آن لي أن أستريح ؟
[100]
أخذت الغيمة ما أعطت، فوهبت الغابة تاجها للأدغال: ليس بالحجارة يكتم الكتمان: القلب يهب ليغادر .. ويا من عثرتم على الفلك دعوا روحي تتجه .. فالشوق – نطق الفضاء– اكتفى بالشوق . غريقان – إذن – تحت سماء الضوء يتوحدان بغريق. أيها الواحد من فكك ؟ لي في عيد الأعياد عيد: حبيبي أضاعني/ أدلني/ قسمني/ وحدني/ وهبني/وأخذني إليه .. حبيبي في الوثن عطره زنابق، ونشيده مسك . أغاب الغائب ليدلني ، يحرقني ، ثم يعلمني الاستدراك ؟ : هو عندي وأنا داره .. الواحد انقسم، والأجزاء لؤلؤة. أين اعثر على من فيّ ؟ بلاغة ظلام ! والنفس جمعت أسئلتها .. الرمل فوق الكف: الياقوت الخاتم العقد .. والملكة احتفلت فأهدت وهبت وبالنذور لها الزنابق غنت . أتشتكي لتكف الشكوى عنك ؟ غريقان يتوحدان في غريق، وبالماء تجرح الوردة: الروح أينعت، والأرض جرح: يا أيتها المرأة/ الملكة /الشجرة/ البرية/ النار/ الغيمة/ البحر/ جمعي الحروف في حرف .. وبالمفتاح اقفلي الكتاب .. وبالمفتاح افتتحي الخاتمة، فانا أمير الأوثان.
[16/11/1992]
ما الذي – إذن – يتركه النهار للاستدارات : هذا المنعطف البهي : نشيد نجمة .. فيما تدق تويجات الماضي فوق الغيوم .
إني هنا الأمس بقايا بقايا : هو ذا – ابعد فابعد: الأمس: الولد الذي اكتملت بهاءاته. يا للشمس ذاتها، بلا استئذان، تناولني كهولتي، وبلا مبالاة – تضعني إلى جانب الأوثان.
[42]
أوسمة ، هي الأخرى، مثلي تستدل بانكسارات الماء. شجرة. ليست مثلي، إنما ، إنما دائماً، كلانا متشابهان .
[43]
أيهما أضاء للآخر
أيهما، أنا … أنا أم أنا ..
كل هذا الظلام البهي: وعود بلا مدافن، أيضا:
تذاكر أهملتها النداءات
فجر لصق بقايا أنامل
وكهولة بلا خرائط، هنا، أيضا
أيهما وشى بالآخر
أنا .. أنا أم أنا
إذن احدنا أضاء.
[44]
قبل أن أبصره غادرني .. هو ذا الذي خاتمه أحيى اليباب.
هو الذي ظله أعاد المسرات .. هو الذي أودع الفصول الرغبات. أيا نور لا تتجمع، روحي رقراقة وقلبي نبض حمامة يكسره .
وقبل أن يكون: أبصرته: فتحت الرمل اصطحبت الغابات. شاهدت غرقى الدخان جالست حرس النهارات. بالقطارات تنزهت، وبروحي لامست ثمرة من أحب . صار للبرية نسل وقبائل ..والسيف مازال يعمل في الجسد. يد فوق يد اشتبكت/ تفرقت/ تحابت/ اصطخب/ ولدت/ وتطايرت شظايا الاحتراق .أيها المسمى باللا أسماء روحي اشتاقت .. أيها الضائع من أضاعك .. روحي اشتاقت .. يا من رأيتك قبل أن تكون .. ويا من ودعني وأنا ما زلت مثار شكوك الأرحام.
[45]
الوردة حمتني من وردة .. وفي المنفى الظل حماني من الظل. جدران بيض تعلمني المعنى . الضوء يدثرني .. الظل يغلق لي الباب، النجمة تأتيني بالزاد .. أيا من اشتاقت له روحي لا وردة لا ظل: كلمات اجمع فيها مملكتي. كلمات فوق كلمات ادخل بها المنفى.
[46]
هذا الوثن وردة فوق بحر: اسمي عندك وأنا مسافة: تعال لا تغادر
لي – مثلك – ارتعاشات
غادر – لا تأت – أنا مثلك – صوت. يا لهذا الامتداد.
كلمة فوق كلمة يتكون الصمت
يتلاشى البرق.
[47]
من سيذكر من: أتصالحت أضدادي
من سيذكر من: الملك يتنزه
مطرزاته تكلمت: الغيوم توحدت ، القلوب انثنت
من سيذكر من
الحجارة أم الشجرة
فيما أنا ارقد في قاع النسيان
[48]
يكتمني الصمت .. هو ذا – فوق العشب – كلامي
فتن بعمر الذاكرة : قنديل أدله إلى النور
يكتمني الكلام .. هو ذا – فوق الأرض – صخبي
يد تستجيب للهوى . . ويد اتركها للغيوم
[49]
ليته التباس: الميلاد أو الانطفاء. ليتها غية:
نشوة أو نداء
استدار: إني اجمّع ظلالي
ليته التباس: الكواكب بين يديّ
غيمة أثر غيمة تخترع الصحراء
لمن هذا الكلام ..
يا بصري دل التائه
ثم
اتبعه.
[50]
مملكتي : غبار
ليل بعمق نجمة: من الذي انطفأ [ ابعد وثني ] :
يا أنت .. لا أحد: الصخرة تدون تاريخ الماء ..
والبلابل تتجول بين الكلمات :
المارة يجرجرون المارة
أميت أنا أم بالانتظار؟
مملكتي غبار، مثل اصداء، تتلملم بعيداً عن الأصابع.
[51]
آن أوان قطاف المحترق بثمار النار: من أعطى استعاد.. والاسم فوق الاسم يمحو كل الأسماء: يا فتيات الحصاد انشدن لنا أغنية .. يا سراب اقطف لنا من الأعالي لحنك .. الذي في القلب يسكن برية، والبراري تسرق الأبصار .
أيها الكلام أوقف زحف الكلمات . فانا الشوق أدلني/ أضاعني/ كونني ثم محاني.
[52]
صوتي خرج يبحث عن صخرة .. فالنور فيّ توهج حتى أطفأني .. والظلام صار معابد .. أين أنت يا من وهبتني النور .. الممرات تفرعت .. وزنبقتي في الوديان ضاعت .. أين أنت يا قلادة فرحي .. آثامي شاخت وأنا في الميلاد .. ودليلي، مثلي، خرج عن صوته. أين أنت يا من بالأسرار صاغ روحي: صوت الجبل فيّ وردة .. وصار التيه لي مسار .
[53]
بأي المسرات اختتم فاتحة الاستضافة: اليد انجذبت إلى براعمها: تراب الأحداق وكتمان العواصف. كلاهما خاتم وباب. الأحفاد سبقوها إلى المنافي، الأوثان تتعثر خطاها: الوردة انجذبت ففككت عرشها: هو ذا باب الأبواب ينفتح قدام الانغلاق : زنبقة الجبل ضاعت فيا قلب كف عن الزنابق: خاتمها للريح .. قلادتها للمرات .. روحها خطفت وأنا نفسي استظلت بنفسي للمسافات.
[54]
بكتاب الكتمان تصاغ القلائد: الختم فوق الختم: لذات انطفاء ورغبات معادن. بكتاب الرمل يستعاد التاج: نوارس ورماد. المنحني والمنحنية كأسم يمحو ظله .. هنا ، يتسع المثوى للأعراس : صفاء فوق الصوت، نشوة تبحث عن قرار. بكتاب الموت يولد الراحل: ويد فوق الكلام تفتتح الكتاب.
[55]
بصدى لذات الأوثان قال للأرض انبسطي/ جمعي أثقالك وخذيني . اليد تفتك باليد، والروح صارت حمامة.
[56]
بمساحة الكف، ليس من مدارج: هنا التراب ينهض: موتى لصق إشارات:
- إلى أين ؟
للأوسمة وهي تبارك الكف ظلال كفت عن كفها. لا مصلح لا كلمات: إني أودّع سلامي:
قبر مرتجى باتساع النياشين: شمس زمرد. لا ابنة لدىّ إلا ابنة الفيروز في البحر.
ويقال لي : تمهل .
هذا الشتاء احتوى الفصول، وهذا العمر صار مزار.
[57]
باسم الهواء أعيد صياغة الكلام: يقولون عادل تناثر، أيها المبارك أمواجي تمتد جفافاً نحو البحر، وساريتي تجرجر مداها، أيها المبارك باركني إني عندك ضيف .
[58]
في الفجر ترتل، يوحدها التراب، كف فوق الميت وأخرى للانتظار. خذ الميت مات .. ورماد الليل جمر. هي اليد أعطت وهي اليد رحلت. فماذا تفعل بالوصايا. امرأة الفجر امرأة الليل/ امرأة الراحل/ اخترعت لعبتها . تهدم بأقلام المتكلم/ تهدم فبمحاذاة الفاتحة: نسوة يحملن الثمار .. وبمحاذاة الوردة خنجر يعمل في الثمرة.
[59]
من القادم الىّ وأنا بلا أبواب: يا لذكريات الاستثناء. أزمنة ما تتلهى وأخرى تتعثر. الأتون يلونون الأفق بالأصوات.. فيما نسوة الليل يتبادلن الطرائف .. أهو آتٍ ألينا هذا أيضا. يا حبيبي جسدي انحل من خيط ضوء، وأفراحي تحت التراب ترتل سلواها .. لا اعرف من يعرفني .. ولا الذي يعرفني اعرفه .. ضاع الذي رأيته .. فاتركني لكف أضعها فوق الظل .. انثر وردة فوق المدى، وأتجمع في حبة رمل.
[60]
للريح مفاتيح مثلما للأنهار: من ترك معبده/ من كوّم الأسماء فوق الأسماء: هنا في القرنفلة ذبائح، وهناك عشاق. لصق المباني مارة وفي الكف انحناءات. هي المرأة لها الأسرار، مثلما للذكر انثلامات ..
جرجرني – حبيبي – مني .. أضاء لي النهار وغادرني.
[61]
ما الذي – سوى الهواء – يتكاثف [ تمر العجلات ] بعض السلوى يفسر بعضها . سوى الرماد ومطرزات الأنثى [ وتمر العجلات ] ما الذي سوى زجاجة بلون الكف: هنا، خلف الرأس قطرات مطر للابتهالات. العجلات تغادر .. وليس سوى نبع تحت البحر يلهو عبثاً بالروايات.
[62]
أمسكت بالصوت الموَّحد: أعلى أعلى هي كاتدرائية النجوم، ما الذي يحرك إسرار النمل: الغابة الشتوية تخلع معطفها. الحشائش، الحشائش المتيبسة، هي إذن ، الحشائش تدّون فوق البرد مسلات الأصداء.
[63]
قط لم يسبق ظلي ظلي. إنما بعضي لا يتقدم: هذا النبات تسلل إلى الرأس : غابة أعمى . غلمان مطرزون بالأعياد. الساق التوت والأحلام تناثرت .. هذا عيد يطرق الباب .. فارتب أيامي، ثم أصعد إلى السماء.
[64]
اعدل الليل: ادخل. ليس لدىّ أوامر. تماثيلي فوق النار. الرب، هنا، أو هناك.
أعطاني استراحة
اعدل الليل: ادخل، يا وثني :امرأة أو متسول: نجمة أو عابر سبيل ( مرقدي بالرماد يعلن احتفاله ) : الليلة عيد: ادخل.
احدنا سيعدل احدنا
العالم ينشطر .. والكلام يجرجر الريح إلى الريح . يا عجوز ( قالت فضائل الصمت ) ادخل ليلك – عدل من اشتعال النار وعدل من هذا الوهم. الباب بلا قفل يدور.
احدنا سيعدل احدنا
هذا سر الإقامة .. هذا هو مفتاح الكلام.
[65]
أيصنع الأفق هذا الكف : يا قوتتات فوق الجذع ، وصخرة أصوات مكتوبة. امرأة الغابة اختفت، خلعت قمرها، أذابت فضة الزنبق، لوّنت الغرقى بالنياشين.
أيصنع هذا الكف الأفق. أيا أيتها الآتية تحركين الموجة اثر الموجة؟ القادمون غادروا والليل لا يمحو الليل .. أيا أيتها الواقفة بين نهار ونهار لن يمتد عرش الكهف ولن تنُشد الأناشيد . يا حلوة مثل أغنية ميت، لا الأسرار/ لا الأسوار/ لا النار تمتلك مفتاح القلب: المدن بالجراح تودع احتفالاتها: والاسم الذي يولد بعد الاسم يحمل بشائر الأعياد . أيا امرأة الفضة بأي ماس تلونين علمْ الصحارى: ذئب في الوردة يطلع .. والذين ماتوا موتاً ها هم في الرمل ينهضون.
[66]
فيك البرية رائحة طلع: ثمار الغابة لا تغوي نطفة انطفأت. لا أنا بالداعي إلى الولائم لا أنا القائل وداعاً يا أحجار. قلبي للنية خطا ، دوّن تدويناً ومضى .. فتعالي نعقد صلحاً : تعالي .. الليلة عندي الأرض مؤنستي .. اصعدي ثمار الموتى ذهبت .. وثمرة روحي لم تذق الأسرار فيها بعد . مدي كفك لنمحو كلام الريح فالأتون موتى قبل الموت .
[67]
هذا أمير يعلن دولة الرمل: متحجرات وصقور. يا للمعركة. الصخرة تمسك كف القمر .
نادى الأمير: من أكون .. استدارت الهياكل . نادى الأمير: من اكون .. ؟
معاً – يرتعش الخشب والظهيرة غادرت ..
لا فدية
في مساءات البرد، عند النخلة، جلسنا .. بايعنا الرمل. عند الفصول سمعنا الأمير ينادي:
من أكون ؟
[ وليس للأمير من صوت ] نهضت حاشية النهار اجتمعت.
والعيد وزع هداياه
لكل ساكني بريتي ارض الزنابق وأعالي المتحجرات في الأفق لا أحد
هذا المعبد يفتح باب الوردة
تعال يا صمت جمع خفاياك الخيمة غادرت
وهذه فاتحة الماء
الأمير غادرنا وكواكبه انثلمت .. انثلمت ..
وساريتي عند
النبع
أناشيد.
[68]
بأي رمال يضاء القلب : تعلمني السر وتكتم علىّ الفضاء . الباب الموصد أعلن كلامه .. والميت قام .. يا أخشاب الإشارات أفصحي عني : لا أنا بالقديم لا أنا بالمبتكر : أنا غابة أنوار وحفنة خطايا : أنا المجرد وأنا الليل في وردة . تعالي خذي هذا الراغب بالإقامة .. عنده أحزان/ وعنده سلوى: حلمت باتساع الومضة. أيتها المرأة أما من شكوى تعيد المسارات: الحجارة اصطخبت، والأعشاب أعلنت أعيادها . أيتها الشكوى أنا اجلس في العيد: معبدي كلمة وأعراسي رماد.
[69]
بأي الكلام اكتم الكلام: الجرح استفاق ..
والوردة فوق الوردة تكتم كتمانها: عرس .
أين اليد التي أعطت: أهذا هو مثوانا:
ورود لصق ورود ؟
[70]
فوق الخاتم تدّون إشارات: أيها العابر توقف : هنا الظل يطرز وسطه: المرأة التي جاء بها البرق تطلع ثمرة مشتهاة. أيتها الرغبة عودي إلى مملكتكي راضية بالكتمان : ما من شيء جاء بشيء .. ما من شيء يفقدٌ : كنوزي عتمة .. ويد الغيمة فوق البرية تبسط كلامها : أيتها المرأة ما الذي أتى بك والقلب كسير.. أبعثت بك الحقول أم أن ما تنشده روحي صار استحالة..
دعي الخاتم ينشد ذكراه: النياشين للفضاء، والصوت مملكة.
[71]
بختم الأسرار أرصع اليد الملكية: تدور بنا الريح .. قلادة الياقوت انفرطت، تناثرت .. وبيد النور أدوّن فوق الأمواج أسماء العشاق: أيها الغريق الجميل يا صنو ثمار الجنة، متى استطالت الظلال، متى افتتحت الخاتمة: هذه عروسي تحت الماء، تعطر الاسم الممحو بالرمل. وبقلادتها دشنت الجرح. النور أضاء الكلام وأنا أهب المنسيين نياشين: أعياد رماد .. ومسرات غرقى.
[72]
متى احتفلنا لكي نغيب : متى تجمعنا لكي ينفرط العقد: اليد فوق اليد والخاتم يدور .. صخب أم عرس ؟
خذ روحي أيها الغائب . النور ملأني حتى انطفأت. لا أنا بالغائب لا أنا بالحاضر .. جمر العرش يرُصع بالذكرى . هو ذا الفضاء يتجمع مع الأصابع ، ويختطف مني رماد الأحداق .
[73]
غاب من جاء ، كرماد فوق جمر : من جرح الأرض من نثر بذورها من أشعل الماء: توقد يا ليل اشتقت للضائع . أدلوني أين خبأ ثمار الأحجار، فنفسي بها نشوة .
مطهرة أيام الغائب: الذي طرزنا .. لملم حبات الشجرة، وأعطى للأسماء هذه التذكار.
[74]
بي جرح ابعد من جرحي: قلائد أناشيد .. ونشوة .. وعندي فضاءات . عندي مزارع نجوم غاب عنها الصائغ ..
حبيبي أدلني وأضاعني .. لملمني وفرقني .. سقاني ثم نثرني..
أي .. يا هواء .. أين لؤلؤة الوعد: الكتاب المكتوب فوق الماء ..
إني أعيد للبحر آخر غرقاه .. واصطحبه للميلاد .
[75]
أطفأتني أم انرتني، القلب خبأ وردته: النشوة فضحت أسرارها: تماسك يا حجر القلب عدل نظام الإقامة. العيد اكتمل والبدر فوق الأصابع يدور .. أيها الوسام لا تبحث عن محارب .. أيها المحارب هل عثرت على سلامك .. ؟
لا خصام بين النجمة والوردة : البذرة أفاقت وقلبي أسكره الغياب.
[76]
الملاك الذي استضاف عتمته غادرنا .. فالقلب استضاء بجدار: يا بلابل غردي للعروس: ليلنا الوثني نجومه تناثرت .. واليد تحولت إلى تراب.
[77]
يجرجرني معبدي إلى البوادي: الفجر رقد فوق الكفين.. والعروس تحاور صمتها.
خذ أيها الأتي أنا أعطيت .. فآخر إسرار التراب أولها: هنا اجلس في الوردة: العيد نياشين: والصمت ابتهالات.
[78]
خاتمها أضاء: كلمة اثر كلمة يمحى الكلام . والأسرار تمحو الأسرار . العيد ارتدى الأرض: غابة ورد. يا لروحي انطفأت بالاستضاءات: خذ مني خذ ..
[79]
بنجمتها تصاغ القلائد: هذا المرمر فوق المرمر: إستحالات نور .
البحر أعلن استضافته: لا أجمل من غريق يدثر الغرقى. هنا تتجمع الأشجار. ماذا لديك يا قلبي .. غادر .. الليل يحرس أسواره .. ويا كلام تفتح ، العقل موقد .. وفي الروح روح يرفرف : المعبد يكتم كتمانه : صحراء ثانية ينقشها النقاش، وفيَ انتشاءات .
[80]
كتماني صّدع صمت الصخرة: يا للعيد .. بذور من حصدت. أكان للقلب اكثر من ضيف ؟
أيها النيل ماذا فعلت بالبوادي .. ؟
أيها الفرات .. تمهل .. عروسنا نجوم .. وفصولنا احتفالات.
[81]
بأي خطاب أخاطب ملكتي: يدٌ أخذها الرماد .. ويد أضاعها النور .
ملكتي بتاج الغرقى لؤلؤتك ِ تعيد صياغة القلائد: البذرة بعد البذرة شجرة: لا الرمز بسابق خلاصه ولا الفناء يجرجر حجارة موتاه .. أي يا رب العشاق، من صاغ هذه المطرزات.
[82]
اقفل الروح بالفضاء: هذي نفسي فرحانة : اقفلها بالنور: يا كلام اتركني إني ابحث عنك .
[83]
الغائب غاب. كم قالت لا يكفي : جهنم الأحجار والناس: مرحون قبل الميلاد . أيتها الشجرة تجمعي : قلبي اشتاق.. والوردة تكتم سرها في الرمل .
خذ .. ما أحد أعطى : العاشق ارتدى غيابه: أيها الحبيب اتدلني عليك ؟
[84]
الخوذة فوق الخاتم .. والماء يكتم إسرار الماء: فوق العرش عرش: الفانون فانون قبل الفناء: لكن لقلبي كلمات هذا الماء.
[85]
خبأ حبيبي نفسه بين الزنابق ثم خبأني إليه. الغيمة غنت: يا عروس الليل أين حبيبي الذي غاب ؟
[86]
فوق الممحو اكتب: الملكة تنثر ورودها .. يا جسد تفرق من جمّعك .. من صاغك .. الاسم فوق الرمل يتكون .. والاسم يمحوه الرمل.
[87]
من ابتكر لذة الماء: أيها الوعي من منا غاب ومن منا غاب ؟ الحجارة ترتب احتفالاتها: إني امسك صخرتي يا هذي الشجرة: أودع من ودعني .. واليد فوق اليد ملائكة احتفال. قط روحي لم توشْ بروحي: أيها الباب المفاتيح ثمار البذار. الأرض قامت. واليد ملاك وفوق اليد ملاك: أنا اجمع الماء من العّرافات: من منكن لديها مائي . أنا بالحجارة ازرع مزرعتي.. يا ارض هذا الجرح خالٍ من الجرح .. وكتاب الأرض كف عن الكلام.
[88]
من استدل بمن: البحر بالغريق .. أم العروس بماس الأثقال. على المدى عويل رؤوس الفضة .. الملك العبد العاشق على المدى ضاع الاسم بين الأسماء.
[89]
ليس للأساور أساور: الخاتم الذي فوق الخاتم أضاع الخواتم.
لقلبي خفاياه: البذرة تمحو يد البذار .. والحقل ينتشي بالحرائق. لا أودع من ودعني، أنا الاستضافة: يركب الغريق مركبه والبحر يعلن أعياده في السواحل.
[90]
للذي يأتي نرتل: الغرقى يلملمهم الكف: يا آخرتي كم هدمتك إلا تشتهين استضافتي إليك: أنا كلت روحي والعرش مغادرة.
[91]
اليد أعطت ثمرتها: غياب المتذكر غياب الذاكرة. المعبد استضاف العابد: لا اسم للمسمى لا لغة للكلام . تلملم الأهداف سواحل الرمل: آتون قبل الأوان: راحلون قبل العرس: القفل يغلق الباب، والوعود نياشين ذبائح.
يا فضة الميلاد الحقل أينع، وخاتمة الافتتاح بجرح الأرض تعلن غيابها.
[92]
عين ترى وثانية تدوّن: لاكّتمن بيرق الحجارة: السياف وارى سيفه .. وأميري اخترع لي المسرات: العين دوّنت محوها، يا ليتني وهبت السياف أوامر الأرض: أتطرب روحي وحبيبي جمعني/ سقاني/ وعلمني صحو الأشجار .. أراني نشوة الأعناب ولذذني إليه: إذا رأيتهم حبيبي لا تدلوه علىّ، أنا عنده: أيا أيتها النفس صحا قلبي فمن يفرقنا للاحتفال: لا هو يراني لا أنا مبصره. أيا أيتها النفس صحا قلبي وحبيبي عندي فمن يدله علىّ أنا عنده .. أيا أيها اللامسمى من ابرق برقه في بريتنا: اصطفانا في بذرة، ودوّن خاتمة الافتتاح ؟
[93]
انفرطي انفرطي يا قلادة الروح: العشق باطل .. ودار الإقامة غربة .. فلِمَ ذهبنا إلى العيد .. قطفنا الثمار .. أما كان للغريق الجميل خداع سواحله . أما كان لي إغواء الأغاني والذهاب إلى الليل : حكمة فوق الكف وأخرى رحلت بلا استئذان : يا أسئلتي هدئي المشهد، ويا نور التراب كفى: الكلام يتناسل: والمثوى باتساع الأرض.
[94]
عيّدي يا نفس حبيبي غاب: هو عندي. يا روح من أرجعك اليّ: غابتي زنابقها توزعت : مملكتي تناثرت ، وعودي توارت ، وآمالي فوق الكف معابد . هي عندي فضاء وأنا عند حبيبي غابة : قبر فوق قبر تمحى الأسماء .. وعلى المدى حدائق تقام : ولدان يطلعون ترتل لهم الريح ، أما علمت يا وثن سر عشق الحجارة للحجارة : شارة الروح تنتظر خلاصها .. شارة خلاصها يبحث عن سيف . كلانا ورطة يا ارض ، كلانا عند البذار حقل يتشهى النار .. أما آن للنفس أن ترضى بغيابها، برهة، أما آن لها أن تغيب.
[95]
بأي كتمان تكُتم الأسرار: الفضاء آفاق، والوردة فوق الخاتم أعلنت احتفالها: الكلام جرجر ظله ، مثل الأسماء غادرت مثواها : يا ريح تجمعي في مقلتيها .. جرح الأرض استفاق .. وبخاتمها دوّن الرمل أسراره . يا أوثاني من علمك النطق ، ويا حجارة من صاغك أوثان ؟
[96]
من اختطف العهد : من أعاد صياغة الهواء : دار الباب مع البواب ، والشجرة مع المحارب : لم ينتش القلب قط بالفضاء ، ولا تعاويذ الرماد انتشلت الغرقى . القلائد ليل .. والنهارات تبحث عن دليل . تعالي يا عاصفة تجمعي في البذرة : الشجرة اكتملت .. والثمرة توحدت مع البرق . تعال يا ساحر السحرة لدىّ هدايا : أعياد تراب ، وتراتيل أوزعها فوق الموج.. يا من عثر على حبيبي أنا غادرت معه والميلاد على الأبواب .
[97]
بالبرق نطقت الحجارة : رتل يا تراب .. الأمطار سبقتنا للمنافي ، والملكة اصطحبت ظلها ، تكوّم الياقوت ، وختم بالختم كلام آخر الأحفاد: مخلدون فيها ، اليد نطقت ، وحرس الغابات استدرج إلى الليل : رتّل يا ماء ، البحر غادر سواحله ، وسيف السياف توارى : ايا يا ملكتي أنا الملك الوثن : عرشي غادرني وأنا في المهد .. فتعالي نشّيد بالرمل غاية براءة . لا الروح لدىّ تحتمل مرأى نجوم انطفأت ، أو أخرى فجرت ينابيع الانحناءات . أيا يا هذا المعبد دعني أدور : استأنس غربتي بالغربة ، وافتتح في الوردة آيات الاحتفال .
[98]
لي عند الغائب أعياد : غابة كتمان معلنة .. ولي عنده أنوار : يا من أمسكت بالعتمة أنا أمسكت بالنور .. فمن ذا يعيد بناء البذرة : الغائب أخذ الغائب تاركاً الصولجان : البرية تسكن لؤلؤة ، والحبيب أضاع الحبيب .. ولي عنده كلام .. بالختم تفتتح المساحة ، بالقرطين يتكون الليل ، بالقلادة يصاغ الفجر .. وعندي عنده أعراس ..وعندي عنده معابد .. كتاب.. وعندي عنده حجارة تتشهى النار .
[99]
عيد يا عيدي أنا الأعمى امسك بالنور: عاد حبيبي ولم يعد .. فخرج البحر يبحث عن غرقاه .. يا زمردة القلب الحجر قام .. طيور البرية عند المثوى .. الذهب يأتي بالذهب والأصداء بالأصداء .. يا كاتم أسراري ، يا ورقة الشجرة ، يا رملة البرية ، يا حرف الكلام ، أما آن لي أن أستريح ؟
[100]
أخذت الغيمة ما أعطت، فوهبت الغابة تاجها للأدغال: ليس بالحجارة يكتم الكتمان: القلب يهب ليغادر .. ويا من عثرتم على الفلك دعوا روحي تتجه .. فالشوق – نطق الفضاء– اكتفى بالشوق . غريقان – إذن – تحت سماء الضوء يتوحدان بغريق. أيها الواحد من فكك ؟ لي في عيد الأعياد عيد: حبيبي أضاعني/ أدلني/ قسمني/ وحدني/ وهبني/وأخذني إليه .. حبيبي في الوثن عطره زنابق، ونشيده مسك . أغاب الغائب ليدلني ، يحرقني ، ثم يعلمني الاستدراك ؟ : هو عندي وأنا داره .. الواحد انقسم، والأجزاء لؤلؤة. أين اعثر على من فيّ ؟ بلاغة ظلام ! والنفس جمعت أسئلتها .. الرمل فوق الكف: الياقوت الخاتم العقد .. والملكة احتفلت فأهدت وهبت وبالنذور لها الزنابق غنت . أتشتكي لتكف الشكوى عنك ؟ غريقان يتوحدان في غريق، وبالماء تجرح الوردة: الروح أينعت، والأرض جرح: يا أيتها المرأة/ الملكة /الشجرة/ البرية/ النار/ الغيمة/ البحر/ جمعي الحروف في حرف .. وبالمفتاح اقفلي الكتاب .. وبالمفتاح افتتحي الخاتمة، فانا أمير الأوثان.
[16/11/1992]