الثلاثاء، 30 مارس 2010

يمامة الرسام -بقلم د علي عبد الامير صالح-رسوم د غالب المسعودي-القسم الثاني


هل ينبغي لي أن أترك قلمي وفرشاتي كي أتأمل الخراب المحيط بي ؟ هل ينبغي لي أن أصمت أو أنتحر ... حزناً أو كمداً ؟ أم أن عليّ أن انتظر قتلي على أيدي أحد السيميريين .. المخدوعين ؟


هو ذا أنا , الآن , بالرغم من كل ما يحصل حولنا , من موت مباغت , وإغتيالات ملفقة , وإختطافات لا شرعية , وانتهاكات رهيبة .. هو ذا أن أمارس طقوسي كيفما أشاء , أحيا حياتي كيفما أشاء , أبحث عن فردوسي الأرض .. أبحث عن حقيقة جميلة , حقيقة رائعة ومهلكة في الوقت نفسه..

كيف نعد أنفسنا أحياءً أن لم نتنفس بحرية , ونصوغ الكلمة بحرية , ونرسم بحرية , ونرقص بحرية , ونغني ونصرخ ملء أفواهنا ؟

واذا جاز لي التعبير , فاننا ابناء السنوات الرهيبة ما زلنا نتشبث بما جبلنا عليه , ولم نسمح لخذلانات الحياة أن تصادر أحلامنا .. وتجهز على برائتنا .. وعنفواننا .. عضضنا على جراحنا , وتناسينا إنكساراتنا .. وقمنا من تحت أنقاض الأحلام ..

هو ذا أنا , أخيراً , إستطعت أن أروض حواسي , وهربت من تلك الهواجس القلقة التي كانت تطاردني على مدى شهور عدة .. أسائل نفسي : ما الذي حصل لنا ؟ كيف أستطاع الظلاميون أن ينقلوا عدواهم الى مواطنينا ؟ وكيف تحول أبناء هذه المدينة أو تلك الى مجرمين , لا يجيدون الا قطع الرؤوس , واغتصاب النساء ؟

وها انا ذا أستعيد رغبتي في الكتابة والرسم .. ما أن أستيقظ من نومي حتى تفاجئني رغبة ملحة في الإمساك بالفرشاة وتحريكها على قماش ( الكنفا ) .. رغبة متوحشة لا سبيل الى إسكاتها .. الا بوضع الالوان على قماش .. فمن دون الرسم ولا أقول الفرشاة , لأنني غالباً أرسم بالزيت , والباستيل , سيتعكر مزاجي .. ويتحطم هدوئي .. وتتبدد حيويتي .. ساعتي البايولوجية لن تنتظم مالم أمارس هوايتي المفضلة .. ولا بد لي اليوم , وغداً , وفي الاعوام المقبلبة , أن أستفيد من كل لحظة حرية وهدوء بال كي أظهر رغبتي في الحياة والبقاء .. وأردد ما قالته تلك المغنية : : I will survive .

لكن لنبدأ الحكاية من أولها .. وكما يقال عادةً . في مساء معتدل البرودة من مساء تشرين الثاني ( نوفمبر ) إهتدت الى مرسمي , او ربما اليّ .. انوثتها , في الارجح هي التي دلتها عليّ..

ما أن دخلت مشغلي الصغير الواقع في آخر الزقاق حتى رسمت بسمةً طفيفةً على شفتيها الحمراوين كالتوت قائلة : (( أتسمح لي بان أعلقه على المشجب ؟ )) كانت ترتدي معطفاً من الجلد الأسود الصقيل بياقة من فرو السنجاب .. كان الرذاذ قد بلل ياقته .. وحين أومأت بالموافقة , علقت معطفها الجلد على المشجب .. وراحت تعدل منديل رأسها الحريري الذي نال حصةً لا بأس بها من رذاذ المطر .. وقتئذ كنت أضع رغوة صابون الحلاقة على ذقني , وكانت شفرة الحلاقة ما تزال في يدي اليمنى .. قلت لها : (( تفضلي أجلسي .. لحظات حتى أنتهي من حلاقة ذقني .. ))

جلت على أريكة صغيرة من الحديد , وجعلت تتأمل الأثاث البسيط في مشغلي الصغير .. لوحات وعلب أصباغ وحاملات لوحات , وأقلام .. وعدد من الكتب والكراسات الخاصة بالرسم والنحت .. ومذكرات رسامين .. أو قل سيرهم الذاتية .. دافنيشي وبيكاسو وجواد سليم ..
كانت امرأةً من الطراز الاول . هيفاء القد , جميلة الملامح , مكتنزة الشفتين , ذات شعر قصير , متموج , ضارب الى الاحمرار ..

وبينما كنت أمر شفرة الحلاقة على ذقني المكسو بالرغوة البيضاء إنتبهت الى حركتها .. كانت لها طريقة شهوانية في خلع المعطف وتعديل منديل الرأس , بحيث أنني خمنت , أو حدست , مبتغاها ..

كانت مفرطة الأناقة .. باذخة الأنوثة ..

لم تكن هي بحاجة الى رسام , مثلي , كي يرسمها على القماش .. كانت هي بحد ذاتها لوحة فنية , عمل فني , ولم تكن بي حاجة لإبراز مميزاتها الجسدية .. كان فستانها الأسود قد أبرز مفاتنها الجسدية بمهارة منقطعة النظير ..

لابد أنكم تقولون , الآن , أنها حتماً كانت ترتدي فستاناً فرنسي الطراز .. لأن الخياطين الفرنسيين هم أمهر الخياطين في العالم في منح الثياب النسائية الصفة الاردسية ؛ وان موهبتهم الفريدة التي لن تجد مثيلاً لها في بلدٍ آخر تتلخص في جعل الجسد , جسد الأنثى طبعاً , يعبر عن مفاتنه كلها من خلال الثياب .. كما يعبر الشاعر عن عواطفه من خلال الكلمات .. أنهم , باختصار , يعرفون كيف يرسمون الخطوط المحيطية للصدر , وكيف يجعلون طيات الثوب تتبع حركات الجسم .. أليست الباريسية هي الصفة التي تكاد تنفرد بها نساء باريس على خلاف نساء نيويورك أو لندن أو طكيو أو غيرها من مدن العالم . وان من يزور باريس لن تجذبه باريس بأنوارها الساطعة , أو ببرجها الشهير , بل تجذبه الباريسيات عبر اناقتهن اللافتة .. حتى وصفت الباريسية بكونها آلهة اغريقية ترتدي حلة عصرية .. جاذبية الروح وعفوية الانثى , هما الصفتان الرئيسيتان في شخصية كل باريسية , وهما الصفتان اللتان وجدتهما في زائرتي .

إستمتعت بدلالها الانثوي , غنجها , سعادتها , وفرحها الطاغي ..

ما إن دخلت هي , حتى اوقضت حواسي كلها , إستفزتها .. من الذي قال اننا نملك حواساً خمساً .. لا .. نحن نملك عشرات الحواس .. لا .. بل مئات .. كل ما نحتاجه هو أن يجيؤنا من يوقضها من سباتها , يكهربها .. نعم , سباتها .. لأن حواسنا تعطلت في السنوات الاخيرة , وراح الصدأ ينخرها شيئاً فشيئاً .. ذلك اننا اصبحنا نعيش على الذكريات , نتدفأ بنيرانها في ليالي الزمهرير ..

الحروب المستمرة , الحروب الطويلة , المتطاولة ابتلعت طفولتنا وشبابنا من دون رحمة.. سمحت حياتنا .. وما عادت جنازير الدبابات تتيح لنا أن نرهف السمع لهديل الحمام , أو ضحكات الصبايا .. ولم تمنحنا السيارات المفخخة مساحةً من الحرية كي نستمتع بعطر انثى تمر بجانبنا , فتلفنا بغمامة مسكها وتأسرنا بمشيتها المغناج , وإيماءاتها التي تشي بالإغراء .

ويالها من مصادفة سعيدة , أن يكون أسم زائرتي فردوس .. أنا الذي حلمت بفردوس ارضي , وطالما حلمت بالحدائق والجداول والزهور .. على غرار حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي وخسرو الدهلوي .. ألا يحق لنا , أن نعدها رموزاً لملكوت الله , وجنات النعيم .

لم أستطع أن أخفي أنبهاري .. ولم تقدر هي ان تخفي بهجتها ..

لم أشأ أن أكسر الصمت .. بقيت أتأملها وأنا أمسد ذقني وأنشف الماء بمنشفة صغيرة .. جعلت أدرس حركتها الايروسية .. وكي أداري ارتباكي , واستفزازي , مضيت لأعد لها القهوة..

لم تكن بحاجة الى مزيد من السكر في كوب قهوتها .. كانت حلاوتها تكفي مائة كوب من القهوة .. أما أنا ما أحوجني الى السكر في أمسية معتدلة البرودة .. أمسية يقضيها رسام مثلي آثر العزلة والصمت والتأمل بعد أن توجب عليّ , وعلى عشرات من الرسامين والنحاتين مثلي , أن يبقوا في منازلهم أو مشاغلهم , معتمدين على الذكريات والانطباعات الماضية , كي يستنطقوها ويبعثون فيها الحياة من جديد .. ما من تجارب جديدة , وما من انطباعات حديثة .. ما من عشيقات , ولا أصدقاء .. نختر ذكريات الماضي , تجارب الماضي .. اصبحنا نختار موضوعاتنا مما أحتفظت به أفئدتنا من مشاعر جياشة , لوعات , غصات .. ومما أختزنته ذاكرتنا من أطياف نساء لم نحصد من جراء معاشرتهن سوى خيبات العشق ومرارة الافتراق .


السبت، 27 مارس 2010

مشهد الشمس في الحلة-بقلم حامد كعيد الجبوري- الصورة -ناصر عساف

مشهد الشمس


وطقوسه الحلية

حامد كعيد الجبوري

مئذنة ...

وقباب زرق

وعباءات سود

تتراقص في الأفق الممدود

الأبيات أعلاه للشاعر الحلي الكبير (موفق محمد) وهو يؤرشف لتجمع نسوي حلي كبير للأربعاء الأخير من شهر صفر من كل عام ، فقد اعتادت النسوة الحليات أن يأتين لمقام (مشهد الشمس) للإيفاء بالنذور التي تحققت لهن ، وفي السنوات الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة لتعم المحافظات المجاورة لبابل ، وتتشابه المطالب لديهن كثيراً ، فمنهن من تطلب الولد لأنها لا تنجب إلا الإناث ، ومنهن من تطلب الحمل لأنها متزوجة من مدة طويلة ولم يرزقها الله بشي ، ومنهن من تتذرع لله أن يصلح حال زوجها ، ومنهن من تطلب الزوج الذي تتمناه ، والطريف جداً بهذه الأمنيات التي يرمن تحقيقها بعلامة آنية ومثل ما يقال بالأيد ، وفي هذه الحالة ما على الناذرة سوى أن ترتقي منارة المقام وتصل لباحته العليا وتعلّم عباءتها بخيط معين لها وترمي بها من أعلى المنارة ، فأن تطايرت سابحة بالهواء فعلامة ذلك أن طلبها سيحقق وما عليها إلا أن تهيأ نذرها للعام القادم ، وبالطبع فأنها تنزل مسرعة من أعلى المنارة وعلامات البشاشة واضحة وجلية على محياها وتلحظ النسوة الأخريات هذه البشاشة عليها ويقلن لها (أنشاء الله فرحة) ،وأن سقطت عباءتها غير متطايرة أو سابحة في الفضاء فنذير ذلك أن أمانيها ستبقى معلقة للعام الذي يليه ، وقسم من النسوة لا يستطعن صعود درج المنارة الداخلي – درج حلزوني طريقه أظلم شيئما إلا من بصيص النور المنساب من خلال الفتحات الصغيرة من جوانب المنارة – وهذا الدرج في المنارة حديثة البناء فقط والتي بنيت بخمسينات القرن المنصرم كما في المنائر الحالية المنتشرة في العراق والعالم الأسلامي ، أو الصعود لسطح المسجد المنشئ حديثاً بين المنارتين ، وفي هذه الحالة تكلف أختها أو جارتها أو صديقتها ، وأن تعذر عليها ذلك فتعطي عباءتها لأي طفل موجود لانجاز هذه المهمة مع شئ يسير من – الحلقوم أو الشكرات – كما تسميه العامة هدية متواضعة لإنجازه مهمتها،والنذور المقدمة تختلف طبقاً للحالة المعاشية لصاحبة النذر ، فمنهن من تنذر الخروف وأخرى – خبز لحم – وأخرى قدر – دولمة – ويوزع كل ذلك لزائرات مقام أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب (ع) ، ومقام مشهد الشمس يقع في الشمال الغربي للحلة الفيحاء وكذا غربي نهر الحلة بمسافة تقدر ب (1000) م عن النهر ، وأختلف الرواة بهذا المقام ومتى أنشئ ، فمنهم من قال أنه معبد لآلهة الشمس البابلية – آلهة الشمش - ، ومنهم من أسماه (مرد الشمس) معتمدين على الرواية التي تقول أن أمير المؤمنين علي (ع) حينما عاد من واقعة النهروان التي جرح فيها ولده (عمران) وأرتث –شارف على الهلاك – ومات بالقرب من مدينة بابل الأثرية ودفن قربها ، وبعد أن عبر قسم من الجيش الفرات وتأخر قسم آخر فاتهم صلاة العصر فسألوا علياً (ع) أن يدعوا الله ليرد عليهم الشمس كي يأدوا ما فاتهم من الصلاة ، فاستجاب الله مطلبهم على لسان علي (ع) وأدوا صلاتهم جمعاً معه ، فلذا أطلق على هذا المقام بمقام (مشهد الشمس) ، وقد أثبت هذه الرواية العلامة الشيخ الأميني بأسانيد كثيرة في كتابه الشهير الموسوم ب (الغدير) ،معتمدا على روايات كثيرة ومصادر مختلفة بهذا الخصوص ، ومنارة المقام بنيت في العهد السلجوقي والذي تميّز منائره عن العهود الأخرى بقرنصتها – مقرنصة – بقاعدة كبيرة تزغر كلما أرتفع بناء المنارة حتى تصل لقمتها ، وتختلف عن بقية المنائر بعدم وجود باحة للمؤذن بأعلاها كما في المنائر الأسلامية الأخرى ،وهذا يعني عدم وجود الدرج الحلزوني الذي ذكر أعلاه والناظر إليها من الداخل يجد أنها تشبه الغرف المسقفة إلا أن سقفها يرتفع تدريجياً ويزغر وصولاً لقمتها العليا ، بزخرفة معمارية جميلة جداً ، ويقول الباحثون في المنائر أن منارة مقام مشهد الشمس أحدى ثلاثة منائر لا تزال قائمة لحد الآن ، اثنان في بغداد منارة (السهروردي) ومنارة السيدة (زبيدة) ومنارة مقام مشهد الشمس في بابل ، الغريب أن الدول المتحضرة ترعى أيما رعاية موروثها المعماري إلا أن الغريب في العراق محاولة النظام السابق محو هذه المعالم الإسلامية الشامخة ففي عهد محافظ بابل (هاشم قدوري) أبان النظام السابق عام 1969 م أراد إزالة هذه المنارة بحجة بناء مجمع سكني بالقرب منها إلا أن ذكاء وفطنة مدير بلدية بابل المهندس والفنان المرحوم (شوقي جابر شعابث) ، ووفد رافقه أقنعوا المحافظ بالعدول عن ذلك متخذين من حجة أنها أحدى ثلاثة منائر سلجوقية باقية ذريعة لذلك وكان لهم ما أرادوا ، بل أكثر حيث أستحصل المرحوم شوقي جابر موافقة لترميم المنارة* وكان له ذلك ، وسألت أحد الآثاريين عن دقة ذلك ؟ ولماذا لم يذكر الرحالة أبن بطوطة برحلته الشهيرة هذا المعلم ؟ وهل أن الأطلال والخربة التي تقع غرب المقام ملحقة به سابقاً ؟ وكانت أجابته أن أبن بطوطة أرتحل للأمصار بعيد العهد السلجوقي فمن الطبيعي لا يذكر هذه المنارة ، ولربما لو نقب بالخربة المجاورة للمقام لحصلنا على معلومات قيمة جديدة ، وأستكمالاً لهذه الموضوعة أقول بنيت منارة حديثة في سبعينات القرن المنصرم على بعد (50) م من منارة المقام ، وسمعت من المهندس المرحوم شوقي جابر شعابث أنه حاول جاهداً أن لا تعلوا المنارة الحديثة على المنارة السابقة كي لا تظاهي جمالية المنارة السلجوقية القديمة ، ومن المفيد ذكره أن المساحة من الأرض المجاورة للمقام كانت لسنيين قليلة مضت مقبرة لفقراء المدينة وأطفالها ، واليوم أصبحت حديقة جميلة أضيفت لفناء بناء مقام (مشهد الشمس)

الخميس، 25 مارس 2010

المعرض الشخصي الثاني للفنانة خمائل محسن الشمري-تجليات نسوية


خمائل محسن الشمري-طالبة كلية الفنون الجميلة المرحلة الاخيرة
مواليد الحلة1988-معرض شخصي عام 2009-معرض شخصي عام 2010-اشتركت في العديد من معارض كلية الفنون الجميلة
جائزة تقديرية في معرض الفرات الاوسط في محافظة كربلاء المقدسة

الثلاثاء، 23 مارس 2010

امسية للفنان ناصر عساف على قاعة نقابة الفنانين في الحلة

تقيم نقابة الفنانين فرع بابل امسية خاصة  باعمال الفنان ناصر عساف والتي تتضمن عرض فبلم عن افتتاح معرضه الفوتوغرافي في برلين عرض مجموعة من اعماله الفوتوغرافية وجلسة حوارية ونقدية للدكتور محمد عودة وذلك يوم الاربعاء الساعة الخامسة مساءا وعلى مسرح قاعة الحلة للثقافة والفنون والدعوة عامة يتشرف الفنان بحضوركم
و

من اعمال الفنان جميل الكبيسي-قراءة سايكولوجية بريشة فنان







الفنان جميل الكبيسي-


الفنان جميل الكبيسي
تولد بابل 1947
بكالوريوس فنون جميلة
ماجستير فنون جميلة
اربعة معارض شخصية
مشاركات بمعظم المعارض الوطنية
عضو نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين
عضو اتحاد الادباء في العراق
له العديد من الكتابات والاراء النقدية المنشورة
في الصحافة العراقية
والعربية

الاثنين، 22 مارس 2010

د صفاء السعدون-جهد مثابر اعاد الروح الى مرسم فائق حسن




(( سيرة ذاتية ))

الاسم : صفاء حاتم سعدون
الاسم الفني : صفاء السعدون
المواليد : 1958
العنوان : بابل - حلة- حي البكرلي
التحصيل الدراسي :
- بكالوريوس فنون جميلة /رسم جامعة بغداد 1986
1 ماجستير فنون جميلة / جامعة كوبان / روسيا الاتحادية 1997
2 دكتوراة فلسفة / جامعة موسكو / روسيا الاتحادية 2004
اللغات : عربي – انكليزي – روسي
هاتف : 242601

2 عضو نقابة الفنانين العراقيين .
3 عضو جمعية التشكيليين العراقيين .

المشاركات :-
1. معرض شخصي / اكاديمية الفنون الجميلة / بغداد 1982
2. معرض شخصي جامعة كوبان روسيا الاتحادية 2003
3. مشاركات عديدة داخل وخارج القطر
4. مقتنيات من الاعمال في دول مختلفة (النمسا ، المانيا، فلندا ، بولونيا ، روسيا ، كندا ، سوريا ، لبنان ، الاردن ، الامارات ، وغيرها )
5. تصميم ديكور مسرحي ( مسرحية التعري 1982 ، مسرحية الشريعة 1984 ، مسرحية ذيب وزيبك وغزالة 1985 ، مسرحية الردهة 1991 ، اوبريت عشتار 1993 ، مسرحية تفعيلة في بحر هائج 2005 )
الشهادات والجوائز :
4 جائزة افضل ديكور مسرحي قطري (مهرجان المنتدى المسرح 1991)
5 شهادة تقديرية (يوم الفن نقابة الفنانين العراقين 1987)
6 شهادة تقديرية وزارة الثقافة والاعلام 1990
7 شهادة تقديرية مهرجان منتدى المسرح السابع 1991
8 شهادة تقديرية نقابة الفنانين العراقين 1992
9 شهادة تقديرية جامعة كوبان روسيا الاتحادية 2003
10 شهادة تقديرية المعرض العالمي ( مكسيك ، صين ، روسيا ، العراق ) روسيا الاتحادية 2004





الأربعاء، 17 مارس 2010

حوار مع الفنان د غالب المسعودي




حاوره زهير الجبوري

ان المتفحص لتجربة الفنان التشكيلي (د. غالب المسعودي) في السنوات الأخيرة يجد انه يواكب التحولات الفنية بما تجيء به من مزايا حديثه ثم بعد ذلك يعمل صوب تأسيس واقع خاص به من حيث الاسلوب والثيم المستخدمة داخل اعماله، وقد استطاع ان يقدم (لوحات) في الفترة الأخيرة وهي تنطلق (موضوعيا) من الواقع المعاش،

مع ان الرموز المستخدمة عنده جاءت ضمن تركيبات حديثة، ولأن الحديث يتسع في هذا الموضوع، التقيناه فكان معه هذا الحوار:

* من خلال مشاهدتنا لأعمالك الأخيرة، فقد لمسنا انك قد اشتغلت بانفتاحية الموضوع وصراحة الألوان، ثم الاعتماد على ثيم تحمل دلالات منفتحة؟
ـ بما انك قارئ ومتابع لأعمالي منذ سنوات، فأقول لك بان الانسان وليد ظرفه الموضوعي ومن ثم عندما يحصل تقدم اجتماعي واقتصادي ينعكس على الإبداع ذاته، ولديّ انا شخصيا تقنياتي الخاصة كما هو الحال لكل فنان وفي كل اختصاص، لذلك اتعامل مع منتجي كـ (نص) مشبع فيه تقنية الرموز والانفتاح أمام الاجناس الاخرى.. أي تراني في منطقة معينة استثمر قصيدة ما وأحولها الى نص جمالي، ومن جهة اخرى فان الواقع الاجتماعي وتأثيراته في الوقت الحالي يساعد على تأسيس ما نريده. كما وان التقنية الفنية في التعامل مع اللوحة في مثل هذا العمل تحتاج الى رعاية دقيقة.
* من هذا نجدك تنطلق من ثقافة خاصة تكرسها داخل اعمالك؟
ـ بالتأكيد، فانا متعدد القراءات، وبالنتيجة ينعكس ذلك على اعمالي.. وعلى كل فنان ان يخلق لوحة بأدواتها الموضوعية والفنية، فحين نخوض في مجال المعرفة فاننا نعمل على خلق ما هو جديد فترى احيانا حتى( البشاعة) تحمل جمالا شاخصا مرتبطا بالواقع المباشر، مثال على ذلك عندما قمت برسم (مع عدد من فناني الحلة المهمين) لوحة خاصة بالانفجار الى هز الاوساط الاعلامية وغيرها في العراق في مدينة الحلة في العام الماضي، كانت هناك شواهد عيانية سحبتها وادخلتها في لوحاتي بتكثيفية عالية، فحين شاهدت الرؤوس والأيادي والأرجل متناثرة (اذ واقع الانفجار كان بالقرب من عملي في عيادة الاسنان).. جعلني اكرس المنظر هذا الى توثيقية / فنية فبالرغم من التشظي الذي حصل، فهو بلا شك يؤثر على ذائقتنا الفكرية والنفسية لنقوم بتكريس ذلك فنيا .

* في بعض من اعمالك نجد استعارات للرموز الاسطورية الموظفة بطريقة حديثة، فهل يعد ذلك مدروسا، أم ماذا؟
ـ للاسطورة ومفهومها المعرفي شكل خاص بي، ولعل هناك فهما إلقائيا وآخر عيانيا من خلال طرح الشكل العام للآخر / المتلقي فملحمة كلكامش من حيث وظيفتها الموضوعية تعطي جوانب معرفية واضحة، ولكني" كفنان تشكيلي "، ، أوظفها بما هو معاصر (فنيا) عن طريق ادواتي الحديثة كما وان اللعب باللون والشكل يسحب المتلقي للاستمتاع بما هو ممتع وجميل، وبذلك يتحقق في نهاية الأمر الموضوع الحديث لمسألة تاريخية.
* ولكن هناك اضافات في تقنية اللوحة ذاتها؟
ـ بكل تأكيد، فهناك تقنيات الكولاج والشطب واللصق والتعرض الحراري، كلها موجودة في أعمالي، وخاصة الأخيرة منها.. ولكنني لا استطيع مغادرة المواضيع المثيولوجية، والاضافات التي تقصدها تتمازج بين المواضيع التاريخية المتصلة بأدوات الفن الحديث من حيث الاستخدام.
* اذن أنت تبحث عن تجربة جديدة تطرحها تجربيا الى الساحة التشكيلية؟
ـ أعتقد ان الفنان الحقيقي وبجميع الاختصاصات ديدنه الخروج عن السائد التقليدي، فاذا كان مسلحا بما هو معرفي في مجاله، فانه بلا شك سيؤسس فنانا قائما على ذائقة سليمة، والاسطورة لا تنضج الا بالتجريب، ربما هو خلاصة وعي الانسان ببيئته وما يدور حوله من ظواهر طبيعية.
* من كل ذلك، ما المطلوب من الفنــان التشكيلي ليقدم ما هــو جديد؟
ـ الفنان هو الذي يصوغ اللوحة مثلما يريد ومثلما تحدده ذائقته الفنية، ولا توجد وصايا على المبدع.. وبصورة عامة نحن بحاجة الى نظرية نقدية تستمد الى ارثنا الحضاري، وهذا الأمر لم نلمسه ولم نشاهد محاولات للخوض فيه، ومن ثم فان الفنان يسير نحو المستقبل ليحقق ذاته امام تراكم الأحداث، ولم تتأسس حركة تشكيلية حقيقية باستثناء مدرسة بغداد للفن الحديث وكان رائدها الفنان الكبير (جواد سليم).. وبذلك نحن نجعل من الماضي ما هو مفخرة لحاضرنا، ولا زلنا في الوقت الحالي نستعير الجماليات من الخارج.