الرأسمالية قصة عشق –
وثائقي من انتاج مايكل مور
صائب خليل
20 كانون الأول 2018
يبدأ مايكل مور فلمه
الوثائقي المتميز بعرض تشابه بين نهايات الامبراطورية الرومانية والوضع الأمريكي
الحالي، خاصة بذخ الخاصة وعوز الفقراء الشديد، ولجوء الأثرياء والطبقة الحاكمة الى
"اللهو" و "الترفيه" وإشاعة السخف، لإلهاء الفقراء عن مصائبهم
والإبقاء عليها، وكيف انهار الوضع السياسي من سلطة نواب منتخبين الى سلطة غاشمة
مركزة، وتسبب ذلك في انهيار روما في النهاية.
يعرض الوثائقي أيضا تحذير
بعض القادة من الاتجاه الذي يتطور اليه الوضع الأمريكي، وكيفية استلام التافهين
السلطة ومن يقف وراءهم ويوجههم.
ويبين مايكل مور كيف ان الشركات
كانت تقدم ضرائب تصل الى 90% من أرباحها، ورغم ذلك كان أصحابها في منتهى الثراء،
وكانت الطبقة الوسطى في حالة جيدة ويكفيها راتب معيل واحد.. وكل هذا تغير..
بعد ذلك يعرض مايكل مور
ظواهر مرعبة للرأسمالية مثل نوع من خصخصة السجون، وما ينتج عنه من فضائع لا يستطيع
العقل تحملها مثل الحكم بالسجن على شباب لأسباب تافهة جدا ويتم تمديد فترات سجنهم
لأن سجنهم يزيد من ثروة شركة تستلم مبالغ باهظة عن كل سجين شاب ولطول فترة سجنه.
وكذلك يظهر كيف ان الطيارين
بسبب المنافسة بين الشركات تم تخفيض رواتبهم بشكل شديد ويسلط الضوء على حالة سقطت
فيها طيارة كان الطياران فيها يتحدثان عن سوء احوالهما المعيشية. وقد دفع ذلك
بعضهم إلى أن يعملوا عملاً ثانيا تافها مثل توزيع العصير، أو يستجدوا الطعام من
مؤسسات الصدقات، كما قام البعض الآخر بالتبرع بدمهم مقابل المال ليعيشوا!
ويكشف مور ان العديد من
رجال الدين المسيحي يقفون بالضد من الرأسمالية ويعتبرونها وحشية لا إنسانية
ومناقضة لمبادئ المسيح.
ويلفت مور النظر الى تجارب
صناعية واعمال يقوم العاملون فيها بتأسيسها بأنفسهم ويتشاركون فيها، كبديل
للرأسمالية. ورغم ان ذلك لن يكون بالفعل بديل حقيقي للرأسمالية (حيث ان حصة الشخص
لا تعتمد على عمله فقط بل على نسبة مشاركته رأس المال أيضا) إلا انها بالتأكيد
تجارب تستحق الوقوف عندها.
ثم يتحدث الفيديو عن
الألاعيب الاقتصادية التي أوقعت الناس في الورط المالية التي كلفتهم املاكهم في
النهاية. وينبه أيضا الى حقيقة ان أكثر من 500 من المحققين في الجرائم المالية قد
تم نقلهم بعد 11 سبتمبر 2001 الى اقسام "محاربة الإرهاب"، وهكذا تخلص
منهم رجال المال والاعمال، وازدادت الجرائم المالية بشكل وصف بأنه
"وبائي".
بعد ذلك يسلط مور الضوء على
الكارثة المالية – او بالأحرى الفضيحة المالية – للعام 2008 والتي سببت انهيارا
للنظام المالي، فقامت الحكومات ومنها الامريكية بإنقاذ البنوك بدفع مبالغ هائلة من
أموال دافعي الضرائب اليهم. ويبين الفيديو لماذا يكون من صالح هذه المؤسسات تشغيل
الفاشلين والمتسببين بالكوارث، فهم تحت تصرفهم ولا يرفضون أي أمر.
يلاحظ هنا ان هذا لم يجر
بلا مقاومة وان الناس تمكنت من إيصال صوتها الى الكونغرس، لكن البنوك كانت في
النهاية هي الأقوى.
وقام روزفلت قبل نهاية
الحرب العالمية الثانية، وقبل وفاته بسنة واحدة، بمحاولة لضمان حياة كريمة لكل
امريكي بضمان مجموعة من "الحقوق" مثل التعليم الجيد ومسكن وعمل مناسب وتأمين
صحي الخ، ولم يتحقق من تلك أي شيء للأمريكان، لكن الأوروبيين واليابانيين تمكنوا
من تحقيق الكثير منها، لأنهم لم يتعرضوا الى الحرب المباشرة من الشركات الامريكية.
الفيلم الوثائقي للمخرج
الأمريكي مايكل مور بعنوان" الرأسمالية: قصة عشق " من إنتاج عام 2009
ترجمة: مايا سليمان
من اختيار صفحة:
فيديوات لفهم العالم
مايكل
مور فيلم الرأسمالية: قصة عشق - YouTube