الأربعاء، 7 أبريل 2010

الجسر-----الخورنق والجنائن المعلقة-بقلم حامد كعيد الجبوري



الجسر ...الخورنق والجنائن المعلقة!!!!

حامد كعيد الجبوري

يتحدث التأريخ أن أحد ملوك بابل تزوج من إمرأة ليست من دياره البابلية فأصيبت بمرض الكآبة حنينا لديارها السابقة ، وبما أن ديارها السابقة جبلية تشتمل على حدائق غناء وجبال عالية مكسوة بالخضرة ، لذا أمر ببناء قصر على مساحة كبيرة من الأرض ببيئة تشابه بيئة أهل زوجته ، فعمل المهندسون جبالاً عالية وزرعوها بالأشجار وواجهتهم مشكلة إيصال المياه إليه ، نادى منادي داخل المدينة لمن يستطع إيصال الماء فله هدية مجزية سنية ، وفعلاً تقدم أحدهم بمشروع ناجح وأوصل المياه لهذه الأشجار فبسقت مناطحة للسماء ،وسرت الزوجة بقصرها المنيف الذي أشبه ديارها السابقة ، وأطلق الملك على قصره ( الجنائن المعلقة) وهو غير بعيد عن مركز مدينة بابل ، والملك البابلي هو الملك نبو خذ نصر ، وسلطان آخر حدث له ماحدث لنبو خذ نصر فأبتنى قصر الخورنق مستعيناً بمهندس زمانه (سنّمار) ، وأكمل المهندس المسكين القصر على أجمل مايكون ، شرفات تطل على حدائق ومسابح ، غرفا تبرد صيفاً ومعتدلة الحرارة شتاءاً دون وجود ما يبردها أو يدفئها -حيث لم تبتكر نعمة الكهرباء التي حرمنا منها منذ أمد بعيد وستصبح منجزاً أو فتحاً لا يباريه شئ لمن سيعيدها لحالها السابق- ، حينما أستلم السلطان القصر من مهندسه (سنمار) وطافا بأرجائه المعمورة بُهر السلطان بهذا المنجز وسأل المهندس ، هل يمكن أن تبني قصراً أفضل منه لاحقاً ؟ وهل أن للقصر هذا عيوب داخلية أكتشفها المهندس قبل نهاية بناءه له ؟ أجاب المسكين (سنمار) ، نعم مولاي يمكن أن أبني أجمل وأفضل منه لو تيسرت السيولة المالية لذلك ، وأضاف المهندس لسلطانه قائلاً ، هناك آجره وضعتها بمكان ما من القصر لو تحركت من مكانها لتهدم القصر بكامله ، أصيب السلطان بخوف شديد وحدث نفسه قائلاً ، ماذا سيحدث لو أخبر المهندس أحداً بذلك ، ثم ماذا سيحدث أن أختلف السلطان مع هذا المهندس ، أنها معادلة صعبة ستجعل حياة السلطان بخطر كامن









دائم ، وفكر السلطان كثيراً بذلك وسأل ( سنمار ) قائلاً ، هل عرف أحد بمكان هذه الآجرة ياسنمار ؟ أجاب المسكين قائلاً كيف أفعل ذلك يامولاي ، أبتسم السلطان إبتسامة عريضة وقال لسنمار دلني على هذه الآجرة أيها المهندس الأمين ، وبعد أن عرف بمكان الآجرة قال السلطان أني أجد في أحد شرفات القصر عيباً أريد منك أن تصلحه ، قال ( سنمار ) على الرحب والسعة مولاي ، وما أن وصلا لتلك الشرفة وكان السلطان مستعد لتنفيذ مخططه ، وضع السلطان يديه بظهر (سنمار) وبكافة طاقته الإجرامية دفع (سنمار) من ذلك المكان الشاهق وسقط للأرض جثة هامدة ودُفن سر الآجرة معه .

كل هذه المقدمة بسبب جسر تقاطع (الطهمازية ) في محافظة بابل المحروسة الذي بني بكلفة (17) مليار دينار عراقي بناه أحد المهندسين حفدة المهندس (سنمار) والمهندس الذي بنى الجنائن المعلقة ، كل الذي يمكنني قوله أنه جسر (يخرب من الضحك) وشر البلية مايضحك ، فالقادم من الديوانية أو النجف متجها صوب العاصمة أو كربلاء سيجد أن للشارع العام مسارا غير مسار الصاعد لهذا الجسر وما على سائق السيارة إلا أن يحول مقود سيارته ربع دورة يسارا تقريباً لكي يسلك طريق الجسر ، أنه السنمار الجديد و لا نعرف مكان الآجرة التي وضعت في الخورنق العتيد لأصطياد السيارات وهذا ما لا نتمناه ...للأضاءة .... فقط .

ليست هناك تعليقات: