بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الخميس، 1 يوليو 2010

حوار مع الفنان غالب المسعودي حول حروفية التحدي-اجراه المرحوم الفنان عبد الباسط النقاش


حوار حول حرفية التحدي-أجراه الفنان عبد الباسط النقاش لجريدة العهد الجديد:
س)لديك مشروع لاستخدام الخط المسماري وموائمته مع الخط العربي..ماهي الخطوط الأولية لهذا المشروع....هل هو بطريق الصدفة أو محض تجارب شخصية في ميدان الكتابة العربية؟
ج)لابد من توضيح ان الحروقية الجديدة ليست لها علاقة بالكتابة المسمارية إذ أنها أي الكتابة المسمارية كتابة مقطعية والحر وفية الجديدة هي استلهام الحرف العربي كما هو مع حذف الاستطالة التي لا أراها ضرورية لبنية منطوق الحرف وعلاقتها بالكتابة المسمارية هي البنية التعبيرية أما جماليات التكوين والإنشاء فهي مبنية على جماليات الكتابة العربية بمفهومها التشكيلي البحت.لم يأت المشروع صدفة بل نتيجة دراسة استغرقت فترة طويلة نسبيا إذ أني درست الخط العربي بكل إشكاله ولا ادعي وصلت إلى درجة الكمال إلا أني تعلمت القواعد المهمة التي تتحكم بأصول الأداء وتوصلت إلى أن الخط العربي وصل إلى قمة إشكاله في عصور متقدمة وما يقوم به الخطاطون هو التجويد في الأداء وليس الإبداع, ومن ناحية أخرى إنا انطلق من مفهوم سيميولجي للنص وبذا يكون الحرف هو البنية الأساسية للنص ولذا يجب أن يقرا عموديا وأفقيا ويكون شكله ناطقا بصوته ,والعربية لم تكن منقطة في بداية التعامل بها مع النص المقدس وجاء التنقيط كحل أعرج للاعجام وهو مستعار من الكتابة السريانية وهناك نصوص كثيرة استمرت إلى مابعد 200هجرية تكتب بدون التنقيط.
س)
هل تعتقد أن هذه الأصول الحر وفية مرتبطة أساسا بنفس روحية الفنان الرافديني وهل هناك ثيمة مشتركة استطعت التعرف عليها؟
لابد أن أشير إنا عشت في منطقة وادي الرافدين وهناك وعي معرفي متصل قد يكون له ارتباط جيني ولا بد أن يؤثر في روحية الفنان مع الأخذ بالاعتبار اختلاف العصر, واعتقد أني استطعت التعرف على الثيمة المشتركة من خلال إطلاعي على تراث المنطقة منذ العصور السومرية الموغلة في الفدم وبحكم موقع بلاد الرافدين وغناها والتي أصبحت مطمعا لتكالب القوى المحيطة أصبح الفنان يخاطب عقلية المتلقي بأكثر من بعد واحد لتركيز مفهوم الإشارة ويشحذ بصيرة المتلقي بجمالية أخاذة مع بنية بيانية وبلاغية.
س)إلا تخاف من التشابه الذي ربما يحصل بين الكتابة العبرية ومشروعك بتجزئة الحروف أو تجريدها من النقاط؟
ج)من ناحية التجزئة ليست العبرية وحدها مجزئة الحروف بل معظم اللغات التي تعتمد الأبجدية والتي يربو عددها على ستين لغة أما من ناحية الشكل فالحر وفية الجديدة فريبة جدا من شكل الحرف المسماري واعتقد أن هذا لايجب أن يجير لصالح العبرية لان الكتابة واللغة  هي رافدينية بامتياز أما مسالة التنقيط فالعربية أصلا غير منقطة ولتمييز الحروف وضعت حلا يعتمد على شكل الحرف.
س)
إن موضوعات هده الحر وفية هل هي تشكيلية أو تصويرية للغة البابلية او السومرية وهل هناك من قاسم مشترك بينها؟
ج)
إن اللغة البابلية والسومرية والأكادية والأشورية هي لغات مختلفة رغم تداخل الأصول وإنها تشترك بالكتابة والقاسم المشترك بين هذه اللغات هي الكتابة وقد تمكنت من إبراز القيمة التعبيرية والحر وفية الجديد ةهي تشكيلية ذات دلالة معنوية وبهذا تشكل جسرا بين الشكل والمضمون.
س)
هل تعتقد إن هناك تجارب سابقة بهذا المضمار وهل اطلعت عليها؟
ج)
كون الكتابة المسمارية بعيدة عن الكتابة العربية فلا اعتقد إن هناك محاولات بهذا المجال ولكني اطلعت على تجارب لاستلهام شكل الحرف المسماري بكتابة عربية مثل شعار مجلة ألواح التي تصدر في اسبانيا والمبدأ هو تطويع الحرف العربي لما بناسب شكل الكتابة المسمارية دون الدخول بإيجاد قاعدة حرة وتجارب تحديث الكتابة العربية فهي كثيرة لاتسعها صفحة واحدة.
س)
في غمرة كل الخطوط المقترحة والتي تتوزع على نطاق الحروف الجاهزة(االليزرست)هل تعتقد أو في بالك من يقبل بمشروعك الفني؟
ج)
المشاريع دائما مبنية على نجاح الأساس الاقتصادي للمشروع وبضمنها....    المشاريع الفنية والقبول مرهون بمدى نجاح الجدوى الاقتصادية وليس الجدوى الفنية ونحن في زمن العولمة كل شيء مسلع بما فيها الثقافة واللغة والكتابة واعتقد  أني زرعت شفرة داخل المشروع وهي القاعدة الحرة المتوارية داخل النص.

هناك تعليق واحد:

medo يقول...

شكرا على الموضوع الرائع