الأربعاء، 14 يوليو 2010

احتواء-ايمان اكرم البياتي-تخطيطات د.غالب المسعودي




احتواء ابدي

ايمان اكرم البياتي

احتواء

بحثتُ وبحثتُ .......وبحثتُ عنه

سالتُ عنه فلم يسمع عنه احد ..... وكأنها كلمة من خارج اللغة!

سالتُ عنه الباعة في الأسواق و في يدي الكثير من المال لأشتريه

ظهر لي إنهم لا يبيعونه ولا يعرفوا ما يكون!

قلتُ إذن ابحثُ عنه وحدي...

وانهي معاناتي

فكفاني ذلك الخواء في صدري ...فلقد أتعبني..

سرتُ تحت المطر

و فتشتُ قرب مواقد النار في البيوت الدافئة

وعلى الأرصفة حيث تتطاير الأوراق

لم أجد له أثراً

ولم اعرف له وصفاً

ففكرتُ ربما أنه في بلاد أخرى

حملتُ حقيبتي وجواز سفري ورحتُ أطوف بلدان العالم

احتواء.....بحاجة إلى احتواء أيها الناس

أتعبني الخواء

الكل يتحرك....لا يسمع....وان رد اكتفى بلا اعرف

وقفتُ في حيرة

رميتُ بجسدي على الأرض

وضربتُ بقدمي على الإسفلت القاسي اللعين

تعبت....

تعبت من إحساس الوحدة

من كوني أنا فقط

أنا ولا كلمة بعد حرف العطف في أنا و...

عشرون وبضعة سنوات متناثرة وأنا اصرخ وابحث عن احتواء

صرخة أنثى تستغيث : في داخلي يسكنُ الرعد والبرق والصقيع

امرأة ترجو احتواء مع آخر

تكملهُ ويتممها وربما تذهبُ لتنصهر فلا يظل اثر للانا

لا بأس .....بحاجة إلى احتواء

هل سمع أحدكم عنه؟

صوت ما من بعيد

كصفير الرياح في الشوارع الخاوية

يرميني بحروف ثلاث متقطعة

ر......ج.....ل

ثم صفير آخر...

ح....ب

رجل وحب؟!

أهذا كل شيء؟

أهنا في هاتين الكلمتين دواء علتي القديمة التي بدأت منذ صباي؟

قبعة وسترة أو ربما رداء وحذاء داخلهما جسد ساخن

ثوب واحد يضمني وإياه

فتنتهي أوجاعي!!

واقطع أسفاري

وأعود دياري

احتواء.....ها أنا عرفته الآن!

لكن أين أنت أيها الرجل؟

تعال و أملأ الثياب تلك ..

ضع يدك على ظهري

ودعني أضع يدي على قلبك لتحبني

لتنتهي بذلك أحزاني

و سنوات ضياعي

ولأذوب في احتواء ابدي

يصهرني إلى سائل احمر كالنحاس

يتجمعُ معك في تمثال واحد

يحملُ حرارة الشمس

على ارض لا تعرف إلا فصول الثلج!


ليست هناك تعليقات: