الخميس، 8 يوليو 2010

عراقي يراس مؤتمرا دوليا وعلميا في هنغاريا


عراقي يرأس مؤتمراً علمياً دولياَ في هنغاريا
(صوت العراق) - 28-06-2010


بقلم: فارس الماشطة

عراقي يرأس مؤتمراً علمياً دولياَ في هنغاريا
أنعقد في العاصمه الهنغاريه بودابست وفي مركز المؤتمرات في جامعة أتفوش لوراند للعلوم الطبيعيه في الفتره مابين العشرين والرابع والعشرين من حزيران 2010 الكونغرس السادس لكيمياء وبايولوجيا المركبات النشطه حيوياً في النُظُم الغذائيه. وكان المؤتمر برئاسة وتنظيم وأعداد الدكتور حسين جهاد داود أستاذ الكيمياء التحليليه والحيويه في جامعة كورفينوس ورئيس قسم التحليل في المعد المركزي لعلوم الغذاء والتغذيه (من مواليد محافظة ذي قار- قضاء سوق الشيوخ).
وقد شارك في المؤتمر 144 عالماً وباحثاً وأخصائي من 34 دوله لمناقشة آخر ما أستجد في هذا المجال وللأطلاع على نتائج البحوث والدراسات الحديثه. وقد إفتتح الدكتور حسين جهاد المؤتمر بكلمة رحّبَ فيها بالمشاركين وتمنى لهم مؤتمراً ناحجاً وأقامة طيبه, كما قدّم عرضاً أحصائياً عن المؤتمرات السابقه وحجم الأهتمام المتزايد بمثل هذا المؤتمر ونتائجه في المجالات الصناعيه والطبيه والبايولوجيه وكذلك جرداً لعدد المشاركين فيها. وبعد ذلك القى ممثلون عن الجامعه المضيّفه وأكاديمية العلوم الهنغاريه وجمعية الكيميائيين الهنغار والجمعيه الأوربيه للكيميائيين كلمات للترحيب بالمؤتمر وبالمشاركين به.
وفي البرنامج العلمي ألقي 133 بحث ودراسه في الأختصاصات المختلفه التي حددتها اللجنه المختصه بذلك والتي شملت كيمياء وتحليل المركبات الملونه النشطه حيوياً في الغذاء مثل الكاروتينويدات والفينولات البسيطه والمتعدده والكلوروفيلات ومشتقاتها بأستخدام الطرق والأجهزه أو التقنيات الحديثه والتي ساهمت في كشف مركبات جديده لم تعرف سابقاً ومتابعة تغيراتها أثناء نضج وتصنيع وخزن وهظم وتمثيل الغذاء. ومن الدراسات والبحوث الهامه التي قُدّمت في المؤتمر تلك التي سلّطتْ الضوء على العلاقه العضويه بين طبيعة وتركيز تلك المكونات من جهه وبين التغيرات الحاصله في مستوى الأكسده والأختزال في النُظًم البايولوجيه والأعضاء المختلفه في جسم الأنسان. كما ناقشت بحوث أخرى العلاقه بين المواد الملونه الطبيعيه في الأغذيه وحدوث الأمراض الخطيره المهدده لحياة الأنسان مثل الأورام الخبيثه وأمراض القلب والعيد من أمراض الشيخوخه المرتبطه بطبيعة التغذيه اليوميه للأنسان.
لقد أشارت نتائج البحوت المقدمه للمؤتمر الى الأهميه القصوى لتغير النُظُم الغذائيه المعتاده الى نُظًم حديثه ترتكز على العلم والدراسات العلميه لغرض الوقايه من الأمراض الخطيره التي تهدد أعدلد هائله من البشر ولزيادة المناعه ضد تلك الأمراض ومقاومتها والتي لايمكن أن تتحقق دون الأهتمام بالتغذيه وموازنتها اليوميه وخاصة عند الأطفال والمسنين. أن من أبرز النتائج التي توصل اليها العديد من الباحثين هي العلاقه الأيجابيه بين تناول الخضروات والفواكه الغنيه بالمواد الملونه الفاعله حيوياً والأحتماليه المنخفضه للأصابه بالأمراض الخطيره وبأطالة فتره الشباب أو تأخير مرحله الشيخوخه من حياة الأنسان.
لقد أكدت النقاشات والمقترحات والتوصيات التي رافقت بعض البحوث على أهمية وضرورة نقل نتائج مثل هذه المؤتمرات الى العمليه التعليميه والتربويه لجعلها أولويات هامه في حياة البشر وزيادة قناعاتهم بضرورة تغيير نظام تغذيتهم اليومي والأبتعاد عن التغذيه التقليديه التي تقف وراء العديد من الأمراض الخطيره , وكذلك التأكيد على ضرورة تطبيق وأرساء أسس التغذيه الصحيحه قي رياض الأطفال والمدارس.
ولم تكن السياسه بعيده عن المؤتمر حيث أشار العديد من العلماء والمختصون الى ضرورة رصد المبالغ المطلوبه لمعالجة المشاكل الناجمه عن التغذيه غير الصحيحه وأيلاء أهتمام خاص ببلدان العالم الثالث خاصة تلك التي شَهَدتْ أو لازالت تشهد الحروب ومعالجة آثارها السلبيه على صحة الأنسان وخاصة الأطفال عن طريق تطبيق نُظُم غذائيه تساهم في معالجة وتخفيف تلك التأثيرات وللحيلوله دون أنتقالها الى النُظُم الجينيه لتصبح عوامل وراثيه تهدد الأجيال القادمه.
وفي ختام المؤتمر شكر رئيس المؤتمر الدكتور حسين جهاد جميع المشاركين وأثنى على المستوى العلمي الرفيع الذي أظهروه من خلال بحوثهم ودراساتهم ومناقشاتهم التي أغنت المؤتمر وأكسبته نجاحاً كبيراً. وقُدمت في حفل الأختتام جوائز قيمه لأفضل أربعة بحوث قررتها اللجنه العلميه التي أختيرت أثناء المؤتمر وشكلت من ثمانيه من علماء عرفوا على المستوى الدولي وبرئاسة البروفسور بفاينهاوزر من النمسا. وتم أيضاً تقييم المؤتمر من خلال تقرير ملخص أعدته اللجنه المنظمه وقدمه البروفسور جوزيف دَلي من جامعة بيتش في هنغاريا. وعن المشاركيين في المؤتمر القى البروفسور جورج بريتون من جامعة ليفربول في بريطانيا كلمة ً اعرب فيها عن شكر وامتنان المشاركين لرئيس المؤتمر واللجنه التحضيريه على المستوى الرفيع والمميز لتنظيم وأعداد المؤتمروأختيار مواضيعه بدقه وتمنى للجميع النجاح المستمر. وبعد ذلك أعلن عن المؤتمر القادم حيث سينعقد في أيطاليا برئاسة الدكتور ماركو أرلوريو.
وفي سياق عرضنا لهذه الموضوع تتوارد الى الذهن الاسئله التاليه: متى يحتضن العراق علمائه وكنوزه العلميه المغتربه ويوفر لها مستلزمات الأبداع على أرضه الطيبه ليساهموا في أعادة بنائه وهيبته ؟ ومتى يوفر الظروف الصحيحه للعلاقه الأيجابيه بين علماء ومثقفي ورجال الأقتصاد العراقيين في الخارج وزملائهم في المؤسسات العلميه داخل الوطن؟ ومتى نشاهد مؤتمرات دولية رفيعة المستوى وخاليه من التزمير والتطبيل للقاده السياسيين تنعقد على أرض الرافدين وهي الأكثر حاجة اليوم للخروج من عهد الظلمات الى عصر العلم والنور؟

ليست هناك تعليقات: