الجمعة، 28 مايو 2010

تميمة كادت تودي بحياة رضيعة-بقلم د غالب المسعودي



تميمة كادت تودي بحياة رضيعة


الصور المرفقة حقيقية لكني لم اعرض الصور التي تثير النفرة مراعاة للبعض

يوم الخميس 27-5-2010 صباحا حوالي الساعة الحادية عشر وفي استشارية جراحة الوجه والفكين التابعة لمستشفى الحلة التعليمي حضرت الطفلة الرضيعة زينب علي البالغة من العمر سنة ونصف وباحالة من من مستشفى الكفل العام بدعوى سقوط من شاهق ولدى المعاينة وملاحظة وجود جروح وتورم في الشفة العليا وتمزقات داخل الفم مع نزف دموي في منطفة الوجه والشفتين,بعدالاستفسار من ذوي الطفلة واخذ التاريخ المرضي للحالة تبين انها سقطت من سطح الدار التي هي في طور البناء وتدحرجت الى الارض على سلم اسمنتي وعادة تدق مسامير في قالب الاسمنت....نقلت الطفلة فورا الى مستشفى الكفل العام تم اجراء الفحص الاولي اخذت لها صور الاشعة السينية,تبين وجود مسامير في منطقة الشفة العليا والجيوب الانفية وقاع الفم حولت المريضة الى شعبة الانف والاذن والحنجرة وبعدها حولت المريضة الى شعبة جراحة الوجه والفكين,ولدى التقييم الاولي تبين انها تحتاج الى عملية فوق الكبرى لازالة الاجسام الغريبة وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على حياة الرضيعة وقبل الدخول في تفاصيل العملية هناك اجراءات لابد منها وهي التاكد من موقع الاجسام الغريبة وهذا يتطلب اخذ صور شعاعية متعامدة,مع الصورة الاولى لغرض تحديد ولو تقريبي عن مكان وجود الجسم الغريب وعند تحويل المريضة الى غرفة الاشعة جاءت النتيجة سلبية اي لا توجد اجسام غريبة في منطقة الوجه,ولدى التحقق ومقارنة صور الاشعة السابقة تاكدت من انها تعود للمريضة نفسها,السؤال الان اين ذهبت المسامير,راودني شك قد يكون ان الطفلة قد ابتلعتها ,طلبت من زميلي طبيب الاختصاص في الاشعة ان يعمل لها صورة اشعة للصدر والبطن خوفا من ابتلاعها للمسامير وهي طفلة لاتدرك ما تفعل ويكون الموقف اكثر خطورة وبعد اجراء الفحص المطلوب جاءت النتيجة سالبة ايضا,اخذ الشك يراودني اين ذهبت المسامير؟

قد يكون ذهبت مع البراز لكن لم يمضي على الحادث الا ساعة واحدة.

اتكات على كرسيي وانا افكر بمصير المسامير وهذه الرضيعة التي تبكي امامي ماذا افعل لانقاذ حياتها؟

تطلعت الى وجهها البريء وخيوط دموعها تختلط بالدم الراعف من شفتيها ماذا افعل؟

سالت جدها الذي كان برفقتها ما هذا الذي في عنقها.....اجابني ببساطة انه(حرز)...يعني تميمة

هل تسمح لي بتلمسه......براحتك

لم وضعته في رقبتها ياشيخ؟

كانت مريضة ولبعد المستوصف وضيق ذات اليد ذهبنا للسيد فاعطاها هذا (الحرز)...التميمة ...عن المرض

اتسمح لي بفك هذا الذي تسميه(حرز)

عمي بكيفك

وياللهول....ماذا وجدت

انها المسامير التي ظهرت بصور الاشعة السينية مع ورقة ملفوفة ومكتوبة بخط رديء وقطع فماش وسخة وحبتا هيل وصوف اغنام رائحته تزكم الانوف وقطع قماش وسخة كلها ملفوفة بقماش من الساتان الاخضر........كانت الطفلة قد اخفتها تحت خدها عند قيام المصور الشعاعي بالتقاط الفلم


ليست هناك تعليقات: