كتابات د . غالب المسعودي
في الصورة الحيوية .... للفنان
د.غالب المسعودي
(( النص الذي يأسر، النص الملتهب الذي يتأبى على كل مشابهة ، والذي ينافس بوظيفته الارتباط التجاري بما هو مكتوب، هذا النص الذي يحميه ويصونه تأبيه على النشر سيفرض عليّ الاستجابة التالية... أنا لا أستطيع أن أقرأ أو أكتب ما تنتجه أيها النص المتأبي ولكني أستطيع أن ألاقي هذا الذي تنتجه كأني ألاقي النار أو المخدر أو الفوضى الملغزة))
رولان بارت
إن الفنان في تمييزه هذا بغض النظر عن أنه خرق للمنطقي بصيغ متعددة أي وضع الحياة في سياق التحول والتطور يجعلها في تدفقها بمنجز يتفوق على نفسه في بعده النظري والمعرفي انطلاقا من تأويل هذا الإيمان الدافق على نحو عقلي درءاً لكل التباس منهجي قد يحدث في سياقه ، هناك عمليه تتمثل للماضي وصهره في أناء الحاضر وعندما يكون الظرف الموضوعي وهو خارج الذات غير مناسب سيؤدي بالمنجز الفني الى نوع من الحوار المونوغرامي الذي يفضي الى انتحار الذات على مذبح العدم ولكي لا يتحقق ذلك لابد أن يكون هناك نظام ونظام مضاد في عملية احتواء نتيجتها هو الهضم والتمثل لكل شاردة وواردة بنظام متقدم يعتمد على أجهزة متطورة من ناحية منظومية لكي لا تكرس الهيمنة لمجموعه من الخطابات تفرزها إيديولوجيات متعارضة وتجر معها كل أشكال الصراع إذ أن قانون تثبيت اللحظة قد فعل فعله منذ قرون وتألقت أسطورة العصر الذهبي الذي مات وتهاوت معه كل أشكال الحداثة وأصبح المفكر فيه من الحاضر الى الماضي وأصبح المستقبل تكريس للماضي وليس عمليه انتقال نحو العصرنة، ان تقييم وممارسة التيار الارثودوكسي وبالرغم من إشكالاته واحباطاته لا تزال هي السائدة في الفكر الشرعي والمتغلغلة في الوعي التأريخي والتي يستطيع الباحث فض أقنعتها وأعادتها الى مصدرها الإنساني لأن العالم يتطور في خط لولبي والى الأعلى وهذا يمنحنا شرعية القول بأن النتائج التي يصل إليها الفنان والمفكر في تخمين واستقصاء الملامح البعيدة غير المباشرة والخروج بحصيلة مستقلة عن الاحتياجات الذاتية وبوصف هذه الاستقلالية نسبيه لذا ان تحديد المسارات التي يتخذها الوعي وفي ظل ظروف مشتته تتجه نحو مستقبل غامض ، أن أي تطور مادي يجري خارج الكيان البشري والكيان المعرفي داخلي مبني على قيمة المنظومة الفكرية للأفراد لذا فأحتمالات الاستجابة لا تكون واحده وحتى يحصل نوع من التوازن بين المعطيات والبناء الاجتماعي لابد للفن أن يأخذ دوره في تربية الفرد والمجتمع وتنمية ذوقه وهذا لا يتحقق إلا بالانتباه الى حيوية الفن وخطورته في بناء الحضارة وكي يحصل ذلك لابد من أعطاء الدرس الأكاديمي الحقيقي فاعليته في صقل وخلق فنانين يمكن أن يمارسوا دورهم الحياتي هذا لكن الذي ينظر الى الواقع الحالي لا يجد مثل هذا التوجه ناهيك عن غياب أكاديمية فنيه حقيقية في البلد من شماله الى جنوبه وهنا يجب الانتباه الى أن حواسنا لا ترى شيئاً قصياً والفرط في الضجيج يجلب الصمم وأقسى ما تحارب به الحضارة هو الاعتداء على رموزها الفنية لأن انعدامها يعني تمثل قالب الهزيمة على المستوى السايكولوجي ففي تقدير العمل الفني توجد حاله من الشعور الجمالي يمكن أن يشاهد فيها ترابطات فسيولوجية وحتى فيزيائيه ومن المحتمل أنها عمليه فيزيائيه متضمنة داخليا وقابله للتطور في ألفاظ عامه ومن الملاحظ أن للخبرة الجمالية وحدتها والتي تخلع عليها اسمها الخاص وتكون بفعل الكيفية الفردية التي تشيع فيها كلها على الرغم من تنوع الأجزاء والفنان كونه مجال عملها يتمكن من اكتساب خبرة فرديه وتساوق في دقة التفكير نحو اكتشاف المجهول داخل العمل الفني وامتداد فعاليته في الذات الواعية التي كانت بعيده في مسارب الطرق في خضم التفاعلات التي تهيء العمل الفني كونه منجزا معبرا عن نفسه فمنذ عصر الكهوف بقي الفن منتجاً مرتبطا بالوعي الحضاري .
أن تماهي الذات مع المطلق هي صفه شرقيه كانت منذ أقدم العصور ولازالت متعمقة لأسبقية الخطاب الإلهي على الخطاب الإنساني وفي لحظات ... هي بعض هذا الهول اللامحدود والفضيع ذلك الذي يكون أحيانا مثل سكين حاد يجرح الذات قد نستطيع رؤية ذواتنا بكل انكسارات مراكبها وبكل انهياراتها وتكتلاتها المقفرة ونحن أمام إيماءات جديدة جادة ورصينة فالمحنه واحده تتحرك بإ تجاه الزمن الآتي الذي يأبى إلا أن يتصاعد بخطى وئيدة نحو الحياة .
أقول لماذا التوجس أنا لاأختار موضوعاً بل أمارس لعبة الحياة داخل إطار اللوحة .. أنها الترف والابن المدلل وهي انسجام والانسجام أما أن يكون كلياً أو لا يكون ، وبما هو كلي فهو ضروري للمجتمع من أجل وجوده واستمراره ولابد أن يكون هناك حراك للخروج عن التقليد السائد وكل تقليد خامل لا ينتج فعاليه وان الحراك لابد أن يكون معرفياً قبل أن يكون حرفياً لأن منطقة اشتغال الفنان هي كونيه تمثل مسارات البعد الرابع وهو منتج وعي الإنسان لبيئته وقد تمثل ارتباطا ما ورائياً ،وكوني لست باحثاً في التاريخ ولكني أقرأ حضارة بلدي لتعميق تجربتي التشكيلية فالجمال يشرق في النفس كشعاع ضوء بين الآكام والثقافة العراقية لم تمسك بالرموز مسكة معرفية وهذا متروك للنقد التشكيلي الذي يجب أن يمسك بتلابيب الناقد الذي يضع خيوط النقد ، يقول هربرت ريد..((بالنسبة لي يشترط في العمل أولاً أن يمتلك حيوية خاصة به .. أنا لا أعني انعكاسا لحيوية الحياة أو الحركة أو لفعل طبيعي أو لهو أو أشكال متراقصة أو غيرها بل أن يكون عملاً قادرا على أن يمتلك طاقه كامنة وحياة عارمة خاصة به مستقلاً عن الشيء الذي يمثله وحين يمتلك العمل هذه الحيوية الهائلة فلا مبرر آنذاك لأن نلصق كلمة الجمال به )).
عنوان التتبعات على الشبكة: http://wast.friendsofdemocracy.net/utility/tb/?id=242576
ارتباط دائم: http://wast.friendsofdemocracy.net/default.asp?item=242576
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق